اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ۗ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ
هذه الايات الى الاية 15 تتحدث عن وصف المشركين و تخطيط المشركين لإبطال دعوة النبي ومحاربة النبي صل الله عليه و اله و الحوار و النقاش الذي يرد به القران الكريم على المشركين
اولا : وصف المشركين
- غفلة و إعراض و صفهم وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ هذا دأبهم و هذه حياتهم لاهون و غافلون .
- لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ و هو حال للمشركين ان قلوبهم و اللهو من اوصاف القلوب القلب لاهٍ عن ما ينبغي ان يتوجه له و يلتزم به هذا وصفهم وانكارهم وما ترتب من اعتراضهم على رسالة النبي صل الله عليه و اله راجعً الى هذا الوصف .
ثانيا : تخطيط المشركين ضد الرسالة المشركون يخططون ضد رساله النبي صل الله عليه و اله .
- وَأَسَرُّوا النَّجْوَى هذا محل التخطيط وَأَسَرُّوا النَّجْوَى اي بالغوا في كتمان قولهم لانه اسرو تكفي انه بالسر بالخفاء و النجوى هي ايضا بالخفاء الشخص الذي يناجي شخص يعني يتحدث معه لوحده ولا يسمعه احد الشخص الذي يسر احد في حديث ايضا يتحدث معه لوحده ولا يسمع احد إذاً هنا تأكيد لهذه السرية في هذا التخطيط ،
الَّذِينَ ظَلَمُوا الضمير في الذين ظلموا راجع الى الناس لانه قبلها وَأَسَرُّوا النَّجْوَى هو وصف للناس الناس في الاية قالت اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ الحديث عن الناس اقترب للناس مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ لازال الضمير يرجع للناس لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ الناس وَأَسَرُّوا النَّجْوَى و اسروا النجوى هذه مجموعه من الناس لذلك قيدتها و بينت الاية في قوله تعالى وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا بمعنى ان الذين ظلموا هم من الناس هم الذين تامروا وهم الذين يخططون و يتناجون و يجعلون الخطط في كيفية إبطال دعوة النبي صل اله عليه و اله
- هلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ۖ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ هذا فحوى نجواهم تحريكٌ و تحرضٌ لتكذيب النبي صل الله عليه وا له يتحركون لتكذيب رساله النبي و إبطال رساله النبي لماذا النجواى وهم يعلنون على علناً دائما المعروف ان المشركين كانوا يعلنون تكذيب النبي في كل مكان فلماذا قالت الاية هنا عن النجوى
الجواب : انما تلك النجوى شورى فيما بينهم هي الشورى التي من خلالها انطلقوا بالاعلان اولا تناجوا و تشاوروا و خططوا ثم انطلقوا باعلان ما يردون به على النبي صل الله عليه و اله َهلْ هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ هل هذا ضمير او اسم الاشارة هذا لماذا استعملوه و لم يقولوا ان هو يقال هذا اشارة الى قرب النبي و معرفتهم التامه بالنبي لانهم يعرفون النبي عن حس
- إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وصفٌ لتكذيب النبي صل الله عليه و اله بحيث يقال انه بشر ولو كان البشر يستحق ان يرتبط بالسماء فنحن بشر فما الفرق بيننا وبينه حتى يتصل هو بالسماء و نحن لا نتصل هو بشر مثلنا ولاننا لم نتصل بالملكوت و اللاهوت إذا هو مثلنا فدعواه تكون غير صحيحة و كاذبة َ
- أفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ متفرع على تكذيب النبي يعني بما ان النبي في تظرهم كذاب بما ان النبي دعوته غير صادقه إذاً هو بهذا القران فيه السحر يسحر قلوب الناس وعقول الناس فلماذا يخاطبون بعضهم البعض في نجواهم فلماذا تتبعون ولماذا تقبلون كلامه و انتم تعلمون ان سحر
بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ هنا تدرج في تكذيب النبي يعني ينتقلون من مرحلة الى مرحلة بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ يعني هو صادق ربما يكون صادق ولكنه يرى رئى و تختلط عليه الامور فيدعوا لهذا الحلم الذي راه على انه وحي من السماء وهو حلم ثم يترقون الى اكثر من ذلك بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بعد ذلك افتراء الافتراء يختلف عن الاحلام ، الاحلام قد يكون الشخص حلم بشيء رأى رؤية و يتصور انها صادقه انها وحي ولكن افتراء يعني هو يعلم بكذبه يعني الرسول جاء برسالة كذب فيها و هو يعلم بها وهو مصر عليها ثم يترقون بَلْ هُوَ شَاعِرٌ احاسيس و تفاعلات عنده يطرحها ليخذع الناس ثم يقولون فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ وهنا ترقي في تكذيبهم في من مرحلة الى مرحلة .
- فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ الاية المعجزة يطلبون اية كما الاولون و الانبياء جاءوا بايات مثل الناقة العصا و غيرها كالطوفان و غيرها من الايات يقولون فلياتنا باية حتى نؤمن به يتضمن وعد بالايمان لو جائنا باية لامنا به كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ و لكن هذا دليلٌ على حيرتهم و تخبطهم لانهم لم يؤمنوا بالانبياء السابقين هم مشركون من الاساس فيقولون ااتنا باية كما جاء بها الاولون وهل تامنون بما جاء به الاولون ؟ لا تؤمنون به إذاً هو تخبط في التكذيب فقط يعني يبحثون عن اي ذريعةٍ لابعاد الناس عن النبي و تكذيب النبي صل الله عليه و اله تعدد الافتراءات و التكذيب ايضا يدل على تخبط ويدل على انه ليسوا باحثين عن الحق وانما هم فقط يبحثون عن اي حجة وذريعه تكذب النبي صل الله عليه واله و تبطل إدعاء النبي بهذه الرساله .