بسم الله الرحمن الرحيم
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ
هذه الايام هي ايام الحج و يجدر الحديث عن الحج و اهميته وحكمه و الحكمة منه و فلسفته قبل وقت الحج ليكون الحديث ليكون الحديث تشجيعا ً و تحريكا ً لمن عليه واجب ان يستجيب و يقوم بواجبه و يأديه وهو من باب الدعوة للخير و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر لانه دعوة لطاعة الله سبحانه و تعالى و استجابه لما فرض الله من الاركان و الواجبات في الاسلام تحدثنا سابقا في سبع محاضرات حول الحج و نتحدث اليوم فلسفة الحج و يكون الحديث بعضه مكررا ً طبعا ً لانه دعوة لهذه الفريضه و هذا الواجب ،
اولا : وجوب الحج ،
من ضروريات الاسلام فرض الج على كل مسلم من الضروريات البديهيات في الاسلام التي لا يبحث عن مستندها لوضوحها و تسليمها مع ذلك فإن الله تعالى ذكره في القران وامر به كما في هذه الاية و غيرها من الايات و يأتي ذكرها في اخر الحديث ،
ترك الحج مع الاستطاعة وتوفر الشروط من الكبائر مع عدم نكرانه ، شخص يعترف بوجوب الحج و لكنه يتركه ولا يحج فهو يرتكب كبيرة ً من الكبائر اما ترك الحج مع نكرانه و عدم القول به يلزم منه تكذيب النبي و تكذيب القران و مع الالتفات لهذا الازم و هذه الملازمه و الالتزام بها يكون الشخص كافرا ً شرعا ً الذي يترك الحج و هو يعلم انه واجب و ان القران قد ذكره و ان النبي قد ذكره و اكدوا عليه و اعتبروا تركه مخالفا ً للشرع فينكره من الاساس فهذا يكون كافرا ً وخارجا عن الاسلام لمعرفته بذلك و بالملازمة فيه .
ثانيا : حكمة التشريع الاسلامي ،
الحكيم لا يشرع عبثا الله بصورة عامه لا يشرع شيئا ً ابدا الحديث بصورة عامه و التفصيل الله سبحانه و تعالى لا يشرع شيئا ً إلا و ان يكون هناك غايه و هناك هدف لانه ليس عابث ، حكيم الحكي هو الذي يضع الشيء في موضعه و الله سبحانه و تعالى احكم الحكماء فعندما يشرع شيئا ً ، ويوجبه فلابد ان تكون له أهمية ٌ كبيره فما بالك اذا اوجب هذه الفريضه و اعتبر تركها كيبرة ً معصية كبيرة و من المخالفات الكبيرة ، إذا ً لابد ان تكون هناك مصلحه و غاية كما اشارت اليها الاية و تأتي الاشارة ايضا ً ،
الإيمان و الطاعة للحكيم نؤمن بالله سبحانه و تعالى و نؤمن بحكمته و نؤمن بانه انما شرع من اجلنا و من اجل مصلحتنا الايمان بذلك يستدعي الالتزام بطاعة الله سبحانه و تعالى في كل ما فرض و كل ما اوجب سواء ً عرفنا الفلسفة من ذلك الحكم سواء علمنا العلة للحكم ام لم نعرف ، و انما تجب علينا الطاعة لانه أمر و لا يأمر عبثا ،
أكثر ما بين في الاحكام ، حِكَمُ الاحكام لا فلسفاتها الاحكام ، فلسفة الحكم تعني علة الحكم ، الحكم له علة فلسفة الحكم هي علة الحكم و سبب تشريع الحكم و يكون هو العلة التامه ،فإذا كان موجودا صار الحكم ثابتا ً و اذا انتفت العلة انتفى الحكم على اثرها
امام بالنسبة للحكمة من الحكم ( هذ فقط بيان و هوخارج عن الموضوع الاساس و لكن لبيان الفرق و النظر في الروايات التي تبين كثيرا من الاوقات و نقرأها و تبين بعض الامور و لمن البعض ربما ينظر اليها و يجدها منتفيه في بعض الحالات فيقول لماذا إذا ً هذا الحم يجب ان يكون منتفيا الجواب ان هذه هي حكم و ليست علة تامه يعني فوائد في كثير ٍ من الاحيان تذكر بعض الروايات بصورة انها علة لحكم ٍ معين و لكن في الواقع هي حكمه ، يعن يمصلحه تُحقق في كثير ٍ من الاحيان او غالبا ً او في كثير ٍ منه على اقل تقدير ، للحكم تترتب عليه هذه المصلحه و لكنها ليست هي العلة ، مثلا إذا قيل انما حرم الزنا لاختلاط الانساب ، توجد روايات تبين ان حُرم لوجود اختلاط الانساب ، ربما يأتي شخص ويقول إذا ً الزنا حلال لانه يمكن الان تفادي اختلاط الانسان يقال له ان هذه حكمة و ليست على ففرقٌ بين الحكمة و العلة التامه كثير ٌ من الروايات انما تأتي و تذكر مصالح ياتي بها الحكم و يحققها الحكم و لكنها ليس علة تامه و انما هي حكمة تحقق من خلال هذا الحكم ، انما بينته الايات و الروايات من بعض الحكم و العلل انما هو لطف ٌ بالعباد ، لانها تكون محركا ً للناس لطاعة الله سبحانه و تعالى و الاتيان بالعمل و إلا فالاصل ان يكون العبد مطيعا لله سبحانه و تعالى طاعة ً مطلقه علم يمصلحة ٍ ام لم يعلم عندما يأمر الله سبحانه و تعالى خليله ان يذبح ابنه ، ماذا كان موقفه ، هل تردد ، و عندما سمع الابن قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ لا ينتظر مصلحة ً تعود اليه و يقول ما هي المصلحة التي تعود الي َّ و غالبا ً نحن ننظر في الاحكام الى مصالح تعود الينا آنيه و سريعه و في هذه الدنيا النظر للبعيد قليل و كثير ٌ مما يذكر من حِكم الاحكام و يذكر المصالح الدنيوية انما هو لطف ٌ من الله و تحريك ٌ منه حتى نقبل على هذه الطاعة و نلتزم بهذه الاوامر الإلهية و لا نعصي الله سبحانه و تعالى و إلا الحكم ملزم ٌ للانسان عرف او لم يعرف .
ثالثا ً: فلسفة الحج كما في القرآن الكريم،
القران الكريم ذكر اشارات ٍ فقط و في ايات ٍ مختلفة ذكرناها سابقا ً وكثيرا ً و لكن نكتفي بهذه الاشارة و نقول القران ذكر الفوائد و المنافع بصوة عامه و لم يفصل ما هي المصلحه و لكن بالتامل يجد الانسان المصالح و الفوائد كثيرة من خلال هذه الفريضه التي فرضها الله على عباده وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ، ليَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ هذه تكفي ، ان يكون ينظر الانسان اني ذهبت لهذا الحج ان هناك منافع ما هي المنافع ، كثيرة و في كل الجهات للدنيا و للاخرة و لو لم تكن من المنافع الا ان يلتقي المسلمون ببعضهم البعض و يتحدوا لكفى و كثير ٌ من المنافع و المصالح و الفوائد يجنيها المسلمون في هذه الفريضة العظيمة التي هي ركن ٌ من اركان الاسلام ،
رابعا : فلسفة الحج في روايات اهل البيت عليهم السلام ،
روايات اهل البيت كثيرة و ذكرت ايضا فلسفة و فوائد كثيرة للحج من ضمنها ،
- اختبار العباد في الطاعة و التسليم ، الله سبحانه و تعالى اراد ان يختبرنا و ارادنا ان نطيع و كمال الانسان ان يصل الى هذه العبوديه فكلما كان مسلما لله سبحانه و تعالى كان اكمل و كان اليق بالعلاقة مع الله سبحانه و تعالى فالله اراد ان يكون الحج طريقا ً للتسليم و الالتزام باوامر الله سبحانه و تعالى ، و إلا يأتي شخص و يقول لماذا نأتي و نطوف سبعة اشواط و لماذا من هذه الجهة ولماذا لا تكون العكس و الى غير ذلك ولماذا لا يكون اكثر او اقل الله سبحانه و تعالى اراد ان يتعبد و ان يخلق من الانسان انسان كاملا ً عبدا ً مطيعا ً لله سبحانه و تعالى ، لذلك سأل احدهم الامام الصادق عليه السلام عن علة ِ الحج فأجابه عليه السلام ، هذا بيت ٌ استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه ، الله اراد ان يختبر هل تطيع ام لا تطيع هل تنظر لهذه العبادة و لهذه الطاعة انها فرض ٌ عليك فلا تأخرها و لا تسوفها و لا تتركها و انما تلتزم بها كما ارادها الله في خصوصياتها في مناسكها في كل جزء ٍ منها تكون ملتزما ً بما امر الله سبحانه و تعالى .
- عز ٌ وشعار ٌ للاسلام من فوائد الحج و من حكمه انها شعار ٌ للاسلام و عز ٌ للاسلام قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته الله الله في بيت ربكم فلا يخلوا منكم ما بقيتم ، فإنه إن ترك لم تناظروا ، إن ترك الحج لم تكن لكم قيمة ، تكونوا أذلاء كما في بعض الاحاديث او النقولات لهذا الحديث نفسه ، و قال عليه السلام جعله الله سبحانه و تعالى للاسلام علما ، علما ً للاسلام شعارا ً للاسلام بيانا ً للاسلام و هنا بهذا فوائد كثيرة منها فائدتان ،
الفائدة الاولى ، إظهار العزة و المنعة و القوة للأمة الاسلامية ، الأمة الاسلامية في الحج إذا اجتمعت مجتمعة ً كاملة تلبي تلبية ً واحده مطيعة لله سبحانه و تعالى بشعار لبيك اللهم لبيك كلهم يقولون نحن مطيعون لله سبحانه و تعالى ما يأمرنا الله نعمله ما ينهانا عنه ننتهي لا نشرك به شيئا إلتزامهم بهذا الشعار موحدا ً يعطي قوة ً للمسلمين ومنعة ً وعزة ً و صلابة ً و أيضا ً يرهب اعداء الاسلام الذين ينظرون لهذه الأمة متحده فإذا اتحدت القلوب كانت المنعة ُ اكثر و كان الشعار اوقع في نفوسهم و في نفوس من ينظر اليهم ،
الفائدة الثانية ، الدعوة للدين في اعظم مؤتمر عالمي من خلال شعارات الحج الانسانية الراقيه ، هذه الشعارات التي يتمثلها الحجاج وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ يحنو بعضهم على بعض لا يعتدي احدهم على احد لا يقتلون السباع و الهوام و الصيد و غير ذلك و كل شيءٍ فيه رحمة فهذه شعارات ٌ عظيمة لها اثر ٌ لمن يسمع بها و من ينظر اليها و من يقرؤها و من يتعرف على الاسلام و على الحج يرى ذلك دعوة ً عظيمة تجعل الانسان ينجذب لهذا الدين و من خلال الخلق الحسن لاسمى الاخلاق العاليه التي تتمثل في الحج لا تكبر لا رياء لا إعتداء الى غير ذلك من كل ما يجعل الانسان في نظر غيره ليست له قيمة في الحج يكون بأعلى الاخلاق لذلك قال امير المؤمنين سلام الله عليه ، والحج جهاد كل ِ ضعيف ، لو كان الانسان ضعيفا ً و لا يستطيع الجهاد وروده للحج و دخوله للحج بهذه الروحيه الربانية و الاخلاق العاليه هذا هو جهاد ٌ لانه دعوة لله سبحانه و تعالى ، إيضا من خلال رد الشبهات من خلال المشاهدةو العيان و الاقتراب في الحج تكون دعوة للدين لان فيها رد للشبهات كم يجهل المسلمون بعضهم بعضا ً و يتهم بعضهم بعضا ًلانه لم يقف ولم يلتقي اما اذا كان هناك الالتقاء و الاقتراب من بعض فوجدوا ما يفند الشبهات في نفوسهم و ما يفند الاكاذيب التي تنسب لهم هنا او هنا حتى ان البعض في الحج ينقل اذا سمع جماعة ً يقرؤون دعاء كميل يقترب و ينصت و يستمع و ينتظر الشرك و لكنه لا يجد فيه شرك و انما يجده اعلى و ارقى مراتب التوحيد فينجذب جذابا ً تاما ً لما يراه ، إذا وجد قراءة المناجات ينجذب اليها اذا وجد اناسا ً يصلون و في نهاية يسلمون ويكبرون ثلاثا ً و يقول اين الكلام الذي ينسب اليهم ، على اي حال الالتقاء في الحج يكون دعوة للدين و تكذيبا ً للافتراءات التي قد تنسب هنا او هنا و هذه من فوائده و من خلال نقل المعلومات الحسنة الصحيحه التي تحملها هذه الفئة لغيرها من فئات المسلمين ،
عن الإمام الرضا عليه السلام حول تشريع الحج قال مع ما فيه من التفقه و نقل اخبار الائمة عليهم السلام الى كل صقع فينتشر بذلك الهدى بين الناس يكون محلا لنشر الهدى و البيان الصحيح ، التعريف بالدين و اهله في ذلك المكان ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال ، قال لي أبي يا جعفر أوقف لي من مالي كذا و كذا لنوادب َ يندبنني عشر سنين بمنى أيام منى ، لماذا الامام ينفق اموال لعشر سنوات ليوقف نوادب يندبن الامام و يذكرن الامام و يعرفن الناس بالامام في ذلك الموضع حتى يتعرف الناس و نشر المعرفة بالدين في ذلك الموضع .
- تقوية الدين ، تقول الزهراء عليها السلام فجعل الله الايمان تطهيرا ً لكم من الشرك و الصلاة تنزيها لكم عن الكبر و الزكاة تزكية للنفس و نماء ً في الرزق و الصيام تثبية ً للاخلاص و الحج تشيدا ً للدين ، فبالحج تشيد الدين إذا إستمر الحج و حافظ الناس على الحج كما مرت رواية امير المؤمنين سلام الله عليه أنه بالحفاظ عليه ينظر للمسلمين و يحفظ المسلمون و بتركه يذل المسلمون .
- غفران الذنوب ، ذكرنا فوائد عامه للمسلمين قاطبة و هي الدعوة و غير ذلك ومن ضمنها من يعود على الشخص نفسه ، عن الإمام الرضا عليه السلام يقول أنما أمر بالحج لعلة الوفادة الى الله ، ( يعني الرجوع لله و الاقتراب الى الله عز وجل ) وطلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف العبد تائبا ً من ما مضى ومستأنفا ً لما يستقبل بذهابه يغفر له كل ما مضى و يستأنف العمل بهذه الفريضه .
- وحدة المسلمين ، في الحج يتحقق اللقاء بين المسلمين من مختلف البلاد الاسلامية و المشارب المختلفة و كما ذكرنا ربما هذا يتهم هذا و هذا يتهم هذا ولكن عندما يقتربون و يلتقون مع بعضهم البعض و يكون هناك سعي جاد ممن يحمل المسؤولية و الجد و الاخلاص من العلماء و غيرهم و المسؤولين الذين تكون لهم مسؤولية في ذلك يقترب المسلمون مع بعضهم البعض و تتحقق هذه الوحده او يكون المسلمون في طريق الوحده وهو اعظم فائدة ٍ للمسلمين بصورة ٍ عامه لان هذه الوحدة الاسلامية إذ دخلها المسلم و دخلها الانسان صار صالحا بخلاف اذا دخل في النزاعات و الخلافات و التراشق و الاتهامات للبعض الشعور بالعزة و الوحده من خلال الانتماء لهذ الدين في الحج يعر الانسان بأنه ينتمي لهذا الدين يشعر ايضا بوحدة ٍ و يشعر بكرامه و يشعر بعزة وهو إشعار ٌ للمسلمين بقوتهم ايضا ، المسلمون الذين يرون هذه الملايين كلها تهتف هتافا ً واحد ا ً و كلها تطيع الله و تلبي الله سبحانه و تعالى يشرون بالعزة و الكرامه ، و أيضا بث روح الايمان و التقوى من خلال التربية الروحية في الحج تربية ٌ روحية ٌ عظيمة ، تربية للفرد تربية للمجتمع فيها من جميع الامور الانسان يمتنع عن امور وهي تربية حتى لا يسعى في الالتذاذ بكل ما يريد و هي إيقاف له الفقير ربما يمتنع في اكثر ايامه لكن هناك من لا يمتنع و كل شيء يريده يتحقق في الحج الناس سواسيه تقيد ميولاته و رغباته ترتفع الامور التي تميزه و الفوارق التي تميزه عن غيره فيكون هو و غيره على حد ٍ سواء ، لذلك ذكرنا سابقا ً قصة اذكرها يذكرون ان طبيبا ً كان متكبرا ً ذهب للحج هذا الطبيب يرى في نفسه كثير متكبر لما ذهب للحج وهو مع جماعته لم يؤثر فيه الحج بادئا ً و بقى على تكبره الى ان ذهبوا الى منى في منى تاه عن جماعته ضيع جماعته و بقي يومين لا يدري اين هم و بعد ان التقوه و وجدوه قالوا الان وجدناك قال الان وجدت نفسي كنت ضائعا ارى نفسي افضل من غيري ارى نفسي متكبرا ً الان يومان و انا تائه ضائع أنظر الى لباسي و أنظر الى غيري لا يفرق بيني و بينهم شيء حالي كحالهم وجدت نفسي الان هذا التكبر ذهب عني فصار متواضعا ً في الحج الانسان يتربى على الطاعة على العزة على الكرامه على التواضع عدم التكبر ، الحج مؤتمر تلاقي الافكار و بلورتها و بصيرة الامم و رؤية الامم و رؤية الشعوب المختلفة و المشارب المختلفة يتعرف المسلمون على بعضهم البعض هذه الدولة كيف تكون وما وضع هذا الشعب و الى غير ذلك يتعرف المسلمون على بعضهم البعض .
- من حكم الحج الصحة و سعة الرزق و المغفرة ودخول الجنة ورى خالد القلانسي عن الامام جعفر ابن محمد الصادق عليه السلام انه قال ، قال علي ابن الحسين عليه السلام حجوا و أعمتروا تصح ابدانكم و تتسع ارزاقكم و تكفون مؤنات عيالكم و قال عليه السلام الحاج مغفور له و موجوب له الجنه و مستأنف له العمل ومحفوظ في اهله و ماله .
خامسا : ترك الحج
ترك الحج القران ذكره مقرونا ً بالكفر ذكرنا تركه ان لم يكن إنكارا ً له فهو كبيرة شخص لا ينكر يؤمن بالحج و لكنه لا يذهب يستطيع ان يذهب يقول السنة الاتية و هكذا يسوف ، هذا يرتكب كبيرة امام اذا كان منكرا ً فهو كافر و القران ذكره و قال وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ الذي لا يحج تقول الاية من كفر يعني من لم يحج قرنته بالكفر فإذا كان شخص مكلف بالغ يستطيع ان يذهب للحج تتسير اموره للحج لكنه لا يذهب يسوف هو يرتكب كبيرة عن الامام جعفر ابن محمد الصادق عليه السلام انه قال من مات و لم يحج حجة الاسلام لم يمنعه من ذلك حاجة ٌ تجحف به او مرض ٌ لا يطيق فيه الحج او سلطان ٌ يمنعه فليمت يهوديا ً او نصرانيا ً يعني خرج عن الاسلام و عن ابي بصير عن الامام الصادق عليه السلام قال ابو بصير سألت ابا عبد الله عن قول الله عز وجل وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا (1) قال ذلك الذي يسوف الحج يعني حجة الاسلام حتى يأتيه الموت هذا في الاخرة اعمى واضل سبيلا الانسان يلتفت الى نفسه الحج فيه فوائد كثيرة كما ذكرنا و كما قال الصادق سلام الله عليه الحجاج يصدرون على ثلاثة اصناف ، صنف ٌ يعتق من النار و صنف ٌ يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه و صنف ٌ يحفظ في أهله و ماله فذلك ادنى ما يرجع به الحاج .
- سورة الاسراء الاية 72