بسم الله الرحمن الرحيم
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (1)
حديثنا هو مقدمه عن حديث ٍ نتحدث فيه اكثر تبعا ً عن الامام الحسين عليه السلام ،
ولادة الامام الحسين عليه السلام ،
من الجدير ان يكون الحديث عن الحسين عليه السلام و ليس فقط عن جانب شهادته مع ان جانب الشهادة هو جانب ٌ مركزي محوري ٌ في حياة الامام الحسين عليه السلام لما له من اثر في ابقاء الدين و حفظ الدين و اصلاح المؤمنين و الملاحظات في ذلك ذكرناها كثيره ربما يقول القائل الانسب ان تتحدث عن ملاحظات حول العزاء و عن الخطباء و عن المآتم وقد تحدثنا في ذلك كثيرا ً ،
هنا الحديث في الجانب الاول عن ولادته ،
اولا : ولادة الحسين عليه السلام ،
في السنة الرابعه للهجرة في الخامس من شعبان على ما هو المتعارف ومشهور كانت ولادة الامام الحسن عليه السلام في المدينة المنورة ، وروايات توجد في هذا التاريخ و توجد روايات في تواريخ اخرى و نحن نذكر و لا نجزم بهذا او هذا فراوية الثالث من شعبان و الخامس من شعبان ذكرها الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد بالرغم من ان الشيخ الطوسي نقل رواية الثالث من شعبان بان الحسين قد ولد في الثالث من شعبان او الخامس من شعبان و لكنه تبنى رواية ً اخرى تقول ان الحسين ولد في نهاية ربيع الاول ،
مدة الحمل نذكرها لنجمع بين الروايات بعد ذلك التي تبين متى كانت ولادة الامام الحسين ن
قيل ان مدة الحمل تسعة اشهر حيث قالوا ان الزهراء عليها السلام حملت بالحسين عليه السلام بعد شهر ٍ واحد من ولادة الامام الحسن عليه السلام و اكثر ما يذكر انها مدة طهر او نفاس و الروايات تنفي ان يكون للزهراء نفاس و اكثر ما قيل انها مدة النفاس وهو لم يتجاوز العشرة ايام و الروايات تقول انه لم يكن هناك فارق فيكون الحمل تسعة اشهر لان المدة من شهر رمضان ولد الحسن عليه السلام الى شهر شعبان فيكون تسعة اشهر و نرى هنا كيفية الجمع روايات تقول تسعة اشهر و روايات تقول ستة اشهر ،
ذكرت الروايات ان بين ولادة الحسن و الحسين ستة اشهر و هذه الروايت صحيحه و معتبره و كثيرة و ليست قليله ومن ذلك ما رواه الكليني في صحيحة الند عن ابي عبد الله عليه السلام قال بين الحسن و الحسين عليهما السلام طهر ٌ وكان بينهما في الميلاد ستة اشهر و عشرة ايام هذه رواية صحيحة السند ،
ما في مسند زيد عن الامام الرضا عليه السلام ان رسول الله صل الله عليه و اله سمى حسنا ً يوم سابعه و اشتق من اسم الحسن الحسين و ذكر انه لم يكن بينهما الا الحمل ن
و في الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال ولم يولد بستة اشهر إلا عيسى ابن مريم و الحسين ابن علي عليهما السلام و نقلها ابن قولويه في كامل الزيارات وهو كتاب ٌ معتبر إذا ً الروايات المعتبرة و الصحيحه ان مدة الحمل كانت سنة اشهر إذا ً الحسن ولد في شهر رمضان و غذا حسبنا شهر رمضان وبعده ستة اشهر يكون ربيع فيكون ولادة الحسين في شهر اخر ربيع الاول و ليس في شعبان ن
هذا للجمع بين الروايات ان الزهراء ولدت الإمام الحسن في شهر رمضان ثم حملت ستة اشهر ثم ولدت الامام الحسين عليه السلام لكن ذكرنا ان هناك رأي اخر وروايات اخرى و هو مشهور العمل به و لكن هذا الرأي الذي يقول ان الحسين ولد في شهر ربيع ايضا هناك من العلماء من يقول بهذا الرأي و ممن قال بولادة الحسين عليه السلام في اواخر شعر ربيع نُقل ذلك عن الشيخ المفيد في المقنعه و الشيخ الطوسي في تهذيب الاحكام العلامه الحلي في تحرير الاحكام و الشهيد الاول في الدروس الشرعيةو علي ابن يونس العاملي النبطي في السراط المستقيم و والد الشيخ البهائي في كتابه اصول الاخبار و الشيخ البهائي في توضيح المقاصد الى غيرهم من العلماء الذين اختاروا ان ولادة الحسين عليه السلام في اواخر ربيع الاول ،
ثانيا : تسمية الحسين عليه السلام بالحسين ،
عن عمران ابن سليمان قال الحسن والحسين من اسماء اهل الجنة لم يكونا في الجاهلية وانما جاء بهذا الاسم النبي صل الله عليه واله عندما ولد الحسين عليه السلام اخذه النبي صل الله عليه واله كما في الرواية و أذن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى و سماه حسينا ً تسمية من الله سبحانه و تعالى على لسان النبي صل الله عليه واله ن
ثالثا ً : من سنن الولادة ،
من سنن الولادة التي سنها النبي صل الله عيله و اله و دعى للإستنان بسنته الاستبشار بالمولود النبي صل الله عليه واله و استبشر به و اعتبره كما يقولون فأل خير بشارة خير كما جاء في الرواية ،
الاذان و الاقامة ، النبي صل الله عليه واله أذن في أذن الحسين اليمنى و أقام في أذنه اليسرى و جعلها سنة ً يستن ُ بها المؤمنون وهي دلالة على التأثر ان الولد لا يُقال انه صغير وانما يتأثر بكل ما حوله ، لذلك بعض العلماء في تربيتهم لابنائهم ينقل عن بعض العلماء الكبار انه كان في صغره ابوه يأتي به في الدرس و يجعله جنبه فهو يسمع و يحفظ لانه يتأثر لذلك في الروايات ايضا انه لو عاشر الشخص زوجته و كان هناك طفل صغير و يسمع نفسيهما فهو زان ٍ يعني يتأثر و تنطبع هذه الامور في نفسه و تبقى في نفسه و يكون لها تأثير النبي صل الله عليه و اله من ذلك الوقت يبين هذا التأثير و يلقن الطفل الاذان و الإقامه ،
العقيقة ، ايضا من المستحبات و السنن العقيقة النبي صل الله عليه واله عق عن الحسين كما في الرواية بكبش و في رواية اخرى بكبشين عق عنه و هي مستحبه ،
الحلق ، امر النبي صل الله عليه واله بحلق رأس الحسين عليه السلام و التصدق بوزنه فضه وهي من السنن المستحبة ،
الختان ، وختن الحسين عليه السلام ختنه النبي صل الله عليه واله في اليوم السابع من ولادته هناك روايات تقول ان الزهراء قامت بذلك كله و هناك روايت تقول ان النبي صل الله عليه واله قام بهذا ولا منافات بين الروايات و الجمع بينها بسيط حيث انه يُنسب للآمر و ينسب للفاعل ، يعني إذا النبي صل الله عليه واله امر و وجه فيقال ايضا النبي عمل ومن قام بالفعل مباشرة ايضا يقال له عمل و ربما كان هناك اشتراك بين النبي صل الله عليه و اله في بعض الامور مثلا النبي يحلقه الزهراء تجمعه النبي يتصدق به و هكذا لا منافات في ذلك ن
رابعا ً : شبهة كره الحمل بالحسين عليه السلام ،
- روي في روايات منها عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال لما اعلم جبرئيل النبي صل الله عليه واله بإن امته ستقتل الحسين و ذلك قبل ان يولد كرهت فاطمة عليها السلام حمله و حين ما وضعته كرهت و ضعه لانها علمت انه سيقتل و فيه نزلت وَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(2) هذه رواية و لكن هذه الرواية لا يمكن قبولها لانها تشير الى ان الزهراء عليها السلام لم تكن راضية ً بهذا الحمل و يلاحظ على هذه الرواية ان هذه الرواية وردت في الروايات التي وردت في سورة الاقحاف و هي مكية قبل ولادة الحسين عليه السلام و لم تكن نازلة في هذا الحدث كما تقول هذه الرواية .
- ان مقام الزهراء عليها السلام أعلى من ان تكره ما يختاره الله لها و لذريتها الزهراء مسلمة لله سبحانه و تعالى و لا يمكن ان تكره ما اختاره لها سواء كان بلاء ً او كان رخاء ً فهي مسلمة ٌ و راضية بقضائه و قدره .
- الزهراء تعلم ان الذرية من الحسين وهو إستمرار الدين و اولاية و لا تكون إلا راضية ً بذلك ولا يمكن ان تكون ساخطه ذلك لان الدين يستمر بوجود الائمة عليهم السلام وهم من نسل الحسين عليه السلام و شهادة الحسين هي ايضا لحفظ الدين و الزهراء هي اول من يفدي الدين اول من يضحي من اجل الدين فلا يمكن ان تكون غير راضية و لكن هناك الم ٌ للفراق الم ٌ لما يحدث على اهل البيت سلام الله عليهم و هذا امر ٌ طبيعي .
خامسا ً : رضاعة الحسين عليه السلام ،
قيل رضعته الزهراء عليها السلام مع الحسن بعد ان ولدت الامام الحسين سلام الله عليه و كان عمره ستة أشهر و كانت هي ترضع الحسن فرضعته معه ايضا فإشتركا في رضاع واحد ن ولكن هناك روايت ٌ اخرى تقول انه لم يرضع الحسين عليه السلام من انثى قط قال السيد هاشم البحراني ان الحسين لم يرضع من فاطمه عليها السلام و لا من انثى وكان يُتى به للنبي صل الله عليه و اله فيضع ابهامه في فمه فيمص منها ما يكفيه اليومين و الثلاثة فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله صل الله عليه و اله و دَمُهُ من دَمِه هذه الرواية تقول ان الحسين عليه السلام انما كانت رضاعته من يد النبي صل الله عليه واله و ليس رضاعة من الزهراء عليها السلام و لكن هذه الروايات التي ذكرت في اكثر من محل و اكثر من ناقل لها لم تكن صحيحة السند هي مرسلة او ضعيفه غير معتمده ولكن مع ذلك لا يمكن نفيها لا يمكن للانسان اذا رآى رواية و لم يكن سندها صحيح ان يقول أنها غير صحيحه او نها مرفوضه خصوصا اذا لم تكن تنافي حكما ً شرعيا ً و هذا هو ديدن العلماء و النظر في الروايات ، الروايات التي قد يرويها البعض و ليس لها سند صحيح لا يمكن ان يجزم انها غير صحيحه و ان النبي لم يقل هذه الرواية و السبب في ذلك كثير منه انه كان أصحاب اهل البيت سلام الله عليهم كانوا يضايقون و يعذبون إذا نقلوا رواية عاشوا آلاما ً كثيرة كإبن عمير الذي هم معتمد و كلما ينقله يعتبر حتى لو لم يكن فيه اسم لو كان مرسلا ً لانه يصر ان لا ينقل الا الصحيح و لكنه تعرض الى ما تعرض اليه من آلام ٍ و تعذيب و أُخذت كتبه و أحرقت و بعد الالام يكتب و بعض الاسماء لا يذكره فتأخذ الروايات فليس كل رواية ليس سندها واضح و صحيح انها مرفوضه و لكن لا يستطيع الانسان ان يثبتها ولا ينفيها فربما كانت هذه الحادثه جزئية و ربما كانت كما تنقلها هذه الرواية .
سادسا ً: عمره الشريف عليه السلام و شهادته ،
تعددت الاقوال في تاريخ شهادته عليه السلام كما تعددت في تاريخ ولادته قال البعض انه إستشهد في سنة 47 هجرية و تعددت الى ان قال البعض انه أستشهد في سنة 62 هجرية و الصحيح بين ذلك ان شهادته عليه السلام كانت 61 هجرية و كان عمره سبعة وخمسين سنة و أشهر .
الهوامش
- سورة ال عمران الاية 61
- سورة لقمان الاية 14