بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
مواصلة للحديث حول عاشوراء الحسين عليه السلام ،
في كربلاء قتل الحسين عليه السلام و اهله و أصحابه ، وصهرتم حرارة الشمس و رفعت رؤوسهم و سبيت نسائهم و طافوا بهم في البلدان ولكن مات جلادهم وصار لعنة ً في الوجود و بقي الحسين عليه السلام حيا ً فكرا ً وروحا ً خالدة ،
الحسين عليه السلام وأهله و أصحابه أستشهدوا ليهبوا لنا الحياة و هم أحياء ٌ عند ربهم يرزقون فإحياء عاشوراء هو صلة ٌ منا بالحي الذي يرزق عند ربه و إحياء عاشوراء حياة لنا مع الحسين عليه السلام ،
عاشوراء الحسين الناصعه التي حفظها الله و الائمة و بعدهم أتباعهم هي امانة ٌ اليوم في أعناقنا ،
اولا ً: اهداف الثورة ،
- الإصلاح الحسين عليه السلام قال أنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي فالهدف الاساس الذي خرج من أجله الحسين سلام الله عليه هو الاصلاح ومن يتبع الحسين و من يقتدي بالحسين عليه ان يكون في هذا الاطار في هذا الهدف حاملا لهذا الهدف و هو الإصلاح في الامة ايا ً كان سواء كان فيها حق ٌ و انحرف بعض اهله في ضمنه او كان مجتمع خارج عن الاطار و لكن في فساد و الاصلاح ينال الجميع .
- إرجاع الناس الى الفطرة السليمة الحسين عليه السلام هو الذي يتحدث بحديث الفطرة يرفض الظلم لذلك صار الحسين عليه السلام مرضيا ً ومقبولا ً وشعارا ً لجميع الاديان و لجميع البشر إذا كانوا منصفين ومجردين عن تعصبهم الانتمائي او الطائفي او المذهبي او العقدي لمجر ان يكون الانسان سليما ً فهو يرفع شعار الحسين لانه يراه الشخص الذي يدعوا الانسان لفطرته و يرجع الانسان الى فطرته لذلك كانت خطاباته عليه السلام عندما كان يتحدث مع اعدائه لم يكن يتحدث بانني صاحب الحق و إنما تحدث بالدين و تحدث ابعد من ذلك فقال ان لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا ً في دنياكم فهو يخاطب فطرة الانسان و يرد من الانسان ان يرجع الى فطرته أيّن كان .
- التضحية للدين خالصا ً يضحي لدينه و يقدم كل شيء يملكه لدينه لذلك حمل معه النساء حمل معه الاطفال الصبيان تضحية ً ليقدم كل شيء و اعز ما عنده في سبيل هذا الدين لذلك لا يتهمه احد بانه خرج لملك لان الذي يخرج للحرب لاجل ان ينال الملك لا يمكن ان يأتي معه بأطفال صغار معه في هذه الحرب وهو يعلم ما سوف يؤول اليه أمرهم و ما سوف يصدر عليهم ن ولذلك كان يقول شاء الله ان يراهن سبايا وصف انهم سبايا و وصف مصارع الاطفال إضافة للكبار من اهله و اصحابه ، ولذلك يقول الكاتب الانجليزي تشارز ان الامام الحسين عليه السلام ان كان حارب من اجل اهداف ٍ دنيوية فانني لا أدرك لماذ اصطحب معه النساء و الصبية و الاطفال إذا ً ليس لاهداف دنيوية لان الاهداف الدنيوية لا يمكن ان تتناسب بحمل اطفال ٍ صغار و صبية و نساء .
- عاشوراء تحي في الانسان الحياة الكرينة من اجل ان يكون الانسان و يعيش حياة كريمة ً رافضا ً للظلم و هذا ما جسده الحسين بموقفه و عمله و أقواله و افعاله فقال عليه السلام إني لا أرى الموت إلا سعادة و الحياة مع الظالمين إلا برما ، فيقول للانسان ان تعيش حياة ً كريمة لا تكن ذليلا ً هناك بعض الاشخاص يقول نريد ان نعيش كيف ما كانت المعيشة المهم ان نعيش الحسين عليه السلام يقول لا المهم ان يكون الانسان كريما ً يعيش بكرامته و عزته لا انه كيف ما كان ذليلا ً يعيش ، الحياة في موتكم قاهرين ، ميت و لكنك رافع الرأس و الموت في حياتكم مقهورين حياة مقهور ذليل هي الموت .
- القضاء على ذل الخوف الذي كان يعيشه الناس ، معاوية إستطاع بجرائمه ان يجعل الناس يعيشون الخوف الشديد بل الذل الشديد وصلوا لدرجة ٍ عالية ٍ من الخوف و حب الدنيا و التعلق بالدنيا لذلك لم يكونوا يجرؤ ابدا ً ان يواجهوا فعندما خرج الحسين و حركهم في خروجه تحركوا و لكن الخوف لا زال موجود الذل لا زال موجود ذلك الكوفه ثائرة تقف مع الحسين عليه السلام و تبايع مسلم ابن عقيل و لكنهم لمجرد ما سمعوا ان عبيد الله ابن زياد وصل الى الكوفه ذب الرعب و الخوف في انفسهم فإنقلبوا على مسلم ن حب الدنيا موجود و الخوف موجود ، ايضا عندهم حب للحسين لذلك كانوا يقولون نحن مع الحسين و بايعوا مباشرة لمسلم ولكن الخوف الذي زرعه معاوية موجود معاوية جعل على الكوفة زياد إبن ابيه واليا ً فصار يبقر البطون من يتكلم او يعلن حبه لعلي او يُشم ُ منه ذلك يقتل يُبقر بطه وهكذا تعذيب و قتل فظيع الى درجة صار اهل الكوفة لمجرد سماع زياد ابن ابيه يخافون لذلك أقترح سرجون على يزيد ان يولي عبيد الله ابن زياد على الكوفه لانه ذكرى من ابيه ، عشنا و رأينا في العراق الخوف من صدام بحي ان الشخص لا يجرأ يتكلم لو صدام مثلا يعود ربما يعود الخوف مشابه هناك بني امية جعلوا الرعب و الخوف في نفوس الناس الى هذه الدرجة فصار اسم عبيد الله ابن زياد رعب و خوف فلم يكونوا يجرؤ ان يواجهوه او يخرجوا عليه الحسين عليه السلام جاء بثورته و بإستشهاده كسر هذا الحاجز وهذا الخوف لإنطلق الناس و صار عندهم كرامه ومطالبه بالحرية بل كانوا يضحون بأنفسهم بغض النظر انتصروا ام لم ينتصروا و هذا كله بسبب ثورة الحسين يعني ارجع للناس كرامتهم و جعلهم يقفون على ارجلهم واثقين من انفسهم .
- حقق الحسين عليه السلام مفهوم المشاركة عمليا ً بين الرجل و المرأة في ثورته الثورات التي كانت ، للرجل النصيب الاكبر بل هو كل شيء هنا الحسين سلام الله عليه خرج مع النسوة ليكون للنساء الاثر الذي يتناسب مع دور المراة الإعلام في هذه المواقف الصعبة لذلك قيل ان السيدة زينب عليها السلام شاركة الحسين بكل عمل ٍ عمله في كل شيء فهذه المشاركة العظيمة الحسين عليه السلام هو الذي ثبتها و حققها في الواقع .
- إحياء مفهوم الحوار و النصيحة بالتي هي احسن ، إذا اختلف شخص مع آخر و صار محاربا ً له هل انه يعطي مجال للحوار ام لا ، تجد الحسين عليه السلام الحوار و النقاش و الجدال دائما هو المقدم جاء الحسين عليه السلام جلس مع عمر ابن سعد جلسات نقاش و حوار ليصل الى شيء و لكنهم أبو أن يأخذوا بعقلهم وبدينهم و بفطرتهم فرفضوا الحوار و النتائج التي يجب ان يصلوا اليها و انتقلوا الى الابتداء بالحرب على الحسين عليه السلام ،
الحسين في حياته دائما حوار دائما خطاب بالعقل حتى مع اصحابه حتى مع اهل بيته عندما يحدثهم و يقول يعطيهم المجال و من اراد ان يخرج من المعركة المجال له مفسوح لا يضغط عليهم و انما يجعل لهم الطريق امامهم و هم يختارون و عندما يحاورهم يقول نعمل كذا و كذا في كل شيء الحسين عليه السلام كان يقدم الحوار و الرأي ؟
- أحياء عاشوراء الحسين عليه السلام هي إحياء ٌ لمكارم الاخلاق مع الجميع حتى مع اعدائه كيف كان الحسين بمكارم اخلاقه نقرأه و نسمعه كل سنة و هو ترسيخ ٌ في نفوسنا و في نفوس ابنائنا كيف كان الحسين يتعامل كيف كان يتعامل مع اهل بيته و كيف يتعامل مع اشد الناس عداوة و حقدا ً عليه ، هل كان الحسين يجامل في معاملته ام كان صادقا ، عندما يأتي القوم و هم يحاصرون الحسين و يجعجعون به ويطلبون الماء فينزل الحسين عليه السلام ليسقيهم الماء بيده الذي لا يستطيع ان يشرب يضع له يده ليسقيه الماء و هو يعلم ان هذا الشخص في يوم عاشوراء سوف يقتله او يقتل ابنائه سوف يعتدي وسوف يمنع الحسين من الماء و لكن الحسين يعطيه ويجلس معه بكل ذلك الحنان و العاطفه و الصدق لا ينظر الى ماذا قال الناس او ماذا صنع بعد ذلك ، هو سوف يعتدي هو سوف يقتل هو سوف يرتكب الجرائم هو سوف يمنع الحسين عليه السلام من شرب الماء ولكن الحسين يطرح أخلاقه أخلاق الاسلام أخلاق الفطرة السليمه انه يقدم و يعطي حتى لاشد الناس عداوة ً عليه .
ملاحظات :
- اللاحياء الفكري و العاطفي ما ياثر في تربية الانسان وسلوكه بين الحين والاخر يتحدث بعض الناس اننا لا نحتاج الى هذا البكاء و الى هذه العاطفة الشديدة فلنعيش الحسين فكرا ً و معرفة ننظر الى الاهداف و المفك ننظر الى هذا الكلام هل هو صحيح او غير صحيح ،
الجواب ،
انه يجب علينا ان نتأمل ، نتامل في الهدف و نتامل في سُبل تحقيقه الهدف هو الثقافه و المعرفة و الهدف هو ربطنا بالحسين عليه السلام بصدق ٍ في جميع وجودنا و احاسيسنا و في عاطفتنا و في جميع الجهات بمعنى آخر تربية الانسان الحقيقة الصحيحة ليست الفكر فقط ، الانسان يتأثر بالفكر و المعرفة و لكن هذا الفكر و المعرفة ليس هو المحرك التام كثير ٌ من الناس يعرفون يعرفون عن كربلاء بل الذين قتلوا الحسين كانوا يعرفون أكثر من غيرهم عندما يأتي و يطلب الماء و يقول إملأ ركابي فضة ً او ذهبا إني قتلت السيد المحجبا قتلت خير الناس أم ً و أبا هو لا يفتقر الى المعرفة يعرف من هو الحسين و انه افضل الناس ولكنه هذه المعرفة بالعقل فقط و العقل من غير القلب لا شيء ليست لها قيمة لذلك ما يجعل الانسان صادقا في معرفته ان تصل معرفته من عقله الى قلبه ان يكون القلب حيا ً أن يكون القلب عنده شعور و عنده احساس متحرك مع ما يصل الى ذهنه و عقله لذلك ليس من الصحيح ان يُقال اننا نقتصر على المعرفة العقلية فقط ، وليس صحيح ان نقتصر فقط على العاطفة لا بد ان يكون الانسان في تربيته مزيج بين الروح والعقل ان يكون هناك تاثير للعاطفة و ان يكون هناك تاثير للمعرفة العقلية .
- المجالس التقليدية المعروفة المتداولة هل هي صحيحة ام لا ، نقول هي الصحيحة و التي ينبغي ان يُستمر عليها و أئمتنا عليهم السلام هم الذين أنشؤها و أبتدأوا بها يقول الامام الخميني قدس سره كل ما لدينا من عاشوراء ،ما هي عاشوراء ، عاشوراء هي الاحياء الموجمد من المآتم و البكاء و الطلم هذا هو الموجود الذي جعل هذا الدين و هذا المذهب و هذه العقيدة مستمرة و يقول الامام الراحل رضوان الله عليه ان على الخطباء ان يقرؤا المراثي حتى آخر الخطبة ولا يختصروها بكلمتين ، لان البعض يتسائل انه بكاء و قراءة المقتل و تفاصيل كثيرة ، حتى بعض العلماء يقولون لماذا هذا التفصيل الكثير لذلك إخترت قول الامام رحمة الله عليه ان على الخطباء ان يقرؤا المراثي حتى آخر الخطبة ولا يختصروها بكلمتين بل ليتحدثوا عن مصائب اهل البيت عليهم السلام كي يصبح الناس على أهبة الاستعداد و ليكونوا حاضرين في ميادين الاحداث و ليعلموا ان أئمتنا عليهم السلام قد أنفقوا كل اعمارهم لنشر الاسلام و ترويجه و بهذا نشر الاسلام وترويجه .
ملاحظة :
التجديد المدروس و إلا فلا ربما يقول قائل الوقت تغير و الزمان تغير و الثقافات تغيرت علينا ان نخاطب كل جيل ٍ بما يناسب علينا علينا ان نخاطب كل زمان بما يناسب هذا الكلام إجمالا ً صحيح ، ولكن التجديد لا بد ان يكون مدروسا عندنا مجالس تقليدية علينا ان نحافظ عليها ما يمكن ان يضاف عليها يجب ان يكون مدرسوا و اذا لم يكن مدروسا ً فإن النتيجة تكون تشويه لهذه الشعيرة تشويه لهذا المذهب ،
كل تجديد يحتاج الى امرين ، الى هل يجوز او لا يجوز هذه كلمة لابد ان يأخذها الشباب بعين الاعتبار أصحاب المآتم ، نحن نريد تجديد تغير فلنجب على هذا السؤال ما هي النظرة الشرعية لهذا التجديد ، مثلا نريد تمثيل يجب ان ننظر الجهة الشرعية ، الجهة الشرعية ليس الابتكار مني او منك و انما نرجع للمراجع ماذا يقولون في هذه الطريقة في هذه الجزئيات هل هو مرضي اولا علينا ان ناخذ الجهة الشرعية هل هي جائزة او غير جائزة ، راجحه ، مرجوحه علينا ان نجيب و إلا إذا لم نكن نجيب على هذه الاسألة فنحن نكون قد جعلنا الضرر و الإساءة الى الشعيرة و الى الامام الحسين عليه السلام ، أكثر من ان يكون أفدنا .
ايضا ان نسأل هل هناك حاجة ام ليست هناك حاجة ، في كثير ٍ من الاحيان ليست هناك حاجة يعني بعض الامور التي رأيناها مثلا إسعراض فتيات و امثاله ، لو فكرنا هل يجوز او لا يجوز هل هذا من اهداف الحسين عليه السلام او هي مخالفة لاهداف الحسين إضافة الى ذلك هل هذا مفيد او غير مفيد وماذا سوف يضفي على ذكرى عاشوراء من فائدة إذا استطعنا ان نجيب على هذه الاسالة إستطعنا ان نقول نجدد و نأتي بهذا إذا لم نكن نستطيع فلنبقى على ما هو مضمون الذي اوصى به أئمتنا عليهم السلام علينا ان نلتزم في إحياء الشعيرة بما ينفع بما يروج للشعيرة بما يخدم الاسلام و إلا علينا ان لا نرتجل في هذه الامور .