c حسن العاقبة( 2 ) – موقع سماحة الشيخ عبدالزهراء الكربابادي

حسن العاقبة( 2 )

حسن العاقبة -2- حديث الجمعة – (28/12/2012)

 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :

بسم الله الرحمن الرحيم

} وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (175) وَلَوْشِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ{

آمنا بالله صدق الله العلي العظيم.

]176) [ سورة الأعراف : الآيات 175 إلى 176

مواصلة للحديث حول حسن العاقبة .

أولا: حسن العاقبة هو هم كل عاقل يحمل وعياً

 كل عاقل له وعي وإدراك , له تطلع وهم , وهو أن تكون عاقبته خيرا ، أما الذي ليس عنده إدراك وليس عنده تفكر وليس عنده وعي هو الذي لا يلتفت لحسن العاقبة وماذا سيؤول إليه مصيره ، الواعي هو الذي ينظر إلى هذه الحياة وإلى أين تسير وهل أنه باق في هذه الدنيا أو أنه ينتقل إلى غيرها ، فإن كان يرى نفسه ينتقل من هذه الدنيا إلى غيرها يفكر مرات ومرات في إصلاح ذلك العالم الذي سيتوجه إليه لا محال , وينتقل إليه   فهو هم كل عاقل ، أما الانسان الغير عاقل فهو الذي يغفل ولا ينظر إلا للذات المادية الآنية المنتهية .

يذكر أحد العلماء يقول ذهبت إلى حرم الإمام الرضا (ع) فرأيت أشخاصا جلست معهم فسألتهم لو أنه ضمن لكم استجاب دعوة من دعواتكم فماذا تختارون فأجاب الواعي منهم أنه حسن العاقبة هذا هو أهم شيىء ، حسن العاقبة هو أهم شيىء أما الغير واعي والذي لم يدركها , الآخر يريد الخلاص من الفقر ، أريد أموال أو أريد مسكن أو غير ذلك من الأمور التي تنتهي مع الأيام , الواعي هوالذي يقول أريد حسن العاقبة أن أحصل على هذه الخاتمة الحسنة وكل شيء عدا ذلك فهو هباء منثور   ليست له قيمة .

ثانيا : حسن العاقبة وسوؤها ليست فجائية

حسن العاقبة وسوؤها ليس فجائية وإنما تتبع ما بناه الإنسان ، حسن العاقبة ليست اعتباط ، ليس صدفة ، لا يكون الشخص من المؤمنين الخلص والمخلصين وفجأة وإذا به إنتكس ووصل إلى سوء العاقبة ، أنا أرى أشخاصا  في ظاهرهم كما ذكرته الأية التي افتتحنا بها الكلام ، تجده في ظاهره أنه  صالح تجده يعمل الصالحات ولا يترك عمل إلا يعمل، ولكن هناك خلل فيه لم ينتبه له ، إنما أنه يرتكب المعاصي ، يصر على حب الدنيا ، المخالفات الشرعية ، يتكبر على الناس وغير ذلك كما سيأتي فإذا به يصل إلى سوء العاقبة وسوء المنقلب فهي ليست فجائية وإنما يحصل الإنسان على نهاية حياته باختياره هو , هو الذي ابتدأ ما ابتدأه وهو الذي يختم لنفسه به ، فإذا كان في مساره يسير خطأ فقد ينال من الدرجات ولكن مع وجود هذا الخطأ الإصرا ر على هذه المخالفة مثلا ينقلب وينتكس . الآية التي ذكرناها بسم الله الرحمن الرحيم}واتلوا عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها وأتبعه الشيطان فقد كان من الغاوين{والقصة معروفة وهو بلعم ابن باعورة وهو من الأشخاص الذين  بلغ بهم الارتباط بالعبادة إلى أن صار يمتلك الإسم الأعظم ولا يدعو دعاء إلا يستجاب له ولكن يوجد فيه خلل وهو حب الدنيا ، كان يحب الدنيا ويرتبط بالدنيا وأن كان يتعبد وبلغ هذه الدرجات فطلب منه فرعون أن يدعو على موسى , فقال له فرعون أنت لك دعوات مستجابة إدع على موسى ، فدعا على موسى فانسلخ مما أعطي من الأسم الأعظم والمكانة العظيمة , هو أعطي هذه المكانة كلها وإذا هو ينسلخ }فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين{ فخسر كل شيىء لأنه أراد الدنيا , ولأن الدنيا عند فرعون فاستجاب لطلب فرعون وارتكب هذه المخالفة التي حولته إلى هذا الوصف } كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ{.

ثالثا : موجبات حسن العاقبة

 من الأمور التي توجب حسن العاقبة :

1ـ المعرفة الواعية

يحتاج الإنسان أن يكون عارفا واعيا , فمعرفة مع إدراك ووعي , إذا لم يكن يعلم أو يعرف أمور دينه وعقيدته معرفة صحيحة  وإنما بناها على الخرافات مثلا أو على الشكوك والظنون فهذا سرعان ما ينقلب لو ظهرت له شبهة  ويضيع ، لذلك ينبغي بل يجب على الإنسان أن يكون عارفا بأموره وخصوصا الأمور العقائدية ، يعتقد بها يمتلك الدليل على ذلك . علماؤنا يقولون في الأمور الفقهية الإنسان يقلد ومقبول منه التقليد ولكن في الأمور العقائدية يجب أن يكون مجتهدا ماذا يعني ؟ يعني أن يمتلك القطع والمعرفة اليقينة في هذه الأمور لا أنها معرفة مشوشة أو ظنون أو تخرصات يجب أن يكون عارف ، إذا لم يكن عارفا وعنده جواب لكل تردد , إذا وقع عنده شبهة أو شيىء ربما  ينحرف .

2ـ مراقبة السلوك

 بصورة عامة نعلم السلوك الإسلامي ، فجب على المسلم أن يراقب سلوكه , هل أنني أسير في الطريق الصحيح أو أنه يوجد خطأ في معاملتي مع الناس في عملي في الوظائف في البيت في أكلي وشربي يجب علي أن أراقب ، لا أنه أعيش  جهل أو عدم مبالاة لا يهمني تعاملي مثلا أحرجت إنسانا مؤمنا أو أسأت إليه ولا كأني ارتكبت ذنبا عظيما ، لا يهمني مثلا إن خرجت لشراء طعام يكون ثابت عندي أنه إسلامي أو غير إسلامي من بلد إسلامي أو غير إسلامي وهكذا أتساءل هذه الأمور يجب علي أن أراقبها وأراقب نفسي في تعاملي معها، إذا لم أراقب نفسي  اقع في هذه المخالفات وهذه الإساءات والله سبحانه وتعالى يقول : }وكان عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون{ يعني ينحرف ويصل إلى سوء المنقلب .

ترك الحرام في كل صوره على الإنسان أن لا يتساهل في المخالفات , لمجرد أن يعلم أن في هذا الأمر مخالفة , أنه حرام , يجب أن يبتعد عنه , لا يبرر لنفسه ولا يقول هذا ضعفي كذا ابدا عليه أن يلتزم أن يأتي بواجباته ويترك المحرمات والمخالفات .

3ـ الإستغفار المباشر إذا خالف

وقع الإنسان في خطأ ، يريد حسن العاقبة ,أصابه خطأ وقع في خطأ , بإي صورة كان , عليه مباشرة أن يستغفر ويعود لا أن يسوف لا يتساهل ، ارتكبت المعصية مباشرة قل أستغفر الله وأتوب إاليه ، إذا استغفر الإنسان ربما يرتكب مرة أو مرتين ويتوب ثم يعود للمعصية , عليه كلما ارتكب المعصية أن يعود للإستغفار ، النبي (ص) قال: (من اعطي أربعا يحرم اربعا ، من أعطي الإستغفار لم يحرم المغفرة ـ ما دام الإنسان يستغفر فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له الباب ـ ومن أعطي الشكر لم يحرم الزيادة ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول ـ تستغفر وتتوب يشعر روحه وقلبه أنه تائب من هذه المعصية وهذه المخالفة فإذا أشعر نفسه وزرع في نفسه التوبة , إن الله سبحانه وتعالى يكتب له الخير والتوفيق التوبة والقبول ـ ومن اعطي الدعاء لم يحرم الإجابة ).

4ـ التواضع وعدم التكبر والغرور

واقعا لا تصنعا يجب على الإنسان ليحصل على حسن العاقبة عليه أن يكون متواضعا ، متواضعا مع الناس ، متواضعا مع كل الخلق ، لا يرى نفسه أفضل من غيره أبدا ، قصة النبي موسى (ع) (أنقلها بالمضمون) عندما كان في المناجاة ناداه الله تعالى أتيني بخلق أنت أفضل منه  فذهب موسى ليبحث في الناس هل أني أفضل من العالم الفلاني قال لا ربما هو أفضل إلى أن يذهب لغيره أقل عبادة وأقل وأقل إلى …..، يذهب للعصاة الذين يرتكبون المخالفات والمعاصي ربما هو عند الله أفضل إلى أن يذهب للحيوانات فيقول ربما هو عند الله أفضل إلى أن يصل إلى الكلاب ويأخذ كلبا عقورا ، أجرب ، سيىء ، يأخذه ويقول هذا أنا أفضل منه فيسير وهو في الطريق يلتفت ويقول ربما هو عند الله أفضل فيتركه ويذهب للمناجاة فيخاطبه الله تعالى لو أنك أتيتني بالكلب العقور لمحوتك من ديوان الأنبياء وهو من أولي العزم ، على الإنسان حتى يصل إلى حسن العاقبة والدرجات المقبولة عند الله أن لا يرى نفسه أفضل من أحد ، يتواضع يزرع في نفسه يستشعر التواضع لا تدري ربما هذا الإنسان أو هذا المخلوق فيه صفة عند الله أنت تفتقدها فيكون عند الله أفضل منك ، عليك بالتواضع فمن تواضع لله رفعه الله ورزقه حسن العاقبة .

5ـ الصدقات اليومية صباحاومساء

مما يسبب ويساعد الإنسان على تحقيق حسن العاقبة يدفع الصدقات ربما جميل أن يكون عند أحد في بيته صندوق صدقات مثلا ولو أقل القليل صباحا مساءا فيكون باذل مرتبط بالله يقدم إذا كان يتصدق باستمرار هذا من موجبات حسن العاقبة ، تدفع البلاء لماذا؟ لأنها تدفع البلاء ودفع البلاء ليس مقتصرا على البلاء المادي والأمراض وإنما الأمراض القلبية ايضا البلاء من المعاصي ومن سوء العاقبة .

6ـ قراءة سورة الإخلاص عشر مرات

كما يذكرها بعض العلماء صباحا بتوجه بقصد التحصين يقصد  يحصن نفسه بالقرآن من سوء المنقلب، من سوء العاقبة يقرأ سورة الإخلاص فيرزق أيضا حسن العاقبة .

هذه الأمور كلها من مقتضيات حسن العاقبة .

7ـ قراءة الإستعاذات الصباحية (أصبحت  اللهم معتصما بذمامك المنيع الخ..) يقرأها في الصباح أيضا تحصين للإنسان من سوء المنقلب .

8ـ ذكر الموت والقيامة من موجبات حسن العاقبة

لأنه إن كان يستحضر النهاية ويستحضر الجنة ويستحضر النار , وإلى أين ينتقل بعد الموت , إذا كان يستحضر هذه الأمور ، إذا كان يستحضر الموت بوعي فإنه سوف يلتزم وسوف تطهر روحه وسوف يحصل على حسن العاقبة .

9ـ الصبر والتصبر

أيضا الصبر من ضمن الأمور التي توجب الإنسان حسن العاقبة ، يربي نفسه على الصبر ، قال الإمام جعفر الصادق (ع) (الصبر من الإيمان،بمنزلة الرأس من الجسد فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان) فالذي لا صبر له لا إيمان له كما في أحاديث الفقهاء.

10ـ الشكر المستمر

 يقول الله تعالى (الم ترى أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور )

الإنسان الصبار الشكور هو الذي يستوعب الآيات إذا كان يشكر ينفتح قلبه ويعي ويلتفت لأيات الله وإذا لم يكن من الشاكرين لا يلتفت ولا يعي الأمور ، أما الذي يربط الأمور بعضها مع بعض فهو الذي يشكر ويكون ممن يحصل على حسن العاقبة .

1ـ الشكر سبب للنجاة من عذاب الله جل وعلا ، يقول تعالى:(ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما).الإنسان لا يعذب وهو موجود ما دام شاكرا وإن مات على الشكر أيضا لا يعذب في الآخرة فيحصل على حسن العاقبة .

2ـ الشكر سبب لحفظ النعم ومنها الهداية ومن ضمن النعم الهداية إذا الإنسان مهتدي حصل على خير وداوم على الشكر فإنه يحافظ على هذه الهداية وهذه النعمة وهي من أكبر النعم ، يقول تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ فبالشكر هو الإيمان وعدم الشكر هو الكفر .

3ـ الشكر سبب لنيل الجزاء العظيم قال تعالى:(سنجزي الشاكرين )، إذاً ما دام الإنسان شاكرا فهو في الطريق الصحيح لينال حسن العاقبة بذلك .

11ـ قضاء حوائج المؤمنين

 قضاء حوائج المؤمنين من الأمور المهمة التي توجب حسن العاقبة ،

 قال الإمام الكاظم (ع) (إن خواتيم أعمالكم ، قضاء حوائج إخوانكم والإحسان إليهم ما قدرتم وإلا لم يقبل منكم عمل )، لم يقبل العمل ، إذا كان الإنسان يقضي حوائج المؤمنين تقبل أعماله وإلا لم يقبل منه عمل أيضا يقول : (حنوا على إخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا) الشخص الذي يحن على إخوانه المؤمنين ويقضي حوائجهم يلحق بالأئمة (ع) يعني يكون معهم في الفردوس الأعلى ، إذاً يعني هذا هو حسن العاقبة يحصلها إذا كان يعمل بهذه الأمور ، عن الإمام الصادق(ع) (ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والأخرة )، شخص يستطيع أن يخدم المؤمنين ، يقدم لهم شيىء يطلبوا منه شيىء فإن قدم وحصل كان مع أهل البيت (ع) وإن خذلهم فهو مخذول في الدنيا والآخرة فأي عاقبة له في الدنيا مخذول وفي الآخرة مخذول يعني في جهنم .

رابعا: السير نحو سوء العاقبة

الإنسان في بعض الأحيان يجد نفسه صالحاً في المجتمع الصالح لكنه يتدرج شيئا فشيئا إلى أن يصل لسوء المنقلب وسوء العاقبة منها:

1ـ قساوة القلب

 يقسو قلبه ، يجد في نفسه قساوة القلب عدم التأثر بالأمور الصالحة هنا يحتاج إلى علاج .

2-عدم الميل للمستحبات

 هذا أثر من آثار قساوة القلب يجد نفسه ليس عنده إقبال ، ليس عنده ميل للواجبات ، عندما يقوم للصلاة يقوم بثقل .

3– الميل الخفيف للحرام

يتدرج الإنسان ليصل إلى الهاوية عليه أن يراقب نفسه ، هل أنني أسير في هذا المنحنى ، يجد نفسه يميل للحرام ثم يتحول من الخفيف إلى الميل الشديد للحرام .

4_ الميل الشديد للحرام ، ينتقل لمرحلة أخرى .

5- الميل للصغائر

لا يرتكب الكبيرة ولكن تكون الذنوب الصغيرة سهلة عنده فيرتكب هذه المخالفة .

6- إرتكاب الكبائر

 ينتقل منها وإذ به يرتكب الكبائر .

7- تبرير الذنوب

 بعد أن صار يرتكب صار يجد نفسه يبرر, يقول مثلاً إرتكبت كذا والله سبحانه وتعالى غفار وسوف يغفر لي فيبرر لنفسه ارتكاب المعصية .

8- الإستهتار بالذنب

 يستهزأ ويرتكب الذنب ولا كأنه فعل شيىء .

9- نسيان التوبة

 وهنا يصل إلى درجة لا يستغفر ولا يتوب ، هنا وصل إلى درجات كبيرة من الإنحراف وهي درجات الهاوية ، لا يفكر في الإستغفار .

10- الإنحراف الفكري  

يجد نفسه تحول فكريا بسبب ارتكابه هذه المخالفات تدريجا وسريعا إلى الهاوية فيكفر بالقيم والمباديء العقائدية.

فيصل إلى سوء المنقلب .

خامسا: من أسباب سوء العاقبة وأخيرا:

1ـ التكبر

 كما تكبر الشيطان قال تعالى: ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين، قال أنا خير منه خلقتني مننار وخلقته من طين )

يجد نفسه أفضل وأن هذا المخلوق الذي سوف يكون في الأرض سوف يرتكب المخالفات والمعاصي وأنا أعبد وأطيع فتكبر ، فدخل في نفسه الغرور فصار من الكافرين وخرج خاسرا لكل شيىء ، وبعد أن كان بمكانة عالية ـ هو من الجن ورفع إلى درجات عالية مع الملائكة ـ وإذا هو يخسر كل شيىء لأنه تكبر ، رأى في نفسه أنه أفضل من هذا المخلوق , هو عابد لسنين طويلة وهذا المخلوق سوف تكون له معاصي في هذه الدنيا , هذا هو المخلوق الأرضي ، لذلك رأى نفسه أفضل ، فصار من الغاوين ، إذا على الإنسان أن لا يرى نفسه أفضل من غيره أبدا وأن يطيع الله سبحانه وتعالى في كل ما أمره ولا يعترض لأن الشيطان لم يرفض عبادة الله ، لم يرفض السجود لله سبحانه وتعالى ، يقول السجود لله هو التوحيد ولكن أرفض السجود لغير الله والله سبحانه وتعالى يقول أنا أمرتك بالسجود .

 إذاً إذا أردت الله سبحانه وتعالى عليك أن تطيعه في كل شيىء وتفعل ما يأمرك الله به وإلا تكون العاقبة كما كان الشيطان.

2ـ الإساءة والتهاون في المعاصي

 يتهاون يرتكب المعاصي ، يستصغر المعاصي ، نتيجته ( ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن ) يرتكب هذه المعصية ويقول شيىء بسيط ولكنها تجره شيئا فشيئا إلى أن ينكر وجود الله ، يستهزىء بأحكام الله ، يخج من الدنيا بغير إيمان .

3ـ حب الدنيا رأس كل خطيئة

عليه أن يراقب نفسه في حب الدنيا وتعلقه بالدنيا ، إن كان حبه للدنيا كيفما كان كما يقول البعض اللهم ارزقنا من حلالك وحرامك ، هو يريد الدنيا كيفما كانت حلالا وحرام فأن العاقبة تكون هي الدنيا ، الخسارة والخروج من الدنيا بغير إيمان .

4ـ النميمة

أن يكون الشخص ناما ، يذكر أحد أصحاب الأئمة (ع) أن الفضيل يقول : كان معه شخص وهذا الشخص مؤمن وعالم بل هو أكثر ممن معه من العلماء ، يستوعب كل شيىء ، عنده تحصيل ، متكلم ، لكن عند وفاته جاء له يلقنه فيقرأ له سورة (يس) يقول له: لا تقرأ سورة يس ، يقول له : قل لا إله إلا الله ، قال له : لا أقول إلى أن مات على هذه الحالة ، بعد موته رآه في المنام يقول له كيف وصلت إلى هذه الدرجة قال لأنني كنت أتكلم معك بشيىء وأتكلم خلفك بشيىء آخر ، يجب أن نراقب أنفسنا هل نحن كذلك أو لا ، يعني أمام فلان احترمه وأقدره واجله وخلفه انتقده واعترض عليه هذه الأمور تعتبر نميمة ، إذا كان كلامي على الشخص باستنقاص فأنا أنم ,كلامي فيه فتنة فكان هذا الشخص عنده النميمة يتحدث خلفه بغير ما يتحدث أمامه

5ـ الحسد

أن يكون حاسدا يحسد الآخرين ، (حسد المؤمن غبطة) وهو التمني أن يكون مثله مع حفظ ما عنده , أما الذي يحسد ويتمنى زوال ما عند الناس , ينتهي إلى سوء العاقبة ، عادة  إذا رأى شخص متقدم فيه خير عليه أن يقول اللهم وفقه ووفقني مثله لا يقول اللهم اسلب عنه ما هو فيه ، إذا كان ينظر إلى الشخص لا يريد أن يكون ذلك الشخص بتلك المنزلة وبتلك المكانة من الأموال والصحة والعافية مثلا فهو حسود والحسد يؤدي به إلى سوء العاقبة .

على الإنسان أن يراقب نفسه في  كل هذه الأمور ليصل إلى حسن العاقبة .

والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد وآله الطاهرين


Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *