دروس من نهج علي عليه السلام 2
قال رسول الله صل الله عليه و اله يا ابن جندب من أراد ان ينظر الى آدم في علمه و إلى نوح في فهمه و إلى إبراهيم في خلته و إلى موسى في مناجاته و إلى عيسى في سياحته و إلى أيوب في صبره و بلائه فلينظر إلى هذا الرجل المقبل فأقبل علي ٌ عليه السلام ،
الحديث عن علي عليه السلام ليس حديثا ً عن شخصية ٍ مميزة و إنما هو حديث عن الإنسان الكامل في جميع أبعاده و جوانبه ، علي عليه السلام هو الانسان الكامل في كل شيء بما يتناسب مع خلقة هذا المخلوق الغنسان ،
علي ٌ عليه السلام هو المنهج القويم الذي يعتبر في كل فعل ٍ و في كل حركة ٍ منهاجا ً و درسا ً يجب ان يُقتدى به و يجب ان يُعمل به ، علي ٌ عليه السلام في سيرته في حياته هو أبرز دعوة ٍ للدين من أراد ان يدعو للاسلام و يبين خيرات هذا الدين و مآثر هذا الدين يكفي ان يطرح جانبا ً من شخصية علي عليه السلام ليجد ذلك واضحا ً يكسب و يحبب و لا ينفر بخلاف غيره الذين أتخذوا الدين بين الإفراط و التفريط فتجد النفور لكثير ٍ مما يطرحون ،
علي ٌ القدوة المعصوم ،
لماذا علي ٌو لماذا الدعوة له و أن يكون منهاجا ً و درسا ً يجب ان يقتدى به و يقتفى أثره لأنه الإمام المعصوم الذي يكون كل فعله حجة و ليس الفعل فقط بل قوله حجة فعله حجة سكوته حجة تقريره حجة في كل شيء هو حجة الله على الناس ،
في حديث ٍ يقول لما ماتت فاطمة بنت أسد ابن هاشم كفنها رسول الله صل الله عليه واله في قميصه و صلى عليها و كبر عليها سبعين تكبيرة و نزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كانه يوسعه و يسوي عليها و خرج من قبرها و عيناه تذرفان فلما ذهب قال له عمر إبن الخطاب رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا ً لم تفعله على أحد فقال صل الله عليه واله إن هذه المرأة هي أمي التي كانت ولدتني النبي صل الله عليه واله يصفها بأنها أمه التي ولدته ،
ماذا يعني في هذه العبارة ؟ روى أحمد إبن حمبل في فضائل الصحابة عن النبي صل الله عليه واله قال خُلقت انا و علي ابن ابي طالب من نور واحد قبل ان يخلق الله تعالى آدم بأربعة عشر الف عام فلم يزل في شيئ ٍ واحد يسبح الله ذلك النور و يقدسه فلما خلق الله تعالى آدم أسكن ذلك النور في صلبه إلى أن إفترقنا صلب عبد المطلب فجزء ٌ في صلب عبد الله و جزء في صلب ابي طالب ، هذا الحديث كانه يشرح الحديث الأول ماذا يكون النبي صل الله عليه واله و ماذا يكون علي هما شيء ٌ واحد نور واحد إستمر هذا النور آلاف السنين وهو مستمر و إنما إفتراقهما في هذه المدة اليسيرة في هذه الدنيا و ليس الإفترق إلا في هذا الجسد و تبقى الروح واحدة و يبقى الإتصال واحد علي هو نفس رسول الله صل اله عليه واله فولدت النبي صل الله عليه واله فهما شيء ٌ واحد ،
إذا ً ما يكون للنبي صل الله عليه واله هو لعلي عليه السلام منزلته واحدة و مقامه واحد وحقه واحد و قوله مفترض ايضا كما قول رسول الله صل الله عليه واله لانه لايأتي بشء ٍ إلا ما يريده رسول الله صل الله عليه واله كما في حديث ذكرناه قبلاً من أطاع علي فقد أطاع الله و من عصاني فقد عصى الله و من اطاع علي فقد اطاعني و من عصى عليا ً فقد عصاني فنتيجتها واحدة ان يكون عليا ً عليه السلام معصوما ً في قوله وفعله و في كل شيء و في حديث ٍ آخر و احاديث كثيرة تصف علي عليه السلام و تقول في علي ٍ سنن جميع الانبياء ،
ماذا تعني سنن جميع الانبياء ذكرنا الحديث الذي يقول يا جندب من اراد ان ينظر الى آدم في علمه و إلى نوح في فهمه و إلى إبراهيم في خلته ، محبوب عند الله فلينظر الى اخر الحديث في اوصاف الانبياء سنن جميع الانبياء هي في علي عليه السلام ماذا تعني ؟ سنة الشخص هي ميزته ما يتميز به عن الباقين فإذا ما كان يتميز به آدم في علمه وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا إذا ً علي عليه السلام فيه علم جميع الاسماء ، علم جميع الاسماء تعني انه يعلم بما كان و يكون كل شيء يمكن ان يكون له إسم ويسمى شيء فإنه علمه الله إلى آدم و كذلك علي عليه السلام فيه هذه فمن اراد ان ينظر الى آدم في علمه ينظر إلى علي عالم بكل شيء إلى نوح ٍ في فهمه و إلى إبراهيم في خلته حبيب ٌ إلى الله خليل ٌ إلى الله عليه ان ينظر إلى علي عليه السلام ، كل سنن الانبياء متوفرة في علي عليه السلام و يمتاز عن سائر الخلق بعد رسول الله صل الله عليه واله ،
كل هذا دلالات على العصمة ، إذا ً إذا كانت دلالات ٌ على العصمة يجب ان يتأسى به و يقتدى به هنا نشير إلى دروس من حياة علي عليه السلام ،
الدرس الأول ، الرقة و المحبة في حياة علي عليه السلام ،
يجب ان يؤصل في نفوس علي ٌ عليه السلام ذلك البطل الشجاع القوي الحاسم الصلب هو الرؤوف هو الحنون هو الذي يحن على الجميع و كم يتألم للايتام إذا رآى يتيما ً او فقيرا ً هذه صفة علي عليه السلام يجب ان يتمثل بها كل من ينتسب لعلي عليه السلام هل تحمل المحبة هل تحمل الرأفة ،
الى من تحمل المحبة الى من تحمل الرأفة و العطف و الحنان ؟ الى من هو دونك الى الضعيف الى المحتاج الى اليتيم الى من به عوز تقف الى جنبه تحن عليه ترأف عليه اما ذلك الطاغي و المتكبر ذاك موضوع ٌ أخر هناك تبين القوة اما ان يظهر الانسان قوته على الضعيف او يستهزأ بضعيف او يسخر من ناقص في شكله في خلقته في عقليته فهذا ليس منهاج علي عليه السلام المحبة للضعفاء و الحنان على الضعفاء حتى قال بعض اصحابه تمنيت ان اكون يتيما ً حتى احصل على حنان علي عليه السلام في الوقت الذي كان يدخل في الحروب و يحارب و يخوض المعارك ياخذ وقته ليذهب لبيوت الفقراء و يجلس معهم كما تقول الروايات انه يأخذ الايتام و يجعلهم على ظهره هذه صفة علي عليه السلام محبة مع قوة محبة ورحمة مستمره و لا يتعامل مع ضعيف بقوة ابدا ً و إنما يتعامل بالمحبة و الحنان .
الدرس الثاني ، القوةو المظلومية ،
علي عليه السلام كما يقولون هو المظلوم الاكبر في التاريخ ليس هناك مظلوم كما ظلم عل عليه السلام و ليس هناك من تعرض و صبر كما صبر علي عليه السلام و يكفي من ذلك ان يُدخل الى بيته أن تضرب زوجته و هي فاطمة الزهراء عليها السلام و هذا مقامها يعطيها الشأن العظيم الذي يكون اي خدش ٍ او إهانة ٍ عظيمة بقدر عظمتها و مع ذلك كله علي ٌ عليه السلام وهو القوي و هو القادر إلا انه مع ظلامته و قوته يبقى على حاله و لا يفعل قوته إلا في مواجهة من تكون مواجهته واجبه و يحتاج لذلك ، فليس هناك صبر كصبر علي و قوة كقوته و لا أحد يدعي انه في قِبال علي ابدا ً و مع هذا علي بمنهجه الواضح .
الدرس الثالث ، الزهد والنشاط ،
الزهد والنشاط من الأمور الواضحة في منهاج علي ٍ عليه السلام من الذي يزهد في الدنيا كما يزهد علي و كل شيء تحت يده الدنيا تحت يده البلاد الإسلامية بطولها و بعرضها و بخيراتها كلها تحت يده و لكنه مع هذا كله زاهد ،
ربما تقول هو زاهد لانه صار في منصب الرئاسه في منصب الخلافة ، علي ٌ عليه السلام طوال حياته زاهد في شبابه و في قوته و قبل ان يكون في هذا المنصب هو زاهد و إستمر زهده و حرصه و جده و إجتهاده كأنه متناقض علي ٌ عليه السلام يعمل و يكدح و يجد و يجتهد و يزرع زرع البراري كلها كما قِيل ان ما زرعه و ما حصله من ثروة ٍ أكثر من ميزانية الخلافة نفسها لكنه كيف كان هل كان يتعلق بذلك ام لا يتعلق ؟ تقول الروايات و النقولات علي ٌ عليه السلام كان يزرع الارض فإذا صلحت مباشرة يوقفها للفقراء كان يكدح و يجد و يقول إعمل كأنك عبد مضمون حديثٍ له و هو يعمل كذلك يُقال يأتي ليحفر بئرا ً بجد ٍ و إجتهاد ليس له نظير و لا يضاهيه أحد تقول الرواية إلى أن يتفتق الماء و يخرج الماء مباشرة يجلس على طرف البئر و يخرج ورقة ما يُكتب فيه في ذلك الوقت و يكتب هذا وقف ٌ للايتام وقف ٌ للفقراء جد ٌ و إجتهاد و عطاء ٌ مستمر و عمل ٌ إذا يصفه الانسان كما يصفه هو كأنه عبد ٌ يعمل لينتج و يعطي لكنه لا يتعلق بما ينتجه أبدا ً ، جدير ٌ بمن يكون مع علي ان لا يقف عن العمل لا يتوقف عن العطاء و لكن في نفس الوقت لا يتعلق به .
الدرس الرابع ، علي عليه السلام ومراعاته للوحدة وحدة المسلمين و قوة المسلمين
ربما في بعض الاحيان في مجتمعاتنا يقول انا كفائه يجب ان اكون في هذا المكان أمير المؤمنين عليه السلام منهاجه دائما لأسلمن ما سلمت امور المسلمين النظر للاسلام النظر لخدمة الدين فوق كل شيء هذا منهاجه و أتباعه كذلك إن شاء الله .