بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ
وقال النبي صل الله عليه و اله ان ابعد الناس من الله القلب القاسي ،
قسوة القلب من اعقد الامراض الروحية التي قد لا يعرف صاحبها انه مبتلى بها ويرى نفسه سويا سليما معافا من كل سوء وهو مصاب بهذا امرض الخطير الذي هو اعقد الامراض وهو طريق لارتكاب كل جريمة و كل معصية ،
القلب السليم هو هدف الانسان الواعي والعاقل الذي يريد ان يرجع لله سبحانه تعالى راضيا مرضيا مقبولا عند الله يبحث عن قلبٍ سليمٍ ليتصف به في الدنيا و يوم القيامه ،
بالقلب السليم تكون البصيرة نافذه ويستطيع الانسان ان يبصر وجوده وهدفه في حياته بخلاف صاحب القلب القاسي فإنه لا يكون مرآتاً لصاحبه و لا يستطيع ان يرى به ،
اولا : قسوة القلب ،
- القلب هو قوة من قوى النفس شأنها الانفعال و وظيفتها ان تنفعل ، قوى النفس متعدده النفس اللوامه النفس الائمارة بالسوء ومن ضمن هذه القوى وهذه طبعا القوى كلها للنفس انما هي اثر للروح روح الانسان وليست لجسده ومن ضمنها القلب وهو قوة من قوى النفس شأنها الانفعال و وظيفتها ان تنفعل تفرح وتحزن تظن و تتيقن تحب و تبغض تنفر و تقترب هذه القوى او القوة وظيفتها الاستجابه الى العوامل الخارجيه و هي التي تسمى بقلب الانسان و تتقلب و تتغير كما يعرفها العلماء و ( يذكرون ) بعضهم يذكر هذا النص ، إذاً القلب هو الذي يتأثر ويستجيب و به الانسان علاقة رطبة او علاقةً خشنه مع غيره يستطيع ان يتفاعل مع من حوله من امور ماديه و امور معنويه بهذا القلب فإذا كان القلب ليناً تفاعل تفاعلا حسناً و إذا كان القلب قاسيا تفاعله يكون سيئاً .
- القسوة ، وتعني عدم الخشوع و عدم التأثر بالوعظ والتحذير و عدم التأثر بما يوجب الشفقه و الرقه فهو قلبٌ متحجر القلب الذي يكون قاسيا يفتقد لليونه يفتقد للتأثر يفقتد للاستجابه فلا تأخذه شفقة على احد و لا تأخذه شفقة و رقةٌ من ذكر الموت و ذكر الاخرة لانه قلبٌ قاسي كالحجارة لذلك وصفه الله انه كالحجارة الحجر الذي يكون صلباً و لا يخترقه شيء و لا يتنقل منه شيء من هنا الى هنا و لا يصل الى باطنه شيء هو اشد يقول تعالى ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ثم يقول تعالى كانه تدارك لان الحجارة هي افضل من القلب القاسي لانه مهم كانت الحجارة فإن فيها خير
وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (1) القلب القاسي يختلف حتى عن الحجارة يكون قاسياً لا يتأثر لا يستجيب لشيء هذا هو القلب القاسي .
ثانيا ً: معصية القلب
ما هي معصية القلب ؟
هل القلب يعصي ام الجوارح ؟
اشرنا في الحديث السابق في كلامنا لذلك ان القلب له معصيه له فعل و له انفعال يتأثر و هذا التأثر الذي يحدث عن القلب هو إذا تمكن منه صار ملكة فيه و صفة فيه و حُوسبَ الإنسان عليه فكما يكون الذنب في الظاهر عند الانسان و بجوارحه ايضا يكون الذنب في الباطن لم يرتكب في ظاهره شيئ و لكنه احب الشر في باطنه فهو ارتكب بقلبه شر لانه احب الشر وتمكن منه بعض الاشخاص لو يعطى قدرة ً في يده لأباد الناس لانه يحمل الشر كل الشر في باطنه فهو يحاسب على ما في قلبه وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ (2) هو في القلب ابداه اظهره ام اخفاه فصار في القلب ملكةً و لكنها خفيه فإن الله يحاسبه على هذه الملكة الخفيه في نفسه و يقول تعالى
وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (3) يؤاخذ الله و يحاسب بما كسب القلب فإذا صار القلب قاسياً حوسب الانسان على هذه القسوة و يقول الله تعالى فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا (4) في قلبه مرض و زاده الله مرض فزادهم الله مرضاً ربما يقول قائل هذا مرضٌ وما دخل الانسان به هذه الامراض مقدماتها بيد الانسان الانسان الذي يختار السيئ و يختار المقدمات السيئه تنتج نتيجةً سيئه هذه النتيجه التي تنتجها مقدماتٌ سيئة يحاسب الانسان عليها فهو يحاسب على هذه كأن شخص مثلا يخرج للشارع و يلقي بنفسه فتصدمه يسارة فيقول هي التي صدمتني يقال له انت الذي انت الذي وضعت نفسك في هذا المكان هيأة نفسك لتحصل على هذا كذلك المعاصي في القلب و قسوة القلب و هي اشد المعاصي ان يكون الانسان قاسياً في قلبه لا يتأثر قد يرتكب الانسان خطاً ثم يتوب ويرجع لله ولكنه ليس كمن وصل الى قسوة القلب الذي يصل الى قسوة القلب امره صعب .
ثالثا : أسباب قسوة القلب
اسبابُ كثيرة و لكن نذكر شيء منها و تذكر كثيراً أسباب قسوة القلب الانسان الذي يغفل عن نفسه يصاب بهذه القسوة
- الغفلة الذي يعيش في غفلة اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ (5) يغفل يغفل ثم تتحقق القوسة في قلبه فإذا تحققت القسوة في قلبه صار قلبه مظلماً لا تنفعه موعظه وجاء حسابه و خسر من الدنيا خاسراً عليه ان لا يكون الإنسان غافلاً دائما يراقب نفسه يحاسب نفسه يفكر يعيش حالة من اليقظه و ليس من الغفله .
- طول الامل ، الذي يطول امله في الدنيا و يتعلق امله في الدنيا يكون قلبه قاسياً كما يقول تعالى أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (6) طال عليهم الامد فقست قلوبهم الذي يطول امله يتعلق بالدنيا ونتيجته ان يكون صاحب قلبٍ قاسي هذا القلب القاسي خسارة الانسان و ضمان الخسارة ان تنقله الى جهنم نستجير بالله و جاء في الحديث في ما ناجى الله عز وجل موسى عليه السلام يا موسى لا تطول في الدنيا املك فيقسو قلبك والقاسي القلب مني بعيد لا تجعل املك في الدنيا لا تفكر في الدنيا دائما إذا إردت شيئ إقرنه دائما بالتفكير بالاخرة من غير ان تقرن حياتك عملك و نشاطك و تصنع وما تكون بالاخرة يحلو لك و يرتبط بقلك فإذا إلتصق بالقلب صار هدفك هو و نسيت الاخرة و قسى قلبك عندما تريد ان تعمر بيتاً اجعل نظرك على تعمير بيت الاخرة قبله فإن تعقلت به منفصلا عن الاخرة انت الذي تخسر لانه يكون قلبك مظلم قاسي و عن الامام أمير المؤمنين عليه السلام قال لا يطولاً عليكم الأمل فتقسو قلوبكم لا تجعل املك كثير بالدنيا دائما فكر فيما تصنع انك تصنع و الموت امامك ربما يدركني الان او بعد ذلك لا تعلم لا تجعل لك امل في الدينا يطول فغذا طال املك خسرة قلبك وهو اهم شيء و هو التجارة الرابحه ان تكون صاحب قلبٍ سليم ورد عن أمير المؤمنين عيله السلام قال من يأمل ان يعيش غداً فإنه يأمل ان يعيش ابدا شخص يأمل في يوم ان يعيش و يرتب ان يعيش غداً فإذا كان عنده إطمئنان ان يعيش غدا ً من يأمل ان يعيش غداّ فإنه يأمل ان يعيش ابدا ومن يأمل ان يعيش ابدا يقسو قلبه ويرغب في الدنيا و يزهد في الذي وعده ربه تبارك وتعالى عندما يقسو القلب لا يريد الاخرة وما هي مقدمات قسوة القلب ؟ ان يكون املك كبير و كثير و تعلقك بالدنيا ولو ليومٍ واحد يجرك هذا للتعلق بالدنيا دائما ورفض ما عند الله سبحانه وتعالى .
- نقض المواثيق والعهود ايضا طريقٌ لقسوة القلب إذا اعطيت وعداً كن وفيا في وعدك في جميع الامور و اعظم وعدا الميثاق بينك وبين الله بينك وبين الله ، الله سبحانه وتعالى اخذ ميثاقنا قبل ان يخلقنا اخذ الميثاق من الناس و اشهدهم على انفسهم فشهدوا واقروا كن وفيا بينك وبين الله في طاعة الله و كن وفيا في معاملة الناس فإنهم عباد الله فإن كنت ناقضاً لذلك يقسو قلبك فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ (7) نرى هذه الاية تصفهم بانهم يحرفون بعد ذلك ( المقدمه انهم نقضوا الميثاق ) لم يفوا بعهد قست قلبوهم فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (8) الميثاق و عدم الوافاء بينك وبين الله انعم الله عليك حق النعمه انتكون شاكراً له مطيعا لله حق النعمه ان تطيع ولا تعصي كن وفيا في ذلك .
- ارتكاب المعاصي ، الذي يرتكب المعصية ويتساهل في المعصية يقسوا قلبه لا تقل هذه بسيطه و لاتقل عابرة فإنها تكون سباً لقسوة القلب ثم تكون سبباً للهلاك والهلكه يقول امير المؤمنين ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون صار ما يكسبه الانسان حاجباً و حاجزاً على قلبه لا يستطيع ان يرى لا يستطيع ان يبصر لانه صار قلبه قاسٍ و إذا قسى قلبه جفت دموعه بعض الناس لا يستطيع او إذا رآى شيء يجد نفسه لا يتأثر بموعظه لا يتأثر بذكر الصالحين إذا وجد مثلا ذكر مصيبةٍ كمثال ذكر مصيبة الحسين بعضهم مثلا يجلس و يقول لا تدمع عيني لا يجد نفسه يتأثر عليه ان يبادر ويسرع لعلاج نفسه فإن فيه الهلاك و الدنيا لاتدوم و لا تبقى .
- اكل الحرام والشبهات شخصٌ ياكل الحرام او يأكل ما هو مشتبه هذه الشبهات تجعل القلب غير صالح غير سليم لانها تأثر على الانسان تكويناً ربما شخص مثلا يقول احمل الامر على انه بعض الشبهات على انها حلال ( ومشي الامر مثلا )’ و لكن فليعلم ان هناك اثر تكويني على قلب الانسان على نفس الانسان هناك ارتباط وذكرنا سابقا لا نعلم حقيقة الارتباط بين الروح وبين الجسد بين القلب و بين الجسد و لكن هناك تأثير البعض يذكر انه إذا اكل مثلا بعض اللحوم المشتبه بها يقول اجد نفسي لا اقبل على الصلاة لا احب ان اصلي مستحب ولا نوافل وما شابه ذلك و حتى الفريضه تكون صعبه لانه يأتي للشبهات و هذه الشبهات تسبب عند الانسان قسوة القلب .
- الكلام بغير ذكر الله شخصٌ وضعه دائما يتحدث و يتحدث في فضول الكلام و الكلام الذي لا ينفع الذي حتماً يجره للمعصية وعلى فرض انه لم يجره للمعصيه وانما كان في إطار الكلام الحلال المباح فإنه ايضا يوجب قسوة القلب ورد عن النبي صل الله عليه واله لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب إن ابعد الناس من الله القلب القاسي هذا الحديث يقول كثرة الكلام بغير ذكر الله تجرك لقسوة القلب يعني إجعل مجلسك وحديثك مهما كان اصبغه بصبغٍ دينيه بسبغة فيها رضا الله سبحانه وتعالى لا يكون المجلس فيه الغيبه والنميمه و فيه قال وقيل و فلان طويل وفلان قصير و خصوصا إذا كان فيه إستهزاء او استنقاص تضحيك الاخرين مثلا بذكر عيوب و إستنقاص البسطاء و الضعفاء .
- مجالسة رفاق السوء توجب ايضا قسوة القلب لا تجالس رفقاء السوء انت تجلس مع انت تجلس مع اشخاص سيئين وتنتظر ان تكون اجوائك اجواء الرحمة تهبط عليها الملائكة لا تظن ذلك إعلم ان هذه الاجواء التي تكون سيئة ليس فيها إلا الدمار ليس فيها إلا قسوة القلب فمجالسهم لا تذكرك بالله ولا بالاخرة رفيق السوء لا يذكرك بالاخرة وإذا لم تكن ذاكراً للاخرة النتيجة يقسو القلب يحببون لك كل شيء و يجملون لك المعاصي رفقاء السوء يحببون السيء و إذا قدمت ملاحظة و تقول دعونا من هذا قالوا لك هذا ليس فيه شيء وخصوصا في حديثهم عن الاخرين يقولون هذا الامر هو عادي هو يرضى في الحديث الذي يكون عن الاشخاص و فيه استنقاص او فيه غيبه او فيه ذكر او فيه منقصه من مناقص الناس وعيبٍ من عيوب الناس هو غيبه حتى لو كان صاحبها راضٍ يعني تقول مثلا هو يرضى الان انت تتحدث عنه انت اغتبته تحاسب على هذه الغيبه بصورة و اخرى ربما يقول قائل هو يسامحني كما يقولون في القانون ان هناك حق عام وهناك حق خاص هو إذا تنازل عن شيء من جهته حسبَ عليك شيءٌ اخر انت روجت للفساد جعلت الاجواء سيئة هيأة النفوس لتقبل هذه المعصية إعلم ان الاحاديث كثيرة تقول بمضمونها ان الشخص الذي يأمر بشيء بأمرٍ حسن او يشير اليه له ثوابه وثواب من يعمل به و الذي يشير الى شيءٍ سيء عليه وزره و وزر من يعمل به فغذا إستمر من يعمل بالصالحات الى يوم القيامه مرتبط سليله بعضها مع بعض حصلت و إذا كانت سلسله بالمنكرات او المعاصي و الذنوب لحقك شيء منها ايضا لا يكون مجلس السوء و رفيق السوء مرآةً لك فلا ترى عيوبك من خلاله لتصلحها رفيق السوء لا يكون مرآةً للمؤمن لا يكشف لك حقيقة ما تفعل فيجعلك ترتدع و تتراجع و انما يحبب لك النبي صل الله عليه واله امرنا بإتخيار الرفقاء الصلحاء قال صل الله عليه واله المؤمن مرآة اخيه يميط عنه الاذى مرآة اخيه المؤمن كما انك بالمرآة تجلو عن وجهك مثلا القذى وغيره المؤمن كذلك و قال أمير المؤمنين سلام الله عليه لكميل إبن زياد يا كميل المؤمن مرآة المؤمن لانه يتامله ويسد فاقته ويجمل حالته ، يجمل حالته يصلحها لا يقول له انت في صحةٍ وهو في سوء ، وإنما يصلح ما فيه من سوء رفيق السوء تقارن نفسك به عندما تكون مع الصالحين ترى نفسك قليل و ترغب ان تكون اكثر واكثر و تتقدم واما اذا كنت مع رفيق السوء و الذي فيه الفساد ترى نفسك افضل منه بدل ان تتقدم تتراجع وتنكفئ على نفسك ثم يوم القيامة رفيق السوء الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (9)
إخلاء و أصدقاء و اصحاب مع بعضهم في الدنيا ولكن في يوم القيامة يكونون اعداء .
رابعا : آثر قسوة القلب ،
- التعلق بالدنيا ونسيان الاخرة قاسي القلب همه الدنيا وضعه الدنيا لاتجد عنده في حياته شيء غير الدنيا .
- الادبار عن العبادات والطاعات .
- جعل الشيطان له قريناً يكون الشيطان معه قرين لان قلبه لا يذكر الله و القلب الذي لا يذكر الله يكون محلاً للشيطان و ليس للرحمة و وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (10) وما هذا القرين الذي يكون معه عند موته و الذي يكون معه في قبره و الذي يكون معه في حشره و يكون معه عند دخوله النار و يتبرأ منه هناك فبئس القرين و هذا كله من قسوة القلب الذي يكون قاسي القلب هذا اثره .
خامساً : تشخيص مرض قسوة القلب ،
التفت الى نفسك وشخص حالتك هل انت مصابٌ بهذا ام لا هذا عضال داءٌ خطير فق مع نفسك للتامل في نفسك هل انت مصابٌ بهذا المرض للتخلص مه ام لا ،
- عدم المبالات و عدم الندم على المعاصي الذي يكون قاسي القلب يرتكب المعصية فإذا ارتكب المعصيه لا يجد نفسه ارتكب شيء ينظر اليها وربما يضحك المؤمن قد يخطا ويرتكب ولكنه يتالم وتشقيه المعصية كيف صدرة مني وربما يبكي ويبكي لها اما قاسي القلب فهو الذي إذا رآى و ارتكب المعصية كأنه لم يفعل شيء فغن كنت كذلك اعلم انك قاسي القلب عندك هذا المرض قف مع نفسك واصلحه ورد عن النبي صل الله عليه واله من سائته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن المؤمن غير قاسي القلب الذي يرى السيئة امر يسيئه و يؤذيه فيقف عندها و يندم و يتراجع اما الذي لا يتأثر و لا يندم فهو قاسي القلب.
- كره سماع الموعظه يتشاغل عن سماع الموعظه عن ذكر الموت عن ذكر الاخرة قاسي القلب هو كذلك ربما يحضر في المجلس و إذا تحدث عن موعظه يقول ما هذا الحديث ومالنا ومال هذا الحديث القديم قبل 1400سنه النبي صل الله عليه واله يتحدث بهذا الحديث ثم يستمر هذا الحديث لقد مللنا منه يحاول ان ينشغل عنه لا يجد فيه حلاوة لا يجد فيه تأثر (تأثير ) لا يبكيه الحديث فيه مرض فيه قسوة قلب شخص نفسك قف مع نفسك إن كان كذلك فتحتاج الى علاج
- الانقطاع للدنيا والماديات فلا وقت للنافلة و لا وقت للإطالة في الفريضه حسبه ان ياتي بها نقر كنقر الغراب لانه يمل يريد الحركه بسرعه يجلس يقف في الشارع يتحدث مع غير في وقتٍ طويل ام مع التلفاز او مع ( التلفون )و لا يجد فيه ضيراً اما ان يقف يقرأ القرآن يجده صعب نافله مستحبه صعب يجلس في ليلة من الليالي ليذطر الله ويصلي صلاة الليل يجده صعباً ( وراي اشغال ) و امثال ذلك مشغول لا استطيع لكنه يستطيع ان يسهر إذا لم يجد في نفسه هذا فهو مريض للنفس إقبال و إدبار فإذا أقبلت فإحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فإقتصروا بها على الفرائض ولكن لا تكن حياتك كلها ادبار ان كانت الحياة كلها إدبار فهناك مرض .
سادساً : علاج مرض قسوة القلب
(و قلنا ان هذا الحديث ليس تفصيل و انما هو إشارت فقط )
- التفكر ، تفكر في الامور كلها تفكر في نفسك تفكر في اخرتك تفكر في ما حولك الى اين تسير و الى اين ينتهي امرك و عمرك .
- قرآءة القرآن وسماع القرآن إجعل لك برنامج قرآءة القرآن لا تجعله بعيد الامام الراحل رضوان الله عليه يقول يستطيع الانسان ان بأمرين بقراءة القرآن وبقراءة الدعاء يكون إنسان صالحاً .
- الاعتبار خذ العبرة الني صل الله عليه واله في حديث مضمون الحديث يقول مالي اراكم ترجعون من المقبرة ( النبي يرى اشخاص يذهبون يودعون شخصاً في المقبرة يودعونه يدفنونه يشيعونه يصلون عليه ثم يرجعون يقول مالكم ترجعون كأنكم تودعون شخصاً مسافر ما هكذا يودع الميت ابكي انظر الى نفسك انك بعده متى يأتي دورك لا تدري يكون قلبك رقيق اعتبر .
- رصد فرص الرحمه دائما ادعوا دائما اطلب الرحمة اطلب النجاة من الدنيا و ما فيها ومن اهوالها فإن الدعاء مضمون الاحاديث يقول بانه لا يرد لا بد ان يستجاب إذا دعوت لابد ان يستجاب لك لم يستجيب اليوم غدا بغعد غداً لا بد ان يستجاب لا ان يأتي وقت وتكون هناك استجابه من استغفر الله لا بد ان يحصل على المغفرة لا يتركه الله ، الله لا يأمر بشيء و لا يعطيه لا يقول لك ادعني اطلب مني و يرفض روي عن النبي صل الله عليه واله إن لله في ايام دهركم نفحات الا فترصدوا لها ترصدوا للنفحات ( يعني اجعل نفسك ) بعض العلماء صار يصلي صلاته في مسجد الحلة في العراق يصلي صلاة اللليل و يحي ليلة القدر طوال السنة يقول حتى احصل عليها اين تكون لابد ان احصل عليها يهيء نفسه طوال هذه المده هيئ نفسك قدر ما تستطيع .
- قراءة المواعظ تجعل الانسان صالحاً قراءة المواعظ لها اثر في بناء الانسان ( النبي صل الله عليه واله مع اصحابه و الائمة و اصحابهم سيرة مستمرة و العلماء بعدهم كذلك دائما يركزون على ذلك ويبحثون عما يجلو الصدى عن القلب و يجعل القلب ليناً طاهراً سليماً ذكرت لكم سابقاً الشيخ الانصاري وهو اعلى مرجع في الطائفة الشيعية ، على الاطلاق على رأي السيد الخوئي من اول المراجع الى وقت السيد الخوئي يقول هو الاعلم هذا العالم الجليل هو الذي كان يقول لتلاميذه قوموا بنا نذهب لدرس فلان درس الاخلاق الا يعرف الشيخ الانصاري معنى الاخلاق وكلمات الاخلاق وهو العالم الاكبر و لكنه يقول قوموا بنا لدرس فلان لنجلي الصدى عن قلوبنا لقد صدئت قلوبنا لا تقول انا اعرف و اقرأ ماذا سوف يقول الخطيب و ماذا سوف يتحدث يقول الغيبة حرام اعرفها إحضر و إستمع فأن فيها موعظه لذلك كانت سيرة اصحاب النبي وسيرة اصحاب الائمة كذلك وروايات كثيرة تروى عن النبي و تروى عن الائمة واذكر روايةً منها عن ابي بصير عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال قلتُ له ابو بصير يقول وهو من الفقهاء و العلماء و الخواص يقول قلت له يبن رسول الله خوفني فأن قلبي قد قسى فقال يا ابا محمد إستعد للحياة الطويلة فإن جبرئيل جاء النبي صل الله عليه واله وهو قاطب روايةٌ صحيحه لا يقول شخص هذه الرواية ( ضعيفة ) يذكرها العلماء و الامام الراحل ويقول هي من الروايات الصحيحه يا ابا محمد استعد للحياة لطويلة الطويلة فإن جبرئيل جاء النبي صل الله عليه واله وهو قاطب وقد كان قبل ذلك يجيء و هو مبتسم فقال رسول الله صل الله عليه واله يا جبرئيل جأتني اليوم قاطباً فقال يا محمد قد وضعت منافخ النار فقال وما منافخ النار ؟فقال يا محمد ان الله عز وجل امر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمه لو ان قطرة من الضريع قطرت في شراب اهل الدينا لمات اهلها من نتنها ( قطرة ) يسقى بماء من الضريع شرابه من الضريع هنا قطرة واحده لو وقعت على الدنيا لمات اهلها لو ان قطرة من الضريع قطرت في شراب اهل الدينا لمات اهلها من نتنها ولو ان حلقةً واحدةً من السلسلة التي طولها سبعون دراعاً وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها ولو ان سربال من سرابيل اهل النار علق بين السماء والارض لمات اهل الدنيا من ريحه فكيف بالاخرة وعذابها قال فبكى رسول الله صل الله عليه واله وبكى جبرئيل فبعث الله اليهما ملكً فقال لها ان ربكما يقرئكما السلام ويقول قد امنتكما ان تذنبا ذنباً اعذبكما عليه فقال ابو عبد الله عليه السلام فما رآى رسول الله صل الله عليه واله مبتسماً بعد ذلك مع التأمين فلم يرى مبتسماً بعد ذلك ثم قال الامام سلام الله عليه ان اهل انار يعظمون النار و ان اهل الجنة يعظمون الجنة و النعيم و ان جهنم إذا دخلوها هوو فيها مسيرة سبعين عام فإذا بلغوا اعلاها يعني نزلوا للاسفل سبعين عام ثم خرجوا للاعلى فغذا بلغوا اعلاها قمعوا بمقامع الحديد و اعيدوا في دركها فهذه حالهم وهو قول الله عز وجل كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (11) ثم تبدل جلودهم غير الجلود التي كانت عليهم قول ابو عبد الله حسبك قلت حسبي حسبي هذه المواعظ و هذه الروايات الصحيحة و الثابته يحتاج الانسان ان يقترب منه اويقرأ ليحسب خطواته تعامله مع الناس كل اموره تكون موزونه و محسوبه .
الهوامش
- سورة البقرة الاية 47
- سورة البقرة الاية 284
- سورة لبقرة الاية 225
- سورة البقرة الاية 10
- سورة الانبياء الاية 1
- سورة الحديد الاية 16
- سورة المائدة الاية 13
- سورة المائدة الاية 13
- سورة الزخرف الاية 67
- سورة الزخرف الاية 36
- سورة الحج الاية 22