c سوء الظن و التجسس و الغيبة ( 2 )

سوء الظن و التجسس و الغيبة ( 2 )

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ

مواصلة للحديث حول الغيبة وما مر من بعض التفصيل فيها ،

قيمة الانسان الاجتماعية بإعتباره الروحي و ليس بإعتبار جسده هي فقط و إن التعدي على الجسد امر عظيم فالقرآن ذكر مثالا ً ان الغيبة هي كالاعتداء على الجسد و أكله ميتا ً ، وكما ذكر بعض العلماء أن الغيبة هي أول الكبائر التي توعد الله عليها في القران الكريم ،

فقد جاء في الرواية الصحيحة عن ابن عمير عن الصادق عليه السلام قال  من قال في مؤمن  ٍ  ما رأته عيناه او سمعته اذناه فهو من الذين قال الله عز و جل عنهم إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  فتوعد الله من يستغيب بالعذاب الاليم بل هناك بعض الروايات تشير للخلود في جهنم .

اولا : تعريف الغيبة كما جاء في الحديث و كما يذكره العلماء ،

قال الصادق عليه السلام الغيبة ان تقول في اخيك ما ستره الله عليه ، شيء مخفي و ستر الله عليه و تذكره فهذه هي الغيبة التي توعد الله عليها بهذا العذاب الاليم ،

يقول السيد السيستاني حفظه الله ، الغيبة هي ان يُذكر المؤمن بعيب ٍ في غيبته سواء كان بقصد الإنتقاص أم لم يكن ، يعني مجرد ، تعليق على كلام السيد تذكر عيب المؤمن سواء كان هذا العيب في جسده في دينه في أخلاقه في تصرفاته معاملته تذكره انت كنت قاصد ان تستنقصه و تهينه أم تقول اذكره هكذا فقط ليس قصدي اهانته او استنقص منه ، مدام هو عيب ومنقصه فيه سواء كان هذا العيب في الدين او في الأخلاق او في الجسد او في الأهل او في المال او في كل شيء ،

و يقول السيد سواء كان العيب في بدنه او نسبه ام في خُلقه ام في فعله ام في قوله ام في دينه ام في دنياه ام في غير ذلك مجرد ان عيب ينسب اليه فهو غيبه و هو حرام و كبيرة من الكبائر يقول السيد أما يكون عيبا ً مستورا ً عن الناس كما لا فرق في الذكر ان يكون بالقول الصريح و تقول فيه عيب ام بالفعل الحاكي عن وجود العيب ، بعض الاوقات تشير بإشارة و تقصد فلان تعمل حركة وليعرفوا انه فلا اعرج فهو غيبه و حرام ،

و ذكر بعض الفقهاء ان الغيبة حرام حتى للاطفال ذكر الاطفال مثلا بالعيوب ، بعضهم قال إذا يتاذى بعضهم قال مطلقا ً إذا فيه عيب فهو حرام حتى للطفل الصغير .

ثانيا : اسباب الغيبة ،

 من اسباب الغيبة ذكرنا في الاية منها سوء الظن منها الحسد التكبر الحقد الانانية الغضب اللعب و الهزل الافتخار و التباهي بالنفس شخص يفتخر بنفسه انا ليس لدي اخطاء انا ليس بي مرض لست مثل فلان مريض ،

التباهي بالنفس و ننسى الحديث الذي يقول ، الغيبة أشد من الزنا نتباهى قد يكون بأننا صلحاء مثلا و نصلي نقول فلان لا يصلي الغيبة اشد من الزنا ،

تبرئة النفس من العيوب او تخفيفها عند الناس ، يعني بعض الاشخاص الذي عنده عيب عنده نقص في نفسه يحاول ان يذكر عيوب الناس كي يكون حاله من حالهم ، هذا موجود فعلا ً ،

 

مجارات الاصدقاء ،

من اجل ان يجاري الاصدقاء جالس في مجلس و هم يتحدثون وهولا يقدر ان يتحدث ليش عنده شيء يحاول ان يذكر قصه مثلا فيذكر فلان كان كذا و كذا ، هذه غيبه و هي من الكبائر ،

ايضا ذكر الغير بهدف رحمته انه كأنه رحمه عليه ،مثلا يقول مسكين فلان ينصحونه و لا يسمع الكلام ، فلان فيه كذا ، اذا ذكرت العيب فهو كبيرة من الكبائر هذه غيبه .

الغضب من ظهور المنكر بعض الاوقات شخص منزعج لانه رأى فلان يرتكب منكر يأتي و يتحدث عنه ان فلان فعل المنكر الفلاني و هو غضبان يُقال له انتبه انت الان ترتكب كبيرة ربما أشد من ذاك الذي فعل .

ثالثا : مجالس الغيبة ،
مجالس الغيبة متعدده ،

  • مجال السياسه تكثر فيها الغيبة ، فلان يقول هذا الخط منحرف هذا الخط عميل ، كل شخص يذكر عيوب الاخرين ، حتى لو كانت فيه عيوب  لا يجوز الحديث عن الاخرين سواء ً كان في هذا المجال او في ،غير هذا المجال .
  • مجالس الؤمنين ، نجد مجالس المؤمنين ايضا تحدث فيها هذه الامور و بعضها نستهين بها و نعتبرها شيء هين و عادي ، هذا حزب الله من المؤمنين و ذاك ليس من هذا الحزب و ليس من هذا التوجه و نستنقصه و نذكر عيب فيه و العكس ايضا ن هذا كله خطأ و غير صحيح ، يعني لوكان في هذا الخط او هذا التوجه انحراف و تريد ان تصلحه تذهب و تصلح تعمل بالوظيفة الشرعية اما ان تتحدث عنه فهذا ليس مجلس من مجالس الله ليس مجالس رحماني و انما يكون مجلس شيطاني ، مجالس الناس العاديين يتحدثون و يضحكون و ليس عنده إلا ان يتحدثت ذهبنا و رأينا و فلان قوي ، هذه ايضا كلها اخطاء يجب علينا ان نتحذر منها .

رابعا ً :  مستثنيات الغيبة ،

  • غيبة الظالم ، المظلوم يغتاب من ظلمه إنتصارا ً لظلمه جائز ، يقول تعالى لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ، المظلوم يجوزله ان يذكر من ظلمه ، العلماء يقولون يجوز له ان يذكر من ظلمه في هذا الخصوص فقط في مقدار ما ظلمه و ليس في كل اموره ، ارتكب لك ظلامه في هذا المجال تذكره في هذا المجال ، نسبه ُ حسبه ُ قرابته ُ أهله أملاكه كلها ليس لها دخل فقط في هذا المجال ، أيضا أن يكون بغرض الانتصار ، يعني أخذ حقي من الظالم ، طبعا ً لا نتحدث عن الحكومات لان فيها تفصيل اكثر ، انما الحديث ان يكون إنسان ظلم إنسان في مجتمع مؤمن بين المؤمنين ، شخص ظلم شخص فيأتي لينتصر ليأخذ حقه يجوز له ان يتحدث و يقول فلان ظلمني في الشيء الفلاني كنت اعمل معه و خدعني ، في هذا المقدار ليس لكل احد ، يتحدث لمن يكون سبب لنصرته و تحصيل حقه فقط ، هل له حق ان يتشفى من خلال حديثه عن من ظلمه و يريح نفسه من الظلم الذي لحق به ، لا يجوز يقولون فقط للانتصار غير ذلك لا يجوز .
  • نصح المستشير ، شخص استشارني جاء و قال فلان تقدم لخطبة ابنتي ما هو رأيكم فيه ، انا اعلم انه عنده العيوب الفلانيه التي تنافي هذا الموضوع هنا يجوز بل قد يجب ان ابين ان فلان فيه كذا و كذا ، اكون مخلص صادق في المشورة و اعطيه الجواب المناسب .
  • إبتداء النصح ، في بعض الاوقات هو لم يستشيرني و لكن اعلم اخي تقدم لبنته شخص و انا اعلم ان هذا الشخص فيه عيب قد يدمر حياة البنت ، او انه يريد ان يدخل معه في تجارة او معامله او شراكه انا اعلم ان فلان يخدع و غير صادق هنا يجوز ان  ابتدئه بالنصح و اقول له لا تامن هذا الشخص ، و أذكر الشيء بما هو فقط من غير زيادة .
  • حسم مادة الفساد كإغتياب المبتدع ، الاشخاص المبتدعين جاء شخص و خرج ببدعه بين الناس او انه جاء و إدعى إدعاء خطير على العقيدة هنا يجوز ان ابطل هذا الادعاء و اذكر انه غير صادق و انه اذكر عيوبه في هذا المجال ، هناك حديث مضمونه يقول باهتوا اهل البدع البعض تصور خطأ و عمل به البعض كالتكفيريين ، التكفيريين عندهم انه الروافض عندهم و يختلقون تهم ينسبونها للشيعه و يقولون الروافض يجلسون نساء و رجال يقولون إستنادا ً للحديث الذي يقول باهتوا اهل البدع ، باهتوهم يعني بهتان يعني انسبوا لهم الباطل حتى يفر الناس عنهم هذا حرام عندنا ليس هذا المقصود على فرض صحة هذا الحديث ، باهتوا اهل البدع الشهيد المطهري يقول بمعنى إسبقوهم و بينوا الحقائق لا انه انسبوا اليهم الباطل وقولوا و يعملون  و هم لا يعملون اذكرهم فقط بما فيهم و لا تزيد على ذلك .
  • من الاستثنائات جرح الشهود جاء شهود سواء كان الشهود على مستوى يشهدون على الهلال او يشهدون لزواج او طلاق او إثبات قضية معينه يجوز ان تقول هذا الشاهد عادل او غير عادل هذا فيه خلل او ليس فيه خلل .
  • دفع الضرر عن المغتاب كالقتل لو كان هذا الذي اريد ان استغيبه شخص عمل عيب و تكلم بكلام نابي كلام خطأ جاء الحاكم فأراد ان يقتله او ياخذه او يضره او ينتهك عرضه هنا يجوز ان اذكر عيوبه حتى يبتعدوا عنه .
  • حفظ النفس و العرض و المال بذكر الغيبة يعني شخص تحدث عن اشخاص اخرين و قال ان فيهم امور توجب ضررهم او ضرر مالهم او اعراضهم و انا اعلم الناس يعتمدونه انه صادق هنا يجوز ان اقول ان فلان كاذب اذكر مواصفات العيوب التي من خلالها احفظ الاخرين من الاعتاد عليهم و انتهاك حقوقهم و اعراضهم من المستثنيات ذكر العيوب الظاهرة كالاعرج و الاعمى شخص ظاهره عيوبه هل يجوز ان اذكر عيوبه ،  يقولون يجوز و لكن بشرط ان لا يكون فيها استنقاص له هذا اصل ، انه فلان اعرج فلان اعمى فلان اعور أذكره  الامر ظاهر ان ابين للاخرين شيء مخفي ، فمن جهة الغيبة انه ليست غيبه و لكن بشرط جواز هذا الفعل ان لا يكون فيه اضرار لهذا الشخص و إهانة لهذا الشخص و شرط اخر ان هو راضي لا يكون رافض .
  • المتجاهر بالفسق بما تجاهر فيه فقط شخص يتجاهر بالفسق و يعمل و الناس تعرف هذا ليس معناته ان اذا جلسنا في مجلس فقط نتحدث عنه اليوم فلان عمل كذا و كذا ، فقط الامر الذي يعرفه الناس نتحدث فيه يعني يجوز في هذا المستوى فقط اما ان نتعدى لامور اخرى بعض الاشخاص لايعرفونها لا يجوز .
  • ذكر العيب لمن يعرفه فقط كما اذا كان ظاهرا ً لشخصين رآى شخص ارتكب عمل معين وهو غير متجاهر و لكنهما رأوه معا بعضهم البعض اذا جلسى مع بعض يجوز لهما ان يذكراه او لا، يقول العلماء يجوز و لكن بشرط ان لا يكون استنقاص و لا يكون تشهير و لا يكون فيه نشر لهذا الامر و ان لا احتمل ان صاحبي نسى الذي رآى معي قد يكون نسي رآه معي و لكن مع الوقت مضى من نفسه لا اذكره و اقول فلان تذكر يوم كنا في المجمع الفلاني رأينا فلان كذا لا يجوز .
  • القدح في المقالات الباطلة التي تنسب للدين يقول العلماء يجوز ان نقدح فيها و اذا كانت خطيرة يجوز حتى ان نقدح في قائلها و نذكر عيوبه التي فيه و لا نتعدى عن ذلك .
  • رد مدعي النسب زورا ً بشرط وجود ضرر على ذلك شرعا ً ، مدعي النسب هل اذا شخص ادعى النسب مثلا انا اعرف شخص في القرية  او في البلد انه ليس سيد لا ينتسب للنبي لكن اعلم انه يدعي السياده و يدعي انه سيد يذهب و يقول انه سيد هل يجوز ان استغيبه و اقول انه ليس سيد اكشف هذا المدعى او لا ، العلماء يقولون يجوز و لكن بشرط ان يكون هذا الادعاء فيه ضرر و مترتب عليه امر شرعي خطر ، مثلا شخص يقول انه سيد يذهب من هذه المنطقه الى منطقه ثانيه و يطلب المساعدات بإسم انه سيد او انه يدعي السيادة و النسب  الى العائلة الفلانية لانه اذا اثبت ذلك سوف يحصل على ارث و اموال هنا يجوز ان اذكر ان هذا كذب و انه لا ينتسب اليهم في هذا المجال و غير ذلك لا يجوز .
  • ليس من الغيبة وجود شخص فيه عيب في القرية بعيارة واضحه كما اشار السيد الخوئي انه لو جاء شخص و قال في القرية الفلانية فيها شخص يشرب الخمر ، يقول هذا ليس من الغيبة لانه لم استغب شخص بعينه كلام عام في القرية الفلانية فيها شخص ، في البحرين فيها شخص منحرف ويمكن اشد انحراف من شخص في الدوله الفلانية هذا كلام عام ليس شيء ، هذا مستثنى ايضا و لكن اللحظ أمر بعض الاوقات نققل الدائرة و نقول لو نتحدث عن عائلة و اقول العائلة الفلانية فيها شخص منحرف فيه العيب الفلاني لم اذكر اسمه يقولون لا تكون غيبه بهذا المعنى إلا إذا كان اعيب سوف ينسب لافراد العائلة و هذا يحدث كثير ربما مثلا نرى بعض الاشخاص عندهم تساهل في هذا الامر و هذا مهم ن نحتاج ان نلتفت الى هذا الموضوع انه شخص في العائلة الفلانيه عنده اخطاء متجاهر بها نتحدث عنه ننشر و ربما نصوره انه يعمل بعض الامور و نقول هو متجاهر ، الان هذا العيب الذي انشره عنه هو لا يراه عيب لنفسه لكن اذا كان هذا يعتبر عيب اجتماعي و عرفا ً و انا لم اقصد الاستنقاص ، التعريف الذي مر في بادئ الكلام و لكني صورت هذا الشخص و نشرته الان العيب سيكون لاولاده لبناته ، يعني حتى البنت اذا تتزوج يُقال ان اباها كذا  وكذا إذا ً لابد ان نلتفت انه  اذا عملنا عمل لا بد ان نقول هذا العمل و هذه الغيبة هو غيبه لانه ليس فقط للشخص و انما غيبه لافراد الاسرة بإكملها   علينا ان نلتفت ان لا ننقل شيء يسيئ الى افراد و اذا قلنا بإنهم هم لا يضرهم و يرضون ومتجاهرون ، هل يضر غيرهم ممن ينتسبون اليهم اولا فيكون ايضا محرم و كبيرة من الكبائر التي توعد الله عليها بالنار .

خامسا ً : الرد على المغتاب ،

يجب الرد على المُغتاب ، قال النبي صل الله عليه و اله من اُغتيب عنده اخوه المسلم فإستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا و الاخرة ، أُغتيب شخص عندك و تستطيع الدفاع و لم تدافع انت مخذول في الدنيا و الاخرة علينا ان مخذولين او منصورين عند الله سبحانه و تعالى نختار الطريق الصحيح فنرفض الغيبة و إذا إستطعنا ان ندافع ندافع عن الذي اُغتيب ،

ملاحظة ، يجب ان لا يكون الرد متسرعا في الرد عن الغيبة اذا اغتاب شخص مثلا  رأيت شخص يتحدث عن اريد ان انبه او ارد اولا لا يد ان يكون عندي إطمئنان انه ليس من المستثنيات قد يكون كلامه من المستثنيات في الغيبه فإذا كان من المستثنيات فلا يجوز الرد عليه اما اذا كنت احتمل انه غير مستثنى قد يكون من الغيبه الجرام هنا ارد عليه و لكن بإسلوب غير متسرع مثلا انبه و اقول و ابرر للفعل الذي جاء به من ذكره هذا الشخص و اقول ربما كان يفعل و عنده مبرر ربما كان يفعل و قصده شيء اخر فإذا رأيت الاصرار اقول له قف هذا محرم و ادافع عنه و اقول انت لا تعلم و اوقفه عن الكلام .

سادسا ً: علاج الغيبه و الإستماع اليها ،

  • ان يعالج الصفات الذميمة فيه الانسان الذي يريد ان يتخلص من الغيبه ينظر سبب الغيبة ماذا ، عادة هو الحسد الضغينه البغضاء الغرور التباهي الكبر الى اخره يعالج هذه الفصات الذميمة التي هي فيه التي تحركه نحو الغيبة من سوء الظن و غير ذلك يقف عند نفسه اذا رآى فيه شيء من الحقد و الحسد على الاخرين يحاول ان يترك اذا رآى فيه سوء ظن يحاول ان يجتنب و يخلق التبريرات و يعالج نفسه من هذه الجهة .
  • ان يعلم المغتاب ان فعله هذا بمثابة اكل لحم اخيه الميت ، كانك حكما ً يعني منزل منزلة من يأكل الميت وهذا امر خطير فعليك ان تبتعد .
  • التفكر في الغيبة فلعلها لا تغفر،  تستغيب و لا يغفر لك انت ذكرت عيب شخص و هذا الشخص سوف  يغفر له و انت لا يغفر لك ففكر سجلت عليك امرا ً عظيما ً التنازل عنه من الطرف الاخر يوم القيامه لا تضمنه في ذلك العالم الذي يكون الشخص بأمس الحاجة لا تضمن ان يتنازل لك ، وربما ما اغتبت به و ذكرته من عيب ٍ فيه يغفر له مباشرة ً ، يقول أمير المؤمنين عليه السلام لا تعجل في عيب احد ٍ بذنب ٍ فعله مغفور ٌ له لا تأمن على نفسك صغير معصية ٍ فلعلك معذب ٌ عليه ، هذا الذنب الصغير و الذكر الذي تراه عابر ربما انت معذب عليه و ذاك الذي ذكرته مغفور له فتكون على حذر من ذلك ، إذا تفكر الإنسان هذا التفكر يعطيه شيء فشيء الاقلاع عن ذكر الآخرين  .
  • ان يذكر سِتر الله عليه ليكون حاجزا ً عن ذكر الناس يذكر عيوبه ، نذكر عيوب الناس ، نقول فلان إرتكب نحن اعرف بأنفسنا فلان إرتكب ذنب فلان فعل مخالفة ، هل نحن بيننا و بين الله معصومون ، لا نرتكب و لا نخالف ، كل شخص ٍ يرى عنده مخالفات ، ربما هو بينه و بين نفسه مقتنع ان الاخطاء التي يأتي بها اكثر من غيره بل انه يتصور نفسه لو يكشف له لكان في النار مباشرة من أخطاءه علينا ان نفكر يقول امير المؤمنين عليه السلام في النهي عن الغيبه ، فإنما ينبغي لاهل العصمة و المصنوع اليهم في السلامه ان يرحموا أهل الذنوب ، الإمام الراحل رضوان الله عليه يقول حتى في حال الامر بالمعروف و النهي عن المنكر اذا رأيت شخص يرتكب المنكر عندما تقول له لا تفعل لا ترى نفسك انك افضل منه لا تجعل في نفسك انك متقدم عليه و انك مطيع و هو عاصي ربما فيه صفات عند الله   يكون مقبول و هو مقرب و انت مرفوض إذا ً فيقول امير المؤمنين فإنما ينبغي لاهل العصمة و المصنوع اليهم في السلامه ان يرحموا أهل الذنوب و المعصية و يكون الشكر هو الغالب عليهم و الحاجز لهم عنهم فكيف بالذي عاب اخاه و عيره ببلواه أما ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه ما هو اعظم من الذنب الذي عابه به لماذا لا تذكر ما ستر الله عليك من الذنوب ربما يهيئ لك من يفضحك كما ذكرنا من الاحاديث ، يعيب اخاه و بما هو فيه من العيوب اكثر من ذلك   .
  • الراد عن الغيبه يرد الله عنه شر الدنيا و الاخرة عندما ترد عن الغيبه تبتعد عنها و تنهى الاخرين عن الغيبه فأنت تكون في حماية الله سبحانه و تعالى و يكون الله و المدافع عنك يقول النبي صل الله عليه و اله من رد عن أخيه غيبة ً سمعها في مجلس ٍ رد الله عنه الف باب ٍ من الشر في الدنيا و الآخرة .
  • السامع للغيبة مخذول في الدنيا و الاخرة قال النبي صل الله عليه واله من اغتيب عنده اخوه المسلم فإستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدينا و الاخرة ذكرنا اذا دافع يغلق عنه ابواب الشر و اذا خَذَل خذله الله في الدنيا و الاخرة و أي خذلان اذا كان من الله سبحانه و تعالى .
  • ان يفكر المغتاب الذي يغتاب الاخرين ماذا يلاقي المغتاب يوم القيامه ففي الحديث عن الرسول صل الله عليه واله أنه نظر في النار ليلة الاسراء فإذا بقوم ٍ يأكلون الجيف فقال يا جبرئيل من هؤلاء قال الذين يأكلون لحوم الناس ، الذين يأكلون لحم الناس يوم القيامه  يأكلون الجيف .
  • الغيبة تاكل الحسنات قال النبي صل الله عليه و اله الغيبة حرام على كل مسلم و ان الغيبة تأكل الحسنات كما تاكل النار الحطب ، شخص يعمل الحسنات ومضمون الحديث ان شخص يعمل من الصالحات كثير يوم القيامه ياتي فيعطى كتابه يُقال له إقرأ كتابك فلا يرى اعماله انما يرى السيئات فيقول ليس هذا كتابي ، كتابي انما عملت الصالحات فيقال له اخذت منك انتهت و ذاك الذي كان يُغتاب ايضا يقرأ كتابه و يرى الحسنات الكثيرة و يقول لم يكن هذا عملي فيقال له لقد اغتابك فلان و فلان و اخذنا و اعطيناك .
  • التفكر فيما تشتمل عليه الغيبة ، الغيبة تشتمل على موابق كثيرة و مساوئ كثيرة و اولاها خيانه ، الشخص عندما يغتاب الاخرين يعني خان الامانه و ذكرهم و فضحهم الغيبة فتنه ، و الفتنة اشد من القتل عندما تغتاب الاخرين و تجعلهم ممقوتين مرفوضين في المجتمع فقد صرت مفتنا ً موجبا ً للفتنه و الفنته اشد من القتل .

بعض المسائل للسيد السيستاني في هذا المجال :

السؤال :   شخص اغتاب شخص فهل يجب عليه ان يعتذر منه شخصيا ً او يستغفر عن ذنبه ؟

الجواب ، السيد السيستاني يقول يكفي الاستغفار و التوبة ،

خصوصا ً اذا كان في ذكرك لهذا الشخص الذي ذكرته مثلا مفسدة ، يعني مثلا اذا ذهبت اليه و قلت له ذكرتك بين الناس و اغتبتك يزعل و يغضب و يسبب و تكون العلاقه بيني و بينه سيئة فيكفي ان استغفر الله عن ذلك .

طبعا ما يذكره العلماء بصورة عامه انه يجب الاستغفار و كثير من العلماء و الكتب تذكر انك تطلب الاذن منه و العفو و الصفح

مسألة : يجوز  للمظلوم ان يغتاب الظالم بقصد الإنتصار سواء كان ظلمه مختصا ً به او مما يعمه و غيره و الاحوط ترك اغتيابه بقصد بث الشكوى من دون ان يكون للانتصار ، ذكرنا هذا في مطاوي الكلام .

 

السؤال : هل يجوز ان نغتاب الكفار ؟

الجواب يقول السيد السيستاني ينبغي التنزه عن ذلك ، يعني الافضل تركه ،

 

السؤال : هل تجوز غيبة تارك الصلاة و الصوم او احد فروع الدين .

الجواب إن لم يكن متجاهرا ً  بذلك فلا يجوز ،

فقط فيما تجاهر فيه فعلينا ان نجتنب عن موارد الغيبة مطلقا ً حتى الاطفال قلنا انه لا يجوز اغتيابهم تجنب الغيبة مطلقا ً ليكون المجتمع آمنا ً لتعم بين الناس و المحبة بين الناس ل انه تنشر الفضائح بين الناس و العداوات و البغضاء التي تضر المجتمع .

 

 

 

 

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *