c عيد الغدير 2

عيد الغدير 2

بسم الله الرحمن الرحيم

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا

يوم الغدير يوم ٌ عظيم و عظمته تتجلى في جهات ٍ كثيرة و لكن نذكر بذكرى او بتعبير ٍ بسيط ٍ وخاطف عظمة الغدير في نواحي كثيرة منها حديث الرسول صل الله عليه واله لتبين يوم الغدير انه يوم ٌ مهم و يوم عظيم

  • فقد روى ابو هريره عن رسول الله صل الله عليه واله أن صيامه يعدل عبادة ستين سنة و هذا يدل على اهمية هذا اليوم .
  • اهمية الغدير بأهمية صاحبه اهمية هذا اليوم ليس بما انه يوم و انما هو بأهمية امير المؤمنين سلام الله عليه سُأل الخليل أبن احمد ما تقول في علي ٍ فقال ماذا اقول في رجل ٍ أخفى أعداءه فضائله حسدا ً و اخفاها محبوه خوفا ً ة ظهر من بين ذين ِ و ذين ما ملئ الخافقين الشخص الوحيد الذي الجميع صار في طوال هذا التاريخ و يخفي مكانته و فضائله متعمدا ً في ذلك سواء ً مكان محبا ً له او معاد ٍ له ومع هذا ظهر منها ما ملئ الخافقين بحيث ان ائمة المذاهب تتكلم و تقول لا توجد فضائل لاحد ٍ من الصحابة الذين سعى العالم على مدى العصور يبرز لهم شئنا ً وفضائل بل لبعض من يحسب على الصحابة توضع لم الفضائل ومع ذلك لم يوجد احد له فضل ومنزلة في احاديث الرسول صل الله عليه واله كما لعلي عليه السلام .
  • علي في حديث الرسول صل الله عليه واله ،
  • في صحيح مسلم و مسند أحمد و سنن الدرمي و البيهقي و غيرهم ان رسول الله صل الله عليه واله قام خطيبا ً بماء ٍ يدعى خُما ً بين مكه و المدينة ثم قال ألا يا ايها الناس انما انا بشر ٌ يوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب و إني تارك فيكم ثقلين اولهم كتاب الله فيه الهدى و النور فخذوا بكتاب الله استمسكوا به و اهل بيتي و في تعابير اخرى و الفاظ اخرى تدل على ان هذا الحديث كرر من رسول الله صل الله عليه واله في مواطن كثيره النبي صل الله عليه و اله بصياغات ٍ اخرى يقول اني مخلف ٌ فيكم الثقلين كتب الله و عترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا فأنظروا كيف تخلفوني فيهما ثم يقول و لا تقدموهم فتهلكوا و لا تقصروا عنهم فتغرقوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم فالنبي صل الله عليه واله يجعل اهل البيت هم المحور هم الركيزة التي يجب ان يدور العالم كله حولها لا يتقدم و لا يتأخر إن تقدم هلك و إن تاخر غرق و إن ادعى علما ً فإنه جاهلا ٌ بجهل ٍ مركب ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم .
  • في ذلك اليوم قال رسول الله صل الله عليه واله من كنت مولاه فعلي ٌ مولاه فنهض الصحابه يبايعوا عليا ً عليه السلام و نهض عمر ابن الخطاب فقال بخ ٍ بخ ٍ لك يا ابا الحسن أصبحت مولاي ومولا كل مسلم ٍ ومسلمة هذا يؤكد ويبين منزلة أمير المؤمنين عليه السلام .

ج . قال رسول الله صل الله عليه واله من أطاعني فقد اطاع الله و من عصاني فقد عصى الله ومن اطاع علياً فقد أطاعني و من عصى عليا ً فقد عصاني النبي صل الله عليه واله يبين العصمة التامة لامير المؤمنين عليه السلام ان عليا ً في هذا الحديث الذي يصححه أشد الناس إسقاطا ً لفضائل علي ٍ عليه السلام و اهل البيت كالذهبي هنا النبي صل الله علي واله يقول إن إرادة علي هي إرادة الله فيستحيل ان يدعوا عليا ً عليه السلام لشيء ٍ فيه باطل ابدا و يستحيل ان يأمر بشيء مخالف ٍ لارادة الله  هو الحق التام والذي يطيعه يطبع الله سبحانه و تعالى ومن يعصي عليا ً فقد عصى الله و لا يقول انه غافل او جاهل او لا يعلم .

 

موارد تنصيب علي ٍ عليه السلام كثيرة و كثيرة و اذكر امثله منها ،

  • حديث الدار النبي صل الله عليه واله في حديث الدار المعروف و المشهور والاحاديث هذه ليست مشهورة فقط وإنما متواترة النبي صل الله عليه واله عندما ينزل قوله تعالى وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) يجمع عشيرته و يطلب منهم ان يؤازروه و لكنه يعقب على ذلك ويقول يؤازرني على ان يكون اخي و وزيري و خليفتي من بعدي فلا يقوم احد ثم يقوم علي ٌ عليه السلام ويقول انا يا رسول الله و يعينه خليفة ً من بعده في حديث الدار حتى يقول قائلا ٌ لابي طالب يا ابا  طالب لقد أمر عليك ابنك هنا الرسول يثبت عليا ً عليه السلام لما لعلي ٍ من المنزلة العظيمة و الارتباط بالسماء .
  • حديث المنزلة ايضا رسول الله صل اله عليه و اله عندما يخلف عليا ً في المدينة المنورة و يقول اما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى .
  • في آية اولاية عندما تصدق علي ٌ عليه السلام على بخاتمه على فقير فنزلت الاية إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(2) فبينت انما حصر الولاية في علي ٍ عليه السلام ليس لاحد  ان يشاركه فيها ابدا ً و في غدير خم الرسول صل الله عليه واله يبين للنا  الست اولى الناس منهم بانفسهم قالوا بلى يارسول الله قال من كنت مولاه فهذا فعلي مولاه  و حديث الثقلين واحاديث كثيرة كلها يبين فيها منزلة علي ٍ عليه السلام و ان له المقام العالي وهو الخليفة في الحكم وفي الارض و في السماء ،

الغدير هو تنصيب و لكن اي تنصيب ، تنصيب الشخص الذي تتوفر فيه جميع القيم وجميع الكمالات الاسلامية و الخصال  الحميدة ليكون اماما ً للمسلمين و ليس تنصيب قريب ٍ على المسلمين وليس تنصيب إنسان عابر ٍ  او خاطئ او خطاء و إنما هو تنصيب افضل البشر بعد رسول الله صل الله عليه واله من تجتمع فيه جمع  الفضائل أعلم الناس احلم الناس اتقى الناس اشجع الناس ليكون خاليف ً للمسلمين و هذا ليكون سنة ً للمسلمين اذا ارادوا ان يجعلوا احدا ًعليهم ان يكون افضلهم واتقاهم و اورعهم.

الغدير هو يوم النجاة و لكن لم يعرفه المسلمون لو اهتدى المسلمون حقيقة ً و التزموا بدينهم و اتبعوا رسولهم صل الله عليه واله الذي نصب عليا ليكون محورا ً للامة تجتمع حوله و تترك الخلاف و الشقاق لتكون الامة الناجية الحقيقية بولاية علي ٍ عليه السلام الذي هو الهادي وهو النور المبين وهو الصراط المستقيم وهو الميزان للخير و الحق ليبين الحق من الباطل و يحمل الناس في سفينة النجاة و لكن الامة تجتنب عن ذلك بجهالة ٍ و تذهب هناو هنا و تتبع المتملقين و المتنفذين ،

الخلافة أمرا ً من السماء و ليس امر ً من رسول الله صل الله عليه واله رسول الله صل الله عليه و اله في وقته و في وجوده هو النبي وهو الخليفة لله في هذه الارض على الامة ان تطيعه وهو الحاكم لهم ولم يكن من عنده النبي صل الله عليه واله ليس لانه جاء بهذه الرسالة ثم علي نفسهو نصب نفسه على الناس و انما وجوده بإمر ٍ من الله و ليس من عنده و كذلك تنصيب علي ابن ابي طالب عليه السلام وقد نصبه من الله في موارد مواطن عديدة و في ذلك غدير خم عندما يامره الله  يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ  فيبلغ الرسالة و يتم الرسالة و يكمل الدين بولاية امير المؤمنين سلام الله عليه فعندما يبلغ يقول لْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا الدين التام والكامل و المرضي هو بولاية امير المؤمنين حقيقة الغدير ليس بتنصيب شخص ٍ وانما قيمة الغدير بعلي ٍ عليه السلام الذي اضفى على الغدير قيمته و ليس انه حصل قيمته بالتنصيب لان امير المؤمنين عليه السلام التنصيب انما يكشف عن باطن علي انما يكشف عن ملكات علي انما يكشف عن سجايا علي انما يكشف عن رفعة علي انما يكشف عن الحق و النور المبين لا انه يجعل شخصا ً متسلطا ً او حاكما ً على الناس هكذا .

الغدير تنصيب ٌ في جانب الحكومة الولاية في الغدير هي الحكومة فأمير المؤمنين عندما نصب في يوم الغدير يعني جُعل حاكما ً على الناس جُعل خليفة على الناس و ليس انه بين مقامه المعنوي ، المقام المعنوي لامير المؤمنين عليه السلام واضح و درجته عاليه والنبي صل الله عليه و اله بينها في مواطن مختلفة ولكن في ذلك اليوم في يوم الغدير انما هو تنصيب بمعنى جعل الحكومة و الخلافة بعد رسول الله صل الله عليه واله ليس ليبن مقاما معنويا ً او منزلة انما ينص على الخلافة ان تكون في علي ٍ عليه السلام  .

الغدير و السياسة ،

تعييبن علي ٍ هو السياسة بمعنى ان يكون الخليفة في السياسة ان يكون الاسلام مرتبط بالسياسة ان يكون الاسلام مرتبط بشؤون المتجمع في كل شيء في الصغير و الكبير لا يفوت شيء و يبقى شيء يكون الخليفة بعيد عنه فأمير الؤمنين عليه السلام يمثل الإسلام حقيقه و يمثل المرجع الديني حقيقة ً  و المفسر للاسلام والمطبق للاسلام و المنفذ للاحكام الشرعية ، حكومة تنفيذية يني له جانبان جانب التشريع و كشف الاحكام الشرعية وجانب التنفيذ في المجتمع هذه الولاية فالنبي صل الله عليه واله في يوم الغدير لم يأتي ليبين للناس جانب التشريع و ان علي يمتاز بهذا الجانب ، قلنا اولا لم ياتي ليبين الجانب الملكوتي و المعنوي و المنزلة الرفيعة عند الله فقط و انما في يوم الغدير حكومة تنفيذية إضافة لكونه حاكما ً و إضافة لكونه مشرعا ً فأمير المؤمنين عليه السلام هو المستنبط للقرآن مستنبط ٌ للاحكام يكشف حكم الله في الارض و يبين  مصاديقه و يطبقه على الناس في ذلك اليوم ، و يدل على ذلك ان امير المؤمنين عليه السلام من جانب الفتيا من جانب الاحكام كان الناس يرجعون له وكان الخلفاء يرجعون لعلي عليه لسلام و لكن في الجانب الذي نكروه ان يكون هو الخليفة و هو المطبق للدين و ليس مبين للاحكام بصورة عامه هذا يعطينا ايضا ان الاسلام مرتبط بالسياسة و الدين مرتبط بالسياسة و المرجع الديني الذي له المقام او المنزلة بعد النبي صل الله عليه واله القائم بعدهم في غيبتهم له منزلة ايضا معنوية عند الله و له جانب التشريع الولاية وهي الاستنباط و ان كان بصورة مصغرة و له جانب الحكم ايضا في المجتمع الاسلامي و يدخل في السياسة في كل شيء يبين و يعترض و يطالب و يقيم حكومة الله في الارض هذا الواقع الذي يكون امتدادا ً للنبي صل الله عليه واله للأئمة المعصومين له هذه الدرجة له المنزلة ان يكون في جانب الاسنباط و في جانب بيان الدين و في جانب تطبيق الدين ايضا و يكون رقيبا ً على الدين و رقيبا ً على الناس و مطبقا ً للدين في المجتمع و اما الذين ارادوا فصل الدين عن السياسة انما هم جاءوا استجابة لدعوات الغرب الذي يريد ان يسيطر على المجتمع الاسلامي طرح فطرة الفصل بين الدين و السياسة و إلا فإن الدين والسياسة كان معمول به بل كان حتى في زمن الخلفاء و إن لم نكن نعترف بفلام خليفة و فلان و نقول ليس على حق و لكن بصورة عامة ما دار و ما كان بين المسلمين ان يكون الخليفة ومرجع الدين له شان ٌ سياسي ايضا .

تعظيم الغدير من قِبل ِ رسول الله صل الله عليه واله يثبت اهمية شيء وهو ان إذا كانت الخلافة في يد ٍ صالة في يد ٍ امينة كيد ِ امير المؤمنين عليه السلام المجتمع يسير الى الامام و تزول العثرات و تزول الزلات والانحراف ينتهي و يتوجه الناس للخير و يعم العدل في المجتمع الصلاح في جانب المعاملة و الاقتصاد بين الناس و ايضا الجانب الشخصي بين الناس ايضا تصلح امورهم و تصلح نفسياتهم ويرتبطون ارتباطا ً حقيقيا ً بالسماء .

الهوامش ،

  • سورة الشعراء الاية 214
  • سورة المائدة الاية 55

 

 

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *