وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)
الحديث لا زال متصلا بما قبله بمحادثة المشركين الوثنين الذين يشركون بالله
اولا : المفرادات
النفس ،
اصل معناها هو ما اضيفت اليه فنفس الشيء معناها الشيء اذا اضيفت تقول نفس فلان يعني كانك قلت فلان ، و لا تكون إلا عبارة عن التاكيد ،النفس ايضا استعملت في معاني متفرقة ، و ان كانت كلها تعود الى شيء و احد وهو نفس الشيء يعني ذاته استعملت في معاني متعددة ، منها الذات و يشمل ذات الله سبحانه و تعالى فيقال نفس الله كما في قوله تعالى كتب على نفسه الرحمه فكتب على نفسه الرحمه يعني هل الله سبحانه و تعالى مكون من جسد و من نفس لا و انما المعنى ذاته كتب على نفسه الرحمه يعني على ذاته الرحمه فبمعنى الذات ، واستعملت ايضا في مجموع روح الانسان و جسده الانسان روحه و جسده تسمى نفس و من قوله تعالى من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً (1)
من قتل نفس هنا المقصود بها الانسان و ان كانت تعود الاظهر منها انها تعود الى ذات الشيء الى النفس بمعنى الذات و لكن بالقران هنا دلت على ان المقصود هو الانسان ـ
ما هو الموت ؟ الموت هو فقد الحياة و فقد اثار الحياة في الشي الذي من حقة ان يحيا الذي له قابليه ان يحيا فلا يقال للجدار مثلا انه ميت و انما يقال مات لمن فيه قابليه العيش يقال عنه مات لذلك الانسان له قابليه الحياة فيقال عنه ميت حتى قبل ان ترد عليه الحياة وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم (2) فالانسان لان له قابليه يسمى اذا مات فقد الحياة الشعور فقد اثار الحياة ميت
ثانيا : وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ هذه الاية جواب على تشكيك الوثنيين المشركين في نبوة النبي صل الله عليه و اله بموته كونه بشر فيقولون فإذا كان بشر سوف يموت وتنتهي دعوته إذاً الدعوة باطلة تحتاج الدعوة في نظرهم ان يكون الداعي لا يموت ملك مثلا لذلك كانوا ينتظرون موته يقولون لمجرد انه يموت ثبت بطلان الدعوة لماذا ؟ لانهم ثبتوا ان الدعوة و النبوة لا تكون إلا إذا نزل ملك من السماء هو الذي يدعوا الناس لذلك ينتظرون الموت في نظرهم ليثبت بموته انه ليس نبي أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ (3) ينتظرون موته يقولون إذا مات ثبت المطلوب انه ليس نبي ، و يقولون ايضا في دعوته النبي صل الله عليه و اله يدعي النبوة و يدعي خاتمة النبوة فيقولون إذا كان نبي كما يدعي و كان خاتم للنبوات فيجب ان يكون مستمر خالدا في حياته لان النبوة تحتاج الى حافظ من الذي يحفظها إذا كان هو يموت فإذا مات انتهت دعوته و نبوته إذاً ثبت كذبه وانه ليس نبي و ليس خاتم للانبياء فجائت الاية وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ لم يكن هناك بشرٌ خالد و الدعوة لا تحتاج الى الخلود وانما الدعوة هي الطرح الفكري و الطرح العقائدي الذي يبقى ومن يصونه ؟ يحفظه الله سبحانه وتعالى ، وهناك من يخلف النبي صل الله عليه و اله في الاستمرار في دعوته و حفظه و الدعوة باقيه ، و لا تنافي كونها خاتمه للدعوات و النبوات ايضا كانهم في اشكالهم ينتظرون موت النبي كأنهم يقولون نحن خالدون إذا مات النبي فهم يثبتون بطلان دعوته ، وهم ينتظرون موت النبي فهل هم يكونون خالدين أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ يعني هو النبي صحيح انه سوف يموت و لكن هل انكم تضمنون انكم تبقون بعده ايضا لا ضمان ربما تنتهون جميعكم و هو الباقي ، و المتاخر في موته و ان كان حكمه انه يموت كحكم البشر قاطبة لذلك الاية اعطت القاعدة كُلُّ نَفْسٍ ائِقَةُ الْمَوْتِ الموت (4) كل نفس في هذا الوجود ذائة للموت النفس التي لها قابلية ان تعيش لابد ان تنهي للموت فهذا قانون حتمي يشمل الجميع ، ولا مفر منه ابدا ثم تقول وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ إذا كان الناس يموتون إذا لماذا هذه الحياة لماذا نأتي للدنيا ثم نموت فتعلل الاية انما مجيئكم لهذه للدنيا من اجل هذا وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً النتيجة ان يرجع الانسان الى الله يمر بالاختبار و الامتحان فيمحص في هذه الدنيا ثم تخرج قابليته ثم يعود الى الله سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى هنا تبين السبب من وجود هذه الحياة فالانسان انما جاء ليتكامل في هذه الدنيا بالاختبارات و الامتحانات و الابتلاء يختبر و يتكامل ثم يرجع الى الله سبحانه وتعالى وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً الشر مقدم في الاية على الخير لماذا يقدم الشر على الخير ؟ يقدم الشر على الخير لانه في الابتلاء اكثر وقوعا من الخير في الشر الانسان يختبر اكثر كلما اصابته مصيبه كان وقعها على نفس الانسان ا كثر فيكون الاختبار بالابتلائات و المصائب اشد واكثر كما ياتي اكثر من وجود الخير ، الخير يحتاج الى شكر لكن في الشر يحتاج الانسان الى ارتباط و وتضرع ويرغم على ذلك بسبب المصيبه و الله سبحانه وتعالى جعل الشر هو الطريق للرجوع لله سبحانه وتعالى كما يأتي في تفصيل الحديث الشر الذي تذكره الاية هل ان الله سبحانه وتعالى خلق الشر ؟ الجوب ان الشر نسبي إذا ليس للشر حقيقة وجود في هذه الدنيا و نما هو شيء نسبي يبتلى الامسان بالشر فيضانات صارت شر و لكن هذا الشر الذي هو مطر نزل كثير يراه من تعرض له شر و للاخرين خير من يصلهم خير فيضانات تكون في مناطق بعيده ثم يأتي الماء الى اخرين فيكونون في امان عاصفة تأتي في مكان ثم يأتي النيسم و المريح لاخرين فهو شيء نسبي في اصله هو وجود فليس هو في ذاته شر ، وانما هو بالقياس الى شيء يعتبر شر و بالقياس الى شيء اخر يعتبر خير ، و لايخلوا الابتلاء ايضا في كل وقت ان يكون مخلوط وممزوج بالخير و باليسر فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) دائما إذا سنة كونية تثبته الايات و الروايات الكثيرة نذكر ايتان و روايتان أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون (6) هذه الاية تقول لنا لا تتوقعوا لا تجعل في نفسك انك في مأمن من البلاء أمر حتمي الله يقول تحسبون تتخليون تظنون ان انكم تكونون بعيدين عن البلاء ، و الاختبار لا ليس هذا هكذا لابد ان يكون اختبار يختبر الشخص بظروف المجتمع يختبر بالضيق المادي يختبر بالاولاد بالزوجه بالعمل بكل شيء إلا انه لابد ان يختبر أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ثم تعقب و تقول وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (7) ندعي الايمان ومن غير ان نعرض للاختبار لا حتى يظهر صدقنا من عدمه و يقول تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين البقرة 155 ولنبلونكم اكيد لا بد ان بيتلى الانسان و يعرض
الهوامش
- سورة المائدة الاية 32
- سورة البقرة الاية 28
- سورة الطور الاية 30
- سورة ال عمران الاية 185
- سورة الانشراح الاية 5
- سورة العنكبوت الاية 2
- سورة العنكبوت الاية 3