بسم الله الرحمن الرحيم
يرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (1)
حديثنا حول السنن الالهية ،
معرفة السنن الإلهية الاخذ بها طريق لنجاة الانسان إذا كان الانسان واعياً آخذاً بسنن الله سبحانه وتعالى فقد ضمن نفسه ان يضع نفسه في الموضع المناسب لينطبق عليه ما فيه نجاته ، ويبتعد عن موارد الهلكة ،
اولا: الامر القرآني بالإعتبار بالسنن ن
القرآن الكريم يذكرنا كثيراً ، و يرشدنا كثيراً ان نكون واعين ، وان يكون هذا الوعي مرتبطاً بمعرفةِ مصير من مضى من الأمم السابقة ، و كيف حصل لهم ما حصل ، و كيف نجا من نجا فيقول تعالى ،
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (2)
نجد هؤلاء مثلا تشير الآية اليهم انهم كانوا مستكبرين كانوا معاندين كانوا مغرورين مخالفين لما جائهم من أمر الله ، ومن رُسل الله سبحانه وتعالى إلى ان رأوا العذاب فلما رأوا العذاب قالوا آمنا ولم يكن هذا الايمان نافعاً لهم بل اصابهم العذاب ، و أفناهم ، و خسروا هنالك ، و يقول تعالى
وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23) (3)
هذه سنن الله إذا كانت هناك مبارزة بين الحق ، و الباطل فإن الحق ينتصر و الباطل يهزم و يقول تعالى
فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ (43) – (4)
هنا الايات كلها تقول انظروا لسنة الاولين سنة الاوليم هكذا كانوا فكانت خسارتهم وكان دمارهم فمن يتعظ ومن يأخذ بسنة الاولين ومن يقرأ التاريخ حتى لا يصاب بالغرور و يجعل نفسه في الموضع المناسب و يقول تعالى
وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76) سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ 77 (5)
هذه سنن الله سبحانه وتعالى القرآن ينبهنا لهذه السنن اتعظوا و خذوا هذه السنن و إجعلوها بعين الاعتبار فالواعي من الناس هو الذي يتدبر الواعي من الناس هو الذي يتأمل ليجعل نفسه في الموضع المناسب ليخرج من قضاء الى الى قدره ليجعل نفسه في الموضع الذي تكون فيه النجاة .
ثانيا : التفكر في السنن يبعث على الامل و يقضي على الاحباط ،
- الذي يفكر في سنن من مضى و ينظر لسنن الماضين يكون عنده الامل والثقه بالله سبحانه وتعالى ، ليس الثقه بغير الله إستخلاص العبر من التاريخ هو عمل الانسان الواعي لا يقول مثلا قائل او ينظر الى نفسه فقط في حاله و في وقته ، وانما ينظر الى حاله مقترناً او مقارناً به مع من مضى لينظر ماذا يكون ، والى اين سينتهي تعرف مصيرك وتعرف عاقبتك إذا نظرة الى واقعك ، والى واقع من مضى ، وماذا انتهى اليه مصيرهم لذلك يقول امير المؤمنين سلام الله عليه لولده الامام الحسن سلام الله عليه ولدي حسن إني وإن لم اكن عمرت عمر من كان قبلي لكني بما انتهت الي اخبارهم كاني عمرت عمر احدهم لِذا اخترتُ لك من كل شيء جميله و توخية نخيله ،
أمير المؤمنين يقول هذه تجارب الماضين التي كانت اعمارهم طويله ، وجيل بعد جيل لم اعمرهم لكني اخذتهم واعتبرت بهذه السنن و بذلك الماضي و اقدم لك الخلاصة و النتيجة لتستفيد منها ، و هذا هو امام معصوم و لكنه يقول اتخذ سنن الماضين وما مضى عليه البشر وما انتهى اليه مصيرهم و سبب هذا المصير المظلم هو سبب المصير الذي يكون فيه فلاحٌ و نجاح .
- الاخباط يساوي ضعف الايمان و المؤمن لا يكون محبطاً لانك عندما تنظر لاي شيء في الوجود او قوة في الوجود انما تراها ضعيفة امام إرادة الله و قدرته قالله سبحانه وتعالى هو مالك الملك وهو المسيطر و كل من يملك او عنده قدرة انما هو امتداداٌ من عند الله سبحانه وتعالى وليس من عنده لذك السأس يساوي عدم الايمان ،
إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (6)
الكافرون هم الذي لا يؤمنون هم الذين ييأسون هم الذين لا يحملون الامل .
- عقيدة اهل البيت و رفض الاحباط و اليأس ربما يمر المجتمع بظروف و تكون الظروف قاسية بين حينٍ و اخر ، ولكن من ينتسب لهذا القرآن من ينتسب لاهل البيت سلام الله عليهم لا يمكن ان يكون يائسا حتى لو راى الامور خرجت من يده حتى لو راى نفسه ضعيفاً حتى لة رأى نفسه قليلاً فإن النصر في كل شيءٍ من عندِ الله الاحباط مرفوضٌ عند اهل البيت مرفوضٌ عند القران و عقيدة من يؤمن بالله ان العاقبة للحق يقول تعالى ،
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (7)
الله سبحانه اعطى وعداً حتماً ان النتيجة تكون هكذا فلا يأس و إنما أمل عند الإنسان ، و تحقيق ما يحققه منوط به كما ياتي فكم هو مرتبطٌ الله و كم هو متوكلٌ على الله يحصل على ذلك وكم هو بعيدٌ عن الله يكون في خسارة و هزيمة ،
ثالثا : هذه سنن الله تعالى
امثله اذكرها لعض السنن الاليهة ،
- الباطل زاهقٌ اما الحق كلما واجه الحق الباطل هزم الباطل هذه سنة الله و لا يمكن ان تتبدل و لا يمكن ان تتغير و لكن بشرط ان يكون الحق حقاً لا يكون شبهةً لا يكون يشبه الحق و هو باطل لانه ربما يرفع شعار وهو لا يحمل الحق حقيقةً فإذا لم يكن يحمل الحق لا بد ان يكون مهزوماً و لا بد ان يكون خاسراً اما اذا كان يحمل الحق فإن الحق هو الذي ينتصر ،
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (8)
الباطل يزهق إذا واجه الحق من جعل في نفسه هذا و جعل نفسه في طرف الحق هو الذي يكون منتصرا
- باطنك هو من يحكمك الباطن هو الحكم للانسان باطن الانسان هو الذي يحدد واقعه و مصيره و ليس الخارج الولاية عليك لمن هو مثلك يقول الحديث بمضمونه كيف ما تكونوا يولى عليكم
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ (9)
فإذا رأيت سوء و إذا رأيت هزيمةً فإنما هو بسبب باطن الناس فكلما كان الانسان مرتبطاً بالله سبحانه وتعالى و كان صادقاً و كان طاهراً في باطنه كان النصر حليفه و كان الخير حليفه غير واقعك تغيير باطنك
إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ (10)
تريد ان تغير من واقعك أتجه لتغير الباطن اولا الباطن هو الذي يحكم على الظاهر وهو الذي يسير الظاهر وهو الذي يجعلك في خير او في خسارة ،
- الزيادة منوطة بالشكر ، زيادة الخير و زيادة الرزق منوطةٌ بالشكر سنةٌ من سنن الله اذكر امثلةً لهذه السنن يقول تعالى وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (11)
الزيادة منوطة بالشكر ،
- الغرور و الكفران يوجب العذاب تكون مغروراً لك العذاب تكون مغروراً لا تحصل على الزيادة تكفر يعني لا تشكر لا تحصل على الزيادة بل الخسارة وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ الذي يكفر عذابه شديد
و يقول تعالى
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (12)
بدلوا نعمة الله كفراً يعني لم يشكروا لم يأخذوا بهذه النعمه فاحلوا قومهم دار البوار ايضا جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29ابراهيم مصيرهم خسارة في هذه الدنيا و خسارة في الاخرة .
- سنة الاستغفار و الوفرة في المال و الولد ،
من سنن الله تعالى ان الذي يستغفر يكون في خير كما قال القرآن الكريم عن لسان نوح
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)، (13)
سنة ثابتةٌ ان هذا ينتج هذا ،
الله لا يرد من يدعوه الدعاء
- لا يرد و لكن إذا دعا الانسان دعاء صادقاً و كان في حاجة حقيقة يعني قضى ما عليه من الوسائل و الاسباب ثم توجه لله فإن الله لا يتركه ولا يخذله يقول تعالى
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ (14)
مضطر و يدعو الله فإن الله لا يتركه بإضطراره لو حلت ازمة على احد او بلد فتوجهوا لله صادقين يستحيل ان يتركهم
الله سبحانه وتعالى و هم يدعون ويطلبون منه وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (15) ادعوني استجب لكم الله جعل هذا الشرط فقط تدعو و الله يستجيب و لكن إذا وصل الانسان الى حقيقة الدعاء و صار يدعوا
- ولَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ من سنن الله سبحانه وتعالى في هذا الوجود 8- ان الانسان الماكر الخادع الذي يخدع الناس ويريد السوء بالناس فإن السوء يلحقه هو لَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (16) انظروا الى من كان يخدع الناس انتظروا لمن كان يتوسل بالشر للاخرين و يمكر بهم ينقلب عليه و يحيق به مكره السيء و يصاب هو وهو الذي يخسر و يقول تعالى فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم (17) يبغي و يعتدي على الاخرين بغيه يرجع إليه و خيانته ترجع إليه ومكره يرجع إليه فلا تجعل نفسك في جهة من يبغي فيكون بغيه عليه ن
- الهداية فرع المجاهدة في الله من سنن الله ان الهداية تترتب على المجاهدة في الله لو صدق الانسان في مجاهدته لنفسه ولاهوائه و اراد الخير و اراد الطريق لله سبحانه وتعالى حتى لو كان في ضلال فإن الله يأخذ بيده ويجعله مهتدياً لا يتركه بقدر إخلاصه من حمل الاخلاص و ارد الحق و اراد الله سبحانه وتعالى فغن الله يهديه ويصل الى الهداية بل تفتح له جميع السبل يقول تعالى وَالَّذِينَجَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (18) يجاهد في الله و إذا كان محسناً فإن الله يكون معه ،
- عطاء الله للجميع الله يعطي الجميع المؤمن و الكافر فإذا رأيت منحرفا مثلا او كافراً و عنده عطاء فإنه قد يكون ابتلاء له او يكون نقمة عليه او يكون إستدراجاً له إذا كان الشخص يعصي و النعم تترا عليه فإن هذا استدراج يكتشف بعد ذلك انه خسر كل شيء الله يعطي الجميع و لكن المؤمن الواعي هو الذي يأخذ بالخير و يعمل بالحق و يعمل من اجل الله سبحانه وتعالى ليهتدي بهذا الطريق .
- عدم الثبات يساوي السقوط ربما يكون الانسان في شكٍ من امور فهو ساقط لابد ان يرفع الشك و يصل لليقين خصوصا في امره الذي هو بينه وبين الله في عقيدته يبحث ليكون عالما ليكون إعتقاده يقينياً و يكون في خير ، إذا كان يعمل في المجتمع و في واقعه غذا كان ياخذ طرف الطريق و لا يسير في وسط الجادة و في السلامه فإن مصيره للهلاك والسقوط الذي ياخذ بالحق هو الذي يجعل قدمه في مكان مستقر و لا يجعل نفسه متلوناً يأخذ باطراف الطريق يقول تعالى أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) يأخذ بنصف الطريق يأخذ بهذه الجهة و هذه الجهة من حام حول الحمى اوشك ان يقع فيه إجعل نفسك في المكان الآمن .
- من سنن الله لكل فعلاٍ ردة فعل الاستفزاز يساوي استفزاز مثله او إعتداء أكثر منه لذلك يقول تعالى في ذلك وَلَاتَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) عندما تستفز من لا يعقتد بعقيدتك انتظر ردة فعلٍ مثله عندما تستفز شخصا اخر مثلاً حتى لو يعتقد يما تعتقد و لكن في خصوصياته و اموره انتظر ان تأتيك ردة فعل مثله أما الكلمة الطيبة فتساويها الكلمة الطيبة و تزيدها محبة و هذه سنة الله تستفز تحصل إعتداء و إستفزاز تتحدث بالكلام الطيب يأتيك الكلام الطيب وتأتيك المحبة يقول تعالى وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (21) عندما تختلف مع صديق مع اب مع ام مع اهل مع جار مع اي انسان ،إذا وصلتك إساءة قدم الحسنة قدم الخير تقلب الأمور ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ 96 المؤمنون يعني ادع السيئة بالتي هي احسن ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (22) و يقول تعالى وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (23) يدرءون بالحسنة السيئة بماذا ؟ لها جهات كثيرة يدرء بالسحنة السئيةإذا عمل سيئة او صدر منه خطأ يستغفر و يتوب ويعمل الخيرات و يدرء بالحسنة السيئة انه إذا عمل له الاخرون سيئة اساءو له يواجههم بالحسنى يقدم الاحسان اليهم فيكون له عقبى الدار .
- ابداء الامن والسلامه يقلع الخوف و يقضي على الفتن هذه من سنن الله عندما تجعل من يناوؤك من يختلف معك في أمن و تظهر له الامن يأتيك الامن يقول تعالى وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (24) المؤمن هكذا انه يقدم اسلام يهينونه يحاولون الاسائة اليه كما كان ائمتنا سلام الله عليهم يأتي شخص ليشتم الامام زين العابدين الامام لا يجيبه ولا يرد عليه فيقول ذاك الشخص المتعنت في استفزازه للامام يقول إياك اعني التفت انا لم اشتم احد غيرك اياك اعني يقول الامام وعنك اغضي انا ملتفت لشتمك ولكني عنك فيتحول من عودٍ الى محب .
- سنة الهزينة و السقوط كيف تكون سنة الهزيمة في المجتمع و السقوط من ضمن اسباب السقوط ترك الامر بالمعروف و النهي عن المنكر إذا لم يكن المجتمع فيه امر بالمعروف ونهي عن المنكر مصيره الهزيمة يقول تعالى وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (25) فلاح ونجاح وانتصار إذا كان المجتمع يامر بالمعروف و ينهى عن المنكر و قل انبي صل الله عليه واله في ذلك لتأمرن بالمعروف ولتهنون عن المنكر او ليسلطن الله عليكم شراركم فيسومونكم سوء العذاب ثم يدعون خيراكم فلا يستجاب لهم و في تكملة لهذا الحديث يشير الى انهم يستضعفون و يقتلون ويعتدون على الصغار و الكبار ولا إستجابة لان المجتمع يتوانى عن الامر بالمعروف و النهي عن المنكر فهذه احد اسباب سقوط المجتمع و تسلط الظالمين عليه ايضا ان تجعل عدوك حامياً لك تريد العزة بمن هو عدو الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (26) هنا مخاطبة للعقل إذا اردت عزة تعتز بمن معك تعتز بالله سبحانه وتعالى و بالمؤمنين وليس بالعدو ، ايضا من اسباب السقوط كسنةٍ الاغترار يساوي الهزيمة إذا كان المؤمن مغتراً اصابه غرور نتيجته ان يكون مهزوماً خاسراً لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (27) اصابهم الغرور و اعجبتهم كثرتهم و قوتعهم بخلاف من كان كان متوكلً على الله و يستمد العون من الله و يعمل بأسباب النصر .
- سنة الانتصار ، سنة الانتصار ذكرها القران الكريم من ضمن سنن الله سبحانه وتعالى في هذه الارض ، لسنة الانتصار مقومات ذكرها القران ، منها ،
اولا : النصر لدين الله حتمي لابد ان ياتي اليوم الذي يكون فيه لاهل الحق و الهزيمة لاهل الباطل هذا لا محال وهذا امر حتمي هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) الله سبحانه وتعالى سوف يحقق النصر و الله شاهدٌ على ذلك ويقول تعالى وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (29) مكتوبٌ مثبتٌ لا يمكن ان يتغير ايضا الظلم لا يدوم ظالمٌ يظلمُ الناس و يعتدي على الناس لا يسود ولا يستمر ولا يبقى لابد ان تهيئ ظروف ليزال عن ظلمه أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (30) صاروا مذنبين صاروا متجاوزين فالله سبحانه يتكفل بهلاكهم إن كان المجتمع لا يستطيع القلة و الاستضعاف لا تعني الهزيمة سنة الانتصار ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يحقق النصر لا تعيش اليأس تعيش الامل كن واثقاً بالله سبحانه وتعالى فإن القلة لا تعني الهزيمة و الضعف لا يعني الهزيمة يقول تعالى وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا (31) قوم يستضعفون و لكن الله هيئ لهم و جعلهم هم الذين يحكمون مشارق الارض و مغاربها قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (32)
فئة قليلة و اعداء كثر و لكن النصر يأتي من عند الله سبحانه وتعالى فيتحقق لذلك لا يستضعف المؤمن نفسه و لا بقول انا قليل إذا اراد الله سبحانه تعالى ان يغير الامور ويقلب الامور في اي شيء فإنه مالك كل شيء أنصار الله محبوبون عند الله فمن تقهقر استبدله بخير منه النصر لابد ان يكون للمؤمنين لا بد ان يكون للحق على يد المؤمنين فمن تقهقر منهم وتراجع فإن الله سبحانه وتعالى يستبدل يقول الله تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم (33) الله سبحانه وتعالى إذا كان في المجتمع تراجع لا يقفون مع الحق فإن الله يوهيئ ظروف ليخرج اناس يحملون الحق التنظر لله سبحانه وتعالى في كل شيء سبب من اسباب الانتصار إذا كان المجتمع ينظر في كل شيء وفي علمه لله فإن النصر لابد ان يكون الامام الراحل رضوان الله عليه بعد 15 عام من ترحيله تحقق الانتصار كان يقول سبب هذا التأخير هو عدم النظر لله سبحانه وتعالى عدم الارتباط بالله هو سبب هذا التاخير يقول كان المفترض ان يكون النصر قبل 15 عام و لكن سببه عدم الارتباط بالله و عدم الصدق مع الله لذلك عندما تحقق او في طريقه كان الامام يقول لا يفرق عندي ان انتصر او لا انتصر اُقتل او لا اُقتل و ينقل عنه الاستاذ المظاهري يقول ما انتفضنا لننتصر ليس هدفنا الانتصار وانما هدفنا التكليف الشرعي فالذي يتحرك لله سبحانه وتعالى و يصدق و يحصل معه اناس صادقون فإنه يحقق النصر فالنظر لله سبحانه وتعالى في كل شيء يفعل الانتصار وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ (69) العنكبوت فالنصر لله وليس للنفس وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (34) من ينصر الله من يصدق في نصره لله فإن النصر لابد ان يأتيه ، المجتمع لا ان يأخذ بالاسباب ايضا و القرىن يذكر ذلك ن من ضمن ذلك ومن السنن الالهية ان يكون المجتمع متوحداً عدم التشتت البحث عن الاتفاق لا الاختلاف المتفق عليه مجتمع يخرج مثلا يرفع شعاراً يطالب بحقه يتفق على امور و إذا هو يختلف علىها والمفترض فيه ان يبحث عن الامور المختلف فيها ليحلها و يقرب وجهات النظر و يتفق فإذا اتفق انتصر و إذا اختلف هزم وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (35) إذاً وكما يقول الشيخ عيسى وحدة الرأي مع ضعفه قوة ، وقوة الرأي مع اختلافه ضعف بعض الاوقات تجد مثلا اناس عندهم قدرات كثيرة و و كبيرة و لكنهم يحللون و يختلفون في جزئيات الى ان يفشل المشروع يكون ضعف و تكون هزيمة و بعض الاشخاص مع الاختلاف يتركون المختلف و يبحثون عن التلاقي ينتصرون عدم إهمال الاسباب وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ (36) يعني الانسان يجب ان يكون واعياً ان يكون طبيعياً إعقلها وتوكل في كل شيء ، ايضا من السنن ومن اسباب النصر ان المظلوم ينتصر و الذي يبغى عليه لابد ان ينتصر يقول تعالى وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (37) اصابهم البغي و الاعتداء و الظلم فليبشروا بالنصر لابد ان يتحقق لهم نصرهم ،
النصر مع ماذا ؟ النصر مع الاستغاثة يدعو ربه ويستغيث ربه فإن النصر يأتيه إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ يستغيثون ربهم فيستجيب لهم أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (38) الله سبحانه وتعالى الطافه خفيه و نصره خفي يقلب الامور في لحظة واحده إذاص لا تقطع العلاقة بالله و لا تقطع التوسل بالله خصوصاً إن رأيت نفسك مظلوماً كن مع الله اكثر وكن على ثقةٍ بأن على قدر ما تكون مع الله سبحانه و تعالى فإن النصر يأتيك .
الهوامش
- سورة النساء الاية 26
- سورة غافر الايت 28-83-84-85
- سورة الفتح الايتان 22-23
- سورة فاطر الايتان 42-43
- سورة الاسراء الايتان 76-77
- سورة يوسف الاية 87
- سورة الانبياء الاية 105
- سورة الاسراء الاية 81
- سورة الروم الاية 41
- سورة الرعد الاية 11
- سورة إبراهيم الاية 7
- سورة ابراهيم الاية 28
- سورة نوح الايات 10-11-12
- سورة النمل الاية 62
- سورة غافر الاية 60
- سورة فاطر الاية 43
- سورة يونس الاية 23
- سورة العنكبوت الاية 69
- سورة العنكبوت الاية 109
- سورة الانعام الاية 108
- سورة فصلت الاية 34
- سورة المؤمنون الاية 96
- سورة الرعد الاية 22
- سورة الفرقان الاية 63
- سورة ال عمران الاية 104
- سورة ال عمران الاية 118
- سورة التوبة الاية 25
- سورة الفتح الاية 28
- سورة الانبياء الاية 105
- سورة الانعام الاية 6
- سورة الاعراف الاية 137
- سورة البقرة الاية 249
- سورة المائدة الاية 54
- سورة الحج الاية 40
- سورة الانفال الاية 46
- سورة الانفال الاية 60
- سورة الشورى الاية 39
- سورة الانفال الاية 9