بسم الله الرحمن الرحيم
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
نهضة الحسين عليه السلام ثورة تكتب الحياة ثورة يقوم بها الدين أشهد انك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة يقوم الدين و يستقر بثورة الحسين عليه السلام ،
أولا ً: تساؤلات حول هذا المدعى و الاجابة عليها ن
- ماذا تعني ان نهضة الحسين حياة للدين و قيام ٌ للصلاة وما هو الدليل كيف تكون هذه الثورة هي قيام ٌ للدين ؟
- ألا توجد جرائم و فجائع مشابهة بل ربما اكثر حدثت في العالم جرائم كثيرة ربما بظاهرها اكثر مما وقع في كربلاء من بقر البطون وقتل الجميع من الرجال و النساء و حرقهم وغير ذلك فلماذا الحديث حول ثورة الحسين و انها هي حياة الدين ولماذا انها عظيمة و نقول لا يوم كيومك يا ابا عبد الله ؟
- اذا كانت ثورته عليه السلام هي تقديم دم ٍ لشخصية ٍ عظيمة ففي التاريخ كذلك شخصيات ٌ عظيمة و ثائرة ايضا و قد قتلت ومثل بها فلماذا خصصص الحسين و ثورة الحسين عليه السلام بهذه المعاني ؟
الجواب ،
- انها نهضة ٌ الاهية و ليست مجرد حادث وقع اوجريمة وقعت على مجموعة من الناس كل شيء ٍ في الوجود له قيمة وقيمته بقدر إرتباطه بالله سبحانه و تعالى كم يكون الانسان مرتبطا ً بالله تكون لفعله تلك القيمة وبذلك المقدار ربما يقدم شخص ٌ عطاء ً لاحد صدقة ً لاحد فماذا يمثل في العطاء بقدر إخلاصه بقدر صدقه تكون لعمله تلك القيمة ن عندما يقف الشخص و يكبر و يصلي الصلاة قيمة هذه الصلاة بقدر ارتباطه بالله بقدر صدقه بقدر إخلاصه فكل شيءٍ يعرف بقدر الارتباط بالله سبحانه و تعالى و الحسين عليه السلام في نهضته بخروجه في حركته في كل حركة ٍ تحركها كانت هي الذوبان في الله سبحانه و تعالى و هي الاخلاص في الله و الارتقاء و الارتباط بالله و كلما تقدم كلما تقدم الارتقاء أكثر فأكثر لذلك تكون خالدة و باقيه الحديث يقول كل شيءٍ لم يبدأ ببسم الله فهو ابتر ليست له قيمة ، أبتر يعني منقطع إلا ان يكون منقطعا ً بالله فإذا كان مرتبطا ً بالله فهو ليس أبتر يعني ليس منقطع بمعنى انه خالد و باقي و مستمر .
- انها بطولة ٌ عظيمة رسم معالمها الحسين عليه السلام الذي ارتكبت هذه الجريمة بحقه الحسين عليه السلام هو إختار هذه الحركة بإختياره وقع ما وقع عليه و على اهل بيته بإختياره و بالصورة التي أرادها الحسين عليه السلام من الخروج بالمجموعة الخاصه التي إختارها الحسين عليه السلام بحيث انه لم يبقي احدا ً معه ممن فيه ميلا ٌ للدنيا او تعلق ٌ بحطام الدنيا و بإخلاصه ومن معه بإخلاص و من إللتحق معه و إهتدى بهديه بالاخلاص ايضا ليس لوجود الدنيا شيء في نفسه ولا في نفس من معه و لا يبحث عن مبرر و لا يبحث عن عذر ليتراجع لا هو ولا من معه فهي صفوة ٌ خالصة مرتبطة ٌ بالله سبحانه و تعالى ز
- يقول الشهيد المطهري توجد سيول ٌ كثيرة للدماء لكنها تخلق تحمله تلك الدماء من حرارة و نشاط وحيوية ، دماء تُقدم و في العالم مجازر كثيرة ولكن ما نسمعه من القتل هنا او هنا او المجازر الوحشية قيمتها ليس بسقوط الدماء و كمية الدماء و انما بما يحمل اصحاب هذه الدماء من مبادئ و من اخلاص و من ارتباط ٍ بالله ، فعندما تقع مجزرة و يقع فيها اشخاص و هم يخافون الموت وهم يضطربون من ما يقع عليهم فهم يخلقون في المشاهد والمستمع الخوف اما الذي يتلقى الموت احلى من العسل اما الذي كلما حمي عليه الوطيس تهلل وجهه فرحا ً و سرور فيترتب على هذا أمر ٌ اخر ممن يسمع ومن يرى يخلق فيهم العزة و الكرامه و الشجاعه و اثبات اذا كانوا يرون من تقدم بإرادته مرتبطا ً بالله اوجب ارتباط هذا الدم بالله سبحانه و تعالى إرتباط من يصله الخبر من يسمع بوقوع هذه الحادثه انها لله تحرك فيه الارتباط بالله سبحانه و تعالى فبقدر ما يرتبط الدم بالحيوية و الروح الإيمانية يؤثر في المشاهد و المستمع له ،
إذا ً ثورة الحسين عليه السلام التي لم يوجد فيها تراجع و لا تلكئ و لا خوف كسرت حاجز الخوف و التعلق بالدنيا و ربطت الانسان بالله سبحانه و تعالى و أعادت صياغة الشخصية المسلمه تغير الوضع و ربطت الانسان بالله سبحانه و تعالى بعد ما كان في طريق التراجع كما سيأتي في طريق التراجع عن المبادئ و عن الدين و القيم بثورة الحسين عليه السلام قلب الوضع و غير الامور فصار الناس يتوجهون لله سبحانه و تعالى و يسترخصون الدنيا و ما فيها ،
إذا ً الامة تحتاج ان تعود الى شخصيتها و دينها و الحسين عليه السلام جعل شخصية الأمة قويه بدمه أعاد و احيا فيها العزة و الكرامه بما قدم و إلا كانت تسير للهاوية و تجد الأمم في العالم كله الامة إذا فقدت شخصيتها تعيش التبعية و تعيش الضياع ولا تتقدم ، في الحرب العالمية الالمان يقولون خسرنا كل شيء إلا شخصيتنا بقيت الشخصية محفوظة فقالوا سوف نعيد ما خسرناه و بالفعل اعادوا لان فيهم الحفاظ على شخصيتهم و إستقلالهم ،
الإمة التي تفتقد الايمان بفلسفتها الخاصه المستقبلية و رؤيتها للوجود و للعالم و للدنيا و للاخرة هذه امة تعيش الرعب و لا ترى لوجودها حقيقه بغير الامم الاخرى ترى التبعية و هذا ما يزرعه الحكام في الدول و في الشعوب العربية و الشعوب الاسلامية ان تعيش التبعية و لا إستقلال و لا كرامة بل يصورن لهم انكم من غير الغرب انتم لا وجود لكم لانهم يربطونها بحضارة جزئية و لا يقبلون لشعوبهم ان يتطوروا حتى في هذه الحضارة المادية ،
إذا ً امة ٌ كل امر ٍ يأتيها من الغرب تراه تقدم هي أمة خاسرة ، نحن ننظر في المجتمع ان في المجتمع تسوق الموضات تسوق الدعايات الغرب يختار لنا ما يحب يختار لنا ذوقنا يعين لنا هذا شيء جميل في هذه السنة الموضه الفلانية و المجتمع يراه جميل كما قال الغرب و في السنة القادمه يقول هذا ليس جميل و المجتمع يقول ليس جميل الموضه تغيرت هذه النسة اخرى تبعا ً للغرب يعني إستهزاء بشخصية المجتمعات و جعل المجتمع يعيش التامه و هذا امر ٌ خطير ينقل الاستاذ المطهري قصة يقول تزوجت بيت السفير البريطاني رجلا ً اسود في موسكو فصارت حديث الساعة في ذلك الوقت التفرقة العنصرية و صارت الجرائد تكتب بنت ٌ بيضاء تتزوج اسود هذه طامة كبيرة و الجرائد والمجلات تكتب يقول في محفل يجلسون و تحدثوا قال البعض من الغربين ان من الاديان من يجوز زواج الاسود من البيضاء و العكس قام شخص و قال لا يوجد الا الإسلام لانه يأوي القذرين لانه مثلهم لانه نجس لانه قذر وصفوه بما وصفوه لذلك يأوي و يأيد الزواج يقول الشهيد المطهري في تلك الاثناء كان في المجلس شخصان مسلمان عندما سمعا الحديث قال احدهما للاخر لماذا نحن ننتمي لهذا الاسلام الذي لم يستوعب و لم يدرك بين الاسود و الابيض إنظر لهذا الغرب و التقدم و التطور يرون ان الاسود شخص حقير و قذر و نحن ننتمي لهذا الإسلام الذي لا يفرق ثم صارا يبحثان هل هذه القذارة و النجاسة ذاتيه ام عرضيه على الاسلام و علينا قناعة بسبب الدعاية الغربية ، إذا كان المجتمع يتأثر بما يأتي من الغرب فهو مجتمع لا شد انه للهاوية و للسقوط لا يمكن ان يتقدم و لا يمكن ان يحقق شيء الحسين عليه السلام ماذا فعل .
- فعل الحسين ما فعله رسول الله صل الله عليه و اله رسول الله اليتيم الذي بعث في ذلك المجتمع مجتمع فقير يعيش الذلة كما تصفه الزهراء عليها السلام كنتم إذلة ً خاسئين تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم تشربون الطرق و تقتاتون القِد و الورق إذلة ً خاسئين تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم بهذه الحالة يقتلون الاولاد يقتلون البنات خوف الفقر و إذا بالنبي صل الله عليه و اله يبعث في ذلك المجتمع الى ان يحقق اعظم حضارة و يكون قدوة للعالم كله ، جاء النبي صل الله عليه واله غرس في هذا المجتمع مبادئ السماء و اعطى للمجتمع كيانه و شخصيته لذلك صار المجتمع متقدم و الحسين عليه السلام جاء ليثبت هذه المبادئ و يثبت و يحي هذه المبادئ و يزيل الستار عنها من التعلق بالدنيا و الدعايات التي كانت تطرح هنا و هنا و التخويف للمجتمع الذي قضى على فطرته او اخفى فطرته .
ثانيا ً: اثار الثورة الحسينية ،
بنو امية سحقوا الشخصية في نفوس المسلمين و في انفس اهل الكوفة خاصه ، الكوفه طبعا دولة قوية ، يقول السيد الخامنائي حفظه الله ان الكوفه هي اقوى مكان لانها كانت معسكر و كانت محل الابطال و كان فيها الموالون لاهل البيت و يحبون اهل البيت و كانوا مخلصين لذلك عمد معاوية لتسفير خمس الاف عائلة من الكوفة و تفريقهم في خراسان و غيرها لاضعاف الكوفة صارت ضعيفة جعل عليها زياد إبن ابيه اولا فصار يحاكم الناس بكل كلمه يبقر البطون و يقتل الاولاد و النساء و الرجال و يمثل بهم اشد تمثيل يعني كانه صدام وربما اكثر فصار الخوف في نفوسهم مسخ شخصية الباقين فصار لا يحركهم شيء في نفوسهم حب لاهل البيت و لكن مواقفهم مغايرة عندما ثاروا مع مسلم هم بين امرين بين الحب و بين الخوف الخوف سيطر على كل شيء في وجودهم لذلك عندما ثار مسلم جعلوا عبيد الله ابين زياد لانه يشكل استمرار الخوف الذي كان قبل ذلك فعندما وصل عبيد الله ابن زياد تراجع الناس عن مسلم ابن عقيل ليرجع و يطفح الخوف الذي في نفوسهم ، الحسين بثورته ازاح هذا الخوف و للابد لان الحسين عليه السلام تحرك بالحركة التي تحي الضمائر و تحرك النفوس و تربط الانسان بالله سبحانه و تعالى جعل امامهم انه لا إله إلا الله فقط الذي يُخاف غير الله ليس مخيفا ً و لا يؤثر و لا يشكل خطرا ً ابدا ً فثارت بعد الحسين ثورة التوابين الذين خرجوا بثورتهم التوابون لم يكونوا من المقاتلين ضد الحسين و لكنهم لم ينصروا الحسين يحبون الحسين و لكنهم عندما رأوا ثورة الحسين و جاء عبيد الله ابن زياد ذهبوا الى بيوتهم فقتل الحسين ندموا بعد قتل الحسين و تحركوا ثم ثورة المختار الحسين احيا النفوس فصاروا لا يخافون الموت و تعاهدوا عند قبر الحسين عليه السلام إما ان يقتلوا جميع من قتلوا او ساهم في قتل الحسين او يُقتلوا هم و لا يبقوا في الحياة هذه النفس اين كانت كلها حدثت بعد قتل الحسين و بحركة الحسين عليه السلام ، إّذا ً الحسين منح الشخصية الاسلامية الحقيقية المستقله منح العشق و المحبة و الارتباط بالله سبحانه و تعالى لا بغيره ،
الحسين بحركته بجلاء الشخصية فيبين من كان باذلا ً فينا مهجته موطنا ً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل ٌ مصبحا ان شاء الله تعالى ، إذا ً موطنا ً على لقاء الله نفسه يبين ان لقاء الله هو المطلوب هو الفتح هو النصر ،
الحسين منح العزة و الكرامه و قتل روح الخوف و الجبن في النفوس وحرك الضمائر و ربط قيمة الحياة بقيمة الاتباط بالله سبحانه و تعالى و كل شيء يحصل عليه الانسان بعيدا عن الله ليست له قيمة بين الحسين ان هذا الطريق هو طريق الرقي و طريق الانبياء لذلك كان له الاثر الكبير و من اثاره التأير على الحسين نفسه من اثار الحركة الارتقاء عند الحسين عليه السلام كما يقول الشهيد المطهري ان الحسين ايضا هو الذي تاثر و تغير و ان من كان مع الحسين كذلك لذلك النبي صل الله عليه واله كان يقول ان لك درجات لن تنالها الا بالشهادة هذه الدرجات يعني ارتقاء هذا الارتقاء حدث في كريلاء يبلغ هذه الدرجة بلغ هذه الدرجة بما قدم من معه ايضا كانوا في نفس المسار و في نفس الطريق و الارتقاء ،
يقول الشهيد المطهري زينب عليها السلام ايضا كانت كذلك يقول اذا نظرنا الى زينب في ليلة العاشر نجدها تختلف بعد ذلك قبل وقوع الحداثة كانت زينب تتاثر لدرجة يكاد يغشى عليها و الحسين يهدئها و يقول اخيه لا يذهبن بحلمك الشيطان و لكنها بعد ذلك تقول عندما يخاطبها الطاغيه كيف رأيتي صنع الله باخيك و اهل بيته تقول مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلًا ، هَؤُلَاءِ قَوْمٌ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ فَبَرَزُوا إِلَى مَضَاجِعِهِمْ ، وَ سَيَجْمَعُ اللَّهُ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُمْ فَتُحَاجُّ وَ تُخَاصَمُ ، فَانْظُرْ لِمَنِ الْفَلْجُ يَوْمَئِذٍ ، ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ مَرْجَانَةَ فهي تتحدث بكل عزة و انفة ٍ لانها مرت بهذا الارتقاء في ثورة الحسين عليه السلام إذا ً ثورة الحسين هي بناء لشخصية المسلم و حفاظ على شخصية المسلم التي ارادها الله سبحانه و تعالى .