c تفسير سورة الانبياء الحلقة 13

تفسير سورة الانبياء الحلقة 13

الذين يعتبرون الملائكة الهة و انهم اولاد الله بنات الله ، الله سبحانه و تعالى ينفي هذا القول و يرد عليهم و قالوا اتخذ الله ولدا و هنا لو كان الله سبحانه وتعالى قد اتخذ اولاداً فإما ان يكون هو من ولدهم فيكون دليل على جسميته وانه جسم و إذا قلنا انه جسم فيلد فهو باطلاٌ في وجوده كواجب الوجود له لاجزاء و تتفرع عنه لاجزاء ، وهذا يدل على حدوثه ، ولا يصح ان يكون إله خالق للخلق او انه اتخذ اولاداص بالتبني كما يقولولون وكما في عصر الجاهلية و هو يدل على ضعفه و جاحته لغيره فيكون ايضا باطلا لانه فيه دلاله على حاجة الله سبحانه وتعالى لغيره و ان يتخذه ولدا ليأنس به و يدل ايضا كما يقولون على نهايته لا الذي يتخذ الولد هو الذي يريد الاستمرار في ولده ، لذلك عقبه مباشرة بقوله سبحانه و هو لتنزيه الله سبحانه وتعالى  عما يقولون فالله سبحانه وتعالى اجل و اعلى  من ما يقولون بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ و هنا تبين وصف الملائكة و انهم عباد لله وليسوا اولاداً لله و انهم مكرمون ، مكرمون بطاعتهم و عبادتهم لله سبحانه وتعالى و بهذه الطاعة تترشح عنها الاثار فيبلغون كمال الطاعة ، وكمال العبوديه فيكونون كما يصفهم لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ      و هذا هو كمال عبوديتهم ان لا تكون لهم ارادة إلا ارادة الله و لا يعملون عملاً إلا في طاعة الله لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ القول اي الارادة يقولون الارادة لا يسبقونه في اردة إذا ليست لهم إرادة إلا ما يريده الله سبحانه و تعالى فإرادتهم ارادة الله خالصة ،

 وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ قدم الامر في هذه الفقرة وهم بامره يعملون في اللغة و طبيعة الحديث انه ويعملون بامره الامر يكون مفعول به مؤخر يقولون إذا قدم المفعول به على الفعل و الفاعل يدل على الحصر وهم بامره يعملون يعني لا يعملون إلا بامر الله سبحانه وتعالى لبيان حصر عملهم ، و ارادتهم بارادة الله سبحانه وتعالى فهم كما يقول السيد الطباطبائي لا يعرفون النهي لا يحتاجون للنهي لانهم فقط يطيعون و لا يعصون فهو يدل على عصمتهم ،

يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ و هو بيانُ انه تعالى انما اكرمهم لعلمه باعمالهم و علمه باقوالهم و افعالهم لهذا العلم الله سبحانه وتعالى يعلم بهم فاكرمهم ، و خصهم بهذه الكرامه وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ  وهو ايضا رد على الوثنيين لان الوثنيين قالوا يعبدون الملائكة و يعبدون الجن و يعبدن الالهة المتفرقة لماذا ؟ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ۚ  (1)   يريدون الشفاعة من خلالهم فيعبدونهم فيقولون مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ 3 الزمر  فهم يعبدونهم و لا ينكرون وجود الله ، و انما يتخذون عبادة الملائكة و الاوثان التي هي تماثيل للملائكة يتخذونها يتخذونها طريقً لتقربهم الى الله زلفى الله سبحانه وتعالى يقول هذا خطأ وهذا شرك لله سبحانه وتعالى فتبين الاية لمن يشفع الملائكة الملائكة يشفعون و لا تنفي الشفاعة و لكن يشفعون لمن ؟ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ    إلا الشخص الذي هو مرتضى من جهة دينه و عقيدته يشفعون له و لا يشفعون لمن يشرك ويشرك بمن ؟ يشرك بهم انفسهم الذين يطلبون منهم الشفاعة لله سبحانه و تعالى يشركون بهم الله إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ فان كانوا يؤمنون بالله و لا يشركون به الملائكة يشفعون لهم في بعض اخطائهم

وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ  الملائكة ايضا مع ما مر من ذكر طاعتهم و اكرامهم من الله وعصمتهم إلا انهم أيضا يخشون الله و يخافون الله و هذا هو الامر الصحيح ان يكون المطيع لله مهما بلغ طاعته لله لابد ان يكون خائفا من الله و هذا ايضا نراه في الحديث و الايات عن الائمة وعن اهل البيت و عن الاولياء إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا  *  فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا  (2)    مع كل ذلك يقولون نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا   و الله يؤمنهم في نفس الايات و لكنهم يخشون الله فالطاعة لله الحقيقة لله سبحانه و تعالى لا تنفصل عن الخشية

 ثم تقول الاية ،

وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ  (3)   

يعني لو قال الملائكة انهم الهة من دون الله سبحانه وتعالى لان لهم العقاب و العذاب مع انهم لا يقولون ، و الاية لبيان ان الملاكئة لا يدعون ذلك الاية تقول الملائكة لا يدعون أنهم الهة من دوم الله ولو كانوا يدعون لاستحقوا العقاب ، و هذه شرطية و الشرطية لا تعني وقوعها كما في قوله تعالى مثلا وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ  (4)   ليس معناه ان النبي يشرك وانه سوف يقع منه الشرك و لكن تقول هكذا انه لو كان الشخص المطيع مشرك لاستحق الملائكة لو ادعت انها الهة لاستحقت العقاب لمكنها لا تدعي ،

اخر نذكر ايات في الشفاعة ،

  • من الايات الداله على الشفاعة بلفظها هل هناك ايات تدل على الشفاعة او لا ؟ هناك ايات من ضمنها

يقول تعالى    لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا  (5) يعني إذا اتخذ شخص عهدا عند الرحمن و العهد هو الايمان كان مؤمن عند الرحمن مرضيا عند الرحمن فله ان يشفع يستحق ان يكون شفيعا

ويقول تعالى يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا  (6)   من رضي له الرحمن قولا إذا كان مرضياً عند الله و قبل قوله يعني عمله فإنه يكون شفيعا يوم القيامة يستحق ان يكون شفيعاً هذه ايات ولكن البعض ربما يفسرها هكذا او هكذا

نذكر ايتان في وقوع الشفاعة في الدنيا قبل الاخرة ،

كما في قصة يوسف اخوة يوسف يطلبون من ابيهم ان يستغفر لهم  قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ  (7)  هذه الاية كيف تكون دليل على الشفاعة البعض يقول لا تحتاج الى شفاعة يكفي ان تتوب و تتوجه الى الله سبحانه و تعالى هناك بعض الذنوب ربما تحتاج الى مدخلية ايضا إذا كان الشخص يعصي او يرتكب بعض المعاصي ومن الكبائر يحتاج الى طرف اخر يعضده يسنده وهنا نجد اخوة يوسف يطلبون من ابيهم ان يستغفر لهم لا ان يعفو عنهم هو ، وانما يستغفر الله ، و يعقوب النبي يؤخر الاستغفار الى وقت السحر و يستغفر لهم و يطلب من الله سبحانه و تعالى ان يغفر لهم ،

ايضا في ارجاع المذنبين للرسول صل الله عليه و اله الى يامر المذنبين إذا اذنبوا ان ياتوا للرسول و الرسول يستغفر لهم يعني يكون شفيعاً لهم واسطة لهم معهم الشفيع هو ان يضم شيء الى شيء فالنبي يضم دعائة و استغفارة فيستغفر الى الله فيغفر الله لهم وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا  (8) فإستغفر لهم الرسول هنا شفاهة ايضا و تقع هذه الشفاعة ايضا في الدنيا و ياتي الحديث ان شاء الله فلسسفة الشفاهة

الهوامش

  • سورة يونس الاية 18
  • سورة الانسان الايتان 11-12
  • سورة الانبياء الاية 29
  • سورة الزمر الاية 65
  • سورة مريم الاية 87
  • سورة طه الاية 109
  • سورة يوسف الاية 97
  • سورة النساء الاية 64

 

شاهد أيضاً

تفسير سورة النبياء الحلقة 48

تفسير سورة النبياء الحلقة 48 13/5/2019 بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *