تفسير سورة الأعراف الحلقة 21 – حرمة الفواحش

 

28/6/2019

بسم الله الرحمن الرحيم

قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ( 1 )

 

مواصلة للحديث حول ايات سورة الأعراف ،

اولا ً : المفردات ،

قُلْ إِنَّمَا إنما أدات حصر ٍ و تفيد ان المشمول بالحكم هو ما سيأتي بعدها مباشرة ً قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ إلى آخر ،

حَرَّمَ رَبِّيَ  اي منع و إعتبره حكما ً شرعيا ً لا يمكن التعدي عليه و لا الإقتراب منه ،

الْفَوَاحِشَ هي المعاصي القبيحة و الشنيعة كالزنا و اللواط و هي اقبح القبائح و هي من الكبائر ،

مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ  ما ظهر منها على تفاسير ما يأتي من ظهوره و وضوحه و ما خفي و لم يكن ظاهرا ً من هذه الفواحش

وَالْإِثْمَ  قال الراغب الأثم إسم ٌ للأفعال المبطئة عن الثواب فالأثم هو ما يبطأ عن فعل الخيرات كانه عائق يعيق الإنسان من التقدم و السعي و الحركة وَالْبَغْيَ هو الطلب لما ليس له بحق فهو التعدي و الظلم للناس بأخذ مالهم من غير مشروعيته فالبغي جميع ما يصدق عليه ظلم و تعدي على حقوق الناس فهو بغي .

 

ثانيا ً : البيان ،

قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ

إنما جائت هذه الآية لتكون جامعة ً مبينة ً لما يحرم فلا يتوسع المسلم في مورد الإباحة الذي مر قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ  كي لا ينفلت الإنسان جائت هذه الآية لتحدد له وجهته الصحيحة و تبين ان هاك افعالا ً شنيعة ً و فاحشة ً يدركها الإنسان بطبيعته و ينفر منها فالفاحشة هي بنفسها منفرة و هي بنفسها يدرك الإنسان انها لا تلائم طبعه و سجيته ،

قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ

من مصاديق الفواحش الزنا يقول تعالى وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا  إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ( 2 ) يعني يدرك الإنسان بطبيعته ان هذا الفعل قبيح و أنه خطأ ،

نكاح زوجة الأب من الفواحش أيضا وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ  إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا ( 3 ) نتيجته سيئة وهو فاحشة ،

اللواط من الفواحش ،

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ  بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ( 4 ) فهذه من مصاديق الفواحش ،

الفواحش هي ما يتجاوز أثره الفاعل نفسه ، يعني ليس المعصية التي يعصي بها بينه و بين الله و إنما ما يكون له أثر على الطرف الثاني أيضا ً ، الذي يمارس الفاحشة او يزني هو يتأثر و أيضا غيره  ومن يمارس معه يتأثر ، فهناك أثر سيء و سلبي عليه هو و على الطرف الآخر .

مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ

قيل في مصاديقها ،

  1. قيل هي الأثم منها البغي و منها الإشراك بالله سبحانه و تعالى فكأنما الآية ذكرت الفواحش ثم عددت مصاديقها .
  2. قال بعض المفسرين ما ظهر منها هو الزنا ،  وما بطن هو التعري في الطواف لأنه كما مر في الجاهلية يطوفون بالبيت عرات فالله سمى التعري و كشف الستر هذا فاحشة ، فاحشة ولكنها غير ظاهرة و أما الزنا فهو فاحشة ظاهرة  .
  3. قيل في هذه أيضا ً هي الطواف ما ظهر منها هو طواف الرجال عرات بالنهار و ما بطن طواف النساء بالليل عندما تطوف النساء بالليل عرات فهذا ما بطن من الفاحشة .
  4. قيل ما بطن أي ما خفي على الناس من الفواحش وهم لا يعرفونها ، هناك فاحشة لا يدركها الإنسان يقول السيد فضل الله فاحشة و لكن لا يعرفها الناس ، الفاحشة هي الظاهرة الواضحة و لكن ما بطن لا نعرفه نرجعها الى أهلها و هم المعصومون عليهم السلام يفسرونها .
  5. في الكافي بإسنادة عن علي إبن يقطين عن ابي الحسن عليه السلام قال قال الله عز وجل مَا ظَهَرَ مِنْهَا  يعني الزنا المعلن و نصب الرايات التي كانت ترفعها الفواحش في الجاهلية ، كانوا في الجاهلية بيوت ذعارة بيوت زنا يرفعون عليها أعلام فيُقال فلانه صاحبة علم يعني معروف محلها للزنا فيقول هذه فاحشة ظاهرة و اما قوله عز وجل وَمَا بَطَنَ  يعني ما نكح من أزواج الآباء لأن الناس كانوا قبل ان يبعث النبي صل الله عليه و اله إذا كان للرجل زوجة ومات عنها زوجها تزوجها ابنه من بعده إذا لم تكن إذا لم تمكن أمه فحرم الله عز وجل ذلك و أما الأثم فإنها الخمر بعينه .
  6. قيل تفسير الفاحشة الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ  فسرتها بعض الحاديث بالاحكام الظاهرة و الأئمة ، قيل الأحكام هي الظاهرة و الأئمة هم الباطن جاء في الكافي عن محمد إبن منصور قال سألت عبدا ً صالحا ً عن قول الله عز وجل قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قال فقال إن القرآن له ظهر ٌ و بطن فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر الواضح و الباطن من ذلك أئمة الجور ، المحرم مقابل أئمة الجور فهم الباطن الفاحشة الباطنة و جميع ما حل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر و الباطن من ذلك أئمة الحق و يقول السيد الطباطبائي في ذلك ان هذا تفسير تطبيقي و يشير الى ان هؤلاء يكونون سببا ً إما للخير و للطاعة فيكونون أئمة الحق و إما ان يكونون سببا ً للفاحشة فهم أئمة الجور .
  7. قيل مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ هو نفسه الزنا و لكن كان الخطاب لأهل الجاهلية الذين لا يستقبحون الفاحشة و الزنا إذا كان مخفيا ً فيحرمونه إذا كان علنيا ً ، كانوا في الجاهلية إذا كان الزنا علنا ً يستقبحونه و يعبرونه فاحشة ام لو كان شخص يمارس الزنا مخفيا ً بالسر فيقولون ليس فاحشة فالله قال في القرآن أن هذا كهذا ظاهرا محرم و باطنا ً محرم ايضا ، وَالْإِثْمَ  قيل ان الاثم هو الخمر بعينه كما ذكرنا قبلا ً الرواية و إستدلوا على ذلك بالشعر المعروف يقول شربت الإثم حتى ظل عقلي كذاك الإثم يصنع بالعقول ِ ، فالإثم هو الخمر ، و قيل ان مطلق الذنوب المعاصي هو إثم و قيل الأثم ما دون الحد كما عن الفراء أنه إذا كان  لم يبلغ الحد حتى يجلد عليه فهذا إثم ، و قيل الإثم هو الذنب الذي يجلب لصاحبة الهوان و الذل و الإنحطاط في روحه و جسدة و جاهه و هو اصل معنى اُم ، الأثم هو الذي يجعل الإنسان بطيئا ً عن عمل الخير متوانيا ً عن الطاعة متجها ً للركون للمعصية و الفواحش كما يقول تعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ  قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ( 5 ) يعني لو كان فيهما شيء ٌ من المنفعة  الأثم الذي يحبط الإنسان و يبطأ الإنسان عن عمل الخير ، الذي يذهب عقله اين يذهب من اين يعمل الخير ؟ الذي يكون سكران هل يرجى منه خير و هو سكران ؟ فهذا يمنعه عن عمل الخير و و هذا هو الأثم ،

 

وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وهو طلب مال الناس لنفسه بغير وجهه وهو التعدي عليهم كما في مجمع البيان و حده طلب الترأس بالقهر من غير حق ، الذي ظلم الناس و يعتدي على الناس هذا هو الباغي الذي يبغي على الناس و يطلب مال الناس لنفسه ،

 

 مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا  هذه الفقرة للتأكيد ان المشركين لا يملكون دليلا ً على شركهم  إنما هم في جهل ٍ و جهل متراكم و جهل ٌ مركب يتصورون انهم يعلمون ن

 

وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ وهو من اكبر الكبائر  ان ينسب الشخص لله سبحانه و تعالى شيئا ً بغير دليل نسبة الشيء لله سبحانه و تعالى يقول الله قال كذا و هو لم يقل هذه من اكبر الكبائر ، او انه ينسب للنبي صل الله عليه واله فهو كذلك او ينسب للأئمة او ينسب للدين ، في كل ما يُنسب للدين بغير علم ٍ و يقين فهو من اكبر الكبائر ،

 ومن هذا نعلم الله لا يرضى للإنسان الجهل و إنما يريد منه التحرك للمعرفة ان يكون على معرفة في حديثه و سلوكه دائما ً ، وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ  إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ( 6 ) ،

تسمع انت مسؤول عن سمعت فلا تأخذ بغير علم و لا تنقل بغير علم و لا تمشي بغير إجعل منهجك الوضوح برنامجا ً واضحا ً في سلوكك في إختيارك فلا تقل شيئا ً إلا وانت تعلم به و خصوصا ً إن كان ذلك مستندا ً أو منسوبا ً للدين ، كما عن النبي صل الله عليه واله يقول من أفتى بغير علم ٍ لعنته ملائكة السماء و الارض ، شخص ليس عنده علم يقين بحكم ٍ معين و يقول هذا حكم الله عليه لعنة الله ،

 

من أكبر المصائب أيضا ً و الخلافات الإجتماعية القول بغير علم خصوصا ً في الأمور التي لها ربط ٌ بسمعة الناس ، لها ربط ٌ او بحياة الناي او  بدين الناس ، بل حتى في الأخبار المؤمن مفترض فيه ان يكون على معرفة ٍ و وعي ٍ و لا ينقل إرتجالا ً ، يعني في كثير ٍ من الأحيان أخبار ٌ مهمه شخص ينسخها ثم يعيد الإرسال و هكذا وهو غير متيقن هو مسؤول عنها ،  كما يقع الراوي في سلسلة السند إذا نقل شيء يكون مضبوط متأكد منه صحيح ليس فيه ضرر ليس فيه إشاعة لأنها تحكم المجتمع .

 

ثالثا ً : الفاحشة ،

 

  1. سبب تحريم الفاحشة ، لماذا الله سبحانه و تعالى جاء بهذا التحريم الذي ذكر في القرآن ؟ ان الله رحيم بعبادة ورحمته لاتحد و لاتوصف و لا يدرك كنهها و مداها احد ٌ إلا الله سبحانه و تعالى ، لذلك حبب لهم ما فيه سلامتهم نجد الأحكام قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ما دام طيب ما دام سليم ما دام يتناسب مع صحة الإنسان مع سلامة الإنسان مع روح الإنسان مع جسد الإنسان مع ظاهر الإنسان فهو مطلوب ٌ و ليس حرام بل يوبخ من يقول انه حرام ، أما ما فيه ضرر ٌ على الإنسان على روحه على باطنه على ظاهره على جسده على صحته على علاقاته الإجتماعية مع أسرته مع الناس فهو حرام  ، سبب هذا التحريم و سبب هذا  بالآيتين الأولى و هذه الآية ان يكون الإنسان في هذا المنهج واضحا ً و تحت رحمة الله وعناية الله ، لذلك الله سبحانه و تعالى أحل و حرم و أوجب ، بعض ألأمور يوجبها على الإنسان لأن فيها سلامة الإنسان و بعضها يحرمها و لا يعود على الله شيء ، لا يتصور المتصور ان الله فقط إختبار الإنسان في كل الأمور التي نراها و نقول هي إختبار للإنسان لابد ان تجد لها المصلحة في كمال الإنسان و تكامله سواء كانت تحريما ً أو إيجابا ً عليه .

أمثله لما حرمها الله ذكرها في هذه الآيات  ،

  1. الشرك قال تعالى قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا اولا ان لا يشرك الإنسان بالله شيء لأنه إذا قدس غير الله لأنه إذا عبد غير الله و خضع لغير الله إنحرف يعني لم تكن الوجهة صحيحة و لم تكن الفطرة سليمة ، أما بالفطرة السليمة ان يكون مع الله مرتبطا ً بالله مستمدا ً عزته و كرامته من الله سبحانه و تعالى و ذلك بالتوحيد الخالص ، فهو يوحد الله سبحانه و تعالى في ذاته و يوحد الله في قانونه و أحكامه فلا طاعة لغيره و لا خوف من غير الله سبحانه و تعالى ، القوة بالله و التوكل على الله و إمتداد القوة من الله سبحانه و تعالى ،
  2. عقوق الوالدين قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا  وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا  ان يكون انسان طبيعيا في علاقته ، توحيد في ذاته في عقيدته و في علاقته وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا  في حياة الإنسان مع منبع الخير الذي لا يعوضه شيء وهو الأب و الأم تقابله الإحسان بالإحسان و لا يبلغ أحد ٌ حق الوالدين ابدا ً ، لو قال الشخص لوالده كم صرفت علي َّ كم تعبت ؟ لو انك عملت لغيري بهذه الأوقات و اتعبت نفسك كم ترجو ان يعطوك انا اعطيك هذه المبالغ لها لمئات السنين لا يعوض لأن انت و خيرك و نتاجك هو فرع ٌ عن الأصل ، فهو ليس نتاجك انما نتاج الأصل ، فلا يستطيع شخص و يقول ان اعوض الله ، لو فرضا ان الإنسان يستطيع ان يخلق إستطاع ن يكون شخص و قال لله انت خلقتني فأنا أخلق شخص أفضل مني ايضا ، يُقال له انت و هذا النتاج من الله و ليس منك القدرة التي تملكها هي ليست منك بل هي من الله سبحانه و تعالى فكل ما تصل اليه هو من الطريق لذلك يقول الامام زين العابدين عليه السلام ان من حقوق الأب ان يعلم الشخص انه اصل ُ النعمة عليه .

الثقة بالله وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ  نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ايضا من الواجبات ان يكون الإنسان واثقا ً بالله لا يقول فقير فيتعدى على احد لانه فقير على اولاده لانه فقير الله سبحانه و تعالى يتكفل به  .

القتل ، وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ الله في هذه الآية يعدد ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تتقون لا يجوز لشخص ٍ ان يقتل أن يتعدى ، لا يجوز التعدي على احد إلا بالحق ، إذا إعتدى عليك احد لك ان ترد و لكن أيضا ً ضمن القانون فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ  وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ لا يجوز لأحد ان يعتدي و يتجاوز و يبغي ، و لكن إذا أُعتدي عليه يرد في ضمن القانون و الشرع فقط ، الاية مطلقة لا يجوز قتل الإنسان لأنه مخالف لك  ، حتى لو كان كافر من قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا  مطلقا ً مادم هو غير غير قاتل لا يجوز قتله غير محارب لا يجوز قتله ، وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا  ، الخلود في النار إذا قتل مؤمن .

  1. الوعيد على الفاحشة ، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ يحب ان تشيع الفاحشة ، حبه حتى ولو لم يقترف الفاحشة له عذاب ٌ في الدنيا و الآخرة .
  2. حب الفاحشة و تخيلها أيضا ً يوجب العذاب كمن يرتكب الفاحشة قال الإمام الصادق عليه السلام إن عيسى عليه السلام قال للحواريين إن موسى أمركم ان لا تزنوا و أنا آمركم أن لا تحدثوا أنفسكم بالزنا فضلا ً عن أن تزنوا فإن من حدث نفسه بالزنا كان كمن اوقد في بيت ٍ مزوق فأفسدت تزاويق الدخان و إن لم يحترق البيت ، لمجرد التفكير في الفاحشة يجعل الإنسان مهيأ و يسود قلبه .
  3. حب إشاعة الفاحشة إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ  لمجرد انه يحب الفاحشة او يحب ان يرى الفاحشة منتشره .
  4. من ينشر خبر الفاحشة كمن يرتكب الفاحشة ، شخص لا يرتكب الفاحشة و لا يحب الفاحشة و لا يروج للفاحشة في نظره و لكنه يتحدث عنه او حديثه واقعي فهو قد إرتكب ، البعض عندما يتحدث عن اشخاص يقول لم أتي بشيء غير واقع هم هكذا يقال له لا يحق لك ان تتحدث يقول انا اراه يشرب خمر او اراه يزني قل لا يجوز ، لا تقل هو فيه هو واقعا فيه انت لست كاذب و لكن صرت شريكا ً معه لأنك تتحدث  عن الإمام الصادق عليه السلام قال من قال في مؤمن ما رأته عيناه و سمعته أذناه فهو من الذين قال الله عز وجل إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ  وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ   يعني تهديد ٌ من الله في الدنيا و الآخرة لأنك قلت شيئا ً من الفاحشة رأيته أنت او سمعته انت فقط و لم تكذب و لكن الله سبحانه و تعالى يتوعد بالعذاب الأليم في الدنيا و الآخرة ، و عن الإمام الصادق عليه السلام من ستر عورة مؤمن ستر الله عز وجل عورته يوم القيامة ومن هتك ستر مؤمن هتك ستره يوم .

الهوامش

  1. سورة الأعراف الآية 33
  2. سورة الإسراء الاية 32
  3. سورة النساء الاية 22
  4. سورة الأعراف الايتان 80 – 81
  5. سورة البقرة الاية 219
  6. سورة الإسراء الاية 36

شاهد أيضاً

تفسير سورة الاراف حلقة 103

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *