c حق الاختلاف

حق الاختلاف

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ  *  إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ 118 هود

و قال تعالى

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ 22 الروم

 

مقدمة مشكلة الاختلاف بين الناس و المذاهب و التيارات من المشكلات التي تدمر المجتمع وتأسس للشرور كلما صار الاختلاف بين الناس زادت احتمالية المشاكل و الشرور وخصوصاً إذا صار الاختلاف اختلافاً دينياً ، الاسلام يجمع و لا يفرق ، والمفترض في اتباع الاسلام انهم يجتمعون ويأتلفون ويقتربون من بعضهم البعض لا ان يتفرقوا و لا ان يكونوا متنافرين في ما بينهم ن

يقول النبي صل الله عليه واله لا تدخلوا الجنة حتى تأمنوا و لاتأمنوا حتى تحابوا هذا هو حديث نبينا صل الله عليه واله الذي يرد من هذه الامة ان تكون متحابةً متعاطفةً متلاقيةً فيما بينها غير محتلفه غير متنافرة غير متحاربه غير متصارعه يسود بين ابناء الامة الحب و المودة والرحمة ،

الاختلاف إذا وجد يجب ان لا يؤدي الى القطيعة و الاضرار للمختلف معهم ، الاختلاق يوجد وبعض الاختلاف محمود و إذا وجد فلا بد ان يكون الاختلاف طريقاً للخير و لا يكون سبباً للقطيعة بين الناس سواءٍ كانوا في مذاهبٍ او اديان او كانوا في اسرةٍ و مجتمع ،

الاختلاف محمود ومذموم فلنترفع عن المذموم ولنتطور بالمحمود ،

اولا: معنى الاختلاف

الاختلاف هو التنوع بين الناس و المجتمع و الخلاف هو التضاد و التنافر اما الاختلاف فهو التنوع ،

ثانيا الاختلاف المحمود ضرورة في المجتمع ان يكون هناك اختلاف بمعنى تنوع و هذا الاختلاف يجب ان يكون اختلافاً سبباً في خير الناس وتقدم الناس و عطاء الناس يقول تعالى وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ 22 الروم  هذا الاختلاف الذي ينشأ بين الناس إختلاف في طاقاتهم في قدراتهم في السنتهم لغاتهم اجسادهم هذا اختلاف طبيعي وهو سببٌ للخير إختلاف القدرات طريقٌ لازدهار المجتمعات مجتمع ليس فيه اختلاف متساوي في كل شيئ يكون هذا المجتمع هامداً غير متقدم اما اذا كان الاختلاف بين الناس اختلاف طبيعياً في قدراتهم فإن هذا طريق للتقدم طريق للعطاء طريقٌ للتطور كما يقول تعالى أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (32 الزخرف

جعل الله هذا الاختلاف ليتخذ المجتمع بعضه بعضاً سخرياً يعني يستفيد بعضه من بعض فيتكامل بعضه ببعض ،

 

ثالثاً : الاختلاف محمود مذموم

الاختلاف محمود ومطلوب ضرورة و إختلاف مذموم ،

الاختلاف الذي سبب الفشل مذموم الاختلاف الذي يسبب الحروب مذموم الاختلاف الذي يسبب التنافر مذموم

و الاختلاف الذي يدعو للتقدم ويدعو للتطور و يدعو للتكامل  بين المختلفين في افكارهم  في قدراتهم في رآهم يدعوهم للتعاطف يدعوهم للتسامح يدعوهم للمحبة في ما بينهم هذا اختلاف محمود ،

الاول : الاختلاف الموحود

  • التنافس في الخير اختلاف محمود ، التنافس في الخير هذا اختلاف ومسارعه للتقدم ولكن في الخير

 وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) المطففين  يكون مجتمع فيه اختلاف من هذه الجهة كل يريد ان يسبق و ان يتقدم في عمل الصالحات في عمل الخيرات هذا امر محمود ومطلوب .

  • الاختلاف الحضاري مجتمع يختلف حضارياً ، كل مجتمع يسعى للتقدم في جانبه الحضاري ، ويتبادل الثقافة والحضارة هذا اختلافٌ ايضا محمود .
  • التنوع الفكري ايضا محمود مجتمع فيه افكار و فيه قدرات و ترى بعض الاشخاص يفوق البعض الاخر فيما يحمل من افكار و فيما يمحل من قدرات ذهنية وتنبه لدقائق الامور هذا اختلاف محمود لانه يدعو للتقدم .

 

 

الثاني : الاختلاف المذموم

الذي يكون طريقا للشر عادة و طريق للفشل

اولا: سبب الاختلاف المذموم

( الحديث كله تقريبا هو  تركيز على جانب الاختلاف المذموم )

لماذا يكون المجتمع عنده اختلاف و هذا الاختلاف اختلاف مذموماً نظريات طركت و تطرح كثير على ان الدين نسبي مثلا و ان معرفة الدين نسبيه الى غير ذلك و لكن القرآن يشير الى غير ذلك القران يشير الى سبب الاختلاف و يذكر هذا السبب

  • البغي كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ 213 البقرة

  هذا هو بغياً بينهم البغي و العناد و الطغيان و التكبر

فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213) البقرة

الذي يريد الحق يهتدي الذين امنوا اهتدوا مع وجود الخلاف لان الله سبحانه وتعالى يقول وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ 69 العنكبوت الذي يقصد وجه الله ، والذي يقصد الوصول الى الله و الى ما يريده الله وهو صادق لا يمكن ان يتركه الله سبحانه و تعالى في ضلاله و في ضياعه إذاً البغي هو سبب الاختلاف ، والباغي هو الذي يختلف .

  • الغرور و حب الانا ايضا سبب فقد يخلق الشخص الخلاف بنفسه ليكون ظاهراً بعض الناس يحاول هو يخلق كما يقولون في المثال العامي خالف تعرف يحاول ان يختلف إذا جلس في مجلس لا بد ان يكون له كلام مغاير للاخرين يكون هذا ايضا حب الظهور و حب الانا سبب للاختلاف في المجتمع .
  • سوء الظن بالاخرين يجعلك تختلف معهم لذلك الاسلام ينهى عن الظن السيء و ينهى عن اكثر منه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ 12 الحجرات ينهى عن الظن الكثير لانه قد يقع بعض الظن السيء في الاخرين ويجعلك تسيء النظر للاخرين وتتخذ المواقف المأثوم فيها و السيئة لذلك ينهاك عن الظن بالاخرين وعدم الحكم على الاخرين من غير دليل .
  • فتنة العدو للخلاف ، العدو دائما يدعو للخلاف لذلك لا ترجو من عدوك ان يدعوك للخير العدو الذي يريد الشر بالناس لا تنتظر من الخير كما نرى مثلا في تدخل العدو و المستكبر في الدول عندما يتدخلون في الدول ويقولون نريد الصلاح لهذه الدول عادة يريدون ضربها و تفتيتها و لا يريدون الخير لها يريدون تمزيق الدول تفريق لدول جعلها دويلات جعلها جماعات تتناحر و تتحارب فيما بينها لذلك فإن الله سبحانه وتعالى ينهى عن اتباع العدو يقول تعالى وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الانعام إتخذ الطريق الصحيح السوي المعروف الواضح و لاتأخذ الطريق الغامض الذي يكون فيه اتباع لمن يريد تدميرك وتدمير مجتمعك ويقول تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) ال عمران  اذا اتبعتموهم يردونكم بعد ايمانكم كافرين  فليس في مصلحتكم لان العدو يحب الفتنة لكم .

 

ثالثا : تبعات الختلاف المذموم ((وما يترتب على الاختلاف المذموم ))

 

  • المعصية له سبحانه وتعالى لان الله يأمر بالوحده لان الله يأمر بلم الشمل يامر بالاجتماع ولكن إذا عصيت و ذهب للخلاف هذه معصية لله سبحانه وتعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ 103 ال عمران ابحث عن الوحده ابحث عن لم الشمل عن الطريق الذي يجمع الناس اما إذا صرت تبحث عن الفرقة و الابتعاد و الانزواء و الانكفاء عن الجماعة فإن هذا معصية لله سبحانه وتعالى .
  • الفشل في المجتمع والجماعة و الاسلام و الاسرة و العائلة إذا صار الاختلاف مجتمع فيما بينه يعيش حالة الاختلاف يكون فاشلا المسلمون يقوتهم و بما يملكون في العالم كم يملك المسلمون ؟ وكم عدد المسلمون في العالم ؟ و إذا صاروا مختلفين صاروا ضعاف قدرتهم بإتحادهم المجتمع نفسه عندما تذهب لقرية لا نقول بمستوى العالم حتى في القرية الواحدة قرية عن قرية تختلف اذا كانت متحدة و القرية المختلفه و المتفرقه القرية التي تكون منسجمه اينائها يكونون غالبا صالحين و القرية المتفرقة تكون في ضعف ونتاجها سيء يقول تعالى  

ولَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ  (46) الانفال  تختلف ويكون الاختلاف على اي مستوى ولو على مستوى الاسرة بينك وبين زوجتك و بين اوبنائك بينك وبين عائلتك عائلة و هذه العائلة فيها خلاف تفشل و كانها ليس عائلة عشيرة مجتمعه يد واحده قوية مترابطه لها هيبتها لها عطائها لها نتاجها مختلفه متمزقه ليس لها وجود مجتمع ومنطقه كذلك وبلد متمزقه ومتفرقه ليسلها وجود ولا يهباها العدو مجتمعه قويه مترابطه لها سمعتها لها اثرها لها نتاجها يخشاها العدو اما اذا اختلفوا فيفشلوا و تذهب ريحهم .

  • انحسارالاطاقات و التقوقع اذا كان هناك اختلاف و هذا الاختلاف مذموم لا تخرج طاقات المجتمع ولا يمكن التجديد في المجتمع و التغير اذا كان الاختلاف فيه مذموماً لانه لا يستطيع الشخص ان يتكلم يخاف ان يطرح فكرةً جديده او شيئاً جميلاً لانه يخاف ان يقف الناس في وجهه ان ينتقذوه ان يحاربوه لانه لا يعرفون علاج الخلاف و كيفية المعايشه مع المختلف طبيعي ان يكون الناس مختلفين مجتمع يختلف بعضه مع بعض طبيعي لكن الخلاف مع المحبة الخلاف مع التقدم الاختلاف مع العطاء وليس الاختلاف مع التحارب اما اذا كان الاختلاف موجود فالمجتمع  ينحسر  و يتقوقع و لا ينتج .
  • سحق العقول و سيطرة الاقوى مع الاختلاف في المجتمع الاختلاف المذموم ( الكلام كله عن الاختلاف المذموم ) لا يكون للعقول وجود حتى العقول النيرة و القوية في المجتمع لانه قد يسيطر عقلٌ بطريقةٍ واخرى وبسببٍ و اخر ولو بقوة المادة ولو بالاستناد الى قوة فيكون هو المسيطر و تلغى جميع الافكار و لا يمكن لفكرٍ ان يكون له وجود او يتحرك لانه  في الخلاف المذموم من يختلف معي اعتبره عدو ويتعبرني عدو يسحقني او اسحقه هذه الطريقه السئه اذا صارت في المجتمع  من يسيطر و يتقدم لو كانت افكاره باليه افكاره متخلفه ضاره بالمجتمع هو المفروض على الناس و الناس عبيد له ويجب ان يطيعوه وهذا هو سحق العقول و يسطرة الاقوى .

 

 

ثالثا : مرجع الخلاف

الخلاف في المجتمع يجب ان يكون له مرجع والى من يرجع الخلاف ؟ الخلاف و الاختلاف يجب ان يكون حاكمه والرجوع فيه الى الله سبحانه وتعالى .

  • الى الله سبحانه وتعالى يقول الله  إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) المائدة  الى الله مرجع المختلفين وهو الذي يحكم بينهم هل تنتظر ان ترجع لله فتكون في محكمة العدل اتي لا تقيل هناك الاختلاف و الرجوع لله سبحانه وتعالى ولكن في ذلك الرجوع لا يمكن الاقاله و المسامحه ولا يمكن ان تقدم إذاً تعلم ان مرجع الخلاف ونهاية الاختلاف بسوءه و خيره وصلاحه وفساده عند حكمٍ عدل يوم القيامه تقدم انت و ابحث عن موقعك الصحيح والمضع الذي يكون صحيحاً يوم القيامه اجعله صحيحاً الان في اختلافك مع الاخرين حتى اذا جئت يوم القيامه إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ  تكون فائزاً لا تكون محاسبا مأخوذاً ذليلا الى النار الاختلاف مرجعه الى الله .
  • مرجعه لرسول الله صل الله عليه واله مرجع الخلاف الى الله والى رسوله نرجع الى لله ونرى ما يرد الله منا في قرآنه ونرى ماذا يريد رسول الله صل الله عليه واله في سنته فنجعله حكماً بيننا في الاختلاف

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)النساء 

في وقت النبي صل الله عليه واله موجود نتقدم بالتحاكم اليه ونقول يا رسول اله نحن نختلف فماذا تقول فهو الذي يوجهنا ولا نرجع الى سنته و لا نرجع الى احكامه ولا الى تعاليمه فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) النساء ردوه الى الله و الى الرسول ابحث ماذا يريد الله في هذا الاختلاف عندما تكون مختلفاً  مع احد مباشرة لا تنتظر و لا تقول ياتي في الاخرة الان ابحث عن الذي يرده الله منك ويريده الرسول صل الله عليه واله .

  • اتباع القران الكريم وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) الانعام ارجع للقران في اي اختلاف ما وجد من القران يحل النزاع و الخلاف خذه واذا لم يجد ابحث عنه في سنة النبي صل الله عليه واله

 

 

 

 

رابعا : علاج الاختلاف المذموم

هذا الاختلاف المذموم له علاج ما هو العلاج في نظر الاسلام المجتمع بطبيعته و بتنوعه قد يصل للاختلاف ، و الاختلاف في القسم المذموم ما هو علاجه ؟ المجتمع لو كان راقياً الى درجة ٍ بحيث لا نسمي الاختلاف اختلافاً مذموماً فيكون في القسم الاول الذي تحدثنا فيه لا يحتاج الى فض النزاع لانه الاختلاف يدعو للتقدم ويدعو للتعاطف و يدعو للعطاء و يدعو للخير و لكن الاختلاف المذموم ما هو علاجه ؟

أ ) القانون ، القانون هو الذي يحكم بين الناس يعني الاسلام جعل قانوناً هذا القانون من اين يؤخذ ؟ القانون يؤخذ من الاسلام في فض النزاعات الخلافات كلها بين الرئيس والمرؤس و بين افراد المجتمع وبين الاسرة نفسها و في قوانين السرة و احكام الاسرة ايضا يؤخذ ها القانون من الاسلام هو الذي شرع  وهو الذي يحكم و الناس يجب ان يأخذوه ويطبقوه لا ان يخترعوا من عند انفسهم و لا ان يبتكروا و لا ان يأتي شخص ٌ غير متخصص في المجال لينتزع لنا قانون و يحكم علينا و ذها القانون يدير العلاقه بأبي وعلاقتي بزوجتي و علاقتي بإرثي و علاقتي بما يملك ابنائي ليس هذا نحتاج الى قانون و هذا القانون يجب ان ينطلق من الاسلام  ان يضعه الاسلام و الاسلام يضعه من القران ومن السنة و القران و السنة ليس من حق اي احد ان يلج فيها و يستنتج كم ان هناك في الطب متخصوصون زهناك انسا يستنبطون في القانون و في السياسه ايضا في هذه الحكام لا بد ان يكون النتاج و الاستنتاج بمتخصص و ليس لاي احد ان يفتي في هذا المجال القانون بصورة عامه في كل الاختلاف و ليس في هذا المجال فقط الاختلاف يديره القانون الذي يكون قانون منصفاً فإن وجد القانون و طبق القانون الالهي لكان هو واذا لم يوجد فوجدت قوانين وضعيه فلها ايضا صلاحيتها بقدر ما تحفظ من مصلحة الناس و تكون في خدمة الناس،

يقول تعالى  وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40)النجم  القانون بقدر ما يكون  تستحق تاخذ وبقدر ما تقدم تعطى وهكذا يحكم الخلاف بين الناس في امور المجتمع و الامور الإجتماعية .

ب ) التربية القيمية ، من الامور المهمة ايضا لحل الخلافات ولادراة الخلاف في المجتمع التربية القيمية ان يكون المجتمع يتربى على القيم بدرجةٍ و يتعلم فن الخلاف و الاختلاف ،

  • حسن الاتباع لدعوة الدين يتبع الدين حقيقةً فيكون بعيداً عن هذا الاختلاف يقول تعالى

وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

  • تحقيق صفة التعاطف و المودة بين المؤمنين اسعى ان تحقق هذ الصفة في المجتمع اذا تحققت صفة التعاطف بين الناس ذهب الخلاف ( وقل الخلاف ) يقول النبي صل الله وعليه واله مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى هذا المجتمع الذي يرى نفسه بهذه الصفة ويتربى على هذه الصفة يبتعد عن الخلاف و يثبت بدل الخلاف التعاطف بدل الخلاف حرقة القلب على اقصى انسان في اقصى العالم مسلم في اقصى العالم يتأثر يتضرر تحترق له تدافع عنه
  • اجتناب سوء الظن اجتنب سوء الظن بينك وبين الناس يقل الخلاف مام دام سوء الظن موجود تتعامل مع الناس بحذر بخوف بتشكيك يزداد الخلاف قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ  القران يقول اجتنب الكثير لانه قد تظن في الف حاله ويكون  ظنك في اكثرها مصيب و واحد مثلا مخطأ قليل يقول من اجل هذا القليل لا تظن ابتعد عن الكثير حتى لا تقع في القليل وتظن السوء بالاخرين قال النبي صل الله عليه واله  إنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبِ النَّاسِ في تعامل مع الناس إنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ قُلُوبِ النَّاسِ و لا اشق بطونهم تعامل مع الناس بظاهرهم ظاهرة حسن ائخذ بظاهره لماذا انقب و لماذا احلل ولماذا اخترع نيته و اكتشف نيته تعامل مع الناس هكذا .
  • تكر ان من تختلف معهم من رحمٍ واحده و انت مسؤول والقران يشير اليك بهذه المسؤوليه و يذكر كونك واياهم من رحمٍ واحده تسأل عنهم يقول تعالى يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) النساء حتى هذه النظرة انهم معك من رحمٍ واحده تسائل بهم وبهذا الرحم تسأل عن ظلم الناس تسأل عن السوء في تعاملك مع الناس تسأل هل قدمت الخير ام قدمت الشر هذا الاختلاف ما هو المبرر له ولماذا الاصارا عليه و ماذا ستجني منه وماذا تقدم للناس .
  • تجنب الاختلاف الذي يذمه القران ، القران الكريم ذم الاختلاف و نحن ننتسب لهذا القران إذاً علينا ان نجتنب الخلاف و الاختلاف يقول تعالى وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) ال عمران اختلفوا و تفرقوا فلذلك فلهم عذاب عظيم  لماذا هذا الاختلاف الذي يحدث بين الناس اسال دائماً ما هو المبرر بينك وبين اهلك بينك وبين اسرتك بينك وبين اصحابك بينك وبين اهل المنطقه جميع الاختلاف ابحث عن الطريق للتقارب و تجنب الخلاف ، واذا اردت ان تختلف اسأل نفسك عن مبرر الخلاف .
  • فهم معنى الاخوة ، افهم معنى الاخوة يقول تعالى إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ الحجرات 10 المؤمن الذي يشهد الشهادتين وينتسب لهذا الاسلام إخوة ما هو حق الاخ ؟ حق الاخ ان لا تتكلم عليه لا تسيء له تقف له تؤازره تعاضده إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ  .
  • لا تغتر بالباطل فربما غيرك افضل منك عند الله يقول تعالى لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ  11 الحجرات لا ترى نفسك افضل لانه من ضمن اسباب الخلاف بين الناس ان يرى الشخص نفسه افضل من غيره الاخرون منحرفون وهو الافضل .
  • ترك الغيبة فإنها تخلق الخلاف أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (12) الحجرات الغيبة طريق لهذا الاختلاف ما دام هناك كلام وغيبة للاخرين لا يكون الكلام موزوناً ولا يكون منتجاً ولو كان الكلام حقاً فهو ايضا حرام يعني لو كان واقعاً .
  • الاصلاح ونبذ الخلاف فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ .

 

 

ج ) التربية العملية للادارة الخلاف ، عندما يوجد الاختلاف في المجتمع ويحتاج الى علاج نحتاج الى التربية العملية على ادارة هذا الخلاف  

الحوار العلمي ، الحوار بيني وبين المحتلف معه حوار علمي طبيعي ان يختلف معي شخص و تكون له اراء محتلفه لكني اذا احتلفت معه لا يحق لي ان احاربه له فكره ولي فكري له عمله و لي عملي هو اخ لي وانا اخ له اختلف معه في هذه النقطه لا اسريها لاشيء اخر لا اجعل هذا الاختلاف ينتقل من الفكرة الى الخلاف الشخصي و النفسي بيني  و بينه ،

في الحوار ،

  • احتمل افتراضية الخطأ افترض نفسك خطأ في الحوار دائما هكذا عندما تحاور افترض انك في خطأ و هو مصيب او انك مصيب وهو في خطا يقول تعالى قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ النبي يخاطب المشركين

قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24) سبإ  عندما يحاورهم يقول قد اكون مصيب وقد اكون مخطئ .

  • المعرفة بالمادة المختلف فيها لا تحاور وانت غير متخصص او لا تعلم بحقيقة هذه المادة التي فيها شخصٌ يأتي و يختلف في قضية طبيه وهو لا يعلم ليس صحيح تحتلف في امر استنبطه الفقهاء و اجتهد فيه الفقهاء مئات السنين وانت تأتي بذوقك و تنتقذ ليس صحيح كن مؤهل في المجال الذي تدخل فيه .
  • الموضوعية في نقذ الاخر كن موضوعياً اذا اردت ان تنتقذ خذ الكلام كما هو يعني لا تقطع الكلام ولا يؤخذ عليه ( كذا ) خذ اكلام بمجموعه واذا اخطأ هو في التعبير و انت تعلم انه لا يقصد خذ الكلام بما تعلم انه قصده الواضح من كلامه في سياقه بموضوعية .
  • عندما تحاور ابحث عن الحقيقة انت مصيب حقيقةً و تريد اقناع الطرف الاخر و لكن عندما تحاوره افترض ان تكتشف حقيقة مغايرة لما انت عليه و تسلم بها كن بهذه النفس لو اكتشفت ان الذي احاوره هو حق اتبع كلامه و اخذ بكلامه .
  • الاستجابة للحق .
  • لا يكن هدفك الانتصار في الحاور لا تجعل الهدف الانتصار .
  • لا نربي انفسنا على اقصاء الاخر و هدنا فقط ان نتقدم نحن و غيرنا يجب ان يكون مقصى و يكون ساقطا ً .

شاهد أيضاً

الدين و الأخلاق

سماحة الشيخ عبدالزهراء الكربابادي العنوان : كلمة الجمعة – التاريخ : 26-4-2024 تفضلوا بزيارة موقعنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *