فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97)فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)
دلالات الاية
- المسؤلون هم المقتسمون الذين جعلوا القران عضين ومر الحديث عنهم و الاراء التي طرحت في ذلك فالبعض رأى انهم اليهود ومن راى انهم المشركين و كان الاختيار انهم المشركين الذين كانوا في مكه و ليس اليهود و ذكرنا السبب لكونهم جعلوا القران عضين يعني قسموا القران وهذه قبل ان ينتقل النبي صل الله عليه و اله الى المدينه فلم يكن هناك اليهود في مكه و الحديث كان في مكه وعن احداث كانت في مكه فالتقسيم كان للقران قسموا القران سحر و اساطير و مفترى و غير ذاك وكانوا يتفرقون في داخل مكه و يلتقون بمن ياتي من الحجيج ليبعدوهم عن النبي صل الله عليه و اله .
- هدف السؤال الله سبحانه و تعالى فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ما هو الهدف من سؤال الله سبحانه وتعالى للمشركين او لمن جعلوا القران عضين و قد قسموا هل يعلم الله سبحانه وتعالى و هو لا يخفى عليه شيء ابدا في السماوات و الارض إذا ما هو الهدف من السؤال الهدف من السؤال اما ان يكون لجعل هؤلاء يقفون على قبح فعلهم فيسؤلون حتى يقفوا على فعلهم القبيح و ينظروا لقبيح ما اتوا به من فعل او انه نوع من العذاب لان في السؤال احراجو في السؤال توبيخ و في السؤال لوم .
- عن ماذا يسالون ؟ هل يسالون عن فعل خاص ام عن كل شيء ما يذهب اليه المفسرون ان السؤال عن كل شيء الذي لا يترك شيء يوم القيامه الا و يسالون عنه إن كان هناك احتمال ان السؤال عم ما ورد من فعلهم من جعل القران عضين وتقسيم القران .
- العذاب نزل عليهم كما مر لكن الاية تتحدث ان العذاب سوف ينزل عليهم في الاخرة سوف يتعرضون للحساب و العذاب يوم القيامه و ان حصلوا عذاب فانما حصلوا عليه في هذه الدنيا لا يعفيهم عن عذابهم يوم القيامه .
- فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ الصدع هو الاظهار اظهار الشيء كما يقال صدع يعني شق ، شق الشيء و اظهر باطنه فإذا اظهر الشيء يقال صدع به فالاية تامر النبي صل الله عليه و اله ان يصدع بما امره الله سبحانه وتعالى وكانما هناك تخوف او ترقب من طرف النبي صل الله عليه و اله ان يدعوا ان يدعوا المشركين و ان يدعوا عشيرته و هنا الامر بان يدعوا ولا يخشى من المشركين .
- وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ اي لا تعتني بهم عليك ان تصدع وتبلغ و لا تعتني بالمشركين و بمواقفهم قبلوا ام لم يقبلوا تؤدي الرساله و ليس عليك من موقفهم من شيء او يكون المراد فلا تحاربهم فقط بلغ و لا تحارب نظرا للظروف التي كانت في بادئ الدعوة لم يكن بوسع النبي ان يقف في وجوه المشركين محارباً لهم .
- إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ إذا فاصدع و اعرض انا كفيناك المستهزئين ولا تخاف و لاتشخى انا كفيناك المستهزئين وكما سياتي انه كان الاستهزاء بدرجات عاليه إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ بماذا ؟ بانزال عذاب عليهم في الروايات ينقل انه نزلت عليهم بعض الابتلاءات و هذه الابتلاءات من امراض و غيرها جعلتهم ينشغلون بانفسهم عن النبي صل الله عليه و هل وعن دعوته فانطلق النبي صل الله عليه و اله في دعوته .
- وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97)فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)هنا الاية رجعت الى حزن النبي صل الله عليه و اله وقد تقدم الحديث في بادء الايت ايضا عن حزن النبي صل الله عليه و اله و ضيق صدره وهو تسليه للنبي صل الله عليه و اله ، ولكن فيها دلاله على عظم الاستهزاء بالنبي صل الله عليه و اله يعني هناك درجة عاليه من الاستهزاء و انكارهم و دعة النبي صل الله عليه و اله لذلك يعاود من اية و اية على انه يسلي النبي صل الله عليه وا له كي لا يضيق صدره بذلك .
- فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ هذا علاج لضيق الصدر يعني النسان اذا تعرض لضيق الصدر كما كان النبي صل الله عليه و اله والروايات تؤكد كان النبي يبادر مباشرة للصلاة و للتسبيح عن ابني عباس انه قال النبي صل الله عليه وا له إذا احزنه أمر فزع الى الصلاة فهذا تسبيح وذكر لله سبحانه وتعالى ، وعلاج لضيق الصدر .
وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ اليقين و الموت لانه اوضح و ايقن امر حتمي يؤمن به الانسان يعتقد به الانسان مهما كانت عقيدته لانه ليس هناك انسان لا يرى الموت مسلم او غير مسلم يعلم بان هذا الطريق لن يستثني احد فهو الامراليقين يعني لو شك في اي شيء يمكن ان يشك فيه في حياته لن يشك في امر الموت ، الموت امر حتمي و يقيني او ان اليقين لان يتبدل كل مشكوك به باليقين و الجزم و القطع النس نيام فاذا ماتوا انتبهوا مجرد ان يموت الانسان تنكشف له الامور كلها ، ولا يكون هناك شيء مخفي إذاً كل شيء يتحول من مشكوك الى متيقن به و يراى السيد الطباطبائي ان اليقين هنا الكشف ان يصل الانسان الى الكشف التام ، ومن ضمنها الموت ، ولكن بعض المفسرين يقول هذا خاص بهذه الجهة باليقين بالموت كما جائت ايات اخرى وذكرت ليس عن المؤمنين فقط و انما حتى عن الكافرين كقوله تعالى وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّىٰ أَتَانَا الْيَقِينُ (47) حتى اتانا اليقين هنا الموت و ليس صحيح من يقول مثلا البعض من الصوفيه او البعض من الفرق العلويه ( ليس المقصود هنا بالعلويه السادة ذرية النبي صل الله عليه و اله ) انه مثلا واعبد ربك حتى ياتيك اليقين يعني حتى تصل الى درجة اليقين و لا تحتاج الى عبادة البعض عنده هكذا ولكنه ليس من الشيعه الاثناعشريه انه اعبد ربك حتى ياتيك اليقين فإذا بلغت اليقين انتهت العبادة وزاد عليه من زاد بأن اليقين هو ولاية علي ابن ابي طالب سلام الله عليه إذاً لمجرد ان تحصل على ولاية علي ابن ابي طالب لا تحتاج ان تصلي و لا تصوم و لا تعبد الله و هذا كله خطا و ليس صحيح اليقين ممكن ان نجزم ونقطع باليقين الاستمرار على العبادة حتى الموت لان النبي صل الله عليه و اله هو اعلى شخص بلغ درجات اليقين لا يمكن ان نتصور انسان مهما كانت درجته و ايمانه و لا في مرحله من المراحل ان يكون قد بلغ اليقين كما بلغه النبي صل الله عليه واله النبي بلغ اعلى درجات اليقين في تلقيه للوحي في ارتباطه بالسماء الذي يرتبط بالسماء و ينزل عليه الملك كم هو على ايمان بما يعتقد إذا النبي صل الله عليه واله بلغ اعلى درجات اليقين و هو مستمر و لم ينقطع عن عبادته الى حين وفاته وهو مرتبط وهو مرتبط بالعباده فليس معنى و اعبد ربك حتى ياتيك اليقين ان تحصل اليقين و تترك العبادة