قال رسول الله صل الله عليه و اله يا جندب من اراد ان ينظر الى آدم في علمه و الى نوح في فهمه و الى ابراهيم في خلته و الى موسى في مناجاته و الى عيسى في سياحته و الى ايوب في صبره و بلائه فلينظر الى هذا الرجل المقبل فأقبل علي ٌ عليه السلام ،
الحديث عن علي ٍ عليه السلام ليس عن شخصية ٍ مميزة و إنما هو حديثٌ عن الانسان الكامل في جميع ابعاده و جوانبه ، علي ٌ عليه السلام هو الانسان الكامل في كل شيء بما يتناسب مع خلقة الانسان ،
علي ٌ عليه السلام هو المنهج القويم الذي يعتبر في كل فعل ٍ و في كل حركة ٍ منهاجا ً و درسا ً يجب ان يقتدى به و يجب ان يعمل به ،
علييٌ عليه السلام في سيرته في حياته هو ابرز دعوة ٍ للدين ، من اراد ان يدعو للاسلام و يبين خيرات هذا الدين و مآثر هذا الدين يكفي ان يطرح جانبا ً من شخصية علي عليه السلام ليجد ذلك واضحا ً متجليا ً سكب و يحبب ولا ينفر بخلاف غيره الذين اتخذوا الدين للافراط و التفريط فتجد النفور لطرح كثير مما يطرحون ،
علي ٌ القدوة المعصوم ،
لماذا علي ٌ و لماذا الدعوة له و ان يكون منهاجا ً ودرسا ً يجب ان يقتدى به و يقتفى اثره لانه الامام المعصوم الذي يكون كل فعله حجة و ليس فعل فقط قوله حجة فعله حجة سكوته حجة تقريره حجة في كل شيءٍ هو حجة الله على الناس ،
في حديث يقول لما ماتت فاطمة بنت أسد ابن هاشم كفنها رسول الله صل الله عليه واله في قميصه و صلى عليها و كبر عليها سبعين تكبيرة و نزل في قبرها و جعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه و يسوي عليها و خرج من قبرها و عيناه تذرفان فلما ذهب قال له عم ابن الخطاب يا رسول الله رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا ً لم تفعله على أحد فقال رسول الله صل الله عليه و اله ان هذه المرأة امي التي كانت ولدتني ، النبي صل الله عليه و اله يصفها بأنها امه التي ولدته ماذا يعني بهذه العبارة ، روى أحمد ابن حنبل في فضائل الصحابة عن النبي صل الله عليه و اله قال خلقت ُ انا و علي ُ ابن ابي طالب من نور واحد قبل ان يخلق الله ادم بأربعة عشر الف عام فلم يزل في شيءٍ واحد يسبح الله ذلك النور و يقدسه فلما خلق الله تعالى ادم اسكن ذلك النور في صلبه الى ان افترقنا في صلب عبد المطلب جزء ٌ في صلب عبد الله و جزء ٌ في صلب ابي طالب هذا الحديث كأنه يشرح الحديث الاول ماذا يكون النبي صل الله عليه و اله و ماذا يكون علي هما شيء ٌ واحد نور واحد إستمر هذا النور آلاف السنين و هو مستمر و إنما إفتراقهما فقط في هذه المدة اليسيرة في هذه الدنيا و ليس الافتراق إلا في هذا الجسد تبقى الورح واحدة و يبقى الاتصال واحد علي ق هو نفس رسول الله صل الله عليه و اله فهما شيء ٌ واحد ،
إذا ً ماذا يكون للنبي صل الله عليه واله هو لعلي عليه السلام منزلته واحدة ومقامه واحد و حقه واحد قوله مفترض ايضا كما هو قول رسول الله صل الله عليه واله لانه لا ياتي بشيء ٍ إلا مايريده رسول الله صل اله عله واله كما في حديث ٍ من اطاعني فقد اطاع الله و من عصاني فقد عصى الله و من اطاع عليا ً فقد اطاعني و من عصى عليا ً فقد عصاني فنتيجتها واحده ان يكون عليا ً ان يكون عليا ً معصوما ً في قوله و فعله و في كل شيء و في حدث ٍ اخر و احاديث كثيرة تصف عليا ً عليه السلام و تقول في علي ٍ سنن جميع الانبياء ، ماذا تعني سنن جميع الانبياء ، ذكرنا يا جندب من اراد ان ينظر الى آدم في علمه و الى نوح في فهمه و الى ابراهيم في خلته محبوب عند الله فلينظر الى اخر الحديث في اوصاف الانبياء سنن جميع الانبياء هي في علي ٍ عليه السلام ، سنة الشخص هي ميزته ما يتميز به عن الباقين فإذا ما كان يتميز به آدم في علمه يقول الله تعالى وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا إذا علي ٌ عليه السلام فيه علم ُ جميع الاسماء تعني انه يعلم بما كان و يكون كل شيء ٍ يمكن ان يكون له إسم و يسمى شيء فإنه علمه الله الى ادم و كذلك علي عليه السلام فيه هذه فمن اراد ان ينظر الى ادم في علمه فلينظر الى علي عالم بكل شيء الى نوح في فهمه و الى ابراهيم في خلته حبيب ٌ الى الله خليل ٌ الى الله عليه ان ينظر الى علي ، كل سنن الانبياء متوفرة وموجودة في علي ٍ عليه السلام و يمتاز عن سائر الخلق بعد النبي صل الله عليه اله ، كل هذا دلالات ٌ على العصمة إذا ً إذا اكنت دلالات على العصمة يجب ان يتأسى به و يقتدى به ،
لذلك نشير الى بعض الفوائد و الدروس ،
الدرس الأول :
الرقة و المحبة في حياة علي عليه السلام درس ٌ يجب ان يؤصل في نفوسنا علي ٌ عليه السلام ذلك البطل الشجاع القوي الحاسم صلب هو الرؤوف هو الحنون هو الذي يحن على الجميع و كم يتألم للأيتام اذا رآى يتيما ً او فقيرا ً هذه صفة ُ علي ٍ عليه السلام يجب ان يتمثل بها كل من ينتسب لعلي ٍ عليه السلام ، هل تحمل المحبة هل تحمل الرأفة الى من تحمل المحبة الى من تحمل الرأفة و العطف و الحنان الى من هو دونك الى الضعيف الى المحتاج الى اليتيم الى من به عِوَز تقف الى جنبه تحن عليه اما ذلك الطاغي و المتكبر ذلك موضوع ٌ اخر هناك تبين القوة و غيرها اما ان يظهر الانسان قوته على الضعيف او يستهزء بضعيف او يسخر من ناقص في خلقته في شكله في عقليته فهذا ليس منهاج علي منهاج علي عليه السلام الحنان على الضعفاء و المحبة لهم حتى قال بعض اصحابه عليه السلام طالما تمنيت ان اكون يتيما ً حتى احصل على حنان علي ٍ عليه السلام في الوقت الذي كان يدخل في الحروب و يحارب و يخضوض المعارك يأخذ وقته ليذهب لبيوت الفقراء و يبكي عليهم و يجلس معهم كما تقول الروايات و ياخذهم و يحملهم هذه هي صفة علي ٍ عليه السلام محبة ٌ مع قوة محبة و رحمة مستمرة ولا يتعامل مع ضعيفٍ بقوة ٍ ابدا ً و انما يتعامل بالمحبة و الحنان .
الدرس الثاني :
القوة و المظلومية ، علي ٌ عليه السلام كما يقولون هو المظلوم الاكبر في التاريخ ليس هناك مظلوم كما ظلم علي عليه السلام و ليس هناك من صبر كما صبر علي ٌ عليه السلام و يكفي من ذلك كله ان يُدخل الى بيته و ان تضرب زوجته و هي فاطمة الزهراء عليه السلام و هذا مقامها يعطيها الشان العظيم الذي يكون اي خدش ٍ او إهانة ٍ عظيمة بقدر عظمتها ومع ذلك كله عليٌ عليه السلام وهو القوي و هو القادر إلا انه مع ظلامته يبقى على حالته و لا يفعل قوته إلا في مواجهة من تكون مواجهته واجبه و يحتاج لذلك فليس هناك صبر كصبر علي و قوة كقوته و ليس هناك احد يدعي انه في قِبال علي ٍ ابدا ً و مع هذا علي بمنهجه الواضح .
الدرس الثالث :
الزهد و النشاط من الامور الواضحة في حياة علي عليه السلام من الذي يزهد في الدنيا كما يزهد علي و كل شيء ٍ تحت يده ، الدنيا تحت يده البلاد الاسلامية بطولها و بعرضها و بخيراتها كله تحت يده و لكنه مع هذا زاهد ، زاهد ٌ في كل شيء ربما تقول هو زاهد ٌ لانه صار في منصب الخلافة و الرآسة ، علي ٌ عليه السلام طوال حياته زاهد في شبابه و قوته و قبل ان يكون في هذا المنصب هو زاهد و استمر زهده و حرصه و جده و إجتهاده ، كانه متناقض علي ٌ عليه السلام يعمل و يكدح و يجد و يجتهد و يزرع ، زرع البراري كلها كما ذكرنا قبلا ان ما زرعه علي ٌ عليه السلام و ما حصله من ثروة اكثر من ميزانية الخلافة نفسها ، ولكن هل كان يتعلق بذلك ام لا يتعلق ، تقول الروايات النقولات ان علي عليه السلام كان يزرع الارض فإذا زرعت و صلحت مباشرة ً يوقفها للفقراء كان يكدح و يجد و يقول اعمل كانك عبد ، و هو يعمل كذلك ، يُقال يأتي ليحفر بئر بجد ٍ و إجتهاد ليس له نظير و لا يضاهيه احد تقول الرواية الى ان يتفتق الماء و يخرج مباشرة يجلس على طرف البئر و يخرج قرطاسا ً و يكتب ها وقف ٌ للايتام و قف ٌ للفقراء جد ٌ و إجتهاد عطاء مستمر وعمل ٌ إذا يصفه الانسان كما يصفه هو عليه السلام كأنه عبد يعمل لينتج ليعطي و لكنه لا يتعلق بما ينتجه ابدا ،
جدير بمن يكون مع علي ٌ عليه السلام ان لا يقف عن العمل لا يتوقف عن العطاء و لكن في نفس الوقت لا يتعلق ،
الدرس الرابع :
امير الؤمنين و مراعاته للوحدة و الحفاظ على وحدة المسلمين و قوة المسلمين ، ربما في مجتمعاتنا يقول شخص انا كفائة يجب ان اكون في هذا المكان و في هذا المنصب ، أمير المؤمنين عليه السلام منهاجه لأسالمن ما سلمت أمور المسملين ، النظر للاسلام النظر لخدمة الدين فوق كل شيء هذا منهاجه و اتباعة كذلك ان شاء الله .