حديث الغدير و حديث الولاية هو حديث يجمع لا يشتت التأمل في حديث الغدير كموقف نظري بإضافته للموقف العملي لامير المؤمنين عليه السلام نجده هو المحور الجامع بين الناس و المؤلف بين الناس لا المفرق للناس ،
اولا ً: أهمية عيد الغدير ،
تكمن أهمية عيد الغدير في تنصيب قائد ٍ جامع ٍ لكل المؤهلات التي يحمل الامة من خلالها للنجاة و الخير في هذه المناسبة رسول الله صل اله عليه واله يعين الانسان الجامع لكل الصفات الذي ليس فيه شائبة نقص و ليس فيه حقد و لا ضغينه متكامل الابعاد من كلِ الجهات همه الأوحد هو الاسلام وهو خدمة الدين و عيال الله و لو كان هناك شخص أكمل من أمير المؤمنين لما امكن ان يُتخطى ويعين امير المؤمنين محله ،
إذا ً عيد الغدير وهو نقطة التحول الخطيرة التي يتطلع اليها المسلمون ، المسلمون في ذلك الوقت يتطلعون من يكون خليفة و هذا يحدث في كل مكان و في كل بلد إذا كات حاكم الناس يتطلعون من هو الولي ولي العهد بعده كيف و رسول الله يعلن بين الحين والاخر إنني سوف افارقكم و هذه آخر حجة أحجها معكم فالناس يتطلعون من يكون الخليفة بعد النبي صل الله عليه واله ما بين شخص ٍ خائف ٍ على الاسلام و بين اخر منتهز متربص ليكون هو الخليفة و بين شخص منافق و عدو للاسلام لذلك الغدير هو اهم موقف في الرسالة موقف ٌ خطير ، لذلك هو تنصيب لامام ٍ للمسلمين بل ابعد من ذلك كما نجده في شخصية علي عليه السلام ونعتقده في علي عليه السلام انه إمام ٌ للناس كافه ، و إن كان حقيقة ً نقول انه إمام ُ المتقين لإتباع المتقين له و إلا من طرفه هو إمام ٌ للناس كافه فأي إنسان يريد الخير و يتطلع للخير و للحق فهذا الامام هو الذي ينصفه و هذا الامام هو الذي يأخذ بيده و لا يقف عند معتقده و هذا وجدناه في روايات ٍ كثيرة عندما يمر أمير المؤمنين في السوق فيقف على شخص يطلب من الناس فيسألهم امير المؤمنين ما هذا يقولون له هذا نصراني قال ما أنصفتموه.. استعملتموه حتى إذا كبر وعجز تركتموه ، عقيدته اخرى لكن امير المؤمنين عليه السلام للناس كافه و منصف ٌ ويعطي كل ذي حق ٍ حقه و لا نظر في عقيدته او انه محسوب ٌ عليه و على شيعته و جماعته ،
إذا ً الغدير هو إلزام ٌ ايضا للامة إلزاما ً للامة ان تختار و تتبع من إختاره الله لهذا الغدير و في هذا اليوم يقال للامة قفي و لا تختاري الاختيار لله سبحانه و تعالى و من طرفه هو فقط و على الامة ان تستجيب و تسمع أمير المؤمنين هو اكثر شخص ٍ وتر الناس بسيفه هو أكثر شخص ٍ لم يبقى بيت و لا عائلة و لا عشيره و لا قبيله إلا إشتكت من سيفه ، قتل ابطالهم و لكن الله اختاره لما يتميز به لانه هو أعظم انسان يمثل خلافة الله و إرادة ً معصومة لله سبحانه و تعالى على الارض ،
الغدير هو التنصيب المصيري و الاختيار المسؤول واهميته عظيمة من جهة امير المؤمنين و تنصيب امير المؤمنين هو تكليف عليه و ليس تشريفا ً له أمير المؤمنين عليه السلام لا تشرفه الخلافة بل هي لا تساوي شيء لانه لا ينظر للخلافة و لا ينظر للمنصب و انما الخلافة كما ذكرها من ذكر ان الخلافة تزينوا بالخلافة إلا علي ٌ عليه السلام فهو زين ٌ للخلافه إذا هو تكليف ٌ له و مسؤولية يحملها عليه السلام .
إكمال الدين يوم الغدير بضبط هذه النقطه و الانعطافه و تحويل المسؤولية الى عاتق الناس ، النبي صل الله عليه و اله اتم الخلافه اتم الرساله و عين الخلافة و حدد من هو الخليفة وجعل المسؤولية على الناس بإتباع الخليفة ، لان الغدير في واقعه هو إمتداد ٌ للنبوة ، النبوة حقيقتها بتلقي الرسالة من جهةو بشرح الرسالة من جهة ٍ أخرى و إيصالها للناس وتطبيقها ايضا ، تفسير الرساله من إستطاع او يستطيع ان يأتي بالتفاصيل التي جاء بها علي عليه السلام أمير المؤمنين بين تفاصيل الرساله و لذلك نقول هو امام سواء كان في منصب الخلافة او لا و إمامته أشمل و أعم و أبعد من كونه منصب لذلك كثير من الامور والاحكام و الحدود والقصاص عينها علي ٌ عليه السلام في زمن غيره أيضا ، إذا ً هو الامام الذي هو امتداد للنبوة و تبيان للرسالة و مطبق ٌ لها و حامي ٍ لها من الانحراف و الميل هنا او هنا .
ثانيا : دليل الولاية في الاية ،
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (1) فهنا نجد ،
- الامر بالتبليغ و التشديد فيه الله سبحانه و تعالى بتبليغ الرساله و الامر يدل على وجوب كما يقولون و السياق يدل على تشديد الامر كما يقولون و ليس الامر هينا ً او اعتياديا ً .
- إعتبار الامر والتبليغ هذا يساوي الرسالة و تركه نسف ٌ للرسالة بأكملها يا رسول الله ان لم تبلغ هذا الامر فأنت لم تأتي بشيء ثلاثة وعشرين سنة من الجهاد و التبليغ و الحصار و الحروب و الغزوات كلها انتهت ان لم تبلغ هذا الامر وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ إذا ً ها الامر هل يمكن ان يكون أمرا ً هامشيا ً او امرا ً عاديا ً ، مستحيل لابد ان يكون الامر أمرا ً عظيما ً يجب تبليغه .
ج. التطمين للنبي بعصمه و حفظه من الناس الاية تقول وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ، الله يعصمك من الناس يعني هناك امر خطير يُخشى منه و الله سبحانه و تعالى يقول فإن لم تبلغ الرسالة لم تأتي بها و كانها غير موجوده و ان كنت تخشى من الناس فإن الله سبحانه و تعالى هو الحافظ كما حفظك أول مره و في بادئ الامر بتبليغ الرسالة فهو يحفظك ايضا في جعل الحامي لها و المتمم للرسالة و المكمل للرسالة الله سبحانه و تعالى سوف يحميك .
بيان ان من ينكر و لا يقبل هو من كفر بما جاء به النبي صل الله عليه واله ، الاية تقول وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ يعني القوم الكافرين هم الذين لا يقبلون بما تعين وتنصب هم كفار بمعنى مخالفين ومتجاوزين معتدين تاركين .
ثالثا ً: ترك الخلافة لاختيار الناس ن
- هل هو من المعقول ان يترك نبي الاسلام صل الله عليه و اله اختيار الخلافة لاختيار الناس و الناس يختارون و يعينون المنهج ، النبي جاء برسالته وبلغ و انتهت مسؤوليته فيترك للناس كيف ما شاؤوا هل يمكن هنا ننظر اليها من جانب نظري ،
هل يمكن ان نتعقل ان شخصا ً اسس دولة عظيمة ويرى خلافة الله في الارض بأكملها شرقها وغربها في كل جهة ، النبي عندما جاء بهذه الرسالة يعني بها ان تبقي في مكة او في المدينة او في الحجاز ، جاء بهذه الرسالة لتكون الارض تحت رعاية هذا الاسلام و كلها تشكل خلافة الله في الارض فهل يمكن من هذا النبي صل الله عليه واله ان يترك الامر هكذا ، لا يمكن ، لا يمكن تعقل هذا من الجهة النظرية ، الاسلام الذي إعتنى بكل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة ولم يترك شيئا ً للامة إلا بينه هذا الاسلام وهذا القائد بهذا الوعي هل يمكن ان يتجاوز يترك الامة و يوصل الرسالة و للناس ان يصنعوا ما يصنعوا و هو يعلم ان الامة سوف تنحرف و إنحراف الامة ليس في افراد بل هو بصورة عامه لذلك عندما قال تعالى وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ لا يمكن ان تخاطب الناس و تقول لهم سوف تنحرفون و انت تعني شخصين على اقل تقدير ان يكون الاكثر سوف ينحرفون حتى يكون الخطاب حقيقي شامل الناس فالنبي صل الله عليه و اله يعلم بذلك ويترك الامة لمصيرها تفعل ما تشاء هذا غير معقول ،
- النبي صل الله عيله واله كان يتعامل في سنته الاخيرة بكل لطف و يضع اللمسات الاخيرة على رسالته فيبين ويأتي ويقول سوف أرحل من عنده مظلمه من عنده سؤال فلا يبقي شيء إلا يقف عنده و لكنه يترك هذا الامر العظيم من غير ان يبلغ فيه شيء يستحيل ذلك .
- النبي صل الله عليه واله يعلن عن حجة الوداع التي تكون اخر اجتماع ٍ مع النبي صل الله عليه واله و يجتمع في تلك البقعه في ذلك الحر بأمر ٍمن الله سبحانه وتعالى ليصرح ذلك التصريح بعد هذا التشديد الذي ذكرناه فلا يكون له قيمة إلا ان يكون امرا ً هامشيا ًفقط يريد ان يقول انني احب هذا الشخص هذا الامر ايضا غير معقول لا يقبله انسان عاقل ان يأتي مع النبي صل الله عليه و اله في ذلك المكان وفي ذلك الحر لا يستطيع ان يقف الناس من حره بحيث ان الشخص يقف في ظل الناقة و شخص ٌ يضع ثيابه تحت قدمه من شدة الحر ،يقول لهم اني أحب علي ابن ابي طالب هذا المعنى غير صحيح ولا يمكن تعقله لا بد ان يكون هناك امرا خطيرا ً و امرا ً مصيريا ً جاء النبي صل الله عليه واله ليعينه ويبينه .
- و لا قرينه في جعل الامر شورى ، البعض يقول الامر شورى النبي صل الله عليه واله جعل الامر شورى بين الناس وشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ، هذه الاية ناظرة لحدث ٍ معين في حرب معينه ثم يقول إِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ الامر لك يارسول الله فهي تتحدث عن شيء و لكنها لم تحدد ما بعد النبي صل الله عليه و اله من الخلافه لم تأتي في هذا الموضوع و لم تبين إذا ً كيف تكون شورى ، أبعد من ذلك هل عمل المسلمون بقضية الشورى ، إن إدعى مدعي ان الامر شورى فنقول من الذي اُختير بالشورى عندما طلبوا من بعض الشخصيات ان يبايع ابا بكر وقالوا له اختاره الناس قال انا من الناس لم اختار علي عليه السلام وهو الصق شخص ٍ بالنبي صل الله عليه و اله و اله بيته معه لم يُشَاوَروا و لم يأخذ رأيهم أبعد من ذلك ، إذا صح ذلك و الامر شورى فمن الذي اختار الخليفة الثاني ، الخليفة الثاني لم يكن في شورى لا من اهل الحل والعقد كما يقولون من العلماء و لا من الجهلاء وانما عين تعينا ً فإن كان الاول صحيح فالثاني حطأ و الثالث مثله ليس شورى و انما بتعين اشخاص ليختاروا ، إذا ليس الامر شورى لا من النوصوص و من التعقل و الاختيار و لا عمل به المسلمون و انما نستطيع ان نقول ان الذي تنطبق عليه جميع الاطروحات بمختلف ما يطرحون هو علي ابن ابي طالب عليه السلام ان قالوا الامر شورى علي ٌ هو الذي اختاره الناس و أجمع عليه الناس كافه و ان قالوا بتعين اهل الحل والعقد من العلماء فعلي ٌ هو الذي اختاره العلماء وان قلنا بما نقول نحن بان الامر من السماء و تعين من الله فليس هناك حديث في تعين غير علي إذا ً هو الذي تنطبق عليه ولا تنطبق على غيره .
- قرينه الامر بالتبليغ الذي يدل على الاهمية كما ذكرنا يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ .
الهوامش ،
- سورة المائدة الاية 67