خطبة عيد الأضحى المبارك
10 ذوالحجة 1439
الموافق 22/8/2018
الإخلاص
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
قال الإمام جعفر الصادق(ع)
( ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن الإيمان ماخلص في القلوب وصدقته الأعمال )
ـ الإخلاص هو الطريق لأعلى الدرجات والمقامات الروحانية ..
ـ أهمية الإخلاص في الإسلام لا يضاهيها شيء ، فقيمة كل الأعمال في النظرة الإسلامية ، إنما هي بمستوى الإخلاص عند فاعلها.
ـ للإخلاص درجات ورتب يتفاوت الإنسان بتوفره عليها ، ففعل قيل بإخلاص كبير تثقل به الموازين ، وعمل كثير بغير إخلاص لا يرتقي بصاحبه بل ينحدر به .
ـ جميع الأديان زكرت وخصوصا الإسلام ركزت على أهمية إتصاف المؤمنين بالإخلاص .
معنى الإخلاص:
ـ المعنى اللغوي : هو خلوص الشيء وتصفيته من درن أو كدر غيره.
ـ الإخلاص إصطلاحا: هو تجريد النية من الشوائب والمفاسد، وأن يكون الهدف في دائرة الفكر والسلوك هو الله تعالى فقط.
ـ فالإخلاص هو خلوص الأعمال الظاهرية والباطنية من شوائب الرياء..
أهمية الإخلاص : للإخلاص إرتباط بكل معارف الإسلام وأحكامه :
ــ الإخلاص هو رأس كل فضيلة فلا قيمة لأي عمل مهما كان من غير إخلاص.
ــ الإخلاص هو المعيار الأهم في صحة الأعمال التعبدية، وهو كذلك شرط في قبول الأعمال التعبدية والتوصلية عند الله.
ــ في علم الأخلاق : لايمكن التغلب على الشيطان من غير إخلاص.
بل يكون الإنسان عبدا للشيطان بقدر فقده للإخلاص لله تعالى .
الإخلاص في القران الكريم:
1ـ الدعوة للإخلاص:
ـ (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
ـ (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ)
ـ (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
2ـ ذم الرياء:
ـ الوعيد للمرائي: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ *الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ)
ـ بطلان أعمال الخير بالرياء: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ﴾
ـ (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا)
ـ الرياء دليل على النفاق : ﴿إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ الإخلاص في الروايات:
1ـ الدعوة للإخلاص :
ـ عن الإمام الصادق(ع )ما أنعم الله على عبد أجلّ من ألاّ يكون في قلبه مع الله غيره)
ـ وعن الإمام علي (ع):«طوبى لمن أخلص عمله وعلمه, وحبه وبغضه، وأخذه وتركه، وكلامه وصمته, وفعله وقوله)
ـ وورد فيما ناجى اللهُ تعالى موسى (ع): «ياموسى, ما أُريدَ به وجهي فكثيرٌ قليلهُ, وما أُريدَ به غيري فقليلٌ كثيرهُ)
ـ هدف الدين الإخلاص : عن علي (ع) قال: “الإخلاص غاية الدين“
ـ مراتب المؤمنين ودرجاتهم بالإخلاص : عن رسول الله (ص) قال: “بالإخلاص تتفاضل مراتب المؤمنين“
ـ عن أمير المؤمنين ع: (حُسن النيّة جمال السرائر)
2ـ ذم الرياء:
ـ عن النبي الأكرم (ص): «إنّ اللّه تعالى حرّم الجنة على كل مراءٍ)
ـ قال رسول الله (ص): «إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يارسول الله؟ قال: الرياء)
موانع الإخلاص:
ـ الرياء الجلي : كأن يرائي الشخص في صلاته حتى يمدحه الناس.
ـ الرياء الخفي : كأن يرائي بحجة أن يكون قدوة لغيره فيرغبهم.
ثمار الإخلاص
ـ تحصيل الحكمة : قال رسول الله )ص):(ما أخلص عبد للّه عزّوجلّ أربعين صباحاً إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه)
ـ سلامة البصيرة ، والهداية: عن الإمام علي)ع): (عند تحقق الإخلاص تستنير البصائر(
ـ تحصيل المحبة: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ) لأن الله تعالى هو مالك القلوب..
ــ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)
ـ تحقيق الأماني والغايات :عن الإمام الباقر (ع): “ما بين الحق والباطل إلاّ قلة العقل. قيل: وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: إن العبد يعمل العمل الذي هو لله رضىً، فيريد به غير الله، فلو أنه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك“
ــ دخول الجنة بالرجوع لله: ويقول تعالى : (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ. مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ. ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ. لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ)