قال ابو عبد الله الحسين عليه السلام ، إني لم اخرج أشرا ً و لا بطرا ً و لا ظالما ً ولا مفسدا ً و غنام خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ،
ذكرى الحسين هي محطة ٌ تربوية لا تعدلها اي وقفة ٌ و اي محطة في العالم ابدا ينبغي ان يستفيد الناس من ذكرى الحسين عليه السلام كما هو يريد فهو صاحب شعار الإصلاح الذي حمله ليصلح في هذه الأمة و في شان هذه الأمة ،
بشهادة الحسين عليه السلام بقاء الدين كما دلالة النص و الرواية حديثنا حول الفوائد التي يجب ان تكون ،
اولا ً : الحسين عليه السلام و الإسلام ،
الحسين هو سبط النبي صل الله عليه و اله و هو سفينة النجاة و مصباح الهدى من يقترب من الحسين عليه السلام و يجعل نفسه مع الحسين فقد جعل نفسه في سفينة ِ النجاة و طريق الهدى و تحت مصباح النور الذي يهتدي به لكل خير ،
الحسين يحمي الإسلام و يسقي شجرة الإسلام بدمائه الزاكية بعد ان يىى امة جده تحتاج الى هداية ٍ وإصلاح قال إنما خرجت لطلب الإصلاح إنما هو الهدف و الغاية للحسين هو صلاح أمور الامة كلها ،
حب الحسين عليه السلام من الايمان و من طريق الصلاح وهو مؤثر ٌ في تكوين روح الإنسان تكوين روح ٍ صالحه إذا كان يحب الحسين و حب الحسين هو من محبة الله تعالى النبي صل اله عليه واله يقول احب الله من احب حسينا ً .
ثانيا : عاشوراء و الشحن الروحي و التربية الطوعية ،
تمتاز عاشوراء عن غيرها انها تكون محطة ً تربوية و شحن فكري و عاطفي طواعية ً من الجميع ، لو قورنت هذه بغيرها و بما عند جميع الطوائف و الاديان لا توجد محطة ٌ عند احد تجمع اتباعها طواعية ً و من غير ترويج ومن غير دعاية و من غير إعلام و الكل يحضر فيها ليجلس و يتلقى الفكرة و الشحن الروحي و العاطفي و الارتباط هو و ابناءه و الكل في ذلك محطة ٌ تربوي ٌ بطواعية ٍ من النفس يُقبل عليها جميع محبي الحسين عليه السلام .
ثالثا ً: و الإلتزام و الإستقامه ،
قد يتصور البعض ان الحسين عليه السلام انما ضحى بنفسه من اجل ان يدخل شيعته الجنه كما ان بعض المسيح ان المسيح في تصورهم ليستنقذهم من النار و هذا التصور خاطئ ، الحسين ليس هذه غايته ، وإنما الغاية التي صرح بها عندما قال إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي اراد لهذه الامة ان تستقيم اراد ان يجعل الحياة كما يريدها الله سبحانه و تعالى كلها خير و كلها رحمه و كلها ارتباطا ٌبالله سبحانه و تعالى ، و إلا فإن اهل البيت عليهم السلام لا يقبلون ذلك ، لا يقبلون ان يتصور الشخص أنه يإنتماءه للحسين او انتماءه لاهل البيت يكون الى الجنه و انتهى و ليرتكب ما يرتكب و ليعصي و يفعل ما يريد ، تصور خاطئ ان يتصور الشخص انه في عشرة محرم يأتي للماتم و يبكي على الحسين و عندما تنتهي العشرة يذهب و ينفلت و يفعل ما يفعل ، و إمامنا الباقر عليه السلام يقول من كان لله مطيع فهو لنا ولي و من كان لله عاصيا ً فهو لنا عدو و الحسين عليه السلام ليس طريقا ً لاعداء الذين يعصون الله و يعتبرهم اعداء ً له و إنما هو طرق ٌ لاصلاح من فيه قابلية الاصلاح من ارتكب الخطيئة او المعصية من غير اصرار الحسين عليه السلام يشفع له و لكن لا يشفع للمعاند و المصر على المعصية بل هو يكون عدوا ً للحسين عليه السلام .
رابعا ً : ماذا نستفيد من إحياء عاشوراء ،
هذا سؤال ٌ يجب ان يطرح قبل عاشوراء ، أن يطرحه الشخص على نفسه و لكن بطريقة ٍ أخرى و هي ماذا سوف نستفيد يعني حتى يتهئ للاستفادة من عاشوراء كان يجب ان يسأل عن عاشوراء ماذا سوف اجني في هذه الذكرى سوف احصل على الثواب و لمكن لا يكون هو الغاية الاولى و النهائية و انما يستفيد ما اراده الحسين عليه السلام من الغاية اتي ارادها الحسين من إصلاح الناس فلا بد ان يسأل نفسه ايضا بعد المناسبه ماذا إستفدت و ما هي الفائدة الحقيقية التي حصلت عليها من ذكرى عاشوراء ،
الجواب ، محبة الحسين هي فائدة ٌ لانها من محبة النبي صل الله عليه و اله ومحبة النبي من محبة الاسلام ومحبة الله سبحانه و تعالى فمن زاد في حبه و قربه من الحسين عليه السلام فقد حقق شيئا ً في هذا المجال ،
عن ابي هريرة قال خرج علينا رسول الله صل الله عليه واله ومعه حسن ٌ وحسين هذا على عاتقه و هذا هلى عاتقه و هو يلثم هذا مره و يلثم هذا مره حتى انتهى الينا فقال له رجل ٌ يا رسول الله إنك تحبهما فقال من أحبهما فقد احبني ومن ابغضهما فقد ابغضني تركيز محبة الحسين عليه السلام مهمه و يجب ان تقوى عندنا حتى تصل الى مرحلة العشق للحسين عليه السلام وهو امر الله سبحانه و تعالى وهو قول الله تعالى قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ الله سبحانه و تعالى يريد منا أن نحب أهل البيت و ان تكون هذه المحبة محبة ً صادقة ً محبة ً محركة ً للفعل و العمل ،
العلاقة بالحسين عليه السلام ،
لا تقيس علاقتك بالحسين بمن لا يؤمن بالحسين و لا يعتقد به انت تجد المحبة في نفسك و العاطفة في نفسك و لكن اتهم نفسك فيها بالقصور و التقصير و إسعى لتقويتها و ترسيخها وان تجعلها محركا ً عمليا ً في نفسك .
الاحياء و قيم عاشوراء و المحبين ،
هل نحن ممن ينطبق عليه القول ، أشهد انا قد اشركناكم فيما انتم فيه ، يجب ان نجب الحسين و ان نحب افعاله ، هل ينطبق علينا ذلك ، النبي صل الله عليه و اله قال من احب عمل قوم ٍ اشرك في عملهم فهل ينطبق علينا ، نجد في انفسنا انه ينطبق علينا أشهد انا قد اشركناكم فيما انتم فيه فإن كانت المحبة محبة ً حقيقية فإن هذا القول ينطبق ، و المحبة الحقيقية يجب ان تكون لا يفصلها عن الواقع إلا الزمان و المكان بحيث انه لو كان الشخص مع الحسين لكان ناصرا ً حقيقيا ً للحسين فإن وجد في نفسه ذلك فهو من شارك مع الحسين سلام الله عليه و الا يكون تحت عنوان اخر ينطبق علينا قول اخر احب الصالحين و لست منهم إن كان ينطبق علينا أحب الصالحين و لست منهم فحينها ليس للاحياء قيمة نحب الحسين نعشق الحسين نتغنى بالحسين نطرب عندما يذكر الحسين و يذكر أمير المؤمنين عليه السلام و لكن في واقعنا شيء ٌ اخر فلسنا مع الحسين و ليس للاحياء قيمه ،
مثالان للقيم الراقية في عاشوراء ن
- التسليم لله سبحانه و تعالى و هذا بارز ٌ في حركة الحسين كلها و كل حركة ٍ وموقف ٍ للحسين لا تجده مفصولا عن ذكر الله سبحانه و تعالى و كل خطاب بذكر الحسين و في مبارزته و عند سقوطه و في كل لحظه هو مرتبط ٌ بالله إذا ً يمتثل المؤمن المحب للحسين ان يكون ذكر الله سبحانه و تعالى هو المحور و هو الاساس عنده الحسين عليه السلام كان يردد على صعيد عرفات اللهم إن لم يكن بك غضب ٌ علي َّ فلا ابالي كان على صعيد عرفات ليس هناك حرب كان في رخاء بمستوى و اخر كان هذا الدعاء يكرره الحسين و هذا الذكر يكرره الحسين هل هذا الذكر إدعاء فقط من غير واقع ، نرى جواب هذا السؤال في مواقف الحسين عليه السلام في كربلاء كلها و في كل موضع ٍ تضع يدك عليه في كربلاء تجد الجواب لهذا السؤال ، كان الحسين عليه السلام لا يبحث إلا عن رضا الله وهو ما يشغل الحسين و يلهج به لسانه في كل خطبه و في كل خَطب و في كل نازلة و في كل مصيبة عندما يصاب هو عندما يصاب احد من اتباعه و اصاحبه عندما يصاب من اهل بيته لا ينظر إلا لرضا الله و يطلب رضا الله ، فحين وقع السهم المشؤوم صدره فإنبعث الدم كالميزاب لم يدفعه شديد وقعه للتأوه لم يصرح بألم بل صدح بقوله بسم الله و بالله و على ملة رسول الله و رفع رأسه الى السماء يناجي ربه قائلا ً إللهي انك تعلم انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الارض ابن نبي غيره ثم رمى بما فاضت به كفه من دمه الزاكي نحو السماء فما رجعت منه قطره ثم صبغ بفيض دمعه ناصيته و شيبته و كان يردد صبرا ً على قضائك يا رب لا معبود سواك يا غياث المستغيثين ، هذا هو الحسين الذي هو إنقطاع ٌ لله سبحانه و تعالى في كل مواقفه في كل أمرٍ نزل به لم يكن ناظرا ً إلا لله سبحانه و تعالى فالذي يريد ان يستفيد من الاحياء و ينظر هل استفاد ام لا ، ينظر هل قويت علاقته بالله سبحانه و تعالى ام لا فإن كان فيها خلل ففي إحيائه خلل .
- الصفح و الرأفة و التسامح الحسين عليه السلام هو الرحيم هو الرؤوف الذي يستمد صفاته من صفات جده صل الله عليه و اله و جده يستمدها من صفات الله سبحانه و تعالى رأفة و رحمة ٌ وتسامح ، مثالا ٌ في ذلك الحسين و الحر الرياحي ، الحر قد أساء بمنعه للحسين من الوصول للكوفه و ليست إساءة ٌ عابرة ً بل غيرت مجريات الامور ، الحسين لو كان في مسيره للكوفه ربما تتغير أمور كثيرة و لكن كل ذلك بعلم الله سبحانه و تعالى و لكن بمنعه تغيرت مجريات الامور و أساء بجعجعته لاهل البيت عليهم السلام ، قد روع بنات رسول الله صل الله عليه و اله فتألم الحسين عليه السلام لذلك ثم يندم الحر و يأتي مطأطأ ً برأسه و يطلب التوبه فيجيبه الحسين سلام الله عليه إن تبت فإن الله تعالى يتوب عليك لم يزجره لم يقل له انت سبب ما وصلنا اليه لم يوبخه بل و لم يعاتبه او يشعره بأدنى تانيب و انما قال له ان تبت تاب الله عليك هذه هي الرحمة الحسينية هذه الرحمة التي انطوى عليها قلب الحسين سلام الله عليه ، هذا القلب العظيم و الذي يرى ما سوف يؤول اليه بسبب هذه الجعجعه و هذا الوقوف و لكنه لم ينظر لذلك ابدا ً بل وقف عليه يأبنه بعد إستشهاده و يدعو له و يمسح الدم و التراب عن وجهه بعد ان سقط شهيدا ً و يقول رحمك الله يا حر صدقت امك حين سمتك حرا و انت الحر في الدنيا و الاخرة ليستفيد المؤمن من منهج الحسين ومبادئ الحسين العملية التي كانت و اضحة ً و جلية ً في كربلاء نحن نحب الحسين لو كنا في موقف ٍ كذلك كهذا الموقف و ندعي حب الحسين و جاء شخص ٌ آذانا و إعتذر الينا ربما لا نقبل إعتذاره لانه آذانا و إذا قبلنا ربما نوبخه و نعتب عليه انت عملت كذا و انت تسببت في كذا و كذا ربما نبتعد عنه ربما نقاطعه و نتركه لانه اخطأ في حقنا أما الحسين عليه السلام فهذا موقفه ربما نتحدث عن الذي أساء الينا نقول قبلنا إعتذارك و لكن اذا جلسنا مع اشخاص اخرين بيننا وبينهم في خلواتنا نذكره بسوء و نقول تسبب لنا في كذا الحسين عليه السلام يصفح عنه و يقول ان تبت تاب الله عليك فليكن نهج الحسين العملي الحقيقي هو الذي يتحرك في حياتنا حتى نكون حسينين حقيقة ً و إلا فالاحياء لم ينفعنا بشيء .