بسم الله الرحمن الرحيم
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ
حديثنا حول الاهداف من بعثة الانبياء ،
الهدف الاول من بعثة الانبياء هو الدعوة لمعرفة الله سبحانه و تعالى وهو الهدف الاساس وهو الهدف الحقيقي ان يكون الانسان مرتبطا بالله ارتباطا حقيقيا ً عارفا ً بربه معرفة ً لا يشوبها شيء ان تجلى الظلمات والفواصل بين قلب الانسان و بين الله سبحانه و تعالى و للوصول لهذا الهدف سُبل و إن عبر عنها في بعض الايات انها هدف او انها غاية او انها سببا ً الا ان السبب الحقيقي لما بعدها وهو المعرفة لله سبحانه و تعالى .
- الدعوة للتوحيد الانبياء جاءوا يدعون الناس لتوحيد الله سبحانه و تعالى يرفضون الاعتقاد بغير الله في هذا الوجود لا يعتقدون مؤثرا ً في الوجود غير الله يدعون الناس ان يرفضوا كل شيء ٍ يفصلهم عن الله يروه موجودا ً او مؤثرا ً في الوجود لذلك عبرت ايات كثيره و في جوانب مختلفة ايضا على ان كل شخص ٍ لا يؤمن بالله في جوانب ٍ مختلفة و ليس فيجانب اصل ِ الوجود فقط يعني في الامور المرتبطة بالله سبحانه و تعالى ايضا كقضية الحكم كقضية القبول بتحكيم الله كقضية القبول بما انزل الله كل ذلك يعبر عن الرافض له بأنه كافر او انه فاسق او انه مشرك او انه ظالم ، فأولا الدعوة الى توحيد الله سبحانه و تعالى تقول الاية وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ و في اية فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ و اية فأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .
- الدعوة لعبادة الله أيضا من ضمن الوصول لمعرفة الله و الطريق لمعرفة الله الدعوة لعبادته وحده لا لعبادة ِ غيره لا من الاصنام الخارجيه و لا من الانا و لا من الشهوات ولا من التعلق بالامور المادية عبرت بعض الايات
- وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (1) أشارت لاهمية هذا الامر و لكن و ان بينت الاية كأنها تحصر الغاية في العبادة مبينه على ان هذا طريق لشيء اخر فكما في قوله وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (2) فجعلت العبادة طريقا ً لامرٍ آخر وهو اليقين ، واليقين هو المعرفة بالله سبحانه و تعالى التزكية أيضا طريق ٌ للمعرفة تزكية النفس لان الانسان يعرف الله في بعض الاحيان معرفة ً ذهنية معرفة عقليه هذه المعرفة العقلية الذهنية التي لم تصل للقلب هي ليست معرفة مقبوله هي معرفة خاوية كمعرفة ِ أي عالم من العلماء الماديين بوجود الله و لكن ليست هي المعرفة المقبوله و المرجوة ، المعرفة المحقيقة هي المعرفة التي تكون من القلب منشؤها القلب ، يرتبط قلب العارف بالله سبحانه و تعالى .
- الانبياء و بناء الانسان في جميع جوانبه ، الانبياء جاءوا لبناء الانسان ليصل الى هذه المعرفة و لكن هذا البناء لم يقتصر على الجانب المادي و انما ركزوا في بناء الانسان على جوانبه المختلفة ، المادية المعنوية بل أعظم من ذلك فإن الانبياء ربطوا الانسان بالله سبحانه و تعالى حتى في جوانبه المادية في جوانب الانسان المادية ركز الانبياء ان تكون هذه لها جنبة ٌ معنوية و ان يركز الانسان على الجانب المعنوي سواء ً كان الانسان في تعامله في حياته الفردية او الاجتماعية في حياته الاسرية بل حتى في رغباته و شهواته ركزو على امور تربطه بالعالم المعنوي في كيفية الاكل في قضية انجاب الاولاد إنجاب الاولاد في اوقاتها في تعاملها بأذكار و في تربية الاطفال كيف يختار الشخص الزوجه و ما هي المقدمات و ما هي الاجواء المعنوية التي يجب ان تتهيأ حتى يحدث الاتصال بينه و بين زوجته ما هي الاجواء التي يجب ان يوفرها لتكون الجنين في بطنه امه كل ذلك جعل الانسان يرتبط معنويا ً بالله سبحانه و تعالى لم يقتصروا على جانب ٍ مادي و هذه ميزة الاديان السماوية تجد الاطروحات المادية لم تركز الا في اعطاء الانسان حقه في جانبه المادي فقط اما الاسلام و الديانات الالهية فهي تركز على ابعد من ذلك بكثير ، كل شيء حتى الامور المادية مرتبطه لها جانب ٌ اخر ملكوتي يركز عليها .
الهدف الثاني للانبياء هو إنقاذ الناس من الظلم لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ الهدف هو إقامة القسط هذاهدف ٌ للانبياء يعني اولا ً المعرفة بالله سبحانه و تعالى ثم بعد ذلك ان يكون العدل في المجتمع ان يعم العدل في حياة الناس ،
- الدعوة للعدل و القسط و التحبيب له قال تعالى لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ليقوم الناس بالقسط اذا تحرك الانبياء تحركوا لدعوة الناس للقسط اولا بالكتاب و الدعوة للمعرفة ثم يكون الاسلوب الاخر اولا التحبيب بالعدل بين الناس و العدل بين الناس من الامور الفطرية فالانبياء يدعون لهذا الامر الفطري الذي يقبله كل إنسان عاقل بدعوة حكيمة ٍ بتهيئة الاجواء المناسبة له التي تخلق جو ا ً يحب الخير و يرفض الشر لكل احد .
- تحطيم معاقل الظلم الانبياء بعد ذلك لا يلتقون بالدعوة فقط المتترسون بالظالم في معاقل الظلم الانبياء يقفون لهم و يحاربونهم ربما يسأل شخص ٌ سؤال لا إكراه في الدين كيف الانبياء يحاربون و ربما يطور السؤال و يوق هل هناك حروب إبتائية في الاسلام او لا ما نقرؤوه من روايات و من نقل ٍ تاريخي للنبي صل الله عليه و اله كان في مجمله دفاع عن الاسلام دفاع عن المسلمين ربما هناك غزوة كغزوة تبوك مثلا إبتدائية و لكن بصورة ٍ عامه الاسلام يدافع عن المسلمين و يدافع عن افراد المسلمين و عن الارض الاسلامية و لا يبتدئ بالحرب ، ولكن من ضمن ذلك ايض الاسلام يحارب لمن يختار رأي الحرب الابتدائية في الاسلام يقول الاسلام يحارب ليزيل الظَلَمة الذين يحجبون الخير و الحق عن الناس يعني اذا كان هناك حاكم في بلد ٍ ما يمنع الاعلام ان يدخل الى البلد يمنع الدعوة الاسلامية ان تصل الى الناس كما كان في الاتحاد السوفيتي لا يسمح لاي وسيلة ٍ لتبليغ الدين او الدعوة للدين ابدا ً هنا الاسلام بقيادته يحارب و الهدف من حربه ان يزيل العقبات من وصول الدعوة للناس فإذا وصلت الدعوة للناس صار الناس مخيرين بإختيارهم ان يقبلوا الاسلام او لا يقبلوه و لكن الاسلام اولا يرفع الحجب و يرفع الظلم عنهم الذين يسيطرون على المسلمين و يمنعون وصول المعارف الحقة يمنعونهم الذين يعملون على العلام الترويجي للفساد و بصنوف ٍ محتلفة و بطرق متنوعه الاسلام يمنع ذلك و يطرح بضاعته و اناس لهم الاختيار .
ثانيا : السر في عدم اختلاف الانبياء ،
الانبياء يدعون الى الله ولا يختلفون يقول الامام الراحل رضوان الله عليه لو اجتمع الانبياء جميعا في مكان و احد لم يختلفوا على شيء ، لان دعوتهم واحده هي دعوة لله حقيقة ً هدفهم هو الله سبحانه تعالى ليس لهم غاية ٌ اخرى ،
- تطابق الحق الذي يدعو له الانبياء و انكشافه لهم الانبياء يدعون لحق ٍ واحد وهو منكشف ٌ واحد ٌ لهم كيف يكون منكشفا ً و واضحا ً لهم ، هذه النبوة و هذه الدرجة العالية التي ينالها الانبياء ليست هي درجة اعتباريه يعطون اياها كما يعطى الوالي الولاية او المسؤول يعطى مسؤولية و انما حقيقة النبوة هو حقيقة الانكشاف انكشاف الواقعي للامور فالنبي يكون كل شيء ٍ عنده واضح كل شيء ٍ يبين على حقيقته قلبه مرتبط بالله سبحانه و تعالى تصله فيوضات الله و الالهام من الله سبحانه و تعالى وهي نوع من الوحي و أضافة للوحي الظاهري فإرتباطهم بالله إرتباط ٌ واحد معرفتهم بالامور معرفة واحده لا يأتي شخص و يقول إّذا ً لماذا الاختلاف في الاحكام ، نقول الاختلاف في الاحكام انما هو اختلاف في الموضوعات الخارجية بمعنى لو كان هذا النبي موجودا ً في موضع نبي اخر لكانت الاحكام التي يأتي بها هي ما جاء بها ذلك النبي لانه انما جاء من عند الله سبحانه و تعالى و الله شرع للناس ما يناسب الناس في كل زمان ٍ بحسبه .
- بالنسبة للانبياء لماذا لا يختلفون ، لانه لا محل للانا عند الانبياء بهذا الكشف و المشاهده الذي يحملها الانبياء العالية الارتباط بالله الحقيقي لا شيء عنده الا الله موضوع الانا و الانانية منتهية عند الانبياء لا وجود لها لانه يرى بعين البصيرة لا يرى وجود حتى لنفسه ان يحقق لنفسه و انما يرى الله سبحانه و تعالى و اعماله و دعوته فقط لله سبحانه و تعالى .
ثالثا : الدعوة الى النور الى المعنويات ،
دعوة الانبياء للنور دائما .
رابعا : الانبياء يخدمون الناس بدعوتهم للهداية لا للحكم ،
النبي لا يفكر ان يكون يوما ان يكون حاكما او لا ، لا يفكر ان يكون فاتحا لبلاد ٍ او توسعه و انما همه و هدفه هو الناس و الدعوة وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (3) هدفه هو الرحمه وجوده رحمة بل انه يتأذي يحزن على الناس و يتأثر على الناس اذا كانوا غير مهتدين قال تعالى لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (4) إذا لم يؤمنوا النبي يتأذي بعدم إيمانهم فهمه الاوحد هو دعمتهم للتوحيد دعوتهم لله سبحانه و تعالى و رغبته ان يكونوا مؤمنين و اذا كانوا من اهل النار فإنه يتأذي فهو لا يريد الشر للناس بل هو تجلي ٍ من تجليات الله سبحانه و تعالى الله خلق الانسان لرحمته و النبي تجلي ٍ لتجليات الله فهو يريد الرحمة للناس و يحب الخير لهم ولا يحب العقوبة و الاذى لهم .
خامسا ً : الانبياء في وجه المستكبرين ،
- الكتاب في يد الانبياء يحملون الكتاب ، ويدعون الناس بالكتاب .
- السلاح في يد الانبياء ، الانبياء ايضا يحملون السلاح و الذي يسير على نهجهم او يمثلهم ايضا كذلك يدعو الناس و في نفس الوقت يكون قويا ً .
سادسا ً : الانبياء من طبقة المحرومين ،
الانبياء الداعين له سبحانه و تعالى من طبقة المحرومين دائما ً و يحاربون المستكبرين ،
- حياتهم بسيطه لا تجد نبي و تكون حياته حياة ً مرفهه و لا مؤمنا ً لا قائدا ً او خليفة ً لله في الارض يكون كذلك ، وضيا ً للانبياء و الا و يكون ايضا بحياة ٍ .
- الانبياء متواضعون يعيشون مع الناس و لا يتكبرون على الناس و انما يعيشون بحياة الناس و يساون الضعفاء من الناس بل اضعف الناس .
ثامنا : الوحدة في دعوة الانبياء ، قال تعالى وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ الله سبحانه و تعالى في هذه الاية التي جاء بها الانبياء يدعون الناس للوحدة و يرفضون التنازع الاختلاف طبيعي ان يكون بين الناس إختلاف في وجهات النظر في بعض الامور إلا انه يجب على الجميع ان يكونوا متحابين متقاربين مترابطين لا يختلفون ن
و قال النبي صل الله عليه واله مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى مه عضو ٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى هذا كلام النبي صل الله عليه و اله يرفض النزاع و يقول الامة المسلمة حقيقة ًالمؤمنون حقيقة ً يجب ان يكونوا مترابطين بين بعضهم البعض لا يستطيع المؤمن ان يرى ضيرا ً او أذى لحق بأحد ٍ من المسلمين ولو في اقصى الارض إلا و يعيش الهم له و يتأثر من أجله
يقول الامام الراحل رضوان الله عليه إن الشقاق بين المذاهب و الفرق الاسلامية يلحق الضرر بالاسلام و علينا ان لا نسمح بحدوث ذلك ، إذا وجد خلاف يجب ان يمحى يجب ان يُتصدى له ، و يوقول لو لاحظتم حالة ً من الاختلاف و الشقاق في مكان ٍ ما في الامة الاسلامية فلا تتوانوا في رأب هذا الشقاق ، يجب علينا ان لا نقبل بخلاف ٍ و إختلاف في الامة الاسلامية و انما جميع ما يحدث من الخلافات ان نقف له و نخمده ،
ربما تكون طرف و هذا شيء طبيعي ، يعني انت تُتهم بالطائفية تُتهم بالتكفير تُتهم بالاعتداء ، عليك ان لا تعتدي حتى لو حدث الاعتداء عليك حتى لو وصل الاتهام اليك انت بالمقابل يجب ان تقول انا لا ادخل في العراك و في هذا الاختلاف الطائفي الذي يحطم الامة و ظيفتنا ان نخمد جميع الاختلاف و ان نكون أمة ً و احدة ً مترابطة ً متكاتفه همها الاكبر هو الاسلام و نصرة الدين ،
فيقول الامام رضوان الله عليه لو لاحظتم حالة ً من الاخلاف و الشقاق في مكان ٍ ما من الامة الاسلامية فلا تتوانوا في رأب هذا الشقاق لان فضل هذا العمل أفضل بكثير من فضل الصلاة و الصوم ، شخص يصلي و لكنه يقبل بمحاربة المسلمين لبعضهم البعض ، عمله هذا ليست له قيمة أما الذي يسعى جاهدا ً ان يوحد الامة و يحافظ على وحدة الامة الاسلامية و يحارب كل نزاع ٍ و أختلاف بين المسلمين هذا عمله افضل لان وحدة الامة الاسلامية هو افضل و ثوابه أعظم وهو من الامور الواقعية التي يريدها الله سبحانه و تعالى ،
و يقول ايضا اننا لا ننظر الى الوحدة و التضامن الاسلامي على انها من الرسميات انها مسألة ٌ ضرورية و حقيقية و نحن اليوم بحاجة ٍ اليها ، مسألة الوحدة الاسلامية ليس مسأله آنيه و لا وقتيه زمانية و لا انها من الشكليات او الرسميات بل هي حقيقة ضرورية من منطلق الاسلام تنطلق يجب علينا ان نحافظ عليها و هي دعوة الانبياء ، لذلك قال الامام رضوان الله عليه لو اجتمع الانبياء في مكان ٍ واحد ٍ لا يختلفون ،
يجب علينا ان نتخلق بأخلاق الانبياء و نسعى لتحقيق أهداف الانبياء في الارض بما اننا الائمة الاسلامية يجب علينا ان نحافظ على ذلك .
الهوامش
- سورة الذاريات الاية 56
- سورة الحجر الاية 99
- سورة الانبياء الاية 107
- سورة الشعراء الاية 3