قال الامام زين العابدين سلام الله عليه و أما حق اللسان فإكرامه عن الخنا و تعويده على الخير و حمله على ألأدب و إجمامه إلا لموضع الحاجه و المنفعة للدين و الدنيا و إعفائه عن الفضول الشنيعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها و يُعد ُ شاهد العقل و الدليل عليه و تزيين العاقل بعقله حُسن سيرته في لسانه و قوة إلا بالله العلي العظيم .
الحيث حول حق اللسان ،
اللسان و الكلام نعمة من الله سبحانه وتعالى لا تخفى على احد فهو و سيلة ٌ لعلاقة الانسان بالاخرين و لتحصيل حقوقه و المدافعه عن نفسه و عن الاخرين و الى غير ذلك وهو مسؤولية ٌ خطيرة ٌ بها يكون الصلاح و بها يكون الفساد ، ومن اهم وظائف اللسان قول الخير و الاصلاح وميزان فضل الكلام عن السكوت هو قول الخير وقول الحق ،
اولا : التحذير من خطر اللسان ،
يوجد تحذير كثير لبيان اهمية اللسان وخطورته ،
- جعل سببا ً رئيسيا ً لدخول النار الاحاديث تعتبره سببا لدخول النار بل من الاسباب الرئيسية فقد سَأل سائل ٌ رسول الله صل الله عليه و اله قال يا رسول الله اوصني قال صل الله عليه واله احفظ لسانك و يحك و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصاد اللسنتهم ، الللسان هو طريق يوصل الانسان الى النار اذا كان فيه خطأ اذا كان فيه تجاوز لذلك عبر عن الحساب و الكتاب على الناس بأقوالهم مع ان الحساب ليس فقط على الاقوال يقول تعالى مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (1) مع ان الانسان يحاسب ليس على القول فقط على كل شيء يحاسب و لكن لبروز ما يتلفظ به الانسان في مقدمة كل شيء وهو طريق لاكثر المصائب لذلك يحاسب عليه و يُوصى الانسان ان يحافظ على لسانه و لا يهمل لسانه .
- اللسان سببا للثواب و العقاب ، وعقاب الجوارح عن الامام علي ٍ عليه السلام قال ان لسان ابن ادم يشرف كل يوم على جوارحه كل صباح فيقول اللسان للجوارح كيف اصبحتم فيقولون بخير ان تركتنا و يقولون الله الله فينا و يناشدونه و يقولون انما نثاب و نعاقب بك لان الانسان قد يكون في باطنه شيء لا يظهره لا يحاسب عليه قد يكون عنده نزوة او رغبة او شهوة ، يصل اليها عن طريق اللسان ، اللسان هو الوسيلة لحصول المآرب و التملق و التزلف و الوصول لكل شيء لذلك يحاسب عليه فيكون هو طريق للثواب و طريق للعقاب .
- اكثر الخطايا من اللسان قال امير المؤمنين عليه السلام سلام الله عليه إن اكثر خطايا ابن ادم في لسانه فعليه ان يكون منتبها ً للسان دائما لا يتكم من غير مسؤولية .
ثانيا ً : عذاب اللسان و خطورته ،
عن الامام الصادق سلام الله عليه قال قال روسل الله صل الله عليه واله يعذب الله الللسان بعذاب لا يعذب به شيئا من الجوارح فيقول أي رب عذبتني بعذاب ٍ لم تعذب به شيئا ً فيقال له خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الارض و مغاربها فسفك بها الدم الحرام و انتهب بها المال الحرام و انتهك بها الفرج الحرام و عزتي و جلالي لاعذبنك بعذاب ٍ لا اعذب به شيئا ً من جوارحك ، الكلمة مسؤول الانسان عنها اذا تكلم بكلام تكلم في هذا المكان و كلمة تصل الى اخر الدنيا و اثرها على الناس ربما حتى على الدين فيكون مسؤول عن هذه الكلمة ربما يتكلم الانسان بمشاعر ربما يتكلم من غير تثبت ربما يتكلم عن معتقدات اخرى عن مذاهب اخرى عن ما يعتقده الاخرون بإستنقاص ٍ و إستهزاء فتكون ردت لفعل انه شوء مذهبه و شوه عقيدته و حرض الاخرين عليه و على قومه و عشيرته و على مذهبه و دينه فهنا عذابه ليس هين لذلك هناك روايات تذكر هذا عن الامام الصادق سلام الله عليه و عن الائمة بصورة عامه يوصون مثلا بالحفاظ على الامرو رواية مضمونها الامام يقول ربما يتكلم شخص بكلام في الكوفه فيقتل بها رجل ٌ في الحجاز العبارة هكذا انه يترك التقيه رجل ٌ في الكوفه فيقتل بها شخص في الحجاز اخ له في الحجاز لانه تركها هناك يعني تكلم بكلام غير مسؤول حتى لو كان حقاً في جهة معينه ولكنه كان مطلوب منه ان لا يتكلم ، فإذا تكلم بكلام ٍ حتى لو كان الكلام في نفسه حق و لكنه صار سببا للباطل فيكون باطلا ً ، يحاسب عليه و يعذب عليه أشد العذاب .
ثالثا ، أفات اللسان ،
المصائب التي تترتب على اهمال اللسان وهي موجوده هذه الاحاديث التي نقرؤها و قرأنا لا نتصور انها خطاب لاناس في كوكب ٍ اخر و عالم اخر نحن الذين نخاطب بها و توجه الينا مباشرة و نحن الذين نعشي هذه الامرو لنرى انفسنا فيها نجعل الميزان ونجعل انفسنا فيها هي الميزان لنرى انفسنا في اي جهة ٍ وماذا نستحق فمصائب اللسان كثيرة ،
- الخوض في الباطل ، ان يتحدث في الامور الباطله كلمة باطل يعرفها الجميع ان يخوض الانسان في كلام ليس له فيه معنى قد يكون له ضرر غير مفيد مؤذي باطل ، قال النبي صل الله عليه واله أعظم الناس خطايا يوم القيامه أكثرهم خوضا ً في الباطل ، يخوض في الباطل اذا جلس في المجلس ربما يتحدث عن كل شيء كلام مفيد كلام مضر لا يترك احد إلا وصل اليه بحديثه فيكون يوم القيامه اكثر الناس خطايا يحاسب كم و كيف يحاسب في ذلك اليوم .
- من آفات اللسان الجدال قال رسول الله صل الله عليه و اله لا يستكمل عبد ٌ حقيقة الايمان حتى يدع المراء و ان كان محقا ً ، مؤمن لا يستكمل الايمان إذ كان مجادلا ً حتى لو كان على حق يجلس مع الاخرين فقط قِيل و قال نقاش و أخذ و رد توتر مجلس غير محبب المجالس التي دائما تكون فيها توتر و شدة ليست هي المجالس الطيبة ، المجالس الطيبة هي المجالس التي يسودها الحب يسودها الرحمة الصفاء بين الاخرين لا انه يجلس الشخص و يخرج من المجلس متوتر حتى لو كان محق ، يجادل وجدال ، فمطلوب منه ان يتركه .
- من افات اللسان الفحش و السب في القول الكلام البذيئ الكلام الذي نسميه كلام الشوارع ليس كلام اصاحب التربية الصحيحه ، طبيعي ان يتكلم و يشتم و غير ذلك قال رسول الله صل الله عليه و اله ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذيئ هذه صفات ليست من صفات المؤمنين و قال صل الله عليه واله ان من شرار عباد الله من تكره مجالسته لفحشه ، بعض الاشخاص تشعر هكذا ، يعني تجلس في المجلس و لكن عندما تجلس تريد ان تنتهي من الجلسه بسرعه لانه لا بد ان ياتي بكلام رخيص و نابي و يصف الناس بالاوصاف السيئة هذا طبعا ليس من خيار عباد الله بل هو من الاشرار .
- السخرية و الاستهزاء بالناس ، وذكرت في مقدمة هذه الفقرات انه اجعل نفسك ميزان إجعل هذه الاحاديث لك ميزان إنظر نفسك في أيها وماذا ينطبق عليك إجعل نفسك مخاطب و قل انا مخاطب بهذه هل انا فيها او لا إذا جلست في مجلس هل السخرية موجوده المزاح الذي هو اتستنقاص و اتهزاء بالاخرين موجود ام لا ، لا تجلس في هذه المجالس ، إذا لم تستطع ان تنهى عن المنكر ، لان هذا منكر يقول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ ربما يستهزئ انسان و هذا غالبا إذا هناك شخصية قوية لا يستهزؤون به شخصية ضعيفة يستهزؤون يعلقون اذا كان شخص من ذوي الاحتياجات الخاصه يجعلونه مزحه و ضحك بينهم و هذه من الامور المحرمه و الشنيعه .
- من فواحش اللسان ومن افات اللسان افشاء السر في الحديث النبوي ان رسول الله صل الله عليه و اله قال لابي ذر يا ابا ذر المجالس بالامانه و افشاء سر اخيك خيانه ، الخائن غير امين ماذا يمكن ان يكون موقفه مع الله وماذا سوف يجازيه الله سبحانه و تعالى ، اذا شخص اؤتمن تكلم معه شخص امانه او دخل مجلس يتحدثون في حديث حتى لو كان خطأ وظيفته في موضع الخطأ ان ينهى عنه لو كان شخص يتحدث عن اخرين و ظيفته في المجلس ان ينهى و يقول هذا خطأ اتركوا الحديث عن الاخرين هذا حرام لكن لو تحدثوا و خرج لا ينقل و يقول قالوا لان هذا افشاء لاسرارهم ، او لو اعطوك سر و تفشيه هذا من الامور الخطيرة .
- قال امير المؤمنين عليه السلام ، أعظم الخطايا اللسان الكذوب ، الذي يكذب و ربما كما يأتي ان الانسان في صورة من الصور يسمى كاذب ، ان الانسان يتحدث من غير تثبت هذا كذوب ، ينقل كلام هذا يعد من الكاذبين ، لان الانسان لا بد ان يتثبت فيما ينقل ، يعني لابد ان تكون له مصداقيه في حديثه .
- الغيبة ومر الحديث مفصلا ً فيها ومصائب الغيبة التي هي عظيمه و ليست بالهينة بل هي اعظم من الزنا نفسه ، مجلس ومجتمع قائم فقط انه يتحدث عن نقص فلان و قال و قيل و اكثر من الغيبة ربما يكون يتجاوز بحيث ان ذاك لم يكن يقول هذا القول او يفعل هذا الفعل ، فقط استنتج و اقول و هذا ايضا يكون مصيبة بهتان ، لانه اذا لم يقل شيء و تنسب له شيء هذا بهتان يقول تعالى وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ .
- تسقيط الناس من افات اللسان افات المجالس و هي شيء ٌ موجود تسقيط الاخرين ، إذا اردت ان تتحدث بحديث لا بد ان تكون هادف ، ما هو الهدف ، انت تذكر عيب لشخص او تذكر وجهة نظر و لكن ما هو الهدف من ذكر وجهة النظر ، هل انك حريص على الدين او حريص على الناس و مصالح الناس فأتيت بذكر هذه النقطه او لا ، هل كانت هناك مصلحه في ذكرك لهذه النقطه او هذا العيب من اخيك اذا لم يكن ، كان فقط اسقاط فالله سبحانه وتعالى برئ منك و الشيطان يتبرأ ايضا عن الامام الصادق عليه السلام قال من روى على مؤمن ٍ رواية يريد بها شينه و هدم مرؤته ليسقط من اعين الناس اخرجه الله من ولايته الى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان ، الله سبحانه وتعالى يتبرأ منه انت تريد استنقاص الاخرين إسقاط الاخرين بحديثك الله يتبرأ منك و يخرجك من ولايته الى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان ، الشيطان ايضا يتبرأ منه ، إذا ً على الانسان ان يحاسب في حديثه و يرى اللسان امرا ً عظيما و خطيرا ً .
رابعا : ادوار اللسان المحموده ،
اللسان له ادوار محموده المفروض ان تكون الادوار المنتجه الجيده ،
قال امير المؤمنين سلام الله عليه في خطبته المعروفه بالوسيلة ايها الناس ان في الانسان عشر خصال يظهرها لسانه .
- شاهد ٌ يخبر عن الضمير ، اللسان شاهد يخبر عن الضمير ، هناك امور في باطن الانسان اللسان يكون بمثابة الشاهد ليشهد للانسان و يظهرها ، لذلك قال المرء مخبوء ٌ تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه يعمي هو في باطنه كما يقول الشاعر ، ان الكلام لفي الفؤاد و انما جعل اللسان عليه الفؤاد دليلا ليظهر ما في باطنه و لكن يظهر المطلوب منه ان يظهر الخير ، المطلوب ان يكون اللسان حاكم ٌ يفصل بين الخطاب بين الناس يتكلم بالشيء الحسن و ناطق يرد به الجواب ، ياتي بالجواب و يرد على السؤال اذا سُئل يأتي بالجواب لما يُسئل عنه ، وشافع ٌ تدرك به الحاجه يعني انت تريد شيء تصل الى هذه الحاجه عن طريق اللسان ، تتحدث و تاتي بالكلام و المبررات لتصل الى ما تريد و واصف ٌ تعرف به الاشياء ، اللسان يصف الاشياء كما هي اذا كان صادقا يصف الاشياء كما هي و اذا اردت ان تخبر او تصف شيء فليكن الوصف كما هو لا زياده لا نقصان هناك فرق ، مرة تتحدث و تحلل و مرة تتحدث و تنقل حادثه عليك ان تنقلها كما هي و تصف بها الاشياء كانه مصور من غير زيادة ، وأمير يأمر بالحسن ، اللسان أمير يأمر بالحسن المفروض ان يكون هذا اللسان و ظيفته ان يأمر بالامور الحسنه هذا الدور المهم ، و واعظ ٌ ينهى عن القبيح لا انه معكوس يأمر بالقبيح و ينهى عن الحسن وقال عليه السلام و معزٌ تَسكنُ به الاحزان او تُسَكن به الاحزان ، يعني يكون له دور اللسان في المجتمع شخص حزين شخص مكروب اصابته مصيبه يكون دورك بلسانك ان تأتي وتسليه و تهون عليه مصيبته ، وحامد ٌ تجلى به الضغائن ، يعني يكون واسطه بين الناس اذا كانت هناك ضغينه اذا كان هناك خلاف بهذا اللسان بالكلام الحسن ان توفق بين الناس و تجلي الضغائن ايضا و باللسان الحسن و بالحديث الحسن تجلي الضغائن كما في حديث بالبُشر تجلى الضغائن ، مثلا في المجتمع قد يتحسس منك شخص انت تمشي في المجتمع شخص يتحسس منك ، كيف ينتهي هذا التحسس ، اذا تمشي و تسلم عليه بالسلام الحسن و ترحب به بالكلام الحسن هنا شيء فشيء تنتهي الضغينه اذا كان في قلبه شيء طبيعي مع الوقت ينتهي و مؤنق يلهى الاسماع ايضا اللسان ممكن ان ياتي بالكلام الجميل الذي اذا جلست مع احد او سمعه احد يرتاح و يسعد هذه من وظائف اللسان المحموده الطبيعيه .
خامسا ، اللسان وسيلة وطريق ،
نعرف ان اللسان وسيله و طريق يكشف بها ما في قلب الانسان وما في ضمير الانسان ترجمان ٌ لما في الانسان و ما في قلب الانسان من ايمان ٍ او كفر او شر ٍ او خير كل ذلك يظهر باللسان .
سادسا ، امكانية تربية اللسان ،
هذا اللسان يمكن ان نربيه او لا يمكن ان يهذب اللسان او لا ،
حفظ اللسان و تعويده أمرٌ ممكن و بيد صاحبه و ليس هو خارج عن ارادته ، اللسان الذي يتحدث بالامور الشينه ، بعض الناس لسانه شنيع ، هل يمكن ان يتغير او لا ، يمكن ، يمكن ان يغيره و يمكن ان يتحدث بالكلام الجميل فلا يتحدث الا بالشيء الجميل فيكون محبوب الناس تحب ان تجلس معه لانه يسمعون منه الكلام الحسن الجميل و الكلام المفيد اما اذا تريك اللسان من غير تعويد على الحسن من غير تريبة من غير مراقبه من غير محاسبه فإنه يطغى طبيعة اللسان خصوصا اذا لم يحصل احد يرده يزداد شيء فشيء يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه اللسان سبع ٌ إن خلي عَقَر ، يكون عاقر طاغي ، يطغى فتأدبه و تربيه و تجعل له البرنامج الصحيح .
سابعا : العلاقه العكسيه بين اللسان و القلب ،
هناك علاقة عكسية بين اللسان و القلب القلب له اثر على اللسان و اللسان يظهر ما في القلب و لكن ان تركت اللسان وتمادى فهو يؤثر على القلب و يفسد القلب فيكون القلب في فساد و القلب يعطي فساده لسانه و لسانه يزيد و كل واحد يؤثر على الثاني فاللسان له اثر عكسي على القلب قال رسول الله صل الله عليه و اله لا يستقيم ايمان عبد ٍ حتى يستقيم قلبه ، الايمان لا يستقيم إلا اذا القلب و لا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه القلب ايضا لا يستقيم الا بإستقامة اللسان فيراقب لسانه و يصلح لسانه ليستقيم قلبه و يستقيم ايمانه .
الهوامش
- سورة ق الاية 18