اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ
مر الحديث حول هذه الاية ، وتحدثنا حول الغفله ومجيئ الاية لجعل الناس منتبهين لحسابهم واخرتهم ، ومصيرهم ، وذكرنا الاثار الكثيرة التي ذكرتها الايات المختلفة من اثار الغفلة للانسان التي تدعوه لارتكاب المعاصي ، و عدم التورع عن الشبهات ، و التجاوز على حقوقو الاخرين و غير ذلك ، و من الاثار ان الغفلة تسبب الاعراض عن ذكر الله سبحانه وتعالى
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (1) تسبب له اعراضاً عن ذكر الله ، و إذا اعرض عن ذكر الله عاش عشية ضنكا في هذه الدنيا قبل الاخرة ثم يكون اعمى يوم القيامه ، و ايضا من الاثار التي تؤدي اليها الغفلة تسلط الشيطان على الانسان عندما يغفل الانسان او يتعمد او يتغافل او يتناسى ذكر الله سبحانه وتعالى فإنه يكون في مصيدة الشيطان و يتصرف فيه الشيطان كيف ما يشاء و يندم بعد ذلك على مقارنته للشيطان يقول تعالى وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (2) الشيطان يكون قريناً لهذا الانسان لانه ابتعد عن ذكر الله ولم يجعل ذكر الله نصب عينيه دائما ، و في قلبه و في فكره حاضرا وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (3) الشيطان يكون معه إلى ان يحسب نفسه مهتدي ، و سببه الغفلة و الابتعاد عن ذكر الله فيصر على طريقه و يتصور انه في هذه انه في هذه الطريق مهتدي حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (4) بعد تلك الندامه و التمني الذي لا يجديه و لا ينفع ايضا العذاب و الذل يوم يوم القيامه سببه عدم الذكر لله سبحانه و تعالى
يقول تعالى وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (5) الان صرنا مبصرين صرنا نسمع ولكن انى لهم الرجوع بعد ذلك الة ان يقول تعالى فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا (6) الغفلة هي هذا النسيان وهذا النسيان ليس هو النسيان الحقيقي و هو ذهاب الصورة وانما التناسي و التغافل فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ ۖ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (7) يتناسى و يتغافل الى ان يكون ذليلا يوم القيامه هذه بعض الاثار و التي ذكرناها قبلا ،
الان نتحدث عن علاج الغفلة و كيف يبتعد الانسان عن الغفلة ويتجنب هذه الغفلة و هل ذكر القران امور توجب للانسان اليقظة و عدم الغفلة اما لا ؟
- التدبر في الافاق و في الانفس وفي كل شيء القران ذكر هذا وجعله فرض على الانسان ان متدبراً متأملاً في هذه الدنيا في الافاق في الانفس في كل شيء قول تعالى سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ (8) علامات و دلائل في الافاق وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقّ إذاَ هذه الايت و هذه العلامات الافاق تكون دلاله يتبين من خلالها انه الحق اما إذا نظر اليها الانسان نظرة غافلا فهي لا تجدي ولا تغني من شيء النظر المطلوب الذي يذكره القرآن و يطلبه ان ينظر الانسان ويستنتج كيف هذا الوجود ، و عندما نسمع ونقرأ عن المجرات وعن الكواكب ان الكواكب الذي نعيش فيه بل المجرة التي نعيش فيها لا تعادل شيء بالنسبة لذلك العالم و للمجرات الاخرى فيتسائل الانسان ما هو الارتباط بيننا و بين هذه ولماذا وجدت ومن الذي اوجدها ومن المؤثر فيستنتج هذا الذي يسمى برهان النَظم وهو اشد البراهين و اوضح البراهين ان نستنتج من ما نرى و قال تعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (9) اصحاب العقول الذين يتفكرون و قال تعالى أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (10) إذا فكر في هذا كيف صار و كيف رفعت السماء كيف هذه المجرات موجودة وكيف هذا الاستقرار الذي نعشيه على هذه الارض يجعل الانسان يفكر في وجوده و في خالقه ، و في مصيره وما ينتهي اليه
- التدبر في مصير من مضى علينا ان نفكر في مصير من مضى من يريد ان يكون واعياً وهو الانسان الطبيعي ان يكون واعياً و يفكر في مير من مضى نحن نرى اناس جائوا ومضوا نحن في هذا المجتمع و في هذه الحياة لو رجعنا بتفكيرنا الى مئة سنه لم يكن احد من الموجودين من اهل هذه المنطقه اين ذهبوا إذاً هذا المصير لابد ان نسير اليه و ينتهي من يفكر في هذا و يفكر بتفكير سوي سليم يأخذ أهبته و استعداده و يفكر في الاخرة لا يقترب الحساب و هو في غفلة يقول تعالى
قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) الذين كذبوا سابقاً جائتهم البينات و الهدى و لكن كذبوا هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (12) للمتقي الحذر النبه الذي ينتبه و يحذر و ياخذ حيطته ،و إحتياطه هذا بيان و هدى وموعظه له و قال تعالى أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (13) إذا فكرنا في من عاش قبلنا كم كانت اعمارهم كانوا يعشيون بمئات السنين ، وربما قبلها بالاف ، ولكن اين هم ، و كيف اندثروا و كيف انتهوا و كيف تعلقوا بالامال كان ((احدهم عندهم إذا مات عنده شخص )) و عمره 200سنه يبكي عليه يقول مات صغير نحن لا تنصل هذه الاعمار يجب ان نفكر في الاخرة وفي العاقبة التي لابد ان نسير اليها و اعمارنا تتقصف وتنتهي و تصغر و تقل .
- التدبر في القرآن الكريم مهم ايضا لان القرآن الكريم هو الذي يجعلنا نقترب من الله و نفكر في حياتنا و في اخرتنا ونترك الغفلة يقول تعالى إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ هذا الاختلاف في ايات لالي الالباب الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ (14) هذه الاية نقرئها و نقرأ الايات و نرى خطاب النبي صل الله عليه و اله لنا في هذه الايات يقول النبي صل الله عليه و اله تعقيبا على هذه الاية قال صل الله عليه و اله ويلٌ لمن لاكها بين لحييه ثم لم يتدبرها يقرأ هذه الاية و امثال هذه الاية و يمر عليها عابراً فويل له يعني الهلاك له قال الامام الصادق سلام الله عليه للتدبر في القرآن لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ، و لكنهم لا يبصرون تجلى الله إذا اردت ان تعرف الله عليك ان تقرأ بتدبر في القرآن في القرآن فإن الله سبحانه وتعالى يتجلى في اعظم شيء و أعظم شيء كلام الله سبحانه وتعالى وقال الامام الصادق سلام الله عليه إن هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى فليجلي جالٍ بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور إذا صار يتفكر في القرآن صار يستطيع ان يمشي بهذا الضياء .
- التبشير بالجنه ايضا عندما يقرأ البشارات بالجنه يكون قلبه حياً ويفكر وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (15) بشارات كثيرة بالجنه .
- تذكر الموت لذلك الاية ابتدات السورة اقترب للناس اجلهم يتذكر الموت يبتعد عن الغفلة عن جابر قال ، قال رسول الله صل الله عليه و اله قال لي جبرئيل يا محمد عش ما شئت انك ميت و احبب ما شئت فانك مفارقه و اعمل ما شئت فان ملاقيه هذه هي العبرة تفارق من تحب و تخرج من الدنيا وتموت و تلقى ما عملت و اعمل ما شئت فانك ملاقيه هذه هي النتيجه إذا تدبر فيها ابتعد عن الغفلة .
- اختيار الصديق اختر الذي يبعدك عن الغفلة اختر من يذكرك بالله ولا تقترب مِمَن ينسيك ذكر الله يقول تعالى وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (16) لا تصاحب الذي يكون امره هكذا .
- العبادة تقضي على الغفلة مارس العبادة فانها تجعل الانسان حي و يقظاً يقول تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (17) إذا عيدت تكون العبادة نتيجتها الوعي و التقوى يقول تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (18) الفلاح ايضا يحصل بالعبادة .
الهوامش
- سورة طه الاية 124
- سورة الزخرف الاية 36
- سورة الزخرف الاية 37
- سورة الزخرف الاية 38
- سورة السجدة الاية 12
- سورة السجدة الاية 14
- سورة السجدة الاية 14
- سورة فصلت الاية 53
- سورة ال عمران الاية 190
- سورة الغاشية الايات 17-18-19-20
- سورة ال عمران 137
- سورة ال عمران الاية 138
- سورة الروم الاية 9
- سورة ال عمران الاية 190
- سورة ال عمران الايت 190-191-192
- سورة البقرة الاية 25
- سورة الكهف الاية 28
- سورة البقرة الاية 21
سورة الحج الاية 77