c تفسير سورة الانبياء الحلقة 4

تفسير سورة الانبياء الحلقة 4

اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ  *  مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ 

مواصلة للحديث حول هذه الاية و بدأنا في الحديث حول الغفلة و اثارها في قوله تعالى وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ 

ذكرنا تعرف (أ) الغفلة ، و ذكرنا (ب) التحذير القراني من الغفلة

(ج) الغفلة وتبعاتها و اثارها

من اثار الغلة كما يذكر القران امور كثيرة تسببها الغفلة و عدم اليقظه و القصود خصوصاً في هذا المجال الغفلة عن الاخرة ،

 1 –   إتباع  الهوى و الضياع من اثار الغفلة انه يتبع الانسان الهوى إذا كان غافلا عن الاخرة ولم يجعل الاخرة نصب عينيه و لم يجعل الحساب نصب عينيه فلا شك انه يتبع لاهوى كما ذكرنا سابقا هناك آيات تشير الى ان سبب المعصيه ليس هو عدم الايمان بالله سبحانه وتعالى وانما هو عدم الايمان بالحساب عدم الايمان بالحساب و الغفلة عن الحساب هو الذي يسبب اتباع الهوى و المعصية وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا  (1)    لانه غفل فاتبع هواه ونتيجته ان يكون  مسرفاً ان يكون ضائعاً ان يكون ضالا ان يكون نادماً .

2- قسوة القلب تسببه الغفلة لانه كلما تعلق الانسان بالدنيا كلما قسى قلبه فمن يجد في نفسه قسوة فليعلم سبب الغفلة عليه بالذكر المستديم فيذكر الاخرة يذكر الحساب ليرق قلبه أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (2)  هؤلاء الغافلون هم الذين طبع على قلوبهم وعلى ابصارهم صاروا قساة القلب و لا يرون

(3) عدم تذكر يوم القيامه الغفلة تجعل الانسان ينسى يوم القيامه إذا كان غافلاً ، و لا يذكر ، لا يفكر باستمرار في عاقبة امره الى اين ينتهي كيف وجد والى اين المصير يعمى عن يوم القيامه يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا     الحياة الدنيا لها ظاهر و لها باطن لها ظاهر هذا الوجود و لها هدف و راء هذا الظاهر ، و العاقل الواعي اليقظ غير الغافل هو الذي يفكر في ما بعد هذه الدنيا وما هو الهدف من هذا الظاهر ومن هذا الوجود فهؤلاء    يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ  (3)  

و قال تعالى وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ  (4)  لانهم غافلون فيكونون في حسرة و لا يلتفتون
إلا إذا حل وقت الحسرة 

4-  الحسرة ، و الندامه ايضا من تبعات الغفلة تحقق الحسرة ، و الندامه في وقتٍ لا يمكن التدارك و الانسان العاقل هو الذي يتدارك و يلتفت لنفسه في الدنيا و لا يسوف و لا يؤخر للاخرة وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ  (5)  كانوا في غفلة هنا الحسرة و الندامه لانه لم يلتفت و إذا حل الاجل الذي هو قريب من الاصل ومع الانسان و الانسان غافل عنه عليه ان يلتفت لهذا المصير .

5-  عدم الادراك ، الانسان الذي يكون في غفلة ايضا يكون ادراكه غير صحيح و الادراك غير الصحيح هو الذي يرى الشيء كما مرة الاية ظاهر الحياة و لا يستنتج الباطن و ما يترتب و ما هي الملازمات و النتائج على هذا الوجود  فعدم الادراك ايضا يقول تعالى  لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ  (6)  الغافلون الذين هم الذين لا عندهم هذه الحوساو هذه العقول و مكنه يتشبث بالظاهر و يترك النتيجة و الإستنتاج فلا يدرك حقيقة الامور لذلك يسمعوون الكلام كلام الله وهم يلعبون وكانه لا يعنيهم سبب هذا الغفله و عدم اليقظه وعدم التفكر وعدم الوعي فتكون الاية كانها ليست يقول تعالى  سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا  (7)  

لا تنفعهم الايات يرون الايات لكن هذه الايات  كانها غير موجوده و لا تاثر وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا  طريق واضح بين هداية لا يتخذوه سبيلا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (8)    لانهم صاروا غافلين عن الايت و انكروا الايات و كذبوا الايات فصارت الايت التي يرونها و الارشادات و الهداية لا تاثر لا تصل الى قلوبهم القلوب القلوب ميتة .

8- نتيجة الغفلة هي جهنم غافل نتيجته ان يصل الى النار و يخسر وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (9)  يعني هنا غفلة سببت كسباً للمعاصي و الانحراف و النتيجة ان يكون في النار نتيجته الخسارة الانسان العاقل الواعي الذي يحق ان يسمى انسان هو الانسان الذي يعطي نفسه مكانها فيتدبر و يتامل و يفكر و لا يكون في هذه الغفلة يستنتج على غافل تقدير انك إذا اردت ان تنكر الطريق و تنكر المعاد مثلا  ان تكون ان تكون تفكرت فيه و استنتجت لا انه يلغي كل شيء و ينكر كل شيء من غير ان يقف و يتأمل و يتدبر في ذلك .

الهوامش

  • سورة الكهف الاية 28
  • سورة النحل الاية 108
  • سورة الروم الاية 7
  • سورة مريم الاية 39
  • سورة الانبياء الاية 97
  • سورة الأعراف الاية 179
  • سورة العراف الاية 146
  • سورة سونس الايتان 7-8

شاهد أيضاً

تفسير سورة النبياء الحلقة 48

تفسير سورة النبياء الحلقة 48 13/5/2019 بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *