خصوصيات الناس و الأمر بالمعروف
25/1/2019
قال رسول الله صل الله عليه واله من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ،
حديثنا حول ترك خصوصيات الغير و النصيحة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ،
مقدمة ،
حب الاستطلاع غريزة فطرية عند جميع الناس لكنها من غير ضبط تكون مرضا ً يُسمى بالفضول وهو الزائد لانها لا تتوقف على شيء و إنما تدخل في خصوصيات الآخرين و ليس الإطلاع العام الذي يكون في بعض أوجهه مبررا ً ،
بعض الناس يعيشون عقدة الفضول فيتدخلون في كل شيء يرونه من خصوصيات الاخرين و لا يجعلون أمامهم حاجز فيقولون هذا خاص بغيرنا و إنما لهم كل شيء مباح يدخلون في الصغيرة و الكبيرة فيما يتعلق بالآخرين ،
تتفاوت المجتمعات في هذا الفضول و التدخل في خصوصيات الاخرين ، في بعض المجتمعات يعتبرون التدخل في خصوصيات الاخرين جريمة كبيرة يعدلونها بالزنا كبيرة من الكبائر و بعض الناس يتدخلون في كل شيء صغير و كبير بحيث ان الشخص عندما يصاحب شخص لا يقبل ان يكون لصاحبه خصوصية لو أخفى عليه صاحبه شيئا ً إعتبرها خيانه او جريمة او عدم ثقة و هذا غير صحيح ، يرى ان صاحبه صفحة مفتوحة أمامه هذا غير صحيح ،
الارتباك و الحيرة بين المسؤوليات الاجتماعية و بين الخصوصيات البعض يقول اريد ان اعمل بمسؤوليتي الاجتماعية من إصلاح و امر بمعروف و نهي عن منكر و كيف تقولون لا تتدخل في خصوصات الاخرين فيشعر ان هناك تضارب في المفهومين ،
الاسلام موقفه هو النهي عن التدخل فيما لا يعني كما في حديث الرسول صل الله عليه واله من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه لا بد ان يكون هاك مبرر عقلائي للتدخل او الاطلاع على هذا او ذاك ،
أولا ً : الإنسان و الحياة الاجتماعية ،
- لكل إنسان تداخل في علاقاته الاجتماعية و التي من خلالها يحقق السعادة هذا شيء طبيعي كون الانسان إنسان لا بد ان يكون بينه و بين غيره نوع من التداخل و لكن هذا التداخل هل هو مفتوح مطلقا ً ام ان هناك حدود و قيود ؟
- الى اي حد ٍ يكون الإنسان منفردا ً في حياته الشخصية و متداخلا مع غيره ؟
- هل هناك قانون يحكم الإنسان من التدخل في خصوصيات الآخرين هل هناك منع من التدخل و التطلع على خصوصيات الاخرين ام ان المجال مفتوح .
- كل إنسان ٍ بالفطرة يشعر ان له خصوصية حريم خاص حدود خاصة له و لا يريد احد ان يتدخل فيها بل لا يريد لاحد ان يطلع على هذه كل إنسان له شأن خاص به و لا يحب احد ان يتدخل هذه الخصوصية .
- ما هي خصوصيات الاخرين التي يحرم الاقتراب منها ؟ .
ثانيا ً : التدخل في خصوصيات الاخرين ، يوصف بإنه عدوان ٌ و ظلم ،
لا يتصور أحد ٌ أن العدوان هو السرقة او الضرب او القتل او التعدي بالجوارح فقط و إنما التدخل بمعنى حتى الاطلاع على خصوصيات الغير ايضا يعد عدوان إذا كان الشخص غير راضي و لا يقبل ان تطلع على خصوصياته انت معتدي انت ارتكبت هذه الجريمة كيف وصلت لها تجسس او التصص بأي طريق هو إعتداء هو ظلم و يدخل في الكبائر لا يحق لأحد ان يتدخل في خصوصيات الاخرين ، كثير من العوائل تتدمر بسبب التدخل و الفضول يتدخل شخص و يطلع ثم يقترح ثم يشوش ويربك العائلة و تتدمر العائلة بسبب هذا الفضول لذلك هذا الفضول منهي ٌ عنه ز ليس مقبولا ً .
ثالثا ً : أسباب التدخل في شؤون الغير ،
ذكرنا انواع من التدخل في هذه الاشارات السريعة و لكل واحدة سبب و الاسباب متفاوته و مختلفة ،
- التسلية و قضاء الوقت بعض الناس يأخذه الفضول و التدخل في خصوصيات الغير بسبب التسلية فراغ عنده يجلس في مجلس جاء شخص جلس معه يتحدث معه لا يستطيع ان يتحدث في امور عامة يسئله عن خصوصياته فيتدخل في هذه الخصوصيات يريد ان يقضي الوقت و يجعل في المجلس حديث لا يكون المجلس فارغ بدون حديث يسأله عن زوجته يسأله عن اهله علاقته بفلان او فلان ، ثم ينتقل لمكان ٍ آخر و ينقل الكلام الذي سمعه هذه طبيعة الفضول و التدخل و التطفل و التدخل في شؤون الاخرين هي يذهب لمكان اخر و ايضا يتحدث و يقع ايضا في هذه المشاكل اقل شيء ان يكون اغتابه ذكر سلبيات الاخرين التي لفصحوا بها له فهذا محرم و كبيرة من الكبائر ، لانه عندما يجلس مع هذا و يسمع الحديث و ذاك يفضفض له و يقول مثلا عندي مشاكل مع زوجتي و يذهب و يقول فلان عنده مختلف مع زوجته لا ندري إلى اين وصلوا و يتحدث عن جاره فهذا الفضول يدعوه للنقل و يكون غيبة حراما ً .
- إستعراض القدرات فيتحدث في كل شيء و في جميع الخصوصيات و المشاكل و الازمات لا يجلس في مجلس إلا كأنه متخصص في كل شيء لو اجرى شخص عملية معقدة هو يتدخل و يبدي رأيا ً و كأنه خبير فيها ايضا في كل المجالات يتدخل ليستعرض قدراته .
- فرض الوصاية على الاخرين ، البعض يريد فرض الوصاية على الاخرين فيتدخل مثلا ، يتدخل في حياة افراد الاسرة في حياة اولاده ، الام في علاقة ابنتها في علاقتها بزوجها لانها تريد ان تكون البنت تحت وصايتها بإستمرار و دائما ً هذه من الاخطاء فلا يستطيع هذا الشخص ان يرى من تحته مستقلا ً ولد او بنت لا يريد ان يكون مستقلا من غير ان يأخذ رأيها في كل صغيرة و كبيرة و هذا خطأ .
- العداوة و الحسد ، البعض فضوله بسبب عداوة شخص يمشي و يذهب لا يستطيع ان يراه هكذا يسأل و يتدخل كيف يعيش من أين يأكل كم راتبه و إذا إستطاع ان يمسك عليه شيء ولو وهما و تصورا ً فارغا ً يشيعه ايضا بين الناس فيكون كل عمله جرم في جرم و حرام في حرام .
رابعا ً : من هم الاخرون ؟
الفضول و النظر و التطلع في اوضاع الاخرين من هم الاخرين ؟
الاخرون ليس فقط الاجانب و الاغراب بل يشمل ابعد من ذلك ، البعيد نسبا ً ومكانا ً هو آخر يقول الشخص مثلا هم ليسوا من أهلي و أطلع عليهم او تعكسها و تقول هم ليسوا من اهلك فلماذا تطلع عليهم و لماذا تتحرى اوضاعهم ، اناس يعيشون في مكانهم لوحدهم تدخل في خصوصياتهم و تتطلع عليها تتجسس عليها و تاخذ خصوصياتهم هذه كبيرة يطلع عليها ثم يحملها للاخرين نفس الاشكال يدخل ،
يشمل اهل المنطقة ، اهل المنطقة هم الاخرون فلا يحق التدخل في شؤونهم لا تقل هم اهل منطقتي و لي ان اطلع عليهم و على خصوصياتهم و مشاكلهم الخصوصية لهم خصوصية ليس لك حق في ذلك ،
لذلك هناك فرق التجسس و بين التحسس في بعض الامور تحتاج تبحث و لكن من اجل الخير له مثلا الصندوق الخيري يطلع على بعض الاوضاع من اجل ان يرى من هو محتاج يقف و يساعد هذا الشخص هذا تحسس مطلوب ،
لكن انت ليس لك شأن في هذا بعيد ليس لك حق ان تطلع على خصوصيات هذه البيوت لا تقل من اهل منطقتي لهم خصوصياتهم و هم اخرون عنك ،
يشمل الجيران ايضا ،تقول مثلا اوصى الرسول بالجار و يجب علي َّ ان ابحث و اطلع على الجار لا تطلع ، إطلع فقط من أجل الخير إن كنت تتحرك من اجل خير ٍ لتوصل هذا الخير لأجله غير ذلك مرفوض ،
يشمل ايضا الاهل و الأقارب من الارحام فلا يجوز التدخل في خصوصيات الاخرين او التجسس عليهم ، أرحام كيف يعيشون وما هي ظروفهم أيضا هم اخرون و لا يجوز التدخل او التطلع او التجسس عل اوضاعهم ،
يشمل ايضا المقربين من الاولاد و البنات ، الولد و البنت و ان كان هو ولدك لك ان تطلع على خصوصياته بقدر ما يرضى أما اكثر من ذلك فلا يجوز إن كانت هناك مشكله و طلب منك التدخل فيها تتدخل ، أما تبحث في خصوصياته الخاصة فهذا ليس صحيح ،
إبنتي متزوجه و أبحث عن خصوصيات حياتها الزوجية الام تبحث عن خصوصيات ابنتها و تأتي و تقترح هذا ليس صحيح ، و بقدر ما تطلب البنت لك ان تتدخل اكثر من ذلك لا يحق لا تتجسس ، ربما تكون هناك اخطاء او معصية يرتكبها الولد انت بتجسسك عليه ترتكب مصعية اكبر من المعصية التي يرتكبها هو و لا يحق لك ذلك .
خامسا ً : متى تكون النصيحة ؟
لكل عنوان خصوصياته الخاصة ، عنوان النصيحة شيء عنوان الامر بالمعروف و النهي عن المنكر شيء آخر ،
- الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، لا أمر بمعروف و لا نهي عن منكر ما لم تكن هناك معصية صريحة و واضحة ، إذا لم ترى من احد تقول أأمره بالمعروف و انهاه عن المنكر و تأتي لتطلع على خصوصياته لتأمره و تنهاه هذا خطا و محرم ، للأمر بالمعروف و النهي عن المنكر شروط فلا يكن أمرك و نهيك موجبا للمنكر ، لا بد ان تبحث و تنظر لهذه الامور ، بعض الناس يرى شخص عنده مخالفة عنده معصية و لكنه متستر يعني خطأ و عاد يأتي و يحرجه و يصير على المعصية لانه صارحه و لانه فضحه و لانه اوفقه على معصيته ليس من الضروري انك إذا إطلعت على شخص و عنده خطأ توقفه عنده ، و فرق في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر بيم خطأ ٍ قد وقع و بينما سوف يعمله و يُقبل عليه ، شخص وقع في خطأ إنتهى الخطأ انت تنهاه عن الخطأ إن أراد الخطأ ، إذا ً لا تتجسس عليه و لا تبحث عن خطئه و خطئُه ربما يكون من جهة المعصية إثمه أقل من تجسسك عليه و إتباعك له فلا يحق لك لان التجسس و التلصص على الاخرين كبيرة لا تغتفر إلا بالتوبة طبعا فلا يجوز التجسس لمعرفة من يرتكب الخطأ او لا يرتكب قريبا ً أو بعيداً ، لا بد من إحتمال التأثير و تقبل الطرف الاخر حتى تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر ، إذا ً موضوع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لوحده ، أولا يكون خطأ صريح و أنه مصر عليه و ليس له مبرر شرعي مثلا ً في عمل فعل هذا الامر هذا منكر تنهاه عنه أما غير ذلك فلا يصح ، الفضول و الإطلاع و البحث في خصوصيات الاخرين يرتكبون معصية او لا يرتكبون لا يحق لك البحث عن ذلك .
- لا نصيحة تلقائية في غير موضعها ، نقول ليس الامر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي يبتلى به الكثير ، النصيحة ان اقدم فقط نصيحة فإذا كانت النصيحة ليست في نهي عن منكر و ليست امر بمعروف و [أمر ٍ واجب تأمروه به هنا تحتاج تَقبل الطرف الاخر ليس لك الحق ان تأتي و تتدخل في شؤونه و تقدم له النصيحة كيف ما كان لا بد ان يكون هو متقبل لهذه إما انه طلب منك إستشارك في شيء فتقدم له النصيحة لا تتدخل كيف ما كان و تقترح عليه في حياته الخاصة و تتطلع على خصوصياته مع زوجته في عمله الى غير ذلك ، النصيحة لها آداب و ضوابط لا بد ان يكون في النصيحة محبة تقبل من الطرف الذي تقدم له النصيحة ، ثم النصيحة تُقال إذا أردت ان تُقدم نصيحة لاحد حتى لو طلب منك النصيحة تقدم النصيحة و بعد ان تقول النصيحة إنتهى كل شيء لا انك تراقب هل فعل بهذه النصيحة ام لا تتبع اموره و عثراته هذا غير صحيح ، إذا ً ا تربك حياة الناس بالتدخل فيها لا بمتابعتها و لا بالإقتراحات إجع لالناس لها خصوصيات ما دام الامر ليس في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر إجعل الناس في فسحة تحذر من التدخل في الحياة الخاصة للاخرين خصوصا ً الحياة الزوجية التي تكون فيها إختلافات لا يأتي كل شخص ٍ و يقترح و ينتقذ و ينظر و يتدخل فإنها ضرر و تدمير لهذه الحياة .
سادسا ً : حركة الفضول و تطور الفضول ،
عندما يكون الإنسان مُبتلى بهذا الفضول و المرض لا يقف عند حد و إنما ينتقل من مرحلة إلى مرحلة ،
المرحلة الاولى تبدأ بمتابعة الغير و السؤال عنه من أجل كشف خصوصياته حتى مع عدم قبول الغير يتابعه كيف يعيش كما قلنا ما هي علاقاته الاسرية او اين عمله او كيف يحصل راتب الى اخره ، وفي هذه المتابعة يقع في الخطأ الذي ذكرناه إذا لم تكبح هذا الفضول عندك تقع في هذه الاخطاء التي هي محرمة لان هذا تجسس على الغير متابعة الغير ليس من اجل الخير لهم و التحسس للوقوف معهم هو يعتبر نوع من التجسس وهو حرام و من الكبائر التي توعد الله عليه الانسان النار فمن اول خطوة سوف يقع في هذه المشكلة ،
المرحلة الثانية نشر ما وصل إليه لانه مادام يعيش هذا الفضول سوف يأخذه و يجلس مع الاخرين و يتحدث به ، و نشر عيوب الناس و نقص الناس و مشاكل الناس له سلبيات و ىثام من جهات ٍ كثيرة ، من جهة إفشاء الأسرار وهو محرم من جهة تهيأة الاجواء بذكر العيوب و السلبيات ايضا هو محرم ،
المرحلة الثالثة نشر الإشاعات ، لانه عندما يكون الفضول و يكون النقل سوف يضاف إليه تحليل ، دائما مشكلة الاشاعات التي تنقل و يتعرض لها الاخرون هي أولا ً نقل الخبر و ا يكون النقل دقيقا ً كما هو يُنقل الخبر و ينقل معه التحليل ثم ذاك ينقل التحليل على انه خبر و ينقله آخر فتكون نقل إشاعات و تشويه لسمعة الاخرين وهو أيضا من المحرمات لان حرمة الناس عند الله مقدسة و هي أعظم من حرمة الكعبة ،
يقول امير المؤمنين أعقل الناس من كان بعيبة بصيرا و عن عيوب غيره ضريرا .