13/8/2016
الحديث حول بعض الأخلاق و المعرفة عند الإمام الرضا عليه السلام ،
اولا ً : الإمام معلم المعارف و العمل ،
الإمام الرضا عليه السلام يعلمنا ما يجب علينا أن نعلمه و ما يجب ان نفعله ، عن داوود إبن سليمان الغازي عن ابي الحسن علي ابن موسى الرضا عن ابيه عن ابائه عن امير المؤمنين عليهم السلام انه قال الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم في هذا الحديث الإمام عليه السلام يبين لنا بهذه السلسة من الإسناد ان الدنيا في غير مواضع العلم جهل و الجهل ظلام و خسارة و الانسان العاقل هو الذي يختار النور و يختار المعرفة و يختار العلم ، ثم يقول و العلم كله حجة إلا ما عمل به ربما الانسان يختار مواضع العلم و المعرفة فيكون عالما ً ببعض الأمور فالعلم الذي يعلمه الإنسان يكون حجة عليه إلا ما يعمل به يهتف بالعمل فان إجابه و إلا إرتحل لا يكون إعلم علما ً بل يكون حجة على صاحبه و وبالا ً عليه إن كان يعلم و لا يعمل ،
و العلم كله رياء ً إلا ما كان مُخلصا ، ان يجعل الشخص علمه لله سبحانه و تعالى إذا لم يكن مراقبا ً لعلمه فعلمه رياء و الرياء شر ٌ ليست له قيمة الإمام يقول التفت الى علمك عندما تعلم عليك ان تعمل و عليك ان تراقب نفسك ان يكون هذا العلم مخلصا ً لله سبحانه و تعالى تُخلصه لله فلا تجعل فيه غير الله لان هذا العلم و ان ادى للعمل و عملت به بغير إخلاص ليست له قيمة لان الله سبحانه و تعالى يقول انا خير شريك ٍ من أشرك بي في عمل ٍ عمله و كلته الى شريكي ، تعمل و انت ناظر لشيء ٍ اخر لغير الله سبحانه و تعالى و اذا بالعمل ليس لله فيه شيء و انتهى لذلك إلا ما كان مخلصا و الإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له ، الاخلاص على خطر الى ان تأتي النهاية ان يكون نظر الانسان لخاتمته لعاقبته يجب ان يجعل جميع ما ينظر اليه الى خاتمته ، و و فاته انه لله سبحانه و تعالى و ليس له شيء .
ثانيا ً : الإمام الرضا يعلم الأخلاق ،
الإمام الرضا يعلم الأخلاق بيان نظري و بيان لفظي و بيان عملي قدوة للناس ،
- الحض على الأخلاق الحسنة عن علي ابن موسى الرضا عليه السلام قال ان الله جل و على خص رسوله بمكارم الاخلاق فإمتحنوا انفسهم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله يعني انتم تتبعون هذا النبي صل الله عليه واله و هو صاحب مكارم الاخلاق انظروا لانفسكم هل تتمتعون بها او لا فإن كانت فيكم فاحمدوا الله و إلا فسالوه و إرغبوا اليه فيها ، ان لم تكن مكارم الاخلاق عندكم فعليكم ان تسعوا لتحصيلها و الاتصاف بها ثم قال عليه السلام و ذكرها عشرا اليقين ، مكارم الأخلاق التي لا بد ان يتصف بها المؤمن لا بد ان يكون عنده يقين ، اليقين هو درجة وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (1) ان يصل الى هذه الدرجة العالية ان يصل الى درجة اليقين ، لليقين معنيان ، الموت و الشكف و المعنى الأعم و الأشمل لها هو إنكشاف الحقائق فلا تجعل اليقين الموت و إنما اجعل اليقين ان تكون عارفا ناظرا و انت في هذه الحياة تنكشف لك الامور وفتكون على وعي و معرفة وتنظر لاثار الاعمال و نعيم الاعمال و جنة الاعمال و انت على قيد الحياة ، و القناعة و البصيرة ، البصيرة تكون بالمعرفة ان يكون الانسان بصيرا و الشكر ، دائما إشكر الله سبحانه و تعالى كلما رأيت نعمة عليك بالشكر لله سبحانه و تعالى كلما رأيت قد صرف عنك سوء عليك بالشكر لله سبحانه تعالى و الحلم تكون حليما ً و حسن الخلق و السخاء و الغيرة و الشجاعة و المروءة و في خبر آخر زاد فيه الصدق و الحياء و أداء الامانة هذه الصفات ينظر الانسان هل يتوفر عليها هل يتصف بها ام لا فإذا كان متصفا بها فقد إقتدى برسول الله صل الله عليه واله و ان لم تكن متوفرة فيه عليه ان يسعى صادقا لنيلها و إن كانت لها رتب مختلفة و لكن لابد ان تكون حياته فيها طعم هذه الصفات .
- الاخلاق طريق ٌ الى الجنة الامام عليه السلام يرغب الانسان ان ينظر الى الطريق الصحيح و ما هو الطريق الصحيح ، عن الامام الرضا عليه السلام قال قال رسول الله صل الله عليه و اله و سلم عليكم بحسن الخُلق فإن حُسن الخلق في الجنة لا محالة ، يعني الشخص الذي يتكون اخلاقه حسنة لا بد ان يصل الى الجنة يقول السيد القائد حفظه الله حُسن العاقبة و فوز الانسان بحسن تعامله مع الناس و ليس بالعبادة فقط ، ربما يقول قائل هناك اعمال كثيرة فيها ثواب و تعطي الانسان درجات و لكن كل هذه الاعمال ان كان بين العبد و بين غيره سوء لا قيمة لها ، اعمال كثيرة الاستغفار يرفع الانسان الصلاة على النبي صل الله عليه و اله تثقل الميزان و لكن تصور شخص يصلي على النبي ليل نهار و ياتي بالاذكار و لكن في تعامله مع الناس اخلاقه سيئة هذا لا يدخل الجنة حُسن العاقبة يحتاج الى مقدمات و من اهمها ان تكون اخلاقه حسنه لا يظلم احد كما يوجد احاديث انه ليس هناك جود كالشهادة في سبيل الله فإذا استشهد الانسان في سبيل الله محي عنه كل ذنب إلا الدين ، و يعني حاجة الاخرين او تعديه على الاخرين فإن كانت اخلاقه سيئة مع الاخرين حتى الشهادة لا تنفعه ، بمعنى اخر ان يوم القيامة لا بد من حساب على هذه الامور ربما مثلا فاتته بعض الفرائض إرتكب بعض المخالفات بينه وبين الله يوجد مجال بالشهادة يمحى كل شيء إلا ان يكون قد ظلم غيره فظلم الاخرين لا يمحى لابد ان يحاسب عليه يوم القيامة و يكمل الحديث يقول و إياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق في النار لا محالة ، لابد ان يكون سيء الخُلق مع الناس مصيره النار لابد ان يلقى العذاب و العذاب يطول او يقصر هذا بحسب ذنبه بحسب مخالفته بحسب إساءته للاخرين ، وقال صل الله عليه واله و سلم ما من شيء اثقل في الميزان من حُسن الخلق و قال الامام الرضا عليه السلام قال امير المؤمنين عليه السلام أكملكم إيمانا ً احسنكم خلقا المؤمن من سلم الناس من لسانه ويده لا أنه مؤمن يصلي و لكن بينه و بين الناس إذا جلس إغتاب و اعتدى و تجاوز هذا ليس هو الايمان و قال عليه السلام حُسن الخلق خير قرين ، معك في كل شيء ، الصلاة تكون قرين للانسان في قبره في حشره خير قرين بهذا الحديث و غيره حُسن الخلق تكون اخلاقه حسنه هذا افضل قرين للانسان و يسأل الإمام عليه السلام ما اكثرما يُدخل به الجنة قال عليه السلام تقوى الله و حُسن الخُلق .
- صدق المعاملة قال الإمام الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صل الله عليه واله من كان مسلمأ ً لا يمكر و لا يخدع فأني سمعت جبرئيل عليه السلام يقول إن المكر و الخديعة في النار إنسان يصلي و يصوم و لكن تأتي له في المعاملة في العمل و اذا هو يقسم على الشيء الفلاني انه صحيح و هو كاذب يخدع و يمكر من اجل ان يحصل على اموال فهذا بنص الحديث في النار .
- خيار الناس ، سُأل العالم أي الإمام الرضا عليه السلام عن خيار العباد فقال الذين إذا أحسنوا إستبشروا و إذا اسائوا استغفروا ليس من خيار الناس الذي اذا ساعد فقير ذهب الى بيته و فكر انه نقص من مالي بل خيار الناس الذي اذا احسن الى احد هو يستبشر يشعر بالراحة ، و اذا اسائوا استغفروا و اذا صدر منه اساءة يندم سريعا ً هذا من خيار الناس و اذا اعطوا شكروا و اذا ابتلوا صبروا و اذا غضبوا عفوا هذه صفات خيار الناس الامام الرضا يذكر لنا صفات و اخلاق المؤمن التي يجب ان يتصف بها المؤمن ليكون في ركب اهل البيت علهم السلام علما ً و معرفة ً و يقينا ً وعملا ً في حياته بالسنن الصحيحه و الاخلاق الفاضلة .
الهوامش ،
- سورة الحجر الاية 99