الحديث حول عاشوراء الحسين عليه السلام و ما يجب علينا ان نستفيده من الحسين عليه السلام و كيف نقدم الحسين عليه السلام وثوره لمن يسأل عنه ومن يراه ،
اولا : أهمية الثورة ،
ثورة الحسين لها أهمية عظيمة و أهميتها تتجلى في جهتين ، الاولى هي حركة الحسين و إنعكاسها على الحسين نفسه فالحسين سلام الله عليه قبل عاشوراء يختلف عن الحسين عليه السلام بعد عاشوراء و لا يعني هذا أنه إستنقاص للحسين قبل عاشوراء و إنما هي طبيعة الحال هكذا أنه يتكامل و نعرف ذلك من ما وصفه رسول الله صل الله عليه و اله للحسين سلام الله عليه في درجته ومقامه ، وعلم ان الدرجة التي يستحقها الانسان في الاخرة انما تترتب على درجته و بلوغه في الدنيا و النبي صل الله عليه و اله يقول إن لك درجة (درجات ) لن تنالها إلا بالشهادة يعني هناك مقام يصل اليه الحسين سلام الله عليه بعد واقعة كربلاء هذا المقام العظيم الذي ينعكس في اعلى عروج ٍ بلغه الحسين عليه السلام يوم عاشوراء بلغ الدرجة العالية التي كان يبشره بها النبي صل الله عليه واله وكان النبي صل اله عليه واله يبكي على قتل الحسين .
ثانيا ً: مقام الحسين عليه السلام في الامة ،
مقام الحسين عليه السلام في الامة يختلف عنه قبل كربلاء و بعد كربلاء درجة الحسين ومنزلة الحسين عليه السلام في نظر الامة و التزام الامة بالحسين قبل كربلاء لم يكن كما كان بعد كربلاء و ليست خاصة هذا المنزلة و لم تطبع في نفوس الامة لجهة الحسين فقط و انما لاهل البيت عليهم السلام قاطبه فلم يكن الحسين عليه السلام قبل كربلاء في نظر ابناء الامة و علماء الامة هو الحسين الذي كان بعد كربلاء ، قبل كربلاء كانوا يحاورونه و كانوا يخطؤنه و كانوا يصححون يعني بعضهم يقول صحيح و بعضهم يقول خطأ و لكن بعد حادثة كربلاء رسخ في نفوس الامة ان الحسين عليه السلام معصوم سواء ً كانوا من اتباعه ام لم يكونوا و لم تكن فقط للحسين و انما لاهل بيته عليهم السلام الائمة من بعده ايضا لذلك اهمية هذه الثورة في هذه الجهة انها ركزت ثقل اهل البيت عليهم السلام في نفوس الناس في نفوس الامة في نفوس اتباع الاسلام بل حتى غيره حتى صار الحسين عليه السلام قبلة لكل انسان يعشق الحرية و كل عاقل ملتزم بفطرته وجد الحسين هو المحور و هذا كله بعد واقعة كربلاء إذا ً ثورة كربلاء أثرها الكبير هو هذا انها جعلت الائمة عليهم السلام محورا ً في ضمير الامة سواء قبوله عمليا ً ام انحرفوا عنهم إلا انهم في واقع الامة كل الامة تذعن و تصدق ان اائمة هم إمتداد للرسالة لذلك عندما يأتون للائمة عليهم السلام لا يستطيعون ان يقولون هذا خطأ و لكن قبل ذلك كان الامر يختلف .
ثالثا ً : كيف نقدم الحسين و الذكرى للعالم ن
نحن ماذا نقدم وماذا علينا ،
- بيان الحقائق ، التركيز على بيان الحقائق و هذا الحديث في الواقع يحتاج الانسان ان يكون صريحا ً و واضحا ً مع نفسه ، هل الحسين يحتاج الى اختلاق كرامه ، لا يحتاج ، مبادئ الحسين التي يعشقها الجميع و العالم كله و الصدق الواضح و يكفي ان يقرأ الانسان للحسين ولو دعاء عرفة ليرى الحسين من هو الحسين وما هي عظمة الحسين فهو لا يحتاج الى اكثر من الحقائق بل جميع ما يخترعه الانسان للترويج للحسين يُعد إهانة و يُعد ُ كذبا ً محرما ً و إنحرافا ً عن عقيدة اهل البيت عليهم السلام البكاء ليس هو الهدف لا نجعل في أنفسنا ان الهدف البكاء و إن كان عظيما لانه يحرك الضمير لانه يلمس المشاعر مباشرة ولكن احداث كربلاء لو يتحدث عنها الانسان فيها الكثير الكثير وفيها ما لم يذكره الخطباء لو يرجع الشخص و يبحث في بحار الانوار او غيره لوجد الكثير لم يُذكر فيها الكثير من الخيرات و لكن التركيز على ما ذكره الخطيب و الخطيب يأخذ عن خطيب و الشيخ و الشيء بالشيء ياتي الى البال الان في فكري و ذاكرتي شيء من هذا القبيل بعض الخطباء او بعض الذين لا يحملون مسؤولية ربما يطرح أمور ليست واقعيه جاء في بالي شيء أذكره يذكر الشهيد مطهري يقول كأنه في مجلس و جاء خطيب و قرأ في إيران طريقتهم الخطيب غير المحاضر يعني ( الملا) غير المحاضر شخص يقوم يرثي و بعد انتهاءه يقوم ثاني و ثالث و هكذا فأحدهم جالس قرأ و بعد ان فرغ من القراءة سأله الشهيد ما جاء في قراءته و تعزيته ذكر على سبيل المثال قال أمير المؤمنين عليه السلام كان على المنبر يخطب في الناس فقام إليه الحسين من جنب المنبر و قال أبه انا عطشان فأشار الامام علي عليه السلام الى ابي الفضل العباس ان يأتيه بالماء ذهب العباس يأتيه بالماء العباس صغير جاء بالماء ، الماء في مشي العباس صار يُراق و يصب منه على الارض فتذكر أمير المؤمنين واقعة كربلاء و نزل امير المؤمنين من المنبر و ضم ابا الفضل العباس الى صدره و صار يبكي و الحضور صاروا يبكون بعد ذلك المطهري يسأل الخطيب من أين هذا و من اين المصدر قال سمعته من فلان سأل فلان من أين المصدر قال كنت جالس و مُحضر للقراءة و لكن جاء الخطيب الذي قبلي و أتى بالذي اريد ان أقره كله و التعزية ابيات محدوده و اتى ثاني ايضا هكذا و ليس عندي شيء فإخترعت هذه القصه المطهري يناقش هذه و نحن نقول ايضا هل شخص منها يقبل مثلا الان لو انا اجلس فوق المنبر و يأتي ولدي و يقول اريد ماء ماذا نقول المستمع الحاضر يقول هذا لم يربه والده لم يؤدبه ، تريد ماء اذهب و اشرب ، نحن نتكلم عن الطفل الصغير الفرق بين الحسين و العباس خمس و ثلاثين سنه تقريبا يعني اذا العباس يستطيع ان يمشي و ياتي بالماء لو قلنا عمره خمس سنوات يعني الحسين عمره اربعين سنة صار عطشان و الامام يتكلم بخطبته و كلمته ورقه واحده تعرفون انها خُطب قصيره خير الكلام ما قل و دل ، أفلا يستطيع الحسين ان يذهب بنفسه للماء و يقول لابيه اريد ماء فهذا يصبح إهانه فأي إنسان يفكر ، يقول ولد عمره ست سنوات اذا قال يريد ماء يُقال له ليس صحيح ، على اي حال ارجع الى الكلام ، تقديم كربلاء بالحقائق الحقة الواضحه لا لبس ليس الهدف البكاء حتى اخترع امور تبكي فقط علي َّ ان ابحث ما هو الواقع و ماذا حدث وماذا دلالته و ماذا يؤدي وماذا ينتج فيكون كلامي منطلق من الشرع من الدين من المسؤولية لا ان اخترع من عندي كيف ما كان حتى ابكي الناس .
- الاحتواء ، احتكار رمزية الحسين ليست صحيحه الصحيح و الحق ان يكون اتباع الحسين عليه السلام يحتون الاخرين سواء ً كانوا من المذاهب من الديانات من جميع المعتقدات يُطرح الحسين عليه السلام للجميع حتى تحتوي الجميع ، و أثر الاحتواء أثر ٌ عظيم يختلف عن اثر المواجهة ، انت في المنطفة تختلف سياسيا مع اشخاص لو صرت معهم في طرف نقيض و تريد ان تثبت انهم خطأ و انت صاحب الحق في هذا الطريق لن تنتج شيء بخلاف لو انك احتويت الجميع و صرت معهم في خط واحد أدخلتهم لو تنظرون مثلا الى النبي يوسف لما جاء الى فرعون في ذلك الوقت فقال انه يرى الشمس هي المؤثر للوجود ماذا كان رد النبي يوسف ، قال انت تسميها الشمس نحن نسميها الله فأخذه للتوحيد تقول الشمس العظيمة التي تؤثر نحن نقول الله و اخذه اخذه للتوحيد فيكون موحدا ً حقيقيا ً الاحتواء افضل من المواجهة انت تريد ان تثبت لشخص انه باطل هذا لا تسطيع ان تحمله للحق ، إحمله في الحق إلتقي معه فيما ما تلتقي معه خذه شيء فشيء و الحسين حقيقة ً هو كذالك للجميع و ليس لحزب و ليس لجماعه و ليس فقط للشيعه ، إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي .
- فن الدعوة للحسين عليه السلام ، الطرح الجامع الموحد للامة على نهج الحسين عليه السلام الموحد للامة ومن يلتقي مع الحسين عليه السلام يعني في الدين و من لا يلتقي و مع ابناء الحسين عليه السلام ابناء الحسين و اتباع الحسين ايضا تجد هذا متشدد في هذه الطريقة و هذا في هذه الطريقة الطرح الصحيح ان لا يدخل الخطيب في الاختلافات ليخطئ هذا الطرف و ذاك الطرف على اقل تقدير ان تكون ذكرى عاشوراء جامعه لاتباع الحسين جامعه حقيقة ً وكل شيئٍ فيه إثاره يجتنبه الانسان المخلص للحسين ز
- من الامور التي يجب ان يُركز عليها بيان اسباب الثورة لماذا الحسين ثار ،
أ . الحفاظ على العقيدةو صفائها الحسين ثار حتى لا ينحرف الدين لا يخرج الناس و يبتعدوا عن الدين ولو نظريا ً يحافظ عليه بوضوح حتى يتشرب في نفوس الناس ثم ينطلقون من الفكرة الى الواقع العملي .
ب . ضرورة التناسب بين النظرية و التطبيق الحسين جاء ليبين ضرورة التناسب بين النظرية و التطبيق نعرض هذه الفكرة الحسين خرج و و قف امام اناس يصلون و قيقولون اشهد الا لا إله إلا الله و ان محمد رسول الله صل الله عليه واله و لكن في التطبيق العملي انحراف فالحسين جاء ليبين ضرورة التناسب النظرية و التطبيق و نقول هذا بيان للاخرين باللفظ والكلام و الواقع العملي واعظم دليل علينا ان يكون واقعنا العملي ايضا دليل فعندما نطرح اي فكرة ٍ لها ارتباط بالدين ان يكون واقعنا العملي و افعالنا تكون دليلاً عليها و داعية لها كما يقول الحديث كونوا لنا دعاة بغير السنتكم ان تكون اعمالنا دليل ايضا .
ج . الدين ليس محصورا ً في المساجد كما اراده يزيد الحسين عليه السلام جاء ليبين ان الدين عملي يرتبط بحياة الناس كلها من القيادة و التابعين ، في المؤسسة في البيت في كل مكان الدين ليس عبادة فقط و ليس في المسجد .
د . عاشوراء و الدفاع عن حقوق الناس الحسين عليه السلام عندما تكلم عن يزيد و وصفه بقاتل النفس المحترمه و العامل في عباد الله بالاثم و العدوان المعتدي ، وقف الحسين عليه السلام ليدافع فليعلم العالم ان ثورة الحسين هي التي تدافع عن حقوق الانسان و عن حقوق الانسان كيفما كانوا و بأي جهة اختلفوا و بأي عقيدة ٍ يعتقدون .
هـ . دور عاشوراء في التحفيز و التقدم ايضا ان يكون دور عاشوراء فيه شيء لابناء الحسين اتباع الحسين أنكم يجب ان تكونون متقدمين يجب ان يكون اتباع الحسين في جميع المجالات متقدمين ، في الجانب العقيدي وعي و إدراك و فهم ما يعتقده الانسان الموالي للحسين يجب ان يكون بصيرة ووعي و ارداك ما يعتقد و ليس انه سمع و ان تكون عقيدته مبنيه على الادلة و البراهين وعي ان تكون اخلاقه متقدمه فإذا جاء موسم عاشوراء اخذ من كربلاء من اوصاف الحسين و اتباع الحسين ان يكون التقدم في الجانب المادي ايضا اتباع الحسين يجب ان تكون لهم نظرة لماذا نبقى اقل لماذا لا نكون متقدمين في جميع الجوانب الاكاديمية و الاقتصاديه الاجتماعية في جميع الجوانب ان نكون متقدمين عاشوراء محفزة اصلاح إنما خرجت لطلب الاصلاح في جميع الجوانب و ليس في جانب ٍ واحد .
ثالثا ً : عاشوراء ثورة إستراتيجيه على مدى العصور ن
ربما لا ندرك مغزاها حقيقة ً و هذا هو الواقع ولكن هي ثورة ٌ حقيقية و على مدى العصور لذلك نجد اهل البيت سلام الله عليهم جعلوها محورا ً لثقافة التشيع و مدرسة اهل البيت المحور الرئيسي في مدرسة اله البيت عاشوراء و هذا واقع فالتركيز عليها يجب ان يكون بحجمها ،
النبي صل الله عليه واله يبكي الحسين وكل إمام ٍ يعقد المجالس و يبكي على الحسين الانبياء يذكرون الحسين لماذا ، إذا ً لابد ان يكون هناك شيء عظيم فهي الاستراتيجية التي ينطلق منها الحق و ينطلق منها الدين الامام المهدي عليه السلام عندما يخرج و شعاره يا لثارات الحسين مما يدل على ان هذه الثورة لها شان ٌ عظيم و ليست بالهامشية او الشيء الخفي او الشيء البسيط او انه قتل انسان و ناخذ ثاره فقط و إنما لها إستراتيجية في تحقيق في تحقيق العدالة الربانيه و الحق على هذه الارض و السر في ذلك انها توافق الفطرة ،تناسب ثورة الحسين مع فطرة الانسان السليم و يمكن مخاطبة اي انسان سليم من خلال فطرته و ثورة الحسين هي ثورة الحق و التقديم و الفداء ، وشمول ثورة الحسين لجميع ابعاد الانسان ، كل إنسان له ابعاد من العاطفة و الشجاعة و الاخلاص جميع الابعاد عند الانسان موجود ق في كربلاء و في ثورة الحسين عليه السلام ، وشمول الثورة لجميع افراد المجتمع هناك اناس يتاثرون إذا رأوا طفل مقتول ثورة الحسين فيها الطفل هناك اناس يتأثرون للشخص العجوز في كربلاء كذلك أشخاص يتأثرون بالنساء في كربلاء كذلك أشخاص يركزون انه لا فرق بين اسود و لا ابيض و عبد تجد ذلك في كربلاء فهي تشمل جميع افراد المجتمع لذلك اثرها يبقى على جميع افراد المجتمع مستمرا ً و يرفع الشعار الامام عند ظهوره بيا لثارات الحسين .
رابعا ً : الحسين مع الله و ثأر الله ن
و هذا ما لا نراه او يذكر لغيره إلا الحسين و أمير المؤمنين عليه السلام لذلك تقول الزيارة السلام عليك يا ثار الله و إبن ثاره و الوتر والموتور ، الوتر الموتور وهو المقتول الذي لم يأخذ ثأره و وتر الله يعني ثار الله الذي لم يؤخذ و تقول الزيارة يا قتيل الله و ابن قتيله فالله سبحانه و تعالى هو الولي هو الولي للحسين عليه السلام و اختص بولايته للحسين و انه هو الذي يأخذ بتأر الحسين ، لماذا هذه الاوصاف و لماذا هذه الاختصاص و التكفل بالدفاع عن الحسين و اخذ ثأره ، الجواب لان الحسين ذاب في الله الحسين لم يبقى له من وجوده شيء و إنما إذا جئت لمواقفه وهو يفنى في الله سبحانه و تعالى و يتجلى و يعرج لله سبحانه و تعالى بأشد الخلوص الذي لم يرى له شيء فالله يكرمه على ذلك .
خامسا ً: أبعاد عاشوراء ،
- عاشوراء لها ابعاد كثيرة من ضمنها و الذي يجب ان يطرح و يركز عليه البعد الديني و الالتزام لم تجد هفوة ً في أصحاب الحسين في اهل بيته في الحسين الالتزام بكل شيء ٍ بالصلاة في احلك الظروف و الرماح و السهام تقع على الحسين عليه السلام ولكنه يقول انما خرجنا للصلاة فلا نتركها و نؤخرها و نقول في حرب ٍ و لا نقول قضاء او تترك ، أتباع الحسين اذا ارادوا الالتزام بالحسين و تعزية الحسين ان تكون هذه الامور نصب اعينهم ماكان مهما ً عند الحسين عليه السلام و جعله اساسا ً لا يكون بالنسبة لنا جانبيا ً اذا كان الحسين يقول انما خرجنا للصلاة فيجب ان يكون عزائنا ومآتمنا للصلاة داعية للصلاة اعمالنا إلتزامنا بالصلاة .
- العقد الاخلاقي و القيمي و دور الفضيلة و هو من الامور الواضحه حتى مع الاعداء من اللتقى معهم الحسين وهو يعلم انهم سوف يقتلونه و يقف و يقدم لهم الماء و يؤثرهم على نفسه و اهل بيته وهو يعلم ان الماء سوف ينضب و ينتهي عن اهل بيته و اطفاله و الرضعان و مع ذلك يقدم اعدائه الاخلاق و الفضيلة العالية هذا بعد ٌ من ابعاد الحسين و ثورته .
- بعد الوفاء في ثورة الحسين عليه السلام لذلك الحسين لم يختر من اصحابه إلا الصفوة الخلص الذين لا يستطيع الانسان ان يصفهم كما وصفهم الامام الحسين عليه السلام لذلك عندما اراد الخروج قال من كان باذلا ً فينا مهجته موطنا ً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحلا ً مصبحا ً ان شاء الله تعالى ، إذ كان شخص فدائي اذا كان شخص يريد لقاء الله فليأتي و الذي لا يريد لقاء الله لا يأتي نصره و لا نريد اعانته لذلك يصف اصحابه ، اصحاب الفداء اصحاب الوفاء اصحاب الخير قال الامام عليه السلام فاني لا اعلم اصحاب اوفى لا خير من اصحابي و لا اهل بيت ٍ خير من اهل بيتي فجزاكم الله عني جميعا خيرا ، هذه هي اوصافهم اوصاف عاليه تدل على الدرجات العالية من الانقطاع و الارتباط بالله و الوفاء و البر و الاخلاص .
- الاخلاص لله و للدين بعد واضح ٌ في حركة الحسين عليه السلام لذلك كان يقول عليه السلام ان كان دين محمد ٍ لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني هكذا هو الحسين نظره لله و نظره للدين ان يستقيم و ليس لغير ذلك .
- الثقة بالله تعالى كما يقول السيد الخمنائي كل شيء يسير في ظاهره على العكس و انك مقتول و الغلبة لأعداء الله و ينتهي كل شيء و لكن الحسين عليه السلام ثقة بالله و يعلم ان الانتصار الحقيقي سوف يكون بدمه لذلك خرج .
- بعد الاصلاح الشامل قال انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي .
- البعد التضحوي الفدائي في عاشوراء الحسين عليه السلام يضحي و يقدم في عاشوراء اغلى ما عنده من الاصحاب و الاطفال حتى الطفل الرضيع انتهاء ً بالنساء وهو شيء عظيم ان يخرج انسان بهذا و يحمل معه وهو يعلم بقتله وهو يقول فداء للدين اقدم كل شيء الاهل الاولاد النساء كل شيء ٍ عزيز ٍ من اجل الله سبحانه و تعالى الحسين يتقدم به فداء ً و قربانا ً لله سبحانه و تعالى أصحابه ايضا و من معه كمن كان في من يقي الحسين بنفسه والحسين يصلي و هو يقف و السهام تأتيه سهم ٌ بعد اخر الى ان يسقط مقتولا ً فداء ً للحسين فداء ً لهذا الدين و إذ يَسأل الحسين القاسم إبن الحسن يا قاسم كيف تجد الموت من دوني قال احلى من العسل فالحسين يفدي و يقدم القرابين والاعزاء و من معه بهذه النفسية ايضا القاسم عندما يرى الحسين يخبر اصحابه و اهل بيته فلان سوف يستشهد فلان سوف يقتل غدا ً و فلان القاسم ينتظر لا يجد توجه من الحسين له الحسين يشفق عليه فيسأله السؤال اولا هو ينتظر ان يُقال انك من الشهداء فالحسين لا يقول له انت شهيد فيقول له كيف تجد الموت من دوني فيقول يا عم احلى من العسل فيتقدم ركب الفداء و التضحية .
- بعد الموعظة و النصيحه الحسين في حركته و في خطبه وكلامه كله نصح و موعظه و في يوم عاشوراء و في غداة عاشوراء يتوجه الى الاعداء يقوله عباد الله اتقوا الله و كونوا من الدنيا على حذر فإن الدنيا لو بقيت لاحد ٍ كان الانبياء احق بالبقاء و اولى بالرضا غير ان الله خلق الدينا للبلاء و خلق اهلها للفناء فجديدها فان ٍ نعيمها مضمحل و سرورها مكفهر و المنزل بُلغه و الدار قلعه فتزودوا فإن خير الزاد التقوى فإتقوا الله لعلكم تفلحون ، موعظه في كل كلامه في كل خطواته .
- البعد التبليغي يتجلى في خطب الحسين البعد التبليغي يتجلى في ثورة عاشوراء في كل الحركات الحسين عليه السلام و في جميع منازله يخطب و يعظ و يبين و يرشد و يخاطب العقول اهل بيته كما هو ايضا من الكبير و الصغير و الرجال والنساء في كل جهة سبايا السياط تتلوى عغلى متونهن و لكن الخطب و المواعظ لا تتوقف فلكل احد ٍ تجد موعظة ولكل طفلة تجد موقف وبيان و حقيقية .
البعد العرفاني و التسليم المطلق الحسين عليه السلام هو الذي سلم مطلقا ً و بدأ تجلي هذا البعد العرفاني من موقفه في عرفات و هو الذي يقول ( عميت عين ٌ لا تراك عليها رقيبا متى غبت حتى تحتاج الى دليل ) فهو منقطع و ملتزم اذا تتصور دعاء عرفه ينطلق من البرهان الذي يسمونه الانا او الإن وهو يصف الامور فيعتبرها دليل على الله ثم ينطلق بعد ذلك فيقول كل هذه تحتاج الى دليل ( كيف يُستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ) الامر بالعكس حتى نعرف الوجود يجب ان تكون المعرفه بالله الله هو الدليل على غيره و ليس الغير دليل على الله و يرتقي الحسين عليه السلام و يبرز مواجها ً للاعداء فيقول الامام عليه السلام كان ابي الحسين كلما حمي عليه الوطيس تهلل وجهه فرحا ً و سرور الى ان يسقط على الارض وهو يقول رضا ً بقضائك يا رب و تسليما لامرك تركت الخلق طرا ً في هواك و أيتمت العيال لكي اراك ينقطع الامام الحسين عن كل شيء ٍ و هذا اعلى التجلي و الارتباط و البعد العرفاني للحسين عليه السلام