حُسن الظن ،
6/2/2015
قال النبي صل الله عليه واله لا يموتن أحدكم حتى يُحسن الظن بالله عز وجل فإن حُسن الظن بالله عز وجل ثمن الجنة ،
مقدمة ، الحديث مواصلة لحديث حسن و سوء الظن الذي تحدثنا عنده و أثر حُسن الظن في حياة الإنسان و سعغادته و عاقبته ،
منشأ حسن الظن هو طهارة الروح إذا كان الانسان طاهرا ً في نفسه فإنه من الطبيعي ان يكون حَسن الظن بكل شيء لان كلما في نفس الانسان ينعكس على رؤيته و على الخارج فالذي يحسن الظن بالله سبحانه و تعالى و بالاخرين انما يكشف عن صلاح سريرته و باطنه و في المقابل الذي يسيئ الظن يكشف عن حبث ٍ ولؤم ٍ في باطنه فهو لا يرى الامور إلا بنظرة ٍ سوداء تعكس ما في نفسه لا ما في الخارج حديثنا في هذا المجال ،
اولا ً: معنى الظن ،
- – بمعنى الشك وعدم ترجيح اي طرف في اي شيء واجهه الانسان فتستعمل هذه العبارة بمعنى الشك في بعض الاحيان فيكون الشخص ليس عنده ترجيح فيُقال ظن و يعنون به انه غير مرجح لطرف وهو ليس محل البحث .
- الظن هو ترجيح احد الطرفين المحتملين ترجيح طرف الثبوت الذي يظن بوقوعه و بحصوله فإذا صار يرجح يُقال ظن وهو ما ينصب عليه الكثير من الكلام و الابحاث .
- الظن بمعنى اليقين فإذا قِيل فلان ظن بالشيء الفلاني بمعنى انه تيقن وقطع به و يؤيد هذا علماء اللغة و القران الكريم قال ابن منظور انه يقين تدبر ، الظن في بعض الاحيان يكون معادل لليقين و لكن هذا اليقين الذي لا يكون عن حس و غنما يكون بالتدبر و التأمل و الاستنتاج فإذا وصل الشخص بإستنتاجه الى شيء يقين يُقال ايضا انه ظن ، يقول تعالى وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِين * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (1) هؤلاء هم الخاشعون يظنون انهم ملاقوا ربهم هنا تعني الاية انهم متيقنون قاطعون بأنهم ملاقوا الله سبحانه و تعالى عبر عنه بالظن و قال تعالى عندما تحدث عن طالوت و جنوده فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ، نجد ان من بين المؤمنين جميعهم تجاوزا مع طالوت بعضهم قالوا و هم خلص قالوا يظنون انهم ملاقوا الله كم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً فهؤلاء قصم ٌ خلص من المؤمنين الظن في هذه الاية يعني زيادة اليقين يعني هم على يقين و إطمئنان بلقاء الله سبحانه و تعالى و باليوم الاخر إذا ً يستعمل الظن ايضا بمعنى اليقين و الجزم و في الرواية عن علي عليه السلام في قوله تعالى الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ يوقنون انهم مبعوثون و الظن منهم يقين ، إذا ً استعملت لفظة الظن بمعنى اليقين ،
أقسام حُسن الظن ،
- حسن الظن بالله تعالى وهو من اهم الامور في هذه الدنيا الانسان اذا لم يكن عند ثقه بالله و حسن ظن بالله فهو الخاسر لان كل شيء في هذا الوجود من غير الارتباط بالله فهو مندثر معدوم ليست له قيمة ، قيمته بما يكون من إتصال ٍ بالباقي الدائم وهو الله سبحانه و تعالى ، من شواهد حُسن الظن بالله تعالى و هي كثيرة في قصص الانبياء و الصالحين نذكر قضية ام موسى ، و قصتها انها ولد النبي موسى و هي تعلم ان هناك تفتيش اي إمرأة تضع ولد ذكر يُقتل فكم هو الخوف عندها المفروض يكون ولكنها مُسَلَّمه الى الله سبحانه و تعالى و الله سبحانه و تعالى اوحى اليها يقول تعالى وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (2) مسلمة لله سبحانه وتعالى كل طفل سوف يقتل هناك تفتيش هناك مراقبة و مطاردة ومع هذا تأخذه و تضعه في النهر ثقة بالله سبحانه و تعالى هذه الثقة انه الاطمئنان بالله سبحانه و تعالى و من يكون على إطمئنان و ثقة بالله تعالى الله يتكفله هذه القاعدة الصحيحة والاحاديث في ذلك كثيرة وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِ يتحدث عن موسى ، ليصنع على عينه و الله اراد ان يثبت انه مهما ارادوا ن سوء ليلحقوه بهذا المولود فإنه هو الحافظ سوف يجعله يتربى بينهم و هو الذي سوف يزيل ملكهم ، وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغً
يقول بعض العلماء صار فارغا من الخوف ليس عندها اضطراب لانها مسلمة لله سبحانه و تعالى و هذه هي الثقة و حسن الظن بالله ،
قال النبي صل الله عليه واله لا يموتن اخدكم حتى يحسن الظن بالله عز وجل فإن حسن الظن بالله عز وجل ثمن الجنة ، أي شيء اعظم من ان تنال الجنة و الذي تقدمه هو ان تحسن الظن بالله تكن على يقين و اطمئنان ان الله تعالى لن يختار إليك إلا الخير وما هو في صالحك للدنيا و الاخرة ،
و قال امير المؤمين عليه السلام في كتابه لمالك الاشتر إن البخل و الجور و الحِرص غرائز ٌ شتى يجمعها سوء الظن بالله ، إنما يحتاج الى الظلم الضعيف لان الانسان الذي غير مرتبط بالله يشعر بانه ضعيف فيجور على غيره أما الانسان الذي يحمل الثقة بالله و حُسن الظن بالله و المسلم لله فإنه لا يجور و لا يظلم و لا يبخل ،
عندما ياتون الناس و يطلبون المساعدة من النبي صل الله عليه واله وهو يعطيهم فيقولون هذا عطاء من لا يخاف الفقر ، يعطي جميع ما عنده لانه مرتبط بالله سبحانه و تعالى و هذا ليس لانه صار نبيا ً حتى قبل ذلك هذه سيرته و سيرة اهل البيت عليهم السلام هو التسليم لله و ان الله هو المتكفل ،
عن النبي صل الله عليه واله وما من عبد ٍ يظن بالله خيرا إلا كان عند ظنه به ،، كيف تظن بالله تكن كذلك ، هناك احاديث بهذا المعنى انه لو ظن السوء لقي السوء ، وان ظن الخير فإن الله لا بد ان يعطيه الخير و يتكفل به ،
و قال الامام الصادق إرجوا الله رجاء ً لا يجرؤك على معاصيه و خف الله خوفا لا ييئسك من رحمته ، إذا رجوته لا تتجرأ على معاصيه لا يقول مثلا شخص امرنا النبي صل الله عليه واله بالثقة بالله و حسن الظن بالله فلا نخاف من النار و نرتكب المعاصي ، بل تثق بالله و لا تتجرأ على المعاصي ، و تخاف الله سبحانه و تعالى و لكن ليس هذا الخوف الذي يائسا ً وقانطا ً من رحمة الله و إلا لم تكن في الطريق السوي المستقيم ،
هذا حسن الظم بالله في المقابل سوء الظن بالله ،
يصف الله تعالى المنافقين بقوله وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ، لانهم يظنون بالله ظن السوء الذي يوصلهم الى هذا ، المشرك بالله في كل شيء إذا اراد شيء تجده فقط يتمسك بالأسباب الطبيعية منفصل عن الله سبحانه و تعالى ليس عنده ثقة بالله ، سواء في مجاله الاقتصادي او الأسري ن إذا اراد ان ينجب ولد فقط يعمل الحسابات المادية ، في معشه في رزقه في رزقه في كل شيء فهذا الذي يكون حسابه بهذه الطريقه هذا شخص يشرك بالله أما اذا كان متوكلا على الله سبحانه و تعالى و يعمل بمستوى من الاسباب بحيث لا يهمل ولكن لا ينقطع الارتباط بالله سبحانه و تعالى و التوكل على الله ، وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا فالذي يظن بالله السوء مصيره جهنم ،
و يقول تعالى وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ (3) يظنون بالله انه لا يعلم و انه جاهل و انه لا يراقب وان لا يحاسب بعد ذلك تنكشف لهم الامور ، الانسان الطبيعي السوي العاقل هو الذي يثق بالله و يتوكل على الله و يُحسن الظن بالله و لا يتجرأ على المعاصي .
- حُسن الظن بالتكوين و الوجود ، بعض الناس تجده دائما متشائم كلما حصل شيء يقول لماذا وُجدنا في هذه الدنيا و هذا غير مطلوب ، الصحيح ان يكون عنده حُسن الظن فالكون خُلق على افضل تكوين خلق على الحكمة بحيث ان الانسان يتمنى يوم القيامة ان يكون في الدنيا ليعمل و ينال الدرجات العالية ، فإذا كان هنا من البأس و الشدة و الشقاء الذي يراه إذا نظر إليه نظرة ً فاحصة ً واعية ً فإنه يرى فيه الجنة يرى فيه الخير الذي سوف يؤول اليه يرى ان هذا إختبار و ان هذا الاختبار لابد ان يمر به فإذا نجح فيه فاز و إذا سقط فيه خَسر فعليه ان يحاسب نفسه و لا يرى هذا سوء كما ان الشخص في المدرسة او الجامعة يدخل و يدرس و يمتحن إذا كان يقول ما اسوء الجامعة و ما اسوء هذه الامتحانات هذا الكلام غير صحيح لانها طريق تعليم يتعلم الانسان ليرتقي و يصل الى درجات بعد ذلك يكون مفيد ، ليعيش المؤمن الراحة و الامل و الإطمئنان إذا كان يرى العالم انه عالم خير و ليس سوء يرى هذا الكون ليس شيء سيء و انما هو الطريق الطبيعي للانسان ليتكامل و يصل الى ما خلق له و ان كل شيء من عند الله تعالى وهو المتفضل وسوف يعطينا ما نستحق و ما لنا و كل شيء مكتوب للانسان وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ (4) الله سبحانه و تعالى ينزل بالقدر المناسب ، و يقول إذا نظرنا لهذه الدنيا و نظرنا للعسر و الشدائد فيها الله سبحانه و تعالى يقول إجعل في نفسك فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًار * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) يؤكد انه لا تنظر للمصائب و تقول مصيبة وشدة ، الشدة لابد ان يمر بها الانسان ولكن إعلم ان في كل شدة و بأس ٍ رخاء و في كل مصيبة ٍ سعادة هكذا الدنيا لابد ان يكون و النتيجة بعدها اكثر الدنيا لم تخلق و تُجعل لراحة الانسان و انما الدنيا ممر كما يقول امير المؤمنين عليه السلام الدنيا دار ممر و الاخرة دار مقر فخذوا من ممركم الى مقركم ، و في المقابل سوء الظن في الخلق فكل شيء ٍ يراه من جهة الشؤم ، المتشائم الذي يرى كل شيء ٍ اسود ، لا يرى شيء إلا يرى فيه المصائب و هذا ليس هو المطلوب بل مرفوض .
- حُسن الظن بالنفس ، أن يظن الانسان بنفسه خير وهو من أسباب التقدم للانسان لان الثقة بالنفس هي صورة من صور الثقة بالنفس ، و طريق لتقدمه اما اذا لم يكن يحمل ثقه بالنفس و لا حسن ظن بنفسه فهو في تراجع لامحال الذي يثق بنفسه و يرى عنده إمكانية لاصالح نفسه و تطوير نفسه في جوانبها المختلفة فإنه هو الناجح فليس مطلوب للانسان ان يذم نفسه بصورة تفقده الثقه بنفسه ، لان البعض يقرأ في بعض الاحاديث الذم للنفس و التوبيخ للنفس و هذا كله بصورة و أخرى صحيح و لكن لا يكون بدرجه يسلب الانسان الثقة بنفسه ، لابد من حسن الظن بالنفس وهو طريق لنجاح الانسان و تقدم الانسان و لكن يجب ان يكون حسن الظن مرتبط بالله و ليس منفصل عن الله سبحانه و تعالى ، بمعنى لا يمكن ان اقول لنفسي انني قادر انني استطيع افعل كذا و كذا إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي كما يقول قارون فهو خاسر اما اذا كان يثق بقدراته التي اعطاها الله اياه فهو الطريق السليم و الصحيح قال تعالى الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (6) مهما يلقون من التهديد و التخويف الا انهم يحملون امرين الثقة بالنفس و يحملون الارتباط بالله يعني الثقة بالنفس الغير منفصله عن الارتباط بالله ولا معنى للثقة بالنفس و القدرات و الغرور ان يكون منفصلا عن الله من كان مع النبي صل الله عليه واله في الغزوات كثير ٌ منهم اعجبتهم انفسهم و رأوا كثرتهم فإغتروا بأنفسهم فثبطهم الله و خذلهم و خسروا اما الذي يرى نفسه و يقول انا قوي ولكن من الله سبحانه و تعالى عندي قدرة من الله سبحانه و تعالى أستطيع ان افعل من الله ، لذلك كان ائمتنا عليهم السلام دائما في كل حركة ٍ صغيرة و كبيرة مع الله أمير المؤمنين عليه السلام كندما كان يحارب و عندما ينتصر و يقتل الابطال يسجد لله شاكرا يتوجه لله سبحانه و تعالى بالشكر لانه مرتبط بالله لا يرى نفسه انه قادر اما إذا كان يرى في نفسه نفصلا ً عن الله سبحانه و تعالى فهي الخسارة المحتمة .
حسن الظن بالنفس و الثقة بالنفس مطلوبة و لكن مع الاخذ بالاسباب ايضا يجب ان نوازن بين امرين نرتبط بالله سبحانه و تعالى بصدق ٍ و ثبات ٍ و في نفس الوقت نسعى في الامور الأسباب أَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ الله سبحانه و تعالى يامرنا بأخذ الاسباب لا ننفصل و يقول تعالى إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (7) هم الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا يعني عملوا اخذوا بالاسباب اي الاستقامة لا انه يقول انه اامن بالله و اثق بالله و الله سبحانه وعدني ان احسنت الظن به سوف ينجيني ،، سوف ينجيك ولكن اذا استقمت فإذا استقام واخذ بالاسباب و يقول تعالى نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (8) اذا اخذ بالاسباب و ارتبط بالله و هو يعمل بكل الاسباب المادية القريبة و البعيدة الله سبحانه و تعالى يقول نحن اولياؤكم و الذي يكون الله وليه ينصره مادام هو و ليه و هل ولاية الله للإنسان الاخذ بالاسباب المرتبط بالله في الاخرة ؟ يقول الله تعالى نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا و فِي الْآخِرَةِ مادمت متوكلا ً على الله مسلما لله آخذا ً بالاسباب و التقدم فإن الله سبحانه و تعالى هو الناصر هو الولي هو المتكفل هو الحافظ .
حسن الظن مع الوعي و المحاسبة ايضا ،
يجب ان يكون الإنسان محاسب لنفسه ، انا أحسن الظن بنفسي و اقول انه صالح و لكن فلأتهم نفسي بمقدار يحركني لإصلاحها دائما ً و لمراقبتها حسن الظن ان لا اقول اني غير قادر على اصلاح انفسي تهم نفسي ، حسن الظن ان لا اصل الى القنوط و اليأس ، لان البعض يرتكب من المعاصي و يقول انتهى الامر لا مجال للاصلاح هذا غير صحيح يجب ان اكون حسن الظن بقدرتي على إصلاح انفسي في قدرتي على داخلي و تطهيره ، الأئمة دائما ً ينهون عن القنوط عندما جاء شخص للإمام زين العابدين عليه السلام و هو يدور حول الكعبة و يوقل ربي اغفر لي و ما اظنك تفعل الامام كان يقول له ان قنوطك هذا أعظم ذنبا ً من قتل الحسين عليه السلام ، يجب ان يكون الانسان على يقين و قدرة نفسيه انه ممكن ان اصلح نفسي ممكن ان اكون من الصالحين بل اكون من افضل الناس و القصص كثيرة ، توبة توبة مالك ابن دينار و بشر الحافي و امثاله الذي كان غرقا ً في المجون و الفسق و غيرها من المساؤئ و الذنوب و لكنه يتوجه و يقول اصلح نفسي بكلمة حاسمة و اذا هو يتغير بل يكون من افضل الناس و اصلح الناس هذا بشر الحافي الذي مر الامام على داره و سمع صوت طرب فسأل هذه الدار لمن قالت الجارية لسيدي قالت الجارية سيدك عبدك ام حر ام حر فقالت سيد قال صدقتِ لو كان عبدا ً لخاف من مولاه الى اخر القصة بعد ذلك عندما خرج للامام و تبع الامام و صار حافيا صار اذا وضع يده على شيء يتبرك به اذا ذهب للسوق و وصل الى بضاعه وضع يده عليها تكن يده بركه لانه اخذ الجزم و العزم و الارادة ولم يقل ارتكبت و مضى من عمري اكثره و انا في المعاصي قال استطيع ان اصلح و هذه النقطة هي التحول بحيث ان لم يرجع حتى ليأخذ نعله ، الانسان يجب ان يكون كذلك ، يراقب نفسه لا يغفل ، لا يكون مغرور ثقته بنفسه انه لا يراقب نفسه وهو صالح دائما اتهم نفسك بصورة ٍ معينة ، ليس منا من يحاسب نفسه ليس منا من لا يراقب نفسه يحاسب نفسه في كل يوم مطلوب من الانسان ان يكون على وعي و إلا يكون كما تقول الاية قلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (9) شخص لا يحاسب نفسه و يرى نفسه في السليم بعض العلماء يقول على الشخص ان يراجع حتى افكاره بين الحين و الاخر هل عندي خلل او لا أما إذا لم يكن يجلس مع نفسه ويقول انا في طريق صحيح او لا فهو في خسارة كيف اذا لم يرى ما عمل طوال الاسبوع ، وذكرنا ان الانسان عندما يحاسب نفسه او يقيم هذا التقييم يعطيه حافز لانه سوف تبقى خواطر الطاعات جميلة خواطر العبادة جميلة ، يقول ذهبنا الى المكان الفلاني كان عندي إنقطاع كان عندي توجه لله سبحانه و تعالى ما اجمل هذه اللحظات ارتكبت المعصية الفلانية ارتكبت المخالفة الفلانية كم انا حقير في نفسي ، أرتكبت المعصية الفلانية ورآني فلان الان انا لا استطيع رؤيته و الحديث معه اتمنى ان يكون نَسي هذه الحادثة دائما يقع في نفسي انه لا اريد ان يذكر فلان الخطأ الذي رآه مني ، كيف و انا اتي يوم القيامة و تكون الامور كلها واضحة ومكشوفة للعيان للعالم كله الله سبحانه و تعالى اتمنى الستر من الله سبحانه و تعالى و اذا كنت لم اقف ولم اقلع عن المعاصي فإن الطريق مظلم و الطريق خسارة ، و أخسر إذا كنت أرى نفسي في الطريق الصحيح و انا لم أصلح و كان بإمكاني ان أحاسب نفسي الله سبحانه و تعالى ارسل الرسل و الانبياء و الائمة و الصلحون ليل ناهر يتحدثون حاسبوا انفسكم قبل ان تُحاسبوا و زنوها قبل ان توزنوا و إذا ان لم اقف مع نفسي لحظة او اقيم اسبوع مضى من حياتي ماذا صنعت وماذا عملت اللذة التي مرت بقيت او لا ما هي صورةو لذة المعصية التي ممرت بها هي شبح مخيف ومرعب و الطاعة هي اجمل شيء بقي في الخواطر التي استطيع ان افرح بها بيني و بين نفسي و بيني و بين الاخرين الصور الجميلة للطاعة للعبادة للايثار لمساعدة الاخرين عليَّ ان اقف و لا اغفل ،
في المقابل سوء الظن بالنفس عدم الثقة بالنفس أمر منهي عنه ومرفوض لانه يحطم النفس الانسان الذي يعيش الضعف و لا يرى امكانيات نفسه و قدرته هو يحطم نفسه الذي لا يثق ولا عنده ثقه بإمكان اصلاح نفسه فهو وصل الى النهاية انتهى يمر الانسان في الدنيا بإختبار من اول ما تدخل في هذا الطريق هي ممر و كأنك تمر على حواجز تمر على هذا الحاجز و يرى ما فيك الحاجز الاخر يراقب يفتش يدقق يجعل لك إختبار فتتجاوز من واحد الى واحد و لكن عندما تصل لليئس فإنه لا مجال للاختبار وصلت للنهاية انتهى ، عيشك في الدنيا بلا معنى على الانسان دائم التقدم لا انه يصل الى الباب المسدود و يقول لا يمكن ان اصلح نفسي لا يمكن ان اربي نفسي بل يقول يمكن ان اربي نفسي و يمكن ان اكون من الصالحين و اهذب نفسي و أكن من افضل الناس ، لان عدم الثقة بالنفس عدم إصلاح هو من مكائد الشيطان وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ و يضعفونهم و نرى هذا من شياطين الانس و الجن دائما بهذا الاسلوب أنك غير قادر الكام و المستكبرون و المستعمرون إذا أرادوا ان يضيعوا بلد يدمرون بلد دائما يوحون إليهم و يلقنونهم انكم متخلفون انكم غير متقدمون لا تستطيعون ليس بإمكانكم حتى ان اردتم ان تعملوا شيء لا بد ان يأتي مستشار من الغرب من الدولة الفلانية ، هذا الإيحاء يجب ان ينقطع و ان يكون عند الانسان الامكانية و القدرة في إصلاح نفسه و التقدم في كل المجالات يتقدم و ينتج و يصلح نفسه ليسفيد من عيشه في هذه الدنيا .
الهوامش ،
- سورة البقرة الايتان 45-46
- سورة القصص الاية 7
- سورة فصلت الايتان 22-23
- سورة الحجر الاية 22
- سورة الشرح الايتان 5-6
- سورة ال عمران الايتان 173-174
- سورة فصلت الاية 30
- سورة فصلت الاية 31
- سورة الايتان 103-104