بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (1)
الحديث حول إختصاص المسلمين بالجنة او المؤمنين او هل لكل صالح ٍ في نفسه غير معاند ٍ حق ٌ في الجنه ام لا ،
هذه الاية و غيرها من الآيات التي يستدل بها التكفيريون على كل أحدٍ يريدون إخراجه من الاسلام وحرمانه من الجنه ومن كل خير ،
اولا ً : آيات العذاب للكافرين ،
يقول تعالى وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ،
و يقول تعالى وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (2)
و يقول تعالى والَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (3)
و يقول تعالى مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ
و يقول تعالى إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
و يقول تعالى وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ،
و يقول تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ (5) ،
هذه مجموعة ايات و هناك ايات ٌ كثيرة تتحدث عن الكافرين وعن عذاب الكافرين و ان الكافر بما وصفته هذه الايات هو محروم ٌ من دخول الجنه .
ثانيا ً : حقيقة الكفر و حقيقة الإسلام ،
هذه الايات تتحدث عن الكفر و الكفار فلا بد ان نحدد معنى الكفر و معنى الاسلام ،
- حقيقة الكفر هو النكران مع وضوع المعرفة لذلك عندما يقال كفار ، الكفار يطلق على المزارعين وهم الذين يضعون البذور و يجعلون عليها التراب يخفونها فالكفر هو إخفاء الشيء مع المعرفة به ، أما عدم الايمان و عدم الاعتقاد في نفسه هو ليس كفر ، الكفر هو ان ينظر الشخص في دليل و يراه مقنعا ً ثم ينكر هذا الدليل هذا هو الكفر ، يقول تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَىٰ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (6) شاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى ، أشخاص كانت الامور عندهم واضحه و كفرهم بعد معرفتهم إذا ً الكفر هو ان ينكر الشخص الشيء لكنه يعلم به و يعتقد به و يكفر به وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ شخص يعتقد بالشيء في نفسه مطمئن به و لكنه يجحد به عمليا ً فمن وصلته الرساله بصفاتها و حقيقتها بوضوحها و دلائلها و نكرها هذا هو كافر ، اما الذي لا يكون بهذه الصفه لا نسميه كافر .
- حقيقة الإسلام هو التسليم لله تعالى وما جاء من عنده تعالى و عدم الجحود لما يراه حقا ً ، الإسلام هو ان يؤمن بالله بما جاء به بما انزل بما ارسل عندما تتضح له الصورة فيؤمن بهذه الرساله فهو مسلم عندما يسلِّم لله سبحانه و تعالى سواء ً يعتقد بدين الاسلام ام بغيره فهو مسلم لذلك النبي ابراهيم يقول رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً مع انه لم يكن على دين الإسلام و لكن الاسلام هو التسليم لله سبحانه و تعالى ، من لم تصله الرساله بوضوحها او وصلته بصورة مشوهة فرفض الإسلام ، عندما تصل الصورة المشوهة التي يحملها البعض عن الإسلام صورة مظلمه صورة دم وقتل و ذبح و ان هذا الإسلام كما يقولون جئناكم بالسيف صورة سيئة فيرفضها الإنسان بفطرته فهو ليس كافر لان الكفر إذا اعتقد بشيء كما ذكرنا و رفض ، إعتقد بأن هذا حق و رفض أما إذا لم يعتقد و إنما اعتقد بأن هذا شيء ظلامي شيء ذبح ودم وقتل فرفضه فهذا إنسان طبيعي الإنسان الطبيعي هو الذي يرفض الباطل و القتل و الذبح و الإعتداء و الإغتصاب و التعدي على الاخرين و حقوق الاخرين هذا مخالف للفطره و هذا الشيء مرفوض فالانسان الطبيعي هو الذي يرفض ذلك . لو ان شخصا ً عادى الرسول صل الله عليه واله بنائا ً على ما ينقلونه من صور شخص سفاح شخص قاتل شخص همه ان يستعبد الناس بهذه الصورة المظلمه فصار رافض فهذا معذور لانه مشى على فطرته الفطرة السليمه ان يرفض الباطل فعندما يصور الإسلام بصورة الباطل و يرفضه الإنسان لم يرتكب خطأ في ذاته عندما يصور النبي بصورة باطل و يأتي شخص و يرفض فهذا طبيعي لانه لم يرفض الرسول الذي هو رحمه للعالمين و إنما رفض الرسول الذي صوروه بتصويرهم ، لا عذاب لمن لم تصله الدعوة بجلائها فما امن بها لم يؤمن بالاسلام لانه لم يصل اليه بوضوحه و جلائه و بصورته المشرفه و المشرقه و وصلته بصورة سيئة او لم تصله كان عاش في مكان ولم تصله هل هذا يعذب كافر و الى النار ، الله سبحانه و تعالى يقول منِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (7) ما كنا معذبين حتى نبعث رسول ، وظيفة الرسول ان يأتي بالرسالة و يوصل الرسالة فإذا وصلت الرسالة بمعناها و رفضها صار يستحق العقاب و لكن إذا لم يصله الرسول و لنفترض ان شخص يعيش في اقصى الارض و لم تصله الدعوة الاسلامية هل هذا الى النار لانه لم يؤمن بالإسلام لان الاية قالت وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ لان هذه الآية تبين معنى تلك الاية شخصٌ لم تصله الدعوة بجلائها بوضحها بحقيقتها التي تتناسب مع فطرة الانسان فلا يمكن ان يُقال بأن كل شخص لم يؤمن بها لانه لم يراها فهو الى النار .
ثالثا ً: الكفار من اهل الكتاب ،
هم من تبين لهم الحق فنكروه ، أهل الكتاب هل هم كلهم كفار اليهود النصارى الصابئة غيرهم هل كلهم كفار ، الكفار منهم هم الذين تبين لهم الحق فنكروه يقول تعالى وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا كثير منهم و ليس كلهم كثير من اهل الكتاب تمنوا للمسلمين الكفر و ليس الايمان حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ من بعد ما تبين لهم الحق فإذا تبين لهم الحق فنكروه و اصروا على العناد فألئك كفار .
رابعا ً موضوع الاية التي افتتحنا بها الحديث ،
الاية تتحدث في سياق و ليس انها جائت لتعطي القاعدة فقط و تعني الاسلام بمعناه الدين الإسلامي و إنما جائت لتعني التسليم لله سبحانه و تعالى و من يرفض التسليم لله سبحانه و تعالى الالتزام بما عنده من بعد ما تبين له و اخذ عليه الميثاق فألئك هم الكفار الذين لا يقبل منهم شيء يوم القيامه و هم الخاسرون ،
فجائت الاية
- ذم لاهل الكتاب على تحريفهم للكتب السماوية ذمتهم لتحريفهم في هذه الكتب ميثاق الله سبحانه و تعالى اخذ عليهم الميثاق و انه بين كل نبي يأتي مصدق لمن مضى و مؤيد لمن يأتي هؤلاء حرفوا .
- اخذ الميثاق على الانبياء ان يصدقوا النبي محمد صل الله عليه واله و هذا ما يؤيده السياق .
- أن دين الله واحد وهو التسليم لله سبحانه و تعالى الاية تتحدث عن دين الله الذي هو التسليم لله سبحانه و تعالى .
- أن من التسليم لله تعالى أن يصدق كل نبي من جاء قبله و يبشر بمن ياتي بعده .
- الاية تستنكر على اهل الكتاب كيف يرفضون التصديق بالنبي صل الله عليه واله و يسمون انفسهم مؤمنين ، كيف يرفضون التصديق بالنبي الذي تبشر به كتبهم و اللتزامهم بما جاء في كبتهم هو الاسلام إذا ً هذا كفر و ليس إسلام .
رابعا ً: ما هو الميثاق في الحديث ،
عن امير المؤمنين عليه السلام ان الله اخذ الميثاق على الانبياء قبل نبينا ان يخبروا اممهم بمبعثه و نعته و يبشروهم به و يأمروهم بتصديقه ، هذا هو الميثاق التي تتحدث عنه الاية ،
و عن الامام الصادق عليه السلام في الاية معنى و إذا اخذ الله ميثاق امم النبيين كل امة بتصديق نبيها و العمل بما جائهم به فما وفوا به و تركوا كثيرا ً من شرائعهم و حروفا كثيرا ، يعني الاية تتحدث عن عدم اللتزامهم بكتبهم .
و عن علي عليه السلام في قوله فاشهدوا فاشهدوا على اممكم اشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ عليكم و عليهم فمن تولى عنك يا محمد صل الله عليه واله بعد هذا العهد من جميع الامم فألئك هم الفاسقون هم العاصون في الكفر ، يعني امم اخذ عليها الميثاق و بين لها الانبياء و مع ذلك عصوا و لم يلتزموا ،
خامسا ً : الاية في سياقها تدل على ان الاسلام هو التسليم ،
لانها تتحدث ليس عن المسلمين مباشرة و إنما تتحدث بصرة عامه يقول تعالى وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (8) تتحدث عن الاسلام بصورته العامه في السماوات و الارض في المخلوقات وهو التسليم لله سبحانه و تعالى و هؤلاء لم ليتزموا ثم تقول قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (9) إذا هؤلاء لو التزموا بما جائت به كتبهم كانوا مسلمين خالفوا فكانوا كافرين معاندين .
سادسا ً : الجمع بين هذه الاية و الاية 62 من سورة البقرة هذه الاية تقول وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ القران ليس فيه تعارض ليس فيه تضارب إذا رأينا آية تختلف مع اية مباشرة يعني هناك ايه معناها مختلف على هذا التوضيح الذي وضحناه يكون المعنى للاية الاسلام بصورة عامه نجده يتناسب مع هذه الاية يقول تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (10) لهم اجرهم عند ربهم الاية تتحدث عن طوائف مسلمه مؤمنه ، بينت ان الذين امنوا من آمن منهم يعني هؤلاء المؤمنون إذا كانوا مؤمنين حقيقة ً فلا خوف ٌ عليهم إذا ً وصفهم بالايمان كصفه في نفسها او اسم ليس هو الايمان ، المسلم بصفته مسلم من حيث الاسم فقط هو ليس الاسلام حقيقة ً إذا ً الاسلام هو ابعد من الاسم لذلك عددت إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا ، الذين امنوا هم المسلمين يسمونهم مؤمنين و الذين هادوا ، اليهود و النصارى و الصابئين فرقه اخرى هؤلاء كلهم من امن منهم مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا هنا الشرط الحقيقي للاسلام و للايمان انه امن بالله حقيقة ً و عمل صالحا ً هذا الذي امن بالله و عمل صالح قد يكون غير مسلم قد يكون من اليهود كما ذكرت الاية و قد يكون من النصارى و قد يكون من الصابئين الاية تصفهم كلهم انه لا خوف عليهم و لاهم يحزنون تقول فلهم اجرهم عند ربهم هي اشارة الى يوم القيامه إذا ً هؤلاء حتى لو كانوا غير مسلمين فهم ليسوا محرومين من الجنة المهم انه امن بالله و عمل صالحا ً ، إذا ً هذه الاية تبين ان المناط للنجاة حقيقة الايمان العمل الصالح و ليس و ليس الاسم فربما يسمى الشخص بأفضل الاسماء و لكن واقعه العملي مختلف قلبه مختلف اعتقاده مختلف إسمه لا ينفعه لذلك يقول و تعالى قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ الالتزام بما جاء في كتبكم تكون لكم القيمه انتم تقولون انكم تعتقدون بالنبي موسى إذا التزمتم بما جاء به موسى فأنتم على شيء ثابت و اما الذي لا يؤمن لا يلتزم فهو ليس على شيء ليست له قيمه قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ما انزل اليكم إنظر لهذه الاية لا تقول ما انزل على النبي محمد صل الله عليه و اله هي تخاطبهم وتقول اذا التزمتم بما تعتقدون فأنتم على شيء و الى خير يعني انتم مؤمنون فلكم اجركم و لا خوف ٌ عليكم و انتم تحزنون قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (11) يزدادون حسدا ً وكفر لما رآوا من التبشير بالنبي صل الله عله واله .
سابعا ً : الحساب لمن لم يعتقد بالإسلام ،
في سسياق ما مر تبين و لكن حتى حتى تكون النتيجه ، شخص لم يعتقد بالإسلام فما هو مصيره ، نقول اولا ً الناس صنفين
- المعاند الذي وصلته الحجه و عرفها و تنكر لها عنادا ً فهو محاسب ٌ على كل شيء يأتي به ، شخص تبين له ان هذا الاسلام هو خاتم الاديان و هذا النبي صل الله علي واله هو الخاتم وهو الحق و لكنه اصر عنادا ً وإستكبارا ً مع وضوح الحق فهذا يحاسب على كل امرٍ يأتي به مخالفة يأتي بها .
- من لم تصله الحجه او وصلته مشوهه منفره كما نقرأ في بعض الكتاب في الدول الغربية عندما يتكلمون عن الاسلام بعضهم يقول الاسلام يساوي الدم يساوي الدم يعني شيء مرفوض هذا الذي وصلته هذه الصورة المشوهه فكيف يحاسبه الله تعالى اذا لا يحاسبه على ما وصله من صورة ٍ مشوهه و لكن يحاسبه على فطرته وما يحكم به عقله وما يعتقد به ماذا تعتقد و ماذا تأمرك فطرتك انت محاسب على فطرتك ، اما يحاسب على شيء لم يره او شيء لم يقتنع به لانه عرض عليه بصورة مشوهه فهو كمن لم تصله وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولً يقول الامام الكاظم عليه السلام يا هشام ان لله على الناس حجتين حجة ٌ ظاهره و حجة ٌ باطنه فأما الظاهرة فهم الرسل و الانبياء و الائمة و اما الياطنه فالعقول فإذا لم تصله الانبياء و لم تصله الرسل فيبقى العقل تبقى الفطرة يحاسب عليها لو اعتدى على شخص لا يستطيع ان يقول يوم القيامه انه لم اجد حكما ً يقول بحرمة الاعتداء ، فطرتك تامرك و تمنعك عن الاعتداء فأنت محاسب على ذلك ، قاعدة قبح العقاب بلا بيان تأكد انه الشخص الذي لم يبين له الدين و لم يبين له الحكم لا يستطيع احد ان يعذبه الله سبحانه و تعالى لا يعذبه بنص الاية و بالقاعدة العقلية ايضا التي تقول بقبح العقاب بلا بيان يعني لو انت في البيت عندك خادم فصار في بالك انك تريد ماء و لم تتكلم هل تستطيع ان تضربه و تقول له لم تأتي بالماء يسألك لماذا تقول لانه خطر في بالي اني اريد الماء يقول لم تخبرني ، إذا سمع الاخرون يلومونك يقولون هذا عقاب بلا بيان هذا امر ٌ قبيح لا يقبله الانسان السوي و الطبيعي فالله سبحانه و تعالى يحاسب من وصلته الحجة على تفاصيل الدين و احكامه بحسب ما وصله و يحاسب غيره بقدر ما يأمره عقله و فطرته الفطرة ماذا تحكم على هذا المقدار ،
النتيجة و الخلاصه ان ليس كل من لم يؤمن بالدين الاسلامي فهو كافر يسمى من الناس في الخطابات الاسلامية تسميه ناس و لكن لا تسميه كافر ،
ليس كل من لم يؤمن بالاسلام فهو في النار لم يؤمن بالاسلام ولكنه بالتفاصيل التي ذكرناها لم يصله إذا ً هو ليس معاند فليس في النار ،
ليس كل من لم يؤمن بالاديان السماوية فهو في النار حتى الاديان الاخرى لم يؤمن بها لانها لم تصله او وصلته بصورة ٍ واخرى يوجد اشخاص في اقاصي الارض ولد بين ام و اب لا يعتقدون فلم تصله الحجه وما على فطرته يحب الخير الى الناس تقول الى النار ،
ليس كذلك الله سبحانه و تعالى يحاسب الناس بقدر ما اعطاهم و بقدر ما اوصل اليهم من الحجة و الرسالة وبقدر ما يلتفتون اليه من حكم العقل و الفطرة فقط و غير ذلك لا يكون .
الهوامش
- سورة ال عمران الاية 85
- سورة الاسراء الاية 10
- سورة البقرة الاية 10
- سورة البقرة الاية 161
- سورة ال عمران الاية 91
- سورة محمد الاية 32
- سورة الإسراء الاية 15
- سورة ال عمران الايات 81-82-83
- سورة ال عمران الايتان 84-85
- سورة البقرة الاية 61
- سورة المائدة الاية 68