c طريق السعادة

طريق السعادة

 (طريق السعادة) – 22/6/2012

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

((مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ))

وقال تعالى:

 ( وأتوا البيوت من أبوابها)

مقدمة : حديثنا حول طريق السعادة وأبواب السعادة الحقيقية

أولا:البحث عن السعادة

1ـ كل إنسان يبحث عن السعادة

كل الإنسان بفطرته خلقه الله سبحانه و تعالى باحثا عن السعادة ،لا يريد من وجوده وحياته وعيشه في الدنيا إلا السعادة وفي الآخرة إلا السعادة بل لا يصدر منه فعل إلا  بتصور أنه يوجب له التوفيق ، السعادة ، الراحة ، وذهاب الآلام التي يعانيها

2ـ كل إنسان عنده إدراك يعلم أن دخول الباب هو الصحيح

 كل شخص يعلم أن لكل شيئ طريق , لكل شيء باب والدخول من الباب هو الصحيح

3ـ الحياة والسعادة تشبه بناءا له أبواب

 والعاقل إذا أراد أن يدخل البناء يأتي من الباب لا أن يحاول الدخول من غير الباب

4ـ على الإنسان أن يعود نفسه للسلوك والدخول من الأبواب فقط

يحمل نفسه على ذلك ويعود نفسه أن يسلك الطريق الصحيح السوي 

5ـ الحيرة عند كثير من الناس

الكثير من الناس يقضون حياتهم حيارى خلف الجدران بعيدين عن السعادة يرددون  (لم نفهم شيئا من الحياة)

لم يفهموا شيئ من الحياة لأنهم لم يحاولوا التمعن في وجودهم  ولماذا خلقوا ؟ وإلى أين ينتهوا ؟

6ـ عدم المعرفة ومضارها

عدم معرفة الإنسان بوجوده ، بحقيقته ، بنهايته ، بهذه النشأة ، بهذه الدنيا ، وهل لها إتصال وإرتباط بعالم آخر؟

 عدم المعرفة بذلك قد يتحول إلى شك ويتحول بعد ذلك إلى يقين كاذب وهو أنه لا طريق للخير ولا طريق للسعادة وكما يقولون (إذا وقع في حفرة في طريقه يقول هذه هي الطريق الصحيح ) فيبقى في المآزق ، ويبقى في المهالك ، ولا يلتفت لوجود السعادة والطرق المؤدية للسعادة .

7ـ الآية والحياة السعيدة

الآية المباركة التي قرأناها تعتبر الحياة الحقيقية في الإيمان فقط , فإذا تحقق الإيمان والعمل الصالح زخرت الحياة بمعنى السعادة تكون حياة طيبة

(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينهم حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) فالحياة الطيبة والصالحة بالإيمان والعمل الصالح

8ـ تعاليم الإنبياء

تعاليم الأنبياء تقول أن الكذب والخيانة وعبادة الذات والمصالح الشخصية المادية ليست سعادة الإيمان والصدق والإستقامة والإحسان والأخلاق الحسنة وعمل الخير هو السعادة ، وهذا يجده الإنسان المتأمل بحياة المنحرفين عن الدين ، المنحرفين عن الله سبحانه وتعالى حيث يكون السعي لديهم أن يحصل مثلا على المال أو يحصل على الجاه أو يحصل على كذا وكذا ولذائذ مادية فإذا وصل وجد نفسه لم يحصل شيئ ، وجد أنه لا زال يعاني من التعاسة والنقص إذا ليست هي السعادة ، إنما السعادة كما يقول الحديث  

يقول الحديث : ( إن الله جعل الروح والراحة في الرضا واليقين , والهم والحزن في الشك والسخط)

ــ اليقين هو الإيمان المتين

الإيمان القاطع ، الإيمان بالله سبحانه وتعالى

ــ الرضا هو التسليم لحكم الله وأداء فرائضه والواجبات

فإذا كان الإنسان مؤمنا بالله إيمانا قويا وعاملا بالواجبات وما إفترضه الله تعالى عليه يكون سعيدا

يقول الإمام زين العابدين في دعائه (س) (اللَّهمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَبَلِّغْ بِإيْمَانِي أكْمَلَ الإِيْمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ. بِنِيَّتِي إلَى أَحْسَنِ النِّيَّـاتِ، وَبِعَمَلِي إلى أَحْسَنِ الأعْمَالِ)

الإيمان واليقين أن يصل الإنسان إلى اليقين والطمأنينة في إيمانه وأن يعمل أحسن الأعمال

ثانيا:أركان السعادة

 قال تعالى :

(وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾

هذه السورة المباركة تقول أن للسعادة أربعة أركان:

1ـ الركن الأول (الإيمان )

2 ـ الركن الثاني (العمل الصالح )

 3ـ الركن الثالث (التواصي بالحق )

4ـ الركن الرابع (التواصي بالصبر)

الركن الأول: الإيمان

الإيمان بالله سبحانه وتعالى لأن الإنسان كائن إجتماعي يستفيد ويفيد الآخرين, يستفيد من الناس ، من البيئة وما يحيط به ويفيد الأخرين فهنا الإيمان يكون له الأثر ،

فالإيمان يكون عنده حافظا له من أي إنحراف وتجاوزات , أما الشخص الذي يعيش مع الناس ويختلط مع الناس ولكنه من غير إيمان فقد يتجاوز ويرتكب المعاصي ويرتكب التجاوزات والتعدي على الأخرين من أجل تصور زائف لأنه ليس عنده إيمان بالله ، وليس عنده إيمان بالآخرة وتبقى عنده الغرائز فيميل لتحقيق غرائزه وما تدعوه نفسه إليه فيرتكب من التجاوزات ما يرتكب .

أما الشخص الذي يكون مؤمنا فتجد أفعاله متزنه ناظرا فيها للآخرة ، ناظرا فيها لرضى الله سبحانه وتعالى . 

الركن الثاني : العمل الصالح

العمل الصالح

لماذا لم يكتفي بالركن الأول الإيمان ونقول الإيمان يلزم منه العمل

الجواب : أنه قد يؤمن شخص ولكنه لا يعمل ، وذلك لأسباب ، أو لا يعمل العمل الصالح وذلك:

1ـ إذا وجد إنحراف في الفهم

يتصور أنه مؤمن بالله سبحانه وتعالى ويتصور أن الإيمان بالله يكفي فيقول لا نحتاج للعمل هناك من تصوروا أن العبادة لتحقيق اليقين وينتهي دورها (وإعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) وقالوا وصلنا لليقين فلا داعي للعمل والعبادة وتركوا التكليف الشرعي كاملا  

2ـ قد يعمل لكنه قد  يخطئ في تشخيصه

يخطئ في التشخيص تشخيص العمل الصالح .

 ما هو العمل الصالح ؟

 بماذا تتقرب لله سبحانه وتعالى ؟

 هل تتقرب بإيذاء المؤمنين ؟

أم تتقرب بتكريم المؤمنين ؟

هل تتقرب بالإيثار وعمل الخير أم لا ؟

 فتشخيص العمل الصالح له دوره المهم في تحقيق العمل الصالح ، ليعمل الإنسان صالحا

الركن الثالث: التواصي بالحق

الآية تذكر التواصي بالحق ، وهذا أمر بديهي مطلوب ليكون المجتمع كله سعيدا أن يكون متواصيا يشجع بعضه بعضا ، كل واحد يرغب الثاني في عمل الخير ، في العمل الصالح ، يشجعه ، يذكره حتى بثواب الأعمال عندما يذكر له ثواب العمل الفلاني كذا وكذا يرغبه في العمل الصالح ، يذكره بالآخرة  

الركن الرابع: التواصي بالصبر

التواصي بالصبرأيضا أمر مهم لأن الإنسان قد يستقر فترة من الزمان يجد الأمور متزنه ولكن عواصف الدهر لا تأتي بما يشتهي ، فقد تكون الأمور عليه شديدة يتحول وضعه إلى شدة وإلى صعوبة في العيش أو في الأمن وغيره هنا يحتاج إلى التواصي ، أن يتواصى المجتمع بعضه مع بعض ،لكي يتحمل المشاق والأزمات التي يمر بها فيكون عمله كله لله سبحانه وتعالى

ثالثا: الإيمان والعمل الصالح

قال تعالى 🙁 مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

1ــ الإيمان والعمل الصالح

الذي يعمل الصالحات،  الله يقول لنجزينهم أحسن ما كانوا يعملون ولنحيينهم حياة طيبة

القرآن يشير في مواضع كثيرة لهذه الحقيقة (الإيمان والعمل )

كأنه يشير إلى التلازم بينهما مع أنه ذكرنا قد لا يوجد هذا التلازم دائما ولكن لأهميتهما بسعادة الإنسان وأن حقيقة الإنسان ومكانة الإنسان عند الله سبحانه وتعالى بإيمانه وعمله

2ــ الإيمان بالله تبارك وتعالى

ولكن الإيمان الذي يدعو له القرآن طبعا هو الإيمان بالذات المقدسة

الإيمان بالله سبحانه وتعالى وليس أي إيمان

الركن الأول : الإيمان

الإيمان أمر مهم ونشير إلى أمور :

الأول : الإيمان بحقيقة ينقاد له الإنسان

الإيمان بحقيقة عليا ينقاد لها الإنسان يؤمن بهذه الحقيقة العالية وهي الله سبحانه وتعالى ، وهذا الإيمان ركن في حياة الإنسان وإلا إضطربت حياته

طبعا الإيمان بحقيقة عالية مقدسة عند الإنسان تجعله ينقاد وتجعله يستقر

أما الذي ليس عنده إيمان بشيئ فهو دائما مشوش ، دائما في إضطراب ، ليس عنده إستقرار ، لذلك الإيمان بحقيقة عاليه أمر مهم

الثاني: أفضل الإيمان ما هو؟

1ـ الإيمان بشيء مقدس

 ليس إيمان بأي شيئ ، لا أنه يتصورشيئ عالي وله مكانة في نفسه ويؤمن به كما  يعبد من يعبد الأصنام ، وإنما يكون ما يؤمن به أمرا مقدسا 

2 ـ هذا الإيمان يخضع له ويضحي من أجله

أن يكون الشخص مؤمن بشيئ عظيم يضحي من أجله ،عندها تكون حياته مستقرة

 3ـ ويستلهم منه السلوك القويم الحسن

 جميع من عنده إعتقاد كان أخرويا أو دنيويا ، ماديا أو غير مادي هذا الإيمان ينعكس على صاحبه ويؤثر في سلوكه

فكل شخص إيمانه بما يؤمن به طريق لتقويم أفعاله ، فهو يعمل على طبق إيمانه ، فالذي يؤمن بالآخرة يؤمن بالإيثار يستطيع أن يقدم والذي لا يؤمن إلا بهذه الدنيا و النعيم الزائل فهو لا يستطيع أن يستغني عن شيئ وصل في يده ، الناظر للآخرة يختلف عمن لا ينظر للآخرة    

الثالث : يجب أن يكون ما يؤمن به فوق جميع المقدسات

فالإيمان به إيمان بجميع الحقائق وهو الله سبحانه وتعالى  (الحق من ربك) كل شيئ من الله سبحانه وتعالى إن كان الشخص تحقق عنده الإيمان بالله واعتبر جميع الحقائق في الدنيا في الوجود , جميع ماله قيمة وقدسية وعظمة هو تابع لله ومن الله سبحانه وتعالى تحقق بذلك الركن الأول

الركن الثاني : العمل الصالح

العالم كله يعمل،  العالم كله متحرك ليس فيه سكون كله حركة جميع الموجودات في حركة من المجرة إلى الذرة ، كل شيئ يعمل ، الإنسان أيضا يعمل فهو لا يهدأ عن العمل لا يتوقف عن العمل وكل أفعال الإنسان في حركة دائمة ومستمرة في عمل ولكن قيمة هذا العمل بما ينوي ، قيمة هذا العمل بما يجعله لله سبحانه وتعالى ، أن يكون عملا صالحا ويقصد به الله سبحانه وتعالى

ـ النتيجة أن السعادة تتقوم بركنين أساسيين ، ليس مطلق الإيمان وإنما الإيمان بالله سبحانه وتعالى .

 وليس مطلق العمل وإنما العمل الصالح الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، الإنسان يجب عليه أن يستفيد ، ويستفيد من جميع أوقاته في العمل الصالح

أذكر أحد العلماء وهو الشيخ الفلسفي يقول : رأى رؤيا أن القيامة قد قامت ورأى تطاير الكتب فوجد كتب تطير وبعضها تقف على اليمين ومملؤة ، وبعضها لا تقف وهي خالية فسأل ما هذا ولماذا هذه خالية فقيل له أن هذه الأوقات التي لم تعمل فيها خيرا و لم تعمل فيها شرا ، لم تعمل فيها خيار فأصبحت فارغة صحائف فارغة ، كنت تستطيع أن تملاءها بذكر الله تعالى ، بالعمل الصالح ، فالشخص الذي ينظر لأفعاله ويجعل من سكونه وسكوته عملا لله فيكون في تقدم وفي سعادة لأنه باستقراره الروحي بطمئنانه النفسي أنه ناظر لله ويعمل لله وسكونه لله ، هذا يكون سعيدا في الدنيا وسعيدا في الآخرة ,

موضوع البلد

ـــ أحكام جائرة ويجب محاكمة من تسبب في إيذاء الطاقم الطبي

هناك تبرئة للطاقم الطبي وأحكام جائرة وهنا نقول : التبرئة التي حدثت للطاقم الطبي أو لكثير هذه يجب أن تترتب عليها أمور وهي المحاكمة لجميع من أذاهم ومن شّهر بهم ومن إعتدى عليهم ومن روّج في الإعلام وغيره وألصق الإفتراءات والتهم الكاذبة وبعد ذلك يقال أنهم برأة ، أين السلاح الذي وجدتموه ؟

أسلحة وتمييز في العلاج !!

 بل وتعذيب ووماشاء الله من التهم !!

وإذا هي تسقط !!

إذا الذي إفترى هذه التهم يجب أن يحاسب ، الذي تكلم في التلفزيون ، في الإعلام ، في الصحف يجب أن يحاسب ، سواء كان وزيرا أو كان مسؤولا يجب أن يحاسب .

 إن سكت عن الأمر فهذا دليل على إستمرار التجاوزات وهذه التبرئه فقط إنما هي للإعلام الخارجي وليس للإصلاح وليس للمحاكمة الحقيقية النزيهة وإنما هي فقط للخارج لأنه لا يوجد أدلة على هؤلاء الذين قاموا بوظيفتهم على أتم وجه وأحسنه وأدووا مهامهم من غير تمييز بل لم يتركوا أحد حتى من الذين يعذبون أوالذين جاؤوا بهم كمرتزقة أيضا يعالجونهم ، فهنا يجب أن يحاسب من شهر بهم ومن عذبهم ومن آذاهم ..

 ويجب أن يكرّم الطاقم الطبي على إخلاصه وعمله وتفانيه في خدمة وعلاج الناس  

ــ منع بناء المساجد المهدومة ظلما وعدوانا

بعد التوصيات التي صدرت والكلام عن ضرورة  إعادة بناء المساجد المهدومة ،

وإذ اليوم نسمع إيقاف بناء المساجد المهدومة بل منعها ، مع أن هذه المساجد قديمة وقديمة جدا بل بعضها بنيت من صدر الإسلام ، ولكن تمنع لماذا؟

 تمييز طائفي وإعتداء على المقدسات !

ــ منع المسيرة تعسف ومصادرة للحرية التعبير

منعها أيضا يعد مصادرة للحرية ولحقوق الناس ، توصيات كما ذكرنا بضرورة السماح للتجمهر السلمي ، مسيرة سلمية ليس فيها شغب وليس فيها تجاوز وإذا بأوامر لمنعها ويقول في نفس البيان أنه يسمح بحرية الرأي والتعبير ، أي حرية؟!

 بل ويمنع من يدعوا للمسيرة وسوف يحاسب من يدعوا للمسيرة ، هذه الحرية ؟!

وهذه حرية التعبير؟!

 هذه كلها تجاوزات يتوهمون أنهم يوقفون الشعب عن مطالبه وعن إحتجاجه وهذا مستحيل ، الشعب مستمر ولن يتوقف .

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

شاهد أيضاً

التوبة الصادقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *