أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ(30)
مواصلة في هذه الايت التي تتحدث عن وحدانية الله و اثبات و حداينته ، و هذه الايات تشير الى النظر و التمعن و التفكر في السماوات و الارض و دلالتهما على وجود الله سبحانه وتعالى ،
اولا : المفردات
أَوَلَمْ يَرَ تعني اولم يتفكروا و لكن يعبر بالرؤية عن التفكر إذا كان التفكر في امر مادي إذا كان عن امر مادي التفكر في هذه الماديات و في هذا الوجود الذي يدرك بالحواس يعبر بالرؤية و المقصود بها التفكر في هذه الامور التي تُرى بالعين
الَّذِينَ كَفَرُوا هم الوثنيون هذه الاية و يساق الايات التي تتحدث عن توحيد الله سبحانه و تعالى و ليس عن اصل الخلق لان اصل الخلق مسلم عند الوثنيين و لكن الاختلاف في قضية الربوبية و ادارة هذا الوجود
كَانَتَا رَتْقًا قال الراغب في المفردات الفتق الضم و الالتحام خلقةً كان او صنعا في الامر الذي يكون مسلتصقاً بعضه مع بعض
كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا و قال الفتق الفصل بين المتصلين وهو ضد الرتق الفصل بين السماء و الارض هنا في هذه الاية
وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء الجعل هو الخلق بمعنى الجعل مدخلية للماء في خلق هذه المخلوقات التي لها حياة و ترى بالحس .
ثانيا : المعاني
- الاية تبين و تدلل ان الخلق لا ينفك و التدبير لا ينفك عن الخلق ، الخلق ، و التديبر نتيجته واحده فإذا قلنا بان الخالق واحد فإن التدبير كذلك و خلق السماء و خلق الارض و خلق الامور التي في السماء و الارض من الجبال الرواسي كما في الايتين التاليتين لهذه الاية كله دليل على ان هذا الخلق هو نفسه التدبير ، التدبير و الخلق متحدان فالذي خلقهما واحد الذي يديرهما واحد ،
معنى رَتْقًا قال المفسرون انهما تعني كانتا شيء واحد فلم تكن هناك سماء لوحدهل و لم تكن هناك ارض متميزة وانما كانتا شيء واحداً لم تكن هناك اجرام كالارض او غيرها وانما كان شيء واحد ثم وهذا ايضا تؤيده النظريات العلمية ثم اجتمع الغبار شيء فشيء الى تكونت كتل وهي الاجرام السماوية من الارض و غيرها و قيل غير ذلك
و قيل كَانَتَا رَتْقًا بمعنى كانتا متصله كل واحده لنفسها السماء لوحدها و الارض لوحدها فالسماء كانت رتقا بمعنى كانت متصلبه او نفسها لا يخرج منها شيء لا ينزل منها الماء ، و الارض كانت رتقا بمعنى لم تفتق ولم يخرج منها النبات كانت لوحدها صلبة لا يخرج منها شيء ففتقناهما جعلنا الماء ينزل من السماء ، و جعلنا النبات بنبت من الارض ويؤيد هذا قوله في نفس الاية وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ
- قوله تعالى وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ما هو المقصود بالماء في هذه الاية تحدثنا عن هذا المعنى في هذه اية مشابهة لهذه في سورة النور الجواب ذكر المفسرون اكثر من معنى و اكثر من تفسير لكلمة الماء التفسير الاول الذي ذكره المفسرون ان الماء يعني النطفة ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق عن طريق التناسل و التكاثر الخلق الحي خلقه عن طريق التكاثر من نطفة اعترض من اعترض من هو من الخلق الحي من هو بسيط الخلية خلية واحدة ، و بعضها ينقسم انقسام الخلية الى اجزاء ثم يتكون خلق حي اخر من انقسام نفسي الخلية من غير ان يرجع الى النطفه و اُجيب على بإن هذا و ان حصل إلا انه في مرحلة لاحقة و أما المرحبة الالى من خلق الاحياء بعد الخلق الاول طبعا الاولى قبل انقسام الخلايا الخلق من نطفة فيكون الخلق من نطفة ،
التفسير الثاني هو ظهور اول مخلقٍ من الماء ظهور المخلوقات اول ما ظهرت المخلوقات من الماء ، و الاحاديث تشير الى ذلك ان الله سبحانه وتعالى اول ما خلق هو الماء و يقول تعالى وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ (1) فكان اول الخلق هو الماء لذلك وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ يعني خلقنا الخلق من الماء فيقال بدأة الحياة و اوجدت الحياة قبل ملايين السنين من الماء قبل ثلاث الاف مئة مليون سنة بدأت الحياة توجد من الماء وجد الماء ثم تكون شيء فشيء تكونت الوجودات الاخرى ،
التفسير الاخير هو ان الماء يشكل العنصر الاساسي في وجود الاحياء فهو يشكل 70 بالمئة من وجود كل حي كل حي من الاحياء نسبة الماء فيه نسبة كبية فتوجد الاحياء من هذا الماء بمعنى ان يكون الماء عنصر اساسي في وجود الاحياء و هذه التفسيرات لا تعارض بينها كلها تؤيد و تاكد على ان الماء عهنصر اساسي في وجود المخلوقات الحية له دخل في وجودها .
الهوامش
- سورة هود الاية 7