c دروس من المبعث النبوي

دروس من المبعث النبوي

بسم الله الرحمن الرحيم

قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ

البعثة النبوية هي اكبر نعمة يمكن ان يعرفها الانسان ، و يستفيد منها اكبر النعم ان يكون الانسان في طريق الحق ان يكون مهتديا وضع يدع في يد من يأخذ بيده الى النعيم الابدي و الى الخلود وذلك من خلال دعوة النبي و رسالته التي تبتدأ بالبعثة النبوية ،

 خلق الانسان في هذه الحياة و وجد نفسه امام تساؤلات كيف وجد في هذه الدنيا من الذي اوجدني في هذه الدنيا ، وهل هذه الارض هي محل اقامتي ونهايتي وما هو الهدف من خلقي هذه التساؤلات يجيبها المبعث النبوي و الرسالة المحمدية ، العقل صحيح ٌ انه مفتاح للطريق للتفكر والتأمل ولكن ليهتدي لكل شيء يحتاج الى رسول ٍ يأخذ بيده الى الطريق القويم ليهديه و يبين له سبب خلقه ولماذا ة الى اين ينتهي ،

حديثنا في هذه الذكرى هو الوقوف او النظر الى دروس  ٍمن المبعث النبوي الشريف ، تحدثنا عن خصوصية المبعث و هنا حديثٌ عام ايضا استفادة ٌ هو من الذكرى ذكرى المبعث النبوي ،

 الدرس الاول :

المبعث النبوي هو الدعوة الجادة و العملية لكلمة التوحيد ، دعوة ٌ للتوحيد و تعرف للانسان بوحدانية الله سبحانه وتعالى ليكون مجتنبا ً لعبادة غيره من الاوثان ومن ما يتعلق بالنفس الامارة بالسوء و التعلق بها و الخضوع  ِ لها و لكل شيءٍ يتصرف في نفس الانسان ، فكلمة التوحيد تنطلق من المبعث لتكون واقعا ً يعيشه الانسان ليكون موحدا في صفات الله سبحانه وتعالى غير مشرك ٍ فيه ، موحدا ً في صفاته الذاتيه ، وموحدا في صفاته الفعليه فلا ارادة إلا ارادة الله ،و لا ينسجم شيء ٌ إلا مع ارادة الله في هذا الوجود ، وكل شيء ٍ يتعارض مع وحدانية الله ، و إرادة الله فهو ينافي التوحيد ينافي الاعتقاد بوحدانية الله ، فالدرس الاول ان النبي صل الله عليه واله ، ارد من المسلمين ان يجتنبوا الجاهلية و ان يتوجهوا لتوحيد الله سبحانه وتعالى في ذاته في اعتقادهم بذاته و وحدانيتها و في عبادتهم وخضوعهم و لا خضوع ولا عبادة إلا لله سبحانه وتعالى وكل اصنام ٍ مهما كانت اسماؤها تكون مرفوضة ً .

 الدرس الثاني :

المبعث النبوي الشريف هو انطلاقة ٌ لمحاربة الجاهلية المنتشرة في ذلك الوقت في الجزية العربية و في الحضارات التي كانت موجوده ان ذاك حضارة الروم والفرس و غيرها ، فالمبعث النبوي لمحاربة الجاهلية الحقيقية و ليس الجاهلية المنحصرة في الجزيرة العربية فقط ن الجاهلية المتمثلة في الشهوة و الخضوع للشهوة و الاستسلام للشهوة و التعدي بسبب الشهوة فجعل الشهوة و التعلق بقضيات الشهوة من الدنيا و زخارفها امر ٌ جاهلي تعلق ٌ منقطع ٌ عن الله سبحانه وتعالى هو جاهلية لذلك كل خظيئة كما وصفت حب الدنيا رأس كل خطيئة غذا صار متعلقا ً بها بعيدا ً عن الله سبحانه وتعالى و توحيده فصار يرتكب كل خطيئة و لا يبالي بشيء ، تنظيم الشهوة و السيطرة عليها وت وجيهها بما تقتضيه فطرة الانسان وارادة الله سبحانه و تعالى هو الدرس من المبعث النبوي النبي صل الله عليه واله وانما جاء ليجعل الانسان سوي ليجعل الانسان يسر بنظام سوي  ٍ صحيح يأخذ ما يأخذ من الدنيا متصلا ً بالاخرة ولا متعلقا ً بالدنيا ورافضا ً للاخرة ،

 تنظيم الغضب لا يبقى الانسان غاضبا مهما كان ما جرت حرب البسوس و داحس و الغبراء سهم ٌ على ناقه يوجب حربا ً تستمر اربعين سنة يقتل فيه الآف الناس سببها الغضب ، إذا ً بالشهوة والغضب يدمر كل شيء ،

 كان المجتمع يعيش بهاذين الامرين تحت سيطرة الشهوة و الرغبة و تحت السبعية والغضب فمن كان مسيطرا ً ومن كان متمكنا ً ومن وجد نفسه قويا ً و وجد عنده شهوة كان يعتدي على غيره كانوا في ذلك الوقت يبيتون وهم في خوف ربما يهجم عليهم جارهم ربما يعتدي عليهم جارهم يخافون ان يتخطفهم الناس من حولهم الضعيف في خوف و القوي لا يمنعه شيء شهوة عنده وعنده غضب و عنده قدرة فلا يبقى للضعيف مكان وتكون الاعتداءات مستمرة و الظلم مستمر ،

بالبعثة النبوية يكون هناك حد لهذا التجاوز تنظيم لشهوة الانسان ان يستفيد من ملذات الدنيا ورغباته في حدود الاستقامه ما يخدم فطرته ما يجعله انسان سويا ً ولكن بإتصاله بالاخرة و ليس بالتعدي ،

 الدرس الثالث :

الإعداد بقدر المسؤولية وهي هداية الناس النبي صل الله عليه واله نرى انه صار رسولا ً مبعثا في سن الاربعين وكان الاعداد مستمرا له من الله سبحانه وتعالى من حين ولادته بعث انبياء قبله كثر وجاؤا لهداية الناس و لكن النبي صل الله عليه واله لم يكن لفئة ٍ معينة او لشريحة ٍ معينه او لقبيلة ٍ معينة و انما للناس كافة ليحمل رسالة كبيرة تشمل المجتمع كله و في كل زمان ومكان بقدر هذه الرسالة التي هي للوجود بإكمله كان الاعداد فكان النبي صل الله عليه و اله من صغره ومعه ملاك ٌ الى ان صار يتعبد و يتهئي و يتدبر وهو نبي ، كنت نبيا ً و آدم بين الطين والماء هو نبي قبل ان يوجد في هذه الدنيا بروحه وهو في عالم الارواح ثم بعد ذلك نبي ولكن غير مرسل الى ان صار في عمر الاربعين وبعث بهذه الرساله رحمة ً للعالمين  فكل شيء يجب ان يقدم عليه الانسان يجب ان يكون ما يقدم عليه واهميته يتهيئ ويعطيه حقه نستفيد من هذا ان في اعمالنا ايضا كل شخص ٍ يمسك بزمام امر ٍ يجب ان يكون متهئيا بمستوى ذلك الشيء فلا يكون مقصرا ً فيه الاعداد لكل شيء بقدر هذا الشيء بقدر المسؤولية الملقات على عاتقه .

 الدرس الرابع  :

عدم الانشغال بالامتيازات و التشريفات وهو الرسول الاعظم صل الله عليه واله افضل موجود ٍ وخلق ٍ في هذا الوجود هو النبي صل الله عليه واله وكم له من الامتيازات التي لا يضاهيا احد ولكنه صل الله عليه واله لا ينشغل بذلك ابدا ً وانما عينه على الواجب وعمله على الواجب ويراه تكليفا له و يقاسي و يتأذي وهو في طريقه كل اعمال ٍ يعملها الانسان او يوضع في  موضع   يجب ان ينظر قبل ان ينظر لتشريفه به ان ينظر الى تكليفه و انه صار مكلفاً و ان هذا واجب ٌ عليه و يجب عليه ان يقوم بوظيفته الصحيحه لا يتفاخر بوضعه وبموضعه و انما يقول انا عبد ٌ من عبيد الله مكلف ٌ علي َّ ان اقوم بوظيفتي على احسن وجه .

 الدرس الخامس :

الصبر و عدم التأخر عن المسؤولية مع ثقلها إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًاسورة المزمل الاية 5 قولا ثقيل عظيما ً ولكن النبي صل الله عليه واله يبادر اليه يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ (1) امر بالحركة و الاستمرار و النبي صل اله عليه و اله لا يتوانى عن عمله و واجبه مستمرا ً مع شدة الرسالة وثقلها .

الدرس الخامس :

كل مصلح ٍ وكل داعية ٍ للخير لا بد ان يجعل في نفسه ان له من يحاربه له من يعاديه هو داعي ٍ للحق و داعي ٍ للخير إذا صرت تدعو للخير اجعل في نفسك انه لا بد هناك شر لا بد ان يكون هناك مقابل أُناس ٌ يدعون للشر تدعو للخير غيرك يدعو للشر توكل على الله واستقم في دعوتك و في عملك مستمرا ً ناظرا ً لرضا الله سبحانه وتعالى لا ناظرا ً لغيره وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا  (2)  كل نبي له من يعاديه له  عدو يحاربه و يضاهيه في الطرف المقابل .

 الدرس السادس :

 الاصلاح ممكن من كل بيئة ينطلق يغير العالم كله النبي صل الله عليه واله تحرك في ذلك المجتمع وكم كان ذلك المجتمع ثقافة ً مجتمع كما يقولون محسوب ٌ خارج التاريخ ليس له معرفه بشيء جهل ٌ في جهل و لا يستوعب شيء ربما يقول قائل لماذا لا تذهب الرسالة الى المجتمع المتمدن في ذلك الوقت والى الحضارات الروم او الفرس لكان كلامه مفهوما ً لان عندهم تقدم و عندهم حضارات ، الجواب ان هذه الدعوة في ذلك المجتمع لا تكون مقبوله لو ذهب النبي صل الله عليه واله الى تلك الحضارة لاتهموه بإنه التقط ما يطرحه من هنا و هنا و من نفس الحضارت وطور فيها و غير فيها لا يصدقوه ولكنه جاء لمجتمع ليس فيه تقدم ليس فيه الا الجهل ليس فيه الا التعدي و إذ هو يطرح طرحا ً لا يمكن ان يكذبه احد لا يمكن ان ينسبه احد لذلك المجتمع لا يمكن ان يقال انه اخذه من فلان او فلان لان كل شخص ٍ يشبه صاحبه في ذلك الوقت الناس في جهل ٍ مطبق ولا يكون هناك طرح الا جهل فكيف يأتي النبي صل الله عليه واله بهذه الاطروحه فيكون كلامه مقبولا ً ، ايضا الناس تقبل دعوة النبي صل الله عليه و اله لانهم كانوا في وضعهم و هم يعانونما يعانون من جاهليتهم اما في تلك البلدان التي فيها حضارة فهم وان كانوا في جهلهم الا انهم يفتخرون بحضارتهم و يعتبرنوها تقدم فإقناعهم فيها صعب ٌالنبي صل الله عليه واله يدعو في ذلك المجتمع ويتحمل المعانات ويتدرج الى ان ينتقل بالمجتمع ويكون المجتمع الذي هو مجتمع جاهلي هو رائد المجتمعات وهو القدوة و الداعي للمجتمعات كلها هذا درس ٌ ان الدعوة يمكن ان تكون وتنطلق من مجتمع ليس فيه تقدم ومن بيئة ٍ فيها تخلف يمكن ان يكون ويتحرك تدريجا ً و شيئا ً فشيئ ويقاسي صاحب الدعوة الى ان يتقدم و يحقق ما يريد يجب ان يكون عنده صبر يجب ان يكون عنده نظر يجب ان تكون عنده ارادة و الله سبحانه و تعالى يأخذ بيده ، إذا اردت ان تكون مصلحا في مجتمعك في قريتك مع اهلك لا تقل لا يقبلون مني تعمل و تدعو للخير و الله سبحانه وتعالى يأخذ بيدك تتدرج في ذلك و الله يوفقك .

الدرس الثامن :

 الشموليه ، نستفيد من المبعث الشمولية الشاملة لصلاح الروح و الجسد دعوة النبي صل الله عليه واله شاملة للدنيا و الاخرة لا تأخذ جانبا ً واحد لا تدعو للزهد وترك الدنيا و لا تدعو للدنيا و التسلط و انما هي شاملة لكل جوانب الحياة ليكون الانسان مستقيما سويا كما يريده الله سبحانه وتعالى و كما هي فطرة الانسان و خلقة الانسان وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا (3) هذه هي دعوة النبي صل الله عليه واله ليس فيها انحراف ليس فيها تركيز على جانب و ترك الجانب الانسان بحاجة الى طريق ٍ لله سبحانه وتعالى بالمبعث النبوي يوجد طريق ينظم له احكاما ً توصله الى النجاة في الاخرة و الى الكمال تحقيق الكمال ببعثة النبي صل لله عليه واله لانه يأخذ بيد الانسان ويجعله على الطريق المستقيم في جميع جوانب حياته ليس في جانب ٍ واحد في جانب الحياة كيف يتعامل مع محيطه الاسلام بدعوة النبي يضع له النظام الذي من خلاله يتعامل مع اسرته مع مجتمعه مع عمله مع محيطه مع الاشجار و الاحجار مع كل شيء يتعامل مع نفسه كيف يكون عابدا ً وما هي حقيقة الخضوع و العبادة لله سبحانه وتعالى  بدعوة النبي يكون هذا المنهاج واضحا فشمولية شاملة ، شاملة لحياة الانسان لتوصله الى كماله الحقيقي الذي لا يغفل عن جانب و يغفل على جانب اخر من اراد ان يكون متدينا ً حقيقة ً عليه ان يتكامل في جميع الجوانب في جانبه المادي عليه ان يسعى ان يكون قويا ً في جانبه الذاتي في الدنيا ايضا يتلذذ  ولكن بتنظيم جاء به الشرع جاء به النبي صل الله عليه واله ليس كما في الجاهلية ان يغير احد ٌ على احد و تتعدى قبائل على قبائل ويضع الشخص ردائه على امرأة فيعتبرها ملكا ً له و هكذا و انما يكون نظاما سويا صحيحا يركز فيه على كرامة الانسان .

 الدرس التاسع :

التفاضل بالقيمة المقدسة تفاضل الانسان ليس بأمر ٍ مادي ليس بما يملك ليس بقوة جسدة انما هو بالتقوى حتى ليس بكثرة عبادته وصومه او تركها وانما كم هو متقي كم هو انسان صحيح ٌ سوي ٌ في سلوكه وتعامله مع الناس ومع ربه يعبد الله ولكن عبادة من غير ان يكون لها سلوك ٌ عملي ليست لها قيمة  إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ (4) فإذا كان يقارف المنكر و الفحشاء ليس لها قيمة إذا كان يعتدي و يتجاوز على غيره فهو ليست له قيمة بل ليس مسلم ، المسلم من سلم الناس من لسانه ويده فقيمة الانسان وتفاضل الانسان في المبعث النبوي فيما يحمل من تقوى عمليه تحركه في حياته تجعله صادقا بينه وبين الله يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ (5) من هو المتقي ؟ هو الذي يكون مفضلا ً عند الله سبحانه وتعالى ربما يغفل ويتعامل معه اخرون ولكن يعلم في حقيقته ان القيمة الحقيقية له هي عند الله سبحانه وتعالى  بالتقوى و اذا كان يتجاوز بفسق ٍ وتعدي و انحراف ٍ فهو إذا ً ساقط أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ (6) التفاضل بالتقوى وعدم التجاوز .

الدرس العاشر :

الدعوة والمسؤولية ، جاء يحمل دعوة يبلغها للناس كافة و يجعل الناس كلهم يحملونها كما يحملها النبي صل الله عليه واله النبي هو الداعية النبي هو الرسول هو المبلغ ولكنه يقول انتم ايضا دعاة و انم مبلغون وانتم تتحملون ما يتحمل هو الدعوى ، قال كلكم راعي و كلكم مسؤول عن رعيته عليه ان يدعو فكان في زمانه صل الله عليه اله يدخل في الاسلام شخص ٌ ويؤمن بالله اليوم و غدا ً ياتي بأناس اقنعهم بالاسلام ، و النبي يقول انت ايضا داعي و كلكم مسؤولون عن  الدعوة لله سبحانه وتعالى  ، و في عصرنا الحاضر نقول الدعوة لله بالواقع العملي ابلغ و اصح من الدعوة باللسان ما ان التشويه الذي ينال الاسلام و يعمد اليه من يعمد لتشويه الاسلام بعد ان عجزوا عن تشويهه بالكلام صاروا يخلقون اناس بإسم الاسلام يشوهون الاسلام و الاهتمام بالمسلمين في انفسهم ايضا امر مهم ٌ من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم تحديات هذا العصر في هذا العصر ، يوجد تحديات وتوجد دعوة يقول السيد فضل الله تحديات الكفر المثقف فكل الجامعات في العالم او اكثرها تعمل على محاربة الاسلام في عقيدته و في فكره ، في بعض الاحيان يتصور الشخص ان هذه الامور عفويه ولكن ليس عفويه هناك تخطيط لتشويه الاسلام وتدمير الاسلام تخطيط مستمر و ليس عابرا ً إذا انتقد هنا او هنا في المحافل الثقافية العالمية فليس ذلك اعتباطا او جزافا ً او مصادفة انما هي امور مخطط لها ، يقول السيد وعلى ان تكون سياسة المسلمين على هامش سياسة الاستكبار العالمي ، يريدون ان يجعلوا المسلمين في فكرهم وفي واقعهم على جانب ٍ و ليس لهم حركه و ليس لهم تاثير ، طرق مختلفة لتشويه الاسلام مرت سلمان رشدي و امثاله ، الافتراء على الاسلام بأنه مخدر ٌ للشعوب افيون الشعوب ، وذكرنا سابقا ان هذه التهة اساسا للاسلام هي كانت موجهه للكنيسة في لغرب ثم بعد ذلك لصقوها في الاسلام ولم ينفعهم ذلك وصار الاسلام يخترق الغرب و ينتشر في بلادانهم و الدعوة للاسلام مستمرة و اخلاق من كان عنده اخلاق و كان صادقا في اخلاقه نشرت الاسلام في الهند وغيرها كيف دخلت تلك البلاد الى الاسلام ليس بالسيف كثير منها لم تدخل الاسلام بالسيف و لا بالفتوحات  وانما انتقال التجار اخلاق رفيعه عاليه مواقف عمليه صادقه اقنعت الناس بالعقيدة الاسلامية ، إذا ً لم ينفعهم لصق التهم فخلقوا اناسا ً يحملون حقدا ً كثيرا ً على الاسلام و يسعون لتدميره كالارهابيين الذي اذا ترجع الى تاريخ بعضهم او القيادات البارزة  منهم تجد انهم لا ينتمون للاسلام و لكن بأسم الاسلام بكل حقد لشويه الاسلام مقابلهم ليس بالكلام و انما هو بالعمل و الصدق و اثبات واقع الاسلام و صده اخلاقه في تعامله ، فوظيفتنا هي  الدعوة في بيان خلاصة و حقيقة الاسلام الت يهي بالعدل و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا ان يكون المسلم صادقا في سلوكه ان يكون عادلا لا يتجاوز على غيره إذا كان كذلك تحققت لدعوة للاسلام .

الدرس الحادي عشر :

الوحدة في خط الرساله انما امتاز الاسلام في مجتمع النبي صل الله عليه و اله لانه التزم بدعوة النبي ، دعوة للوحدة وعدم التنازع و إلا الفشل و السقوط و عندما يصف ذلك المجتمع ، مجتمع متماسك ، لا يتهم بعضه بعضا ً متماسك بينه وبين بعضه  في جهاده صفا ً واحد في سلوكه صفا ً واحد يؤثر بعضه على بعض قال تعالى مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ (7) صفا ً واحد قلوبٌ  واحده محبة إذ امتاز المجتمع بذلك صار مجتمعا يسير على دعوة النبي وما جائت به البعثة النبوية .

الدرس الثاني عشر :

زرع المحبة ، في الدعوة يجب ان تزرع المحبة و التركيز على المحبة و هي خلاصة الرسالة ، الخلاصة من رسالة النبي صل الله عليه واله هي العدل والمحبة  قال النبي صل الله عليه و اله  لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ، يكون مؤمن اذا كان يستشعر لغيره ، إذا لم يجد المحبة في نفسه فهذا ليس بمسلم قال الصادق سلام الله  عليه  و هل الدين إلا الحب ، الدين هو المحبة أن يكون الانسان كله محبة و عطف ،

الدرس الثالث عشر :

 الحكمة و المحبة تتلازمان مع الدعوة مبعث النبي صل الله عليه واله هو ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ (8) اذا اردت ان تدعو وتتحدث فالبمحبة لا بالشتائم ولا بالسباب وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (9) يجب ان تكون في كل شيء رحمة فإن وجدت في نفسك نقمة على احد فلست ممن يقف مع النبي صل الله عليه واله في دعوته .

الدرس الرابع عشر :

التحلي بمكارم الاخلاق ، و هذا من اهم الامور عدل ٌ ومكارم الاخلاق ، إبتدئنا بالتوحيد وننهي بالاخلاق موحدا ً لله سبحانه وتعالى إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق و يختم بالاخلاق ان يكون في سلوكه عنده خلق الاخلاق في اصلها هي صفة للروح وللنفس هي تزكية للروح وللنفس يعقبها وينتج من خلالها اثر في التعامل مع الاخرين فيطر الشخص نفسه لا يحمل حقدا ً ولا غلا ً و كرها ً على احد يحمل في روحه ايثاراً ومحبة للاخرين فتظهر في سلوكه وافعاله  هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (10) .

الهوامش

  • سورة المدثر الايتان 1-2
  • سورة الانعام الاية 112
  • سورة القصص الاية 77
  • سورة العنكبوت الاية 45
  • سورة الحجرات الاية 13
  • سورة السجدة الاية 18
  • سورة الفتح الاية 29
  • سورة النحل الاية 125
  • سورة الانبياء الاية 107
  • سورة الجمعه الاية 2

 

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *