بسم الله الرحمن الرحيم
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ
مقدمة: الحديث مواصلة حول حقوق الانسان
أولا: تعريف حقوق الإنسان:
الحق هو الشيء الثابت للشخص المعين او الجهة المين و حقها يعني شيء ٌ ثابت ٌ لها و الحق هو الشيء الثابت بالعدل ان يكون هذا الشيء من العدل و الحق ان يكون ثابتا ً لهذه الجهة ،
هناك تعرفات كثيرة من ضمنها ،
تعريف الإمم المتحدة أنه ضمانات قانونية عالمية لحماية الأفراد والجماعات من إجراءات الحكومات التي تمس الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية، ويُلزم قانون حقوق الإنسان الحكومات ببعض الأشياء ويمنعها من القيام بأشياء أخرى ،
يعرفها اخرون ايضا ،
يعرفها “رينيه كاسان” وهو أحد واضعي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنها فرع خاص من الفروع الاجتماعية يختص بدراسة العلاقات بين الناس استناداً إلى كرامة الإنسان وتحديد الحقوق والرُخص الضرورية لازدهار شخصية كل كائن ٍ إنساني ،
أما “محمد المجذوب” فيعرفها بأنها (مجموعة الحقوق الطبيعية التي يمتلكها الإنسان واللصيقة بطبيعته والتي تظل موجودة وإن لم يتم الاعتراف بها، بل أكثر من ذلك حتى ولو انتهكت من قبل سلطة ما ،
هذه تعرفات في الواقع انها ليست شاملة و لكن كلها تشير الى انه هناك حقوق للانسان يجب ان تعطى له و هناك ايضا ضمانات في هذه التعاريف
ثانيا : الضامن لتطبيق الحقوق او اعطاء الانسان حقه ،
1ـ القانون في جميع دول العالم يحمل الضمانة في تطبيق حقوق الإنسان ، وحمايته من أي ظلم ، المفروض ان القوانين في البلدان تكون هي الحامية لاعطاء الانسان حقه فهي التي تراقب الدولة في تطبيق القوانين و إعطاء الانسان حقوقه .
2ـ نشر الثقافة حول حقوق الإنسان بين الشعوب ليحد من إنتهاكها ، الشعب الذي يكون عارفا ً بحقوقه و عارفا ً بطرق الحصول على الحقوق و ثابتا ً في ذلك غير الشعب الذي لا يعرف ، مثلا اذا كان المجتمع يرى ما يعطى من حقوقه تفضلا من الحاكم ومنه عليه يختلف عن الذي يرى هذه حقوق و هي ناقصه و يجب ان تسترد مطالبته تختلف إصراره يختلف فبقدر ما يعي من حقوقه يكون اكثر وصولا ً و تحقيقا ً لهذه الحقوق .
3ـ ضمانة الأمم المتحدة في متابعة الدول ومحاسبة الدول المنتهكة لحقوق الإنسان، الضامن الاخر هي الامم المتحدة انها بهذه الاتفاقيات حول حقوق الانسان المفروض انها تضمن تطبيق القوانين و إعطاء الناس حقوقهم و لكن ذكرنا ان المؤسس للامم المتحدة هي الدول المستعمرة و الانتهاكات التي تحدث اما ان تكون من نفس الدول المستكبرة المستعمرة او من اتباعها و النصيب الاكبر من الانتهاك لحقوق الانسان انما هو من نفس المستكبرين المستعمرين ، و الباقي المتفرع هو في الواقع متفرع عليها فإما ان تكون الدول الضعيفة الخاضعه لها تنتهك تحت رعايتها لان هذه الدول الضعيفة تضمن مصالح المستكبر و لانها تضمن سيطرته و استعماره و مصلحته فيعطيها الحق ان تعمل و تنتهك و لا يدير لها طرف و الامم المتحدة التي هي في يد المستكبر و هي خاضعه له و المؤسس لها لا تستطيع ان تلزم احد و لا تستطيع ان تقلق اذا قلقت امريكا ، اذا قال الرئيس الامريكي نحن قلقون للوضع الفلاني البيان من الامم المتحدة قلقه و اذا لم يقلق او كان مطمئن إطمئنت فهي يد و تابعه من غير فرق هي اداة هي هروة من اجل ضرب الحكومات و تسيرة الحكومات ، فالدولة التي تخالفها يضربنها و اذا كان يطيع يتنهك ما يشاء هذه هي الضمانة التي تحدثنا بها قبلا و هي ليست ضمانه حقيقة
ثالثا: متى بدأت فكرة حقوق الإنسان ،
- المرجح أن هذه الفكرة بدأت مع أول عيش الناس ، مع اول عيش الناس مجتمعين و لكننا نعتقد ابعد من ذلك انها توجيه ٌ من السماء لإعطاء الانسان حقوقه ، منذ ان خلق الله ادم هناك قوانين سماوية لتنظيم حياة الانسان و إعطاء الانسان حقوقه و الناس انتبهو لها ايضا من ذلك الوقت
- اليونانيون تناولوا حق الإنسان في الحياة وفي حرية التعبير والمساواة أمام السلطة وغير ذلك من الحقوق الطبيعية التي عدها مفكروهم اللبنية الأساسية في بناء المجتمع ، تجد جميع الديانات عندها قانون حتى البوذية قبل الميلاد بالف سنة عندهم نظام و يتحدث عن حقوق الانسان و عدم تجاوز السلطات و المتسلطين على حقوق الضعفاء .
رابعا ً عصر التقنين لحقوق الانسان ،
- منت بعض الدول بعد ظلم ٍ منها للشعوب و إستبداد غير مسبوق لتقنين حقوق الانسان ، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية التي كان يذبح فيها الناس كأنهم حشرات ، فتجد في الوثائق التصوير الوثائقي تجد مستوى الاعتداءات و القتل الوحشي بصورة ٍ بشعة لا يمكن ان تخطر على بال احد ثم بعد ذلك يقننون ، المعذب و القاتل هو الذي يقنن و يضع هذه القوانين ، فحقوق الانسان بدأت فعليا ً مرتبة بعد الثورتين الكبيرتين في امريكا و فرنسا و بعد الثورات و تحرك الشعوب التي اطاحت بالمستبدين و وقفت امامهم صار لزاما ً عليهم ان يضعوا قوانين فوضعوا هذه القوانين و صاغوها بصياغات جميله و فيها الخير الكثير لو طبقت و لكن لم تستعمل لحد الان إلا من اجل اركاع الانظمه التابعه لهم و من اجل تحصيل مكتسباتهم فقط ،
خامسا ً : الإسلام وحقوق ،
الإسلام طرح حقوق الانسان بصورة مفصلة و في جهاتها المتعددة و لم يغفل جهة و إعتبرها حقا ً للانسان في اصل وجودة فهو اكرم مخلوق ٍ في هذه الارض ،
جعل حقوقه بينه و بين خالقة و قننها و جعل حقوق الانسان بينه و بين البيئة التي يعيشها و قننا و جعل حقوقه بينه و بين الافراد و قننها و جعل حقوق الانسان بينه و بين الأسرة و المجتمع و بين كل صغير و بين الكبير حاكما ً ومحكوما ً في جميع الجهات ،
- الإسلام يرى كل شيء ٍ مسخر من أجل الانسان و لانقول دائما نأتي بوثيقة الامم المتحدة و نقول ماذا قالوا عن حقوق الانسان ،نقول الاسلام تحدث و بآياته الواضحه فالاسلام إعتبر كل شيء ٍ في الوجود هو للانسان و ليس الانسان لغيره فيقول تعالى وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ، نجد هنا ان الانسان مكرم بصفته انسان مطلقا ً تقول الاية كرمنا بني ادم و ليس المسلم التكريم للانسان بما هو انسان و يقول تعالى هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا و يقول تعالى أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ، سخر لكم ما في السماوات و ما في الارض كل شيء ٍ في هذا الوجود من السماوات و الارض التي لم نصل لادراك إلا القليل منها و ما هي السماوات و ما فيها وكيف الاستفادة منها كل ذلك الاسلام يقول ان مسخر للانسان
ويقول تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ و يقول تعالى وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْه و يقول تعالى وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا و يقول تعالى للَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (1) ان هذا الوجود كله للانسان و كل شيء ٍ مسخر من اجل هذا الانسان فهذه اول شيء نظرة الاسلام ان الانسان مقدم على كل شيء و كل شيء للانسان .
- الحق في الحياة امر ثابت ٌ للانسان ثبوتا ً لا يمكن النقاش فيه كذلك يقول تعالى وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ، الله سبحانه و تعالى رحيم ٌ بالناس فلماذا يتجاوز الناس على بعضهم و لماذا يقتل بعضهم بعضا ، جعل حق الحياة للانسان و لا يحق لاحد ٍ ان يسلب غيره هذا الحق ربما يروج من يروج ان الاسلام دين العنف و دين القتل و يأتون بآيات في ذلك نقول هذه قراءة ٌ ناقصه أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا أي اعتداء ٍ على الانسان هذا الاعتداء بماذا وصفه و بماذا يمكن ان يبرر قتل الانسان إنظر لهذه الاية تقول من قتل نفسا ً ، كلمة نفس الاية لم تقل مسلم مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ ، شخص تقتله و هو لم يقتل و لم يعتدي سواء كان مسلم او غير مسلم عقيدته ديانته فكأنما قتل الناس جميعا يعني ان يقتل نفس من اجل فساد ، اذا طبق الفساد هو الذي ينشر الفساد بين الناس مثلا ً كشخص ٍ يبيع المخدرات من اجل اضرار الناس و هلاك الناس اما لو كان شخص هو يستعمل مخدرات لا يقتل ، الشخص الذي ينشر الفساد هو يسمى مفسد غيره قد يضر نفسه لكنه لا يسمى مفسد القتل ليس في ذلك ،
بل ابعد من ذلك حق الحياة كما نجده في الروايات حتى للجنين بل ابعد حتى للنطفه ، إمرأة جنين عندها في بداية الحمل تسقطه ، تجد الاسلام يعتبر عليها دية هناك محاسبة ايضا ، و المحاسبة في الدنيا و عند الله سبحانه و تعالى عن عمار ابن إسحاق قال قلت لابي الحسن عليه السلام المرأة تخاف الحبل فتشرب الدواء فتلقي ما في بطنها قال عليه السلام لا فقلت إنما هو نطفه فقال عليه السلام إن اول ما يخلق نطفه حتى في هذه النطفه اذا انعقدت لا يجوز و هناك احكام فقهية تخص ذلك ،
ننتقل اكثر من هذا لنرى حق الحياة ونرى القتل و الاعتداء ، الامر بقتل المشركين في القران قال تعالى اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ و هناك ايات من هذا القبيل كثيرة فنجد القران في هذه الايات يتحدث عن القتل هنا نقول الذي يقرأ الايات مبتورة هو الذي يبين الاسلام بوحشية و يبين ان الاسلام هو دين القتل و الذبح و الاسلام ليس كذلك يقول تعالى وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (2) انها تريد منع الاعتداء و لا تريد القتل الاية تتحدث عن اعداءكم و اعداء الله فتقول اعدوا لهم و لكن ليس من اجل ان تقتلوهم ، الاية تبين ان اعدوا لهم القوة لتدافعوا عن انفسكم لترهبوهم حتى لا يعتدوا و ليس لقتلهم اذا كانوا محاربين و مقاتلين أقتلوهم و لكن لمجرد ان هذا المحارب حتى في الايات التي قبلها اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا مباشرة اذا تاب اتركه جميع الايات التي تتحدث عن قتل الكفار و المنافقين و المشركين لا تقول اقتلوهم كيف ما كان ، كافر لا يؤمن بالله قف له و اذبحه هذا هو اسلامنا ليس ديننا ان الذي يختلف معك تقتله ،
فحق الحياة مضمون للانسان لذلك لا تقتله لذلك تكمل الاية وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا ، الاية التي تتحدث استعد و اقتل تقول حارب من اعتدى و من هو محارب لك و لكنه حتى في و قت الحرب مجرد ان يقول سلام تقول له انت سالم وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (3) إذا ً الاسلام لا يريد لك ان تقتل المشركين نفهمه من هذه الاية و غيرها لانها تقول و ان جنح للسلم يعني مجرد ان يقول انا مسالم وهو قبلا جاء محارب لم يأتني بالسلام جائني بالسيف و انا خرجت لمحاربته مواجهه بيني و بينه لكن الله يقول مجرد ان يقول لك سلام ، هنا لا يقول اسلمت بمعنى دخلت في الاسلام و انما يقول انا مسالم اريد الصلح الله سبحانه و تعالى مباشرة عليك ان تقول له انت امن لا تقتله و لا تتابعه و لا تطارده وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، و روايات كثيرة في ذلك عندما فتح النبي صل الله عليه واله خيبر كان هناك بعض وهو في الاعلى ولكنه لمجرد رأى الفتح و دخل جيش المسلمين نزل من فوق القلعه و قال أشهد ألا لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله صل الله عليه واله جاءه خالد ابن الوليد فقتله فغضب النبي صل الله عليه واله و لم يقبله منه فقال يا رسول الله انما استجار عن السيف بهذا الكلام فقال النبي صل الله عليه واله هل هلا شققت عن قلبه انت لست مسؤول عن ما في قلبه تعامل معه بلفظه هو قال بالسلام قال بالاسلام يكفي ، الاية ابعد من ذلك حتى لو لم يذكر الشهادتين لمجرد انه يقول انه يريد السلام و الصلح تعطيه السلام و الامان هذا هو الاسلام و هذه هي الحقوق ان الذي تختلف معه ركزت على هذه النقطه لأئكد ان الاسلام ليس دين القتل و لكنه دين العزة و الكرامه و الانفه و الحمية الشجاعة ، دافع عن نفسك و عن حقوقك لكن عليك ان تأخذ الحقوق و لكن لمجرد ان المواجه لك في حربه لك يقول نريد السلام و الصلح يجب عليك بنص هذه الاية ان تقبل .
- حق الكرامه ، الإسلام يرى كرامة الإنسان لكل انسان هذه الكرامه كما اشرنا قبل قليل لكل انسان حق ٌ في كرامته سواء كان هذا الانسان من هذه الديانه ام من ديانه اخرى من هذا المذهب او مذهب اخر ، صفته انسان له كرامته لذلك الاية التي قرءناها وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ يعني خلقناه كريما ً عزيز ، مطلقا ً و ليس المسلم او المسيحي او صاحب الديانه الفلانية او صاحب المذهب الفلاني ، هناك كرامة ٌ اخرى للانسان تأتي بعد كرامة الانسان الإصلية و هي كرامة خلقة و هذه الكرامة هي كرامة التقوى يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (4) هنا كرامة اخرى وهي كرامة الايمان كرامة التقوى يقول تعالى إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (5) مع انه صابئي لا يؤمن بالاسلام و لا يؤمن باليهوديه و لا يؤمن بالمسيح و لكنه بالله بطريقته و عمل صالحا ً فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون المهم ان يكون الانسان بينه و بين الله صادق و يعمل بصدقه و إخلاصه يريد وجه الله سبحانه و تعالى وهو بغض النظر عن هذا الاعتقاد بالسلام او غيره ، قالت الاة اليهود لا خوف ٌ عليهم و لا هم يحزنون و النصارى و الصابئة المهم انه يؤمن بالله و يعمل صالحا ً هنا نوضح الموقف الشرعي، الإسلام يجب ما قبله الإسلام نسخ ما قبله و لكن الاية تقول غير ذلك ما هو التوفيق بين هذه الاية و بين الموقف الشرعي او الفتوائي ، الموقف هو ان هؤلاء الذين يعتقدون ما يعتقدون إذا كانوا غير معاندين ، لانه لا يمكن ان تقول ان شخص يؤمن بالصابئة وهو يعلم ان الاسلام جاء وقبله الديانات وهو مصر على المخالفة و يقطع بصحة ما جاء بعدها و يصر على المخالفة و تقول هو في طريق الخير لا ليس كذلك ، لذلك عبر علمائنا عنهم بالمستضعفين ، النتيجة التي نريد ان نصل اليها ، شخصٌ يعتقد بما يعتقد و هو صادق بينه و بين الله في إعتقاده هذا الشخص الصادق من جهة عقيدته و العامل بالصلاح و الخير للناس يعمل صالحا ً لان العمل الصالح يدركه الانسان يدرك ان الظلم قبيح يدرك ان الاعتداء قبيح يدرك ان تقديم الخير للناس امر ٌ حسن ومطلوب فإذا كان هو في ذلك ويعمل بذلك فالله سبحانه و تعالى يقول لا خوف ٌ عليهم و لا هم يحزنون يعني لهم الخير و النجاة .
الهوامش
- سورة الجاثية الايتان 12-13
- سورة الانفال الاية 60
- سورة الانفال الاية 61
- سورة الحجرات الاية 13
- سورة البقرة الاية 62