بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (1)
مواصلة للحديث حول هذه الاية و الايات التي قبلها التي تحدثت عن السخرية و الهمز و اللمز و التنابز باللقاب ،
طبعا ً لا شيء اهم من السلامه و الامن و الامان عند الانسان في المجتمع من خارج او من داخل المجتمع الانسان يريد ان يكون في مأمن من كل ِ إعتداء سواء ً كان هذا الاعتداء على جسده ام على روحه ، سواء كان هذا الاعتداء من السلطان او كان من افراد المجتمع انفسهم لذلك الامن و الامان و الاستقرار هو اهم شيء عند الانسان و المجتمع فهذه الايات تحدث عن ضرورة ان يكون المجتمع آمنا ً بحيث لا يكون فيه خلل من الداخل ليس فقط من الخارج هناك آيات تحدثت عن الجهاد و الدفاع و المجاهدة للاعداء الخارجيين و هذه ايات تحدثت عن ترتيب المجتمع من الداخل و ان لا يعتدي بعضه على بعض ،
اولا ً : عدة احكام تبينها هذه الاية ،
و هي إجتناب سوء الظن و إجتناب التجسس و إجتناب الاغتياب و وجوب التوبة ،
الحكم الاول اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ ، الكثير من الظن هو الظن السيء كأن هذه الاية تقول انه عادة ً المجتمع يكون في أكثر ظنه يظن بالسوء فتقوب إجتنبوا كثيرا ً من الظن فهو الغالب أما لو كان الكثير من الظن الحسن فالاية لا تتعرض له نعرف ذلك لان الاية عللت قالت ان بعض الظن اثم بمعنى ان هناك ظن موافق للواقع ربما هو بمستوى من الظنون قد يكون حتى كثير و لكن لان بعض الظن اثم فالاية تقول اجتنبوا حتى هذا اجتنبوا الكثير حتى لا يكون من ضمنه ظن فيه ظلم للناس و هو غير مطابق للواقع ، تظن به سوء و يكون هو غير ذلك فإجتنب الكثير حتى لا يفوت القليل و ترتكب هذا الظن السيء في حق الانسان البريئ ،
هنا سؤال ٌ ينقدح في الذهن ، كيف يصح النهي عن الظن وهو غير إختياري ، الظن ليس إختياريا ً ، شخص يرى رجل مع إمرأة يتحدث او يبتسم معها قد يقع في نفسه انه لماذا يتحدث و يقع في نفسه ظن سيئ فلماذا هذا النهي عن شيئ لا ارادي ،
الجوا ب ،
- المراد بالنهي عن سوء الظن ليس هو النهي عن الحالة النفسية التي تقع في نفس الانسن لانها ليست اختيارية و لكن هو ترتيب الاثار يعني عدم ابقاء هذه الحالة في النفس من جهة عدم الحديث عنه عدم تغيير المعاملة معه ، رأيته مثلا واقف مع إمرأة ، حت ىانه في زمن النبي صل الله عليه و اله النبي يتحدث مع بعض النساء يمر بعضهم ، النبي يوقفه يقول هذه عمتي انا اتحدث مع عمتي حتى لا يسيئ الظن فالاية تنهى عن سوء الظن بمعنى لا ترتب عليه اثار و يكون تغير في المعامله او الحديث عنه بعد ذلك .
- الابتعاد عن سوء الظن بالتفكر في محامل الخير ، إبحث عن محمل خير ربما هو كما قلنا مثلا عن النبي صل الله علي و اله يتحدث مع عمته ربما عنده او عندها حاجة تكلمت معه ، لا تسيئ الظن به و تقول انه قصد سوء و أراد سوء فربما لا يقصد ذلك ليس من حقك ان تسيئ الظن فعن النبي صل الله عليه و اله إن الله حرم من المسلم دمه و ماله و عِرضه و ان يظن به السوء جعلها مع بعضها البعض ، يعني دم المسلم حرام و هذا كدم المسلم وماله حرام و هذا اعتداء كالاعتداء على ماله بل سنرى انه اكثر و عرضه حرام و هذا كالاعتداء على عرضه فسوء الظن بالاخرين هو اعتداء و قد ورد عن علي ٍ عليه السلام قال ضع امر اخيك على احسنه حتى يأتيك ما يقلبك عنه و لا تضنن بكلمة ٍ خرجت من اخيك سوء ً و انت تجد لها في الخير محملا ، انت تستطيع ان تحمله على محمل الخير ، بعض الروايات مثلا عندما يقول السائل ليس هناك محمل حملته على سبعين محمل بحثت يعني يمكن ان يكون كذا لم اجد يقول له التمس له محمل لا تضنن به سوء ما دام بالامكان ان خلق له محمل خير و قال علي ٌ عليه السلام من لم يحسن ظنه إستوحش من كل احد ، هذا من عيوب سوء الظن انه اذا كان سيء الظن هو لا يعيش الاستقرار بينه و بين نفسه يستوحش من كل الناس يرى كل الناس مفسدين كل الناس منحرفين و هذه مصيبه عليه .
- الظن الشرعي مقبول وهو استثناء وهو ما استند لحكم ٍ شرعي ، الظن هو و حالة نفسانية الانسان يرجح فيها شيء معين و لكنها لا تصل لليقين اذا كان مرتبطه بالناس بواقع الناس بامور الناس بعيوب الناس مرفوض إلا في حالة ان يكون هناك طريق شرعي مثلا في المحاكمه عندما يأتي مثلا شهود على شخص و يشهدوا مثلا شخصان شهدوا على شخص بشيء القاضي لا يحصل له علم من الشهادة طبعا و انما يحصل له ظن لانه قد يكون هناك تآمر لكن شرعا ً في هذا المورد يرتب عليه الظن مرفوض في كثير ٍ من الامور لكن لو جاء شاهدان يشهدان مثلا بثبوت الهلال الشارع يرتب امور مع انه قد يكون هناك تآمر قد تكون شهادتهما ليست واقعيه على اي حال هذه حالات استثنائية و لكن الاصل هو ان الظن اذا كان مرتبطا ً بعيوب الناس و باسرار الناس و امور الناس فهو مرفوض .
الحكم الثاني : وَلَا تَجَسَّسُوا ،
الاية تنهى عن التجسس ،
- التجسس و التحسس كلاهما التقصي و البحث عن الاخرين التجسس هو التقصي و البحث عن الاخرين في الامور السيئة يبحث عن الاخرين عندهم عيوب ماذا يصنعون جلسوا في هذا المكان يتحدثون ربما احوال في المره القادمه ان اطبق بعض الاشياء لانه بعض الاوقات حتى انه شخص يتحدث في التلفون او يكتب في الواتساب الذي يجلس بجانبه يشاهد مرفوض انه شخص يستقصي الاخرين و يتجسس على الاخرين هذا حرام حتى لو كنت تستطيع الرؤية يجب ان تجتنب ، اذا كان مثلا يتحدث في هاتفه يكتب رأيت انك ترى الكلام عليك ان تبتعد لا انه تواصل النظر و تكشف اسراره ، اما التحسس و هو بحث و لكنه مطلوب انه شخص يستقصي المحتاجين من منطقته من الناس ليقف معهم و يساعدهم هذا امر مطلوب هذا بحث و هذا بحث ربما يبحث الشخص عن نفس الشيء عن ان فلان فقير او غير فقير اذا كان يبحث عن كونه فقير او غير فقير لؤذيه ليكشف اسراره حرام صار تجسس اما اذا كان يبحث عن كونه فقير ليقف معه و يساعده فهذا امر مطلوب هذا تحسس مطلوب .
- العلاقه بين سوء الظن و التجسس و الغيبة الاية جائت بالفقرات مترتبة وهو ان سوء الظن يحرك نحو التجسس ، الشخص الذي يسيء الظن رآى شخص مثلا واقف مع امرأة اساء الظن تجده يحرك في نفسه انه الان اقف انظر ماذا يعملون ربما مثلا تحرك مثلا ومر يرجع يقول ماذا صنعوا هذا تجسس حركه سوء الظن و التجسس يحرك في الانسان الغيبة و فضح الناس لانه اذا اكتشف شيء عادة يأتي لاخيه الاخر و يقول رآيت فلان اليوم كذا يعمل و تجد القضية كلها مترتبة على سوء الظن أنه اساء الظن و ركب و نقل و الثاني بعد النقل لا ينقله كما سمعه بما مثلا اذا طبقنا انه ينقل شخص يقول رأيت شخص مع امراة يتبادلان الابتسامه و الضحك الاول يقول رأيتمهما يبتسمان و لا ادري ما عندهما الثاني ينقل انهما رآهما فلان و يقول انهما ارادا كذاو كذا فهنا هذه النقولات ينقل و طبعا النقولات يجب على الانسان المسلم الواعي المتزن ان لا ينقل التحليل يعني لو كان هناك خبر مطلوب نقل الخبر تنقله هو فقط الجمله نفسها لا تنقل معها رأيك و التحليل و الاستنتاجات .
- الاسلام يريد الحياة الامنة لا يريد من المجتمع ان يخاف كل شخص ٍ من الاخر بل يريد من المجتمع بعضه مع بعض ان كل فرد و جزء من المجمع يحافظ على الاخر و يسدد الاخر لا أنه يكشف عوراته و يفضحه .
- التجسس و ان كان مطلقا ً هنا ايضا استثناء كما استثنينا في سوء الظن ، التجسس في الاية مطلقا ً مرفوض مطلق ولكن هل فيه استثناء او لا ، القرائن التي دلت على ان التجسس مرفوض كلها تشير الى ان التجسس هو بين افراد المجتمع بل حتى بين فئات المجتمع و لكن لو كان هناك شيء خطر على المجتمع في هذه الحالات للحاكم الشرعي ان يجعل عيون كما كان النبي صل الله عليه و اله وهو الحاكم وهو قائد المجتمع بأكمله عنده عيون يتابعون التغيرات و يتابعون المنافقين ، أمير المؤمنين عليه السلام ايضا عنده عيون بل يجعل العيون بعضها حتى على الصالحين كالولاة مثلا الوالي لامير المؤمنين عليه السلام في المكان الفلاني ، أمير المؤمنين يكتب له لقد بلغني من العيون بالمعنى انك تستمع و تستجيب للموائد الفخمه و الفارهه ، فعنده عيون هذه حالات استثنائية لحفظ المجتمع و لكن هذه ليس الافراد فيما بينهم هذا يتجسس على هذا .
الحكم الثالث ، وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ،
و هي نتيجة لما سبق من سوء و الظن و التجسس اجتنبو و اجتنبوا و ايضا اجتنبوا طبعا ما سبق هو سبب من اسباب الغيبة وليس حصر فيه ، الغيبة قد يكون لها اسباب اخرى مثل الحسد و غير ذلك ،
- الاسلام نهى عن العلة و المعلول في هذه الايات نهى عن الغيبة و نهى عن اسباب الغيبة ابتعدوا عن اسباب الغيبة حتى لا تقعوا في الغيبة فنهى عن الجميع بعد ذلك قالت الاية أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فكَرِهْتُمُوهُ ،
لماذا قالت الاية هذه الفقرة ،
- لبيان قبح الغيبة وصفها القران باكل ميتة الانسان كان الانسان كأكل الميتة يعني إشارة للاستبشاع و قبح هذا الفعل ،
- هذا المثال البليغ يبين ان حرمة الانسان المسلم و كرامته كحرمة جسدة بل اكثر الانسان قيمته ليس في الجسد قيمة الانسان في روحه و كيانه شخصيته و كرامته لذلك هي اعظم ولكن لان المجتمع يستبشع و يستوحش ان ياكل الانسان الانسان ، أمر عظيم فضرب له مثال بذلك و الا في الواقع ، الاكل من شخصية الانسان و كرامته هو ابشع من الاكل من جسدة لان الانسان قيمته بروحه و ليست بجسده .
- و لبيان هذا القبح من الغيبة وصفها باكل الميت وهو الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه لماذا قال الميتة أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فكَرِهْتُمُوهُ لبيان انك تغتاب انسان و الانسان غير الحاضر هو كالميت ، الميت لا يستطيع ان يدافع عن نفسه و انت تغتاب من لا يستطيع ان يدافع عن نفسه إذا ً انت كأنك نأكل في جسده .
الحكم الرابع ، وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ،
- وجوب التقوى و التجنب و الحذر من الغيبة و اسبابها اوجب القران على الانسان ان يكون متقيا ، متقيا ً بمعنى ان يكون محتاط ً مجتنبا ً لهذه الموارد التي توقعه في سوء الظن و التجسس و الغيبة .
- وجوب التوبة فعلى الانسان الذي وقع في الغيبة ان يتوب مباشرة ً و يرجه لله سبحانه و تعالى لا يتمادى اذا وقع الانسان في معصية في غيبة عليه مباشرة ً ان يتوب لانه هناك احاديث تشير الى هذا المعنى ان الله لما فتح باب التوبة فتح باب القبول و لما فتح باب الاستغفار فتح باب القبول ان يرجع الانسان و يقبله الله سبحانه و تعالى و ان كانت هناك شروط ،
- بينت الاية باب التوبة مفتوح و ليس للانسان ان يقنت و ييأس من رحمة الله و يقول اغتبت كذا و ارتكبت هذه المعصية ، مهما كان باب التوية مفتوح و على الانسان ان يبادر مباشرة و يرجع لله .
اضرار الغيبة ،
- هي معصية و يزداد صاحبها اثما ً و يكتسب معصية ً بها و يزداد بعدا ً عن الله ، اذا اغتاب الانسان و ارتكب هذه المعصية يزداد بعده عن الله هذه المعصية ليست من المعاصي الهينة هناك معاصي قد تكون بين الانسان و بين ربه سرعان ما تنتهي و لكن المعاصي التي ترتبط بالناس فهي خطيرة و تبعد الانسان و الرجوع الى الله فيها صعب كما سيأتي .
- لا يغفر لصاحبها حتى يعفوا عنه من اغتابه ، إغتبت شخص و اهنته و جرحت شخصيته هنا ليس بكلمة تبت وانتهى الموضوع اذا رضي عني اذا كنت استطيع ان اطلب منه السماح و رضي عني هنا الله سبحانه تعالى يعفوا عني و إلا تبقى و يأتي يوم القيامه الانسان و عنده اعمال كثيرة و لا يراها أين ذهبت هذه الاعمال يُقال له أُخذ من حسناتك و وضع لفلان لانك اغتبته في ذلك العالم في ذلك الوجود تقول اريد ان اعمل لا تستطيع ، اريد ان يسامحني في ذلك الوقت هو محتاج وهو يريد الخير لنفسه هناك حساب لذلك الانسان عليه ان يصلح من نفسه و علاقته و يتوب الى الله سبحانه و تعالى و يرجع مباشرة ً كلما وقع منه ذنب يستغفر و يسعى لاصلاحه .
- من اضرار الغيبة انها تهدد ماء وجه الانسان و حيثيته للخطر يعني اذا اعتبت شخص و كان شخصة في المجتمع ، المجتمع يحترمه و جات و تستغيبه هنا جرحت شخصيته أثرت على مقامه في المجتمع و هذا ليس أمرا ً هين لذلك قال بعض العلماء ، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي يقول في بعض موارد الغيبة هي اعظم من القتل أمر خطير و لكن يتساهل المجتمع خصوصا اذا صارت على هيئة مزحه ، نذكر عيوب الاخرين بعنوان مزحه وان كان من خلفه هذا حرام اذا كان فيه اظهار لنقص و عيب و اذا كان هو لا يرضى فهو حرام .
- الغيبة تتلف العلائق الاجتماعية و تضعفها بل تولد العداوات بين الناس حتى لو اكنت مزحه التفتوا الى هذه النقطه انه قد يقول شخص ثم نذهب له و نقول له البارحه اغتبناك ، هذا لا ينفع يولد في النفس شيء ، لو قال سامحتك قد يستقط من جانب شرعي مثلا المسائلة يوم الحساب و لكن في المجتمع ولدت عداوة و لد في نفسه ضغينه و لد في نفسه منك تحسس على اقل تقدير ، عدم قبول و هذا تعرفه اذا صرت تتابع الحالات الاجتماعية ، المزحه التي فيها اشارة و اهانة و استنقاص مثلا نحن نقول لا مشكله ، و لكن كثير من العداوات التي تنشئ بعد علاقات حميمة طويلة سنين اصدقاء مع بعض و اذا تجد الاختلاف و تفروقوا وهذا صار يعادي هذا و صاروا لا يقبلون بعض اذا ترجع اليها كثير منها اما انه تكلم عليه من خلفه او انه مزحة استهزاء و استنقصه يتحسس في نفسه ومرة ثانيه يتحسس في نفسه تتراكم تتراكم و اذا هو يتركه و يبتعد عنه و تصبح عداوة أبحثوا و انظروا سوف تجدون أكثر الخلافات بين الاصدقاء و العلاقات الحميمة التي طالت سنين سببها مزحه او غيبة .
- الغيبة تنثر بذور البغض و العداوة بين الناس .
- الغيبة تساهم في نشر الفساد و العيوب في المجتمع ، لانها تهون الامر ، في بعض البلدان كانوا ينشرون حوادث القتل حوادث السرقه بالتعيين ايران كانوا ينشرون في الجرائد بعد ذلك جاء امر من السيد الخامنائي انه لا تنشر ، قال لانها تهون الامر ، يعني عندما تقول اليوم رأينا فلان مثلا يشرب خمر اليوم رأينا فلان يعمل الجرم الفلاني اليوم رأينا بنت منطقتنا واقفه مع شاب نقل هذه الامور بين المجتمع شيء فشيء تصبح مقبوله كانها امر عادي فالغيبة نفسها تساهم في نشر الفساد في المجتمع و تجعل الفساد امر هين و مقبول مع الوقت في العقل الباطني اللاإرادي الانسان يجد ، انه سمعنا فلان يعن يليس شيء مستوحش و كبير لانه يقع بكثرة بالنقل بكثرة اما اذا صا ر مستور و مخفي الناس تستوحشه و ترفضه و تنفر منه .
- الغيبة تدل على دناءة صاحبها و هذه النفسية عادة الذي يغتاب الاخرين و يريد ان يبين عيوبهم ن هو فيه خلل فيه شيء .
احاديث في هذا المجال و ان شاء الله نواصل الحديث تطبيقا في الغيبة ،
- و رد عن النبي صل الله عليه و اله انه خطب بصوت ٍ عالي و نادى يا معشر من اسلم بلسانه و لم يؤمن قلبه لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورة اخيه تتبع الله عورته ،
الله سبحانه و تعالى هو الذي يتتبع الله هو القادر يعني انت ان اردت ان تفضح شخص و تخرج عورته و سوءه ربما تستطيع و ربما لا تستطيع ولكن الله سبحانه و تعالى يستطيع فإذا اردا الله ان يفضحك فهو القادر لذلك قال النبي يا معشر من اسلم بلسانه و لم يؤمن قلبه لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عورة اخيه تتبع الله عورته و من تتبع الله عورته يفضحه الله في جوف بيته ،
هذا حكمه انه الله سبحانه و تعالى يفضحه ، مادامت الغيبة عندك سهله تغتاب الناس تتحدث عن الناس تاكد انك في بيتك سوف تسقط في عين اولادك تسقط في عين بناتك تسقط في عين زوجتك ، تقول الزوجه ليس هذا رجل كفوء ويقول الابن ليس هذا الرجل الذي يكون لي قدوة يراه ناقص .
- قال رسول الله صل الله عليه و اله إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا يعني شخص عنده ربا يعطي اموال و يأخذ الربا اموال حرام و الربا معروف ، ايات كثيرة إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطئية من ستة و ثلاثين زنية ٍ يزنيها الرجل ، شخص يحصل درهم من الربا اكثر من انه زنا ستة و ثلاثين مرة الزنا شيء عظيم ليس شيء سهل الربا اكثر ثم يقول النبي صل الله عليه و اله و اربا الربا عرض الرجل المسلم يعني الرجل المسلم عندما تغتابه فأنت اكثر من هذا الربا يعني اكثر من الزنا مرات و مرات عديدة فلماذا الانسان يحصل على هذه الاثام لذلك روايات كثيرة من ضمنها ان الشخص اذا سبح الله سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و اكبر مثلا غرست له في الجنة شجرة يقول النبي صل الله عليه و اله بعضهم يقول ما اكثر ما غرس لنا في الجنة او ما اكثر ما حصلنا في الجنة مضمون الحديث فيقول النبي لا تحرقوها اولا ترسلوا عليها النيران بإغتيابكم ، ترسل عليها النار بالغيبة ، الغيبة ليست امرا ً هين ، بل هي أعظم من الربا و الربا اعظم من الزنا إذا ً هي اعظم من الزنا بكثير .
- ورد في الحديث ان الله اوحى لموسى عليه السلام قائلا ً من مات تائبا ً من الغيبة فهو آخر من يدخل الجنة إغتاب و تاب قبلت توبته و لكن الحديث يقول آخر من يدخل الجنة ، المغتاب يدخل الجنة و لكنه في الاخير ومن مات مصرا ً يعني غير تائب إرتكب تكلم اليوم في الشارع عن فلان اليوم رأينا فلان و كذا و كذا ، هذه الامور السهله التي عندنا ، ومن مات مصرا ً عليها فهو اول من يدخل النار ، هناك من يدخل النار قاتل او زاني هذا اول من يدخل النار .
- ورد عن النبي صل الله عليه و اله انه قال الغيبة اسرع في دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه كان شخص دخلة في جوفه اكله ، فكم تنخر في جوفه و تقضي عليه ، دين المسلم و إيمانه و تقواه و إرتباطه بالله سبحانه و تعالى ، الغيبة تأخر أكثر و أسرع لا يلتفت لنفيه لا و هو بدون ايمان خرج من غير دين ذلك الحذر من الغيبة و اثراها ، و التساهل فيها و في النقولات .
- عن الامام الصادق عليه السلام من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه و هدم مروته ليستقط من اعين الناس اخرج الله من ولايته الى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطلن ، يعني صار تبعا ً للشيطان ، الشيطان يقبل به كإخراج يخرجه فبعد ان خرج من ولاية الله الشيطان يقول مرفوض ، متى يقول مرفوض ، الاية تقول عن لسان الشيطان يوم القيامه وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ جعلتكم تخالفون و تعصون مَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (2) في ذلك الوقت تبرأ الشيطان مني من ما ارتكبته من الغيبة انا اغتبت ن وأردت ان ابين ان فلان عنده خلل بعد ذلك خرجت من ولاية الله و من يخرج من ولاية الله حتى الشيطان لا يقبله ، لذلك علينا ان نحذر من هذا الامر الخطير و هذه المعصية الكبيرة جدا ً .
الهوامش ،
- سورة الحجرات الاية 12
- سورة ابراهيم الاية 22