17/1/2014
يعتبر مولد النبي صل الله عليه واله عيد ٌ من الأعياد لذلك يجب إحياءه و يجب الإهتمام به و عدم التقصير في هذا المجال بل يجب ان نتعرف على النبي صل الله عليه واله و على سيرته و حياته و شأنه و يكون هناك إهتمام بهذه المناسبة و بالمناسبات الاخرى المرتبطة بالنبي صل الله عليه و اله ففي هذه المناسبة لا يقتصر على ذكره عبرا ً و في كلمة او إحتفال و ينتهي و كذلك في وفاته ، يجب ان يكون هنك شيء من الإهتمام و التركيز على سيرة النبي صل الله عليه واله و دعوته و اخلاقه و ما جاء به صل الله عليه واله لنتعرف عليه اكثر لذلك نتحدث هنا عن النبي صل الله عليه و اله بعنوان شهادات في حق الرسول صل الله عليه واله ،
اولا : شهادة القرآن في حق النبي صل الله عليه و اله ،
القرآن شهد للنبي صل الله عليه واله شهادات كثيرة و متعدده و ورد الحديث عن النبي صل الله عليه واله في سور مختلفة و آيات مختلفة أكثر من ثلاثين اية
نذكر شيء منها في هذا المجال ،
- يقول تعالى وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (1) بمعنى أن النبي صل الله عليه و اله هو إلا رحمة يعني خالص الرحمة للعالمين للعالم قاطبة و للانسانية جمعاء هو رحمة للبشر كافة و لا يقتصر على جماعة دون جماعة وجوده صل الله عليه واله لينجي العالم و يحملهم للخير بدعوته بل اكثر من ذلك فإن وجوده في ذاته رحمة و ليست دعوة فقط .
- يقول تعالى وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ (2) وجود النبي صل الله عليه واله بين الناس هو رحمة في اصل وجوده وما كان الله معذبهم و هم يستغفرون .
- يقول تعالى وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (3) هذا الداعية و القائد المنقذ للبشرية قاطبة يصفه الله سبحانه و تعالى بإنه على خُلق ٍ عظيم و هذا الوصف لا يوصف به احد و اي انسان ربما يُقال لاحد انك ذو خُلق ربما يُقال لاحد عندك أخلاق لك شأن و لكن على خلق عظيم يعني انت و الخُلق لا يفترقان وجودك تصرفك في كل شيء هو الاخلاق العظيمة و هذا ما يمتاز به النبي صل الله عليه واله .
- يقول تعالى فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (4) ، إذا ً أخلاق عاليه بحيث انه كما يذكر بعض الكتاب الغربين ان النبي صل الله عليه و اله في مسيره في مشيه في كل شيء اخلاقه تفرض على كل من يراه ان يقتنع بصدقه و بدعوته بعض الكتّاب يقول النبي صل الله عليه واله الذي أخلاقه لا تتخلف ابدا ً دائما ً إذ مرعلى احد صافحه لا يترك يده و يأخذ يده من يده ، اذا مر على الاطفال سلم عليهم و إذا مر على الكبار سلم عليهم إحترم الكبير و الصغير من غير إستثناء ، هذه الأخلاق تفرض على الإنسان المنصف التقدير و الإحترام بل و الإقتناع بما يقول فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ يتعامل النبي صل الله عليه واله مع قومه الذي يصدر منه الخطأ يعفو عنه و إذا كان معهم و القرار بيده وهو مسدد من السماء و مع ذلك يشاورهم و يأخذ رأيهم فكم هو الاحترام و الاخلاق العالية لكن بعد ذلك الامر الحسم منه صل الله عليه واله لانه امر من السماء فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .
- يقول تعالى هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (5) النبي جاء الى قوم متفرقين متناحرين لم يكن بإمكانهم ان يتجتمعوا على شيء و كما يقول بعض الغربيين لا احد يستطيع ان يوحد هذا الجمع المتناحر المتنازع المتحارب و اذا بالنبي صل الله عليه واله يجمعهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و يجعلهم امة رائدة تملئ العالم هذه العظمة للنبي صل الله عليه واله هي من الله سبحانه و تعالى .
- يقول تعالى في حق النبي صل الله عليه واله لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(6) هنا تجد بعض الناس يقول من اهتدى فليهتدي و من لم يهتدي اقتله اقطع رأسه ابعده ، النبي صل الله عليه واله ليس كذلك لذلك نقول ان الارهابين و الذين يسفكون الدماء لا يمكن ان يكونوا على صلة ٍ بدين محمد صل الله عليه اله لان النبي صل الله عليه واله هو الذي تقول عنه الاية لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ام يؤمنوا لكنه يذيب نفسه حرصا عليهم البخوع يعني كأنه يهلك نفسه من اجل ان يكونوا مؤمنين لم يؤمنوا النبي يتأثر لانهم لم يقتنعوا بالايمان ، هذا فرق بين هذا الخُلق العظيم و بين شخص يدعوا فإذا لم يستجاب له يقول اذبحوا و اقتلوا ، ينقل انه في مرة ٍ من المرات مرة جنازة فسأل النبي صل الله عليه واله من هذا فقال له نصراني مات فقال صل الله عليه واله لقد فلت مني فالني صار عليه حزين يقول المفروض اني ادخلته في الاسلام اردته للجنه هذه هي اخلاق النبي صل الله عليه واله .
- فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ يعني هذه توحي بأن النبي كان يتألم لأنهم لم يؤمنوا يعيش الالم و الحسرة عليهم لانهم لم يؤمنوا بالاسلام لم يقتنعوا به فهذه اخلاقه في دعوته من يستجيب له فهو الى خير و من لم يستجب فالنبي يتأثر من أجله و يعيش عليه حسرة لانه لم يؤمن لم يدخل في الدين الحقيقي اخلاق الاسلام و سيرة النبي هذه لا ان يقول الشخص مَن معي فهو حق و احبه و ارأف عليه و اشفق عليه و من يختلف معي فإلى جهنم ، النبي لا يريد جهنم لأحد .
- وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ تصور هذه الاية تتحدث عن من يمكر بالنبي صل الله عليه واله من يحاول الخديعة و الإطاحة بالنبي الله سبحانه و تعالى يقول لا تحزن عليهم و لا تكن في ضيق ٍ مما يمكرون يعني هم في جرائمهم و خططهم لا تحزن عليهم هذه الاية لم تقل تحزن لنفسك بل قالت تحزن عليهم يعني تقول هؤلاء يسيرون الى الضلال و الى الهاوية يمضون الى جهنم فيتأثر عليهم فالله سبحانه و تعالى يسليه و يقول لا تحزن عليم ان تعمل بوظيفتك و لا يضرك من ضل اذا اهتديت .
- يقول تعالى لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (7) التعب و العنت المادي و المعنوى للدنيا و الاخرة عزيز على النبي صل الله عليه واله النبي لا يريد ان يرى احد تعبان او مصاب بالاذى المادي يتاثر للجميع صل الله عليه و اله وهو بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ .
- الاية تصف النبي بالأوصاف التي مضت و تجعله قدوة لذلك تقول هذه الاية لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (8) من اراد الله سبحانه و تعالى من اراد الخير عليه ان يجعل النبي اسوة و قدوة له فعليه ان يزن افعاله و تصرفاته بما جاء به النبي صل الله عليه واله و بأخلاق النبي صل الله عليه واله لذلك نقول يجب علينا ان نتعرف على النبي ان نتعرف على سيرة النبي افعال النبي و لا تكن ذكرى النبي ذكرى عابرة النبي العظيم الذي وجوده كله خير و رحمة للعالمين يجب ان نتعرف عليه اكثر ،
ايات ٌ كثيرة كما ذكرنا ذكرت النبي صل الله عليه واله و شهادات للنبي اكثر من 35 اية و لكن اختصرنا على ذكر هذه الايات .
شهادة حليمة السعدية في حق النبي صل الله عليه واله ،
حليمة مرضعة النبي صل الله عليه و اله كانت تعاني من العوز من الفقر من الجوع من عدم الخصب في المنطقة التي يعيشون فيها في القبيلة فهي تتوسل الى ان تحصل على شيء تريد الاموال فتذهب تستأذن زوجها و تذهب لتأتي بطفل من عائلة ميسورة لترضعه فتذهب و لا تحصل و ترجع ثم تذهب الى ان تأخذ النبي صل الله عليه و اله و هي وضع ٍ بائس على دابة بائسة مسنه لا تستطيع الحركة و لكنها تذهب و لمجرد ان تأخذ النبي و اذا بدابتها تشهد و تقول حليمة ان الدابة صارت قوية رجعت المكان صار خصب الأغنام صارت سمينة و كل شيء صار فيه بركة فقالت هذا المولود مبارك ،
و مما يذكر المأرخون عنها ايضا ان النبي الاكرم صل الله عليه واله كان لا يرتضع إلا من ثديها الايمن و حينما يكون خاليا من اللبن و تريد ان ترضعه من الايسر لا يأخذه فتعيده للايمن فلما يتناوله يمتلئ باللبن حتى يملئ شذقيه فكان يدهش الجميع كانوا يتعجبون لماذا يكون هكذا فيشرب هو و يشرب اخوه من الرضاعه فيجدون الخصب في كل شيء لذلك عندما اكمل السنتين و ارادت اعادته ذهبت الى امه لم يطيعها قلبها ان تعيده فأصرت ان ترجعه معها و اخذته معها .
ثالثا ً : شهادات المشركين في حق النبي صل الله عليه واله ،
- ابو جهل يشهد للنبي صل الله عليه واله قال المسور إبن مخرمه قال سأل خاله ابا جهل عن حقيقة محمد صل الله عليه واله إذ قال يا خالي هل كنتم تتهمون محمدا ً بالكذب قبل ان يقول ما قال فقال يبن اختي و الله لقد كان محمدا ً صل الله عليه واله فينا و هو شاب ٌ يدعى الامين لم نكن نتهمه بالكذب فما جربنا عليه كذبا ً قط ، فقال يا خال مالكم لا تتبعونه ، قال يبن اختي تنازعنا نحن و بنو هاشم الشرف فأطعموا و أطعمنا و سقوا و سقينا و أجاروا و أجرنا و حتى إذا تجاثينا على الركب كنا كفرسي رهان قالوا منا نبي فمتى ندرك مثل هذه ، يقول ان صدقناهم من اين نأتي بنبي إذا ً لابد ان نرفض يعني هو يعترف و يقول ان محمد صل الله عليه واله هو صادق ٌ في دعوته و هو نبي و لكن ان سلمنا لهذه الدعوة من اين نأتي بمثلها اين تذهب مكانة قريش ، و قال الاخنس ابن شريق يوم بدر لابي الحكم اخبرني عن محمد أصادق هو ام كاذب فليس هاهنا من قريش احد ٌ غيري و غيرك يسمع كلامنا فقال ابو جهل و يحك و الله ان محمدا ً لصادق وما كذب محمد ٌ قط و لكن إذا ذهبت بنو قصيب ٍ الواء و الحجابة و السقاية و النبوة فماذا يكون لسائر قريش ، إذا ً هو تعصب يقول لا نريد ان سلم ليس لانه يرى النبي صل الله عليه واله باطل و يدعو للنار و يعلم انه يسير للنار بمخالفته للنبي صل الله عليه واله و بإصراره على الباطل و لكن يقول لا استطيع التنازل عن المنزلة و اتباع النبي صل الله علي واله .
- طلحة النمري من اتباع مسيلمة الكذاب عن عمير ابن طلحة النمري عن ابيه انه جاء اليمامة فقال اين مسيلمة قالوا هو رسول الله ، يعني لا تقل مسيلمة فقال لا اقول حتى اراه فلما جاءه قال انت مسيلمة قال نعم قال من ياتيك ، يعني ما هي رسالتك ومن الذي يعطيك هذه الدعوة قال من يأتيك قال رحمن قال افي نور ٍ ام في ظلمة فقال في ظلمة فقال اشهد انك كاذب لا يمكن ان يأتيك في ظلمه بل يأتيك في النور لانه من الله إذا كان رسول من الله فهو نور فقال اشهد انك كاذب و ان محمدا ً صل الله عليه واله صادق و لكن كذاب ربيعة احب الينا من صادق مُضر فيعترف بصدق محمدا ً صل الله عليه واله و بدعوته و يشهد له و يخالفه و يحاربه .
رابعا ً : شهادات بعض الغربين في حق النبي صل الله عليه واله ،
- الشاعر الفرنسي لامرتين يقول اترون ان محمدا ً كان صاحب خداع و تدليس ، يقول ليس كذلك ، كلا بعد ما وعينا تاريخه و درسنا حياته فإن الخداع و التدليس و الباطل و الإفك كل تلك الصفات بعد هذه الدراسة هي الصقت بمن وصف محمدا ً صل الله عليه واله بها الذي يقول محمد هو كاذب هو الكاذب و ليس النبي محمدا ً صل الله عليه واله .
- الكاتب و المؤرخ توماس كارليل ، يقول لسنا نعد محمدا ً قط رجل كاذبا ً متصنعا ً يتذرع بالحيل و الوسائل الى بغيه او يطمع الى درجة ملك او سلطان او غير ذلك من الحقائر و الصغائر و ما الرسالة التي اداها إلا حق ٌ صراح ، وما كلمته إلا صوت صادق ٌ صادر ٌ من العالم المجهول ، يعني هذه الرسالة جائت من عالم ٍ اخر هي حق و ليست باطل ، كلا ما محمد ٌ بالكاذب و لا الملفق و انما هو قطعة من الحياة قد تفطر عنها قلب الطبيعة فإذا هي شهاب ٌ قد أضاء العالم اجمع .
- عالِم الإجتماع كوستاف لوبون يقول انني لا ادعو لبدعة محدثه و لا الى ضالة مستهجنه بل الى دين ٍ عربي قد اوحاه الله الى نبيه محمد صل الله عليه واله فكان امينا ً على بث دعوته بين قبائل تلهت بعبادة الأحجار و الأصنام و تلذت بترهات الجاهلية فجمع صفوفهم بعد ان كانت مبعثرة و وحد كلمتهم بعد ان كانت متفرقه و وجه انظارهم لعبادة الخالق فكان خير البرية على الإطلاق حبا ً و نسبا ً و زعامة و نبوة و يقول ايضا فرسول ٌ كهذا جدير ٌ بإتباع رسالته و المبادرة الى إعتناق دعوته إذ انها دعوة شريفة قوامها معرفة الحق و الحظ على الخير ، و يقول ادعو النصارى لإتباع هذه الدعوة التي هي دعوة خير و ليست دعوة فتنه و ليست دعوة إنتهاك لحقوق و ليست دعوة تسلط و ليست دعوة ازدراء الاخر انما هي دعوة حق و دعوة خير .
الهوامش ،
- سورة الانبياء الاية 107
- سورة الانفال الاية 33
- سورة القلم الاية 4
- سورة ال عمران الاية 159
- سورة الجمعه الاية 2
- سورة الشعراء الاية 3
- سورة التوبة الاية 128
- سورة الاحزاب الاية 21