اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ
مواصلة للحديث حول هذه الاية و المرتبطة بلهو الكافرين ، و المشركين و إنشغالهم عن ذكر الله و هي موعظة لهم وللناس كافة ان لا يكونوا في غفلة عن الحساب قمن يغفل عن الحساب لا محالة هالك ، و خاسر تحدثنا في شيء من هذه الاية ، و في بعض معانيها و هنا الحديث ايضا نواصل بعض الشيء
اولا : حُدوثُ كَلامِ الله و قِدمه
معنى الحادث و معنى القديم هنا الاية ذكرت مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ ما هو معنى محدث و معنى قديم لان الاية صارت محل خلاف و إختلاف كثير وكما ذكرنا ذلك سابقا انه الاختلاف الذي حدث عند المسلمين على حدوث القران و قدمه كان اكبر اختلاف اريقت فيه الدماء في الإسلام كان سبب هذا الإختلاف سياسي و استغلال سياسي وهو ليس اختلا فحقيقاً وانما الاحكام كانوا يستغلون ليشغلوا العلماء و الناس تبعهم بهذه المسالة هل ان كلام الله حادث او انه قديم ،
الحادث هو المخلوق الذي له بداية يسمى حادث و ذكرنا الاية تعني هنا جديد بعد شيء كان قبله و القديم الذي هو ليس مخلوق و ليست له بداية كان الاختلاف في هذا المعنى هل هو قديم او انه ليس مخلوق و كان البحث طويل متشعب و فيه تفاصيل كثيرة ولكن في الواقع ان هذا البحث لا فيه فائدة عملية سواء فسر بهذا المعنى او فُسر بهذا المعنى نحن امامنا الفاظ من القران نستفيد منها سواء قلنا انها قديمه او انها حادثه و في الخلاصه ما هو سبب الاختلاف هو نظر من نظر يعني بغض النظر عن الجانب السياسي و لكن نقطة الاختلاف هو نقطة التركيز في موضوع الحديث و القديم هل ان كلام الله يعنى به الالفاظ ام يعنى به العلم الالهي فان كان الكلام قصد به قاصده العلم الالهي و ان الله يعلم بكل شيء من الازل فهو صفة من صفات الذاتيه الذي هو العلم صفه من صفات الله و صفات الله ليست مخلوقه قديمه و إن كان يقصد به الالفاظ ، الالفاظ قطع حادثه و واضح انها حادثه هذه اللفاظ و هذه الحروف
ام ما تدل عليه الاية ، الاية تتحدث شيء كلام لله سبحانه وتعالى و لكنه حادث جديد فتتحدث عن هذه الالفاظ و ليس عن صفات الله سبحانه وتعالى ، و يدل على ذلك قوله تعالى تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ۖ (1)هنا لله سبحانه وتعالى يكلم الرسول ، و الرسول هو حادث وقع في زمنٍ معين إذا الحديث حادث ، وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا (2) كذلك كلام وقع في من يعني هذا الكلام حدث في هذا الزمن وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ (3) فكيف تحرف صفات الله الازليه لو كان كلام الله هو صفة ازليه ابداً لا يمكن الوصول اليها ، و لا يمكن تحريفها ، و انما المعني هو الالفاظ ، وهذه الحروف ، و هذه الكلمات التي يتلوها النبي صل الله عليه و اله .
ثانيا : الغفلة و اثارها
قال تعالى اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ،
- تعريف الغفلة قال الراغب الاصفهاني في هي سهو يعتري الانسان من قلت التحفظ و التيقظ اذا كان الانسان لا يكون يقظً باستمرار ((( اذا كان الانسان غير يقظ )) باستمرار يصيبه السهو ، و الانشغال ، و الاتبعاد عن الفكرة التي قد تكون صورتها في نفسه قد يكون العلم موجودً في نفس الشخص ولكنه قد يغفل عنه لا يكون له اثر وهذه هي الغفلة إذاً الغفلة عدم التفطن و التيقظ للشيء مع وجود صورته وقد تكون صورته غير موجوده القران الكريم يحذرنا من الغفلة
- التحذير من الغفلة هذه السورة جائت لتجعل الانسان يقظً نبهً منتبهً للغفلة و ان الغفلة سيئه و اثارها سيئة يقول تعالى وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ (4) و اذكر ربك في نفسك انت في نفسك عليك ان تكطون ذاكر باستمرار متامل و يكون ذكر الله حاضراً عندك باستمرار وليس في وقت فقط انما في جميع الاوقات بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ صباحاً و مساء يكون ذكر الله حاضراً عندك فإن كان ذكر الله حاضرا كانت له ثماره و كانت له اثره غن كان ذكر الله غائبً عنك فانت في غفلة و نتيجتها خسارة طويلة كما يأتي الكلام .
الهوامش
- سورة البقرة الاية 253
- سورة النساء الاية 164
- سورة البقرة الاية 75
سورة البقرة الاية 205