بسم الله الرحمن الرحيم
بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (1)
مقدمة :
رمي الاسلام بالارهاب و القتل و الذبح من قِبل اعداءة وهم من يحرك الجهلة و اهل الاحقاد حتى يعملوا بكل ما استطاع الغرب ان يشوه الاسلام ، فالهدف من تحريكهم هو تشويه سمعة الاسلام من جهة حتى يساوا الاسلام بكل ما ينفر و تنفر منه فطرة الانسان ، إضافة لذلك لاضعاف المنطقة كلها حتى يستطيعوا الوصول لغاياتهم ومبتغاهم من تفريق المجتمع الاسلامي و اضعافه لاخذ خيرات جميع البلدان الاسلامية عندما تكون ضعيفه فيتوسل كل حاكم بالغرب و بالاجنبي من اجل ان يحميه و يفتح له المجال ويفتح له خزائن الارض تحت يده يعبث فيها كيف ما اراد و يأخذ خيراتها ،
فحديثنا حول قضية القتل في الاسلام و المحاربة للكفار وهو متصل لما مر في نفس هذا الموضوع تحدثنا في جانب دخول الكافر او غير المسلم بصورة عامه للجنه او لا ، الان نتحدث في كيفية التعامل مع الكافرين ومقاتلة الكافرين او الصلح معهم و الكفار بهذا المصطلح العام وهو عدم الايمان بالله او الاخص و هو عدم الاسلام ينقسمون الى اقسام ،
الكافر المستضعف ، و الكافر المصر على كفره مع علمه ، وفي هاذين القسمين الكافر المسالم و المحارب ، كيف يقف الاسلام منهم و ماذا يعمل و هل يحاربهم ام يسالمهم ،
اولا : الايات التي تدعوا لقتل المشركين ،
هناك ايات تدعوا لقتل الكفار و المشركين يصر عليها من يريد ان يصور الاسلام بهذه الصورة ،
قوله تعالى في سورة براءة بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
هذه ايات تتحدث عن محاربة المشركين ومقاتلت المشركين ، ثم في نفس السياق و في نفس السورة فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (2)
يعني هناك فتره و هي الاشهر الحرم فإذا انتهت ، المسلمون بظاهر الاية يغيرون على المشركين و يقتلون المشركين ، وفي نفس السياق نفس السورة قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ (3) تدعوا لقتل المشركين و يقلو تعالى في سورة الانفال إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ سورة الانفال الاية 5 و تقول في نفس السياق فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (4) و يقول تعالى وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (5) هذه مجموعه من الايات كلها تتحدث عن قتل الكافرين و المشركين و نحن نقول نريد ان نعلم وننظر هل الاسلام بهذه الصورة انه مشرك كافر يجب ان يحارب و يقتل و ليس له وجود بمعنى ان تطهر الارض من وجوده هذا هذا صحيح ام لا ، ننظر في المقابل ايات اخرى ،
ثانيا : الايات التي تدعوا لحسن التعامل مع الكافرين يقول تعالى لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (6) نجد هذه الايات تختلف عن الايات السابقة هذه تقول لا تقتلوا و تلك تقول فقط مدة معينه و هي الاشهر الحرم ثم قاتلوا و قتلوا و اقعدوا لهم كل مرصد لا تبقوا احد منهم و يقول الله تعالى في هذا السياق وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (7) النبي صل الله عليه واله رحمه للعالمين هنا ياتي شخص و يقول تقولون دين الرحمة من جهة و تقولون قتلوا الكفار من جهة فأي رحمة هذه الاسلام دين الرحمه إذا ً لابد ان يكون هناك شيء ،
في نفس السياق يقول تعالى و إنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ (8) هذه الاية تقول إذا احد من المشركين استجارك اراد ان يستجير تجره و تعطيه الامان ثم تبلغه مأمنه يعني توصله الى مكان الامان و لا تقتله ، ليس المعنى انه ان سمع كلام الله فإن اقتنع و إلا السيف على رقبته لا ليس كذلك و انما يسمع كلام الله ثم بعد ذلك لا تنتظر منه جواب تقول له اذهب الى اهلك اين كنت في امان توصله الى مامنه فلا تقتله هذه الاية ،
كيف يكون الجمع بين هذه الايات ايات تدعوا للرحمة و تثول اقسطوا وارحموا الذين لم يخرجوكم من دياركم لا تحاربوهم و ان الله لا ينهاكم عن التعامل بالحسنى معهم ، و الايات التي تقول اقتلوا هنا الجواب ،
نحتاج الى امور ،
الاول ، معرفة الاتزان في الاسلام نعرف ان الاسلام دين الاتزان و الاتزان في الاسلام بمعنى انك إذا حاربت شخص لا تحارب لا تقتل اخاه ولا من يليه و نام هو مثلا عاداك وحاربك تحاربه هو الجهة التي تقف لك تقف لها يقول تعالى وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ يعني اذا ارتكب شخص خطأ و اعتدى عليك فأقصى ما يكون لك ان تأتي له هو و تواجهه هو لا أن تأتي له و لاقاربه و ذويه و غيره ، هذا الاتزان و يقول تعالى وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ اعتدوا عليكم منعوك من المسجد الحرام الان سمح لكم استطعتم سيطرتم تأتون و تدخلون بالعتدال لذلك عندما دخل المسلمون مكه بعد المنع حمل الراية امير المؤمنين عليه السلام و قبله من حملها قال من قبله اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة ، النبي صل الله عليه واله اشار الى علي عليه السلام فأخذها علي ٌ عليه السلام ، وهو يقول اليوم يوم المرحمه اليوم تحمى الحرمه هؤلاء كانوا بالامس مقاتلين هؤلاء كانوا بالامس يصدوننا عن دخول المسجد اليوم ندخل المسجد و لكن بالرحمه ، فلا نعتدي الاية تعطينا هذه القاعدة إذا علمنا بهذه القاعده بصورة عامه نعلم كيف يكون التعامل مع المشركين ، الذين كانوا بالامس يقاتلون و يمنعوننا من دخول المسجد اليوم ندخل و نقول لهم انتم في رحمه ، انتم تحت دين الرحمه هذا هو دين الاسلام .
الامر الثاني ، هو قراءة الايات كاملة ، وغير مقطوعه ، المشكلة ان من يقرأ الايات سواء ً كان من الذين يحملون السيف و الارهاب او الذين يروجون اعمالهم وفكرهم و يدعمونهم يقرؤون الايات مقطوعه فلا يقرؤون الايات في يساقها وكامله مع ان الايات تفصل و تبين تفصيلا جميلا ً و ليس هكذا ، نقرأ الايات ، من سورة براءة التي قرءناها فنرى ما قبلها وما بعدها تقول الاية بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ، هذه الاية بعدها مباشرة تقول فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ،
- اعطاء الفرصه مشركي مقاتلين الاية تقول نتبرأ من العهد معكم و لكن ايضا بإضافة البراءة من العهد الذي عقدناه معكم نعطيكم اربعة اشهر فرصه ، يعني النبي صل الله عليه و اله يقول الان العهد الذي بيننا انتهى و لكن لكم فرصه اربعة اشهر ، فليس مباشرة ياتي و يقتل وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ .
- موعظة ونصيحه تقول الاية طبع اقرأ في سياق واحد فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ تخاطب المشركين و تعدوهم للتوبة و تعدوهم للحق فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ فنصيحه و دعوة للحق .
- استثناء مهم بعد قتل الكافر بعدم قتل الكافرين والمشركين غير المحاربين ، فهذه الاية تقول نحن نتخلى عن العهد بيننا و بينكم الذي عاهدناكم اياه لانكم نقضتم العهد كما يأتي بيانه في الايات التي بعدها نقاتلك لانكم لم تلتزموا و لكن تبين ان هناك يوجد استثناء إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (9) يعني الذين يلتزمون بالعهد و لا يعتدون لا يحاربونكم لم يقتلوا منكم احد خلسه ولم يظاهروا عليكم و يناصروا من يحاربكم هؤلاء في امان السورة فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ثم تجعل الباب مفتوحا ً ايضا .
- تقول الاية فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ هنا ايضا مع المحاربه يعني النبي صل الله عليه واله يقول نحاربكم ولكن الباب مفتوح من يتوب من يرجع ، الباب مفتوح للتوبة ، مباشرة اذا اعلن شخص توبته او تبين منه التوبة لا يحارب و انما يفتح له المجال .
- إستثناء اخر فالامان و الاستجارة لمن يريد ان يسمع و يحاور فالاية تقول و إنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ، في هذه الحرب القائمة انت تحارب المشركين وشرعتم في الحرب اذا احد جاء و قال اريد ان اسمع ما عندكم فأسمعه كلام الله أسمعه كلام الله ليس بأن تقرأ أية التوحيد و انما تجيب عن اشكالاته تساؤلاته ما يطرح ما يخطر في باله عنده اشكال عنده سؤال تعطيه الجواب الواضح المقنع ثم تبلغه مامنه توصله الى مكان امن و تقل له و السيف على رقبته هل امنت او لا ، يعني لا تقل له أسلم تسلم و لكن تسمعه الكلام فقط في هذا المورد تسمعه الحجة فقط ثم توصله الى جهة الامان فإذا وصل الى جهة الامان بعد ذلك هو يختار فإن اختار الاسلام فبها و ان لم يحارب فبها وهو في امان فإن رد وحارب فهنا يحارب
- وجوب الاستقامه هذا كله في سياق الايات حتى لا يقول احد القران تحدث عن القتل و اقتل ليس هكذا هناك قيود وشروط ، وجوب الاستقامه وعدم محاربة المشركين المعاهدين الذين لم يحاربوا يقول تعالى كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۖ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (10) فما استقاموا لكم فإستقيموا لهم يعني اذا لم يحاربوكم لا تحاربوهم جعلوكم في امان هم في امان لم يعتدوا عليكم لا تعتدوا عليهم بيان سبب البراءة لماذا النبي صل الله عليه و اله جاء بهذه السورة لمذا الله انزل هذه السورة و أمر بتبليغها قول تعالى في نفس السياق بعد اية أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إذا ًنقضوا ايمانهم و لم يلتزموا بالعهد فهنا تقول الاية للمسلمين انتم في عزة و في كرامه تعيشون بكرامتكم لا يتخطفكم الناس من حولكم و يقتلونكم لو التزموا عليكم ان تلتزموا و اذا حاربوكم تدافعوا عن انفسكم ،
من سورة الانفال التي قرأناها تقرأ السياق و ننظر إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ .
- وصف هؤلاء الكفار بالدواب و تعريفهم آية تأتي لبيان السبب ما هو سبب هذا الوصف يقول تعالى الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ هناك معاهدة بينكم و بينهم ولكن ينقضون عهدهم و ليس مرة بل في كل مرة
- وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ يعني لا يلتزمون بالعهد وما قطعوه على انفسهم و هؤلاء كانوا ، مثل بني قريضه كانوا يحاربون و كانوا يتآمرون و يسلحون من يحارب المسلمين من كان في حرب ٍ مع المسلمين هؤلاء أصحاب العهد مع النبي صل الله عليه و اله كانوا يدعمونهم يسلحونهم و لمحاربة المسلمين فهم ينقضون فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (11) تأمر بمحاربتهم لكن السبب انهم ينقضون العهد و يتآمرون و يحاربون المسلمين .
- الاعلام بفسخ العهد قبل الحرب على المحاربين الاية تقول من حاربكم تحاربونهم من نقض الهعد تنقضون العهد و لكن ليس اغتيال و ليس غيله و ليس خديعه و لكن تطرحون امامهم تقولون انتم نقضتم العهد و نحن تخلينا عن هذا العهد لذلك قال تعالى وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (12) اذا كنت تراهم يخالفون إبعث لهم وقل لهم هذا العهد الذي عقدناه و اتفقنا عليه تخلينا عنه لانكم لم تلتزموا وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (13) وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ الهدف هو امن شر الاعداء و ليس الهدف هو المحاربة إعداد القوة كما تبين الاية ليس هو الحرب و انما هو الحفظ والدفاع لتامن شرهم و ليس ناظرة الاية ايضا مباشرة للدفاع العملي و القتال بل ابعد من ذلك فقط حتى لا يعتدوا ، لان البشر هكذا اذا رأوا انسان على دولة على حق و لكنها ضعيفة جماعة على حق لكنهم ضعاف يعتدون عليهم و ياكلونهم اما اذا كان قوي فلا يحتاج للحرب فالاية تقول هكذا كونوا اقوياء دعوة لجميع الازمنه و العصور كونوا اقوياء لكي لا يعتدي عليكم احد لتأمنوا شر الاعداء ، لذلك قال تعالى وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (14) يعني هناك مؤامرات هناك اشخاص لا تعلمونهم يحيكون ضدكم للقضاء عليكم ، انتم عليكم ان تكونوا بتلك القوة التي ترهبهم يخافون فلا يحاربونكم و اذا حاربوكم يحاربون ، ولكن الاسلام يريد ايقافهم و ليس يريد الحرب ايضا ،
ايضا شرط الحرب منوط بعدم طلب السلام انتم تحملون القوة و توفرون القوة و تتصفون بالقوة وهو امر مطلوب و اذا بدؤوكم بالحرب تدافعون و اذا قالوا نريد السلام يجب السلام مجرد ان يميلوا يجنحوا للسلم يجب ان تقبلوا ، فشرط الحرب منوط بعدم طلب السلام لذلك يقول تعالى في وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (15) هنا اذا جنحوا للسلم مجرد ان يميلوا للسلم يجب ان تقبل و كأن الاية تشير الى اشخاص في المجتمع يرفضون لانه غالبا هكذا إذا تصورنا المجتمعات و الدول من هو منتصر لا يطلب السلام اذا دارت حرب بين بلدين وهذه البلد قوتها اكثر و دخلت على البلد الاخر لا تطلب السلام ، الذي يطلب السلم عادة هو المنهزم هو المنكسر هو الضعيف يعني اذا طلبوا السلم كانوا في موقع الضعف ، وانتم ايه المسلمون في موقف القوة وعدوكم في موقف الضعف ولكن قال اريد السلام يجب ان تستجيبوا و الذي يعارض يقول له الله يامرك بهذا عليك ان تقبل ،
رابعا : النتيجة ،
- لا حرب لمن لم يحارب من المشركين هذه الايات التي قرءناها و سياق الايات لا حرب مشرك كافر بسيط لا يفهم او انه بكل وعيه و ادراكه يقول لا اريد الاسلام أفهم الاسلام ولكني لا اريده و لكني لا احاربكم و لا اعتدي عليكم و اعتبركم اخواني ولكن انا لي ديني و انتم لكم دينكم لا حرب معه ، يعني انه ليس فقط انه لا يؤمن بالاسلام يجب ان يقتل فلا حرب لمن لم يحارب من المشركين .
- التبليغ عام و الحرب دفاعية فقط لم نرى الحرب ابتدائية و غزوات النبي ليس فيها حرب ابتدائية ومن رآى الحرب ابتدائية فهو رأي شاذ ، هذا رأبي العلماء كالسيد الامام و غيره من العلماء يرون تكوين دولة إسلامية و لكن لا يرون حرب ابتدائية ، فلا حرب ابتدائية و انما تبليغ ، الدعوة بالحكمة انت تريد ان تصدر افكار نيره و تريد ان تنشر بالفكر بالحوار بالكلام الهادف بالكلام الذي يلامس الفطرة و تقبله الفطرة و ليس بالسيف ، فالحرب دفاعيه اذا حاربوا تحارب تدافع عن نفسك .
- يجب الصلح و السلام لمن رفع راية السلم و طلب الصلح في ايام الحرب ، حارب و الان صار ضعيف فطلب السلم نقول له انت آمن .
- نقض العهد حرام حتى مع الكفار و المشركين لا تقل عقدت معهم صلح و الان صرت قوي فيجب ان احطمهم لا يجب ان تلتزم .
- يحارب من ينقض العهد بعد ابلاغه و نصحه و دعوته من ينقض العهد و يعتدي يحارب و لكن عندما نقرأ في الايات التي مرت نجد أنهم نقضوا أكثر من مرة ، مرة بعد مرة ، يعني الاسلام و النبي صل الله عليه و اله لم يحاربهم مباشرة ولم تأتي سورة براءة مباشرة ، وانما اشخاص ، مردوا على انفاق و مردوا على نقض العهد ، اليوم يقولون نحن في العهد غدا يحصلون فرصه يغيرون و يغدرون ، الاسلام يعطيهم فرصه ثم يقولون لا رجعنا يعطيهم فرصه ثم يغيرون و هكذا و الاسلام يماشيهم ثهم يحسم الامر و يحاربهم ، و في حربه لهم ايضا يقول مجرد ان يتوبوا قبلنا توبتهم ، وإذا لم يتوبوا مجرد ان يقولوا نريد السلام نقول لهم قبلنا السلام ، مع انهم لم يقبلوا اللين و لم يطيعوا هذه هي الايات ، اما ما يصور من الاسلام انه يطارد كل شخص لا يؤمن بالاسلام و يحاربه و يقتله و يمثل به فهذا غير موجود ، أساسا ً و ما نراه من الاعتداء و القتل ، الذي لم يرد حتى في روايات غير صحيحه حتى عن من يتقل انه تأتي و تقتل النساء و الاطفال هذا غير موجود اساسا الاسلام هو دين الرحمه ، وين الدعوة بالحكمة و الموعظة بالتي هي الحسنة فقط و غير ذلك كله يرفضه الاسلام ، ولا نراه في ايات القران .
الهوامش
- سورة التوبة الايتان 1-2
- سورة التوبة الاية 5
- سورة التوبة الاية 14
- سورة الانفال الاية 57
- سورة الانفال الاية 60
- سورة الممتحنة الاية 8
- سورة الانبياء الاية 107
- سورة التوبة الاية 6
- سورة التوبة الاية 4
- سورة التوبة الاية 7
- سورة الانفال الاية 57
- سورة الانفال الاية 58
- سورة الانفال الاية 59
- سورة الانفال الاية 60
سورة الانفال الاية 61