لمشاكل الزوجية تفاديها وعلاجها
ــ مدخل: إختلاف ثقافة الناس ومروايثهم الوراثية والتربوية وإختلافاتهم الجسمية ووو تجعل حياة الناس لاتخلو من المشاكل والخلافات لكن العاقل وهو الذي لاتكويه المشكلات بنيرانها
ــ الحياة الزوجية كغيرها غالبا تمر بها غيوم الإختلاف وتكدرها
المحاضرة الأولى :
المشاكل الزوجية تفاديها وعلاجها
ــ مدخل: إختلاف ثقافة الناس ومروايثهم الوراثية والتربوية وإختلافاتهم الجسمية ووو تجعل حياة الناس لاتخلو من المشاكل والخلافات لكن العاقل وهو الذي لاتكويه المشكلات بنيرانها
ــ الحياة الزوجية كغيرها غالبا تمر بها غيوم الإختلاف وتكدرها أنواع من المشكلات نظرا لوجود سنة الإختلاف التكويني والبيئي والثقافي والتربوي ووو, ومع كل هذا فالعلاقة الزوجية أكثر شيء قابل للترميم ورفع المشكلات وطرفا الحياة الزوجية من الرجل والمرأة أكثر من يبديء التنازلات من أجل هذه العلاقة المقدسة شرعا وعرفا وفطريا
ــ من المهم في تحقيق السعادة الزوجية عدم ترك المشاكل تتراكم لأن تراكم الخلافات بين الزوجين وإن كان من قبيل الأوهام إلا أنه يأسس قاعدة المشاكل ويزرع بذورالبعد الروحي ويرسخ أسلوبا سيئا في التعامل بين الزوجين , والذي اذا إستمر كثيرا قد يصعب حينها علاج أي خلاف أو أي مشكل بين الزوجين.
مقدمات عامة:
المقدمة الأولى:
ـ المرأة وقيمتها:
( ومن آيته أن خلق لك من أنفسكم أزواجا وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيت لقوم يتفكرون)
وقال أبو عبد الله (ع) : (من أخلاق الإنبياء صلى الله عليهم حب النساء)*1*
الآية واضحة وأنها تصف الحياة الزوجية وأهمية الحياة الزوجية بكونها سكن للإنسان من الرجال والنساء واستقرارا للإنسان لايمكن أن يستغني عنه أبدا , السكن الذي لايمكن أن يعيش الإنسان خارجه بل لابد له من الرجوع الى سكنه وهذه حياة الزوج والزوجة مع بعضهما البعض تكون سكنا واستقرارا لهما.
المقدمة الثانية :
ــ المرأة و النظرة السلبية لها :
يوجد من يرى ويتعامل مع الزواج ومع المرأة على أنها ضرورة وشر لابد منه فهي شر ومن يقترن بها إنما يقترن بالبلاء والسوء والشر وربما يبرر أصحاب هذه النظرة كلامهم بأمور منها ما يروى عن أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: ( المرأة شر كلها وشر منها أنه لابد منها) ولكن هناك من العلماء من يوجه هذه الرواية أو لايقبلها لأنها تخالف تكريم المرأة , أو أنه يوجهها بأنها ليست ناظرة لجنس المرأة وإنما المقصود بها إمرأة معينة في حادثة معينة ولايمكن تعميمها لتشمل كل النساء حتى النساء المؤمنات الصالحات العفيفات.
وربما الموجب لهذه النظرة هو المشاكل الزوجية وإنتشارها بين الناس المشاكل التي توجب وتجعل المرأة تفقد عزتها ومكانتها لدى الرجال.
المقدمة الثالثة :
ــ وجود المشاكل الزوجية بين الناس:
ــ هل توجد مشاكل؟؟ لا نستطيع أن ننظر لداخل البيوت ونرى هل هذا يختلف مع زوجته أم لا ؟ ولكن نعرف وجود المشاكل من آثارها , فإذا رأينا نسب الطلاق في العالم رأينها شبحا مخيفا ومنها نعرف أنها معلولة للمشكلات الزوجية فهي نتيجة , إذن المشاكل موجودة وأكثر بكثير من حالات الطلاق بدون إشكال , نرى نسب الطلاق في العالم نسب خيالية مما يؤكد كثرة المشاكل وتفاقمها بين الأزواج مما يؤدي للطلاق فضلا عن النسبة الأكبر التي يعايشها الناس ويحملونها مع مرارة وغصة في حياتهم فيقولون المهم أن نحفظ أولادنا ووو , وكلما تقدمت التكنلوجيا ووسائل الإتصال تزايدت المشاكل لعدم المعرفة بحقيقة الإستفادة من إيجابيات التطور الصناعي .
المقدمة الرابعة:
ــ الطلاق أو ظاهرة الطلاق:
1ـ مصر 246ألف حالة طلاق كل سنة.
2ـ السعودية 33 حالة طلاق يوميا.
3ـ عموم دول الخليج بالنسبة للمتزوجين من 34 الى 46 بالمائة , وبهذا نعرف أن هناك مشاكل متفاقمة وليست مشاكل عادية وعلى هذا لابد من النظر في مشاكل الحياة الزوجية وكيفة نتوقاها قبل وقوعها وكيف يعالجها من وقع فيها ومن هو يعاني منها , وكذلك توجد ظاهرة العنوسة في العالم وهي بحاجة ملحة لعلاجها علاجا واقعيا وليس مثاليا لايمس الواقع.
المقدمة الخامسة :
ــ ظاهر العنوسة في العالم: أذكر أمثلة فقط من دول العالم وليس حصرا لظاهرة العنوسة في العالم:
1ـ الجزائر وتسمى بلاد العوانس فيها 11 مليون ممن فاتهم قطار الزواج بين شاب وشابة و5 مليون منهم تجاوزوا سن الـ 35 سنة وفي كل سنة 200ألف فتاة تدخل سن العنوسة ويطوفها قطار الزواج .
2ـ مصر 9مليون عانس .
3ـ السعودية مليون ونصف عانس, مكة المكرمة وحدها فيها 396ألف عانس.
المقدمة السادسة :
ــ أساليب علاج خاطئة وغير صحيحة:
هناك مشاكل ولابد من علاج وليس صحيح ان نقف نعدد المشاكل ولا نضع علاج مناسب لكل مشكلة حسبها وحسب خصائص أصحابها
المجتمع يريد حلول لهاتين الظاهرتين فأين يذهب وماذا يصنع؟ هناك مشاكل كبيرة وهناك مشاكل صغيرة لكنها مشاكل فيأتي لعلاجها بصورة خاطئة فتتحول من شيء عابر ومشكلة صغيرة هامشية الى مشكلة كبيرة وخطيرة تدمر حياة الزوجين وتفتت الأسرة من الأساليب الخاطئة كأمثلة فقط :
1ـ اذا حدثت لشخص مشكلة مع زوجته يتصل للشيخ ويقول شيخنا أريد أن أستخير ويستخير له الشيخ والشيخ لايعلم لماذا هذه الخيرة ولا ترى صاحب الخيرة الإ أنه أخذ زوجته لبيت أبيها أو أنه لم يرجع أو أنها لم ترجع لبيت زوجها لأن الخيرة نهي ويعجز زوجها يريد أن يرجعها للبيت يتوسل لها ترفض وكذلك العكس.
2ـ البعض يلجأ للشعبذة وهي محل إستغلال البسطاء من الرجال والنساء وربما يمارسون محرمات ويرتكبون كثيرا من الإخطاء وهي محرمة شرعا.
ـ أذكر قصة تنسب لأحد المشايخ فيها إلتفاتة جميلة لتبين للزوجين أن كثير من العلاج لايحتاج أكثر من معرفة الجنس الآخر فقط وفقط ومفاتيح التعامل معه تختلف عن التعامل مع نفس الجنس لإختلاف المشاعر والأحاسيس ووو
يقول جائت إمرأة
قالت شيخنا عندي مشكلة أريد جلبة لزوجي حتى يحبني.
قال لها الشيخ أنا لا أعتقد بهذه الأمور, فأصرت عليه مرة تروح ومرة ترجع اريد من جنابك شيخنا أن تعمل لي جلبة فلما عجزالشيخ منها.
قال لها آتيني بشعرة من عين قرد فتحيرت.
قالت من أين آتيك بشعرة ومن عين قرد؟!
قال اذا أردتي فبالشعرة فقط أعمل لك جلبة.
أراد الشيخ أن يصرفها حتى لا ترجع له مرة أخرى , ذهبت وبعد مدة رجعت وعندها شعرة تقول أنها من عين قرد.
قال لها الشيخ هذه ليست شعرة من عين قرد إن الذي أعطاك إياها غير صادق وخدعك فليست من عين قرد.
قالت بل هي شعرة من عين قرد أنا أخذتها بيدي من عين القرد.
قال لها الشيخ إذن قصي علي كيف استطعتي أخذها من عين القرد .
قالت طلبت من الناس من أصحاب القردة ولكن لم يستجب لي أحد فذهبت بنفسي للحديقة وطلبت من الحارس فيها أن يعطيني فرفض وقال لا يستطيع فاستأذنته أن يسمح لي بأن أقترب من القفص الذي فيه القرد وصرت أعطي القدر الحبوب من خارج القفص الى أن ألفني وبعدها طلبت من الحارس أن يفتح لي باب القفص وانا أدخل يدي للقرد الى أن وضعته في حجري وأنا أمسح على جسمه وعلى رأسه وعلى عينه وأخذت منه هذه الشعر فهذه شعرة قرد حقيقية أنا أخذتها من القرد .
قال لها الشيخ زوجك لايريد منك هذا كله زوجك ماذا يريد منك ؟ إنما يريد كلمة طيبة من الصباح وكلمة حلوة في المساء ولا يريد منك كل هذه المعانات أنتي استطعتي أن تروضي حيوان !! أعتني بزوجك قليلا فقط وسوف ترين كم هو يحبك وكم ينجذب قلبه لك بدون جذبة ولا عمل ولا دجل.
ــ علاج المشاكل بأن تعرف خصائص الجنس الآخر كجنس آخر وخصائصه الشخصية كشص معين وتتعامل معه بحسب خصائصه هو وليس بحسب خصائصك أنت , اذا تعاملت مع الزوجة بخصائصها على أنها أنثى سوف تعرف الطرق الى قلبها وعقلها واذا تعاملتي مع زوجك على أنه أنثى بحسب خصائصك لن تستقر لكما حياة فمعرفة الجنس الثاني أول محور لعلاج المشاكل بل هو الركيزة لحياة زوجية سعيدة وهانئة كلها حب كلها عاطفة كلها حنان كلها وئام
المقدمة السابعة:
ــ نقاط عامة لعلاج أي مشكلة:
1: الهدوء: ونعني به التخلص من التوتر والغم بحيث يستطيع صاحب المشكلة أن يدرك ماحوله ويدرك فعله وردود فعله فإذا إطمأن أن عقله هو الحاكم في هذه المرحله ينتقل الى المرحلة الثانية.
2ـ الصبر والتصبر : الصبر وسعة الصدر له أثره البالغ في إستيعاب الطرف الآخر وعلاج المشكلة وأما مع النفس القصير وسرعة الهيجان تزداد المشكلة سوء بدل علاجها وتنقلب الموازين فبدل الإصلاح إفساد وبدل التقرب للطرف الآخر تباعد عنه.
3ـ الرفق في العلاج: كالمداوي للجروح المشفق فإنه لايلامس الجرح إلا برفق وعطف وحنان وكما في الحديث بالمضمون(ما وضع الرفق على شيء إلا زانه وما وضعة الشدة على شيء إلا شانته)
4ـ الإستعداد لقبول الآخر: تقبل الحقيقة والعزم على تغييرها إن كانت سيئة وتقبل عذر الآخر.
5ـ ترك التخمينات وعدم ترتيب أي أثرعلى الإفتراضات مالم ترها أوتسمعها من الطرف الآخرأو يكن لها مصدرها الطبيعي العقلي الشرعي
6ـ الإعتراف بشخصية الآخر: بأنكما شخصان تشتركان في الحياة الزوجية ولستما شخصا واحدا فلكل واحد مساحة تخصه ( بمعنى قبول شيء من الإختلاف في الأفكار) .
7ـ الإستماع الصادق والمجد للطرف الآخر وما يقوله في المشكلة .
8ـ معرفة المشكلة :
أـ وتكون بحصر المشكلات الحقيقية الكبيرة.
ب ـ إختيار المشكلة الأهم فقط من بين هذه المشكلات وعدم التشعب حتى تعاج المشكلة تماما ولا تفتح مشكلة غيرها مباشرة وإنما تدرس المشاكل من جديد و تدرس متى تطرح المشاكل الآخرى.
9ــ معرفة سبب المشكلة وخلفياتها, فإنه ذا عرف السبب الذي به وجدت المشكلة و أزال السبب فقد أزال المشكلة كلها أو جلها وتبقى فقط التبعات
10ــ معرفة توابع وما يترتب على وجود المشكلة وبقائها حتى يكون دافع لعلاجها بجد ودافع لقبول الطرف الآخر وموجب لقبول بعض التنازلات في حل المشكلة.
11ـ علاج المشكلة:
أـ البحث عن الحلول المحتملة لأن المشكلة قد يكون لها أكثر من حل وأكثر من علاج.
ب ـ إختيار أولا الحل الذي تكون آثاره السلبية أقل إن وجدت.
ج ـ دراسة سلبيات هذا الحل إن وجدت ولو من الطرف الآخر والموازنة بينها وبين الحل وإمكان تخطيها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*1* الكافي ج5 كتاب النكاح باب حب النساء : عن علي ابن إبراهيم بن هشام , عن أبيه عن محمد ابن أبي عمير عن اسحاق ابن عمار قال ) قال أبو عبد الله من أخلاق الانبياء صلى الله عليهم حب النساء)