بسم الله الرحمن الرحيم
وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْف إِبْرَاهِيم َإذ دَخَلُواعَلَيْهِ فَقَالُواسَلَامًا قَال إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ قَالُوا لَاتَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقّ فَلَا تَكُن مِّن الْقَانِطِينَ قَال وَمَن يَقْنَط مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّاالضَّالُّونَ *
هذه الايات تتحدث ، و تذكر قصة ابراهيم ، و البشارة لابراهيم ، وان دخول الملائكة على ابراهيم كانرحمة، و بشارة له، و تذكر في الجهة الاخرى بعد هذه الايات تتمه لها ذهاب الملائكة لاهلاك قوم لوط فهي تتممه لما مر قبلها من الايات التي تتحدث عن الرحمة ، و العذاب فالله سبحانه و تعالى يرغب عباده لطاعته ، و يبين لهم ان الطريق فيه رحمة اذا اختار الانسان طريق الرحمة كان رحمة و إذا اختار سبيل الشر كان هناك عذاب له الملائكة تنزل فتكون رحمة لجهة إبراهيم و ال إبراهيم وتذهب ايضا الى قوم لوط فتكون نقمة عليهم .
المعاني في هذه الايات
الضيف يطلق على الفرد و الجمع
كلمة ضيق يطلق على الضيف المتعارف إذا جاء شخص ضيفاً على احد فتطلق على الفرد و الجماعه شخص واحد يسمعى ضيف و الجماعه ايضا تسمى ضيف هنا المراد بالضيف الملائكة المكرمون الذين ارسلوا لبشارة ابراهيم عليه السلام و لهلاك قوم لوط ،
يستفاد ايضا من الايات ان الملائكة تكون رحمة كما ذكرنا في المقدمه تكون رحمة و تكون عذاب ، هي نفسها الملائكة جائت رحمة لابراهيم و بشرى له و ايضا تكون عذاب لقوم لوط ومن يعمل السيئات ،
لماذا سماهم الله ضيفا ؟؟
لانهم جاءوا لابراهيم بصورة الضيف دخلوا لابراهيم بصورة انهم اناس جاءوا له ضيوف هنا ايضا نقول هذا التصرف للنبي إبراهيم يستفاد كما يقول المفسرون إستحباب اكرام الضيف و المبادرة في إكرامه و تقديم الطعام له الاسراع في ذلك و ليس التاخير ،
إذْ دَخَلُواعَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَال إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ* قَالُوا لَا تَوْجلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَام عَلِيمٍ
قالوا سلام هو إظهار التحية السلام هو التحية و إظهار التحية لبيان الامن و الامان اننا جئنا لك ليس نحمل شراً و إنما نحمل الخير لك لكن إبراهيم قال قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ الوجل هو الخوف لماذا قال إبراهيم قَالَ إِنَّا مِنكُم وَجِلُونَ الاية مختصرة و إلا في ايات اخرى هناك تفصيل إبراهيم قال قَال إِنَّامِنكُمْ وَجِلُونَ ليس بعد السلام، و انما بعد ان ضيفهم و قدم لهم الطعام فلم يأكلوا منه و يقال انه إذا عرضت الطعلم على احد او ادخلت احد الى بيتك و عرضت عليه الاكل فلم ياكل تكون هذه دلاله على الشر منه
اما لو جاء شخص الى بيتك وقدمت له و جلس و اكل معك و ضيفته تعرف انه لا يريد منك سوء شخص دخل البيت قدمت له الطعام و اكل باستقرار يعني هو شخص مسالم اما الشخص الذي تقدم له الطعام و تجعله امامه لكنه لا يمد يده للطعام هنا تقول عنده سوء يريد شيء لابد ان وراء نيته شيء اخر لو انه اكل معي لاكرمني بهذا الاكل ، و لكن الاية جائت مختصرة هناك اية اخرى تبين وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ( ذهب و جاء بعجل مشوي )
فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ ( بعد ان رأى لا تصل اليه لم يأكلوا ) وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ * (1) نحن جئنا لقوم لوط ولم نحمل لك الا البشرى فقط فمتى وجل و متى نكرهم ؟ عندما قدم الطعام ولكنهم لم يأكلوا منه ،
لمامذا العجل ؟ اوليس كثير العجل ان يقدم لنفر ؟
الجواب قال البعض ان عددهم ثلاثه و قال اخرون عددهم ثلاثة عشر و ربما اكثر يعني عدد الذين جائوا عدد كبير لانه ياتي هذا التساؤل انه كيف يقدم لاشخاص عددهم قليل جاءوا يحملون البشرى الجواب انهم كانوا كثير و جاءوا على صورت بشر فقدم لهم تضييف لهم قدم لهم و لمن معه من اهله عنده غلمان عنده اهل يأتون مهم فيقدم هذا الطعام لَاتَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ البشرى بالولد للنبي ابراهيم عليه السلام الذي لم يرزق في شبابه الولد و صار كبيراً ، و في اخر حياته رزق بولد بالاعجاز ايضا وهو مُسَلِم وهو النبي اسماعيل ثم بعد سنين كثيرة ايضا ن ، و إذا الملائكة ايضا تبشره بولد بغلام عليم وهو إسحاق عليه السلام قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (2) الحجر و هذا بيان للتعجب و ليس للقنوط و اليئس ، وإنما يقول بماذا تبشرون انا كبير وصلت الى هذه العمر هل قوتي قابله ان ااتي مثلا ان انجب الاولاد ولكنه ليس يائسا من قدرة الله ، ورحمة الله مسني الكبير في جسدي و قوتي قَالُوا بَشَّرْنَاكَ هذا حق من الله سبحانه و تعالى قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ (3) وهذا درس لنا و للناس كلها أن الانسان لا يياس إذا اراد الله سبحانه وتعالى يكون هذه البشارة الحق التي تكون بإرادة الله سبحانه ، وتعالى ، ولا شيء يقف في وجهها قضاء حتم و صار و تحقق لذلك قال النبي ابراهيم في جوابهم يقول انا أسال وكانني لظرفي الطبيعي و جسدي و قوتي مسني الكبر لكن لا ايأس أنا لست ضال أنا لست جاهل قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (4) انا لست ضالا و الضلال عني بعيد فلا يأس مع الايمان بالله سبحانه وتعالى مهما كان الانسان .
- سورة هود الايتان 69-70 وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ *
- سورة الحجر الاية 54
- سورة الحجر الاية 55
- سورة الحجر الاية 56