c في رحاب الامام الحسن العسكري عليه السلام

في رحاب الامام الحسن العسكري عليه السلام

14/12/2018

بسم الله الرحمن الرحيم

وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ  (1)

ينقصنا الكثير للتعرف  على حياة الامام عليه السلام و قد تحدثنا سابقا في بعض مواقفه و جزء منها و نحاول الحديث اليوم عن نهج الامام و ادواره و بعض الدروس و التوجيهات من كلام الامام سلام الله عليه .

اولا ً : تعريف ٌ بالامام العسكري عليه السلام ،

 إسمه :   الحسن ابن علي الهادي ابن محمد الجواد إبن علي إبن موسى الرضا عليه السلام ،

اسم امه : أُختلف في إسمها فقال المفيد ان اسمها حديثة و لكن الارجح ما رواة الحديث و أصحاب الحديثة أن إسمها سليل و يدعمه ما راه المسعودي ان اسمها سليل ،

اخوته : محمد و الحسين و جعفر ،

ولادته : ولد في المدينة المنورة في الثامن من ربيع الآخر سنة 232 هجريه ،

كنيته القابه : ابو محمد و الزكي و الهادي و العسكري و التقي و الخالص و السراج و الصامت و الرفيق و المرضي  ،

 جاء الى سامراء مع ابيه لامام الهادي عليه السلام   و بقي بها حتى فاته ،

زوجته : نرجس و هو الأشهر او مليكة بنت يوشع ابن قيصر ملك الروم و أمها من ولد الحواريين تنسب الى وصي المسيح  المعروف شمعون الصفا  .

ملوك عصره : المعتز المهتدي و المعتمد .

عمره الشريف 28 سنة و مدة إماته ست سنوات ،

 

كثر التشكيك في امامته روي عنه ما مني احد من ابائي  بمثل ما منيت به من تشكيك هذه الصعابة بي ، كانوا يشككون في امامته اكثر من غيره من الائمة عليهم السلام .

شهادته :  إستشهد عليه السلام يوم الجمعه الثامن من ربيع الاول سنة 260هجرية متأثر بالسم على يد ِ المعتمد العباسي .

قبره : دفن قرب ابيه الهادي عليه السلام في داره بسامراء .

 النص على امامته جاء عن الصدوق بسنده عن الصقر قال سمعت ابا جعفر محمد ابن علي الرضا عليه السلام يقول ان الامام بعدي علي أمره أمري و قوله قولي طاعته طاعتي  و الامامة بعده في ابنه الحسن .

 

ثانيا ً : مواقف الامام العسكري عليه السلام من احداث زمانه ،

 الموقف الاول ، هو الوسطية من الاحداث التي كانت في زمانه،

 و الاحداث كانت حبلى بالفتن و التشكيك و طلب الحسم في بعض المواقف  كان في زمانه توجد حركات و ثورات كثورة صاحب الزنج و غيرها من الحركات ، الامام كان يقف منها موقف الوسطية فلا يقف مع من خرج بثورته لان فيه إعتداء و لا يقف ضده لانه ان وقف ضده نصر الظلم في جهة ٍ أخرى فالامام سلام الله عليه يتخذ موقف الوسطية فلا يكون داعما لهذه الثورة التي فيها تعديات و انتهاكات كما كانت ثورة الزنج حيث كان يقتل و يحرق و لم يكن خروجه من قِبل الائمة و كان  و كان يقتل و يسبي ايضا الامام لا يؤيده و لكنه ايضا لم يقف في مقابله لانه إن وقف في مقابله أيد الظلم القائم في وقته ، هذا الموقف هو قاعدة يتخذها اهل البيت عليهم السلام دائما إذا وجدت أخطاء أو وجدت حركة مثلا فيها أخطاء هل يقف معها او يقف ضدها ؟ لا يؤيد الباطل و لا يكون ضده في مقابل باطل اخر تجده يتخذ الموقف الحياد و الابتعاد عن من عنده تعدي و الابتعاد عن من عنده ظلم .

 الموقف الثاني ، معالجة الشبهات أين ما كنت ،

 كما رد على ابي يوسف القاضي الذي ألف كتابا ً سماه متناقضات القرآن و هو يسمى فيلسوف العرب و كان يبحث عن الايات التي يراها متعارضه و متناقضه و يريد إبطال القرآن بتركيزه على هذه الايات و الامام يتصدى له و يبين بطلان هذه الشبهات ، و ايضا سمعتم هو في السجن ومر على الناس قحط فصاروا يستسقون و لا ينزل الماء ويخرج شخص مسيحي يستسقي فينزل الماء فتحدث الشبهة و تحدث عند الناس إرتداد لانه كلما جاء هذا و طلب و دعى نزل المطر فصار الناس يرفضون الاسلام المسلمون يستسقون و لا ينزل الماء و هذا يستسقي فينزل الماء فبعث اليه الخليفة  ان ادرك امة جدك ، الامام يخرج من السجن و لكنه يقول لا اخرج الا أن  يخرج السجناء الباقون كلهم يخرجون و يأتي و الامام و يقول فتشوا يد هذا الذي يدعو فيجدونه يمسك عظما يقول الإمام ان في يده عظما من احد الانبياء عثر عليه فكلما رفع الى السماء نزل المطر فعندما اخذوه ذهب الشك التردد عند الناس ، بل كان على العكس عرفو بأحقية الامام و أنه هو العالم الذي يمكن ان يلتجئ اليه الناس .

الموقف الثالث ، تحصين قواعده الشعبية  ،

 تحصين قواعده الشعبية عن التهور و الانجرار لا ي جهة ٍ كانت الامام يجعل الناس و يرشدهم ان تكون اعمالهم و حركاتهم و كل موقف ٍ يتخذونه مبنيا ً على المعرفة و العلم و ليس العطفةو الانجرار هنا اوهناك .

الموقف الرابع ، التمهيد للغيبة ،

الامم عليه السلام يمهد للغيبة مع كثرة النصوص المتواترة إلا ان الناس تتأثر بالحس عندما يفاجئون بأن سلسلة الأئمة إمام بعد إمام و إذا ليس هناك إمام و يُقال لهم انه غائب الناس ينكرونه الإمام عليه السلام صار يمهد لهذه الغيبة و يبين للناس بموقف ٍ عملي و أيضا ً بموقف ٍ نظري ،

التمهيد الاول هو التمهيد العملي كان يحجب الامام عن الناس إلا بعض الخواص الثقات يرونه و يعرفون انه موجود وكان هو ايضا يحتجب عن الناس حتى يقبل الناس و يتعودوا ان الامام  يكون بعيدا بخلاف ما كان في زمن  ابائه ان الامام حاضر مع الناس دائما و بإستمارار و عندما صار دور الامام وجدوه يغيب و يختفي عنهم تمهيدا ً لهذه الغيبة ،

 أيضا الجانب النظري توعية الناس حول غيبة الامام المهدي عليه السلام و التركيز عليها و بيانها و من ذلك كله كتب الامام لابن بابوية رسالة يقول فيها عليك بالصبر و إنتظار الفرج قال النبي صل الله عليه واله خيار أعمال أمتي إنتظار الفرج  فكان الامام يرشد و يبن ويذكر الناس دائما يقضية الغيبة و ضرورة الانتظار و كقوله فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء داوود لا يسأل البينة يبين ان الامام غائب ثم يظهر فإذا ظهر يعمل هذه الاعمال .

ثالثا ً : دروس ٌ من أقوال الإمام العسكري عليه السلام ،

  1. التقوى زينة ٌ لصاحبها و دعوة ٌ عملية ، التقوى العملية تكون زينة ً في الدنيا و في ألآخرة و هي دعوة عملية ٌ للحق و للمنهج الذي يتبناه الانسان إذا كان يمارس التقوى عمليا ً يقول عليه السلام أوصيكم بتقوى الله و الورع في دينكم و الاجتهاد لله و صدق الحديث و أداء الأمانة إلى من أئتمنكم  من بر او فاجر و طول السجود و حُسن الجوار فبهذا جاء محمدا ً صل الله عليه واله هذه تعليم عملية الانسان بينه و بين نفسه و بينه و بين الاخرين و المجتمع ان يكون كذلك متقيا ً ورعا ً يأخذ الاحتياط في كل شيء و لا يدخل في شبة ٍ او مخالفة ٍ شرعية قال فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه و صدق في حديثه و أدى الامانة و حَسُن خلقه مع الناس قبل هذا شيعي ٌ فيسرني ذلك الامام يستر إذا كان أتباعه و أصحابه في مواقفهم العملية يحملون الامانة و الصدق و حسن الاخلاق اما الذي لا يكون في خلقه حسن فهو وبال ٌ على الائمة عليهم السلام يتبرأون منه لانه يكون منفرا ً منهم بخلاف من يكون صالحا ً يكون عمليا ً داعيا للحق .
  2. الغنى بالولاية و الفقر في الجحود حتى لا يتبرم الانسان من فقره الامام يقول انت غني ما دمت توالي اهل البيت عليهم السلام و غيرك هو الفقير فليس الغنى في الاموال و ما يحصله الانسان من كسب ٍ مادي و انما بقدر ما هو مرتبط  بالولاية يقول عليه السلام الفقير معنا خير ٌ من الغني مع غيرنا و القتل معنا خير ٌ من الحياة مع عدونا و نحن كهف ٌ لمن إلتجئ الينا و نور ٌ لمن إستبصر بنا  و عصمة ٌ لمن إعتصم بنا من أحبنا كان معنا في السنام الاعلى و من إنحرف عنا فإلى النار هذا الطريق الذي يسلكه الانسان بصيرة من أمره يقتدي بالصالحين يلتزم بأمر اهل البيت و توجيهاتهم و ولايتهم .
  3. الامام يبين حقيقة الانتصار و كيف يكون قال عليه السلام من كان الروع سجيته و الكرم طبيعته و الحلم خلته كثر صديقه و الثناء عليه و إنتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه ينتصر ويكون أعداءه يثنون عليه لما يرونه من ورع ٍ وتقوى عنده ، وقال عليه عليه السلام من كان الورع سجيته و الإفضال خلته إنتصر من اعداءه بحسن الثناء عليه و تحصن بالذكر الجميل من وصول النقص اليه يتحصن لان الاخرين لا يستطيعون ان يطعنوا به لانه يحمل ورعا ً وتقوى واضحة ً وظاهرة .
  4. التميز المعرفي الامام عليه السلام  و الائمة دائما يأمرون اتباعهم أن يكونوا اصحاب معرفة ٍ و إطلاع ٍ و فهم ٍ ديني و فهم ٍ في الحياة و لا يقبلون ان يكون اتباعهم ضعفاء في هذا الجانب .
  5. الزهد و القداسة ، يدعون للزهد و للقداسة و لا يعتبرونها ضير و لا نقص كما مر الحديث الفقير معنا خير ٌ من الغني مع غيرنا يجعل الهدف الاسمى عنده ان يكون في طريق الحق مع اهل البيت عليهم السلام لا ان يكون الهدف عنده المال بل أكثر من ذلك ان يجعل المؤمن عنده التواضع أفضل من كل شيء حتى لو كان يملك لا يتعلق بالماديات و الظاهر في الحياة و إنما تعلقه يكون بما يريده الله سبحانه و تعالى لا يكون إلا زاهدا ً غير متعلق بحطام الدنيا .
  6. التواصل الاجتماعي ، يقول الامام العسكري عليه السلام يقول ان الرجل منكم يكون في القبيلة فيكون زينها أداهم للأمانة لا يكون اكثر منه امانه الامام يقول انت تحسب علينا في اي مكان كنت  يجب ان تكون الافضل الأئمن الأتقى الاورع أداهم للامانه و اقضاهم للحقوق عليك واجبات عليك حقوق أنت أكثر الناس اداءا ً لها و إلتزام و أصدقهم في الحديث و أورعهم في الدين صلوا في عشائركم و عودوا مرضاكم و إشهدوا جنائزكم و أدوا للناس حقوقهم كونوا لنا زينا  و لا تكونوا علينا شينا لانه ينسبة إلتزامك تكون الدعوة كم أنت ملتزم كم انت تحمل الصفات الجميلة كم انت تحمل الاحسان انت تدعوا لاهل البيت عليهم السلام و كم أنت بعيد ٌ عن هذه الصفات تكون منفرا ً من اهل البيت عليهم السلام كونوا لنا زينا  و لا تكونوا علينا شينا جروا الينا كل مودة جروا إلينا كل مودة ليس بالكلام و إنما بالموقف العملي و إدفعوا عنا كل قبيح فما قيل فينا من خير فنحن اهله وما قيل فينا من سوء فنحن براء منه الامام عليه السلام يعطي هذا المنهج ان يكون في الحياة وان يكون الانسان يحمل ارفع الاخلاق وصف اصحابه يقول ليس منا من يطري اخاه حاضرا ً و يذمه غائبا ً إذا وجد السخص نفسه انه يجلس مع الناس يضحك معهم و يتحدث معهم و يمدحهم في امور و لكنه إذا غاب عنهم ذهبوا إنتقذهم البعض يبرر و يقنع نفسه بسوء هذا الفعل يقول فلان جيد و صالح و لكن فيه العيب الفلاني هذه مذمه الامام يقول هذا الذي يذم الناس في غيابهم و يمدحهم في حضورهم هذا ليس منا نحن براء منه ليس منا من يطري اخاه حاضرا ً و يذمه غائبا .

الهوامش ،

  1. سورة الاعراف الاية 181

شاهد أيضاً

تساؤلات ماذا بعد عاشوراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *