c تفسير سورة الحجر الحلقة 46

تفسير سورة الحجر الحلقة 46

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (86وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87

تحدثنا سابقا في الايت وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85) 

سبب نزول هذه الاية وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ 

قال الحسن ابن الفضل ان سبع قوافل وفدت ليهود قريضة و النظير في يوم واحد فيها انواع من البَزِ و أوعية الطيب و انواع الجواهر و امتعت البحر قفال المسلمون لو كانت هذه  لنا لتقوينا بها و انفقناها في سبيل الله فانزل الله تعالى هذه الاية يعني هذه الاية نزلت عندما كان المسلمون ينظرون لما في ايدي الكافرين و هي تسليه من الله سبحانه وتعالى و بيان للمسلمين انكم في خير وما عندكم  من الله سبحانه وتعالى من الكتاب الكريم وما فيه هو اعظم من كل ثروة ترونها في ايدي الاخرين فالثروة لا محالة منتهية و زائلة وما تملكونه من هذه المعاني و المعارف هو الباقي وهو الذي فيه السعادة الابدية .

المعاني :

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ

الخلاق على وزن فعال و هو كثير الخلق الله سبحانه وتعالى هو الخلاق الذي خلق الخلق و هو العليم ، يعلم بشؤنهم و يعلم ما في  نواياهم و يعلم ما تؤول اليه امورهم لذلك اكنت الاية ،

فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ * إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ

يعني هذا الصفح لان الله خلقهم و يعلم بشؤونهم و ما سوف يؤول اليه امرهم ،

وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ،

هنا عدة اراء نذكرها

قال البعض انها السبع الطوال من السور في القران

و قيل انها الحواميم السبع

وقيل انها سبع صحف

و قيل انها سبع صحف من النازله على الانبياء  الكتب النازله على الانبياء هي السبع المثاني و لا دليل على ذلك ما يقول السيد الطباطبائي لا في لفظ القران و لا في الروايات و لا في السنة ما يدل على هذا الكلام ، و الحق الذي قالت به الشيعة ، و السنة انها سورة الفاتحة ( الحمد )  على ما فسرتها الروايات ،

وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ  ( من ) ماذا تعني ؟ الجواب انها للتبعيض لان المثاني ليس هي الحمد و انما المثاني و القران و السبع من المثاني يعني سبع ايات من المثاني الذي هو القران كما في قوله تعالى ،

كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ  (1) 

هذا القران كتاب متشابه مثاني تقشعر منه قلوب الذين يخشون ربهم إذاً المثاني هي وصف للقران كله ، وسبع من المثاني اي سبع ايات من القران ، وهي الحمد ،

مذا قال المفسرون في كلمة ( مثاني ) ناها من التثنيه او الثني بمعنى التكرار و الاعادة سميت ايات القران مثاني لتكرر المعاني فيها لانها تتكرر المعاني فسميت مثاني بمعنى كررت ،

و قيل سميت الفاتحه مثاني لوجوب قراءتها في كل صلاة مرتين البعض قال انها وصف للفاتحه و انها سميت مثاني لانه يجب تكرارها في الصلاة مرتين ،

و قيل لانها تثنى في كل ركعة بما يقرأ بعدها من القران يعني هي ثم ناتي بثانيه بعدها  مثلا سورة التوحيد البعض قال هكذا وقيل لان كثير  كلامتها مكرره  كالرحمان و الرحيم و الصراط و قيل لانها نزلت مرتين ، تثنيه في النزول مرة بمكة و مرة بالمدينة ، و قبل لما فيها من الثناء مثاني هنا بمعنى اخر الثناء بما تحمل من  الثناء لله سبحانه وتعالى ، وقيل لان الله استثناها و ادخرها لهذه الامة و لم ينزلها على الامم الماضية كما في الرواية الرأي الاخر يقول نها من خصائص هذه الائمة لانها ذخرت لهذه الائمةو لم تنزل على الائمم السابقة فسميت بهذا العمنى ،

 وقيل لانها تتكون من قسمين يعني هناك تثنية في اقسام السورة فنصفها حمد و ثناء لله عز و جل ، و النصف الاخر دعاء و عبادة و هذه المعاني و ان لم نثبتها و لكن كلها جميله  القران الكريم فيه هذه الفاتحه هي تشمل القران لانهه قسم لله سبحانه وتعالى حمد و ثناء و ذكر لله و القسم الاخر يجعل الانسان يدعوا و يلتفت انه لا سبيل ولا طريق له لصلاحه لسعادته لخير دنياه و اخرته إلا بالله سبحانه وتعالى  فهو الدعاء و الحق و الله العالم انها بمعنى تميل بعضها لبعض مثاني بمعنى منعطفه بعضها على بعض يعني ايات القران كلها يميل بعضها الى بعض ويؤيد بعضها بعضاً فهذا معنى التثنيه كما يقول تعالى  يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ  (2) يثنون صدورهم اي ينحنون او يميلون الى جهة هنا القران يميل الى بعضه البعض ايات القران يميل بعضها الى بعض و يؤيد بعضها بعض كما في كلام النبي صل الله عليه و اله في صفة القران قال يصدق بعضه بعض القران يصدق بعضه بعض إذاً مثاني تعني يصدق بعضه بعضا ،و عن علي عليه السلام ينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض مثاني يصدق بعضه بعضا بعض الايات مثلا لا تستطيع فهم هذه الاية او انها مثلا اية متشابهة غير واضحه تحصل على معناها بقراءة الايات الاخرى عندما تقرأ مثلا ايات تتكلم عن يد الله سبحانه وتعالى او و صف الله و تقول لا ادري ما هو الله هل هو جسم تقرأ  لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ   (3)   تعلم  من خلال هذه الايات تعلم من خلال هذه الايات بعض الايات مع بعضها الاخر المعنى المقصود من الاية .

  فوائد من الايات

  • وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم ذكر سبع من المثاني إنما هو لبيان عظمتها و يدل على عظمة الفاتحه جعل الفاتحة في مقابل القران عندما يُجعل الجزء من الشيء في مقابل الكل يدل على عظمة  الجزء عظمة كبيرة

حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ  (4)  الصلوات هي تشمل الصلاة الوسطى ، ولكن لبيان اهيمة هذه الصلاة الوسطى تذكر هنا ايضا وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي سبعاً مفعول به ، و القران العظيم مفعول به ايضا يعني اعطيناك هذا و اعطيناك هذا إذاً اعطيناك السبع المثاني في مقابل القران العظيم الذي هو يشملها ، و بوصفه عظيم يدل على عظمة الفاتحه و عظمتها كثيرة الروايات التي تتحدث عن عظمة الفاتحه كثيرة الى درجة مثلا  ان الفاتحه كما تذكرها الروايات و بعض العلماء انه لو قرات على ميت و افاق و قام من موته فلا غرابة  عند مريض مثلا تقرا عليه الفاتحه لها اثر .

  • و عظمة المثاني القران العظيم انما هو لما يحمل القران من المعارف الالهية و الفاتحه لما تحمل لانها شاملة
  • وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم انما هو مواسات للنبي صل الله عليه و اله لما راه من عناد اعدائة فيامرة الله سبحانه وتعالى بالصفح الجميل لا يستجيبون له ومع هذا الامر بالصفح الجميل مع المحارب يعني مع المؤذي لم لم يقتضي الموقف جهادا إذا اقتضى جهادا فذاك امر اخر و لكن ، و لكن من غير ان يقتضي الامر الجهاد الاخلاق هي الصفح الجميل هذا هو الاساس الثابت الله سبحانه ويامر نبيه و يسليه بأنا اعطيناك هذا الشيء العظيم .
  • وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم وصف القران بالعظيم يدل عظمة القران عظمة فائقة الذي يصف القران هو الله سبحانه وتعالى هو العظيم و يصف القران بالعظيم إذا مثلا شخصا عظيم يصف فلان و يقول فلان عظيم تعلم بعلم بان له شان لان الوصف من هذا العظيم مثلا عندما ترى الامام المعصوم يصف انسان او ذلك العالم او المرجع الكيبر يصف انسان و يقول فلان عظيم ماذا يخطر في بالك يخطر في بالك انه بدرجه عاليه جدا و ليس كوصف اي  انسان لو وصف شخص في القرية رجل و قال فلان عظيم يختلف لو و صفه السيد السيستاني هو ذاك الشخص ذاك قال هذا قال هذا عظيم و المرجع قال عظيم الفرق في من وصف الله سبحانه وتعالى عندما يصف القران بانه عظيم فهو دلاله بوصف العظيم على ان القران عظيم جدا
  • القانون من الله سبحانه وتعالى اذا نظرنا لاجواء الاية ان سبب النزول ان اناس جاءوا بتجارة واموال القران يقول اتيناك القران العظيم و سبعا من المثاني قانون من الله سبحانه وتعالة اجعل هذا هو المننهاج و لا تنظر الى غبره كما باتي في الايات التي تاتي بعدها اجعل كل شيء و المنعج للحياة ن ولكل نظرة ن ولكل تقييم المسلمون ينظرون الى ما في ايدي اليهود من الثروة يقول انطلق في نظرك في رؤيتك لما في ايدي الناس لما في هذا الموجود من القران العظيم اجعل كل شيء تحت مقياس القران فإن كان القران يقبله فهو خير ، و إن كان القران يستصغره ، و لا يراه  كما في ايدي اليهود فليست له قيمة و ليس وجود .
  • التكرار من المبادئ التربويه من الفوائد عندما تذكر وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي ، و قلنا هو تكرار الايات ، و عطف الايات بعضها على بعض ، و تفسير بعضها ببعض إذاص التكرار امر مهمٌ في التربيه لا يمل الشخص انه سمع تكراراً و لا المُلقي يمل من تكراره نزل القران قبل 1400 سنه وهو يتحدث عن الغيبه ومن ذلك  الوقت الى هذا الوقت كلما جاء امام يذكر هذا حرام و هذا حرام وكلما جاء مصلح يكرر و يكرر  فوصل الى ما وصل اليه البعض يستاء مثلا ان ياتي الخطيب و يذكر بعض الامور المرتبطة بهذ نذكرنا مثلا الغيبه او بعض المعارف التي تذكر او بعض السير البعض يقول الخطيب صعد المنبر عن الامام الحسن امه كذا و ابوه كذا تزوج كذا لا تستوحشون لهذا التكرار ان استوحشت على هذا التكرار انك لا توافق على التكرار  من القران الكريم هذا من جهة من جهة ثانيه فكر ان هؤلاء الشباب الذين الان اعمارهم في السابعة عشر إذا لم يكرر لهم في العام الماضي و لا العلم الذي قبله ولم يسمعوا لانك لا تحب التكرار مذا تقول الامام الحسن امه كذا ابوه كذا الامام الكاظم هذا الشاب لو لم يكرر المعنى من العام الماضي و الذي قبله لجاء في هذا العمر 17 عام 18 عام مثلا او اكثر هو صفر ليست له معرفة باهل البيت البعض يقول شباب تساله اليوم وفاة من  ؟ يقول الامام كذا تعرف من هو الامام يقول لا إذا كان إذا كنا نستوحش لان هذا موجود في المجتمع يستوحش من تكرار السيرة او ذكر الامام النتيجة تكون هذه كيف يعرف اذا كنت اريد مثلا  من الخطيب ان يتحدث السياسه و امور هكذا هذا خطا المفروض ان يعطى كل شيئ حقه و التكرار هو من افضل امور التربيه القران كم ذكر قصة موسى في القران كم ذكر من قصص الانبياء في القران و كررها كثير و تفصيل كثير النتيجه هي ليحمل الانسان و يوصل الانسان للتربيه الحقيقه لان البلوغ لقلب الانسان عندما تذكر الامور و تكرر له كثيرا حتى يانس بها يسمعها اول يانس بها شيء ، شيء ثاني تصل الى عقله يقتنع شيء ثالث تصل الى ان يعلمها قلبه فتصل الى قلبه اما لو سمعها مرة كمعلومه كما يسمع في الجامعه سمعها مرة و مضت و ليس لها قيمة يتميز منهاج المسجد و المنبر الحسيني ، والمنهاج الديني عن الجامعات ليس بطرح المعلومه او لا ، وإنما بتكرار المعلومه و ربط المعلومه بقلب الانسان تكرار بطريقه توصل المعلومه الى قلب الانسان فما يعلمه العقل يصل الى القلب .
  • هذا العطاء هو إعطاء السبع المثاني يدعوا للصفح يعني الانسان دائما إذا وصل لشيء عليه أن ينظر  انا الا  الله سبحانه وتعالى انا اتحرك في كل امروي من جهة الله سبحانه وتعالى بامر الله ما دمت في نعم الله سبحانه وتعالى و الله يغدق عليَّ النعم ، و تتالى عليَّ النعم نعمه  تلو اخرى يجب ان اكون كما يريد الله سبحانه وتعالى الصفح مقدم عندي في كل شيء الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم يرحمني و يلطف بي يجب ان اتصف بهذه الصفه و ان اكون رحيما و اعفو عن الاخرين  .

 

الهوامش

  • سورة الزمر الاية 23
  • سورة هود الاية 5 أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
  • سورة الانعام الاية 103
  • سورة البقرة الاية 238

شاهد أيضاً

تفسير سورة الحجر الحلقة 45

بسم الله ارحمن الرحيم وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ السَّاعَةَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *