c حقوق الانسان(1)

حقوق الانسان(1)

حقوق الإنسان

حديث الجمعة 16/12/2011
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم اجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .
ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
نرفع التعازي لذوي الشهيد علي رضي القصاب ، ونسال الله سبحانه وتعالى ،ان يعده في عداد الشهداء ، ويحشره مع الشهداء والصالحين في اعلى المقامات عند الله سبحانه وتعالى ، وأن يعرف بينه وبين اهل البيت سلام الله عليهم اجمعين .
موضوعنا اليوم حول حقوق الانسان
قال امير المؤمنين سلام الله عليه لواليه مالك الأشتر الذي ارسله الى مصر :( وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وَالْمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ، وَلاَ تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإمّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ، يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ ، وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ، يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الَعَمْدِ وَالْخَطَاءِ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَوَصَفْحِكَ مِثْلَ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِه ) .
هذا من كلام امير المؤمنين سلام الله عليه الذي يؤسس الاساس لتعامل الحاكم مع الرعية
وامير المؤمنين سلام الله عليه يمثل الاسلام الحقيقي , الإسلام المحمدي الاصيل ، فهو يبين ماذا تعني مدرسة الاسلام وهي مدرسة المحبة ، ومدرسة اللطف ، مدرسة التجاوز والعفو , فهنا يتحدث امير المؤمنين للحاكم الذي يتولى امور المسلمين ان يعطي الناس حقوقهم ، ان لا يفرق بين احد من الناس ، سواء كان الناس يتفقون في دينهم او يختلفون .
الناس سواسية كأسنان المشط ، والاختلاف بينهم في الدين لا يعفي الحاكم ومن له سلطة من ان يكون عادلا ، لا يعفيه عن العدل ، يجب عليه ان يكون عادلا بين الناس، سواء كانو مسلمين او كانو مختلفين ،فهما صنفان اما اخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق .
ثم امير المؤمنين سلام الله عليه يبين في هذا الحديث يقول يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل
يخطأون , ويؤتى على ايديهم من العمد والخطأ
قد تصدر منهم امور متعمدين او خاطئين ، يقول امير المؤمنين سلام الله عليه فاعطهم من عفوك و صفحك ماتحب من الله سبحانه وتعالى أن يعطيك من عفوه وصفحه
انت تحب ان يعفو الله عنك تريد ان يتجاوز عن اخطائك ،فتعامل مع الناس كما تحب من الله أن يعاملك ان يحن و يمن الله عليك بالرحمة وعطفه و لطفه وتجاوزه .
الاسلام مدرسة المحبة الاسلام هو الذي يطرح المحبة للناس وبين الناس و يامر الناس ان يتحدوا في حبهم وفي تكاتفهم وتلاحمهم وتعاطفهم تحاننهم على بعضهم البعض ، كل شخص يلتفت للاخر ولا يكون هناك من بين الناس من يعيش الضنك ووالضرر والظلم وهنا شخص ينظر اليه وليس كانه من البشر .
معيار الحقوق في الاسلام الحقوق الاجتماعية ( لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي)،القوي لا يكون ممتنع الوصل اليه ،والضعيف لا يمتنع عن المطالبة والحصول على حقه .
اذا كان الضعيف في المجتع يستطيع ان يطالب بحقه ويحاكم القوي تكون الامة عزيزة .
اما اذا كان الحاكم المتسلط المسيطر على امور الناس يعمل فيهم بما يشاء ،ولا يستطيعون ان يحاكموه او يحاسبوه او يقاضوه او يسألوه , وانما هم يتلقون الضربات تلو الضربات و يبقون ساكتبين .
هذا امر يسبب الذلة للامة لا تكون عزيزة ولا تكون مقدسة .
حقوق الانسان والاسلام
لا ينفكان ابدا ، لماذا ، لان الاسلام انما جاء من اجل اصلاح هذا الانسان
جميع ماشرع في الاسلام ،ماشرع الا من اجل هذا الانسان ومن اجل سعادته ،سواء كان في احكام السياسة او كان في الاحكام الفردية او الاحكام الاجتماعية ,أو الاحكام المرتبطة يالتعبير والاعلام وغيره ،
كل شيئ جاء به الاسلام , انما جاء به لهذا الانسان ليوصله الى سعادته .
ولكن بعض الناس بعض المتغربين ،ينظرون للاسلام وكأن الاسلام يريد قمع الناس ويريد الحجر على الناس
ولا يعطي الانسان حقه يضطهد الناس و ينتهك حقوقهم ولا يعطيهم فرصة لان يتنفسوا واو يعبروا .
ولكن هذا مجاف للواقع , مخالف للواقع ،هي دعاية يطرحها الغربيون ان الدين يضر بالناس اذا وصل المتدينون للسلط سوف تكون كارثة .
هذا تصوير من المنتهكين لحقوق الناس ،لا انه يلمس الحقيقة والواقع
نداءات حقوق الانسان في الغرب للدول العربية .
في الغرب يدعون لحقوق الانسان وينادون بها ولكن
هل هي حقيقة ام ليست حقيقة .
المتامل في واقع هذه الدنيا في واقع الحكومات , مسير الحكومات ، يجد ان الغربيين ودول الاستعمار لا تتحرك من اجل حقوق الانسان حقيقية ، هناك منظمات ولجان حقوقية في العالم كثير منهم يريدون تحقيق شيئ من حقوق الانسان ولكن ايضا بصورة عامة يخضعون للمستكبر اشبه بالخضوع التام
لذلك يدينون من تريد امريكا ادانته ويرفعون الغطاء عن من تريد امريكا رفع الغطاء عنه ،فلان منتهك لحقوق الناس
وفلان يعطي الناس حقوقهم كما كان في العراق
العراق قبل الحرب العراقية الايرانية
ايضا جعلوه في خانة المنتهك لحقوق الناس ،ولكن بعد ان صارت الحرب ورأو النظام يواجه نظام الجمهورية الاسلامية في ايران
رفعو عنه ، ازالوه من لائحة المنتهكين لحقوق الانسان ,وصاروا يدعمونه ويمولونه بالاسلحة حتى يقمع ويقتل بها وقتل من االإيرانيين ومن العراقيين , وانتهك ودمر وسجن.
ومع ذلك لم يجعل في خانة المنتهكين لحقوق الانسان
اسرائيل عندما تقتل من الناس وتعتدي وتهدم المساجد يقولون انها تحافظ على حقوق الانسان و
يجب الحفاظ عليها وهي خط احمر ، اذا ماهي حقوق الانسان التي يطالبون بها؟!
في الواقع ليست هناك مطالبة حقيقية جادة لحقوق الانسان من جهة الغرب وانما هي هراوة
اداة يستعملونها لتخويف الحكام اذا كان الحاكم يختلف معهم يصفونه بانه منتهك لحقوق الانسان يجب علينا ان ندعم الثوار والشعب لازالته او انه يستلم لهم ولسياستهم
وكما اننا نجد في هذه الثورات والربيع العربي مايحدث من انتهاكات في اليمن ولا كانه شي قد حدث , ومايحدث من انتهاكات في البحرين كانه لم يحدث شيئ ،
ولكن في سوريا مثلا يقولون هناك انتهاك لحقوق الانسان ، ويجب دعمه ويجب تأييده ويجب الوقوف معه ولو كان بالامكان الدخول معه حرب مباشرة لتحركت الجيوش..
ولكن في بلد صغير تنهتك حقوقه ويضرب ويسجن ويقتل ويعتدى على النساء والإطفال
ولاتسمع الا ان البحرين شريك استراتيجي ولا يمكن التنازل عنه .
هناك نصائح ترقيعية فقط وحقوق الانسان يطرحونها ولكن هل ينطلق هذا الطرح من منطلق واقعي ام انه لمصالح الاستكبار والاستعمار ، مانراه في العالم ان الثورات تتحرك والشعوب تطالب ولكن دول الاستكبار عندما يؤيدون يؤيدون بقدر مايحفظ مصالحهم
طبعا هذا لا يعفي الشعوب ان تتحرك وتطالب ، المجتمع عليه ان يطالب بحقوقه لا يقف ينتظر من هنا او هناك ،المجتمع باحقانية قضيته ،و بجده واجتهاده وجهاده ومجاهدته يحقق.
مايفرضه المجتمع في الواقع هو الذي يفرض على الجميع،اما ان يبقى فقط يلتمس من الغربيين المساعدة فهو واهم ويخسر
يعني لو وقف المجتمع وانتهت الحركات التي نراها هنا وهناك ،وصار الانتظار ان يؤتى لنا بموقف او تاييد من الغرب لن يتحقق شيئ بمجرد ان يطمئنوا بان الحكومة و النظام مسك قبضته وسيطر على الوضع، لن يتحقق شيئ , فيفرض الشعب الواقع والمطالبة والحركة والاستمرار هو الذي يحققوالتراجع لا يحقق شيئ .
حقوق الانسان تطرح من جهات مختلفة , بالنسبة لعلاقة الرجل بالمرأة , حقوق المرأة السياسية , ماهو نظر الاسلام لدخول المرأة في الجانب السياسي ؟ الاسلام يرى للمراة الحق في المشاركات السياسية وفي الانتخاب , وهذا قديم و قبل ما يطرحه الغربيون , حتى قضية البيعة , البيعة للنبي صلى الله عليه وآله و المشاركة وبيعة الخليفة هذا كان موجوداً ومرتبط بالاسلام من اول وجود الاسلام , وليس الاسلام متاخر , وانما الاسلام يعطي المرأة حقها في هذا الجانب قبل غيره , ما يطرح عادتاً لحقوق المرأة في الغرب والدول الغربية , هو اما ان يكون التبرج والتفسخ , والحرية في هذا الجانب او الإستغلال في الجانب الجنسي , او الدعوة لجعلها ايدي عاملة رخيصة , وليس ان تعطى حقها حقيقة , اما الاسلام فانه يسمح للمرأة ان تدخل في جميع المجالات الشريفة حافظة لعفتها و كرامتها وتدخل في جميع الميادين , بل يعتبر ان نزول المرأة في كثير من الميادين هو قوة ومحرك للعائلة بأكملها والاسرة بأكملها , يعني مثلاً في الاحتجاجات , عندما يكون للمرأة تواجد , يكون للرجال ايضاً تواجد , اما اذا كان الرجل في الاسرة هو الذي يخرج فليس بالضرورة ان تخرج المرأة , ولكن اذا خرجت المرأة تشجع وتحرك الرجال ان يدخلوا في ميادين المطالبة ويتحركوا ,
المرأة لا يمنعها الاسلام ان تدخل في كل مجال اذا كانت محافظة على كرامتها وعفتها.
الغربيون يصفون الاسلام بانه ينتهك حقوق الانسان , ولكن لو نتساءل ماذا وجدوا من الانتهاكات في الاسلام ؟. هل هو في نصوص الاسلام هناك انتهاك ؟ النصوص الاسلامية تفرض وتجعل الانسان اساس وكل تشريعات الاسلامية تصب في خدمة الانسان وصالح الانسان , لجعل الانسان مستقيماً وصالحاً , صحيح هناك بعض الفروق والاسلام ينظر اليها , ينظر لهذه الفروض التي تتناسب مع الفطرة , ذكرنا مثال المرأة, المرأة طبيعتها تختلف في بعض الامور , الاسلام يشرع ويحافظ على حرية المرأة وحرية الرجل , وحقوق المرأة وحقوق الرجل , القانون الذي يخدم في تكامل الاثنين ويخدم في تكامل المجتمع , بالنظر الى طبيعة الرجل , وبالنظر الى طبيعة المرأة .
الاسلام والحرية , حرية التعبير , حق الانسان في حرية التعبير , هل انها مرفوضة؟ ام انها مقرة شرعاً ؟ اذا قرأنا التاريخ ورجعنا للتاريخ , وجدنا امير المؤمنين سلام الله عليه الذي يمثل الامتداد الحقيقي للنبي صلى الله عليه وآله , امير المؤمنين الذي مثل افضل حكومة على وجه الأرض , على مدى التاريخ , حكومة العدل , حكومة الخير و المساواة , لا يغفل احدا , سواء كان مخالفا له في الدين او موافقاً له في الدين , يقف امير المؤمنين سلام الله عليه يخطب في الناس , فيقف له شخص ويشتم امير المؤمنين ,يقول : كافر ما افقهه , وامثال هذه الكلمات , يتكلمون في وجهه في المسجد , فيقوم بعض الناس من محبي امير المؤمنين لهم , فيقول امير المؤمنين سلام الله عليه : دعوه انما هو سب بسب ,أو عفو عن ذنب , يعني اكثر ما لي ان ارد عليه بالمثل , او عفوا عن الذنب وانا اعفو عنه , يعطي الناس الحرية في التعبير من يختلف معه ,
هذه حقوق موجودة في الاسلام او لا ؟ امير المؤمنين سلام الله عليه يختلف مع ينشقون عنه من الخوارج ويتنقلون بعد ذلك هنا وهنا وهم يتكلمون ويتحدثون ويتهمون ويطرحون ما يطرحون,. وامير المؤمنين سلام الله عليه ماذا يقول؟ وما هو موقفه منهم ؟ لا يحاربهم ويقول انتم دماءكم محفوظة , واموالكم محفوظة , واعراضكم محفوظة , كل شيء لكم محفوظ , وعطاءكم من بيت المال ايضاً محفوظ , مالم تتعرضو للمسلمين , التعرض للمسلمين والاعتداء على المسلمين واشاعة الفوضى والفتنة والقتل في المسلمين يعاقب عليه , ولكن انظر لهذه العقوبة , امير المسلمين سلام الله عليه , عندما يجد شخص خاطئ, واستحق العقوبة في الاسلام , يعاقب ؟ ماهي عقوبته , اقصى ماتكون في الاسلام عقوبته الاعدام , مثلاً شخص ارتكب واستحق هذه العقوبة , اذا جيء به لتنفيذ الحكم , لا يسمح لأحد ان يخطأ عليه او يشتمه , حرام شتمه حرام اهانته , يتعامل معه معاملة الانسان ,
فقط تطبق عليه العقوبة المقرة شرعا , ولكن الاعتداء عليه , بالضرب في حال الاعتقال ,مثلاً سحبه اهانته , شتمه , مرفوض في الاسلام , هذا هو الاسلام الذي يراعي كل شيء ويعطي كل شخص حقه , لا يتعامل معاملة إجحاف ولا يظلم ولا يعتدي على احد .
الحرية الغربية التي تطرح ذكرنا انما هي لحفظ مصالح فئة خاصة في الغرب , وهم اصحاب رؤوس الاموال , لذلك بيدهم جميع المقدرات بيدهم الاعلام , الاعلام يخدمهم , وليس لغيرهم الحق , ومن يخالفهم لا يتركوه , والاحداث التي حدثت في امريكا تبين , في زمن الرئيس كلينتون ايضاً حدثت بعض الأمور , اشخاص يختلفون ويعتصمون في بيت , يهددهم النظام , القوات تهددهم فلا يخرجون و يحرقون عليهم البيت ويحرقونهم وهم احياء , حقوق الانسان كلمة يستعملونها ولكن في الواقع لا تطبق , اذنابهم واتباعهم بنفس المصب , بنفس الطريق و بنفس المنهج , لا يوجد اختلاف , نشاهد الاحداث التي نشاهدها في هذه الايام , في كل يوم وفي اكثر الليالي , ولكن نقرأ الاخبار , اقرأ خبرين او ثلاثة اخبار من صحيفة الوسط , تقول
1-( اكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة , ان الخطوات التي اتخدها الملك بتشكيل لجنة محايدة ومستقلة لتقصي الحقائق وللتأكيد على تنفيذ توصياتها يشكل نقلة نوعية في الحياة السياسية , و يؤسس مرحلة جديدة في مملكة البحرين )
يعني يقولون عملنا مستمر ولن نقبل بانتهاك حقوق الانسان , هذا مايعبرون عنه , كأنهم يقولون للعالم اقتدو بنا فنحن نطبق حقوق الانسان في البحرين مائة بالمائة , للعالم كله يقولون فالينظر العالم لنا وليقتدي بنا .
2-( اكد وزير الداخلية الفريق الركن , الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة , حرص الوزارة على التعاون من اجل ترسيخ وتعزيز مبادئ حقوق الانسان , في اطار التزام مملكة البحرين بالمواثيق والمبادئ والاتفاقيات المنظمة لهذه الحقوق) .
جميع الوزارات تجدها في هذا المصب .
3-( وزير العدل يستعرض التعاون مع المفوضية السامية لحقوق الانسان )
كلهم يتعاونون لحقوق الانسان , ولكن اين حقوق الانسان ؟ فوق الاعتداء على المنازل , سقوط الشهيد , وكم من الناس المصابين والذين يتعرضون للانتهاكات والشتم والاعتداءات على بيوتهم كثيرة ومستمرة , ولكن شعار الحكومة حقوق الانسان ,هذا يبين طغيان الظلمة وان الظالم لا يستجيب اذا كان متمكن وعنده القدرة ان يجعلك في الارض , فلن يتراجع , لابد ان تكون قوياً , لابد ان تثبت وتطالب , تثبت في الميادين في المطالبات في الساحات في الاعتصامات في المهرجانات , لا نتراجع , اذا كنا على استعداد للإستمرار و التقديم كما قدم الشعب الكثير ونحن لسنا اغلى من الشعب, علينا ان نثبت ونقدم حتى تتحقق المطالب وإلا سوف نسحق ويسحق ابناءنا .
التكافل الإجتماعي
انتقل الى موضوع آخر , او توصية بالنسبة للتكافل الاجتماعي , الاسلام في احاديث كثيرة , حبب , وذكرنا أن الاسلام هو الذي يراعي حقوق الانسان , على جميع الأصعدة والمستويات من مستوى الدوله او النظام , إلى مستوى العلاقات مع الأهل مع الإسرة مع المجتمع مع العالم كله , النبي صلى الله عليه وآله يقول : (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
لا يكون شخص يعاني ونحن نتفرج , هذا المجتمع نحن مسؤولون فيه , جميعنا كل فرد , انت مسؤول بينك وبين الله , وحتى الشخص الذي لا يعتقد بهذه التعابير الدينية , انسانية الانسان يجب ان تكون متحركة , حية , لا يكون الشخص ميت , هناك شخص مثلا يحتاج و انا اتفرج عليه هذا امر مخالف لفطرة الانسان السليمة .
احاديث اخرى تبين وترغب, روى المشعل الاسدي ,ـــ عندنا عبادات كثيرة من ضمنها الحاج , بعض الاحاديث ذكرت منها سابقاً , عبادات مهمة وثوابها عظيم ـــ
(,يقول المشعب الاسدي قال : خرجت حاجاً فانصرفت الى ابي عبدالله الامام الصادق سلام الله عليه
فقال: من اين بك يا مشعل ؟
فقلت: جعلت فداك كنت حاجاً , في الحج ,
فقال عليه السلام : اوتدري ما للحاج من الثواب ؟
فقلت: ما أدري حتى تعلمني , مشعل يقول يريد ان يتعلم من الامام ماهو ثواب الحاج ,
فقال عليه السلام : ان العبد اذا طاف بهذا البيت اسبوعاً ,يقصد بها سبعة اشواط طبعاً , وصلى ركعتيه , وسعى بين الصفى والمروى , كتب الله له ستة آلاف حسنة ,و حط عنه ستة آلاف سيئة , ورفع له ستة آلاف درجة , وقضى له ستة آلاف حاجة , تقضى حوائجه , للدنيا كذا , وادخر للآخرة مثلها , ايضا للآخرة يحصل ,
فقلت : جعلت فداك ان هذا لكثير , مشعل يقول ان هذا ثواب كثير ,
فقال عليه السلام : ألا اخبرك بما هو اكثر منه ,
فقلت : بلى ,
فقال عليه السلام : لقضاء حاجة مؤمن , افضل من حجة وحجة حتى عد عشرا) , قضاء حاجة مؤمن اكثر من هذا الثواب كله , الذي يساعد عائلة محتاجة , ويقدم لعائلة محتاجة , الذي يتكفل عائلة محتاجة ويقدم المساعدة , ولو يساهم بالشيئ اليسير , له ثواب عظيم , اكثر من ثواب هذه الحجات التي ذكرها الامام .
كنا نوصي اخواننا ايضاً بالالتفات لعوائل الموقوفين والمفصولين عند العمل والمسجونين , نجعل انفسنا من ضمن هذا المجتمع , نتكاتف ونتكافل كلنا , كل منا يكفل صاحبه , لا يجعل احداً محتاج وانت تنظر , لاتترك احد محتاج وانت تنظر اليه , انت في خير , اولادك في خير , وجارك في حاجة وبؤس , بئس الانسان الذي يرى نفسه واهله في رخاء وعنده ما يستطيع ان يقدمه للمحتاج جاره يمر في ازمة ولا يتحرك ولا يكفله , علينا ان نكون بقدر المسؤولية .
والحمدلله رب العالمين , وصلى الله على محمد و آله الطاهرين.

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *