حديث الجمعه – عطايا الائمة عليهم السلام
28/10/2017
قال رسول الله صل الله عليه واله الحسن و الحسين امامان قاما او قعدا ،
حديثنا حول اشكالية عطايا الائمة ولقب الامام كريم اهل البيت عليه السلام من الأسألة التي تتبادر و يستشكل البعض بها لماذا الائمة يبذلون الأموال الكثيرة و يعطونها لجهات محدوده في بعض الأحيان كالشعراء ،
هل الائمة يتماشون مع واقعهم الذي كانوا يعيشون فيه فيقصرون عطاياهم على جهات معينة او جهات كالشعراء تروج لهم و تمدحهم وتثني عليهم هل ذلك الواقع خطأٌ الى حدٍ ما ،
في جهة الحكام المتغطرسين الذين يتخذون الناس مطايا لهم فهل الائمة سلام الله عليهم يتماشون مع ذلك الواقع او انهم على صواب في ما يفعلون لماذا لا يغيرون ذلك الواقع ؟
اولا : ما يذكر من جوائز الائمة و عطاياهم ،
عطايا الائمة وجوائزهم كثيرة و لا تقتصر على عطايا الإمام الحسن المجتبى ، الحسن المجتبى كريم اهل البيت لقب بهذا اللقب و اهل البيت يشاركونه في ذلك و لكن الظروف التي كان يعيشها كانت مؤاتية ان يبرز الإمام في هذا الجانب و إن كان اهل البيت سلام الله عليهم جميعهم ايضا في ذلك ،
- الإمام الحسن عليه السلام و الرجل الشامي يُحدث المؤرخون ان شاميا ًيدخل المدينة المنورة فيلتقي بالإمام الحسن المجتبى فيكثر من سب الإمام و شتمه و الإمام ساكت ثم يلاطفه الإمام و يضيفه و يأخذه الى بيته و يجزل له العطاء ثم يخرج من المدينة وهو يقول دخلتها و انت وابوك ابغض الناس اليَّ و خرجت منها وانت و ابوك احب الناس الىَّ و يقول الله أعلم حيث يجعل رسالته الإمام يعطيه عطاء كثير لماذ هذا العطاء الكثير .
- زين العبدين عندما كان يصله الأرقاء يأخذ العبيد ويعاملهم معاملة الند حالهم حال الحر لا ينظر الى نفسه انه أعلى منهم في المعاملة ثم يسجل عليهم اخطائهم ثم في شهر رمضان إن كان اخذهم قبل شهر رمضان او قبل الحج ففي الحج في يوم عرفة يأتي بهم و يوقفهم ويسألهم عن ذنوبهم و يحصي عليهم اخطائهم فيقرون ثم يعفو عنهم و يأمرهم بالدعاء له و العفو عنه فيقولون عفونا عنك من غير إساءة فيحررهم هذا هو شيء من الكرم ، الإمام زين العابدين في مكة عندما تجاهلة هشام ابن عبد الملك في الطواف و جرى بين هشام وبين الفرزدق من اجل ذلك ما جرى ، جرى حديث بين الفرزدق وبين هشام يقولون ان الامام قد اعطى الفرزدق الف دينار او اثنا عشر الف درهم على اختلاف النقل على قوله الابيات المعروفه الذي اولها ،
هذا الذي تعرف البطحاء وطاته
و البيت يعرفه و الحل والحرم
الامام يعطيه 12000 الف على هذه الابيات فهل هذا صحيح ؟ ام أن هذا إسراف وهو تضييع للأموال التي كان يجب ان توزع على الفقراء الفرزدق بدوره يرفض قبولها و يقول إنما قلت ذلك غضباً لله و لرسوله لكن الإمام يصر عليه ان يقبلها فيقبلها .
- وعندما أنشد الكميت للباقر عليه السلام قصيدته من لقلبٍ متيمٍ مستهامِ أنشد هذه القصيدة قال له يا كميت هذه مئة الف جمعتها لك من اهل بيتي قال قصيدة يجمع له مئة الف درهم و يعطيه اياها الكميت بدوره يقول لا و الله لا يعلم احد اني اخذ منها حتى يكون الله عز وجل يكافأني لكن تكرمني بقميصٍ من قمصك فأعطاه الإمام قميص يلبسه و امر له مرةً اخرى بالف دينار و كسوة فرفض قبول الدنانير و لكنه قبل الكسوة لبركتها رفض ذلك معلناً انه يحبه و انه يقول فيهم ما يقول رغبة في الاخرة لا طمعا ً في الدنيا الائمة يعطون و ينفقون و يقدمون الكثير لكن نجد الذي يعطونه دائما يمتنع و يرفض .
- اعطى الامام الرضا عليه السلام دعبل الخزاعي ستة مائة دينار او اقل على تائيته المشهورة التي يقول فيها
ارى فيئهم في غيرهم متقسماً
و ايديهم من فيئهم صفراتِ
رفض دعبل المال و طلب ثوبا من ثيابه عليه السلام يتبرك به و بقي الثوب مشهورا ً و موجوداً عند اهل قم تقاسموه و بقي عند دعبل جزء فقط .
- ابو نواس ايضا قد اعطاه الإمام الرضا عليه السلام اربع مائة دينار او اقل على اختلاف النقل و بغلة ٌ على ابياته المعدوده ،
مطهرون نقيات ثيابهمُ
تجري الصلاة عليهم اينما ذكروا
هذه احداث وقعت في زمن الائمة و ليس في زمن الامام الحسن فقط الائمة سلام الله عليهم يتعاملون بكل سخاء
ثانيا : تساؤلات حول كثرة العطايا
لا شك ان العطايا كثيرة اهل البيت يقدمون كثير هذا لا إشكل فيه ربما يقول البعض انهم بالغوا الروات يبالغون يعني شخص يأتي للإمام الحسن يعطيه خراج العراق موجود لكن تقول هذا مبالغ فيه او هذا صحيح او هذا غير صحيح و لكن بصورة عامة و اجمالاً العطايا كثيرة و عندما يلقب الإمام بكريم اهل البيت لكثرة العطايا فهنا بعض التساؤلات ،
- هل ان هذا العطاء مقابل شعر منطقي ؟ و يمكن استساغته و قبوله ام انه اسرافٌ وتبذير الائمة يعطون الكثير فلماذا هذا العطاء مقابل شعر يمدحك شخص تفرح بمدحه فتعطيه ، السائل يقول هكذا او المستشكل فلماذا الائمة يعطون الكثير مقابل الشعر و ما قيمة الشعر ؟
- لماذا لم تعطى هذه الأموال لمئات العوائل الفقيرة التي قد تكون احوج ما تكون للقمة العيش لماذا يعطونها للشعراء ؟
- بماذا استحق الشاعر هذه المبالغ الطائلة شاعر يمدح اهل البيت و يعطي الائمة كثيرا ً فلماذا يعطونه و هل هذا الشعر يستحق هذه المبالغ ؟
- هل يمكن ان يكون ثمة فرق بين تصرفات الائمة سلام الله عليهم و بين الحكام ؟ الذين يأتون اليهم المتملوقون و الشعراء فيذكرون لهم الشعر و يجزلون لهم العطاء ما هو الفرق بين الائمة و بين الحكام في هذه التصرفات ؟
- هل يمكن ان نقول ان ذلك كان واقعا ً عرف سائد و الائمة ساروا عليه و لماذا لم يغير ان كان كذلك لماذا لم يقف الائمة و يغيرون ذلك العرف و يقفون في وجهه إن كان خطأً ؟
هذه تساؤلات ،
ثالثا : الجواب على هذه التساؤلات ،
- نحن نعتقد ان الائمة معصومون لا يخطأون عقيدتنا يعني يضعون الشي في موضعه .
- اننا بالتأمل و التفكر و التفكير هو ما قام به الائمة بالنظر للظروف و بالنظر لكل الجهات نجد ان الائمة قاموا بالشيء الصحيح .
- لننظر هل ما قاله الشاعر في اهل البيت مدحاً قدم شيئاً ام لا ؟ الجاوب نعم قدم ،ماذا قدم ؟ قدم روحه ونفسه التي هي اغلا من اي مالٍ وقدم كل من يرتبط به من اهل بيته و المحسوبين عليه الشاعر الذي يقول شعر في اهل البيت يواجه الخليفة او الوالي و يقف في و جهه و يقول هذا الذي تعرف البطحاء وطأته الى اخر الابيات في وجه الحاكم المستبد ماذا ينتظر من الحاكم كم هذه الجرأة التي يواجه بها الخليفة في ذلك الوقت لا حقوق إنسان ولا مجلس أمن و لا هيئة امم ولا شيء يستطيع ان يخلصه من يدِ الحاكم إلا الله سبحانه وتعالى فكم هو يحمل ثبات و تضحية يقدم نفسه ليأتي بهذه الأبيات إحقاقاً للحق وذكراً للحق إذا ً قدم نفسه و ليس نفسه فقط بل اهله و ايضا المحسوبين عليه مثلا الكميت قال الشعر اهدر دمه و الفرزدق ايضا و سُجن و اُهين و لم تكن حياة دعبل بالحياة التي يحسد عليها كانت مضايقة محاصرة من جميع الجهات لا يحصل على عطاء لا يستطيع ان يعمل محاصر في كل جهة لانه قال شعر إذا ً قدم نفسه ،
لو جئت لأموال تعطى له مقابل ما يقدم فقد قدم روحه وهذا ليس قليل ، الرشيد بسبب بيتين من الشعر في اهل البيت قد امر في منصور النمري ان تقطع يده ورجله و سيل لسانه من قفاه يفتح له فتحه و يخرج اللسان من الخلف ثم تضرب عنقه لانه قال بيتين من الشعر في اهل البيت و يصلب و يحمل إليه برأسه ، إذا ً ما الذي يَقَدِمُ في ذلك الوقت أمام الطغات كلهم و يقول بيتاً او شعراً مدحاً في اهل البيت و يواجه فيه الطغات و الظَلَمَة في وقتهم ماذا قدم ؟ قدم روحه و هل الأموال تعادلها ؟ ليست شي مقابل ما قدم ، وكم كان هارون الرشيد غاضبا ً بشدة عندما علم ان منصوراً مات قبل تنفيذ هذه الأوامر أمر بأن يعمل به هكذا و وجدوا انه مات غضب حتى ليقول الخوارزمي انه نبش قبره واحرقه .
- نعلم ان في ذلك الوقت من يظهر حبه و ولائه لاهل البيت فضلاً عن مدحهم فقط انه يحبهم يكون مرفوضاً هو اهل بيته فكيف إذا جاهر بالشعر فيهم فمن له من لأهله فهل نقبل او نستسيغ من الائمة سلام الله عليهم ان شخص يأتي ليفديهم بنفسه و يقدم كل شيء من اجلهم و يضحي لهم ونقول ليس من الصحيح ان يعطيه الامام الف دينار او الف درهم هل قدم من اجلك كل شيء وانت عندك اموال الا تسخي بشيء منها عليه ؟ اذا تركته ما هو مصير اهله من اين ينفقون الى غير ذلك اهل البيت اجل وارقى ان يتركو من يجاهد في سبيلهم ان يتركوه هكذا .
- كل عملٍ له من القيمة بمقدار ما له من الهدف إذا كان الهدف صحيحاً هذا الشعر الذي يأتي به الفرزدق مثلا او دعبل و يقول الابيات مواجه للطغاة و لغيرهم و يحق الحق من اجل ماذا ؟ لاجل الله سبحانه وتعالى وكما في الحديث كل شيءٍ له من النصيب بقدر ما لله فيه من نصيب كم لله فيه تكون قيمة هذا الفعل هذا الذي جاء من اجل السماء من اجل ان يحق الحق و من اجل الدفاع عن قيم السماء و الدفاع عن اهل الحق كلمة صادقة مخلص و دليلٌ على اخلاصه انه يضحي بنفسه دليلٌ على اخلاصهم انهم لا يقبلون المال فكلام حقٍ ومهمٌ كما يأتي يقوله لله سبحانه وتعالى كم تكون قيمته فإذا اعطي ما اعطي فكل ما يعطى هو قليل لانه جاء من اجل الله يدافع عن مبادئ السماء عن الحياة الحقيقة فالتضحية لنصرة السماء اغلا من كل مال .
- الدور الإعلامي الواضح للشعر و اهميته لا يمكن انكاره لانه اقوى وسيلة اعلام تخلد من يريد الخلود في ذلك الوقت ، و في ذلك الوقت يحلم الانسان ان يقال فيه شعر لان الشعر هو وسيلة الاعلام الوحيدة ليس كمجلة مثلا يقرأها الشخص و يتفاعل مع المشاعر التي فيها دقائق ثم تنتهي في عصرنا الحاضر مثلا تكتب المجلات و الجرائد الكثير و تطرح فيها امور و فيها تعاطف و لكنها عندما يقرأها الشخص تنتهي اما الشعر فهو كان الوسيلة التي تكون خالدة تخلد الشخص تخلد الهدف تخلد الرساله فالذي جاء ليخلد رسالة السماء و يخلد اطروحة اهل سلام الله عليهم و يدافع عنا بكل ما بنفسه و بروحه هذا الاعلام الكبير كم يبذل به الاعلام الان ؟ هناك كلمة لاحد رؤساء امريكا يقول لو اخير بين جيش عسكري و بين الاعلام اختار الاعلام ، الاعلام اغلا و اكثر من كل شيء فما ينفق فيه يستحق ، والامام سلام الله عليه عندما يعطي الاموال لهذا الشاعر الذي يجعل قضية اهل البيت واضحه في هذه الدوله الاسلامية في وقتها ثم تنتقل من بلدٍ الى بلد و يبقى على مدى العصور و الازمان محفوظاً مرسخاً لاهدافهم و قضيتهم بماذ يكافئ هذا العمل كل ما تعطي مقابله فهو قليل لذلك مثلا نرى الحكام يعطون في ذلك الوقت المال الكثير لمن يقول فيهم شيء فمروان ابن ابي الجنوب فاز بولاية البحرين و اليمامة و اربع خلع و ثلاثة الاف دينار نثرت عليه و امر بإلتقاطها كل ذلك لانه قال شعراً يؤيد فيه العباسين و يتحامل فيه على العلوين هذا العطاء لانه يمدحهم و يتحامل على العلوين يقيمونه انه يستحق فكيف بمن ذكر حقاً لا باطلاً ؟ هذا يروج باطل يتملق فإذا حصل اتم و واصل و إذا حرم لم يأتي بشيء ربما كان محارباً أما من كان مع اهل البيت سلام الله عليهم فهو ينطق بالحق و لا يريد مالاً صادقاً مع الله سبحانه و تعالى ،إذا ً إذا جئنا لتقيم هذا الامر و قلنا هل يستحق من يأتي بمدح اهل البيت و الثناء على اهل البيت ذلك لم لا نجد انه يستحق الكثير و لذلك حتى في الاحاديث التي تعد الناس يوم القيامة من قال فيهم بيتا ً بني له بيتٌ في الجنة لانه يذكر الحق لان قيمة ما يأتي به بقيمة الهدف الذي قال من أجله مع ملاحظات أن جميع الشعراء كانوا يرفضون اخذ المال و يطلبون ثوبا ً يتبركون به ، ذكرنا ايضا الإنفاق بهدفٍ بعيد لأنه لم يكن فقط على الشعراء مع ان هذه جهة عظيمة و اوسعنا الكلام فيها و لكن لو جئنا للإمام الحسن المجتبى عليه السلام او غيره من الائمة نجد العطاء مستمراً و في جميع الجهات و لا يغفلون جهة مع الإهتمام بهذه لمكانتها التي مر الحديث فيها مثلا إمرأة تذهب الى المدينة وتأتي للإمام الحسن سلام الله عليه فيقدم لها الف شات و اعطاها الف دينار او الف درهم ثم ارسلها الى الإمام الحسين عليه السلام و الى عبد الله ابن جعفر فقدم لها كل واحد منهما كما قدم الإمام الحسن سلام الله عليه روايات اقرأها مجتزءة تقول هكذا تجد انه لماذا هذه امرأة الروايات إذا نظرتها يقولون هكذا جائت إمراة للامام الامام اعطاها كذا و في كثيرٍ من الاحيان ،
الامام يدخل مزرعة يجد شخصا عبد يجلس مع كلب ويرد ان يأكل و يمتنع فيقول انا استحي ان اكل و الكلب ينظر اليَّ فالامام يسأله اين سيدك ؟ ( فيدله العبد على سيده و الامام يذهب و يشتري المزرعة و العبد و يهبها العبد وبعد ذلك إذا تبحث عنه و عن امثاله تجده صار من كبار الشخصيات التي تخدم الإسلام هكذا الائمة يضعون الشيء في موضعه أما إذا أخذت الرواية مجتزئة فقط من جانب ربما يأتي الشخص و يتسائل لماذا الامام اعطى هكذا ،
روى المؤرخون انه عليه السلام كان مسافراً الى مكة مع عبد الله ابن جعفر و نفرٍ من قريش و كانوا يسيرون على غير الجادة فمرو بإمرأةٍ فقيرة وما كان لديهم طعام جاؤا الى المرأة وجدوا المرأة قالوا لها نحن سرنا على غير الجادة و ليس عندنا طعام قالت لهم ليس عندي الا هذه العنز فذبحتها لهم وهو كل ما عندها و هي في صحراء في بر قدمت كل ما لديها الى الإمام و من معه بعد ذلك الإمام يقول لها إذا اتيتي المدينة نراكي في المدينة ونكركمكِ هناك تأتي الى المدينة و الامام يعطيها لماذا ؟ الامام يعطيها لانها بهذه الروحية العظيمة اولا تستحق المكافئة التي تضحي بما عندها و هي في ظرف و لا تبقي الامام ومن معه في جوع و في حاجة لانها ايضا تسكن في ذلك الطريق الذي ينقطع فيه الحجاج و هم يسيرون للحج في ذلك الطريق الامام يقول هذه (المرأة في هذه ) المنطقه و بهذه الروحية من السخاء و الكرم تكون خادمة للناس و للحجاج اذا صار عنها اموال لن تترك احد يمر وهو محتاج و تتركه الامام ينظر لذلك نظرة بعيدة ،
و ليس فقط في هذه الجهة الإمام الحسن سلام الله عليه يناصف امواله الفقراء مراتٍ ومرات لا تقول فقط في الشعر مع ما ذكرنا بإنه إذا قال أحد ٌ شعرا ً في اهل البيت عليهم السلام و دافع عن قضية السماء و لكن عندما تقرأ الإمام تجد الإمام ناصف الله في امواله مراتٍ و مرات بل و اعطى كل ما عنده حتى لم يبقى عنده شيء ايضا مرات ويبتدأ من الصفر ليس عنده شيء إذا ً لماذا الامام سمي كريم اهل البيت ؟ لانه في زمان الامام كانت هناك فتوحات و الاموال تأتي كثيرة و يأخذها الصحابة عدد من الصحابة لا نقول ان كل صحابي هكذا لكن هناك بعض الصحابة يكدسون الاموال حتى انه في ميراث بعضهم يقسمون الذهب بالفؤوس اموال كثيرة تأتي الاموال من هذه البلاد التي فتحوها و من تلك البلاد وتكدس و تبقى و الناس في الاطراف يموتون جوع الامام سلام الله عليه كان في هذا المجال محارباً لهذه الظاهرة السيئة فكان دائم الانفاق و دائم العطاء فلا يبقي فقيرا ً و يعطي كل ما عنده إذا جائه شخص و الإمام ليس عنده كثير يقول اقسم ما عندي بيني و بينك يقسمه ثم يأتي اخر يقول اقسم الباقي و هكذا في بعضها يعطي كاملاً كل ما عنده من أجل ان يحارب تلك الظاهرة فقيل له سلام الله عليه لاي شيء نراك لا ترد سائلا ً و إن كنت على فاقه حتى لو كنت فقير في فقر لا ترد سائل فقال إني لله سائل و فيه راغب و انا أستحي أن اكون سائلاً لله و راد سائل أسأل من جهة و أرد السائل الذي يسألني و يطلب مني و إن الله عودني عادة ً ان يفيض نِعَمهُ عليَّ و عودتُهُ ان افيضَ نعمه على الناس فأخشى ان قطعت العادة ان يمنعني العادة و انشد يقول ،
إذا ما اتاني سائلاٌ قلتُ مرحباً
بمن فضله فرضٌ عليَّ معجلوا
الامام يقول الذي عندي سبب سؤالك و عطائي لك انت تتفضل عليَّ بسؤالك فلك الفضل ان اعطيتك و لك الفضل ان وفقت في مساعدتك هكذا الامام يجعلها سنة و يُعلم الناس ان يسيروا عليها و يلتفتوا للناس كافة لا يتركوا فقيرا خصوصا إذا كان محتاجاً بل الإمام سلام الله عليه يبين و يقول الجود و الكرم ليس ان تعطي من سأل بل الجود و الكرم ان تبأ المحتاج إذا وجدت شخصاً فيه حاجة لا تنتظر ان يطلب منك فتعطيه يقول اما إذا سالك شخصٌ فأعطيته فإنك اعطيته مقابل ماء و جهه اعطيته بمقابل بذل ماء و جهه اما ان تكون جواداً سخياً كريماً هو ان تبادر وانت تعطي من غير سؤال .