خطبة عيد الفطر
18/7/2015
الموافق
1/شوال 1436
الحمد لله المبدعِ للأشياء إبتداءً بعلمه وقدرته ، وهو القادر الحكيم.. الحمد لله الذي يخلق بلا أمثلة لخلقه وتصويره , فسبحن الله المصور العليم.
الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ، وهو هادي السبيل.
الحمد الذي عم خلقه بالخير والرحمة والفضل،وهو الغني ذو العطاء الجزيل.
الحمد لله الذي وسع كل شيء رحمة وهو أرحم الراحمين.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً كثيراً.
أوصيكم عباد الله ونفسي الأمّارة بالسّوء بتقوى الله، فإنها زاد الآخرة ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، وارزقنا الهدى, والنور والتقوى واجعل عاقبة أمرنا خيرا , وخير أيامنا يوم نلقاك يا كريم
أما بعد أيها المؤمنون: فقد قال الله تبارك وتعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَ نًا)
مقدمة: التزاور من العيد ينطلق ، ويتأصل مفهومه النظري ، وتطبيقه العملي في مثل هذه المناسبات.
ـ التزاور يجعل المجتمع متواصلا في علاقاته.
ـ بين الأهل وأبناء الأمة الإسلامية ورموزها.
أولا: التزاور هو : نوع من التواصل الإجتماعي .
ثانيا: الحث على التزاور: قال الصادق (ع) لأبي خديجة: ” كم بينك وبين البصرة؟ ” قال: في الماء خمس إذا طابت الريح، وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك، فقال: ” ما أقرب هذا، تزاوروا وتعاهدوا بعضكم بعضاً، فانه لابد يوم القيامة يأتي كل إنسان بشاهد شهد له على دينه )
ثالثا: طبقات من نزور:
1ــ الأبوين ( وهو يدخل في بر الوالدين)
2ــ الأرحام الذين يجمعنا معهم رحم واحد ( وهو يدخل في صلة الرحم).
3ــ الجيران (ويدخل في حسن الجوار)
4ــ أهل البلدة .
5ــ المعارف والشخصيات والعظماء.
رابعا: فوائد التزاور:
1ـ محبة الله تعالى.
كأنه زار الله تعالى : قال الصادق (ع): ” من زار أخاه في الله ، قال الله عز وجل: إياي زرت، وثوابك علي، ولستُ أرضى لك ثواباً دون الجنة)
2ـ حياة الدين في التزاور: قال الصادق: ” إن المسلم إذا رأى أخاه، كان حياة لدينه إذا ذكر الله “
3ـ دخول الجنة . ــ عن أبي جعفر (ع): ” قال رسول الله (ص): حدثني جبرائيل (ع): أن الله عز وجل أهبط إلى الأرض ملكا، فاقبل ذلك الملك يمشي حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار، فقال له الملك: ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى. فقال له الملك: ما جاء بك إلا ذاك؟ فقال: ما جاء بي إلا ذلك. قال: فاني رسول الله إليك، وهو يقرئك السلام، ويقول وجبت لك الجنة. وقال الملك: إن الله عز وجل يقول: أيما مسلم زار مسلماً فليس إياه زار، بل إياي زار، وثوابه علي الجنة “.
ـــ وقال أبو جعفر الباقر (ع): ” إن لله عز وجل جنة لا يدخلها إلا ثلاثة: رجل حكم على نفسه بالحق، ورجل زار أخاه المؤمن في الله ورجل آثر أخاه المؤمن في الله “.
4ـ الثواب العظيم : وقال (ع): ” لزيارة مؤمن في الله خير من عتق عشر رقاب مؤمنات، ومن أعتق رقبة مؤمنة وقي بكل عضو عضواً من النار، حتى أن الفرج يقي الفرج “.
5ـ إستجابة الدعاء وقضاء الحاجة : ــ قال الباقر (ع): ” إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره، فيوكل الله عز وجل به ملكا، فيضع جناحاً في الأرض وجناحاً في السماء يظله، فإذا دخل إلى منزله، ناداه الجبار تبارك وتعالى: أيها العبد المعظم لحقي، المتبع لآثار نبيي، حق علي إعظامك، سلنى اعطك، أدعنى أجبك، اسكت ابتدئك. فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى منزله، ثم يناديه تبارك وتعالى: أيها العبد المعظم لحقي، حق علي إكرامك، قد أوجبت لك جنتي، وشفعتك في عبادي “
6ـ رفعة الشأن والإكرام من الله تعالى: قال الباقر (ع): ” إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره، … حق علي إعظامك…)
7ـ تكفير السيئات والأمن من العذاب ورفعة الدرجات: ـــ وقال الباقر (ع): ” أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحيت عن سيئة، ورفعت له درجة، فإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء، فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا، أقبل الله عليهما بوجهه، ثم باهى بهما الملائكة فيقول: انظروا إلى عبديَ تزاورا وتحابا فيَ ، حقٌ علي ألا أعذبهما بالنار بعد ذا الموقف. فإذا انصرف شيعه ملائكةٌ عدد نَفَسه وخُطاه وكلامه، يحفظونه عن بلاء الدنيا وبوائق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل، فان مات فيما بينهما اعفي من الحساب، وان كان المزور يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان له مثل أجره “
8ـ تشيعه الملائكة إلى بيته: “. قال الصادق (ع): ” من زار أخاه في الله في مرض أو صحة، لا يأتيه خداعاً ولا استبدالا، وكل الله به سبعين ألف ملك، ينادون في قفاه: أن طبت وطابت لك الجنة! فانتم زوار الله، وأنتم وفد الرحمن، حتى يأتي منزله “، فقال له بشير: جعلت فداك! فان كان المكان بعيداً؟ قال: ” نعم يا بشير! وإن كان المكان مسيرة سنة، فان الله جواد، والملائكة كثير، يشيعونه حتى يرجع إلى منزله “.
9ـ تحقيق التسامح بين الناس .
10ـ نشر المحبة بين الناس ، وتأليف القلوب. ــ وقال أمير المؤمنين (ع): ” لقاء الإخوان مغنم جسيم، وإن قلوا “
11ـ تحصيل العلم والمعرفة :
أ ـ تأصيل ثقافة الناس، بخلاف العزلة.
ب ـ تذكير الغافل.
ج ـ التناصح تجده في التزاور الهادف.
12ـ إحياء للقلوب: عن أبي عبد الله (ع) قال : (تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكراً لأحاديثنا..)
13ـ التفقد لحوائج الناس ومساعدتهم وتعطفهم على بعضهم.
عن أبي عبد الله (ع) قال : تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكراً لأحاديثنا ، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم, وإن تركتموها ضللتم وهلكتم، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم ).
14ـ نكاية بإبليس اللعين :عن أبي الحسن ( ع ) يقول : ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله بعضهم لبعض.
15ـ إصلاح ذات البين .
.16ــ التزاور يبني مجتمعا مترابطا قويا..
17ــ التزاور يبني مجتمعاً حيوياً نشطاً..
18ــ التزاور يجعل المجتمع عصياً على الأمراض الإجتماعية.( مثل سوء الظن ـ والبغضاء ـ والحسد ـ وغير ذلك)
خامسا: الزيارة المقبولة: قال الصادق (ع): ” من زار أخاه لله لا لغيره، التماس موعد الله وتنجز ما عند الله، وكل الله به سبعين ألف ملك ينادونه ألا طبت وطابت لك الجنة)
سادسا: لا تنتظر رد الزيارة ، إجعلها لله تعالى.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلى خَيْرِ أَخْلَاقِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟: تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ).
سابعا: ما ينبغي في التزاور:
1ــ أن تكون خالية من الحرام : لا غيبة ولا نميمة ولا أي محرم.
2ــ العفو عن الضيف وغفران ما كان منه.
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على محمد وال محمد
واغفر لنا ولاخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين
وتب علينا إنك انت التواب الرحيم
اللهم ثبتنا على دينك ما أحييتنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
اللهم ولا تخزنا إذا توفيتنا ويوم نلقاك , اللهم وفقنا لصالح الأعمال بإخلاص النية ومقبول العمل , وارزقنا حسن العاقبة يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
( والعصر ان الانسان لفي خسر إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
الخطبة الثانية
الحمد لله العادل الذي لا يجور , أمر بالعدل والإحسان , ووعد به ,ووعده الصدق , ووعد أن لا يفوته ظلم ظالم , وأن ينصر من ينصره وهو القوي الغالب.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً كثيراً كثيراً.
أُوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله , وأن نقدم طاعة الله على طاعة من سواه , وأن نكون للمظلوم عونا وللظالم خصما.
اللهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفر لنا ولإخواننا المؤمنين والمؤمنات أجمعين، وتب علينا إنك أنت التوّاب الرحيم.اللهم صلّ على عبدك وابن عبديك محمد بن عبدالله خاتم النبيين , الصادق الأمين، وعلى علي أمير المؤمنين وإمام المتقين، وعلى فاطمة الزهراء الصديقة الطاهرة المعصومة ، وعلى الهادين المعصومين؛ حججك على عبادك، وأنوارك وأمنائك في بلادك: الحسن بن علي الزكي، والحسين بن علي الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي بن موسى الرضا، ومحمد بن علي الجواد، وعلي بن محمد الهادي، والحسن بن علي العسكري، ومحمد بن الحسن الهادي المهدي المنتظر القائم.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، وعجِّل لوليّ أمرك القائم المنتظر الفرج ، وحفّه بملائكتك المقرّبين، وأيّده بروح القدس ياربّ العالمين.
ـــ تمر المنطقة والأمة الإسلامية بأصعب ظرف وحرب واجهتها، وهي ضربُ الإسلام بالمسلمين ، إن موضوع الإرهاب هو أعظم مكسب للكيان الصهيوني .
كل الساسة في إسرائيل يصرحون ، أنهم في أفضل وضع شهدته إسرائيل ، لأنها تشاهد المسلمين يدمرون أنفسهم بأنفسهم .
لأنها تشاهد كما صرحت تدمير الجيوش العربية والإسلامية ، فهذا هو أعظم مكسب قريب.
ــ والمكسب الآخر هو تشويه الإسلام في العالم كله فلا أحدٌ من العالم يرى في الإسلام إلا الدم ، وهتك الأعراض ، والسبي والجواري ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ــ صورة الإسلام هي أمانة في أعناق العلماء من كل الطوائف.
ــ دماء المسلمين هي نارٌ لن يفلت منها الظلمة الذين أسسوا الإرهاب والذين دعموه في الدنيا قبل الآخرة.
إن أعراض المسلمين عظيمة ، ودماء المسلمين غالية ، وكل ذلك أغلى وأقدس من كل المقدسات.
ــ إنها مسؤولية الحكام والعلماء والأمة كافة ، وإن الحساب عند الله تعالى لشديد ، الذي لا يفوته ظلم ظالم (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ )
البحرين:
ــ أفضل خيار للسعادة المحبة بين أبناء المجتمع.
ــ أفضل طريق للإستقرار هو الإنصاف ، وإعطاء كل ذي حق حقه.
ــ أفضل طريق لنيل محبة الناس ، أن تحتويهم بالصدق وعدم التمييز.
ــ وأسوء طريق ثير الفتن التمييز الطائفي، فلتكن بلدنا بعيدة عنه.
ــ وأسوء أمر يؤجج الغضب ، وربما يفقد المرأ صوابه ، هو أن تعطي غير ذي الحق حق غيره المسلوب حقه ..
ــ وأسوء أمر أن تَحرم المجتمع من قادته ورموزه ، فهل يترك المجتمع حقه.
ــ وأسوء أمر أن يأتي الأب وتأتي الأم في مثل هذه المناسبات وأبنائهما في السجون ، فكيف لهما أن يسكتا عن أبنائهما.
ــ الإصلاح أم التناقض هو من يحكم الواقع؟!! عندما نقول الإفراج عن بعض المعتقلين خطوة في طريق الإصلاح ، نجد مقابلها إعتقالات ومحاكمات ، تُفند كل ما يرجوه كل غيور على سلامة الوطن.
ــ أفضل الإصلاح الصدق في النوايا ، والجد في العمل بحثا عما يحتاجه الإصلاح.
ــ أفضل الإصلاح المصالحة بين الشعب وحكومته ، وتحقيق الثقة المتبادلة.
ــ الإفراج عن المعتقلين هو طريق وخطوات جيدة تصبو في طريق الإصلاح.
اللهم صلّ وسلّم وزد وبارك على محمد وآل محمد، واغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات أجمعين، ولوالدينا وأرحامنا وقراباتنا وجيراننا.واجعل همّنا قربك ورضاك، وعملنا صالحاً يرفعنا عندك، وقولنا صادقاً يُدنينا من رحمتك، وجهادنا فيك، وكلّ حياتنا في سبيلك يا رحمن يا رحيم .
)إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)