لغة الحب في القران 2
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
المحبة درجة الانسان السوي الطبيعي الذي هو في وجوده ، و عواطفه ، وإنسانيته مطابقا لفطرته التي خلقه الله عليها فهو إنسان سوي هو المحب المحبة سعادة الناس و المجتمع ، و الاسرة المجتمع يكون سعيدا بالمحبة ، و الاسرة تكون سعيدةً بالمحبة كما سيأتي ،
اولا : المحبة الالهية وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ (1) ومر الحديث عن هذا القسم مفصلاً ونكمل بعض الاشارة فيه
أسباب تحصيل الحب الالهي ،
- حسن الاتباع كما قرآنا ( هذه الايات قبلاً ) و الاتباع وحسن الإتباع وليس اي اتباع وإنما الإتباع الحسن الإتباع بمحبة الاتباع برضا النفس و طيبها قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ،
- تحري العدل إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ( 2) الشخص الذي يتحرى و يبحث عن العدل و الانصاف دائما ايضا بهذا الطريق ( يصل ) الى المحبة من الله سبحانه وتعالى ،
- التوبة و الرجوع إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ (3) الشخص الذي دائما يتوب و بإستمرار يعاود الرجوع لله سبحانه وتعالى حتى لو لم يكن عاصيا .
- الصبر على البلاء و الصبر على الطاعة الشخص الذي يُصَبر نفسه على طاعة الله سبحانه وتعالى و يُصَبر نفسه عن معصيته ، ويُصَبر نفسه عند البلاء فإنه يكون ايضا محبوباً لله سبحانه وتعالى .
- التوكل والتسليم ،وهو بقدر المعرفة ، و الثقة إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (4) الحديث يقول انا عند ظَنٍ عبدي بي فإن ظن بي خيراً فخير الشخص الذي يتوكل على الله و يثق بالله سبحانه وتعالى فإن الله يعطيه بقدر هذه الثقة و بقدر هذا التوكل لذلك قد يختلف كما نراه في الروايات يختلف الثقة ويختلف التوكل من شخصٍ الى اخر مثلا يأتي شخص و نقول له اعقلها و توكل على لانه وان كان مؤمنا بالله إلا ان إيمانه بدرجة معينه ويأتي شخصٌ اخر كما كان في زمن النبي صل الله عليه واله شخص يترك ناقته ويأتي لا يراها فيقول اين هي شخص يقول له النبي صل اله عليه واله يقول إعقلها لان ثقته بهذا المستوى شخص اخر هو يلتفت للسماء ويقول جعلتها امانة عندك يا الله اين هي فترجع مباشرة لانه متوكل بدرجة عاليه .
- التوكل و الحذر من المخالفة ومن المعصية فإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (5) المتقي هو الذي يحذر من المعصية ، ويحاسب نفسه ، و يراقب نفسه لا يقه في مخالفة ، و لا في معصية .
- طهارة القلب ، وطهارة الروح ، و طهارة الجسد في جميع الجهات يرى نفسه انه طاهراً في قلبه لا يحمل ضغينةً على احد يحب الله يحب الخير للناس ، وطاهراً في جسده ليس فيه اموال حرام و ليس فيه شبهة و لا غير ذلك وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (6) .
- الاحسان حتى للمسيء الشخص الذي يجسن و يجعل دأبه الإحسان إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (7) ايضا يستطيع ان يحصل الحب بهذا الطريق .
- التقرب لله تعالى بالطاعة والعبادة من تقرب لله سبحانه وتعالى بالعبادة ايضا صار محبوبا عند الله و الاحاديث في ذلك كثيرة وما تشير اليه اياتٌ ايضا ففي الحديث يقول ما تقرب اليَّ عبدٌ بشيءٍ احب اليَّ مما افترضتُهُ عليه وما يزال عبدي يتقرب اليَّ بالنوافل يعني يؤدي الواجبات ثم يتقرب بالنوافل حتى احبه فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ) ، بهذه الطاعة و بهذه العبادة يحصل المحبة من الله سبحانه وتعالى
- تجنب موارد نقمة الله سبحانه وتعالى ذكرنا ايات كثيرة ان الله سبحانه وتعالى يكره و لا يحب من يعصي من يخالف فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (8)
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (9)
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (10)
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (11)
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ (12)
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (13)
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (14)
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (15)
لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ (16)
هذه الامور ان كان يقترفها لم يكن محبوباً و ان كان حذراً منها صار محبوبا عند الله سبحانه وتعالى ،
تحصيل العلم والمعرفة بالله سبحانه وتعالى طريقٌ لمحبة الله عند المؤمن كيف هو يحب الله سبحانه وتعالى إذا صار يعرف من هو الله إذا صار يعلم بنعم الله عليه إذا صار يعلم بلطف الله به إن كان يعلم بذلك و ما اعده الله للمؤمن صار يحب الله سبحانه وتعالى هذا بالنسبة للمحبة الالهية و هو تكملة لما مضى ( في الاسبوع الماضي ) ،
ثانيا : المحبة الانسانية
ذكرنا محبة الهية و انسانية و شهوانية
المحبة الانسانية نرى هذه المحبة ما هي قيمتها ؟
- قيمة المحبة بين الناس قال النبي صل الله علي واله يا علي اوثق عرى الايمان الحب في الله و البغض في الله ان يحب الناس و لكن يحب الناس في الله سبحانه وتعالى يعني من اجل الله ويرحم الناس من اجل الله فإذا كانوا مؤمنين صار حبه لهم كبيراً و كثيراً و ان كانوا غير مؤمنين يرأف بهم حب لله سبحانه وتعالى منطلق هذه الرحمة و المحبة هو طاعة الله و قال صل الله عيله واله افضل الناس بعد النبيين في الدنيا والاخرة المتحابون في الله سبحانه وتعالى هم افضل الناس بعد النبين في الدنيا والاخرة عند الله سبحانه وتعالى لانه كما ذكرنا يكون المحب إنساناً سوياً طبيعياً روحه صاله موافقاً لفطرته و قال صل الله عليه واله والذي نفسي بيده لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لن تؤمنوا حتى تحابوا لن يكن هذا الايمان له اثر لم تكن هناك محبة إن لم يكن هناك صفاء في النفس إن لم يكن هناك لطف إن لم يكن هناك ما يُشعر بإرادة الله سبحانه وتعالى اما الذي يقول محب لله ويصلي و هو يرفع السيف ويريد تقطيع الناس فأي محبة فيه و ان لم تكن عنده المحبة فأي ايمان يكون له و عنه صل الله عليه واله لا تزال امتي بخير ما تحابوا الامة بخير إذا كان فيها الحب إذا كانت المحبة متوفرة بين الناس اما اذا كان الناس كلهم يقول انا لمحمدٍ صل الله عليه واله كلٌ يدعي وصلاً بليلى وهو يحمل السيف على رقبة غيره فالامة ليست بخير يقول صل الله عليه واله لا تزال امتي بخير ما تحابوا و ادوا الامانه و اجتنبوا الحرام وقروا الضيف و اقاموا الصلاة واتوا الزكاة فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين يصبهم البلاء و المصائب تحلوا عليهم في الدنيا و ليسوا مؤمنين بالاخرة يعني خسروا الدنيا والاخرة هذه قيمة المحبة الانسانية بين الناس الاحاديث واضحه تؤكد على ان يكون الناس محبين لبعضهم البعض .
- سبب المحبة الانسانية ما هو سبب المحبة ؟ كيف الناس بعضهم البعض ؟ سبب المحبة الرحمة التي اودعها الله في قلوب الناس الله سبحانه وتعالى خلق الانسان و جعله روحه قبساً منه فنفخنا فيه من روحنا ففيه صفات الله سبحانه وتعالى وصفات الله هي المحبة الرحمة الخير و هذه يحصل عليها الانسان بدرجات متدنيه ولكن هي موجودة عند الإنسان و الانسان لانه يحب الله سبحانه وتعالى و يحب الكمال و يحب الجمال فيكون حبه للخلق كذلك حباً لله سبحانه وتعالى ولما يحبه الله كما امر .
الطريق الى محبة الناس ، كيف نصل الى محبة الناس نجعل الناس يحبوننا كيف نحب الناس و كيف يحبنا الناس يقول تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا (17) امن بالله و عمل الصالحات الله سبحانه وتعالى يتكفل بإن يجعل لك وُدً عند المؤمنين لا يحتاج الى رياء لا يحتاج الى غش و انما العلاقة مع الله سبحانه وتعالى و الله يتكفل بإن يجعلك محبوباً عند الناس ركز في علاقتك بينك وبين الله تكفى كل شيء وتكون محبوباً عند الناس بهذه الاية الواضحه وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (18) ايضا في تعاملك مع الناس اتخذ القاعدة التي امرك الله بها و هي الاحسان لا تكن سيئا خصوصا ان كنت في موقف القوي كنت قوياً و اساء اليك احد تجاوز عنه اعمل بالاخلاق التي امر الله بها و امر بها القران و بها تكسب المحبة و قال النبي صل الله عليه واله النصح يثمر المحبة النصح بمعنى الصدق بمعنى عدم الغش الانصاف كن صادقا مع نفسك مع غيرك لوكان الحق عليك قل عليَّ الحق فإن كنت ناصحاً صادقاً في تعاملك المحبة تكون ثمرة و قال عليٌ عليه السلام من حسنت نيته كثرة مثوبته نرجع للاية الاولى نبيته بينه وبين الله بقدر هذه النية ، و بقدر هذا الاخلاص و الصدق مع الله ، الله سبحانه وتعالى يزيد مثوبته يجعل له ثواب عظيما يتضاعف بتضاعف صدقه في نيته من حسنت نيته كثرة مثوبته و طابت عيشته ، عيشته تكون طيبه لا يكون في هم لا يكون في وجل لا يكون في اطراب عيشته سواء كانت تتوفر له الاموال او لا تتوفر المهم انه سوف يشعر بالسعادة يشعر بالاستقرارا يشعر بالقناعة ، وطابت عيشته و وجبت مودته يعني الله سبحانه وتعالى كأنه يقول انا اوجب له المودة و اضمن له المحبة لماذا؟ ليس بعملٍ خارجي بل بصدق النيه الاخلاص و صدق النية يجعل له ذلك ،
و قال علي عليه السلام من حسن ظنه بالناس حاز منهم المحبة هذه من الامور الاجتماعية فن التعامل يعني عندما تتعامل مع اشخاص لا تظهر لهم الشك فيهم لا تتعامل مع شخص وانت تشير له وتأخذ الاحتياط امامه مئه بالمئه حتى لو كان عندك شيء لا تظهر له انك تشك فيه اظهر له حسن النية و قل له انت ثقه ولها مردود تربوي عليه وايضا توجب المحبة ، إذاً إظهار حسن الظن للناس مهم في التعامل لكسب المحبة و الثقه بين الناس ،
و قال انبي صل اله عليه واله ثمرة التواضع المحبة ،
ايضا التواضع عندما يتواضع الانسان يوجب له المحبة و هذه كلها توجب المحبة بيتك وبين غيرك بينك بين الناس ،
وقال صل اله عليه واله حسن الخلق يورث المحبة ويؤكد المودة ،
و قال عليٌ عليه السلام عليك بحسن الخلق فإنه يكسبك المحبة إذا حسن الخلق والتعامل مع الناس يجعلك محبوباً ربما تقول شخصٌ سيء شخصٌ فض في تعامله وغليظ انت بإخلاقك توجب محبته حتى لو كان غليظا في تعامله ،
وقال صل الله عليه واله ما اسُتجلبت المحبةُ بمثل السخاءِ و الرفق ، تكون سخي في تعاملك ومُرفق بالاخرين في التعامل لا تكن غليظاً حتى لو وجدت شيئاً خطأ من اخر ، عندما نتعامل مع بعضنا البعض لا بد ان توجد اخطاء هذا شيء طبيعي بينك وبين اخيك بينك وبين ابنائك بينك وبينك جارك بينك وبين الاخرين توجد اخطاء ، ولكن هل من الصحيح انك لمجرد انك وجدت خطأ تقول هذا خطأ ؟ ليس صحيح فن التعامل مع الاخرين انك تتحدث بقدر الحاجة لا بقدر العلم وجدت خطأ لكنه ليس ذك الخطأ الكبير لماذا اوقف واقول خطأت أُرفق به وكأنني لا ادري إن كان مهماً اوقفته وإن لم يكن مهماً اتغاضى عنه ،وحسن الخلق يزرع المحبة ،
و قال عليٌ عليه السلام البشاشة حبالة المودة الشخص الذي تجده مبتسم تميل اليه يكسب ودك غير ذلك الشخص العابس إذا كان عابساً في تعامله تنفر من الحديث معه ، ولكن البشاشه والسماحة تجعل الانسان محبوباً عند الاخرين
وقال عليٌ عليه السلام تحبب الى الناس بالزهد ( فيما ) ( بما ) في ايديهم تفز بالمحبة منهم في المجتمع إذا كنت مع اشخاص وهم يرونك انك تريد حاجة منهم لا تدخل الى قلوبهم فبقدر الامكان حاول ان تستغني عن ما في ايدي الناس فإذا كنت مستغنيا عما في ايديهم نلت محبتهم وان كنت محتاجاً اليهم وجدت منهم الابتعاد التدريجي والنفور هذا غالباً ،
و يقول عليٌ عليه السلام صلة الرحم توجب المحبة هذه ايضا من الامور الالهية التي توجب المحبة من غير ان يأتي للشخص نفسه يعني هو وصل رحمه و لكن يحبه جاره و يحبه من في السوق و يحبه من في الشارع لان الله تعالى اودع الحب له في قلوب الاخرين ،
و قال الكاظم سلام الله عليه لا تذهب الحشمه بينك وبين اخيك ، ذكرنا هذا المعنى كثيراً ، بعض الناس يقول عند الاحباب تسقط الاداب قلنا هذا خطأ معك ( ومع اخيك في البيت ومع جارك و في العمل و في السوق )) لا بد ان تجعل حشمةً و احتراماً ثابتاً لا تذهب الحشمه بينك وبين اخيك ، ابقي منها حتى لو كان هناك انفتاح بينك وبين الاخرين و لكن ابقي مقداراً من الحشمة ، ابقي منها فإن ذهابها ذهاب الحياء و بقاء الحشمة بقاء المودة ، إنظر الى هذه العبارة ، وبقاء الحشمة بقاء المودة ، ما دمت بينك وبين اخيك بينكم وبينك وبين صاحبك بينك وبين ابنك وبين ابيك بينك وبين الناس نوع من الاحتشام والتقدير تجعل له مكانه واحتشام ( وحشيمه ) تبقى المودة فإن فإن ذهبت ذهبت المودة هذه المحبة الانسانية مطلوبه بين الناس و سوف نذكر نتائج المحبة بصورة عامه ،
ثالثا : المحبة الشهوانية ، او الشيطانية
ويقول تعالى ومِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ (19)
المحبة زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ (20)
المحبة الشهوانية التي هي منفصله عن الله سبحانه وتعالى هذه محبةٌ ايضا و لا اشكال ان مرجع هذه المحبة هي المحبة لله و لكن لوجود الخطأ فيها لوجود الخطأ في المصداق لوجود الخطأ في الطريق لتحقيق المحبة السامية و العليا ،
- سبب المحبة الشهوانية ، لمذا هذه المحبة الشهوانية ؟ كونها تتعلق بالغريزة المحسوسه مباشرة لان الانسان منذ ولد صار يتعلق بعاطفة الام وبإمور محسوسه من ثدي الام ثم الاكل ثم اللعب فصارت الامور المحسوسه اقرب له و لان الشهوة قريبه من هذه الامور المحسوسه فيذهب اليها ، ايضا جهل الانسلان بحقيقته ، وأبعاده نحن لانعلم من حقيقتنا شيء ، وإذا علمنا بشيء فقط في الجانب المادي و جانب المادة في الجانب الملكوتي و الجانب المعنوي لا يعادل قطرة ماء في محيط الجانب الملكوتي عند الانسان كثير ولكننا لا نعلم لاننا مرتبطون بالجانب المادي فقط ونتعلق به بجهلٍ غافلين عما اعد لنا في الاخرة ايضا يقول تعالى إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (21) نحب الامور التي نراها امام اعيننا ولو رآينا هذه الدنيا وكيف تنقضي و وتنتهي و هي لاتعادل حلم كان الانسان نام ورأى رؤيه لو كنا نعلم هذا حقيقةً وصل علمه الى قلوبنا لما تعلقنا بهذه الامور و لكننا نغفل و عندما نقص القصص التي ممرنا بها في حياتنا ونقول قضينا من السنين حصلنا من اللذائذ والمتاعب نراها تقص كأنها حلم وتمضي وايضا تحرك في نفوسنا انه اتعظوا ولكن سرعان ما نرجع إذا وقفنا على شهوةٍ او لذةٍ ماديةٍ ونقفز اليها لاننا لا علم لاننا لا نرى حقيقةً قلوبنا لا ترى إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا نقول نحصل على هذه و نغفل عن الاخرة التي هي اليوم الثقيل ، ايضا النفس الانسانية بطبيعتها فيها نوازع و هي محط الاختبار عند الانسان النفس تدعوه و الشيطان يدعوه والعقل يدعوه و فطرته تدعوه وهناك تسديد كما مر في احاديث من الله سبحانه وتعالى و لكن نأخذ الاقرب الى انفسنا
وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ (22) النفس تدعوا للسوء ،
- نتيجة المحبة الشهونية او الشيطانية لو فكر الانسان في نتيجة هذه الشهوة ونتيجة هذا الحب العابر المنتهي المنقضي في حبه لهذا يقول تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا عادة الانسان عندما يخالف ويحب الشهوة يحب توفير اجواء الشهوة عندما يحب المعصية يحب ان تتوفر التي تحقق له المعصية او تسهل له الوصول للمعصية إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (23) لهم عذاب لكن ليس في الاخرة فقط حتى في الدنيا لا يحصلون في الدنيا على مبتغاهم ، وان حصلوا على ذلك الشيء العابر يأتيهم العذاب ايضا .
- التخلص من المحبة الشيطانية او الشهوانية اولا عليه ان يفكر ان هذه الغرائز بصورة عامه الاسلام لم يمنع الغرائز ولم يمنع التمتع بالدنيا وما فيها لم يمنع هذه الامور و انما جعل نظام وجعل لها قانون و جعل لها طريق يمكن الوصول اليه قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ من الذي حرمها ؟ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (24) في الدنيا حلال و في الاخرة خالصه ان كان الشخص مؤمناً ركز على ايمانه بلغ الايمان حصل الايمان حصل عليها في الدنيا والاخرة ، التفكر في الاخرة ايضا طريقٌ لدفع هذه المحبة الشهوانية وما اعد للمؤمنين يقول تعالى لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ لِّلْأَبْرَارِ (25) فكر في الاخرة تحصل و تحصل على الدنيا ايضا و يقول تعالى زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (26) يفكر في الاخرة يجد المقر و النتيجة هناك ن
رابعاً: اثر المحبة في سلوك الناس وتربيتهم
القران الكريم ذكر ايات كما ذكرنا كثيرة كلها تركز على المحبة حب من الله للناس للؤمنين وحب من المؤمنين لله سبحانه وتعالى فالاثر ،
- المحبة محور كل التشريع الله سبحانه وتعالى لماذا يشرع للناس و لماذا يوجب للناس ولماذا يحرم على الناس ؟ ابحث عن شيء شرع للناس نقمةً بهم او تنكيلاً بهم او مصلحةً لله ليس هناك شيء كل شيء شرعه الله انما هو من اجل الخير للناس لو بحث عن اي شيء من الاحكام الشرعية و بحثت عن فلسفته لوجدته خيراً للناس وناظراً لمصلحة الناس .
- محور الالتزام بالدين بكل شيء الحب الالتزام بالدين سببه الحب ، الحب درجات عاليه ودرجات دانيه مفهوم مشكك كما يقول اهل المنطق الانسان بقدر هذا الحب بتحرك حبٌ كبير و حب صغير فكلما اشتد حبه كان قربه من الله اشد و كانت قيمته اكثر ولكن بصورة عامه الحب هو محرك للطاعة سواءً كان هذا الحب لله خالصاً وهودرجة عاليه او كان حباً للجنة او كان خوفاً من النار نتيجتها انه يحب نفسه على هذا التقدير الداني والمتدني و يحب الخير لنفسه إذاً الحب هو طريق لكل هذه الطاعة .
- افضل محرك للطاعة والعبادة هو الحب يعني هناك طاعة ناتجة عن محبةٍ دانيه او خوفٍ من النار و لكن هذه قليله وهناك درجات عاليه ، ما عبدتك خوف من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكن وجدتك اهلاً للعبادة فعبدتك درجة عاليه .
- محور الأمن والأمان في المجتمع بين الناس إذا كان هناك حب في المجتمع صار امان تصور في هذا الجمع و الوجوه المؤمنه وحبهم لبعضهم البعض لا يخشى احدٌ من احد وكلما كان الحب اكثر بين الناس كان رجاء الخير اكثر و الطأنينة اكثر و السعداة اكثر ولكن لو كان بين الناس اناس يحقدون ويحملون الحقد والضغينه وحب الانتقام من الناس فلا يكون امان ولا يكون استقرار إذاً الأمان يتحقق بتحقق الحب في المجتمع فكلما زاد الحب في الجتمع زاد الامان ولتوفير المحبة بين الناس امور كثيرة ذكرنا بعضها ( قبل قليل ) ومنا يقول امير المؤمنين سلام الله عليه إنقباض الوجه مكسبةٌ للعداوة شخصٌ وجهه عابس يجعل الناس ينفرون منه بشوش سمح يحبه الناس ، عن النبي صل الله عليه واله حسن البُشر يذهب السخيمة ، اي الحقد والضغينه اذا كان شخص يبتسم وجهه سمح ، ويقول الامام الباقر سلام الله عليه ( حتى يكون الامن والامان في المجتمع حتى يشعر الناس بمحبة بعضهم البعض ) يقول الامام الباقر سلام الله عليه إذا احببت شخصً فأظهره على حبك له اجعله يعرف انك تحبه فإنه اوثق للمودة بينكما إجعله يعلم بهذه المحبة فهي تزيد وترسخ المودة بينكما .
- الحب مبدأ الاخلاق كلها جميع الاخلاق قاعدتها المحبة ، الانسان المحب هو الذي لا يوجد في قلبه ضغينه والذي يكون سوياً كما هي فطرته إذاً تكون محبة وتنطلق افعاله من هذه المحبة .
- سعادة الاسرة في الحب ، اسرة من غير حب لا تكون سعيده و إظهار الحب في الاسرة امر مهم يقول النبي صل الله عليه واله قول الرجل للمرأة اني احبك لا يذهب من قلبها ابدا ، شخصٌ مع زوجته يظهر لها محبته و هي تظهر له محبتها تكون علاقتهما وثيقه وتزداد ، وتستمر ولكن ان كانت العلاقة جافه وليست فيها المحبة ربما تكون المرأة في وادي وهو في وادي وربما تؤدي الى ما تؤدي اليه من الجفاف كلمة المحبة للاولاد ايضا تخلق المعجزات ، انت مع اولادك عندما تكون المحبة ظاهرة يكون الاب صادقاً في المحبة و يظهر هذه المحبة يكون لها اثر عندما تريد لن تأمر ولدك بشيء او تنهاه عن شيء إذا كان يعلم ان هذا الامر منشأه المحبة ، وليس منشأه التحكم بعض الاولاد مثلا يقول ابي يريد ان يتحكم فيَّ في كل شيء ابي ينهاني لا تذهب هنا و لا تذهب هنا فهو متحكم لا نستطيع التفاهم معه سبب هذا الكلام انه لا يشعر بهذه المحبة ، او ليست هذه المحبة بارزة و واضحه ، ولكن لو اثبت الاب لابنه لابنته انني لا انهاكم عن شيء إلا لأنني ارى المصلحه فيه وليس لي مصلحه في ما انها فتجد امره وطاعته مقبوله إذاً المحبة و إظهار المحبة فيها سعادة الاسرة الابناء الزوجه المجتمع ، كل شيء يتحقق بهذه المحبة .
الهوامش
- سورة البقرة الاية 165
- سورة الحجرات الاية 9
- سورة البقرة الاية 222
- سورة ال عمران الاية 159
- سورة ال عمران الاية 76
- سورة التوبة الاية 108
- سورة البقرة الاية 195
- سورة ال عمران الاية 32
- سورة ال عمران الاية 57
- سورة البقرة الاية 190
- سورة البقرة الاية 205
- سورة النفال الاية 58
- سورة النحل الاية 23
- سورة الاعراف الاية 31
- سورة النساء الاية 36
- سورة النساء الاية 148
- سورة مريم الاية 96
- سورة فصلت الاية 34
- سورة البقرة الاية 165
- سورة ال عمران الاية 14
- سورة الانسان الاية 27
- سورة يوسف الاية 53
- سورة النور الاية 19
- سورة الاعراف الاية 32
- سورة ال عمران الاية 198
- سورة ال عمران الاية 14