عاشوراء الحسين(ع) (2) – حديث الجمعة – 16/11/2012
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين .
ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام .
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ )
صدق الله العلي العظيم.
مقدمة :
عاشوراء الحسين سلام الله عليه ، كلمة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، كلمة طيبة لأنها هي حياة الإسلام وهي سبب بقاء الإسلام , وهي سبب عزة الإسلام والحفاظ على المعارف الإلهية ، ولولا ثورة الحسين عليه السلام لانتهت واندثرت ولكن الحسين سلام الله عليه هو حياة الدين وهو بقاء الإسلام وثباته واستمراره .
أولا : موسم عاشوراء موسم تربية لجميع شرائح المجتمع ؛
سواء المتدين وغير المتدين، فهو موسم الغيث الذي يشمل الجميع .
في عاشوراء يتربى المجتمع بأكمله ويستفيد بأكمله بمختلف توجهاته وميولاته متدين وغير متدين ، الكل يستفيد من ذكرى عاشوراء لأن الحسين سلام الله عليه و عاشوراء الحسين شاملة لجميع المجتمع ولا تختص بطائفة أو فئة أو جماعة أو متدينين أوغير متدينين ، إنما هو للجميع فماتم الحسين يشمل الجميع ومواكب الحسين تشمل الجميع والحضور في هذه الذكرى للجميع – الرجال والنساء والكبار والصغار- الكل يستفيد من ذكرى عاشوراء الحسين سلام الله عليه ، بخلاف المسجد لأنه يكون خاصا بمن يأتون ويصلون ، أما عاشوراء فهي تشمل الجميع فهي عامة ، والمؤمن العاقل هو الذي يحاول أن يستفيد منها ويوصل الفائدة إلى غيره لأنه إن استطاع بفعل من الأفعال أو بقول أو بكلمة يتكلمها فيستفيد منها غيره حصل الأجر العظيم والخير الكثيرالباقي ، فيستطيع كل شخص أن يكون معلما في ذكرى عاشوراء سلام الله عليه , سواء كان بقوله أوكان تعليمه بفعله وبتصرفه وبمواقفه وما يعكسه للآخرين من تصرفات .
روي عن أبي عبد الله عليه السلام اأنه قال (من كفل لنا يتيما قطعته عنا محنتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه ، قال الله عز وجل له يا أيها العبد الكريم المواسي إني أولى بالكرم اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم.) فإذا علّم شخص أحدا كلمة واحدة طيبة أوصل إليه خيرا حصل بكل كلمة ألف قصر في الجنة وأعطي ما يليق بتلك القصور
1-أجواء عاشوراء
يجب أن تكون أجواء عاشوراء وما يطرح فيها من معين القرآن والعترة الطاهرة ونهج الحسين , يجب أن يركز في هذا الموسم أن يكون الثراء الثقافي والمعرفي مرتبطا بالقرآن الكريم ومرتبطا بعاشوراء الحسين ومرتبطا بمعارف أهل البيت سلام الله عليهم اجمعين.
2-عاشوراء الحسين
عاشوراء الحسين هي تحريك للفطرة وخطاب للضمير وهو مورد التبليغ الصحيح ، التبليغ الصحيح هو الذي يخاطب الفطرة ويخاطب الضمير ، ففي عاشوراء الحسين وهي حادثة مأساوية تخاطب ضمير الإنسان وتحرك عاطفة الإنسان وتحرك فطرته ليتخذ المواقف الصحيحة في حياته فهي تربية صحيحة لأن فيها العاطفة وفيها مخاطبة الفطرة وفيها مخاطبة الضمير وفيها من المعارف العقلائية والعقلانية التي تخرج الإنسان من الظلمات الى النور .
3-التباكي مما يؤمر به في عاشوراء التباكي؛
التباكي بمعنى التفاعل وليس اظهار البكاء كيفما كان ، التباكي الذي يجعل صاحبه بلون المعاني الموجبة للبكاء لاالتظاهر بالبكاء من غير واقع في النفس بمعنى على الإنسان الذي يعيش في عاشوراء ويدخل مآتم الحسين سلام الله عليه أن يعيش أجواء الحسين أن يعيش المعاني التي خرج الحسين من أجلها ، عليه أن يعيش المأساة ويتصور ويستحضر ويسترجع ما وقع في كربلاء على الحسين وأهل بيته وعليه أن يستحضر الأهداف التي خرج الحسين سلام الله عليه من أجلها لا أن يتباكى كيفما كان , اذا كان التباكي منبعثا من هذه الروح ومن هذه المعرفة كانت له القيمة وكان موجبا للجنة .
ثانيا : من أهم رسائل عاشوراء الحسين صلوات الله وسلامه عليه :
1ـ التعرف على شخصية الحسين
لنفهم بذلك قيمة ثورته ونفهم المواقف التي يجب أن نقفها في حياتنا اذا عرفنا من هو الحسين ولماذا خرج الحسين اذا عرفنا أن الحسين معصوم وأنه مسدد وأنه عالم وعالم بمصيره لا أنه خرج بأمل الانتصار المادي ففوجىء بخيانة أهل الكوفة كما يصوره الجاهلون ، الحسين خرج بمعرفة وهو يعلم ما سيجري عليه وهو يعلم بقتله ولكنه يقول (ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني) بمعنى هناك هدف عظيم وغاية كبيرة يجب أن تجعل في نفوس الثائرين وفي نفس كل موال للحسين سلام الله عليه ، يجب أن يتعرف المجتمع على الحسين وأنه معصوم وأنه مسدد وأنه خرج بثورته ليس طالبا لسلطان ليس طالبا لإنتصار مادي وإنما لنصر الدين فقط وفقط.
2ـ يجب أن يعرف المسلمون في عاشوراء من هم قتلة الحسين ؟
ولماذا قتل الحسين؟ من هم قتلة الحسين ولماذا قتل الحسين ؟
الحسين إنما قتل لأنه يريد الإصلاح في أمة جده هذا هو السبب الذي جعلهم يقتلونه ويتحركون ويحركون الجيوش لقتل الحسين وإلا لو كان يطلب أمرا أخر كولاية أو سلطان لم يكن الأمر كذلك ، إنما قتلوه لأنهم لا يريدون بقاء الدين ، لا يريدون الإصلاح ، قتلة الحسين هم الذين تجاهروا بالفجور وبإرتكاب الفواحش مع الأهل والبنات والعمات والخالات وجميع المحارم ، هذا هو قاتل الحسين لا أنه مشتبه او خطأ وانما قتله لعدائه للدين .
3ـ قتلة الإمام الحسين
بنو أمية وهم قتلة الحسين يريدون محو الإسلام ولا يريدون بقاء الدين أبدا كما يقول محمد عبده العالم المصري ، أنهم لا يريدون للإسلام بقاءا أبدا وخرج الحسين بكلمته وبموقفه وبسيفه وبتقديمه لأخص الناس عنده ولرضيعه وأهله وأسرته ونسائه في تلك العراء ليفتدي الدين وينقذ الإسلام من التحريف والإندثار .
ثالثا : عاشوراء أمانة في عنق الامة :
1ـ يجب حفظ هذه الأمانة وهي الشعائر الحسينية
ويجب أن تكون في كل سنة أفضل مما قبلها ، يجب أن ينظر القائمون على هذه المناسبة لتطويرها والمشاركون أيضا وجميع أفراد المجتمع أن يكون نظرهم أن تبقى هذه الأمانة التي بها حفظ الدين يحفظونها وترتقي بما يتناسب مع أهداف الحسين سلام الله عليه وبما يتناسب مع ما قدم الحسين سلام الله عليه من دمه الغالي
2ـ الضعف أيام عاشوراء هو ضعف للدين كله
اذا صار الضعف والوهن في إحياء عاشوراء فقد وصل الوهن والضعف للدين ولبقاء الدين كله وهذا هو الواقع الذي عبر عنه الحسين عليه السلام (أن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي ) فبقتل الحسين وذكرى الحسين يبقى الدين فاذا أهملنا وتركنا المسؤولية وحفظ الأمانة وصل الوهن والضعف إلى الدين
رابعا: ملاحظات لا بد منها :
1ـ تهيئة الروح والنفس والفكر لتلقي المعارف الحسينية
يجب أن نهيأ انفسنا والمجتمع ، الأب ، الأم ، الأولاد ، الكل يتهيأ نفسيا ليستقبل المعارف الحسينية في هذه الأيام ، الكل يشجع من معه الأب يشجع أبناءه الأم تشجع بناتها وهكذا لتلقي المعارف الحسينية وحضور المآتم الحسينية والمواظبة عليها ومع ذلك لا نغفل الظاهر من الحزن وإظهار الحزن وإحياء الشعائر الحسينية .
2- المحافظة على مظاهر العفة
يجب أن نحافظ على مظاهر العفة المرتبطة بعاشوراء في اللباس وفي علاقة الرجال بالنساء يجب أن يكون المجتمع الحسيني والمواكب الحسينية ظاهرها كما باطنها عفة ونقاء لا أن نغفل عن هذه الأمور لا تخرج المرأة متبرجة أو متزينه لتتفرج على العزاء هذا ينافي , وهو حرب على الحسين(ع) ينافي ثورة الحسين وأهداف الحسين وهو حرب واضحة وصارمة وحرب على كل المبادىء ، يجب الحفاظ على العفة في مواضع أو مسير العزاء مثلا وعند المآتم وغيرها وكل ما يرتبط بالحسين سلام الله عليه .
3-المشاركة في العزاء يجب أن تكون أكثر من الأعوام الماضية
لا أقل منها وأضعف ربما تبين في بعض السنين أو في الأعوام الماضية على أقل تقدير أن التفرج على العزاء كثير بل ربما من الشباب المفترض أنهم هم من يعزون ويلطمون ويدخلون في العزاء يتفرجون كثير منهم يتفرج على العزاء ولا يشارك وهذه سلبية يجب علاجها .
4- الخدمة في عاشوراء الحسين
هي شرف يناله المؤمن ولكن يجب أن تكون بأخلاق الحسين من يستطيع أن يقدم خدمة في المآتم الحسينية وفي المواكب فقد نال شرفا عظيما ولكن لا بمنة ولا بتفضل منه بل التفضل عليه أنه قبل أن يكون خادما ومقدما للخير في مآتم الحسين لذلك يجب أن يكون بأخلاق الحسين من يكون في موقع من مواقع الخدمة الحسينية يجب أن يكون نظره وتصرفه كما لو كان الحسين موجودا وهو يتصرف في هذه الأمور بمعنى أنك تمثل الحسين ونائب عنه (ع) في هذه التصرفات ويجب أن تكون كالحسين سلام الله عليه .
5- اختيار القصائد التي تمثل نهج الحسين عليه السلام
من الأمور المهمة للمعزين والرواديد إختيار القصائد المعبرة والتي تمثل نهج الحسين سلام الله عليه ، قصائد ذات معنى وقوية وأيضا بالأطوار المناسبة للعزاء ولهذه الذكرى .
6- نظافة مواقع العزاء
تكشف ثقافة راقية والعكس صحيح ، اذا مر على العزاء من مكان أو في الشارع يجب أن يكون مروره وبعد أن يمر الشارع نظيفا كما كان قبل مروره لا أن يكون اذا مر العزاء تجد الأوساخ وعلب العصير وغيرها منتشرة في الشارع هذه ليست صحيحة بل تضر في نظر الناس من ينظرون ويراقبون ويبحثون عن أخطاء عندنا , يركزون عليها هذه ثقافتهم فيجب أن تكون ثقافة الشيعة والموالين لأهل البيت ثقافة قوية مفيدة مؤثرة لا أنها منفرة .
7- تفويت صلاة الصبح
السهر الذي يفوت صلاة الصبح في وقتها يتنافى مع ثورة الحسين سلام الله عليه ،
يجب الإلتفات ايضا من يذهب للعزاء في المنامة أو في غيرها ، في أي مكان اذا كان دخوله في العزاء يفوت عليه الصلاة فهو ليس معزي فهو ينافي هدف الحسين الذي إنما خرج من أجل الصلاة ومن أجل بقاء الدين والصلاة عمود الدين يجب أن يكون العزاء غير مؤثر سلبا على الواجبات الشرعية .
8- التفاعل الفكري والعاطفي والروحي
الذي يبقى مؤثرا في الحياة ولا ينحصر في الأيام العشرة فقط ، هذه المناسبات يجب أن نتفاعل معها تفاعلا يبني لنا مستقبلا يمنهج حياتنا على الخير وعلى عمل الخير ليبقى أثرها في حياتنا مستمرا لا ينحصر بأيام عاشوراء فقط.
العالم والبلد العزيز :
أولا : نتقدم لأهلنا في غزة فلسطين التي تتعرض لعمليات وجرائم حرب هذه الايام ،
غزة تتعرض لجرائم حرب منظمة والعالم بين متخاذل وبين متآمر الغرب متآمرون على الشعب الفلسطيني و ما يتعرض له الشعب في غزة , وبين ساكت ومتخاذل ومتامر بالخفاء , في الدول العربية الذين يضجون ويظهرون عدم قدرتهم للسكوت على ما يحدث في سوريا وهذه أرض مغتصبة ومحتلة والمحتل يقتل وينتهك ويرتكب كل الجرائم ولكن لا تجد من العرب من يتكلم .
ثانيا: نقدم العزاء لعائلة الشهيد شهيد الصلاة الشهيد الشاب علي عباس رضي في البحرين والذي قضى متاثرا بجراحه بعد أن صدمته إحدى السيارات على الشارع السريع جراء ملاحقته من قبل قوات المرتزقة .
ثالثا: نجدد وقوفنا مع آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
ونقول أن تهديده هو تهديد للشعب بأكمله ولا يمكن تهديد شعب بأكمله ، ماذا يريدون أن يفعلوا بهذا الشعب الشعب لن يتنازل في مواقفه وهو صامد وكل تهديد لا يعيره ولا يجعله تنازل عن مطالبه.
رابعا: سحب الجنسية من عدد من المواطنين الاصليين اب عن جد
هو انتهاك لكل القوانين وهو مما يفرض على الشعب , ولن يفرض على الشعب التراجع عن مطالبه بل يفرض على الشعب المواصلة والمطالبة لأن هذا الإنتهاك مؤشر خطير على أن الحكومة لا تحترم أعراف ولا قوانين ولا سنن ولا تعتبر شيىء مما يحترم في العالم .
خامسا: تعرضت مناطق مختلفة من البحرين للعقاب الجماعي من غير أي سبب كالمعامير وغيرها تتعرض للقمع ومحاصرة وإستمرار في القمع من غير أي سبب.
سادسا : إعتقالات كثيرة في محاولة لاركاع الشعب وهو بعيد المنال لن ينالوا ذلك أبدا وهو حلمهم ، ولن ينالوه ولن يصلوا إليه .
سابعا واخيرا:
استدعاء المرزوق للتحقيق، يكشف وهن ووهم السلطة في إركاع الشعب بتصعيدها وضربها للمطالبة بالديمقراطية وهو مما يوجب الإصرار في المطالبة وعدم التراجع والتنازل بأي حال من الأحوال.
والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .