حديث الجمعة 4/5/2012 – فاطمة الزهراء (ع)
الحديث حول مقام الزهراء(ع)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
مقدمة:
الحديث حول مقام الزهراء(ع)
مقام الزهراء مقام عالي لا يدركه الناس مهما إجتهدوا ومهما جدوا للوصول لمعرفة منزلة فاطمة الزهراء (س) فهم عاجزون ، كل الناس عاجزون عن إدراك عظمة الزهراء (س)
هذه بعض الأحاديث المرتبطة بعظمة الزهراء ومقام الزهراء (س)
الحديث الأول:
عندما عرج بالنبي (ص) الى الملأ الأعلى رأى مكتوبا على باب الجنة : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله , علي حزب الله , والحسن والحسين صفوة الله , فاطمة خيرة الله )
هذا الحديث يبين عظمة أهل البيت (س) ويبين عظمة الزهراء ومنزلة الزهراء وأن لها المقام العالي والمنزلة الرفيعة بحيث أن يوضع إسمها على باب الجنة وأنها خيرة الله سبحانه وتعالى
الحديث الثاني:
عن الإمام الصادق (ع) :
وهذه الأحاديث تنقل من طرق مختلفة وبصياغات كثيرة يقول سلام الله عليه :
( كان رسول الله يكثر من تقبيل فاطمة الزهراء (س) فعاتبته عائشة وقالت يارسول الله إنك تكثر من تقبيل فاطمة (ع) فقال(ص) : إنه لما عرج بي إلى السماء مر بي جبرائيل على شجرة طوبى, وناولني من ثمرها فأكلته , فحول الله ذلك ماء إلى ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة , فما قبلتها إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها , فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة)
هذا الحديث يبين عظمة الزهراء(س)
1ـ شجرة طوبى لم يرى أحسن من ورقها
في بعض الصيغ للحديث تبين أن شجرة طوبى هي الشجرة الوحيدة والفريدة التي ليس لها ثاني ، وأن النبي (ص) يقول لم أرى أحسن منها وأجمل وأبيض من ورقها
2ـ لا يوجد أطيب من ثمرها
ثمار الجنة ، لا يوجد أطيب من ثمر شجرة طوبى ، ولا تقتصر ثمارها على الفواكه وإنما فيها كل شيئ جميع ما يشتهي الإنسان وتلذ نفوس البشر يجده في شجرة طوبى ، حتى اللباس ، وكل ما يخطر على بال الإنسان.
3ـ هي الشجرة الأولى في الجنة
شجرة طوبى هي الشجرة الأولى في الجنة
4 ـ ميزتها أن الله غرسها بيده
وهذا كناية عن عدم بلوغ الملائكة لغرس هذه الشجرة ، الله سبحانه وتعالى ليس جسم وإنما هي إشارة لعظمة الشجرة ومنزلة الشجرة أنها تكون بكن فيكون وليس للملائكة دخل فيها
5ـ جذعها في بيت النبي(ص)
جذع هذه الشجرة في بيت النبي (ص) وهو أعظم الخلق
6ــ تجري من تحتها ثلاث عيون
1ـ السلسبيل 2ـ التسنيم 3ـ المعين
تروى من هذه العيون التي لا يشرب منها كل إنسان ، وإنما للأبرار يشربون (وميزاجه من تسنيم ) يعني يحصلون على طعمه فقط وهذه الشجرة تروى بها ، هذا يدل على عظمة الشجرة وما لها من الشأن
7ـ غصن منها في ملك كل مؤمن.
في أملاك كل مؤمن غصن واحد منها هو أعز عليه مما يملك في الجنة
غصن واحد في بيوت المؤمنين ، هذه أوصاف الشجرة
فهم الحديث
1ـ العلاقة بين الروح والجسد
إذا أردنا أن نفهم الحديث ، يقول العلماء هناك علاقة بين الروح والجسد وتناسب بين الروح والجسد ، كما في أحاديث كثيرة تشير إلى أن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، يعني الجسد هو أيضا يؤخذ ويتناسب مع النار أو يتناسب مع الجنة والجسد الذي تكون فيه روح فاطمة الزهراء (س) يؤخذ من هذه الشجرة ، من أعلى شيئ في الجنة ومن أعالي الشجرة.
2ـ أي جسد الذي يتكون من شجرة طوبى
هل هو جسد عادي ؟ أم أنه جسد ملكوتي خاص ؟
لذلك عبر عنها أنها (حوراء أنسية ) تكونت أصلها من الجنة
3ـ ما هي الروح التي تحل في ذلك الجسد النوراني
جسد نوراني من الجنة، الروح يجب أن تكون متناسبة مع هذا الجسد ولا يمكن لأي روح تكون فيه لا بد أن تكون من أطهر الأرواح أو أطهرها
الحديث يقول عندما خلقت فاطمة سميت بالزهراء ؟
يقول (لأنها خلقت من نورعظمة الله )، روحها خلقت من نورعظمة الله ، جسدها من الجنة وروحها من نور العظمة
4ـ الله الحيكم لا يصنع بلا حكمة لماذا من شجرة طوبى
لماذا من شجرة طوبى وليس من أي مكان ؟
عندما يتأمل المتأمل أو يقول أحد أن الزهراء إمرأة عادية ، أنها فقط تربت في حجر النبي (ص)
نقول الله سبحانه وتعالى حكيم لماذا يجعلها من شجرة طوبى ؟ ولماذا يخلقها من نور عظمته ؟ ولماذا تكون روحها حول العرش قبل أن يخلق الله الخلق وغذاؤها هو التسبيح والتهليل لله ؟
فهنا يبين أن هناك عظمة خاصة للزهراء لا يشاركها أحد
5ـ أمها خديجة
خديجة التي أعطت كل ما تملك لربها حتى قالت عند وفاتها لرسول الله (ليس عندي كفن فأنزل الله تعالى لها كفنا مع جبرئيل(ع))
وهي أفضل زوجات النبي (ص) التي بذلت كل ما تملك وتستطيع من أجل الإسلام كانت تجمع أملاكها ، تجمع ثروتها ، فإذا جمعتها لا يرى من خلفها بالطرف الأخر، وتنفقها جميعها حتى قالت عند وفاتها لرسول الله (ص) ليس عندي كفن ، أنفقت كل ما تملك بحيث لم يبقى عندها حتى كفن ،فأنزل الله تعالى لها كفن مع جبرائيل
هذه أم طاهرة ، وأصل طاهر من الجنة ، وروح من نورعظمة الله
6ـ وأب هو رسول الله (ص)
كيف تكون الزهراء ؟ هل تكون كغيرها من النساء ؟ أو أن لها ميزة فقط عادية تمتاز على الناس ، ليس كذلك وإنما هي حوراء إنسية , لا يدرك مقامها غير المعصومين (ع)
الحديث الثالث
ورد في الرواية ( خرج رسول الله(ص) وقد أخذ بيده فاطمة (ع) وقال: من عرف هذه فقد عرفها , ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد , وهي بضعة مني , وهي قلبي الذي بين جنبي , فمن آذاها فقد آذاني, ومن آذاني فقد آذى الله جل وعلا)
النبي (ص) يعرف المسلمين مقام الزهراء (ع) كما كان يعرفهم مقام عليا (ع)
1ـ يبتدئ النبي ويقول (فهي فاطمة بنت محمد (ص))
بنت محمد الشخص الأول في الإسلام ،أعظم الخلق على الأرض هي بنت محمد ، وبنته وهي على نهجه ودربه وخطه ، والمرء يحفظ في ولده
فإذا كان هناك من يقدرالنبي (ص) ، النبي يقول هذه إبنتي ولا يترك الأمر هكذا فقط
2ـ يقول (هي بضعة مني )وليس من جسدي
جزء مني وليست من جسدي وإنما هي مني أنا من وجودي الحقيقي الذي فهي أقرب من الجسد بل هي جزء من كيانه (ص)، النبي لا يكتفي بهذا
3ـ بل ويقول (وهي قلبي الذي بين جنبي)
بل يقول وهي قلبي الذي بين جنبي ، قلب الشيئ يعني أصله ، أصل الشيئ ومركزه ومحوره ، النبي (ص) يقول هي قلبي الذي بين جنبي
4ـ (فمن آذاها فقد آذاني )
وإنما يقول من آذاها فقد آذاني ، آذاني أنا , أغضبني من أغضبها , والقرآن بماذا يتحدث عن من يؤذون النبي (ص) وهو من آذوا فاطمة (س)
5ـ (ومن آذاني فقد آذى الله جل وعلا)
ولا يكتفي بذلك بل يقول ومن آذاني فقد آذى الله جلا وعلا ، يعني الزهراء بمنزلتها ومقامها العالي هذه منزلتها وهذا شأنها وعلى المسلمين أن يعوا هذه المسألة وهذه الأهمية ويعرفوا أن من آذى الزهراء لايمكن أن يكون محبا للنبي (ص) ، يستحيل أن يكون محبا للنبي أو محبا لله عز وجل و هو يؤذي فاطمة الزهراء فهو عدو لله ولرسوله
الحديث الرابع
يقول الحديث عن النبي(ص) : ( من صلى على فاطمة فهو معي أينما كنت في الجنة)
من صلى على فاطمة فهو مع النبي (ص) في الجنة ، فهو مع النبي (ص) أينما كنت في الجنة ، هذا يدل على عظمة وسر عظيم خاص لا يدركه أحد ، وإلا أن يصلي شخص على هذه الطاهرة يحصل مقام يكون مع النبي(ص) في كل مكان في الجنة هذا يدل على أمر خفي وعظيم
طبعا الأحاديث هي كلها متكررة من طرقنا و طرق العامة وجميعها مروية ، التي ذكرتها , يروي كثير منها البخاري وغيره
الحديث الخامس
روى البخاري والذهبي ( إن الرب يرضى لرضى فاطمة ويغضب لغضب فاطمة)
في هذا الحديث أيضا، الله يرضى لرضى فاطمة و يغضب لغضبها ماذا يفهم من هذا الحديث ؟ هذا يفهم منه العصمة أولا وأنها معصومة لأنها لا يمكن أن تاتي بشيئ يغضب الله ، وإذا تكلمت بشيئ فهي تتحدث بما يرضي الله فقط ، والذي يروي هذا الحديث ألا يفكر في المعنى الذي يحمله هذا الحديث والمقام والمنزلة التي يبينها هذا الحديث ، ألا يعني أن الزهراء عندما تتكلم وتحتج وتقول نحن أولى بالحق أوتطالب بفدك أن القوم غصبوا حقها , وهي لا تتكلم بغير حق أبدا ,وفي جميع مواقفها أنها على حق وأنها لا يمكن أن تأتي بشيئ يخالف إرادة الله ، ولا يمكن أن تأتي بشيئ باطل ، وإنما هي تأتي بالحق فقط ولا يطلب منها أن تأتي بشهود وغير ذلك
الحديث السادس
عن أبي هريرة عن النبي(ص) قال : ( أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد (ص) )
وهذا الحديث صحيح أيضا كغيره من الأحاديث ، أول شخص يدخل الجنة فاطمة الزهراء(ع) ما هو المعنى الصحيح لهذا الحديث ، يقول العلماء في هذا العالم وفي هذه الدنيا الوضع يختلف عن العالم الآخر، ففي هذه الدنيا قد يتلبس الإنسان بلباس التقوى وهوغير متقي ، قد يكون في باطنه ذئب وفي ظاهره ملاك في هذه الدنيا ولكن في يوم القيامة الأمر يختلف ، لا يكون في يوم القيامة الشخص الذي هو مقدم في الدنيا ظاهريا مقدم في الجنة أو في يوم القيامة ، وإنما الذي يقدم هو ما يحمل في باطنه الخير وما يحمل في باطنه الكمال في هذه الدنيا فيكون هناك مقدم ، يقول الله سبحانه وتعالى (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه)
وجوه ربما كانت في الدنيا ظاهرها بيضاء ، يوم القيامة تكون سوداء والأمر يكون معكوسا
(من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)
المؤمن ( تعرف في وجوههم نضرة النعيم)
هنا الحديث عن الباطن المؤمنون تعرف في وجوههم نظرة نعيم لماذا؟
لأن في ذلك العالم ينكشف الباطن ويظهر الإنسان على حقيقته فإذا رأينا أن الزهراء (س)
كما يرويه الحديث الصحيح الذي يذكره أبوهريرة أنها أول من تدخل الجنة فهذا يعني ماذا؟ يعني أنها أول الخلق أنها المتقدمة في هذا العالم ، ربما يتسأل متسائل ويقول كيف تكون مقدمة على رسول الله (ص) تفسرها الأحاديث التي ذكرناها أنها والنبي (ص)هما شيئ واحد وأنها بضعة منه وأنها قلبه الذي بين جنبيه فيكرمها النبي (ص) لبيان شأنها وبيان مقامها ومظلوميتها فيجعلها تدخل أولا وهي جزء من النبي (ص)
الحديث السابع
يقول الإمام الصادق (ع) : ( إنما سميت فاطمة فاطمة لأن الناس فطموا عن معرفتها)
لا يمكن معرفة هذه البضعة الطاهرة للناس ولا يمكن أن يصل لمقامها إنسان عادي لأنها في أصل وجودها سر، في كل وجودها سر ، النبي (ص) بين عظمتها ولكن لم يدرك الإنسان غير المعصوم إلا شيئ واحد وهو أنه لن يصل لإدراكها لا ندرك إلا جهلنا بمعرفتها هذا الذي يمكن أن يصل الإنسان إليه
الحديث الثامن
عن الإمام الصادق (ع): (إذا أردت أن تستخير الله تعالى وتطلب منه أن يهديك الى الخير فيما تريد الإقدام عليه فقل: اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها..)
1ــ بفاطمة ابتدأ والختام بالسر المستود فيها
يبتدئ بفاطمة ويجعلها محور الدعاء ثم ويختم بالسر المستودع فيها وهذا يدل على منزلتها وعظمتها التي لا نصل إليها ولا ندركها
2ــ ماهو السر الذي تحمله فاطمة ( سر الله الأعظم)
بعض الناس يسأل ما هو السر؟
والجواب: السر لأنه سر لا يمكن أن يدرك لأنه سر وخاص بها (فقلبها سرا , ألمها سرا , تحملها سرا ، قدرها سرا , مقامها سرا, حتى قبرها سرا )
كل شيئ مرتبط بالزهراء هو سر ولا نصل إليه ، ولكن عظمة عظيمة لفاطمة الزهراء (س)
3ـ هي سر حتى في دفنها
أوصت عليا (ع) عندما ماتت فاطمة ( لا تدع أحدا من هؤلاء يمشي خلف جنازتي)
أوصت عليا (ع) عندما قربت وفاتها فقالت لا تدع أحدا من هؤلاء يمشي خلف جنازتي لماذا؟ لأن الحديث يقول أول بشارة للمؤمن إذا وضع في قبره يبشر أنه غفر لجميع من حضر جنازتك ، أول بشارة يحصل عليها المؤمن أنه يبشر بغفران جميع ذنوبه ، و الزهراء (س) تقول هناك أناس لا يستحقون المغفرة
4ـ غسل علي (ع) بالسر
عندما غسلها أمير المؤمنين قالوا أنها من ضعفها كالخيال وجسدها كالشبح
من الظلم الذي حل عليها وما عانته من كسر أضلاعها
وضع البلد
أولا: الإصلاح في بلدنا يعني زيادة البطش والقمع كما حدث لمسيرة المنامة .
كلما نسمع حديث الإصلاح في بلدنا نعلم أن هناك زيادة للبطش والإعتداء على الناس ، وعندما تسمع بضرورة حرية التعبير وزيادة الحرية تعلم أن هناك قمع سوف يقع على كل من يريد أن يتظاهر أو يعبر عن حقوقه كما حدث لمسيرة المنامة ، إعتداءات على المحتجين فيقال إصلاح وحرية التعبير
2ـ ثانيا: الإصلاح وتعديلات دستورية تعني زيادة الدكتاتورية
هذه المصطلحات وهذا تفسيرها في البلد ، إصلاح تعديلات دستورية يعني أن تكرس الدكتاتورية والإستبداد في البلد ولا إصلاح ، ونحن نبين هذا للعالم كله ونعارض وننتقد ونعترض ونحتج ونشجب هذا الشيئ
3ـ ثالثا: نقيم ونؤكد على رسائل الرموز التي تدعو وتؤكد على الوحدة والسلمية
الرموز المسجونين أكدوا في رسائلهم على أمر هام يجب أن نلتفت إليه وهو الوحدة الوطنية والمطالبة الواحدة ، لا أن نكون متبعثرين مشتتين ، لا أن يخون بعضنا بعضا ، هذا يقول أن فلان يتكلم بهذا السقف فهوعميل للسلطة ، هذا يضعفنا وتذهب جهودنا هباء منثور ، يجب علينا أن نلتزم وأن يعلم الجميع أن الوحدة والإتحاد هما طريق النصر والقوة ، والتشتت هو الضعف وهو طريق الفشل الحقيقي للشعب ولمطالب الشعب .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين