بسم الله الرحمن الرحيم
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِي
نواصل الحديث حول قصة بطل التوحيد النبي ابراهيم خليل الله و تفاصيل هذه القصه في قضية احراق ابراهيم عليه السلام او ارادة احراقه ،
قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ، بعد ان اسقط ما في ايديهم امام بطل التوحيد و استدلالاته وما اتى به من ادلة فكرية و واجههم بها الى غير ذلك صارت بعد ذلك ادلته عمليه بحيث انه لما حكم الالهة و الاصنام التي كانوا يعتمدون عليها وانها سبب للخير و البركه وانها تدفع عنهم الشر و لن تستطيع ان تدفع عنهم شيء سقط ما في ايديهم بعد ذلك و نكسوا على رؤوسهم و اصروا على باطلهم ، قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ، صاروا يحشدون و يحركون عواطف الناس صاروا يحرضون ويتوسلون بالناس انه انصروا الهتكم اين حميتكم اين غيرتكم على دينكم لقد سحقت سنة ابائكم اين انتم صاروا يحرضون الناس و جمعوا الناس بقوا في تحرض الناس مدة من الزمان جمعوا من الحطب ما يكون جبلا و كان يكفي لاحراقه ان تجمع حزم بسيطه و يحرق و لكنهم لم يكتفوا وانما بقوا يجمعون الحطب اربعين يوم و يحرضون الناس لحرق ابراهيم انتقاما للالهة و رد الاعتبار لما حدث على الالهة ، صار الناس ينذرون بالحطب لقضاء حوائجهم و تحول عمل الكل حتى الناس الاتي كن يخطب ثياب تحول لجمع الحطب صاروا يجمعون الحطب لحرق ابراهيم من عنده حاجه كان ينذر يقدم الحطب حتى تقضى حاجته ، اشعلوا النار بعد اربعين يوم من جمع الحطب كما ينقل ، لما اشتعلت النار صارت كانها بحر متلاطم من اللهب نيران عاليه مدة طويله بامر الطاغية الذي هو سيد الطغاة في وقته الكل يجمع ذلك الحطب فأشتعلت النار لم يتمكنوا من الاقتراب اليها كما هو معلوم ، اقترح عليهم شخص ان يصنعوا المنجنيق ورموه بالمنجنيق داخل انار رموا النبي ابارهيم بعد توعد و تهديد ، توعدوه اولا و هددوه ، جاء له عمه ازر لطمه على وجهه و صاروا ينصحونه تراجع لكنه اصر بثبات ٍ واستقرار على موقفه و على عقيدته و دينه لقد القي ، لقد القي بطل التوحيد ابراهيم عليه السلام من بعيد في النار القوه وسط صراخ الناس و زغاريد النساء و الفرح ، تحول الرأي بعد ان تراجعوا و رأوا انفسهم ضالين اصروا و صار التحشيد و العقل الجماعي قلب الموازين فصاروا فرحين يزغردون بأنهم يقضون على ابراهيم ن القوه في النار ظن الناس ان ابراهيم قد انتهى وحولته النار الى رماد و سط تبريك وسرور وفرح تقول الروايات عندما القي ابراهيم عليه السلام في النار وهو في الهواء ضجت السماوات و الارض و الملائكة تسأل الله لابراهيم ، في العالم الاخر الملكوتي هناك حركة تسأل الخير لابراهيم وتدعوا لابراهيم ونزل جبرائيل عليه السلام الى ابراهيم و هو في الهواء يسأله جبرائيل يا ابراهيم الك حاجه ، فقال ابراهيم اما اليك فلا يعني من عندك لا اطلب حاجه فإقترح عليه جبرائيل ، فقال جبرائيل فأجابه حسبي من سؤالي علمه بحالي ، لا احتاج الى السؤال الله سبحانه وتعالى ناظر ، كم ابراهيم يحمل التسليم المطلق و الاستقرار بحيث انه لم يعبر عنه بخوف ابدا ربما عبر عن بعض الانبياء في بعض المواقف و اخاف ان يقتلون هنا لم وهو يلقى في النار مصير حتمي ونار و لكنه حتى الدعاء و السؤال لم يسل للخلاص منها لكثرة تسليمه لله سبحانه وتعالى ، وفي حديث عن الامام الباقر سلام الله عليه قال ان ابارهيم ناجى ربه في تلك الساعه ، يا احد يا احد يا صمد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوا احد توكلت عليك لك يقل خلصني و انما توكلت عليك تسليما مطلق و ان شاء الله سوف ياتي في الفوائد من القصه ،
قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ، ما اجمل لطف الله في اشد الظروف انسان مسلم و في ظروف قاسيه هذه القسوة ليس تعذيب بسيط و انما قتل بأبشع الصور و واشد الصور و الحرق لا يعادله شيئ حتى كسر العظام شديد جدا ،
في اشد الظروف و اذا بالنداء قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ما اجمل هذه العبارات وما اروعها تحولت النار الى حديقة غناء كما يروى فكانت افضل ايام ابراهيم رخاء ً وراحة ً سرورا وهو في النار كم تغير الامر بعد ان جاء لهذه النار و اذا هي تتحول الى حديقه غناء ،
تحولت خاصية النار الى برد ٍ و سلام على ابراهيم خاصه لذلك هذه فيها سر غريب قضيه الاعجاز تحولت النار على ابراهيم بردا ً و سلام خاصة ً و هو خرقٌ للعادة و هذه هي المعجزة كما يقول السيد الطباطبائي ، يوق لو ليس لنا طريق لمعرفة هذا التاثير بين الروابط في العلة و المعلوله هنا توجد عِلِّيه ومعلوليه ولكنالعله و المعلول لا يمكن ان يتخلف ولكن كيف صارت لا يعلمها الا الله لانها اعجاز و يقل انها تحكم في القانون بقانون اخر علمه عند الله سبحانه وتعالى وهو مسلم ٌ كونه اعجازا ً من الله سبحانه وتعالى بحيث ان تسلب خاصية الاحراق من النار على ابراهيم و على لباسه فقط ولم تسلب خاصية الاحراق على الوثاق الذي قيد به ، هو موثق مربوط ولكن يحرق ولا تحترق ثوبه و لا يحرق شيء و قيل وجد مانع عن الاحراق وهو قميص ابراهيم جاء به جبارئيل اليه في حينها توجد روايات تقول هكذا ايضا و لكن الظاهر ما اشارت اليه الاية وهوما يقوله السيد الطباطبائي ان النار تحولت بردا وسلاما على ابراهيم ثم خرج ابراهيم عليه السلام ينكت ثوبه من الرماد ان الناس ينظرون النمرود ينظر لم ابراهيم انه لم يمت تعجب قال لمن معه كأنني اتخيل خيل الي ان ابراهيم لم يمت فصعد الى الاعلى نظر و اذا ابراهيم لم يمت تعجب و صرخ بصراخ و كلمات ٍ اعترافاً بمقام ابراهيم و برب ابراهيم ،
خرج ابراهيم ينكت ثوبه و لم يحرق الا وثاقه توجه ابراهيم الى نمرودو عاد عليه النصح و الارشاد لم يتوقف و انما جاء يواصل مسيرة وينصح نمرود نمرود و اصحابه تعجب ذهول ، فالحق ينطق مبغضا و عنيدا ، رغما عنه ينطق فلتت من لسانه كلمات فقال من اتخذ الهً فليتخذ مثل اله ابراهيم الذي يريد اله يتخذ هذا الاله كألاه ابراهيم اعتراف خرجت من غير ارادة تحدث بها و بغيرها في حينها تقدم شخص من المتملقين ، يعني يوجد كهنة يوجد ناس قائمين على المعابد على هذه الامور و جاء متملق و قال انا الذي عزمت على النار ان لا تحرق ابراهيم فلم تحرقه في حينها تكلم المتنفذين و الذين يستغلون الفرص تحرك مباشرة و قال انا السبب فتطاير اليه شررٌ من النار فأحرقه ،لماذا ؟ لان هذا هوالفرقان و الحسم بحيث انه لم يبقى شيء يوحي بالالتباس يقول انت السبب او انت لست السبب تقول السبب يحرق ايضا صاح نمرود بصوت ٍ عالي يا ابراهيم ان ربك عظيم و قد اوجد بقدرته حائلا بينك وبين النار و لذلك فإني اريد ان اقدم قربانا ً له و احضر اربعين الف قربان لذلك قدم قربان فاعاد ابراهيم عليه القول ان اي قربان ٍ و اي عمل لا يتقبل منك الا ان تؤمن بالله و في حديث ٍ سوف ياتي قال ماذا اصنع بعرشي النتيجه انه ان امنت بك انتهى كل شيء فأصر على الباطل ثم توجه نمرود الى ازر عم النبي ابراهيم فقال ما اكرم ابنك على ربه كم له كرامه حفظه من النار العظيمه قوله تعالى وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِي ارادوا به كيدا خططوا للقضاء على ابراهيم وتنتهي هذه الدعوة البسيطه ارادوا به كيدا فخسروا كيدهم بل زادوا خسارة على خسارة فصاروا اخسرين بماذا ؟ بانه ظهر ابراهيم امام العلن و امن به كثيرا ٌ من الناس بدل ان يكونوا قد قضوا عليه او تنتهي دعوته او ان تكون دعوته بين اناس محدودين صارت دعوته عامه