c حق السمع 2

حق السمع 2

بسم الله الرحمن الرحيم

قال زين العابدين سلام الله عليه وأما حق السمع فتنزيهه عن ان تجعله طريق الى قلبك إلا لفوهة ٍ كريمة ٍ تحدث في قلبك خيرا او تكسبك خلقا ً كريما فإنه باب الكلام الى القلب يؤدي اليه ضروب المعاني على ما فيها من خير او شر ولا قوة إلا بالله ،

مقدمة ،

نواصل الحديث حول هذه الحقوق ، وحديثنا حول حق السمع ، لما له من الاهمية و الاثر الكبير على صلاح الانسان او فساده ،

اولا : من اثار و فوائد السمع و اضراره ، الفوائد المتعاكسه او الاثار المتعاكسه بمعنى ادق المترتبة على السمع ،

  • التفاهم بين الناس من خلال ما يسمعون الناس يتفاهمون عن طريق الكلام و عن طريق السمع ن وهذه فائدة لا يمكن ان ينكرها احد و ذكرناها في الاسبوع الماضي ،
  • سماع التحذيرات من خلال السمع الانسان يتلقى التحذيرات و التنبيهات فيتخذ ردود الافعال المتناسبة و هذه ليست خاصه بالانسان بل تعم الحيوان ايضا عن طريق سمعه الحيوان ايضا تكون له ردود افعال و تحذيرات يتخذ المواقفة المناسبة مع هذه التحذيرات و في الجهة المادية الحيوان متقدم ٌ على الانسان في السمع و سمع التحذيرات لذلك تجد مثلا المناطق التي يتوقع حدوث الزلازل فيها يضعون فيها بعض الحيوانات لانها تسمع التحذير تسمع ذبذبات ما يتوقع من الهزة او الزلزال قبل الانسان بكثير و قبل و قوعها بكثير لذلك الحيوانات تخلي اماكنها بحثاً عن الاماكن الامنة و ذلك عن طريق سماعها فقط لانها تسمع ، الانسان في سماعه يقولون يسمع من عشرين او الى عشرين الف هزة و تردد بينما الحيوان يسمع مئة و اربع و عشرين الف ، يعني فرق شاسع بين سماع الحيوان و سماع الانسان فالحيوان متقدم ، وحديثنا عن الانسان ليس في هذا الجانب و انما في الجانب الذي يختص به الانسلان كانسان ، وهو الوعي لما يسمع و الاستفادة الحقيقة مما يسمع و هو اخذ العبرة و العظة مما يسمع و ليس ان يكون ان يكون سماعه غريزي و رودود الفعل عنده غريزي محدود بحدود الحدث الذي المادي كالزلزال او غيره .
  • من الاثار المترتبة على السمع انه يوصل الايمان الى قلب الانسان ، فسماع الانسان للمواعظ يحقق فيه الايمان سماعه للمعلومات و الحوارات التي تكون مثبته لوجود الله سبحانه و تعالى يكون لها اثر ان يوصل شيء الى القلب وهو الايمان و ايضا من اثار السمع انه يسمع الامور المعاكسه .
  • الكفر يكون سببه ايضا السماع اذا كان يستمع و لكن سماعه من غير و عي فإنه لمجرد شبهة تطرح عليه قد ينقلب وقد يكفر .
  • الرقة في القلب توجد ايضا بالاستماع  اذا صار الشخص يستمع للمواعظ تحدث عنده الرقه و يحدث عنده الصفاء الروحي بسبب ما يتلقاه من موعظه وما يراه من احداث اذا نظر اليها ابعد مما هو ظاهري و ابعد مما هو صوت او ترددات .
  • السماع يولد القسوة  فإذا صار يسمع الامور السيئه و يسمع الاحداث و الاخبار  قتل و ذبح و تتولد عنده القسوة اذا لم يكن يستمع ما يحي القلب و انما استمع فقط ما يقسي القلب يكون قلبه قاسيا ً .
  • الامل .
  • اليئس

من خلال ما يسمع الانسان يحتاج الى ان يسمع امور تحي عنده الامل فمن خلال السمع يتولد عنده امل و من خلال السمع يتولد عنده اليئس ، فإذا كان دائما يسمع الفشل تجده ينظر الى نفسه بالفشل و اذا كان يسمع بالنجاح و يسمع تجارب مرت مثلا و ابتدء فلان من الصفر وكان ناحجا فهو يكون عنده امل ينزرع الامل في نفسه فتجد الطموح و القدرة على الحركه و الدافع الروحي عنده ان يحقق ما يريد إذ ً هذه امور و غيرها كثير و ذكرنا منها سابقا كلها تأتي للانسان عن طريق سمعه لذلك السمع من اعظم الامور المؤثرة على روح الانسان و على قلبه و على صلاحه و على فساده عل ايمانه على كفره .

ثانيا : الاذن الواعية و الاذن غير الواعية ،

هذا السماع ليس هو فقط وصول الصوت و انما هو الاستفاده مما وصل فما هي الاستفاده ، هنا نتحدث عن الاذن الاذن الواعية و الاذن غير الواعية ،

  • الاذن الواعية في القران الكريم ، الاذن الواعية هي التي تستمع و لا تقف عند السماع او وصول الصوت و انما هي التي تستفيد ما وراءه قال تعالى إنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ  * لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ * (1)  اذن ٌ واعيه يعني شخص سمع شخص رآى استفاد فهذا اذن ٌ واعية في التفسير يطبق هذا المثال او هذه الاية على امير المؤمنين عليه السلام انها نزلت في علي ٍ عليه السلام لانه لا اشكال انه من ابرز المصاديق بل هو ربما المصداق الاعظم فيها بعد النبي صل الله عليه واله انه الاذن  الواعيه التي تستمع و تستفيد و تتعظ فيبقى متعلقا ً بالله سبحانه وتعالى غير مبتعد عن الله يعي كل شيء و يقول تعالى وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (2) الذي لا يشهد الزور و الذي اذا مر باللغو يمر كريما لا يتاثر به و لا يجلس فيه فهذا اذن ٌ واعيه لانه بوعي يتعامل مع الامور السيئة برفض لا يقبلها و لا يجلس فيها فهو يحمل الوعي و يقول تعالى الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (3) الذين يستمعون القول يستمع الحديث ولكنه يختار ما يستمع ، يستمع الحديث فيتبع احسنه ينظر هل هو حسن او سيء فيتبع الاحسن منه فقط يكون واعيا ً لذلك يمدحه الله سبحانه و تعالى قال أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ  ، و يقول تعالى إنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ  (4) انما يستجيب الذي يسمعون هنا السمع هذه الاية تبين على ان السمع ليس هو سمع واحد مع ان الكلام يصل الى الجميع ولكن هناك من يسمع وهناك من لا يسمع فالذي يسمع هو الذي يصله القول و يدخل في عقله يتجاوز عن اذنه و يصل الى العقل اما اذا كان مقتصرا ً فقط على اذنه او يدخل كما يقولون يدخل من هذه الاذن و يخرج من الثانيه فهذا غير مستمع لا يسمع الذي يسمع حقيقة ً هو الذي يستجيب للحق لذلك يقول انما يسجيب الذين يسمعون في المقابل الذين لا يسمعون يعني الذين لا يستجيبون سماهم الله في قوله وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ   يعني الذين لا يسمعون هم الموتى موتى الاحياء الانسان الذي يستمع للموعظه و يستمع للعبرة و لا يستفيد منها يستمع للمعلومه يستمع للنصيحه يستمع للعلم و لا يستفيد منه هذا ميت لان الانسان الحي هو الذي يتكامل خصوصا في جانبه مع الله سبحانه و تعالى اما اذا وصل الى حد ٍ و وقف هذا ميت لذلك الاية قالت الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ  و القسم الثاني الموتى  و الموتى هؤلاء لا يستجيبون الباقي موتى هو ميت الاحياء  يمشي  و لكن هو ميت   وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ   ما دام لا يستجيب للحق فهو ميت .
  • الاذن غير الواعية في القران الكريم يقول تعالى وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا يعني لهم اذان سليمه و يدخل فيها الكلام و لكن لا يصل للقلب اذا لم يكن الكام واصلا للقلب فهذا الشخص لا يسمع اذا كانت فائدة السمع هي الفائدة الماديه كما بدأنا في بادئ الكلام صار حاله حال الحيوانات بل الحيوانات افضل لان الحيوان يسمع و يسمع اضعاف و اضعاف اكثر من الانسان إذا ً السمع الحقيقي و المفيد هو الذي يكون و اصلا للقلب و غيره ليس سمع يقول تعالى قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ (5) انذركم بالوحي بالموعظه بالعلم بالارشاد بالهدايه و لكن الصم الذي لا يسمع وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ الصم لا يسمعون تجد الكلام يصله الكلامو لكنه لا يسمع لانه صم هذا اذن ٌ غير واعيه و يقول تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً هذه الاية تبين مثل هؤلاء الذين لا يستعملون اذانهم في ان ياخذوا المعلومه و الموعظه و العبرة ليصلوه الى قلوبهم مثلهم كمثل الحيوانات الحيوان يسمع ، يسمع تحذير الراعي لو هجم عليه حيوان مفترسة لو سمع صوت حيوان مفترس ياتي الراعي و ينعق عليه يحاول ان يحركه هو يستمع و ربما يتحرك و لكن ليس لانه فهم التحذير و انما هو خوف من الراعي نفسه الذي يريد حمايته الحيوان يتحرك يخاف من الراعي عندما يسمع صوت الراعي فيتحرك و الراعي لم يأتي ليخيفه وانما ليحافظ عليه و يبعده عن الشر إذا ً الانسان غير الواعي الاذن غير الواعيه حاله حال الحيوان يسمع الصوت و يتحرك و لكنه من غير ان يأخذ ما فيه من عبره و من عظه التي هي الاساس و ليس الاساس الصوت من غير معنى يقول تعالى وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ لَا يَسْمَعُوا ۖ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (6) الاذن غير الواعيه تدعوهم الى الهدى لا يسمعون تتحدث لا يسمعون ينظرون ولكنهم من غير بصر لانه من غير فائده فقط نظر هكذا لان البصيرة ميته لان السمع الحقيقي هو في البصيرة الى القلب اما اذا كان البصر او النظر او السمع هو محدود بهذه الحاسه الماديه بهذا الشخص اعمى وذاك اصم يقول تعالى وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (7) الشخص الغافل الذي لا يتخذ من الموعظه و العبرة هو كالانعام لان الانعام من حقها ذلك تقول لانا محدوده حواس و غرائز ، الانسان عنده عقل عنده قلب مطلوب ٌ منه ان يستفيد اكثر و ان يقف عند كل كلمة و عند كل موعظه ليتامل فيها .
  • الاذن الواعيه في الحديث يقول علي ٌ عليه السلام رحم الله إمرء ً سمع حكما ً فوعى و دعي الى رشاد ٍ فدنى و أخذ بحجزة ِ هادي ٍ فنجى امير المؤمنين سلام الله عليه يقول هكذا الانسان نجاة الانسان بهذه الامور ان يكون اذا سمع حكما ً اتبع يكون و اعيا لما يسمع و يأخذ بما يسمع و اذا دعي الى رشاد تحرك الى الهدى و الرشاد و ان يضع يده في يد هادي ٍ ان يعرف الحق يعرف امام زمانه ان يعرف الهادي له الذي يوصله الى الجنه ،  وعن الامام الحسن عليه السلام ان اسمع الاسماع ما وعى التذكير و انتفع به إذا ً الاسماع درجات يسمع ولكنه لا يتجاوز الاذن يسمع و لكنه يتحرك قليل و يقف يسمع و يستفيد وا يقف عنده هنا اذا كانت فائدته اكبر كان هو اسمع و عن الامام علي عليه السلام إذا لم تكن عالما ناطقا ً فكن مستمعا واعيا ً  ن مطلوب من الانسان ان يكون دائما و هذه اوصافهم سلام الله عليهم علي ٌ يصف نفسه مع النبي صل الله عليه واله انه دائما يستمع و النبي معه فإما ان يسأل فإذا سكت ابتدأه النبي صل الله عليه واله هكذا الانسان دائم الفائدة ان يستفيد و يتخذ و يتعظ .

ثاثلا : الاذن غير الواعية ميته و صم ٌ فوق صم

، الاذن غير الواعية يكون صاحبها ميت في الواقع كما ذكرنا و يكون ضالا ً و ضلال على ضلال لانه اذا لم يتعظ ولم يستفد فغن الله سبحانه وتعالى يزيده ضلال يزيده ضلال بمعنى يتركه لهواه فيكون ضلال على ضلال يقول تعالى وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (8) ينكرون لا يتعظون يروا الايات يروا المواعظ يروا المعاجز ولكنهم لا يستفيدون فإذا لم ياخذوا ما وصل اليهم وما وعته قلوبهم و عقلوهم و ادركته فإن الله سبحانه و تعالى يوكلم الى انفسهم فيكون ضلال على ضلال يقول تعالى أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ لا تسمع الصم هؤلاء  صاروا عمي صاروا صم لا تفيدهم النظرة و لا تفيدهم الموعظة و لا يفيدهم الحديث و العبرة المعاجر يرونها و لكن لا يتعظون وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (9) الحديث ليس عن من في القبور حقيقة ً و انما عن اناس يتحركون في الواقع و لكنه يعيش كالذي في القبر انتهت الفائدة له في هذه الدنيا ربما لم يبقى له الا السوء و الشر ليجمع على نفسه فذلك هو الميت .

 رابعا : التحذير من الاذن غير الواعية ،

التحذير كثير في القران الكريم يقول تعالى وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (10) انت مسؤول عن كل شيء لا تقفُ  ما ليس لك علم لا تتبع شيئا ً بغير علم لا تتخذ موقفا ً بغير علم إحذر اي خطوة تحطوها و في اي اتجاه تتحرك ان تكون على وعي ٍ بما تصنع و بما تختار فإن اي فعل ٍ تفعله انت مسؤول انت مسؤول عن قلبك ماذا يحصل وماذا يتأثر وماذا يصله من السمع و من البصر و من الافعال كل ذلك ينعكش على قلبه  و كل ذلك انت عنه مسؤول  تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا و يقول تعالى قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا  (11) اذا دخلت مكان يتحدثون و في الحديث هذا شرك إبتعد إذ كان الحديث فيه غيبه ابتعد اذا كان الحديث فيه تعرض للمقدسات ابتعد اذا كان الحديث فيه اهانه للدين او لعلماء الدين ، يقول السيد فضل الله ربما تجلس و هذا ينتقد هذا و  خصوصا اذا كان للجهات المقدسه السيد فضل الله يقول مثلا ً لعلماء الدين البعض يذكر هذه الاية و يتحدث فيها ، يقول يجلس و يسمع الحديث و هذا يتكلم عن فلان  و لا يستطيع ان ينكر اذا كنت جالسا معهم و هم يتحدثون في احد فأنت شريك معهم و ليس فقط ذلك بل اكثر من ذلك يقول الامام الراحل رضوان الله عليه يخرج من ولاية الله فلماذا مثلا يتساهل الانسان و يجعل نفسه قيما ً في كل شيء اليوم يتحدث عن هذه الجهة يختلف معها يساسيا ً يخرجها من الدين اليوم يتحدث عن المراجع و اذا قلان خرج و كفر و فلان كذا هذه الامور مسؤوليه الامام الراحل رضوان الله عليه يقول اذا تحدث احد في هذه خرج عن ولاية الله و السيد فضل الله يطبق هذه الاية يقول أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا يقول اذاً ينطبق عليك هذا الوصف انك من المنافقين  وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ المجرم يوم القيامه هذا شأنه و المجرم و الظالم ليس فقط ذلك الذي ارتكب و ارتكب الكثير كما نتصور ونقول الحكام المعصية ظلم الشرك ظلم التعدي على الاخرين ظلم صغيرا ً او كبيرا ً الحديث في حقهم ظلم السماع للكلام عن الاخرين ايضا ظلم وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12) هناك الانسان يحاسب يكون الموقف الحاسم الذي لا يمكن ان يرجع عنه و لا يمكن العوده ولا يمكن الاصلاح يقولون نحن ايقنا يا رب ِ انا ارجعنا لنعمل نصلح ما مضى ، انتهى الامر الان فقط جزاء و يقول تعالى وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ *   ذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ  (13) هذا السمع الذي تسمع به هو شاهد ٌ عليك يوم القيامه تجد انك في جهة و كل شيء ٍ ضدك ، السمع يشهد الجلد يشهد اليد تشهد ، اليوم تتلذذ بما تسمع اليوم تتلذذ بما ترى اليوم تتلذذ بما تلمس وغدا ً هو شاهدٌ عليك فيكون الانسان حذراً من ذلك كل الحذر و إلا فهو في الخسارة الكبيرة .

خامسا ً : ميزة الاذن الواعية ،

اولا الفرق بين السمع و الاستماع ،

 الانسان قد يستمع و قد يسمع ربما يسمع الكلام هو الذي  يصل الى الاذن من غير اختيار ايضا انت مسؤول عنه اين تكون لكي لا تجعل اي شيءٍ يصل اليك ، والاستماع هو القصد ان تذهب بقصد و تستمع ، الاذن الواعيه هي التي تنتقي ما تستمع يعني تبحث عن المجالس المفيده تبحث عن الاماكن المفيده فتختار ما تستمع الاذن الواعية هي التي تقبل الحق و ترفض الباطل تقبل مما تستمع من القول ما هو حق ما هو خير و ترفض ما هو ما هو باطل هذا الرفض يجب ان يكون باطنيا ً و ان يكون خارجيا ً الرفض الباطني يجب ان لا يكون عنده حب لان يسمع الشيء السيء يجب ان لا يكون عنده حب ان يرى الشيء السيء و الا فهو محاسب ٌ عليه و مصيره الى جهنم ، ربما شخص يقول انا لا استمع و لن اذهب لانظر الى شيء و لكن اذا نظرت اليه فهي نظرة لي اذا كان يحب لك فهذه مصيبة يجب ان يكون باطنيا يرفض لذلك يقول تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (14) لا يحب ان تكون هناك فاحشة لينظر اليها ربما يقول انا بعيد فقط انظر و اذا نظرت ليس اختلاس انما صدفه ان لم يكن في داخله رفض فهو شريك و له عذاب ٌ اليم ،

 حالة الرفض الخارجي ايضا يجب ان يكون رافضا خارجيا ً الَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (15) لا يشهد الزور لا يذهب الى الاماكن هذه و اذا مر بحديث ٍ فيه لغو يمر كريما ً لا يجلس فيه و لا يتأثر ولا يقبله ،قال الباقر سلام الله عليه من أغتيب عنده اخوه المؤمن فنصره و أعانه نصره الله في الدنيا و الاخرة إذا سمعت احد يغتاب او يُتحدث عن احد مسؤوليتك ان تقف و تقول هذا خطأ  و هذا مرفوض ،

 الاذن الواعية هي التي تطهر القلب عندما يصله شيء سيء الى قلبه يحاول ان يصفي قلبه اذا وصله شيء يستغفر الله ،إذا جلس في مجلس وسمع الحديث السيء من غير اختيار عليه ان بنكر و عليه ان يستغفر هو ايضا لذلك قال رسول الله صل  الله عليه واله ، إن كفارة المجلس سبحانك اللهم و بحمدك لا إله إلا انت ربي تب علي َّ و إغفر لي عندما تجلس في مجلس و فيه حديث ربما زلت لسان هنا او كذا عليك ان تستغفر قبل النوم ايضا يستغفر يكرر الاستغفار ليحاول تصفية الروح من الاثار المترتبة عليها مما سمع لان كل شيء ٍ سمع انطبع في القلب بقدره وله اثر بقدره ،

 وعليه ايضا الاذن الواعيه ان يربي نفسه ان يربي اذنه بحيث لا يجعلها تقبل ان تسمع شيئا مرفوضا ً ،
قال زين العابدين لكل شيء ٍ فاكهه  ، وفاكهة السمع الكلام الحسن ، ابحث عن الكلام الحسن ،

 وقال علي ٌ عليه السلام عود أُذنك حسن الاستماع و لا تصغي الى ما لا يزيد في صلاحك ، عود نفسك  دائما حسن الاستماع بأدابه بشروطه بطريقته للشيء المفيد ، وإبتعد عن كل شيء ٍ لا يخدم في صلاحك ولا يبني روحك مجرد انك ترى شيء ليس في مصلحه تركه افضل ولا تقف عنده .

الهوامش ،

  • سورة الحاقة الايتان 11-12
  • سورة الفرقان الاية 72
  • سورة الزمر الاية 18
  • سورة الانعام الاية 36
  • سورة الانبياء الاية 45
  • سورة الاعراف الاية 198
  • سورة الاعراف الاية 179
  • سورة الانعام الاية 25
  • سورة فاطر الاية 22
  • سورة الاسراء الاية 36
  • سورة النساء الاية 140
  • سورة السجدة الاية 12
  • سورة فصلت الايات 19-20-21 -22-23
  • سورة النور الاية 19
  • سورة الفرقان الاية 72

 

 

 

شاهد أيضاً

التوبة الصادقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *