c admin – الصفحة 314 – موقع سماحة الشيخ عبدالزهراء الكربابادي

الكاتب: admin

  • فاطمة الزهراء عليها السلام ( 1 )

    فاطمة الزهراء عليها السلام ( 1 )

    حديث الجمعة  4/5/2012 – فاطمة الزهراء (ع)

    الحديث حول مقام الزهراء(ع)

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    مقدمة:

    الحديث حول مقام الزهراء(ع)

    مقام الزهراء مقام عالي لا يدركه الناس مهما إجتهدوا ومهما جدوا للوصول لمعرفة منزلة فاطمة الزهراء (س) فهم عاجزون ، كل الناس عاجزون عن إدراك عظمة الزهراء (س)

    هذه بعض الأحاديث المرتبطة بعظمة الزهراء ومقام الزهراء (س)

    الحديث الأول:

    عندما عرج بالنبي (ص) الى الملأ الأعلى رأى مكتوبا على باب الجنة : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله , علي حزب الله , والحسن والحسين صفوة الله , فاطمة خيرة الله )

    هذا الحديث يبين عظمة أهل البيت (س) ويبين عظمة الزهراء ومنزلة الزهراء وأن لها المقام العالي والمنزلة الرفيعة بحيث أن يوضع إسمها على باب الجنة وأنها خيرة الله سبحانه وتعالى

    الحديث الثاني:

    عن الإمام الصادق (ع) :

    وهذه الأحاديث تنقل من طرق مختلفة وبصياغات كثيرة يقول سلام الله عليه :

    ( كان رسول الله يكثر من تقبيل فاطمة الزهراء (س) فعاتبته عائشة وقالت يارسول الله إنك تكثر من تقبيل فاطمة (ع) فقال(ص) : إنه لما عرج بي إلى السماء مر بي جبرائيل على شجرة طوبى, وناولني من ثمرها فأكلته , فحول الله ذلك ماء إلى ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة , فما قبلتها إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها , فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة)

    هذا الحديث يبين عظمة الزهراء(س)

    1ـ شجرة طوبى لم يرى أحسن من ورقها

    في بعض الصيغ للحديث تبين أن شجرة طوبى هي الشجرة الوحيدة والفريدة التي ليس لها ثاني ، وأن النبي (ص) يقول لم أرى أحسن منها وأجمل وأبيض من ورقها

    2ـ لا يوجد أطيب من ثمرها

    ثمار الجنة ، لا يوجد أطيب من ثمر شجرة طوبى ، ولا تقتصر ثمارها على الفواكه وإنما فيها كل شيئ جميع ما يشتهي الإنسان وتلذ نفوس البشر يجده في شجرة طوبى ، حتى اللباس ، وكل ما يخطر على بال الإنسان.

    3ـ هي الشجرة الأولى في الجنة

    شجرة طوبى هي الشجرة الأولى في الجنة

    4 ـ ميزتها أن الله غرسها بيده

    وهذا كناية عن عدم بلوغ الملائكة لغرس هذه الشجرة ، الله سبحانه وتعالى ليس جسم وإنما هي إشارة لعظمة الشجرة ومنزلة الشجرة أنها تكون بكن فيكون وليس للملائكة دخل فيها

    5ـ جذعها في بيت النبي(ص)

    جذع هذه الشجرة في بيت النبي (ص) وهو أعظم الخلق

    6ــ تجري من تحتها ثلاث عيون

    1ـ السلسبيل 2ـ التسنيم 3ـ المعين

    تروى من هذه العيون التي لا يشرب منها كل إنسان ، وإنما للأبرار يشربون (وميزاجه من تسنيم ) يعني يحصلون على طعمه فقط وهذه الشجرة تروى بها ، هذا يدل على عظمة الشجرة وما لها من الشأن

    7ـ غصن منها في ملك كل مؤمن.

    في أملاك كل مؤمن غصن واحد منها هو أعز عليه مما يملك في الجنة

    غصن واحد في بيوت المؤمنين ، هذه أوصاف الشجرة

    فهم الحديث

    1ـ العلاقة بين الروح والجسد

    إذا أردنا أن نفهم الحديث ، يقول العلماء هناك علاقة بين الروح والجسد وتناسب بين الروح والجسد ، كما في أحاديث كثيرة تشير إلى أن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، يعني الجسد هو أيضا يؤخذ ويتناسب مع النار أو يتناسب مع الجنة والجسد الذي تكون فيه روح فاطمة الزهراء (س) يؤخذ من هذه الشجرة ، من أعلى شيئ في الجنة ومن أعالي الشجرة.

    2ـ أي جسد الذي يتكون من شجرة طوبى

    هل هو جسد عادي ؟ أم أنه جسد ملكوتي خاص ؟

    لذلك عبر عنها أنها (حوراء أنسية ) تكونت أصلها من الجنة

    3ـ ما هي الروح التي تحل في ذلك الجسد النوراني

    جسد نوراني من الجنة، الروح يجب أن تكون متناسبة مع هذا الجسد ولا يمكن لأي روح تكون فيه لا بد أن تكون من أطهر الأرواح أو أطهرها

    الحديث يقول عندما خلقت فاطمة سميت بالزهراء ؟

    يقول  (لأنها خلقت من نورعظمة الله )، روحها خلقت من نورعظمة الله ، جسدها من الجنة وروحها من نور العظمة

    4ـ الله الحيكم لا يصنع بلا حكمة لماذا من شجرة طوبى

    لماذا من شجرة طوبى وليس من أي مكان ؟

    عندما يتأمل المتأمل أو يقول أحد أن الزهراء إمرأة عادية ، أنها فقط تربت في حجر النبي (ص)

    نقول الله سبحانه وتعالى حكيم لماذا يجعلها من شجرة طوبى ؟ ولماذا يخلقها من نور عظمته ؟ ولماذا تكون روحها حول العرش قبل أن يخلق الله الخلق وغذاؤها هو التسبيح والتهليل لله ؟

    فهنا يبين أن هناك عظمة خاصة للزهراء لا يشاركها أحد

    5ـ أمها خديجة

    خديجة التي أعطت كل ما تملك لربها حتى قالت عند وفاتها لرسول الله (ليس عندي كفن فأنزل الله تعالى لها كفنا مع جبرئيل(ع))

    وهي أفضل زوجات النبي (ص) التي بذلت كل ما تملك وتستطيع من أجل الإسلام كانت تجمع أملاكها ، تجمع ثروتها ، فإذا جمعتها لا يرى من خلفها بالطرف الأخر، وتنفقها جميعها حتى قالت عند وفاتها لرسول الله (ص)  ليس عندي كفن ، أنفقت كل ما تملك بحيث لم يبقى عندها حتى كفن ،فأنزل الله تعالى لها كفن مع جبرائيل

    هذه أم طاهرة ، وأصل طاهر من الجنة ، وروح من نورعظمة الله

    6ـ وأب هو رسول الله (ص)

    كيف تكون الزهراء ؟ هل تكون كغيرها من النساء ؟ أو أن لها ميزة فقط عادية تمتاز على الناس ، ليس كذلك وإنما هي حوراء إنسية , لا يدرك مقامها غير المعصومين (ع)

    الحديث الثالث

    ورد في الرواية ( خرج رسول الله(ص) وقد أخذ بيده فاطمة (ع) وقال: من عرف هذه فقد عرفها , ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد , وهي بضعة مني , وهي قلبي الذي بين جنبي , فمن آذاها فقد آذاني, ومن آذاني فقد آذى الله جل وعلا)

    النبي (ص) يعرف المسلمين مقام الزهراء (ع) كما كان يعرفهم مقام عليا (ع)

    1ـ يبتدئ النبي ويقول (فهي فاطمة بنت محمد (ص))

    بنت محمد الشخص الأول في الإسلام ،أعظم الخلق على الأرض هي بنت محمد ، وبنته وهي على نهجه ودربه وخطه ، والمرء يحفظ في ولده

    فإذا كان هناك من يقدرالنبي (ص) ، النبي يقول هذه إبنتي ولا يترك الأمر هكذا فقط

    2ـ يقول (هي بضعة مني )وليس من جسدي

    جزء مني وليست من جسدي وإنما هي مني أنا من وجودي الحقيقي الذي فهي أقرب من الجسد بل هي جزء من كيانه (ص)، النبي لا يكتفي بهذا

    3ـ بل ويقول (وهي قلبي الذي بين جنبي)

    بل يقول وهي قلبي الذي بين جنبي ، قلب الشيئ يعني أصله ، أصل الشيئ ومركزه ومحوره ، النبي (ص) يقول هي قلبي الذي بين جنبي

    4ـ (فمن آذاها فقد آذاني )

    وإنما يقول من آذاها فقد آذاني ، آذاني أنا , أغضبني من أغضبها , والقرآن بماذا يتحدث عن من يؤذون النبي (ص) وهو من آذوا فاطمة (س)

    5ـ (ومن آذاني فقد آذى الله جل وعلا)

    ولا يكتفي بذلك بل يقول ومن آذاني فقد آذى الله جلا وعلا ، يعني الزهراء بمنزلتها ومقامها العالي هذه منزلتها وهذا شأنها وعلى المسلمين أن يعوا هذه المسألة وهذه الأهمية ويعرفوا أن من آذى الزهراء لايمكن أن يكون محبا للنبي (ص) ، يستحيل أن يكون محبا للنبي أو محبا لله عز وجل و هو يؤذي فاطمة الزهراء فهو عدو لله ولرسوله

    الحديث الرابع

    يقول الحديث عن النبي(ص) : ( من صلى على فاطمة فهو معي أينما كنت في الجنة)

    من صلى على فاطمة فهو مع النبي (ص) في الجنة ، فهو مع النبي (ص)  أينما كنت في الجنة ، هذا يدل على عظمة وسر عظيم خاص لا يدركه أحد ، وإلا أن يصلي شخص على هذه الطاهرة يحصل مقام يكون مع النبي(ص) في كل مكان في الجنة هذا يدل على أمر خفي وعظيم

    طبعا الأحاديث هي كلها متكررة من طرقنا و طرق العامة وجميعها مروية ، التي ذكرتها , يروي كثير منها البخاري وغيره

    الحديث الخامس

    روى البخاري والذهبي ( إن الرب يرضى لرضى فاطمة  ويغضب لغضب فاطمة)

    في هذا الحديث أيضا، الله يرضى لرضى فاطمة و يغضب لغضبها ماذا يفهم من هذا الحديث ؟ هذا يفهم منه العصمة أولا وأنها  معصومة لأنها لا يمكن أن تاتي بشيئ يغضب الله ، وإذا تكلمت بشيئ  فهي تتحدث بما يرضي الله فقط ، والذي يروي هذا الحديث ألا يفكر في المعنى الذي يحمله هذا الحديث والمقام والمنزلة التي يبينها هذا الحديث ، ألا يعني أن الزهراء عندما تتكلم وتحتج وتقول نحن أولى بالحق أوتطالب بفدك أن القوم غصبوا حقها , وهي لا تتكلم بغير حق أبدا ,وفي جميع مواقفها أنها على حق وأنها لا يمكن أن تأتي بشيئ يخالف إرادة الله ، ولا يمكن أن تأتي بشيئ باطل ، وإنما هي تأتي بالحق فقط ولا يطلب منها أن تأتي بشهود وغير ذلك

    الحديث السادس

    عن أبي هريرة عن النبي(ص) قال : ( أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد (ص) )

    وهذا الحديث صحيح أيضا كغيره من الأحاديث ، أول شخص يدخل الجنة فاطمة الزهراء(ع) ما هو المعنى الصحيح لهذا الحديث ، يقول العلماء في هذا العالم وفي هذه الدنيا الوضع يختلف عن العالم الآخر، ففي هذه الدنيا قد يتلبس الإنسان بلباس التقوى وهوغير متقي ، قد يكون في باطنه ذئب وفي ظاهره ملاك في هذه الدنيا ولكن في يوم القيامة الأمر يختلف ، لا يكون في يوم القيامة الشخص الذي هو مقدم في الدنيا ظاهريا مقدم في الجنة أو في يوم القيامة ، وإنما الذي يقدم هو ما يحمل في باطنه الخير وما يحمل في باطنه الكمال في هذه الدنيا فيكون هناك مقدم ، يقول الله سبحانه وتعالى (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه)

    وجوه ربما كانت في الدنيا ظاهرها بيضاء ، يوم القيامة تكون سوداء والأمر يكون معكوسا

    (من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)

    المؤمن ( تعرف في وجوههم نضرة النعيم)

     

    هنا الحديث عن الباطن المؤمنون تعرف في وجوههم نظرة نعيم لماذا؟

    لأن في ذلك العالم ينكشف الباطن ويظهر الإنسان على حقيقته فإذا رأينا أن الزهراء (س)

    كما يرويه الحديث الصحيح الذي يذكره أبوهريرة أنها أول من تدخل الجنة فهذا يعني ماذا؟ يعني أنها أول الخلق أنها المتقدمة في هذا العالم ، ربما يتسأل متسائل ويقول كيف تكون مقدمة على رسول الله (ص) تفسرها الأحاديث التي ذكرناها أنها والنبي (ص)هما شيئ واحد وأنها بضعة منه وأنها قلبه الذي بين جنبيه فيكرمها النبي (ص) لبيان شأنها وبيان مقامها ومظلوميتها فيجعلها تدخل أولا وهي جزء من النبي (ص)

    الحديث السابع

    يقول الإمام الصادق (ع) : ( إنما سميت فاطمة فاطمة لأن الناس فطموا عن معرفتها)

    لا يمكن معرفة هذه البضعة الطاهرة للناس ولا يمكن أن يصل لمقامها إنسان عادي لأنها في أصل وجودها سر، في كل وجودها سر ، النبي (ص) بين عظمتها ولكن لم يدرك الإنسان غير المعصوم إلا شيئ واحد وهو أنه لن يصل لإدراكها لا ندرك إلا جهلنا بمعرفتها هذا الذي يمكن أن يصل الإنسان إليه

    الحديث الثامن

    عن الإمام الصادق (ع): (إذا أردت أن تستخير الله تعالى وتطلب منه أن يهديك الى الخير فيما تريد الإقدام عليه فقل: اللهم إني أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها..)

    1ــ بفاطمة ابتدأ والختام بالسر المستود فيها

    يبتدئ بفاطمة ويجعلها محور الدعاء ثم ويختم بالسر المستودع فيها وهذا يدل على منزلتها وعظمتها التي لا نصل إليها ولا ندركها

    2ــ ماهو السر الذي تحمله فاطمة ( سر الله الأعظم)

    بعض الناس يسأل ما هو السر؟

    والجواب: السر لأنه سر لا يمكن أن يدرك لأنه سر وخاص بها (فقلبها سرا , ألمها سرا , تحملها سرا ، قدرها سرا , مقامها سرا, حتى قبرها سرا )

    كل شيئ مرتبط بالزهراء هو سر ولا نصل إليه ، ولكن عظمة عظيمة لفاطمة الزهراء (س)

    3ـ هي سر حتى في دفنها

    أوصت عليا (ع) عندما ماتت فاطمة ( لا تدع أحدا من هؤلاء يمشي خلف جنازتي)

    أوصت عليا (ع) عندما قربت وفاتها فقالت لا تدع أحدا من هؤلاء يمشي خلف جنازتي لماذا؟ لأن الحديث يقول أول بشارة للمؤمن إذا وضع في قبره يبشر أنه غفر لجميع من حضر جنازتك ، أول بشارة يحصل عليها المؤمن أنه يبشر بغفران جميع ذنوبه ، و الزهراء (س) تقول هناك أناس لا يستحقون المغفرة

    4ـ غسل علي (ع) بالسر

    عندما غسلها أمير المؤمنين  قالوا أنها من ضعفها كالخيال وجسدها كالشبح

    من الظلم الذي حل عليها وما عانته من كسر أضلاعها

    وضع البلد

    أولا: الإصلاح في بلدنا يعني زيادة البطش والقمع كما حدث لمسيرة المنامة .

    كلما نسمع حديث الإصلاح في بلدنا نعلم أن هناك زيادة للبطش والإعتداء على الناس ، وعندما تسمع بضرورة حرية التعبير وزيادة الحرية تعلم أن هناك قمع سوف يقع على كل من يريد أن يتظاهر أو يعبر عن حقوقه كما حدث لمسيرة المنامة ، إعتداءات على المحتجين فيقال إصلاح وحرية التعبير

    2ـ ثانيا: الإصلاح وتعديلات دستورية تعني زيادة الدكتاتورية

    هذه المصطلحات وهذا تفسيرها في البلد ، إصلاح تعديلات دستورية يعني أن تكرس الدكتاتورية والإستبداد في البلد ولا  إصلاح ، ونحن نبين هذا للعالم كله ونعارض وننتقد ونعترض ونحتج ونشجب هذا الشيئ

    3ـ ثالثا: نقيم ونؤكد على رسائل الرموز التي تدعو وتؤكد على الوحدة والسلمية

    الرموز المسجونين أكدوا في رسائلهم على أمر هام يجب أن نلتفت إليه وهو الوحدة الوطنية والمطالبة الواحدة ، لا أن نكون متبعثرين مشتتين ، لا أن يخون بعضنا بعضا ، هذا يقول أن فلان يتكلم بهذا السقف فهوعميل للسلطة ، هذا يضعفنا وتذهب جهودنا هباء منثور ، يجب علينا أن نلتزم وأن يعلم الجميع أن الوحدة والإتحاد هما طريق النصر والقوة ، والتشتت هو الضعف وهو طريق الفشل الحقيقي للشعب ولمطالب الشعب .

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

     

  • الإبتلاء(2)

    الإبتلاء(2)

    الإبتلاء(2)

    حديث الجمعة 24/2/2012

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .

    رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقه قولي.

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (( الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ))

    آمنا بالله صدق الله العلي العظيم

    هذه الآية تتحدث حول الإبتلاء وأنه أمر طبيعي ، ولا يمكن أن يكون شخص مرتبطا بالله سبحانه وتعالى ومؤمناً بالله من غير أن يتعرض للإبتلاء والإختبار .

    فعن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن في كتاب علي عليه : ( إن أشد الناس بلاءً النبيون ، ثم الوصيون ، ثم الأمثلفالأمثل ، وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه ، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقوبة لكافر ، ومن سخُف دينه وضعف عقله قل بلاؤه ، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض) .

    من الآية والحديث يتبين ضرورة  الإختبار والإبتلاء في هذه الدنيا ، وأن الإنسان لا بد أن يمر بهذا الاختبار و بهذا الإبتلاء ، بل أكثر من ذلك ، أنه  كلما كان مؤمناً وكلما كان إيمانه بدرجة عالية ، كلما كان ابتلاؤه واختباره أكثر من غيره .

    أولا : الإبتلاء هو الامتحان ، ويشمل الشدة والرخاء ، فالشخص يبتلى مثلاً بشدة في حياته ، يبتلى بحاكم فاسد ،  مجتمع يبتلى بحاكم فاسد ، ويختبر المجتمع في كيفية تصرفه وتعاطية في ظل وجود الحاكم الفاسد ، وربما يبتلى في أهله ، شخص يبتلى بزوجة غير مطيعة أو غير صالحة ، أو العكس الزوجة تبتلى بزوجها ، رجل يبتلى بإبنه مثلاً ، أو بحياة فيها من الضيق المادي كثير ، النتيجة أنه يختبر في شدة مثلاً ، أو يختبر في رخاء ، تكون عنده أموال كثيرة ورخاء وتيسير الأمور وهذا أيضاً إبتلاء واختبار .

    ثانيا : الحديث يقول الأمثل فالأمثل ، بالنسبة لشدة الإبتلاء ، النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل  ، فيشير الحديث إلى وجود الإختبار وأن الإختبار يشمل الصالحين ، يشمل الأنبياء ، يشمل الأوصياء ، ويشمل من يأتي بعدهم ، وكلما كانت درجته أقرب للصالحين ، للأوصياء ، للأنبياء ، كلما كان  بلاؤه أشد .

    ثالثا: الإبتلاء والإختبار لا يستثني أحداً وإنما يشمل الناس كافة ، والمجتمع بأكمله ، عن أمير المؤمنين سلام الله عليه يقول في الحديث : ( لتبلبلن بلبلة ولتغربلن غربلة )

    يعني اختبار لا بد أن يكون ، إبتلاء لا بد أن يكون للناس كافة ولا يستثني أحدا ، وعن منصور قال: قال لي أبي عبدالله الصادق سلام الله عليه  : ( يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس ، و لا و الله حتى تُميزوا ، ولا والله حتى تمحصوا ، ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد ).

    يشير إلى ضرورة الإختبار وأنه لا بد أن يكون قبل قيام الحجة ، قبل قيام القائد ، المجتمع يمر باختبار ويبتلى قبل قيام القائم ، والمجتمع بأكمله وبالخصوص من يكونوا من الصالحين ومن يحسب على أهل البيت سلام الله عليهم ، وقال الصادق عليه السلام : ( ما من قبض ولا بسط إلا ولله فيه مشيئة وقضاء وابتلاء ).

    كل شي من قبض أو بسط ، القبض هو الشدة في الحياة ، والبسط هو الرخاء والسعة في الحياة والعطاء ، كل ذلك يكون بمشيئة الله أولاً ، لأن هذا الحديث يشير إلى أُمور كثيرة من ضمنها:

    أن مشيئة الله سبحانه وتعالى هي الحاكمة في هذه الدنيا و قضاء الله وقدره ، ويكون أيضاً إبتلاءً للناس ، كل شي يقع من خير أو من شدة فهو اختبار للناس .  

    ويقول الإمام الباقر سلام الله عليه  ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَيَتَعَاهَدُ الْمُؤْمِنَ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَتَعَاهَدُ الرَّجُلُ أَهْلَهُ بِالْهَدِيَّةِ مِنَ الْغَيْبَةِ وَ يَحْمِيهِ الدُّنْيَا كَمَا يَحْمِي الطَّبِيبُ الْمَرِيضَ )

    الإمام يقول كما أن الشخص إذا غاب عن أهله ، ثم رجع إلى أهله يرجع حاملاً هدية إلى أهله ، كذلك فإن الله سبحانه وتعالى يتعاهد المؤمن بالبلاء ويختبر المؤمن ،  ولا يتركه من غير اختبار ، ومن غير امتحان .

    لماذا قال ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض ، يعني هذا الإختبار فيه حماية للإنسان المؤمن ، فيه حماية و حفاظ على الإنسان المؤمن .

     لماذا ؟

    وكيف يحميه يحميه ؟

    يحميه من جهات مختلفة ، ومن ضمنها أن يكرهه في الدنيا ويحببه للآخرة ، وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : ( دُعي النبي ( ص ) إلى طعام ، فلما دخل إلى منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت , فتقع البيضة على وتد فيه فتثبت عليه ، ولا تسقط ، فتعجب النبي ( ص ) منها فقال له الرجل ، أعجبت من هذه البيضة فوالذي بعثك بالحق ما رزئت شيئاً قط ، فنهض النبي ( ص ) ولم يأكل من طعامه شيئاً ، وقال من لم يرزئ فما لله فيه حاجة ، أو من حاجة )يعني النبي ( ص ) يزور هذا الشخص فيرى دجاجة تبيض وتقع البيضة على حائط لا تنكسر البيضة ، فيقول هذا لم يبتلى ولم يرزئ قط .

     النبي ( ص ) يقول من لم يرزئ فليس لله فيه من حاجة ، شخص لا يبتلى لا يصيبه اختبار فهذا بعيد عن الله  ، يعني  كأنه علامة على بعده عن الله سبحانه وتعالى ، فيقوم النبي من عنده ويترك استضافته ويترك الأكل عنده .

    رابعا : معنى الإمتحان هو الفصل على صعيد الخارج ، الإمتحان هو الفصل على صعيد الخارج  وتفعيل الملكات وليس العلم بها ، وإنما الفصل في جهة الخارج ، لماذا ؟

    لأن الله سبحانه وتعالى هو عالم بكل شي ، الله يعلم بالصالحين ويعلم بالطالحين ، يعلم قبل أن يخلق الإنسان ، ولما خلق يعلم من سيكون في هذا الطريق ومن سيكون في هذا الطريق ، ولكن الفصل الخارجي .

     عندما يُعَرض الإنسان للإبتلاء , هو في أصل خلقته قلب كصفحة بيضاء ، قلب يكون صفحة بيضاء ، إذا عمل الإنسان عملاً سيئاً صار فيه نقطة سوداء ، إذا عمل عملاً صالحاً ازداد بياض ، وازداد النور بالأعمال الصالحة , وتزداد الظلمات بالأعمال الطالحةّ , فيتغير بالخارج  بالإختبار وبالأفعال ، وهذا معنى الإمتحان والإختبار من جهة الله سبحانه وتعالى ، وإلا لا معنى للكشف لأن الله عالم بكل شي ، وإنما هو في الفصل في الخارج .

    خامسا : فلسفة شدة ابتلاء الصالحين ، لماذا يبتلى الإنسان وكلما كان صالحاً يشتد بلاؤه ، هذا واضح ، النبي ( ص ) يقول : ( ما اوذي نبي مثل ما اوذيت )

    فهو أشد من ابتلي واشد من تعرض للإبتلاء .

     بصورة عامة ، الإبتلاء فيه فوائد من ضمنها أذكر :

    1-   ليزداد نفورهم من الدنيا ويتعلقوا بالآخرة ، هذه فائدة لا تطبق على الأنبياء كما سنشير ، وإنما هي فائدة لعوام ، الناس الذين يتعرضون للإبتلاء ، وبشدة الإبتلاء ، يزداد نفورهم من الدنيا التي يتعرض فيها لشدة وضيق ويتعلق قلبه وحبه وشوقه بالمكان الأفضل , وهو الجنة .

    إذا كان شخص يعيش في بلد , أو سافر إلى بلد ، ووجد في تلك البلد صعوبات في حياته ، مثلاً سرقت أمواله ،  أو أنه مرض مرضا شديدا وأمثال ذلك ، فيكره المكان الذي دخله ، ويرفض البلد الذي وصل إليه ، وإنما يتعلق قلبه بمكان آخر ، فيه الرخاء ، وفيه سعادته ، هنا أيضاً الإنسان في هذه الدنيا عندما يتعرض للبلايا و الإختبار ، ينفر من الدنيا ويتعلق قلبه بالآخرة .

    لذلك قال الإمام الباقر سلام الله عليه في الحديث الذي قرأناه : ( إن الله عز وجل ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهديه من الغَيبة ، و يحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض ) لأنه كلما تعلقت نفسه بالدنيا ، حصل له اختبار يذكره بالآخرة ، فيرجع للآخرة ويتعلق بالآخرة ، يتعلق بالله سبحانه وتعالى ويرفض الدنيا التي هي إلى زوال ، يلتفت إلى أن هذه الدنيا ليست محل التعلق ، وأنه لم يخلق لهذه الدنيا .

    2- زيادة الدعاء و التضرع لله سبحانه وتعالى ، عندما يبتلى الإنسان يتضرع ويدعوا الله ، هذا نلمسه بفطرتنا بواقعنا ، عندما تعرض المجتمع قبل فترة لشدة قوية ، عندما يتعرض الناس لشدة وابتلاء صعب ، نجد الإنسان بطبيعته يرجع لله ، ويرتبط بالله ، ويرجوا الخلاص مما وقع فيه من الله ، في تلك الشدة لا يجد في نفسه أن يتعلق بأحد ، ولا يجد أحدا يخلصه مما وقع فيه من الشدة ومن الإبتلاء ومن الفتنة ومن المحنة ، إلا الله سبحانه وتعالى ،  فيتوجه لله ، قال تعالى : (( وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ))  يعني برجاء أن يرجعوا لله ، بمعنى آخر رحمة من الله سبحانه وتعالى ليذكرهم بالله ويرجعوا ويطلبوا من الله سبحانه وتعالى الخلاص ، وقال الله تعالى : ((وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) يختبر ويبتلى بالحسنات ، بالشدة ، وبالرخاء ، يبتلى برخاء وبسيئات يعني بشدة ، ومصائب واختبار وبلاء وفتن ، حتى يرجع لله سبحانه وتعالى .

    3- إبتلاء الأولياء هو نيل الدرجات العالية : طبعاً ما ذكرناه من فوائد ، الفائدة الاولى و الثانية لا تصلح ولا تنطبق على الأنبياء و الأولياء ، لآنه بطبيعتهم و بعلو شأنهم ، وبانكشاف الحقائق لهم لا تتعلق نفوسهم بالدنيا ، فلا يكون الإختبار لينفرون من الدنيا ، لأنهم يرون الدنيا على واقعها ، فليسوا ممن يتعلق بالدنيا ، ولكن هذه الفوائد بصورة عامة للناس وللمؤمنين العاديين ، دون الأنبياء و الأولياء .

    4-الفائدة الأخرى التي تنطبق على الأنبياء ، هي فائدة رفعة الدرجات ، أن ترفع درجة النبي ، كلما كان بلاءه أشد ، كلما ازدادت درجته عند الله سبحانه وتعالى ، قال الصادق عليه السلام : ( إن عظيم الأجر ، لمع عظيم البلاء ، وما أحب الله قوماً ، إلا ابتلاهم ) اذا احب الله أحدا إبتلاه ، فكلما كان حبه أشد لهذا الشخص ، وكان أقرب لله سبحانه وتعالى ، كان ابتلاءه أكثر و أشد .

     أيضا حديث الحسين سلام الله عليه ، عن النبي ( ص ) : ( إن لك درجات لن تنالها إلا بالشهادة ) يشير إلى الدرجات العالية التي تحصل من الإختبار ، فالإختبار أمر مهم ، وهو للأولياء لرفعة درجاتهم .

    سادساً : الدنيا ليست محلاً للثواب ، الحديث كان يقول : ( فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاءه ، وذلك أن الله تعالى لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقوبة لكافر ) الدنيا ليست ثواباً للمؤمن ولا عقوبة للكافر ، بمعنى واضح أن الدنيا :

    1-الدنيا بطبيعتها لا يمكن أن تكون محلاً للثواب ، ولا يمكن أن تكون محلاً للعقاب ، لأن كل عقاب في هذه الدنيا فيه رخاء ، مهما يكون العقاب في الدنيا لظالم أو طاغية ، بما تتصور من صنوف العقاب فهو رحمة أيضاً ، فيه رحمة ، و إذا حصل له عقاب في جهة ، ففي الجهة الأُخرى رحمة ، والعكس أيضاً ، و لا يمكن أن تجد رخاء و ثواب لأحد إلا و فيه غصة ، في جميع لذائذ الإنسان التي يلتذ فيها في الدنيا لا تخلو من الغصص ، فليس فيها سعادة مطلقة ، وإنما هي مخلوطة بالشقاء و السعادة للمؤمن و الكافر ، فليست محلاً للثواب ، فلا يطلب أحد ويقول أبحث عن الثواب وعن السعادة في الدنيا لأنه غير ممكن.

    2- لآن الدنيا مزرعة للآخرة : الدنيا ليست هي النتيجة ، الدنيا هي الطريق للآخرة ، فمن يتعلق بالدنيا على أنها النتيجة يكون خاسر ، كالذي مثلاً يريد أن يعبر على جسر من بلد إلى بلد ، لو كان يجعل جميع ما يملك وجميع ثورته في الجسر ، ثم يعبر الجسر للبلد الثاني ، يصل للجهة الثانية صفر اليدين ، ولكن العاقل هو الذي يستفيد ، ويعبر الجسر ويعتبره طريقاً فقط للمرور ، ليصل للمكان الأبدي الخالد ( الدنيا دار ممر و الآخرة دار مقر) .

    3- ما نراه من عقوبة لبعض المخالفين ، نرى بعض الأوقات عقوبة ، شخص طغى كصدام مثلاً و غيره ، فحصلت له عقوبة ، لماذا هذه العقوبة ؟

    مع أن الدنيا ليست محلاً للعقاب كما في الحديث ،الجواب أن هذه العقوبة هي رعاية للمؤمنين ، وإلا الأحاديث كثيرة تقول : لو يطلب الكافر الدنيا ، لأعطاه الله الدنيا ولا ضير ، لماذا؟

    لأن الدنيا لا تسوى شيء ، لأن الدنيا هينة و الآخرة هي التي لها قيمة و هي الباقية ، ولكن عندما يعاقب الشخص الكافر ، أو الشخص المخالف ، أو الشخص الظالم ، إنما هو تنبيه للمؤمنين ، وترغيب للمؤمنين في الإيمان ، وإبعاد للمؤمنين عن الظلم ، يعني ايناس في نفوس الناس ، لأن الإنسان عندما يرى مثلاً الطاغي متجبر ،  ويعمل ويعمل ثم ينتهي عمره ويخرج من الدنيا هكذا ، لم يرى مثلاً له عقوبة ولا شيء ، ربما يضعف إيمان الضعفاء من المؤمنين ، يقل إيمانهم ، ويقول لماذا لم يعاقبوا؟

    هنا رعاية من الله سبحانه للمؤمنين ، وتثبيتاً للمؤمنين على إيمانهم ، يريهم بعض العقاب للظلمة ، وإلا فإن الدنيا ليست محلاً للعقاب .

    سابعاً : المعاناة الروحية توازي شدة الإدراك : الحديث أشار لهذا ، وكلما كان الشخص أكثر إدراكا ، كان الإبتلاء بالنسبة له أشد ، لذلك النبي ( ص ) قال : ( ما اوذي نبي مثلما اوذيت ) النبي ( ص ) كان يتأذى كثيراً اذا رأى الناس لا يؤمنون بالله ، النبي كان يتأذى ( ص ) إذا رأى أشخاص يرتكبون المعاصي ، فكانت أذيته أكثر من غيره لما  يدرك من قبح هذه الأفعال ، فكلما كان الشخص أكثر إدراكاً كانت الإبتلاءات بالنسبة له أشد .

    أختم بحديث عن المنهال بن عمر قال : ( قال رجل للباقر عليه السلام : والله إني لأحبكم أهل البيت ، قال عليه السلام: فاتخذ البلاء جلبابا )

    شخص يقول أحبكم ، الإمام لم يقل له شيء ، وإنما مباشرة يوجهه ويقول في وجهك البلاء يأتيك ، إلتفت أنت تحب الحق ، فالبلاء يكون أمامك.

    ( فاتخذ البلاء جلبابا ، فوالله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي ، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم )

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

  • الشهادة (2)

    الشهادة (2)

    حديث الجمعة – 20/4/2012 – الشهادة (2)

    (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ { 153 } وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ { 154 } وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )…

     

    20/4/2012

    حديث الجمعة

    الشهادة (2)

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم لله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    قال سبحانه تعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ { 153 } وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ { 154 } وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )

    أمنا بالله صدق الله العلي العظيم

    مواصلة لموضوع الشهادة

    أولا :نزول هذه الآية

     أين نزلت هذه الآية ؟

    يقال نزلت بعد بدر

     حيث تأثر بعض المسلمين بظروفهم وما حصل لهم وفقدهم  للشهداء ،عندما تغير وضع المسلمين وحصلوا على الغنائم ، قال بعض المسلمين عن الشهداء لو أنهم كانوا معنا يشاركوننا ما حصلنا عليه من غنائم ومن رخاء لكان أفضل من الموت,  فكانوا يتحسرون عليهم,

    فنزلت هذه الآية (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ)

    نزول الآية قبيل الحرب

     الرأي الآخر يقول أنها نزلت قبيل الحرب ويدل على ذلك ترابط الآيات ،لأن هذه الآيات تصدرت ببيان الصبر ،(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)

    فبينت أهمية الصبر وعقبته

    (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ) ثم (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )

    أعادت موضوع الصبر، فالآيات مترابطة تبين أنه سوف تأتيكم ظروف وأحداث قاسية وتفقدون بعضكم وعليكم بالصبر

    ثانيا: تخصيص الآية بشهداء بدر

    بعض المفسرين قال أنها خاصة بشهداء بدر, وليس أنها فقط نزلت في حادثة بدر بل أنها خاصة بذلك

    والجواب الآية وأمثالها ليست خاصة ببدر والدليل على ذلك

    الآية مطلقة وغير مقيدة

    هذه الآية مطلقة

    (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ)

     يعني جميع من يقتل ، (من ) مطلقة غير مقيدة بأحد ، كل من يقتل في سبيل الله فلا تقولوا لهم أموات ، إذا هي آية مطلقة وغير مقيدة ، فلا يمكن أن نقيدها بشيئ خاص حتى لو كانت نزلت هذه الآية في شهداء بدر أيضا لا تخصص، (خصوصية المورد لا تخصص الوارد) كما يقولون ، فالآية مطلقة وتشمل جهات مختلفة ، وجميع المصاديق التي تنطبق عليها

    إذا كان الإنسان بنظرهؤلاء ينعدم بموته

      إذا كان الإنسان بنظرهؤلاء ينعدم بموته ويفنى ويتلاشى وينتهي ، إذا كان كذلك فكيف يخصص شهداء بدربأمر يخالف هذه القاعدة العقلية التي يقولونها

    لا يمكن لما يلزم منه المحال أن يتحقق, يخصصون بأمر يخالف العقل ويخالف الإمكان العقلي الذي يفرضونه وهذا غير صحيح

    أم أنه إعجاز خصصهم به الله تعالى

    هل هذا إعجاز؟

     وخصصهم الله به دون غيرهم ، بل دون الأنبياء ودون الصالحين ،

    وهذا أيضا غير صحيح من جهتين :

    الجهة الأولى : التي ذكرناها أنه يخالف فرض إنعدام الإنسان وتلاشيه وإنتهاء الإنسان , التي يلزم منها مخالفة القانون العقلي المفترض

     فحكم العقل ليس فيه شذوذ ولا تخصيص , لأن حكم العقل يكون ساريا دائما

    الجهة الثانية : مخالفة الأولوية التي هي للأنبياء. الأنبياء لهم الأولوية ، فكيف يكون الموضوع موضوع الحياة بعد الموت في البرزخ

    (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )

    يكون خاصا بشهداء بدر مع أن هناك شهداء في بدر وفي أحد وفي غزوات أخرى وإستشهد أنبياء وأولياء لهم درجات عالية كيف يكون هذا التخصيص للشهداء دون الأنبياء الشهداء والأولياء الذين إستشهدوا أيضا في مواضع أخرى هذا يدل على أنه لا يمكن تخصيص هذه الآية بشهداء بدر

    ثالثا :تصور البعض أن هذه الآية جاءت لتثبت الحياة بعد الموت بصورة عامة

    هذه الآية قال البعض وتصور أنها بسياق الآيات التي تثبت وجود حياة بعد الموت ، هناك حياة بعد الموت وأن الإنسان إذا مات سوف يعاد يوم القيامة ، ويحاسب يوم القيامة ، ويجزى يوم القيامة ، هذا التصور أيضا خاطئ

    والجواب عليه:

    أنها تخاطب المسلمين هذه الآيات

     تخاطب المسلمين ، المؤمنين بالنبي(ص) وهم مؤمنون بالبعث ،تخاطب المؤمنين بالبعث وبالقيامة فيكون الحديث أو إثبات وجود القيامة ووجود نشأة بعد الموت هذا أمرتحصيل  حاصل لأنهم يؤمنون بذلك ، إلا أن يقال تذكير والتذكير لن يكون بتخصيص الشهداء

    تخصيص الآية بالشهداء

     أنها تحصر وتخصص الحياة بجماعة مخصوصة وحياة الآخرة لا تخص جماعة مخصوصة ، فلو كانت هذه الآيات جاءت لتثبت الحياة بعد الموت فلا معنى أن تكون للشهداء فقط ، وإنما تشمل الجميع فلماذا يقول الله سبحانه وتعالى

    ( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون )

    لماذا تقول لهم هذا المعنى إذا كان الحديث عن الحياة مطلقا تخص هؤلاء 

    فالتذكيريجب أن يكون لعموم المسلمين أن جميع من يموت فهو حي أو يحيى بعد موته

    رابعا : الآية أمرا مسلما عند المسلمين

     لماذا تذكر الآية أمرا مسلما عند المسلمين ربما يقول قائل هذا الأمر مسلما عند المسلمين ،

    لماذا تذكره الآية؟ وهي الحياة البرزخية ,هل هي مسلمة أم غير مسلمة عند المسلمين ولماذا تذكرها الآية ؟

    الجواب

    أن المسلم هو البعث بعد الموت

     يعني يوم القيامة , المسلم هو البعث والنشور يوم القيامة وليس البرزخ عالم البرزخ لم يكن مسلما والقرآن جاء وثبته ، أيضا ليس في ذلك الوقتفقط ليس مسلما به بل حتى في هذا الوقت هناك من يختلف فيه من المسلمين من لا يقبل بحياة البرزخ

    2ـ إحتمال إتيان الآية من باب التذكير

    أو أن الآية تأتي من باب التذكير أو التنبيه لما هو معلوم مثلا عند المسلمين , عالم البرزخ وأن الشهيد يكون حيا يحتمل أنها تذكرهم ، تذكر لماذا تذكرهم ؟

    حتى تحفز روحية المسلم في جهاده وفي حركته ، فتذكره كما نحن نتحدث الآن ونقول أن الشهيد حي عند الله يرزق لماذا ؟هو التذكير والذكرى تنفع المؤمنين  فربما يكون من هذا الباب

    الآية ترفع الإحساس بالفقد لأهل الشهيد

    أيضا الآية ترفع الإحساس بالفقد لأهل الشهيد عندما يستشهد الشخص يحتاج لمواساة يحتاج لمن يقف إلى جنبه يحتاج لمن يذكره ويقول إبنك شهيد وهو عند الله سبحانه وتعالى ، الآية حتى ولو كان الأمر مسلما ، الآية تواسي أهالي الشهداء وتصبرهم وتقول ليس هناك فراق طويل ولا بد من الإلتقاء وولدكم حي عند الله سبحانه وتعالى ويرزق

    خامسا: من فوائد الشهادة للمجتمع

    الشهادة تخلق في المجتمع حالة نورانية

    يقول الشهيد المطهري كما أن الإنسان الذي يقوم بعمل صالح هذا العمل يؤثر على نفسية الإنسان القائم بالعمل عندما تقوم بعمل صالح ، تصلي صلاة الليل أو تتصدق مثلا هنا بذلت جهد في الصلاة أو بذلت أموال ربما يراها الشخص أنها خسارة ولكن هذه تنعكس على روحيتك وتبني روحك وتحدث حالة نورانية في قلبك

    كذلك المجتمع الذي يكون فيه شهداء يكون مجتمعا حيا والشهيد كأنه نور يوجد في المجتمع ويضيئ درب المجتمع

    تركيز وترسيخ الإيمان

    أيضا عندما يستشهد الشخص يترسخ الإيمان في المجتمع ، إذا كنا نخاف من الموت ونخشى من الموت فهذا يدل على عدم الإيمان الحقيقي بالآخرة ، وبما بعد الموت ، وطبعا الإيمان يتفاوت لذلك الخوف يتفاوت والإطمئنان يتفاوت فكلما كان الشخص مؤمنا بالآخرة كلما كان إستقباله للموت هينا وليس فيه صعوبة

    2ـ الشهادة تصقل روح الإنسان وروح المجتمع

    لذلك الشهادة تصقل روح الإنسان وروح المجتمع ، لأنه الشخص الذي ينظر للشهداء ويتمنى أن يكون شهيدا يدعوه ذلك لتطير نفسه ولإصلاح وضعه ، يصحح أموره بينه وبين الله وبينه وبين الناس لأنه في أي لحظة قد يستشهد فما دام هناك طريق للشهادة الإنسان يكون طاهرا ، لذلك الشهداء أو بمعنى عام المجاهدون في سبيل الله لهم حالة خاصة من الإرتباط بالله

     يقول السيد القائد أن المجاهد في سبيل الله يقطع من السير والسلوك إلى الله مالا يقطعه العارف سبعين سنة ، يقطعه في لحظة أو في أيام ما دام هو متعرض للموت ، مادام هو في ساحة الجهاد ، وإحتمال أن يصاب و إحتمال أن يستشهد فروحه تكون مستعدة للشهادة فيؤثر عليه وتطهر روحه لذلك الإستعداد

    3ـ الإعتزاز بالشهيد والشهادة

    الإسلام يفتخر بالشهداء ويعتز بالشهداء وهذا فخر للشهيد وفخرلأهل الشهيد وهناك أحاديث كثيرة تبين الفضل للشهيد وأنه بعين الله وتبين الفضل لأهله أيضا وأنهم بعين الله وتحت رعاية الله سبحانه وتعالى

    4ـ إن الشهادة هي إرث آل محمد (ص)

    الشهادة إرث آل محمد هي إرث آل محمد أهل البيت (س) هم الشهداء هم الذين بذلوا أنفسهم ويبذلون أنفسهم في سبيل الله ، ويجاهدون في سبيل الله ، ويستشهدون في سبيل الله ، والذي يرثهم يرث هذا الإرث ، وإذا ورثهم في هذه الجهة وصار شهيدا صار له مقام معهم يوم القيامة وألحق بهم وبالصالحين يوم القيامة ، وهذا أمر عظيم

    سادسا : المجتمع والشهادة

    1ـ الدعاء لحصول الشهادة

    كثيرمن الناس يدعون لحصول الشهادة ، يدعون لأن يحصلوا على الشهادة وهذا أمر حسن ، أمر مطلوب في نفسه أن يكون الإستعداد لأن يبلغ هذه الدرجة أن يبلغ درجة الشهداء ،هذا يعني أنه يصلح نفسه ، ويزكي نفسه ، ويطهر نفسه ،

    الإمام الراحل رضوان الله عليه كانوا يأتون إليه ويطلبون منه الدعاء لهم ويبكون ، كان يقول يطلبون الدعاء لأن يكونوا شهداء

    الإمام كان يدعوا لهم بالنصر وحصول ثواب الشهيد يدعوا ويقول اللهم إرزقهم ثواب الشهداء ، لا أن يكون شهيداء مباشرة ولكن يحصل على هذا الثواب ، وإذا حصل على هذا الثواب صار في المكانة التي يصل إليها  الشهيد ولكن هو في هذه الدنيا ينتصر، إذا إنتصر بقي عليه الجهاد الأكبر من حفظ نفسه وإصلاح نفسه وعدم الإنزلاق

    2ـ الشهادة ليست هزيمة

     في مفهوم الإسلام الشهادة ليست هزيمة وكذلك النصر ليس خسارة ، ربما يقول قائل أريد أن أستشهد فلا يحصل الشهادة ، فيقول خسارة إذا إنتصر ولم يستشهد

    لا ليس هذا خسارة وليست الشهادة هزيمة لأنها بعين الله وكل شيئ بعين الله فهو الحق ، أن يتعرف أو يتعلم الإنسان أن تكون أعماله كلها بعين الله هو المطلوب ، أن تكون أفعاله جميعها من أجل الله هو الحق لا أن يختار أمرا معينا ويقول أريد أن أكون في هذه الجهة أو أن أكون شهيدا فقط وإنما يقول ماذا يريد الله إن كان الله سبحانه وتعالى مني شيئا فهو المطلوب بمعنى آخر تكون حركة هذا الإنسان هو هذه الحركة تكون لتحقيق الأمر الشرعي ، المطلوب الشرعي ، التكليف الشرعي ، إذا كان يتحرك بهذا المعنى فهو في الصواب والطريق السليم

    3ـ الشعب الذي يعتبر كل ما لديه للإسلام هو أرقى شعب وهو الشعب المنتصر

     إذا كان يعتبر كل وجوده وكل ما لديه للإسلام فهو شعب منتصر ، أما إذا كان يتحرك من أجل الآنا ولنفسه فهو خاسر بل كثير من الأمور لا ترقى لأن يقدم الإنسان نفسه من أجلها ، إذا كان يرى أو يريد أمرا عابرا أو أمرا هامشيا أو مرتبطا بهذه الأمور الزائلة ، أما إذا كان نظره لله ويريد ما يريده الله ، ويحب ما يحب الله ، فهذا هو الأمر الأعظم والقيمة الحقيقية للإنسان

    4ـ الشعب الذي يعتبر الشهادة سعادة هو شعب منتصر ما دام يرى الشهادة سعادة فهو شعب منتصرحتى في  مواجهته للأعداء ، في خروجه لمطالبه ، تجد الفرق بينه وبين المرتزق الذي جاء مثلا للأموال فهو يخشى من كل شيئ ، يخشى أن يصاب ، يخشى أن يقتل ، أما الشخص المؤمن الذي جعل كل شيئ بعين الله فلا يخشى الإصابة ولا يخشى القتل لأنه يريد وجه الله ، والشهادة يعتبرها سعادة وهذه هي النظرة الواقعية ، أما الشخص الذي يبيع آخرته بدنيا غيره لا يحصل على الدنيا ولا الآخرة ، مرتزق ويتعرض ويقتل فخسر كل شيئ ، خسر الأخرة وخسر الدنيا ، والشعب الذي يعتبر الشهادة هي السعادة هو الذي ينتصر

    5ـ إيمان أسر الشهداء

    أسر الشهداء و مربوا الشهداء غالبا ما يكونون يحملون في أيديهم الإيمان و الإلتزام بالدين ، غالبا أسر الشهداء تجد روحيتهم عالية ، تجد روحيتهم طيبة ، يحبون الخير ، الذي يقدم ولده ويتحرك للمطالبة أو يطالب بحقوق الناس ويخرج ويرى ولده يتعرض أو يحتمل أن يتعرض ولده مثلا للإصابات ، فكم هذا روحيته قوية إيمانه قوي ، يجعله بعين الله هذا أمر عظيم ليس أمر هين ، لذلك غالبا ما يكون أهالي الشهداء تجد روحياتهم طيبة وقوية ومرتبطة بالله سبحانه وتعالى

    6ـ الشهادة ضمان للنصروفضيحة للعدو

    إذا كان في المجتمع شهداء فالنصر لا بد أن يتحقق لأن الدم يسقي الدم وإذا سقط شهيد تحرك المجتمع ولا يتنازل ولن يتنازل المجتمع الذي سقط فيه شهداء ويعتبردماء الشهداء أمانة في رقبته ، خرجوا يطالبون بحقوقنا فنحن مسؤولون عنهم ،لا نتنازل ونطالب ولا بد أن يتحقق ولا بد أن تفضح دماء الشهداء الظالمين والمتغطرسين والمتكبرين المستبدين

    وضع البلد

    قمع ومداهمات مستمرة ولا يريدون لنا أن نحتج ونعترض ، يقولون لماذا هذه الإحتجاجات ؟

    لماذا تطالبون ؟

    لماذا لا تسلكون الطريق القانوني ؟

     وتأتون لمؤسسات الدولة وتقدمون مطالبكم للبرلمان مجلس الشعب الذي يمثل الشعب ، وهذه أمور يسوقونها إعلاميا ،

    ونحن نقول لمن نتقدم بالمطالب ؟

    نتقدم لموظفين يعملون في الدولة ؟

    موظفين يعملون تحت أوامر الدولة ؟

    الدولة إذا قالت لهم إستنكروا الأمر الفلاني  يستنكرون وإذا قالت لهم وافقوا على الأمر الفلاني وافقواعليه وليسوا هم إلا أدوات بيد الدولة ، وهذا ما يريد الشعب تغييره ، والقمع الشديد الذي ينال المجتمع ومناطق البحرين بإستمرار إنما هو لأن شعب البحرين يطالب بتغيير هذا الوضع وهذا الإستبداد ورفع الأدوات والألات الموجودة في المجالس الحكومية التي تحركها الأجهزة الحاكمة ، هذا هو الإنتهاك الكبير والفساد الكبير ،

    والمجتمع يقول لا بد أن يتغير هذا الوضع ، الإنتهاكات المستمرة والإصابات المستمرة ، ويخرج أناس ويقولون لماذا تتكلمون وتسيؤن لسمعة البلد

     وأتعجب كثيرعندما أرى أو أسمع بعض الناس من دول أخرى يتكلمون بهذا الكلام ويقولون لماذا تخرجون وتتظاهرون وتطالبون وفي الوقت نفسه يمدح المطالبة التي كانت في مصر مثلا ويثني عليها (ربيع عربي) ولكن في البحرين ليس لكم أن تتكلموا لا في الإعلام وإذا خرج شخص يتكلم في الإعلام قالوا يشوه سمعة البلد، وإذا خرج يتظاهر في الشارع قالوا إيضا عمل فوضى ودمر مصالح البلد وعطل مصالح البلد هذه المغالطات التي تريد أن تثنينا عن حراكنا ومطالبنا نحن نستمر ولا نتراجع

    السباق في هذه الأزمة ,بهذا السباق الحكومة تريد أن تقول أن الوضع مستتب وليس هناك شيئ ، كانت هناك مطالبات ، مطالبات  وتعاملت معها أجهزة الأمن بصورة سيئة يقولون  ثم كونت لجنة تقصي الحقائق وكشفت الأمر ورضي الأطراف الذين يطالبون بوجود هذه اللجنة وإنتهى كل شيئ وهذا الأمر من الإكذوبات الكبيرة التي تروج والإعلام يعمل عليها يوميا ، وهنا نحن يجب أن نفضح هذه الإدعاءات وهذا الكذب ونتحرك ويكون لنا الحضور الفاعل في المسيرة لنبين أن الوضع سيئ وأن الشعب يطالب ، والذي يطالب ليس فرد وليس أفراد وإنما بصورة عامة الشعب كله يخرج وينزل للساحات يطالب بحقه ولا يتراجع ولا زالت الحقوق منتهكة ولجنة تقصي الحقائق لم تعمل شيئ إنما جاءت للتمويه وجاءت لتضفي الشرعية على النظام وأنه أصلح أو أنه في طريق الإصلاح ولكن الواقع ليس كذلك بل على العكس الإنتهاكات مستمرة ولا زالت مستمرة والشهداء الذين سقطوا بعد التقرير أكثر من الشهداء قبل التقرير فتكليفنا ووظيفتنا أن نكون حاضرين نطالب وننزل للساحات ولا تراجع

     وأخيرا نهيب بالشعب الأبي الحر في مسيرة 20 أبريل اليوم الرابعة عصرا لما لها من أهمية لوجود عشرات المراسلين الأجانب

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • المرأة(1)

    المرأة(1)

    حديث الجمعة – 27.4.2012 م – المرأة(1)

    مقدمة : مقام المرأة أو منزلة المرأة

    ما هي المنزلة التي تحصل عليها المرأة أوتحظى بها المرأة ، وهل أنها تختلف عن الرجل أو أنها لا تختلف عن الرجل في ذلك…

     

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    حديثنا هذا اليوم حول المرأة، لكون هذه الأيام تمر بها ذكرى فاطمة الزهراء (س) وذكرى أم البنين

    مقدمة : مقام المرأة أو منزلة المرأة

    ما هي المنزلة التي تحصل عليها المرأة أوتحظى بها المرأة ، وهل أنها تختلف عن الرجل أو أنها لا تختلف عن الرجل في ذلك

    أولا : أصل الرجل والمرأة واحد بلا فرق

    في أصل وجود ونشأة الرجل ، وأصل وجود ونشأة المرأة شيئ واحد ولا فرق بين الإثنين

    قال الله سبحانه وتعالى ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا( خلقكم من نفس واحدة ،فهي نفس الإنسان بلا فرق بين الرجل وبين المرأة .

    القرآن يتحدث عن نشأة الإنسان أنه متحد بلا فرق بين الرجل والمرأة في أصل هذه النشأة ،

    وقال سبحانه وتعالى ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى *ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلقفسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى )

    هنا أيضا يتحدث عن نشأة الإنسان ، وأن هذه النشأة واحدة وأنه من نطفة بلا فرق بين الرجل وبين المرأة في ذلك ، في أصل هذه النشأة .

    ثانيا :المرأة والهداية في القرآن الكريم

    قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) تحدث القرآن عن نفسه وعن وقت نزوله وعن الهدف من نزوله وأنه هداية للناس ، والناس سواسية، بين الرجل والمرأة لا يوجد فرق بين رجل وإمرأة وإنما الإنسان إنسان بإنسانيته وبروحه

    وقال تعالى: (الرحمن* علم القرآن* خلق الإنسان* علمه البيان)

    فتحدث :

    1ـ الهداية للناس

    القرآن هدى للناس، الهداية للناس كافة ليس للرجل لوحده أو بإمتياز، وليس للمرأة وحدها أو أرقى من ذلك

    2ـ الخلق للإنسان

    تحدث عن خلق الإنسان أيضا بصورة عامة يشمل الرجل والمرأة

    3ـ التعليم للإنسان

    علمه البيان ، أيضا التعليم للإنسان , الرجل والمرأة على حد سواء

    ثالثا: الدعوة للهداية بلا فرق بين الرجل المرأة ، ينتج منها :

    1ـ أن الأنوثة والذكورة تتعلق بجسم الإنسان لا بالروح

    ، لا بروح الإنسان ولا بنفس الإنسان والكلام للهداية أو عن الهداية والدعوة للهداية لروح الإنسان ،وليس لجسم الإنسان ، والقيمة الحقيقية للإنسان بروحه وليس بجسمه

    2ـ أن التربية والتعليم والتزكية إنما هي للنفس والروح وليست للجسم،

    ليس الجسم الذي يتربى ويهتدي ، يربى ويعلم على تعاليم الإسلام تربى الروح وتربى النفس على تعاليم الإسلام وليس الجسم

    3ـ أن النفس والروح غيرالجسم

    يقول تعالى ( ونفس وما سواها *فألهمها فجورها وتقواها)

    ويقول تعالى( يا أيها الإنسان أنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه)

    فألهمها فجورها وتقواها هذه النفس نفس الإنسان وما يترتب على عمل الإنسان حتى بجسده وجوارحه قيمته بما يعرض على روحه وقلبه ونفسه وليس على الجسد

    رابعا:المرأة مثال في القرآن للجميع

    عندما يكون الحديث هل أن للمرأة شأن أو أن المرأة دون الرجل

    نجد أن القرآن تحدث عن المرأة وأعطى المرأة مكان بل وجعل المرأة مثالا للرجل الصالح ، ومثالا للرجل الصالح بصورة عامة وللرجل الطالح ، فالمرأة تستطيع أن تكون أرقى إنسان وأيضا تكون أخس إنسان وأدون إنسان بماذا ؟

    لمى يعرض روحها من الرقي أو الإنحطاط

    1ـ لمن يضل وهو في كنف المؤمنين ذكرا أو أنثى

    كمثال لمن ضل عن الحق وهو في أجواء الصالحين

    قال سبحانه وتعالى🙁ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )

    القرآن يذكر مثل للكافرين ، ويكون مثالا أو تمثيلا للكافر , إمرأة نوح نبي من أنبياء الله وأمرأة لوط وهو نبي , ولكن هذه الصحبة مع النبي لم ينفعها شيئ لماذا ؟

    لأنها لم ترتقي بنفسها و تلتزم بالحق ، فجعلها مثالا للكافرين ، وذكرها الله في القرآن الكريم كمثال ينظر ويضرب على مر العصور

    2ـ مثال للتقوى في أصعب الظروف للذكر والأنثى

    أيضا المرأة مثال للتقوى ، ومثال للمتقين ، وهي في أصعب الظروف أيضا

    قال تعالى ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ )

    المرأة أيضا مثال للمتقين ، وكأن القرآن يخاطب العالم كله أن يقتدي بالمرأة الصالحة ، وأن المرأة يمكن أن تكون أعلى الدرجات ، وحتى لو كانت في ظروف سيئة كزوجة فرعون وما عانت من العذاب والويلات ، ولكنها أيضا بلغت أعلى الدرجات بصبرها وهي ليست نبي لكنها توجهت لله ورجت ما عند الله فهي مثال للمؤمنين

    خامسا : الزهراء (س) قدوة في عصر الإسلام

    1ـ الزهراء في سن السابعة أو الثامنة من عمرها وهي تشارك النبي (ص) همومه ودعوته في شعب أبي طالب

    عندما كان الحصار على النبي (ص) وكانت الزهراء تحمل الهموم ، وتشارك النبي (ص)حتى قال عنها أنها (أم أبيها ) وتفسير أم أبيها له جهات مختلفة، منها أنها كانت ترعى النبي (ص) ومنها أنها إمتداد واقعي لوجود النبي (ص) في ذريته

    2ـ سر عظمة الزهراء (س) وهي لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها

    الزهراء رحلت عن هذه الدنيا وهي لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها ولها من العظمة و الشأن العظيم لماذا ؟

    هل أن الله جبرها على ذلك ؟

    يقول الإمام الخامنئي حفظه الله يقول لم تعطى الزهراء هذه المكانة إعتباطا ومن غير عمل , لا ينال الإنسان منزلة ومقاما عند الله سبحانه وتعالى من غير أن يتحرك , من غير أن تكون عنده القابلية والفعل والعمل , والزهراء (س) بلغت هذه المنزلة ، بحيث يقول العلماء

    يقول الإمام الراحل رضوان الله عليه

    أنها تشارك الأئمة في جميع الكمالات والمقامات ما عدى قضية الخلافة ،وإلا في كل شيئ هي تشارك الأئمة ولها مقام أعلى من مقام سائر الأنبياءعدى النبي (ص)فما هو السر في هذا ؟

    لا نعلم السر الواقعي ولكن نعلم بالصدق والإنقطاع لله الذي كانت تحمله الزهراء ، الذي يؤهل أي إنسان أن يتقدم ويرتقي عند الله وتكون عنده منزلة عظيمة

    3ـ فاطمة الزهراء محدثة

    وماذا يعني أنها محدثة ؟

    الملائكة تحدثها ، هذا يعني أن الزهراء لها نشأة ولها شأن وعظمة كبيرة بحيث أنها تكون تلتقي مع الملائكة ، تسمع الملائكة ، والملائكة يحدوثنها ، ينزل عليها جبرائيل ويحدثها

    يقول الإمام رضوان الله عليه هذا يحتاج إلى سنخية بين الإثنين بين الملائكة وبين الزهراء يجب أن تكون روحها بتلك العظمة والشفافية والإنقطاع إلى الله ، بحيث أنها تستطيع أن تكون كذلك بل لها مقام أعلى ، فكانت تلتقي وكان الملائكة يحدثونها

    4ـ مصحف فاطمة

    بماذا يحدثونها ؟ يحدثونها بأمور يسلونها ، والروايات في ذلك كثيرة من طرقنا ، ومن غيرنا أيضا , يحدثونها بما يقع على ذريتها

    يقول الإمام الصادق (س) عندما يسأل عن مصحف فاطمة

    (أما أنه ليس فيه شيئ من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون)

    علم ما يكون إلى قيام الساعة ، الأحداث التي سوف تقع كانت الزهراء (س) تعلمها

    الظروف الصعبة التي كانت تعيشها الزهراء والعبادة التي لا يشوبها حجاب

    عبادة الزهراء لا يشوبها حجاب ، وإنقطاع إلى الله ليس كمثله إنقطاع ، فمن يسأل كيف أن الزهراء تحصل على هذه المنزلة أو هذه الدرجة ،هناك أمور غيبية لا نعلمها، وهناك أمور ظاهرية ، ومن ضمنها مسألة العبادة ، العبادة هي عمل بالأركان بالجسم ، بأعضاء الجسم يقف الإنسان ويعبد الله ولكن هذا ليس هو كل شيئ ،هناك شيئ آخر وهوالمستوى الروحي و الإنقطاع الروحي ومستوى الإرتباط والإنقطاع لله سبحانه وتعالى في العبادة

    يقول السيد القائد حفظه الله ، يقول يمكن لكل إنسان أن يأتي بما كان يأتي به النبي (ص) عمليا في الخارج ، كفعل يصلي عدد من الركعات أو يقرأ القرآن يمكن أن يأتي به الإنسان ، ولكن ما يحمله من الإنقطاع الباطني والإنسجام مع الله سبحانه وتعالى الروحي هو المائز، وهو محور ومقام التفاوت بين الناس ، يعني هناك من تعرض مثلا عندما يكون الحديث عن تعرض الصالين أو أهل البيت (س) للبلاء والإبتلاء والعذاب ، غيرهم تعرض جسديا ربما لمثل ذلك وربما لأكثر ولكن لما يحمله هذا الإمام المعصوم أو الولي الصالح من الإنقطاع لله يكون الأثر عليه أكثر ، فعندما يكبر ويقول الله أكبر يقال أن تكبيرة أمير المؤمنين (س) ثوابها لا تساويه أعمال الثقلين لماذا؟

    لأنها تحمل الإخلاص والصدق والإرتباط والإنقطاع لله مالا يحمله أحد غير المعصومين (ع)، أيضا للزهراء (س) في عبادتها .

    ظروف صعبة تعيشها الزهراء ولا تنقطع عن عبادتها وتوجهها لله سبحانه وتعالى

    يقول الحسن البصري ( بأن فاطمة بنت النبي (ص) عبدت الله ووقفت في محراب العبادة إلى درجة تورمت قدماها)

    تعبد الله إلى أن تتورم قدماها ، وهذه الطاهرة هي قدوتنا , فهل نحن نعبد لهذه الدرجة , أو دونها ؟ أم أننا دائما نقول القول المشهور الذي ينقل عن أمير المؤمنين (س)

    (النفس لها إقبال وإدبار ) ولا نأخذ من هذا القول إلا الإدبار

    دائما نعيش حالة الإدبار ، في العبادة إدبار! في الأعمال الصالحة إدبار !

    فلا يوجد عندنا شيئ لنبني به مستقبلنا لعالم الآخرة ، فإذا نحن لسنا من المقتدين بالزهراء وبأهل البيت (س) نحن لا نكلف أنفسنا أن تتورم أقدامنا ،لا نكلف أنفسنا حتى أن نجلس ونأتي بركعتين من جلوس ، إذا نحن لا نقتدي بالزهراء (س)

    6ـ الزهراء (س) تدعوا للناس ولا تدعوا لنفسها

    دعاؤها مستجاب مائة بالمئة ، عندما تدعو الزهراء دعاؤها يحقق

    يقول الإمام الحسن (س): ( أنه سمعها دائما تدعو للناس , وعند الصباح قال لها : ( يا أماه أما تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟! فقالت يا بني الجار ثم الدار)

    الإيثار حتى بالدعاء ، والذي يدعوا للأخرين يحصل كثير ،

    طبعا بالنسبة للدعاء وإشراك الأخرين في الدعاء يكون سبب للإستجابة ، بعض الناس يتوهم توهما خاطئا أنه مثلا عندما يأتي بركعتين مستحبتين أو يقرأ الفاتحة ويقول هذه هدية لفلان يتصور أنه لو أشرك أخرين في ثوابها قل ثوابها وهذا المعنى خاطئ بل هو يتضاعف ، يقول العلماء كلما زاد عدد من تهدي لهم الثواب وتشركهم بالثواب حصلت أنت أضعاف أضعاف وهم حصلوا أيضا ولا ينقص الثواب

    الفقر والحياة الصعبة وهي بنت الشخص الأول في العالم الإسلامي

    بنت النبي (ص) وماذا كانت حياتها ، كل شيئ تحت أمرها وتحت يدها ولكنها تعيش حالة صعبة من الفقر ، وهذا إشارة لنا ولأهلنا ولأزواجنا أن نكون مقتدين بالزهراء لا أن الإنسان يكون مملوكا للمادة لا ضير ولا عيب ان يملك ولكنه لا يكون أسيرا لما يملك ، عليه أن يكون هو المالك وهو المتصرف والمستغني عن الأمور المادية .

    علاقتها بزوجها قال أمير المؤمنين (ع) :

    وعن أبي سعيد الخدري قال : أصبح عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم ساغباً فقال : «يا فاطمة هل عندك شيء تغذينيه ؟» قالت : «لا ، والذي أكرم أبي بالنبوّة وأكرمك بالوصيّة ما أصبح الغداة عندي شيء وما كان شيء اُطعمناه مذ يومين إلاّ شيء كنت اُؤثرك به على نفسي وعلى ابنيّ هذين ( الحسن والحسين ) فقال عليّ (عليه السلام) : «يا فاطمة ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئاً ؟» فقالت: «يا أبا الحسن إنّي لأستحي من إلهي أن أكلّف نفسك ما لا تقدر عليه)

    هكذا هي فاطمة ومن تقتدي بها عليها أن تكون كذلك , ترى بعض النساء تصر المرأة مثلا على زوجها ، تستطيع أو لا تستطيع يجب أريد كذا وأنت مسؤول ان تعطيني .

    القدوة والإقتداء بالزهراء (س) أن تنظر الزوجة لظروف زوجها وتقدر وضعه وتخفف عليه لا أن ترهقه بما يستطيع وما لا يستطيع.

    يقول علي(ع) (ما أغضبتني ولا عصت لي أمرا)

    9ـ حياة الزهراء مليئة بالعمل والسعي والتكامل (ومركزا لمراجعة الناس)

    هي تعمل و تعبد الله بلا انقطاع ، وفي جميع الميادين تجد لها بصمات . مراجعة الناس لها في قضاياهم ومشاكلهم ، الزهراء(س) هذا وجودها ووجود من يقتدي بها يجب أن يكون كذلك

    وتتعرض لما تتعرض له وهي تستطيع أن تطلب الدعه والراحة ولكنها تقبل بكل ذلك رضى لله وإرتباطا به سبحانه وتعالى

    11ـالزهراء (ع) تربي أبنائها أفضل تربية

    أي تربية يمكن أن تقاس بتربية الزهراء (ع) لتخرج سيدي شباب أهل الجنة , وتربي العقيلة الطاهرة العالمة من آل محمد (ص) , فأي تربية كتربية الزهراء (ع) وهي مدرسة لكل العالم في كل فنون التربية والتعليم (سلام الله عليها)

    12ـالزهراء (ع) لم تأخذ من الفتوحات شيئا من زينتها

    هل سمعتم أن الزهراء في فتح من الفتوحات أخذت أموال أو طلبت أموال ؟

    لم تأخذ شيئا وعندما أهديت فدكا من النبي (ص) بأمر من الله تعالى , هل سمعنا مثلا أن بيتها صار من الرخام أو غيره؟!

    قرأنا و سمعنا أنه عرض عليها قبل أمير المؤمنين ذلك ,عرض عليها ولكنها (س) آثرت الإرتباط بالله والعيش مع من يختاره الله تبارك وتعالى بحالة وإن كانت ضعيفة ماديا , لكنها قريبة من الله وهذا هو المطلوب في حياة الإنسان الواعي والعارف بالدنيا والآخرة.

    وضع البلد

    أولا : الشهيد صلاح عباس حبيب

    شهيد يسقط في درب الشهداء ومع قافلة الشهداء ليرتقي عند الله وليكون دمه محفوظا ومكفولا عند الله هو وذووه وأهله وأبناؤه .

    وهذا في سياق الأدلة الواضحة للتعدي الفاحش والبطش الشديد من السلطة وإستمرار البطش والإعتداء والقتل ، فقد بانت على جسده آثار التعذيب الواضحة بحيث لا يمكن لأحد أن ينكر هذا التعذيب بل لم يوجد مكان سليم من التعذيب في جميع جسده , بل قال البعض أنه سحل على الأرض بالسيارة وهذا يعني التعذيب شديد والإعتداء الشديد , بتصور أن هذا هو الحل للبلد ،هذا يدل على وحشية النظام والدكتاتورية والإستبداد وعدم الإنسانية

    إذا كان النظام يعمل هذه الأعمال أي إنسانية تبقى أو إصلاح في بلده بعد ذلك.

    ثانيا: تعديلات دستورية لتكريس الدكتاتورية

    ليزداد النظام في دكتاتوريته يقال تعديلات دستورية هذه التعديلات الدستورية التي هي تعديلات ديمقراطية

    هل إختارها الشعب ؟

    هل صوت عليها الشعب ؟

    هل قبلها الشعب ؟

    أم أنها جاءت من أناس وضعهم النظام كألات وكأدوات يحركهم كيف يشاء ، فهي ترسيخ للظلم والإعتداء على الناس وسلب الحقوق من الناس وليس الإصلاح في البلد

    الحكومة تضع خطة أمنية للقضاء على كل من يطالب بالحقوق

    نسمع خطة أمنية ماذا يريدون بالخطة الأمنية ، يقولون تطبيق القانون على الجميع والقانون يطبق على الجميع ماذا يطبق من القانون ، إذا تظاهر أناس وقالوا نطالب بحقنا ، قالوا قانون يمنعهم ويحتاجون لتصريح ، وإذا خرج أناس يحطمون ويعتدون على أماكن من ينتسب للمطالبين فهل هي ديمقراطية وحرية ؟

    عندما يخرج أناس من المدارس مثلا أو في المدرسة ويرفعون شعار نحن نريد الإصلاح يقال هذا تسييس للمدارس وللطلبة وهو أمر مخالف للقانون ، وعندما يخرج من المدرسة والمدارس والجامعات, بل يخرجون أناسا يخربون أو يتظاهرون أو يطالبون برئيس الوزراء وغيره يقال هذه حرية وإصلاح والشعب يقف مع فلان ، هذا كله إزدواجية في المعايير ، إزدواجية في المعايير وظلم لهذا الشعب بل إستخفاف بالشعب و بالعالم كله وبالمنظمات الحقوقية في العالم أيضا ، ولكن عندما يضعون خطة أمنية لإيقاف المطالب، هل تتوقف المطالب ؟

    طبعا مستحيل بل كلما وضعوا إزدادوا في الإعتداء على الناس وكلما زاد إنتهاكهم لحقوق الإنسان في البلد صار الشعب يرى لزاما عليه وواجبا عليه أن لا يسكت ، وأن يطالب ويقول لا يمكن أن أتراجع عن مطالبي لأن الحكومة تعمل هكذا وتمارس الديمقراطية بالضرب والإعتداء والأسلحة المحرمة دوليا والغازات ، هذه ديمقراطيتها يجب أن تتغير ، والشعب لن يتراجع وسوف يواصل ومسيرته في المطالب

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • الشهادة(1)

    الشهادة(1)

    الشهادة(1)

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

     قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ)

    وقال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )

    أمنا بالله صدق الله العلي العظيم

    نعزي ونهنئ أهالي الشهيد

    نعزي ونهنئ أهالي الشهيد الحاج عبد الرسول حسن إسماعيل وأهل البحرين وجميع الشهداء أهالي الشهداء في البحرين

    أولا : الشهادة هبة من الله سبحانه وتعالى

    الشهادة هبة من الله سبحانه وتعالى يهبها لمن يشاء ، ويختار بها من يشاء ، ويصطفي بها من يشاء ، فهي نعمة ومنة من الله سبحانه وتعالى ، وليس إنتقالا من حياة إلى موت

    ثانيا : دفع توهم ما يصفه الماديون حياة الذكرهناك توهم يصفه الماديون بأن الشهادة هي حياة الذكر وليس الحياة الحقيقية .

     يقولون الشهيد هو حي يذكر بعد موته ، حياته بذكره  ,عندما يجاهد أو يحارب المحارب في ساحة الحرب ويقتل فهو قد إنتهى ، إنتهت روحه ومات وفنى إلى الأبد , لأن روحه هي أيضا مادية وليس له وجود حقيقي خلف هذا الجسد , وإنما الوجود فقط هو في هذا الجانب المادي الجسدي ، فإذا مات الإنسان إنتهى وبذلك لا يبقى محفز للإنسان أو للمجاهد أن يجاهد في ساحة الحرب ، فإخترعوا فكرة الشهادة ( والحياة بعد الموت ) لكن هي حياة الذكر بين الناس فقط .

    الماديون يصفون هذا المعنى ويقولون إخترعوا فكرة الشهادة والحياة بعدها .

    الجواب : سبب هذا الإدعاء

    وهو لا يغني عن شيئ ليشعر الإنسان أنه سوف يذكر بعد موته ويرتاح بهذا الذكر فيحارب ويقاوم الأعداء فيحقق بمقاومته وحربه وجهاده بقاء الآخرين مع فنائه هو ، يقولون هذا المعنى.

    فهم يطرحون هذا المبرر وهذه الفكرة من أجل أن يكون هناك حافز و محرك للإنسان ليحارب ويدافع عن وطنه ويقولون أنت تموت وتنتهي ولكن يبقى أخرون ويسعدون بالحياة ، لذلك نسميك شهيدا ونذكرك بالخير وهذا طبعا ليس صحيح ، وإن كان الإنسان يدافع عن وطنه وأهله ولكن المعنى ليس صحيح، لأن الإنسان بفطرته يبحث عن وجوده وسعادته مع الأخرين ولا يقبل بفنائه وإنتهائه كاملا ، ينتهي وجوده ويتلاشى كل شيئ ، لذلك لو كان هذا المعنى حقيقي ،

    والشخص يتصور أنه بإستشهاده أو بموته إنتهى لا يمكن أن يتقدم للموت إلا إذا كان يرجوا وجودا بعد الموت ، فهذا الجواب ليس صحيح

    ثالثا : روايات العامة أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش

    روايات العامة في قضية الشهادة أنه ماذا تعني هذه الآيات (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

    يروون روايات كثيرة ويقولون الإنسان بعد إستشهاده ،  فإن الله سبحانه وتعالى يجعل روحه في حوصلة لطيور خضر تكون في قناديل معلقة بالعرش، وهذا المعنى أيضا ليس صحيح  

    الجواب : أجاب عنه أئمتنا (س) فقال الإمام أبو عبد الله الصادق (س) متعجبا من هذا

    وقال سبحان الله ! المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير) ، المؤمن له مقام أعلى لا أن يكون بحوصلة طير ، وإنما يكون في عالم البرزخ يكون حيا يرزق عند الله سبحانه وتعالى ، في أجساد شبيهة بأجسادنا في هذه الدنيا , أجساد مثالية يعني الوجود المثالي ولكن له وجود برزخي بين هذه الدنيا وبين عالم الآخرة (القيامة )، ويرزق في ذلك العالم

    رابعا : المراد بالموت بطلان الشعور والفعل والآيات تنفيه عن الشهداء

    الموت المراد به بطلان الشعور والفعل والآية تنفيه عن الشهداء ، الآية تخصص الشهداء بهذه الخاصيات التي ذكرتها الآية أنهم ليسوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فذكرت

     1: الحياة

    قال تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل اللهأمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

     فهم أحياء وليسوا أمواتا كما يتصور الناس

    طبعا هذه الحياة هي خاصة بالشهداء ، الأخرون أيضا لهم برزخ , المؤمن والكافر، ولكن بالنسبة للمؤمنين لهم خصوصية أيضا ، وهذه الخصوصية في حياة البرزخ يذكرها الله سبحانه وتعالى في هذه الآية

    فأولا : أحياء عند الله

    2: الإرتزاق وهو الفعل  

    الإرتزاق وهو فعل وليس توهم كما يقول الماديون ، أنه حي ولكن هذه الحياة إنما هي بالذكر ، هذا الكلام غير صحيح ، فليست الحياة بالذكر وإنما هي حياة حقيقية.  الذي يستشهد في سبيل الله يكون حيا حقيقة وليس إعتبارا ، ليس إعتبارا يكون حيا ، وإنما هو حي حياة حقيقية ، لها فعل يقوم به هذا الشهيد بعد هذه الدنيا في عالم البرزخ ،

    فقال تعالى (بل أحياء عند ربهم يرزقون )

    3: والفرح شعور

    أيضا ليس الفعل فقط وإنما الإحساس والشعور

    فقال تعالى (فرحين بما أتاهم الله من فضله )

    فهم أيضا يشعرون فرحين ، في ذلك العالم يكونوا فرحين بما أتاهم الله من فضله

    4:الإستبشاروهذا كله شعور

    قال تعالى (فرحين بما أتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم آلا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

    فهم في حالة إدراك وشعور فحياة موجودة عندهم يعيشونها في ذلك العالم ويرزقون من الله سبحانه وتعالى ويستبشرون بمن يأتي بعدهم من الشهداء والمؤمنين.

    خامسا: من ذلك يظهر أيضا أمور أو نستفيد أمورا

    أولا: أن هؤلاء المقتولين في سبيل الله تأتيهم وتتصل بهم أخبار خيار المؤمنين الباقين بعدهم في الدنيا

    فهم يرون المؤمنين وينظرون لأعمال المؤمنين ، أن المؤمن في هذه الدنيا يعمل ويرون مقامه بعمله وأن هذا الشخص الذي يقوم بالأعمال الفلانية من الطاعات والصلاح سوف يكون له المنزلة الفلانية ،

     الذي يجاهد في سبيل الله سوف تكون له درجة عند الله سبحانه وتعالى ، سوف يكون في هذا العالم الذي هم رأوه بعينهم وعاشوه , يرون صاحبهم في الدنيا وماذا يعمل في هذه الدنيا ويرون مقامه وأنه إلى خير

    ( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين )

    فهم يرون ذلك ويستبشرون فيعيشون حالة الرزق والوعي والشعوروالفعل فهم في حياة

    ثانيا: البشرى بمستقبل المؤمنين

    إن هذه البشرى هي ثواب أعمال المؤمنين وهي أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وليس ذلك إلابمشاهدتهم هذا الثواب في دارهم التي هم فيها مقيمون فإنما شأنهم المشاهدة على ذلك الواقع .

    الأعمال التي يراها الشهيد بعد إستشهاده يرى ما يتحقق في ذلك العالم البرزخي من ثواب ومنزلة وعطاء وفضل ونعم من الله له ولمن يأتي بعده فهو يستبشر بهم وينتظرهم أن يقدموا عليه

    ثالثا: معنى أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

    لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، أنهم لا يحزنون على شيئ فقدوه ,( تصور هذه المنزلة الخاصة للشهيد) لا يحزنون على شيئ فقدوه ، ولا  يخافون من فقدان شيئ ، فهذه النعم  ليست في معرض الزوال ولا هم منتقلون عنها ، وهذا يعني هو السعادة الأبدية الخالدة أن الشهيد الذي يستشهد عندما يصير في عالم البرزخ ويرى النعم بعد ذلك لا يحتمل أن تزول هذه النعم ، فهو يعيش سعادة أبدية مطمئن وهذا يعني الخلود الدائم الأبدي له في السعادة والسعادة والنعم والمنن من الله سبحانه وتعالى ملازمة له لا تفارقه أيضا

    طبعا هناك آثار أيضا للدنيا

    حديثنا في هذا اليوم بهذه الصورة المختصرة وسنتحدث إن شاء الله في أسابيع أخرى

    طبعا الفوائد كثيرة للشهادة التي تعود على الشهيد وتعود على المجتمع ، الله سبحانه وتعالى يميز الشهيد ويعطيه ميزة ويخلده ، الذي يقتل في سبيل الله تكون له آثار حسنة

    مثال من العصر الحديث

     من ضمن ما يذكر طبعا في هذه الأيام هي مناسبة في التاسع من إبريل في سنة ألف وتسعمائة وثمانين كان إستشهاد المرجع الديني الكبير والمفكر الإسلامي السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه وأخته العلوية بنت الهدى رضوان الله عليها إستشهدا في هذا الشهر في سنة ثمانين وكانت شهادته منذ ذلك الوقت تجد الآثار له والحفظ له بعد أن قام بواجبه وقدم وفدى الدين وقدم في سبيل الله سبحانه وتعالى الكثير الكثير ، بعد ذلك إستحق كل ما يذكر أو يذكره الماديون من الذكر الحسن صار يذكر بالذكر الحسن , عندما جاؤوا لقبره وأرادوا نقل جسده الطاهر وجدوا جسده سليما ورأينا الصور قبل كم سنة ، يعني بعد أن مضى عليه أكثر من عشرين سنة أو ما يقارب العشرين سنة وإذا هو لا زال طريا وهذا يدل على شرف من الله سبحانه وتعالى ، شرفه وكرمه فهو الذي جاهد في سبيل الله وبنى الفكر الديني القويم والعزة بالله سبحانه وتعالى ليعتز المؤمنين بدينهم و يرتبطوا بالصراط المستقيم ، كان شجاعا جريئا لا يخاف من أحد أبدا إلا الله سبحانه وتعالى وكذلك ربى أجيالا على هذا المنوال فهم يعيشون الشجاعة والصلابة والثبات ومنهم سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله ،

    الذي يعيش أيضا الصلابة والجرأة والإقدام ويعمل لله ولا يخشى لومة لائم أبدا ، كان من ضمن من كان مع الشهيد الصدر الشهيد عارف البصري الذي كان يحمل الثبات والقوة الشديدة ، عارف البصري تعرض للتعذيب وعندما تعرض للتعذيب أرادوا منه بعض أسرار حزب الدعوة ، فكان يقول أسرار حزب الدعوة كلها في صدري وأتحداك يخاطب المحقق أتحداك أن تخرج سرا واحدا منها ، هذا الثبات العظيم لماذا ؟

    لأنه إرتبط بالله سبحانه وتعالى ومضى شهيدا في سبيل الله

    موضوع البلد

    الحاج عبد الرسول نحتسبه شهيدا عند الله سبحانه وتعالى لما تعرض له من خوف ومن غاز ، هذا الموضوع أو هذا الطرح لم يكن متداولا كثيرا أو يذكر كثيرا ولكنه واقع , أن أسباب الشهادة تختلف وكثير من الأشخاص الذين إستشهدوا في البحرين كانوا بسبب الرعب الشديد الذي أصابهم ولم يذكر هذا المعنى ولم يركز عليه

    نقل بعض الإخوان عن أشخاص إستشهدوا أيضا بسبب الغازات وكان أهلهم أيضا يخافون أن يذكروا أسماءهم أو يقولوا أن هذا الفرد من عائلتهم شهيد هذا الخوف الذي تعرضوا له ، لماذا ؟

    لاننا نعيش في بلد حكومتها في الواقع أشبه بالعصابة لا تلتزم بقانون وإنما تعتدي وتفتك بالمؤمنين والذي يقول أن ولده إستشهد أو أن أباه إستشهد أو تعرض لضرب أو لإختناق يتهم  هو القاتل لذلك الخوف يكون شديد من جهتين ، من جهة نفس الشخص الذي تعرض للرعب وربما بسبب رعبه وخوفه تتعطل بعض الأجزاء في جسده فيموت بذلك السبب ، وأيضا أهله يخافون أن يفصحوا أو يصرحوا بأنه تعرض لما تعرض له ، ومن ذلك ما تعرض له الحاج عبد الرسول فهو تعرض للغاز وتعرض للخوف وأهله يخشون أيضا أن يتكلموا بما تعرض له أبوهم

    نذكر أيضا في هذا المقام تأبين الشهيد فخراوي رحمة الله عليه الذي تعرض لتعذيب قاس وشديد بحيث أنه يموت في التعذيب وهذه جريمة نكراء ، جريمة عظيمة تقع بحيث أن يعذب الإنسان تعذيب يصل من خلاله وفي هذا التعذيب إلى الموت فتزهق روحه بهذا التعذيب ، كم هي قسوة هذا التعذيب الذي يتعرض له ، تعرض لهذا التعذيب ومات في العذاب ، وغيره أيضا ربما أشرف كثير منهم على الموت ولكنه لم يأت أجله فقام ، يعني البلد تعيش حالة من الإرهاب والتعذيب القاسي نحن نعيشه في هذه البلد في البحرين لذلك من حق عائلة الشهيد المطالبة بالقصاص هذا حق من حقهم ، من حقوقهم ، لهم أن يطالبوا بالقصاص وليس أن يحكم على الجاني أو القاتل أو المعذب بالسجن أيام أو بأن يعوض أو يقال أنه مات بالخطأ ، بسبب القسوة مات ، قسوة ماذا ؟ أن يعذب إلى يصل إلى الموت

    النقطة الأخرى

    المماطلة في بناء المساجد المهدومة أيضا دليل على إصرار الحكومة على مواصلة الجرائم والتعدي على المقدسات ، فهي لا زالت في هذا الطريق ، بطش مستمر وإعتداء مستمر ، بطش غير مسبوق يطال منطقة العكر على أثر حادثة غامضة ربما هي مفتعلة ولو كانت هناك حقيقة لا يحق أن يعمل هكذا أو تتعرض المنطقة لهذا الإعتداء والبطش غير المسبوق .

    أيضا ميليشيات مدنية تعتدي وتكسر وتحرق محلات جواد وأيضا بمرأى مما يسمى بقوات الأمن تحميها وتشاركها السرقة ثم تطلب منها تكسير كاميرات المراقبة التي تصورهم ، فهم يصورون وهم يكسرون وليست حادثة ولا حادثتين وإنما حوادث وكثيرة لهذه المحلات أكثر من خمسين أو ستين حادثة تكسير وإعتداء ولكن أين الجاني وأين المعتدي ؟

    لا يوجد ، يصور بالكاميرة ويعرف وجهه ويشخص بالإسم والحكومة تبحث عنه ولا تجده ، وهذا يدل على أن الحكومة ماضية في هذا التعنت وهذا التعسف وإذلال الناس .

    أيضا البارحة وجدت إنتهاكات وإعتداءات في مناطق مختلفة من البحرين ، إستخدام رصاص الشوزن المحرم دوليا ، يستخدم في صيد الطيور، وأستخدم أيضا في مناطق مختلفة من البحرين بصورة عامة ، وهناك حالات إصابة في مناطق مختلفة بالشوزن الذي هو ممنوع ومحرم دوليا .

    دهس المتظاهرين أيضا ، الذين يتظاهرون ويحتجون ويطالبون بحقوقهم يدهسون ، وهذا كله بمرأى من العالم ويصور أيضا ولا تجد من يحرك ساكن في ذلك، إنتهاكات صارخة إنتهاكات صارخة تشمل جميع مناطق البحرين ولذلك نقول ونطالب العالم والمنظمات الحقوقية والدول وجميع من عنده إحساس أن لا يتركوا البحرين وشعب البحرين لمصيره

    وأخيرا نهيب بالمؤمنين المشاركة في تشييع الشهيد أحمد إسماعيل ، نتمنى أن يكون الحضور حضورا قويا وفاعلا

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • الصبر(2)

    الصبر(2)

    الصبر(2)

    حديث الجمعة – 23/3/2012

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    جاء في الحديث عن علي عليه السلام ” أشجع الناس من غلب هواه “

    حديثنا هو مواصلة لبحث الصبر

    تعريف الصبر: الصبر هو حبس النفس على الفعل أو الترك .

    ملكة الصبر

    هذه الملكة كيف تتحقق ؟

    ملكة الصبر مشابهة ومرتبطة بموضوع العدالة , أو ملكة العدالة ، فالعدالة هي أن لا يرتكب الشخض أمراً محرماً ، معصية ، وعدم ارتكابه للمعصية بقدرة عنده وبتملك من نفسه ، وليس لعدم وجود القدرة على المعصية ، بمعنى أنه ليس مجبورا في ترك المعصية ، ذاتاً أو من قبل الله سبحانه وتعالى ، وليس مجبور من الخارج عن ترك المعصية ، وإنما هو بنفسه يمتنع عن المعصية ولا يقترف المعصية ، فهذه هي ملكة العدالة أن يمتلك القدر على أن يأتي بالواجبات ويترك المحرمات .

    الصبر ايضا ملكة ، في الحالات التي يتعرض الإنسان فيها لأمور ، ومصائب أو أنه يتعرض إلى كلام بذيئ مثلاً أو يغضبه أحد ، فكيف يتمالك نفسه ويكون صابراً في هذه المواقف ؟

    إمتلاكه للقدرة على حبس النفس عن الفعل إذا كان الفعل مما ترغب له النفس أو حمله للنفس على الفعل الذي تكرهه النفس , أو حبس النفس عن الجزع عند المصائب , فإمتلاك القدر على ذلك هو ملكة الصبر.

    أمور تساهم في تحصيل ملكة الصبر

    هذه هي ملكة الصبر كيف يحققها الإنسان في نفسه ، نقول:

    1. التحلم

    بالتحلم وبالتحلي بالتصبر للنفس ، يحاول أن يوجد الصبر في نفسه  

    ويتمثل الصبر في نفسه ، شيئا فشي تتحقق عنده ملكة الصبر ، سواء كانت ملكة الصبر ، في التعامل بينه وبين نفسه في الواجبات و في المحرمات ، أو تعامل في قضايا أخرى كما يتعامل مع أهله مع زوجته أو أولاده ، إذا غضب من جهة الأولاد أو من جهة الزوجة أو من جهة المجمع أو تعرض لمصائب أو مشاكل أكبر من ذلك ، هنا هو يصنع في نفسه الصبر ، يحاول أن يتحلى بالصبر ، يعني يتصبر إلى أن يكون الصبر حقيقة عنده، فإذا كان مثلاً في بيته و مع أولاده ، أولاده يغضبونه ، مزاجه ضيق ، هنا يحاول أن يظهر شيا من الصبر ، ينوي لله سبحانه وتعالى ، إذا كان نوى ذلك لله وأنه يتصبر من أجل الله ، الله سبحانه وتعالى سوف يفرغ عليه ملكة الصبر ويكون صابراً بعد ذلك ، يكون قادر .

    إذا حاول أن يدخل السرور على أهله ، على أولاده سعدوا بتصرفاته ، فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له الطريق فيتحلى بالصبر بعد ذلك ويكون صابراً .

    أما إذا كان على العكس ، دائم الغضب ولأقل الأمور ينفعل و يظهر الإنفعال ، هنا أيضاً تترسخ في نفسه الهزيمة أمام ما يقتضي الصبر ، سواء كان في معاملته مع أهله أو مع الآخرين ، فإذا كان يصبر نفسه ويخلق الصبر في نفسه شيء فشيء تتكون عنده ملكة الصبر ، أما إذا كان على الطرف على النقيض أو العكس فإنما هو يغضب بسرعة ويشتد بسرعة ولا يحاول التصبر ، إذا كان عنده شيء من الصبر ينتهي تدريجياً .

    هذه الممارسة العكسية إذا كان يمارس ممارسة عكسية للصبر فإنه بدل أن يصبر لأقل الأمور يجد في نفسه أنه يظهر الغضب بشدة تنتهي عنده ملكة الصبر ، أما العكس ما اذا كان يوجد الصبر في نفسه ، يجد نفسه يعيش ضيق مثلاً وضعف ولكنه يحاول أن يتغلب على هذا الضعف ويظهر أنه صابر ، توجد ملكة الصبر بعد ذلك .

    1. الإستقامة في العمل يقول تعالى ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ

    هنا أيضاً إذا كان الشخص إستقام على العمل الصالح ، يحاول أن يقوم نفسه عن الأخطاء ويتجنب المعاصي و يلتزم بالطاعات ، هنا يبشره الله تعالى ويقول نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ومن يكون الله وليه فإنه ينصره ، يحقق له الخير ويحفظه عن الشر ، تكن يد العناية الإلاهية فوق رأسه ما دام هو مستقيماً أو يسعى في طريق الإستقامة .

    يكفي أن الإنسان يتوجه هو بنفسه ويحاول أن يقوم نفسه ويحاول الإقتراب من الله سبحانه وتعالى ، يقول الله سبحانه وتعالى” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا “ يعني جميع الطرق الصالحة الخيرة يهديه الله إليها ،إذا كان يتوجه ويحاول إصلاح نفسه ويحاول العمل الصالح فإن الله سبحانه وتعالى يهديه لجميع طرق الخير ويحميه من جميع المزالق والمهاوي .

    1. الإعتبار من سير من مضى

    النظر في تاريخ الأقوام الماضية ، وما مضى من الأزمنة ، قضايا وقصص في التاريخ وقعت إذا نظر إليها الإنسان صقلت شخصيته ، ووفرت عنده الإيمان وحببته للخير وللصبر والتصبر وبغضته وأبعدته عن الجزع والإستسلام لكل شيئ .

    يقول تعالى قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الاَْرْضِ فَانظُرُواْ كيَفْ كَانَ عَـاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

    وقال تعالى قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ

    كيف كان عاقبة المجرمين تأملوا فيما مضى .

    وقال تعالى فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ. فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

    وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ

    هذه الآيات تبين أهمية النظر للتاريخ وتبين سنن التاريخ والذي كان مستقيماً أين وصل ، والذي كان منحرفاً وعاصياً وطاغياً وظالماً أين وصل .

    يجب علينا أن نتأمل في ذلك ، دائماً في قضايا التربية الروحية والأخلاق نذكر القصص ، لماذا؟

    لأنها العبرة للإنسان ، أن يعتبر الإنسان ويصل إلى طريق الخير .

    قصة النبي عيسى وأمه العذراء (ع)

    مريم ابنة عمران مع النبي عيسى عليهما السلام ، كانا مطاردين ، نفيا للصحراء ، فخرجا صائمين ، خرجا إلى الصحراء وكانا صائمين في جوع شديد ، النبي عيسى جعل أمه في مكان, أجلسها ، فقال أذهب لآتيك بشيئ من الكَلأُ لتأكليه في الإفطار ، عندما رجع إلى أمه وجدها قد ماتت ، جهزها ودفنها ، ثم ناجاها وهي في قبرها ، وقال هل تحبين أن تعودي إلى الدنيا ؟

    كانت مطاردة وتتعرض لهذا البلاء الشديد ، والآن خرجت إلى الله سبحانه وتعالى وهو الرؤوف الرحيم ، إلى مكان فيه الأمان ، إلى جنة الله ، هل تحبين أن تعودي إلى الدنيا ؟

    قالت نعم.

    فقال : لماذا ؟

    قالت : لأصوم في الحر وأتوضأ وأصلي في الشتاء القارص .

    هنا تعلم وعلمت أن الشدة فيها خير ، وأن التصبر على البلاء فيه خير ، فإذا تأملنا لما يتعرض له الإنسان من شدائد وتوجه الإنسان إليه ، فإنه يفوز ويحصل على الخير الكثير ، قضايا كثيرة وقصص كثيرة تبين للإنسان المتأمل المؤمن أنه إذا تحلى بالصبر وتجنب المحرمات أين يصل .

    قصة ابن سيرين

    تذكر أيضاً عن ابن سيرين ، ابن سيرين معروف بتفسير الأحلام ، وعلى درجة عالية من المعرفة بتفسير الأحلام ، ولا يستطيع أي أحد أن يقول أعرف هكذا ، يذكر الأستاذ المظاهري سبب ذلك ، يقول ما هو السبب في بلوغه هذه المنزلة ، يقول هو بزاز يعمل في الخياطة ، يخيط الثياب ، مرة طلبت منه إمراة أن يخيط لها ثياب خاط الثياب ذهب لبيت المرأة يسلمها الثياب فدعته إلى نفسها ، أصرت عليه ، يقول كأنه تعرض لما تعرض إليه النبي يوسف ، أصرت عليه ومنعته من الخروج ، فقال أذهب لدورة المياه أولاً ، ذهب لدورة المياه ولطخ جسمه بالغائط كاملاً ، ثم خرج فرأته إستبشعت منظره ، وأخرجته من البيت طردته من البيت ، خرج بنجاسة ظاهرية وبطهارة باطنية ، باطنه صار طاهراً لأنه رفض الفاحشة ، رفض المعصية وإن كان في الظاهر تنجس جسمه ، ولكن طهرت روحه وبلغ وحصل من الدرجة والمنزلة أنه يفسر من الأحلام ، وقضايا كثيرة تذكر ، أن الإنسان الذي يتوجه لله ويصبر ويتعظ عن المعاصي تكون له درجة العالية ، فالتأمل في قضايا التاريخ والقضايا التي وقعت يربي الإنسان ويزكي الإنسان ويطهر روحه .

    1. تجنب الكفر والظلم والخيانة والفسوق

    كل شيء يؤدي للكفر و يؤدي للفسوق ، يجب على الإنسان أن يجتنبه لا يتساهل في أمور وفي ذنوب توصله لذلك ، قال تعالىوَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ الذي يخون عنده أمانة ويخون تلك الأمانة لا يهتدي ، شخص في عمل ، يوكل له عمل ، لا يتقن عمله لا يؤدي الأمانة المطلوبة منه كما طلبت وكما افترضت عليه فهو ضال ويكون في الضلال ولا يهتدي .

    وقال تعالى إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

    أيضاً الشخص الذي يكفر بالله سبحانه وتعالى ويعبد الشيطان فهو أيضاً لا يهتدي إلى الخير أبداً ، (وأن الله لا يهدي القوم الظالمين ) الظلم أيضاً ذنب عظيم ، شخص يتعامل مع المجتمع وذكرنا في المقدمة حتى في البيت مع أولاده مع زوجته في المجتمع في العمل ، إذا كنت مسؤولا في العمل أو مدرس أو أمثال ذلك ، أو عندك أولاد تتعامل معهم ، التعامل إن كان فيه ظلم ، فالهداية بعيدة كل البعد عنك ، يضل الإنسان الذي يظلم غيره ، إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، ربما يتعامل الشخص مع أولاده ، الأولاد إذا عمل الولد خطأ ، كيف يتعامل مع الولد ، يجب أن يكون التعامل و الغضب و الضرب ، ضرب الولد مثلاً يجب أن يكون تأديبياً ، بمعنى لا ينطلق التعامل من غضب نفسي ، وإنما من حاجة للطفل في هذا الموقف ، إذا أردت أن تشدد على الطفل مثلاً ، يجب أن يكون هذا التشديد منطلق من حرصك عليه ، ليس لغضبك عليه ، من الحرص عليه وأن مصلحته هكذا ، مثلاً يزجر وبالشيء البسيط والخفيف ، و قال تعالى : وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ، الشخص الفاسق ، الفاسق هو الذي يعصي ، يرتكب المعصية ، إحرص أن لا تكون مصداقاً لهذا العنوان، إذا ارتكبت خطأ ، لمجرد أن يصدر منك الخطأ عليك أن تلتفت مباشرةً و تحدث نفسك بالتوبة وتتوب عنه ، العاقل لا يسوف ولا يترك الذنوب تصدر منه ، فإذا صدرت منه الذنوب صار فاسقاً ، و إذا صار فاسقاً فإن الهداية لا تأتيه .

    أما المؤمن ، فيقول تعالى : أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، على الإنسان أن يؤسس الخير ، أن يؤسس إيمانه على الصحة و الخير و التقوى ، وتجنب المخالفات و الظلم ، ويقول تعالى : ” الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ “ ، لا يلبس إيمانهم بظلم ، إن كان قد ظلم أحد ، أو تعرض لأحد بظلم ، و لو بكلمة أو غيبة ، فهو خاسر وضال ، عليه أن يراقب نفسه في كل شيء ، لا تجعل لغيرك حقوق عليك لا تستطيع الوفاء بها .

    يقال أن الشهادة والإستشهاد في سبيل الله ،تمحوا كل شيء إلا الديون ، ويقصدون بها الديون هي حقوق الناس , ظلم الآخرين من الديون، شخص اغتاب أحد ، إستهزأ بأحد ، خطئ على أحد ، هذا لا يمحى ، حتى يرضى صاحبه ، و إذا كان في يوم القيامة ولم يرضى ، هناك الإنسان بحاجة ، لا يتنازل لو قدمت له شيء في الدنيا و قلت مثلاً أعطيك كذا لترضى ، مبلغ من المال ، ربما يقبل ، ولكن في يوم القيامة لا يقبل ، إلا أن يؤخذ من حسناتك له ، وإذا لم تكن هناك حسنات ، يؤخد من ذنوبه عليك ، لذلك الإنسان عليه أن يجتنب و يلتفت لنفسه ، أن لا يصدر منه خطأ أو ظلم لأحد .

    1. قراءة الدعاء

    عليه أن يدعوا الله لتسديده دائماً ، ويطلب من الله سبحانه وتعالى العناية الربانية ، والحفظ من الله ، ليكون تحت عناية الله ، فيهتدي ويكون صابراً ، الدعاء الذي يجب أن يردده الإنسان دائماً ، كما كان النبي ( ص ) يقول : ” اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا “ لا يثق في نفسه ، لا تثق في نفسك وإنما اجعل التوكل على الله و اطلب المدد من الله والتسديد من الله دائماً .

    1. الصلاة و خصوصاً صلاة الليل

    أن يواضب على الصلاة في أوقاتها ، لا يترك الصلاة ، المستحبات أيضاً ، فإذا كان يواضب على الصلوات و يحاول أن يأتي ببعض المستحبات أيضاً ، يسدد ، يقول تعالى ” يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا “ لتحمل هذا القول الثقيل يحتاج أن يصلي ، الصلاة ، الصلاة تصبر الإنسان ، وتجعله صابراً ، هذه بعض الأمور المرتبطة بملكة الصبر وتحقيق ملكة الصبر .

    وضع البلد

    أولا:التعدي على مسجد الصحابي صعصعة ابن صوحان (رض)

    نستنكر ونحمل الحكومة الإنتهاكات الصارخة لمسجد صعصعة ابن صوحان ، وما تعرض له من تخريب واعتداء ، ونطالب الجهات المعنية بالقيام بمسؤوليتها وواجباتها الشرعية و الأخلاقية و القانونية ، وإنما تعرض له مسجد الصحابي كارثة خطيرة ، لا يمكن الصمت والسكوت عنها ، تحت أي حجة أو تبرير ، ونطالب بإعادة بناء جميع المساجد التي هدمت بغير وجه حق .

    الحكومة لا زالت صامته ، و الإعتداءات مستمرة ، ويقال مجهولون ، كسروا المسجد مجهولون ، في هذا المكان و في هذا المكان قضايا تخرج بإسم مجهولين ، أين تكون هذه التصرفات ، الحكومة هي التي باشرت الهدم سابقا فهي مدانة ، والحكومة ساكتة الآن فهي مدانة ، لماذا إذاً حدثت قضية في مكان أو لأحد مرتبط بالحكومة ، مباشرة يقال : أمسكوا أو القوا القبض على القائم بالعملية الفلانية و المعتدي ، ولكن عندما يكون الإعتداء على المساجد أو على المؤمنين أو على بعض أفراد المجتمع من المعارضين ، فلا يعرف من الذي قام بالتعدي ، فنحمل الحكومة على جميع الأحوال هذه الإنتهاكات .

    ثانيا: الإعتداء على طفل السنابس

    ماحدث من اعتداء وحشي على طفل السنابس الأربعاء الماضي ، من اختطاف وإعتداء بالآلات الحادة ، وتحرش جنسي ، دليل على انتهاكات السلطة المتواصلة للشعب في جميع مناطق البحرين ، وعدم إكتراثها لحرمة أحد كبيراً كان أو صغيراً ، رجلاً كان أو امرأة .

    طفل يتعرض لهذه الوحشية ، و يجرح حتى يغمى عليه ، ويتحرش به جنسياً ، هذا تتحمل الحكومة مسؤوليته ، وهي المسؤولة عن ذلك ، وهذا دليل أيضاً إضافة لمواصلة الإنتهاكات ،على أن هذا النظام فاسد ، ويجب إصلاحه ، ولا يمكن التعايش مع هذا النظام بهذه الوحشية و هذه الإعتداءات المتتالية .

    ثالثا: الحوار

    الحوار في ظل المؤسسات الحكومية ، و من غير آليات و ثوابت ، ومن غير أن يكون للشعب رأي في نتائجه ، لعبة بلهاء ، يراد منها التظليل المحلي و العالمي ، نطالب بالحوار .

    ذكروا الحوار سابقاً ، وقالوا حوار التوافق ، ثم تطبيق مرئيات الحوار ، أين الحوار ؟

    و مع من الحوار ؟

    وما هي نتائجه ؟

    و اذا كان هو التوافق بين أطياف المجتمع و فئات الشعب ، فلماذا الآن يذكر حوار آخر ؟

    هذا دليل على أن الحوار السابق كان حواراً فاشلاً ، لم يكن صحيحاً ، ولم يكن جدياً ، لم يكن بالآليات الصحيحة ، و الآن يطرح حوار بنفس الطريقة ، في ظل مؤسسات الدولة ، يراد حوار مع من ؟

    مع المؤسسات القائمة ، المنتهكة ، المعتدية على الناس ، و يجب على الناس القبول بهذا الحوار ، وهذا هو حوار التوافق .

    هذا الحوار لا يغير شيء ، وهذا يكشف على أن السلطة إنما تذكر هذا الحوار من أجل تظليل الناس ، ومن أجل التسويق الإعلامي فقط ، وليست جادة في الحوار ولا في إخراج البلد من ازمتها .

    رابعا: تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق

    تنفيذ التوصيات لجنة تقصي الحقائق ، ليس إلا تظليل للرأي العام ، بماذا ؟

    بتشكيل لجنة ، ولجنة تشكل لجنة ، و اللجنة تشكل أخرى ، والاخرى تشكل فريق يفسر كلام اللجنة الأولى ، وهكذا ، وندور في لجان و لجان ، وهذا يدل أيضاً على أن الحكومة لا تريد الإصلاح في المجتمع ولا تريد حل الأزمة وتغيير الوضع ، و لو كانت هناك جدية في الاصلاح لما رأيت هذه المظاهر العسكرية في الشوارع ، والاعتداءات المستمرة ، لذلك نقول :

    ما هو موقفنا وتكليفنا ؟ تكليفنا هو المواصلة ، و عدم التراجع ، تكليفنا هو تكثيف الحضور في كل مكان ، في المسيرات الاحتجاجية ، في المطالبات بالحقوق ، يجب علينا أن نكون حاضرين .

    وبالمناسبة أخيراً أيضاً ، نذكر المؤمنين بأهمية المشاركة في المسيرة الجماهيرية اليوم الرابعة عصراً ، لما له من الأهمية ، لأن الحضور المكثف و القوي هو الذي يفرض طلب الحلول في المجتمع ، أما لو كان هناك تراجع ، وكل شخص قال أنا لا أذهب و أعتذر ، فإن الحكومة تقول : إنتهت الأزمة ، وبقي الوضع على ما هو عليه ، وليس هناك إعطاء للحقوق ، ولا استجابة لمطالب أحد ، فعلينا بالمطالبة و الحضور الفاعل في جميع الفعاليات الجماهيرية التي تدعوا لها القوى السياسية .

    والحمد لله رب العالمين وصل الله على محمد و آله الطاهرين .

     

  • العبودية لله تعالى

    العبودية لله تعالى

    حديث الجمعة – 17/2/2012
    العبودية لله
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
    موضوعنا حول العبودية لله سبحانه وتعالى
    جاء في الحديث بالمعنى ،
    عن سفيان الثوري :
    قال من أجل أن أحصل على رحابة الصدر وضياء القلب ذهبت للإمام الصادق (س) كي أتغير لما هو أفضل
    يقول : عندما جلست في محضر الإمام (ع) لم يقبلني وقال : عندي عمل ولذلك لا أستطيع أن أجلس معك ، يقول : خرجت وذهبت إلى قبرالنبي (ص) وصليت ركعتين وتوسلت بالرسول الأكرم (ص)وقلت أرجو منك أن تجعل الإمام الصادق يقبلني وأن يرفق بي ، وبعد أن توسلتجئت للإمام الصادق (س) وإستقبلني بحفاوة فعلمت أن توسلي قبل من قبل النبي (ص)
    قال الإمام : عندما جاء سفيان إلى الإمام قال الإمام لسفيان جئت إلى هنا لينشرح صدرك
    فقال سفيان : أجل يا إبن رسول الله جئت لينشرح صدري ويتنور قلبي
    قال الإمام :
    الصادق(س): ياسفيان إذا أردت أن ينشرح صدرك عليك أن تواظب على ثلاث
    الأولى : إعلم أنك عبد وهو مولى
    سفيان الثوري يذهب للإمام لينشرح صدره ويتغير لما هو أفضل لماذا ؟
    لأن الجلوس مع الإمام لا إشكال أنه يؤثر ويغير لما هو أفضل .
    الجلوس حتى مع الصالحين من الأشخاص العاديين الذين يحملون الصلاح هذا يؤثر على صلاح المرء ، فسفيان كان يريد أن يجالس الإمام ليتحول لما هو أفضل
    تذكر قصة لعبد مع مولاه
    مولى مديون وعنده عبد غلام وهذا الغلام يرفق بمولاه ويستشعر من أجل مولاه فيرى مولاه يعاني من الديون وأنه لا يستطيع سداد ديونه، يسأل مولاه لماذا هذا الهم الذي أراه باديا على وجهك فيجيبه أنني مديون بديون كثيرة لا أستطيع سدادها ،
    يقول الغلام لمولاه : بعني وخذ ثمني وسدد به ديونك ، فيقول المولى للغلام : ثمنك لا يساوي عشرما علي من الديون ، لو بعتك لا يساوي شيئ لا يساوي سداد ديوني فيقول الغلام : إعرضني في السوق وقل لهم إن فيه ميزة وهي أنه يعرف معنى العبودية ، فإذا رأوا هذه الميزة سوف يأخذونني بما تجعل لي من ثمن أو سعر، يذهب به للسوق ويعرضه بالسوق ويثمنه بثمن يساوي ديونه ، ثم يقول ثمنه كذا ، الناس يأتون إلى أن يأتي شخص عاقل ويقول إذا كان يعرف معنى العبودية آخذه وإذا لم يكن يعرف العبودية فأرجعه لك ، يأخذه ثم بعد أن يذهب به إلى بيته يضربه بالسياط ويعذبه بالسياط ، ولا يجد منه كلمة ولا إستنكار ولاإعتراض ، فيقول يكفي هذا لغلمانه ثم يسأله ألم تتألم ؟
    يقول:نعم
    ألا تشعرأن ضربك من غير سبب ؟
    قال : نعم لا أرى سبب
    قال : إذا لماذا لم تعترض؟
    قال : لأنني عبد وأنت مولى والعبد يسلم لمولاه تسليما كاملا .
    هذه طبعا القصة وإن كان واقعها ليس صحيحا , ليس مقبولا هذا المعنى في حق البشر، لأن البشر مع البشر متساوون ، ولا يحق لأحد أن يعذب أحدا من غير سبب
    أولا: حقيقة العبودية
    ولكن المعنى الحقيقي والعبودية الحقيقية المقبولة والتي هي الواقع ، هي العبودية لله والملك الحقيقي هو لله ، وأن شخص يملك شخص فهو ملك إعتباري لا يحق له أن يعذبه ، وحتى إذا حصل منه أذى يسأله ما هو السبب ،هذا في ما بين الناس ،
    أما بالنسبة لله سبحانه وتعالى (فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) الله سبحانه وتعالى لا يسأل عن فعله لأنه مالك ملكا حقيقيا ، يملك الإنسان ملكا حقيقيا ، وله الحق في أن يتصرف كيف يشاء ، ومع ذلك نقول الله سبحانه تعالى لا يعمل شيئا إلا من أجل الإنسان ولا يشرع شيئا إلا من أجل الإنسان لماذا ؟
    لأن الله غني عن العالمين
    ثانيا: التشريع الإسلامي
    لنا أن نتعرف على بعض الحكم بالتشريع ، التشريع الإسلامي فيه حكم وله علل ،علل التشريع أكثرها لم تبين ، لم يبين السبب الحقيقي التام لحرمة الأفعال أو لوجوب الأفعال ، ولكن بالنسبة لحكم التشريع يعني بعض الفوائد التي تذكر من أجل حرمة ذلك الفعل أو أنه واجب , هناك بعض الحكم ، وللإنسان أن يتطلع ويتعرف على بعضها
    لماذا تذكر هذه الحكم وبعض علل التشريع ؟
    إنما تذكر من أجل أن يزداد الإنسان إيمانا ويقينا بالله سبحانه وتعالى ، وإلا فإن المفروض من الإنسان أنه يسلم لله ويطيع الله طاعة من غير أن يسأل لماذا هذا لأنه يعرف أن الله سبحانه وتعالى رؤوف رحيم بخلقه لا يريد لهم إلا الخير
    ثالثا : من فوائد العبودية
    التي يجب أن تكون هي واقية للإنسان من الإنزلاق من الوقوع في كيد الشياطين
    قال سبحانه وتعالى عن لسان إبليس قال:
    (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين )
    فالعبد لله سبحانه وتعالى يرتقي درجات عالية إذا جعل نفسه عابدا لله ، إذا وضع نفسه موضع العبودية الحقيقية فإنه يكون في أمان من مكر الشياطين وكيدهم
    رابعا: العبودية فخر الأولياء
    يقول أمير المؤمنين (س)
    (كفى بي فخرا أن أكون لك عبدا )
    الإمام يفتخر ويرى أن لنفسه الحق أن يفتخر، بل هي أعلى درجات الإفتخار أن يكون عبدا لله سبحانه وتعالى
    خامسا: العبودية أعلى من درجة النبوة
    نرى أيضا أن العبودية كما يقول العلماء درجة عالية بل هي أعلى من درجات النبوة أيضا ، أن يكون الإنسان عبدا لله ، لذلك نتشهد في التشهد نقول أشهد أن محمد عبده ورسوله ، نقدم العبودية على الرسالة بمعنى أن العبودية درجة أعلى
    قال الصادق (س) (العبودية جوهرة كنهها الربوبية) العبودية جوهرة ، شيئ مكنون في حقيقته , وواقعه الربوبية ، الربوبية تعني القدرة على التصرف أن يدير أن يتصرف فيما يشاء ، إذا كان عبدا لله حقيقة ، فالإمام الصادق (س) قال لسفيان في كلمته الأولى
    إعلم أنك عبد وهو مولى
    إعلم أنك عبد وأن الله سبحانه وتعالى هو المولى
    الثانية : وإعلم أن لمولاك غضب كما له رضى
    وعليك أن تطيع مولاك ، أن تلتفت لهذا الأمر أن الله يغضب ، كما أنه يرضى كذلك يغضب ، لا ترتكب مخالفة ، لا تجعل نفسك موضع سخط الله سبحانه وتعالى , لا تستصغر الذنب وتقول هذا ذنب صغير فإن الذنب ما دام مخالفة لله سبحانه وتعالى فهو عظيم
    تقول الرواية بالمعنى
    ( يا عبدي لا تستصغر الذنب لأنك قد ترتكب ذنبا أخاطبك بعده لن أغفر لك )، ذنب صغير ولكنك تخاطب بعده ، هذا الذنب لن أغفر لك إذا قبض الإنسان ولم يغفر له خسر كل شيئ ، بمعنى أنك لن تنال التوبة ، يعني بعض الذنوب تحرم الإنسان من التوفيق للتوبة أيضا ، وتقول الرواية أيضا (ولا تستخف بالثواب لأنك قد تقوم بثواب بسيط بعمل بسيط وعلى آثره يخاطبك ياعبدي لقد وفقت وأصبحت سعيدا ويد عنايتي فوق رأسك دائما )
    شخص جاء بعمل صالح بعمل بسيط ولكن يخاطب على آثرهذا العمل أنه تحت عناية الله , يد الله ويد العناية على رأسه تحيطه فلا نستنقص ولا نستصغر الذنوب ولا نستنقص ولا نستصغر أيضا الأعمال الصالحة
    أولا : العبودية والطاعة
    من العبودية الإهتمام بالواجبات وترك المعاصي
    فالعبودية أن يضع الإنسان نفسه عبدا لله ، يرى نفسه مملوكا لله ، ويلتزم بالواجبات ويجتنب المعاصي كلها
    ثانيا: الذنوب كلها كبيرة
    الذنوب كلها كبيرة ولها درجات ، كل الذنوب كبيرة
    كما يقول الإمام الراحل رضوان الله عليه ( كل الذنوب كبيرة ولا يوجد ذنب صغير)
    لا ترى ذنبا وتقول هذا صغير كل الذنوب كبيرة قد يرتكب الإنسان ذنبا ويتصور أنه صغير ثم يرى نفسه خسر كل شيئ كما في الرواية السابقة
    قصة لأحد أصحاب النبي (ص)
    النبي(ص)خرج في بعض غزواته وجعل شخصا لخدمة النساء في المدينة ، جاء هذا الشخص إلى بيت رجل من أصحابه ورأى زوجته ، فلمسها بيده فصرخت النار النار يعني ما هذا الذنب العظيم الذي ترتكبه ، عندما سمع ذلك أيضا صرخ وقال نار جهنم وخرج للصحراء ، عندما رجع النبي (ص) من غزوته قال لقد نزل وحي يخبر أن فلان قد تاب وأن الله قد قبل توبته ، قبلت توبته ، جاؤوا به إلى المدينة وكان النبي (ص) في المسجد يخطب ويقرأ
    (ألهاكم التكاثر)لما سمع الوعيد بالنار صعق ووقع على الأرض جاوؤا يحركونه وإذا هو ميت شهق ثم مات لصدق هذه التوبة لما رأى بأن هذه المعصية التي يتصور أنها صغيرة هي عظيمة عند الله سبحانه وتعالى فالتفت ثم ترك وخرج تائبا
    يذكر الإستاذ المظاهري قصة لطبيب مع إمرأة عجوز يقول ينقلها عن أحد أصحابه يقول
    كنت ذاهبا لطبيب للعلاج وكانت هناك إمرأة عجوز من بين الحاضرين عندما دخلت على الطبيب
    قالت للطبيب لقد طبخت الوصفة ثم شربتها ولم أستفد منها ، ضحك الطبيب عليها وقال الخبز الذي يعطيك إياه زوجك خسارة عليك ، ضحك الطبيب وضحك بعض الحاضرين
    يقول عندما خرجوا دخلت على الطبيب وقلت له ماذا صنعت أنت إرتكبت ذنوبا عظام كبائر وليس ذنبا واحدا منها
    1ـ أنك إستهزات بمسلم (مع أن الطبيب) جاء بكلمة كأنه يتصور أنها لطيفة وملاطفة ولكنه أهان هذه المرأة يقول أنت إستهزأت بمسلم والرواية تقول (يكتب على ناصيتهآييس من روح الله )،من أهان أحد أولياء الله أو أهان مؤمنا يكتب على ناصيته آييس من روح الله يعني يخسر كل شيئ إذا كان آييسا من رحمة الله سبحانه وتعالى لأنه إستهزأ بهذه المرأة ،
    وفي الرواية أيضا(من أهان وليا لي فقد بارزنيبالمحاربة )،هذا تعامل مع هذه الإمرأة ولكن تعامل سيئ , حاول أن يستنقص منها أن يستهزى بها فالرواية تقول من أهان وليا لي فقد بارزني بالمحاربة , من بارز الله حارب الله فهو خاسر
    كنت سببا في إستهزاء الأخرين ، الأخرون أيضا ضحكوا عليها وأنت السبب فأنت تحمل أيضا وزرهم كما يحملون
    أنك كذبت وقلت مالا تعلم , قلت أنه خسارة الخبز الذي يعطيها زوجها ومن أين لك العلم بذلك ، أنت قلت شيئ ولا تعلم به ، ربما تكون هذه المرأة قائمة بأمورها الباقية في حياتها ولكنك إتهمتها بهذا الإتهام
    هذه القصة تعطينا أيضا أن نتأمل بأمورنا بتعاملاتنا مع بعضنا البعض خصوصا مع الأشخاص البسطاء في المجتمع ، إذا كان هناك شخص بسيط ونتعامل معه بإستهزاء أو إستنقاص فنحمل إثما ونحمل ذنوبا بسبب هذا التعامل إذاجعلنا الآخرين يضحكون عليه .
    الثالثة: أنت وما تملك لمولاك
    يقول الإمام (ع) لسفيان إعلم أنك وما تملك لمولاك ، فأنت لا تملك شيئ لنفسك وإنما أنت ملك لله سبحانه وتعالى .
    إستيعاب هذا المعنى حقيقة فيه الخير الكثير إذا كنا نعلم ونعرف أننا ملك لله سوف نحصل على الخير الكثير
    من الخير الذي نحصل عليه بمعرفتنا أننا ملك لله
    أداء الحقوق والواجبات
    الشخص الذي يعلم ويعرف أن كل ما لديه هو لله سبحانه وتعالى سوف يكون أدأه للحقوق أكثر من غيره ويلتزم بأنه لا يرى شيئ لنفسه ، وإنما هو لله , فإذا أعطى الأخرين يرى أنه لا يملك هذا الشيئ من الأساس وإنما هو واسطة في ذلك .
    2ـ زوال الصفات الرذيلة عن أنفسنا
    زوال الصفات الرذيلة عن أنفسنا، كالتعلق بالدنيا والبخل الذي يلازم كثيرا من الناس .
    أما إذا رأى الإنسان نفسه لا يملك شيئ فيزول عن نفسه هذا البخل والأمراض النفسية
    قصة خادم الحوزة والحجة (ع)
    هناك قصة لخادم الحوزة والإمام المهدي وأختم بها هذا الموضوع
    يذكر الشيخ وحيد الخراساني أحد المراجع الكبار المعروفين يقول يوجد خادم في الحوزة (الناس ينظرون للمراجع أن يكون لهم هذا المقام ولكن تراه هذا المقام العالي لشخص خادم في الحوزة ) يقول الشيخ الوحيد الخراساني:
    يوجد خادم في حوزة من الحوزات وهذا الخادم من المؤمنين العاملين القائم بوظيفته يصلي الليل يعمل الأمور الشرعية ملتزم بأموره الشرعية , يقول في يوم من الأيام كان في غرفته يتحدث فسأله أحد العلماء
    مع من تتحدث وأنت جالس لوحدك في الليل ؟
    حاول أن يمتنع عن الجواب فأصر مع من تتحدث؟
    قال : كنت أتحدث مع الإمام المهدي (س)
    ماذا قال لك ؟ وماذا قلت له ؟
    قال: الإمام طلبني أن أكون معه من الأبدال .
    أن يكون مع الإمام من الأشخاص الخاصين القريبين الذين يعتمد عليهم الإمام وهوخادم في الحوزة .
    يسأله ماذا قال لك ؟
    قال: قال لي غدا الظهر سوف يأخذني
    كيف يأخذك ؟
    يقول عندما علم العالم بهذا صارت عينه على الخادم كيف يؤخذ ؟!
    في اليوم الثاني في نفس الوقت الذي أخبر عنه وهو في باحة المدرسة تحت العيون مراقب يرونه قد إختفى مباشرة فيكون مع الإمام (س)
    وهو ليس بمرجع ولا عالم وإنما هو خادم ، ولكن هذاالمقام وهذه الدرجة التي يصل إليها إنما هي لأنه جعل نفسه عبدا لله رضي بخدمة الدين وخدمة من يخدم الدين ووطن نفسه على هذا وصارمواظبا على واجباته مبتعدا عن المعاصي ينال هذا المقام وهذه الدرجة .
    وضع البلد
    نستنكر بالنسبة لوضع البلد و ما يحدث ونحمل الحكومة ما تعرض له مسجد الفردان في مدينة حمد
    مسجد الفردان تعرض لرمي زجاجات حارقة ، ثم يقولون أناس مجهولون رموا المسجد ، نقول هذا كله تحمل به الحكومة ، الحكومة هي المسؤولة عن هذا.
    المجتمع بشيعته وسنته متألف متحاب المساجد عند المساجد قبل الأحداث ومستمرة ولم يحدث أي إعتداء من طائفة على أخرى ، إنما حدث في هذه الفترة , يحدث عندما يوجد تصعيد من الدولة ، يحدث عندما يكون إعلام الدولة يركز على الطائفية والفتنة والإنتقام ، يحدث عندما يخرج من رموز الدولة أو المحسوبين عليها ، من يهدد بالإنتقام من المجتمع من المطالبين بالحقوق , فقط حينها يحدث الإعتداء،
    إذا كل ما يحدث حتى لو كانت حركة أفراد ليست منتمية للحكومة ، فالحكومة تحمل المسؤولية مع أننا نشك في ذلك والأقرب والأوضح أن الحكومة هي وراء كل ما يحدث من تصعيد ومن إعتداءات ، ونستنكر أيضا إستهداف المواطنين كل يوم ، ونستنكر الخيار الأمني المستمر والعقوبات الجماعية المستمرة التي لم تتوقف .
    ماذا يريدون ؟
    هل يريدون قتل الشعب بأكمله ؟
    هل يريدون إذلال الشعب ؟
    قلنا ونقول في كل إسبوع مستحيل ، المجتمع إختار طريقه ، ومصيره واضح ولن يتراجع عن حقوقه ومطالبه أبدا .
    إن إستهداف سماحة الشيخ علي سلمان رسالة من الحكومة تريد بها أن لا حوار حقيقي ولا تسوية حقيقية للأزمة في البحرين ، الحكومة تهدف أيضا من هذا الإعتداء على منزل الشيخ علي سلمان وتعرض الشيخ للإعتداء على أنه لا حوار حقيقي ولا نريد تسوية إلا بإذلالكم ,ونقول الإذلال مستحيل ، مجتمع يعيش في روحه الحرية , يعيش الكرامة , مستحيل أن يتراجع ، مستحيل أن يقبل بالذل ، وإنما يستمر في مطالبه ولا يتراجع ولا يتنازل أبدا
    وأخيرا ذكرى الخميس الدامي ودماء الشهداء ، دماء الشهداء لن تذهب هدرا ، هي محفوظة أولا عند الله سبحانه وتعالى والله هو كافلها وحافظها والمخلف على ذويهم ، ودماؤهم سوف تثمر النصر للمجتمع ،
    ما دامت هناك دماء سقطت ، دماء زكية بظلم وإعتداء فالنصر لا بد أن يتحقق ويستحيل أن يستمر الظلم والظالم كلما إشتد ظلمه كلما قرب نهايته لينتهي هو ولا ينتهي الشعب ولا ينتهي المجتمع وإنما تتحقق جميع مطالبه
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
  • المساجد ( 4 )

    المساجد ( 4 )

    حديث الجمعة – 3/2/2012 – المساجد( 4 )

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين

    رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

    قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)

    وقال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ ذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ هُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)

    حديثنا حول المساجد

    أولا: المساجد والتوحيد

    المساجد هي أبرز أماكن إظهارالتوحيد ، فالإنسان الموحد الذي يبحث عن التوحيد يجد معاني التوحيد واضحة في المساجد , وفي الأعمال المسجدية , فالمساجد محل التوحيد لله سبحانه وتعالى

    ثانيا: التوحيد وهدم المساجد

    ولا يمكن أن نتصور شخصا سليم التوحيد وهو يتجاوز ويعتدي على المساجد أبدا ، لا بد أن يكون عنده خلل في توحيده وإلا لا يمكن أن يعتدي على مسجد هو دعوة إلى الله تعالى ومحل توحيد لله ومحل الإنقطاع له سبحانه وتعالى .

    إذا المساجد محل توحيد ومحل براءة من غير الله , ومحل رفض العبودية لغير الله ، فالمساجد هي المكان الذي يبرز فيه التوحيد لله سبحانه وتعالى , وكل من يتعدى عليها فليس في قلبه توحيد له تعالى , بل إنما قلبه عامر بالشرك فقط.

    ثالثا: المساجد وعبادة الله تعالى

    المساجد هي أهم مواقع العبادة وذكر الله عز وجل

    فالإنسان الذي يريد أن يعبد الله تعالى , أول ما يتوجه لذلك يخطر بباله وفي ذهنه المسجد ,فهو ينطلق للمساجد فكرا وقلبا ثم ينطلق للصلاة فيها , فهي محل العبادة لله سبحانه وتعالى ، هي توحيد لله وهي محطة يقف فيها الإنسان يعبد الله وحده

    في صلاة جماعة ، أو في قراءة القرآن ، و في الأذكار وغيرها .

    رابعا: المساجد والتربية والتعليم

    المساجد أيضا هي مواقع التربية ومراكز التربية والتعليم الديني

    تمتاز المساجد على غيرها بأمرين

    الأمر الأول :التعليم

    الأمرالثاني : التربية

    ونستطيع أن نقلب الأمر ونقول الأول التربية والثاني التعليم لأن المسجد يختلف عن غيره من الأماكن بحيث أن دخول الإنسان فيه , بنفسه يعد تربية ، في المسجد يتعلم الإنسان أمور دينه من أصول الدين وأركان الدين ويتعلم الصلاة والصيام وقراءة القرآن والواجبات الشرعية , إضافة لتعليمه ذلك يتربى تربية روحية دينية لمجرد دخوله للمسجد فالمسجد يؤثر في تربية الإنسان وليس في تعليمه فقط

    قد يتعلم شخص في معهد أحد أحكام الدين ولكنه لا يتربى عليها

    أما في المسجد فبدخوله للمسجد تحصل هذه التربية وتحصل هذه العلاقة الروحية بينه وبين الدين وتعاليم الدين تحدث وتحصل هذه العلاقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى ، تحدث هذه العلاقة بينه وبين جميع المقدسات الدينية.

    خامسا: المساجد والترابط الإجتماعي

    المساجد هي المحل الحيوي في خدمة المجتمع وتكاتفه وتكافله

    أيضا من الفوائد العظيمة البينة والواضحة في المسجد أن أفراد المجتمع الذين يترددون على المساجد عادة ما يكون عندهم إرتباط وتكاتف فيما بينهم فإذا غاب شخص عن صلاة الجماعة يسأل عنه من يأتون للمسجد ويترددون على المسجد , يسألون كيف فلان ماهي صحته إفتقدناه يوم أو يومين , فيحدث إرتباط بين أفراد المجتمع الذين يترددون على المسجد ، ويحدث أيضا التكافل الإجتماعي وينطلق من المسجد فكلما كان المجتمع مترددا على المسجد كان عنده إرتباط فيما بينه وكان عنده تفقد وتحسس لأوضاع بعضه البعض ، بماذا ؟ بدخوله للمسجد وتردده على المسجد

    سادسا: المساجد منطلق الإسلام والدعوة إلى الله

    للمسجد فوائد كثيرة لأنه منطلق الإسلام

    النبي (ص) عندما دخل المدينة المنورة أول عمل قام به هو تأسيس المسجد لماذا ؟

    لأن المسجد هو المنطلق

    لذلك قال الله سبحانه وتعالى ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه )

    يعني هناك مسجد أسس من أول يوم يدخل النبي (ص) المدينة , وقبل أن يشرع في المهام الإجتماعية قبل أن يشرع في أي عمل , يباشر أولا بناء المسجد لما للمسجد من أهمية في بناء الإسلام في بناء المجتمع في تكاتف المجتمع وترابطه

    المساجد كانت مركز الإنطلاق في صدر الإسلام ، جميع الإنتصارات كانت تنطلق من المسجد لما للمسجد من أهمية في جمع المسلمين ولم شملهم وإعطائهم المسؤلية أوتحميلهم المسؤلية فيرى كل شخص مسلم بدخوله للمسجد أنه عضو وأنه فرد من المجتمع ويتحمل مسؤليته، فينطلق بهذه المسؤلية وبها تحققت الإنتصارات في صدر الإسلام

    لذلك المساجد تخيف أعداء الإسلام

    المساجد تخيف الفسقة

    المساجد تخيف الظلمة

    الحكام الظلمة دائما يتحسسون من المساجد ويسعون في خرابها وإبعاد الناس عنها لأنهم يعرفون القوة والإنطلاقة التي تحدث من المسجد هي أقوى من أي مكان آخر

    المجتمع الذي يرتبط بالمسجد وينطلق من المسجد يختلف في واقعه شئنا أم أبينا عن مجتمع يعيش فقط هما سياسيا ، القائد الذي يرتبط بالمسجد وينطلق من المسجد ومن مبادئ المسجد أيضا يختلف عن القائد السياسي البحت المنفصل عن المسجد وعن الدين

    ربما يمكن للسياسي أن يساوم مع غيره , أما صاحب المسجد فالمنطلق من المسجد هو المباديء , فعنده ثوابته الدينية لا يمكن أن يشترى ولا يمكن أن يخدع ما دام حقيقة مرتبطا بالمسجد لذلك الظلمة يسعون جاهدين في كل زمان أن يحطموا المسجد ومن يرتبط بالمسجد

    سابعا: تقديس المساجد في الإسلام والإعتداء عليها

    المساجد هي الأماكن التي تحظى بأعلى درجات التقديس تحظى بأعلى درجات التقديس عند المسلمين والإحترام عند غير المسلمين

    المجتمع المسلم يقدس المسجد ويعظم المسجد وغير المسلم أيضا يتعامل بإحترام وتقدير للمساجد ولا يعتدي عليها

    الإعتداء على المساجد هو إعتداء على الدين

    الإعتداء على المساجد هو إعتداء على الدين وإعتداء على الأمة كاملة

    الذي يجرأ ويعتدي على المساجد , يتجرأ ويتجاوز على المساجد فهو يلغي الأمة ويعتدي على الدين الحنيف وعلى الأمة كاملة , فكأنه يقول أنا لا أهتم بالدين وبأحكام الدين ولا أؤمن بوعيد رب العالمين أيضا ، والله سبحانه وتعالى توعد من يعتدي على المسجد كما في الآية التي قرأناها ولكن الذي يتجاوز ويعتدي كأنه يقول أنا لا أؤمن بهذه الآيات ولا أؤمن بوعيد الله ولا أؤمن بالدين وأتحدى الأمة كلها

    يقول تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها أسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلاخائفين )

    الله يتوعد في هذه الآية الذي يعتدي الذي يمنع مساجد الله أن يذكر فيها إسمه (ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم)

    الذي يعتدي له في الدنيا خزي , والله سبحانه وتعالى لم يقل في الأخرة نعذبه وإنما قال لهم في الدنيا قبل الآخرة أيضا ، يكون له الخزي في الدنيا قبل الآخرة ولا بد أن نرى هذا لأن الظالم الذي يتجاوز ويعتدي على المساجد هذه الآية واضحة التهديد والوعيد له، ربما يقول قائل هذه الآية تتكلم عن أهل مكة في بادئ الإسلام نقول وإن كانت نزلت في حادثة معينة ولكنها مطلقة تنطبق على كل زمان ومكان .

    المساجد محترمة في جميع الأديان بل حتى غير المتدينين بل حتى العلمانيين وحتى الذين يؤمنون بديانات أخرى كنائسهم محترمة أماكن العبادة محترمة وإن لم يقبلوا دخولها مثلا في إدارة البلاد إلا أنها لا يعتدى عليها ، إلا عندنا هنا يعتدى على المسجد ويعتدى على المصلين .

    ثامنا: المساجد أمانة في يد الأمة وعلمائها

    المساجد أمانة في يد الحاكم الشرعي أولا

    الحاكم الشرعي هو الفقيه ومسؤليته أن يحفظ الأوقاف الشرعية ، المساجد ، المأتم ، هي مسؤلية الفقيه وعليه حفظها ولكن مع عدم بسط يد الفقيه وعدم قدرته تنتقل المسؤلية لمن بعده وللمجتمع بأكمله .

    مسؤلية الجميع توثيق المساجد الإنتهاكات التي حدثت على المساجد والمآتم وجميع الأوقاف , وبناء المساجد المهدومة هي مسؤلية الناس جميعا بل والأجيال إذا لم يستطع في هذا الوقت المجتمع أن يقوم بحفظها وبنائها عليه أن يحفظ مكانها ويحفظ وجودها ولا ينساها يوثقها وتبقى المسؤلية لمن يستطيع حفظها وبنائها ولو في الإجيال القادمة .

    تاسعا: لمحة من حديث المعصوم(ع) والمساجد

    روى الصدوق عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها، فأوحى الله إليها وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة، ولا نالتهم رحمتي، ولا جاوروني في جنتي.

    أحاديث في بيان الترغيب لحضور المسجد والإهتمام بالمسجد ، المساجد تشكوا إلى الله سبحانه وتعالى جيرانها الذين لا يشهدونها فأوحى الله إليها وعزتي وجلالي

    الله يوحي للمساجد إنظر لهذا الحديث وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ، شخص يكون جارا للمسجد ولا يشهد المسجد يعني لا يحضر المسجد وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ، ولا أظهرت لهم في الناس عدالة ، يعني أسقطهم في أعين الناس , الذين لا يشهدون المساجد الله لا يجعل لهم مكانة في نفوس الناس ويسقط مكانتهم عند الناس يقول ولا نالتهم رحمتي لم تنالهم رحمة الله ولا جاوروني في جنتي هذا كله لأنهم لم يشهدوا المسجد أما الذي يواظب ويحضر المسجد فيكون الأمر معكوسا

    و عنه عليه السلام: ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه.

    هؤلاء يشكون إلى الله عز وجل

    وقال النبي (ص) (من أسرج في مسجد من مساجد الله عز وجل سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له مادام في ذلك المسجد ضوء من السراج )

    شخص يقول لا أستطيع بناء المسجد ولكن يستطيع أن يعمل شيئا له أثر في المسجد سراج أو شيئ فما دام الضوء موجود من السراج الملائكة يستغفرون له ليس ملك ولا ملكين ملائكة جمع , يستغفرون لمن عمل هذا العمل الصالح

    في الختام نؤكد

    أولا: ضرورة التوثيق

    نعيد ونؤكد ضرورة التوثيق لكل ما حدث ويحدث من إنتهاكات وتعدي على المساجد وغيرها لأن التعدي لا زال مستمرا كما حدث في سند وغيرها على المآتم

    ثانيا :الحرمة ثابة لأماكن المساجد المهدومة

    ضرورة الحفاظ على الحرمة الثابتة لمواقع العبادة والطاعة كالمساجد والحسينيات إذا هدمت , المكان يجب أن يحفظ لا أنه ينسى لأنه هناك مساجد لم تذكر أيضا ولم توثق رسميا كالمسجد الذي عندنا أهل المنطقة لم يسعون بمسؤلية كاملة يوثقونه مع أنه مسجد ومسجل وله أوراق وله مسح ولكن مع هذا لم يوثق ولم يقدم على أنه مسجد هدم

    بقاء حكم المسجدية لجميع مواقع التي تم الإعتداء عليها وهدمت يجب أن نعرف أنها مسجد حتى لو كانت أرض خالية

    ثالثا :تتحمل الحكومة كامل المسؤلية

    نحمل الحكومة مسؤلية إعادة بناء كل ما تم هدمه والتعدي عليه وأيضا محاسبة المسؤلين الذين أمروا والذين قاموا بمباشرة الهدم , فجميع من شاركوا من أمر بالهدم ومن باشر يحاسب على ذلك

    رابعا:المنابر المسجدية والحسينيات تبقى مستقلة

    سنبقى نصر على أن تبقى المساجد والحسينيات مراكز إشعاع للدين والمعارف الإلهية , هي المنطلق للمعارف الإلهية وتبقى منابر حرة مستقلة ولا نقبل أن تكون خاضعة لوزارة أو تكتب الخطبة مثلا من أي جهة كانت لخطيب الجمعة أو لمن يصلي في المسجد أو يكون معلما في المسجد لا يمكن أن نقبل بخضوعه للوزارة الفلانية أولمنهج من الدولة

    خامسا : لا زال الإعتداء على دور العبادة مستمرا كما حدث في سند وفي المحرق وفي غيرها ولم يتوقف الإعتداء فنؤكد أن هذا يجب إيقافه ويجب الإستنكار ويجب شجبه وإظهاره للعالم أيضا , ولن نغفل ويبقى الإعتداء مستمرا يجب علينا أن نتحدث فيه ونظهره للعالم كله

    سادسا : الحل للأزمة هو الحل السياسي

    وأخيرا أن الحل مما يعاني منه البلد يكمن في إصلاح سياسي حقيقي إصلاح سياسي حقيقي يضمن العدالة ويوفر الأمن والإستقرار على مختلف المستويات وليس في القمع والكذب ، الحكومة تسعى فقط لإظهار أنها عالجت الوضع, يظهرون فبركات ويقولون يوجد حوار وتوجد إتصالات بين المعارضة وبين الحكومة أو بين النظام وهو من الكذب فقط للإعلام الخارجي ولا زال القمع مستمر لو كانوا صادقين في أنهم يريدون الحل لما إستمر القمع لجميع المناطق لما سقط شهيد تلو شهيد والقافلة مستمرة

    وإنما يستعملون هذه الدعاية للإعلام الخارجي ولكن نقول هذه حماقة وزيادة في الحماقة لأن الإعلام الخارجي مع الوقت سوف ينكشف , والنظرة الدولية للنظام سوف ترى عدم مصداقية في ما ينقل وأن هذه فقط أكاذيب يروجها والشارع لن يتوقف .

    إذا روجت أن هناك حلا ولقاءات هل سينتهي الإحتجاج؟

    إذا كذب النظام وقال أرجعنا المفصولين هل سوف تقف الإحتجاجات؟

    وهل سوف تنتهي قضية المفصولين بهذا الكذب؟

    الجواب: هذا غير صحيح, المجتمع سوف يستمر وما دامت الإنتهاكات موجودة لن يتوقف المجتمع سوف يستمر في مطالبه ولن يتراجع أبدا وما دامت هناك حقوق مسلوبة المجتمع سوف يقدم كل ما في وسعه ويقدم الشهداء تلو الشهداء ولن يتراجع عن مطالبه أبدا

    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

  • حقوق الانسان(2)

    حقوق الانسان(2)

    حديث الجمعة 23.12.2011 م – جامع كرباباد

    حقوق الإنسان (2)

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم , الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين .

    ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .

    مواصلة لموضوعنا السابق حول حقوق الانسان , نتحدث في هذا الموضوع في نقاط :

    الأولى : حقوق الإنسان والفطرة

    مسألة حقوق الانسان مما يلامس الفطرة مباشرة .

    كل انسان بطبيعته يميل بفطرته الى اعطاء كل ذي حق حقه , ويستنكر بفطرته اي تعد واعتداء على حقوق الناس سواء كانت تخصه هو او تخص الآخرين , الانسان يجد في نفسه ـ اذا كان سليم الفطرة ـ يجد في نفسه الميل الفطري لتحقيق او اعطاء كل ذي حق حقه , فمساله الحقوق او مسألة حقوق الانسان من المسائل الفطرية .

    الثانية :الغرب وحقوق الإنسان

    مسألة حقوق الانسان تتصدر المسائل السياسية والاجتماعية قبل 200 عام في الغرب, الغربيون طرحو مسائل حقوق الانسان واعطاء الانسان حقوقه قبل اكثر من 200 سنة , والطرح من هنا او هناك سببه :

    1ـ الظلم والاعتداءات التي كانت تحدث في الغرب والتي تمارسها الانظمة او المتسلطون او اصحاب رأووس الاموال , بلغ هذا الاهتمام الغربي ذروته خلال العقود الاخيرة فأصدروا الاعلان العالمي لحقوق الانسان , بعد الحرب العالمية الثانية , لما رأو من عدم الالتزام بحقوق الانسان من فظاعات كثيرة وتعد سافر على الناس , هذا من جهة المصلحين والمفكرين والفلاسفة الذين تبنو هذا الطرح .

    2ـ والحكومات المستكبرة ايضاً طرحت هذا الطرح ولكن لأهداف سياسية , وإستعمارية .

    الثالثة : تأسيس هيئة الأمم

    قبل هيئة الامم كانت عصبة الامم , وجدت ولكن لم تعطي الناس حقوقهم , ولم تمنع الحروب , ثم أسسوا هيئة الامم .

    هل هيئة الامم تعطي الناس حقوقهم ام لآ ؟

    الجواب : لا .

    وسنشر ذلك وأسبابه

    الرابعة : عقبات السياسة وحقوق الانسان السياسيون يطرحون موضوع حقوق الانسان ويركزون عليه ولكن في الواقع اهدافهم سياسية هذا في الاعم الاغلب ,واعني بالسياسيين المسيطرين على العالم , عندما يطرحون هذا الطرح الهدف منه هو بسط السيطرة والهيمنة على العالم , لذلك تكون السياسة عقبة لتحقيق حقوق الانسان الحقيقية .

    الخامسة : الإسلام وحقوق الإنسان

    اما الاسلام , منذ قرون اقر بجميع حقوق الانسان , التي تنبه الغرب لبعضها في الآونة الأخيرة , والاسلام منذ اكثر من 1400 سنة يطرح جميع الحقوق للإنسان , بحيث انه لا يمكن ان تأتي بمفرده يطرحها الغربيون او يطرحها من يضج بالنداءات حقوق الانسان فلا تجدها في الاسلام .

    تجد ان الاسلام طرح الطرح الرزين المناسب لفطرة الانسان منذ ذلك الوقت , ولن يدع مفردة من مفردات الحقوق البشرية الانسانية الاجتماعية الا وركز عليها واقرها بل اوجبها .

    السادسة : أسئلة وإجابات

    هنا نطرح بعض الاسئلة والاجابة عليها :

    السؤال الأول : هل استطاعت كل هذه التصريحات الغربية والاجتماعات والمؤتمرات من جانب هيئة الامم حول حقوق الانسان ان توصل البشر الى حقوقهم الحقة او الى جزء من حقوقهم ؟

    هل حصلت المجتمعات البشرية حقيقةً على حقوقها ام لا ؟ هل حصلت على جزء من حقوقها ايضا ام لا ؟

    الجواب : لآ .

    انما هم انفسهم المسيطرون ومن طرحوا حقوق الانسان ورفعوا عقيرتهم بالنداء بحقوق الانسان هم الذين يسلبون الانسان حقوقه , ولا زالوا يسلبون حقوق الشعوب المحرومة في العالم الثالث , المسيطرون الغربيون الذين اسسوا هيئة الامم لحقوق الانسان , والمطالبة بإعطاء الناس حقوقهم وانصافهم , في الواقع انما هم الذين يمارسون الدور الاكبر في انتهاك حقوق الانسان , لماذا ؟ وما هو الدليل ؟

    الجواب : لأنهم هم الذين يحكمون العالم هذا اليوم حقيقةً ,من الذي يدير هذا العالم ؟

    العالم هذا اليوم ينقسم إلى

    حكومات متسلطة وحكومات خاضعة , الحكومات المتسلطة التي طرحت واسست هيئة الامم , وطرحت موضوع حقوق الانسان في العالم هي التي تغزو البلدان , وتستعمر البلدان , وتحتل البلدان المستضعفة , وتبقيها في اتعس الظروف , من الفقر و الجوع و الحرمان من كل شيء ومن الثقافة بل حتى من حق التعبير , في كثير من الدول الافريقية , وفي بعض الدول او في كثير من دول القارة الآسيوية وغيرها , الحكومات تخضع للمستعمر , والمستعمر يبتزها ويأخذ خيراتها ويسيطر على مقدراتها , والحكومات ليست لها قابلية ان تبقى وتستقر من غير هذه التبعية, اذاً تجد ان المستعمر هو الحاكم , المستعمر هو الحاكم , والحكومات ضعيفة وتخضع له , اذا كان الغربيون وامريكا على رأسهم ينادون بحقوق الانسان حقيقة وكانو جادين في المطالبة بحقوق الانسان , لماذا تبقى الدول الخاضعة لهم خضوعاً تاماً تهتك وتنتهك وترتكب وتتجاوز ولا أثر ولا كلام الا ما يصب في مصلحة المستكبر المستعمر نفسه , النتيجة ليس هناك جد في التوجيه , ليس هناك ضغط , وانما كل ما يصنعه المستبد الخاضع للغرب تحت اعين ومرأى منهم , كل ما يعمله وكل ما يرتكبه النظام الحاكم بأي دولة من الدول الفقيرة و المستضعفة تحت مرأى من المستعمر ومن المستكبر ولكن المستكبر لا يحرك ساكنا بل يدعمه بكل ما يحتاج في قمعه من سلاح وأدوات للقمع , مما يدل على انه شريك في انتهاك حقوق الانسان .

    منظمة الامم المتحدة تعتبر ثمرة كل الجهود الرامية الى حفظ حقوق الانسان, ما الذي عملته للشعوب المستضعفة هذه المنظمة ؟ نجد في التصريحات انهم يقلقون اذا قلقت امريكا , عندما يبدي امريكا قلقها على شيء معين يقلقلون , وعندنا تبدي ارتياحها يرتاحون , وعندما تسكت عن دولة وهذه الدولة ترتكب ما ترتكب من التجاوزات هم ساكتون , يسكتون ايضا ولا يحركون ساكنا مما يدل على الخضوع التام والتبعية التامية لأمريكا والمستعمر .

    نجد مصر مثلاً , في مصر ضجة , في وقت مبارك عندما صارت الاحتجاجات والثورة , وقال الغرب حان الرحيل ووجب عليه ان يرحل وان يتنحى لماذا ؟

    الجواب: كل ذلك إنما هو لحفظ النظام التابع لهم .

    وجب أن يتنحى ليأتي نائبه الذي هو أشد منه إلتصاقا بإسرائيل والمستعمرين ,

    لم يقبل الشعب بالنائب , ويقبلون بالعسكر , يبقى العسكر مسيطر وحاكم وامريكا تقبل بهذا الوضع , ثم الجيش ينتهك ويرتكب التجاوزات, الجيش الذي بالأمس كان يقول انه يحمي الشعب , اليوم يرتكب ويتجاوز ويعتدي على الناس وعلى اعراضهم , ويرتكب انتهاكات خطيرة تصل الى الشرف , ولكن لا نجد هناك ادانة !!

    وولا نجد هناك طلب للتنحي والتخلي ونقل السلطة الى سلطة مدنية .

    لا تجد ذلك لماذا , لآنه يعتبرونه ضمان الاستمرار في سلطتهم وسيطرتهم واستعمارهم في المنظمة اليوم .

    مجلس الامن , الذي يعتبر النواة المركزية للمنظمة , وهو مركز القرار , وفيه تمتلك الدول الكبرى حق النقد , الفيتو , يستعملونه لماذا ؟ عادةً اذا ارادو ان يدينوا دوله يدينونها من خلال هذا المجلس , واذا كانت الدولة منسجمة معهم , منسجمة مع استعمارهم وتحقيق اهدافهم , هل يدينونها او لا ؟ مهما يطرح من تجاوزات للدولة المنسجمة معهم تجد النقد في الامام, لانهم لا يقبلون بإدانة دوله تخضع لهم او تكون تابعة لهم .

    السؤال الثاني : هل كانت كل هذه الجهود صادقة ام لآ ؟ جهود المطالبة بحقوق الانسان هل هي صادقة ام ليست بصادقة ؟

    الجواب : هناك جهود صادقة ولكن اغلب الجهود لم تكن مخلصة , بل هي تصدر من السياسيين لمآرب سياسية , اغلب ما يطرح في الهيئات والمنظمات الدولية يخضع للمستكبر , بعضه صادق يعني بعض من يطرحون يحمل الصدق في نفسه , ولكن في الأعم الأغلب يخضع خضوعا تاما للمستكبر ويحقق المآرب السياسية .

    انظر من الذي ينادي بحقوق الانسان , امثلة كثيرة من ضمنها مثلا عندما تجد الذي يطالب بحقوق الانسان الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر او الرئيس ليجان , الذي هو في دوره يحتل كثير من الدول , في افريقيا وغيرها , هو ينادي بحقوق الانسان , يقمع الشعوب ويسلب خيرات الشعوب وهو يقول حقوق الانسان مقدمة على كل شيء, عندما ينزل الجيش الامريكي في المنطقة , ويخطب بوش الابن وينادي بحقوق الانسان واعطاء الشعب العراقي حقه , وخطاب جميل يلقيه على البارجة الحربية وينادي بحقوق الانسان , هل هو صادق في ذلك ام لا ؟ تجد انه غير صادق , لماذا؟ لأنه غير متناسب وغير متطابق مع الواقع , الواقع انهم يريدون استعمار المنطقة يريدون اخذ نفطها وخيراتها , لجعلها منطقة مركزية لهم , لم يوفقوا لذلك , هذا بإرادة الله سبحانه وتعالى , ولكن هو هدفهم , وليس هدفهم هو حرصهم على الشعب العراقي واعطاء الشعب العراقي حقه , الهدف والحرص الحقيقي والواضح ان يجعل المنطقة بثرواتها وخيراتها في جيوبهم , والمنطقة تكون منطقة استراتيجية ينطلقون منها لاستعمار باقي المنطقة , فهم لا يريدون الخير للمنطقة .

    ربما يقول قائل : لآ هم صادقون في طرحهم ويريدون ان يعطون الناس حقوقهم , عندما نقول انهم استعمروا مناطق كثيرة في العالم , وجعلوها تخضع لهم , في بعض الدول الافريقية بعض المناطق الصغيرة مئات الشركات تذهب للتنقيب , لاخراج المعادن والنفط والبحث عن ذلك , فيأخذون الخيرات من الارض , وتختلط بعض المعادن وبعض الزيوت وغيرها مع مياه الناس في المنطقة , بحيث انها تؤثر على عقولهم , يضطرون ان يشربوا الماء وهو ملوث لما يختلط به من الفضلات التي تستخرجها الشركات الغربية والمستعمرة , والناس يموتون جوعا ويعيشون قرب الماء ولا يستطيعون شرب الماء , والغربيون المستعمرون في الوقت نفسه يؤسسون المؤسسة للمطالبة بحقوق الناس ويرفعون شعار ان حقوق الإنسان هي مقدمة وهي قبل كل شيء واهم من كل شيء .

    المتأمل في هذا الواقع يقول : هذا كذب صريح , يدعون شيء ويعملون شيء آخر , هل تجتمع حقوق الانسان وإعتبار واسرائيل مقدمه في الدعم , اسرائيل شريك و حليف , حمايتهم مقدمة واولى من كل شيء , وفي نفس الوقت اسرائيل تهدم البيوت والمساجد وتقتل وتعتقل وتحتل الارض فأين الواقع من هذه الحقوق ؟ هذا يكشف عن صدق او انه يكشف كذب هذه الادعاءات ؟

    الذين وضعوا الاعلان العالمي لحقوق الانسان من هم ؟ هم الذين قتلوا عشرات الآلاف من البشر بالقنبلة الذرية . هم ينادون بحقوق الناس ومن يختلف معهم يضربونه بالقنبلة الذرية , اذا ليسوا صادقين في قولهم لحقوق الانسان , ينادون بحقوق الانسان , يجب اعطاء الناس حقوقهم , يجب حماية الارض من الاسلحة الفتاكة و النووية والمدمرة الشاملة , ولكن في نفس الوقت هم يطورون اسلحتهم ويعطون انفسهم الحق في التطوير وجعل العالم في حالة من الخوف و الهلع وأن اي دولة في العالم وفي أي لحظة تختلف معهم يستطيعون تدميرها بالسلاح المدمر الشامل , هذا يدل على انهم غير صادقين .

    السؤال الثالث : ما هي اسباب هذا العجز والاخفاق في هذه المساعي ؟ لماذا هذا العجر مع انه طرحت وذكرنا ان هناك بعض الاشخاص مخلصين , بعض الجمعيات , بعض المنظمات تطرح حقوق الانسان وفيها كثير من الاخلاص ولكن مع هذا لم يحقق شيء في العالم , لا نرى انه قد تحقق شيء , يعني عندما تجد شعب حصل على بعض من حقه , فهو بمقدار ما يقبع للمستكبر والتبعية للمستكبر , ليس انه حصل حقه بمفرده وباستقلاله , لماذا ؟

    الجواب : العالم ينقسم الى قسمين , الى مجموعتين : الأولى : مجموعة مهيمنة ومسيطرة .

    والثانية : مجموعة قابعة وراضية بالخضوع .

    العالم هكذا واكثر العالم خاضع ويخضع للمسيطر , والقليل من العالم هو المسيطر والمتصرف في العالم بأكمله , صارت عقلية كثير ممن يطالب بحقوق الناس , اذا نظر للمستمعر جعله خط أحمر في كل شيء , يعني لا يصل في كلامه ولا مطالبه ان يتحدث عن المستكبر ويواجه المستكبر او يرفض شيء للمستكبر , اي دوله من الدول تقول للمستعمرين اننا نقاطعكم اذا كان عندكم تجارب نووية او استمرار في مجال التسليح ؟ هل هناك دولة تعترض وتقول اعترض على هذا التسليح الخطير والفتاك ؟

    الذي قد يدمر العالم في اي لحظة , هل هناك دولة تعترض ؟ وتقول لآ ؟

    هل هناك منظمة لحقوق الانسان تتخذ مواقف في اطار ذلك وتقول لآ؟

    لا توجد مواقف جدية تقول للمستكبر الغربي قف عند حدك , قف مكانك , لا نقبل ان تطور هذه الاسلحة الفتاكة , كل ما يصنعه المستكبر لهيمنته وسيطرته على العالم هو خط أحمر , كثير من المجتمعات او من الحكومات او المنظمات على اقل تقدير , ترى انه حق وهذا تطور , فللمستعمر او المستكبر ان يطور ما يريد , ولكن اذا كانت دولة ضعيفة تريد ان تقوى في جانب من التسليح الاعتيادي , يقال هذا انتهاك لحقوق الناس , وهذا إرهاب دوله وهذا وهذا , اما المستكبر له ان يصنع ما يشاء ويصل الى ما يشاء , لو كانت هناك جدية في الطرح , ومن يتبنون حقوق الانسان يقولون نقاطع الدول التي تعمل او تدعم المنتهكين لحقوق الانسان ,لكان الأمر مختلف .

    ولكن هناك شعور حدث عند كثير من الناس وعند المنظمات الحقوقية بالتبعية , والقبول بالواقع , ان نقبل بالواقع وان نخضع للمستكبر , وان المستكبر له الحق في كل ما يصنع .

    فالعالم ينقسم بين هاتين الفئتين بين فئة المسيطر وفئة المسيطر عليه .

    المسيطر عليه يشعر بالضعف في ذاته , الحكام المسيطر عليهم يشعرون بالضعف , ولا يجرؤن ان يقفوا امام المستكبر , هذه فئة او صنف , وصنف آخر يكون خائن , هو خائن بنفسه , خائن وعميل للغربيين , وصنف آخر ربما هو من نفس هذا الصنف , هو المحتل الاصلي , هو محتل لهذا البلد , البلد الذي هو فيه ليس وطنا له بل هو محتل يتظاهر بالوطنية , يحكم الناس لا يريد مصالحهم لا يبحث للناس عن مصالحهم او حقوقهم , وانما هو محتل , هو من يبتز الناس في وجودهم ومعاشهم وشرفهم , وهو اداة ووسيلة لتحقيق مآرب الغربيين, وهذه الثقافة التي حدثت هي سبب كبير في عدم تحقيق حقوق الانسان , اذا كان من يطالب بحقوق الانسان يجد في نفسه أن هناك خطا احمرا لا يحق له ان يصل اليه وهو ان يطالب المحتمل والمستعمر والمستكبر بان يقف عند حده , فهذا الخضوع يجعله عرضة للانتهاك .

    السؤال الرابع والاخير : ما هو العلاج ؟

    الجواب : العلاج الحقيقي هو الرجوع الى الاسلام , العودة الى الاسلام باختصار هو الذي يعطي الانسان حقوقه, وعرض الاسلام بمفاهيمه و بتعاليمه الاصيلة هو الذي يحقق حقوق الانسان حقيقةً , ويوصل الانسان الى سعادته , ذكرنا انه لا توجد مفرده من المفردات التي يطرحونها , ويطرحها الغربيون لإعطاء الناس حقوقهم الا والاسلام قد طرحها قبل ذلك , فإعطاء حقوق الانسان وتحقيق الاستقلال للانسان وللمواطن في اي مكان هو برجوعه الى الاسلام .

    والحمدلله رب العالمين , وصلى الله على محمد و آله الطاهرين .

  • حقوق الانسان(1)

    حقوق الانسان(1)

    حقوق الإنسان

    حديث الجمعة 16/12/2011
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على أعدائهم اجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين .
    ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي .
    نرفع التعازي لذوي الشهيد علي رضي القصاب ، ونسال الله سبحانه وتعالى ،ان يعده في عداد الشهداء ، ويحشره مع الشهداء والصالحين في اعلى المقامات عند الله سبحانه وتعالى ، وأن يعرف بينه وبين اهل البيت سلام الله عليهم اجمعين .
    موضوعنا اليوم حول حقوق الانسان
    قال امير المؤمنين سلام الله عليه لواليه مالك الأشتر الذي ارسله الى مصر :( وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ، وَالْمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ، وَلاَ تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ، وَإمّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ، يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ ، وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ، يُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الَعَمْدِ وَالْخَطَاءِ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَوَصَفْحِكَ مِثْلَ الَّذِي تُحِبُّ أَنْ يُعْطِيَكَ اللهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِه ) .
    هذا من كلام امير المؤمنين سلام الله عليه الذي يؤسس الاساس لتعامل الحاكم مع الرعية
    وامير المؤمنين سلام الله عليه يمثل الاسلام الحقيقي , الإسلام المحمدي الاصيل ، فهو يبين ماذا تعني مدرسة الاسلام وهي مدرسة المحبة ، ومدرسة اللطف ، مدرسة التجاوز والعفو , فهنا يتحدث امير المؤمنين للحاكم الذي يتولى امور المسلمين ان يعطي الناس حقوقهم ، ان لا يفرق بين احد من الناس ، سواء كان الناس يتفقون في دينهم او يختلفون .
    الناس سواسية كأسنان المشط ، والاختلاف بينهم في الدين لا يعفي الحاكم ومن له سلطة من ان يكون عادلا ، لا يعفيه عن العدل ، يجب عليه ان يكون عادلا بين الناس، سواء كانو مسلمين او كانو مختلفين ،فهما صنفان اما اخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق .
    ثم امير المؤمنين سلام الله عليه يبين في هذا الحديث يقول يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل
    يخطأون , ويؤتى على ايديهم من العمد والخطأ
    قد تصدر منهم امور متعمدين او خاطئين ، يقول امير المؤمنين سلام الله عليه فاعطهم من عفوك و صفحك ماتحب من الله سبحانه وتعالى أن يعطيك من عفوه وصفحه
    انت تحب ان يعفو الله عنك تريد ان يتجاوز عن اخطائك ،فتعامل مع الناس كما تحب من الله أن يعاملك ان يحن و يمن الله عليك بالرحمة وعطفه و لطفه وتجاوزه .
    الاسلام مدرسة المحبة الاسلام هو الذي يطرح المحبة للناس وبين الناس و يامر الناس ان يتحدوا في حبهم وفي تكاتفهم وتلاحمهم وتعاطفهم تحاننهم على بعضهم البعض ، كل شخص يلتفت للاخر ولا يكون هناك من بين الناس من يعيش الضنك ووالضرر والظلم وهنا شخص ينظر اليه وليس كانه من البشر .
    معيار الحقوق في الاسلام الحقوق الاجتماعية ( لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي)،القوي لا يكون ممتنع الوصل اليه ،والضعيف لا يمتنع عن المطالبة والحصول على حقه .
    اذا كان الضعيف في المجتع يستطيع ان يطالب بحقه ويحاكم القوي تكون الامة عزيزة .
    اما اذا كان الحاكم المتسلط المسيطر على امور الناس يعمل فيهم بما يشاء ،ولا يستطيعون ان يحاكموه او يحاسبوه او يقاضوه او يسألوه , وانما هم يتلقون الضربات تلو الضربات و يبقون ساكتبين .
    هذا امر يسبب الذلة للامة لا تكون عزيزة ولا تكون مقدسة .
    حقوق الانسان والاسلام
    لا ينفكان ابدا ، لماذا ، لان الاسلام انما جاء من اجل اصلاح هذا الانسان
    جميع ماشرع في الاسلام ،ماشرع الا من اجل هذا الانسان ومن اجل سعادته ،سواء كان في احكام السياسة او كان في الاحكام الفردية او الاحكام الاجتماعية ,أو الاحكام المرتبطة يالتعبير والاعلام وغيره ،
    كل شيئ جاء به الاسلام , انما جاء به لهذا الانسان ليوصله الى سعادته .
    ولكن بعض الناس بعض المتغربين ،ينظرون للاسلام وكأن الاسلام يريد قمع الناس ويريد الحجر على الناس
    ولا يعطي الانسان حقه يضطهد الناس و ينتهك حقوقهم ولا يعطيهم فرصة لان يتنفسوا واو يعبروا .
    ولكن هذا مجاف للواقع , مخالف للواقع ،هي دعاية يطرحها الغربيون ان الدين يضر بالناس اذا وصل المتدينون للسلط سوف تكون كارثة .
    هذا تصوير من المنتهكين لحقوق الناس ،لا انه يلمس الحقيقة والواقع
    نداءات حقوق الانسان في الغرب للدول العربية .
    في الغرب يدعون لحقوق الانسان وينادون بها ولكن
    هل هي حقيقة ام ليست حقيقة .
    المتامل في واقع هذه الدنيا في واقع الحكومات , مسير الحكومات ، يجد ان الغربيين ودول الاستعمار لا تتحرك من اجل حقوق الانسان حقيقية ، هناك منظمات ولجان حقوقية في العالم كثير منهم يريدون تحقيق شيئ من حقوق الانسان ولكن ايضا بصورة عامة يخضعون للمستكبر اشبه بالخضوع التام
    لذلك يدينون من تريد امريكا ادانته ويرفعون الغطاء عن من تريد امريكا رفع الغطاء عنه ،فلان منتهك لحقوق الناس
    وفلان يعطي الناس حقوقهم كما كان في العراق
    العراق قبل الحرب العراقية الايرانية
    ايضا جعلوه في خانة المنتهك لحقوق الناس ،ولكن بعد ان صارت الحرب ورأو النظام يواجه نظام الجمهورية الاسلامية في ايران
    رفعو عنه ، ازالوه من لائحة المنتهكين لحقوق الانسان ,وصاروا يدعمونه ويمولونه بالاسلحة حتى يقمع ويقتل بها وقتل من االإيرانيين ومن العراقيين , وانتهك ودمر وسجن.
    ومع ذلك لم يجعل في خانة المنتهكين لحقوق الانسان
    اسرائيل عندما تقتل من الناس وتعتدي وتهدم المساجد يقولون انها تحافظ على حقوق الانسان و
    يجب الحفاظ عليها وهي خط احمر ، اذا ماهي حقوق الانسان التي يطالبون بها؟!
    في الواقع ليست هناك مطالبة حقيقية جادة لحقوق الانسان من جهة الغرب وانما هي هراوة
    اداة يستعملونها لتخويف الحكام اذا كان الحاكم يختلف معهم يصفونه بانه منتهك لحقوق الانسان يجب علينا ان ندعم الثوار والشعب لازالته او انه يستلم لهم ولسياستهم
    وكما اننا نجد في هذه الثورات والربيع العربي مايحدث من انتهاكات في اليمن ولا كانه شي قد حدث , ومايحدث من انتهاكات في البحرين كانه لم يحدث شيئ ،
    ولكن في سوريا مثلا يقولون هناك انتهاك لحقوق الانسان ، ويجب دعمه ويجب تأييده ويجب الوقوف معه ولو كان بالامكان الدخول معه حرب مباشرة لتحركت الجيوش..
    ولكن في بلد صغير تنهتك حقوقه ويضرب ويسجن ويقتل ويعتدى على النساء والإطفال
    ولاتسمع الا ان البحرين شريك استراتيجي ولا يمكن التنازل عنه .
    هناك نصائح ترقيعية فقط وحقوق الانسان يطرحونها ولكن هل ينطلق هذا الطرح من منطلق واقعي ام انه لمصالح الاستكبار والاستعمار ، مانراه في العالم ان الثورات تتحرك والشعوب تطالب ولكن دول الاستكبار عندما يؤيدون يؤيدون بقدر مايحفظ مصالحهم
    طبعا هذا لا يعفي الشعوب ان تتحرك وتطالب ، المجتمع عليه ان يطالب بحقوقه لا يقف ينتظر من هنا او هناك ،المجتمع باحقانية قضيته ،و بجده واجتهاده وجهاده ومجاهدته يحقق.
    مايفرضه المجتمع في الواقع هو الذي يفرض على الجميع،اما ان يبقى فقط يلتمس من الغربيين المساعدة فهو واهم ويخسر
    يعني لو وقف المجتمع وانتهت الحركات التي نراها هنا وهناك ،وصار الانتظار ان يؤتى لنا بموقف او تاييد من الغرب لن يتحقق شيئ بمجرد ان يطمئنوا بان الحكومة و النظام مسك قبضته وسيطر على الوضع، لن يتحقق شيئ , فيفرض الشعب الواقع والمطالبة والحركة والاستمرار هو الذي يحققوالتراجع لا يحقق شيئ .
    حقوق الانسان تطرح من جهات مختلفة , بالنسبة لعلاقة الرجل بالمرأة , حقوق المرأة السياسية , ماهو نظر الاسلام لدخول المرأة في الجانب السياسي ؟ الاسلام يرى للمراة الحق في المشاركات السياسية وفي الانتخاب , وهذا قديم و قبل ما يطرحه الغربيون , حتى قضية البيعة , البيعة للنبي صلى الله عليه وآله و المشاركة وبيعة الخليفة هذا كان موجوداً ومرتبط بالاسلام من اول وجود الاسلام , وليس الاسلام متاخر , وانما الاسلام يعطي المرأة حقها في هذا الجانب قبل غيره , ما يطرح عادتاً لحقوق المرأة في الغرب والدول الغربية , هو اما ان يكون التبرج والتفسخ , والحرية في هذا الجانب او الإستغلال في الجانب الجنسي , او الدعوة لجعلها ايدي عاملة رخيصة , وليس ان تعطى حقها حقيقة , اما الاسلام فانه يسمح للمرأة ان تدخل في جميع المجالات الشريفة حافظة لعفتها و كرامتها وتدخل في جميع الميادين , بل يعتبر ان نزول المرأة في كثير من الميادين هو قوة ومحرك للعائلة بأكملها والاسرة بأكملها , يعني مثلاً في الاحتجاجات , عندما يكون للمرأة تواجد , يكون للرجال ايضاً تواجد , اما اذا كان الرجل في الاسرة هو الذي يخرج فليس بالضرورة ان تخرج المرأة , ولكن اذا خرجت المرأة تشجع وتحرك الرجال ان يدخلوا في ميادين المطالبة ويتحركوا ,
    المرأة لا يمنعها الاسلام ان تدخل في كل مجال اذا كانت محافظة على كرامتها وعفتها.
    الغربيون يصفون الاسلام بانه ينتهك حقوق الانسان , ولكن لو نتساءل ماذا وجدوا من الانتهاكات في الاسلام ؟. هل هو في نصوص الاسلام هناك انتهاك ؟ النصوص الاسلامية تفرض وتجعل الانسان اساس وكل تشريعات الاسلامية تصب في خدمة الانسان وصالح الانسان , لجعل الانسان مستقيماً وصالحاً , صحيح هناك بعض الفروق والاسلام ينظر اليها , ينظر لهذه الفروض التي تتناسب مع الفطرة , ذكرنا مثال المرأة, المرأة طبيعتها تختلف في بعض الامور , الاسلام يشرع ويحافظ على حرية المرأة وحرية الرجل , وحقوق المرأة وحقوق الرجل , القانون الذي يخدم في تكامل الاثنين ويخدم في تكامل المجتمع , بالنظر الى طبيعة الرجل , وبالنظر الى طبيعة المرأة .
    الاسلام والحرية , حرية التعبير , حق الانسان في حرية التعبير , هل انها مرفوضة؟ ام انها مقرة شرعاً ؟ اذا قرأنا التاريخ ورجعنا للتاريخ , وجدنا امير المؤمنين سلام الله عليه الذي يمثل الامتداد الحقيقي للنبي صلى الله عليه وآله , امير المؤمنين الذي مثل افضل حكومة على وجه الأرض , على مدى التاريخ , حكومة العدل , حكومة الخير و المساواة , لا يغفل احدا , سواء كان مخالفا له في الدين او موافقاً له في الدين , يقف امير المؤمنين سلام الله عليه يخطب في الناس , فيقف له شخص ويشتم امير المؤمنين ,يقول : كافر ما افقهه , وامثال هذه الكلمات , يتكلمون في وجهه في المسجد , فيقوم بعض الناس من محبي امير المؤمنين لهم , فيقول امير المؤمنين سلام الله عليه : دعوه انما هو سب بسب ,أو عفو عن ذنب , يعني اكثر ما لي ان ارد عليه بالمثل , او عفوا عن الذنب وانا اعفو عنه , يعطي الناس الحرية في التعبير من يختلف معه ,
    هذه حقوق موجودة في الاسلام او لا ؟ امير المؤمنين سلام الله عليه يختلف مع ينشقون عنه من الخوارج ويتنقلون بعد ذلك هنا وهنا وهم يتكلمون ويتحدثون ويتهمون ويطرحون ما يطرحون,. وامير المؤمنين سلام الله عليه ماذا يقول؟ وما هو موقفه منهم ؟ لا يحاربهم ويقول انتم دماءكم محفوظة , واموالكم محفوظة , واعراضكم محفوظة , كل شيء لكم محفوظ , وعطاءكم من بيت المال ايضاً محفوظ , مالم تتعرضو للمسلمين , التعرض للمسلمين والاعتداء على المسلمين واشاعة الفوضى والفتنة والقتل في المسلمين يعاقب عليه , ولكن انظر لهذه العقوبة , امير المسلمين سلام الله عليه , عندما يجد شخص خاطئ, واستحق العقوبة في الاسلام , يعاقب ؟ ماهي عقوبته , اقصى ماتكون في الاسلام عقوبته الاعدام , مثلاً شخص ارتكب واستحق هذه العقوبة , اذا جيء به لتنفيذ الحكم , لا يسمح لأحد ان يخطأ عليه او يشتمه , حرام شتمه حرام اهانته , يتعامل معه معاملة الانسان ,
    فقط تطبق عليه العقوبة المقرة شرعا , ولكن الاعتداء عليه , بالضرب في حال الاعتقال ,مثلاً سحبه اهانته , شتمه , مرفوض في الاسلام , هذا هو الاسلام الذي يراعي كل شيء ويعطي كل شخص حقه , لا يتعامل معاملة إجحاف ولا يظلم ولا يعتدي على احد .
    الحرية الغربية التي تطرح ذكرنا انما هي لحفظ مصالح فئة خاصة في الغرب , وهم اصحاب رؤوس الاموال , لذلك بيدهم جميع المقدرات بيدهم الاعلام , الاعلام يخدمهم , وليس لغيرهم الحق , ومن يخالفهم لا يتركوه , والاحداث التي حدثت في امريكا تبين , في زمن الرئيس كلينتون ايضاً حدثت بعض الأمور , اشخاص يختلفون ويعتصمون في بيت , يهددهم النظام , القوات تهددهم فلا يخرجون و يحرقون عليهم البيت ويحرقونهم وهم احياء , حقوق الانسان كلمة يستعملونها ولكن في الواقع لا تطبق , اذنابهم واتباعهم بنفس المصب , بنفس الطريق و بنفس المنهج , لا يوجد اختلاف , نشاهد الاحداث التي نشاهدها في هذه الايام , في كل يوم وفي اكثر الليالي , ولكن نقرأ الاخبار , اقرأ خبرين او ثلاثة اخبار من صحيفة الوسط , تقول
    1-( اكد نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة , ان الخطوات التي اتخدها الملك بتشكيل لجنة محايدة ومستقلة لتقصي الحقائق وللتأكيد على تنفيذ توصياتها يشكل نقلة نوعية في الحياة السياسية , و يؤسس مرحلة جديدة في مملكة البحرين )
    يعني يقولون عملنا مستمر ولن نقبل بانتهاك حقوق الانسان , هذا مايعبرون عنه , كأنهم يقولون للعالم اقتدو بنا فنحن نطبق حقوق الانسان في البحرين مائة بالمائة , للعالم كله يقولون فالينظر العالم لنا وليقتدي بنا .
    2-( اكد وزير الداخلية الفريق الركن , الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة , حرص الوزارة على التعاون من اجل ترسيخ وتعزيز مبادئ حقوق الانسان , في اطار التزام مملكة البحرين بالمواثيق والمبادئ والاتفاقيات المنظمة لهذه الحقوق) .
    جميع الوزارات تجدها في هذا المصب .
    3-( وزير العدل يستعرض التعاون مع المفوضية السامية لحقوق الانسان )
    كلهم يتعاونون لحقوق الانسان , ولكن اين حقوق الانسان ؟ فوق الاعتداء على المنازل , سقوط الشهيد , وكم من الناس المصابين والذين يتعرضون للانتهاكات والشتم والاعتداءات على بيوتهم كثيرة ومستمرة , ولكن شعار الحكومة حقوق الانسان ,هذا يبين طغيان الظلمة وان الظالم لا يستجيب اذا كان متمكن وعنده القدرة ان يجعلك في الارض , فلن يتراجع , لابد ان تكون قوياً , لابد ان تثبت وتطالب , تثبت في الميادين في المطالبات في الساحات في الاعتصامات في المهرجانات , لا نتراجع , اذا كنا على استعداد للإستمرار و التقديم كما قدم الشعب الكثير ونحن لسنا اغلى من الشعب, علينا ان نثبت ونقدم حتى تتحقق المطالب وإلا سوف نسحق ويسحق ابناءنا .
    التكافل الإجتماعي
    انتقل الى موضوع آخر , او توصية بالنسبة للتكافل الاجتماعي , الاسلام في احاديث كثيرة , حبب , وذكرنا أن الاسلام هو الذي يراعي حقوق الانسان , على جميع الأصعدة والمستويات من مستوى الدوله او النظام , إلى مستوى العلاقات مع الأهل مع الإسرة مع المجتمع مع العالم كله , النبي صلى الله عليه وآله يقول : (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
    لا يكون شخص يعاني ونحن نتفرج , هذا المجتمع نحن مسؤولون فيه , جميعنا كل فرد , انت مسؤول بينك وبين الله , وحتى الشخص الذي لا يعتقد بهذه التعابير الدينية , انسانية الانسان يجب ان تكون متحركة , حية , لا يكون الشخص ميت , هناك شخص مثلا يحتاج و انا اتفرج عليه هذا امر مخالف لفطرة الانسان السليمة .
    احاديث اخرى تبين وترغب, روى المشعل الاسدي ,ـــ عندنا عبادات كثيرة من ضمنها الحاج , بعض الاحاديث ذكرت منها سابقاً , عبادات مهمة وثوابها عظيم ـــ
    (,يقول المشعب الاسدي قال : خرجت حاجاً فانصرفت الى ابي عبدالله الامام الصادق سلام الله عليه
    فقال: من اين بك يا مشعل ؟
    فقلت: جعلت فداك كنت حاجاً , في الحج ,
    فقال عليه السلام : اوتدري ما للحاج من الثواب ؟
    فقلت: ما أدري حتى تعلمني , مشعل يقول يريد ان يتعلم من الامام ماهو ثواب الحاج ,
    فقال عليه السلام : ان العبد اذا طاف بهذا البيت اسبوعاً ,يقصد بها سبعة اشواط طبعاً , وصلى ركعتيه , وسعى بين الصفى والمروى , كتب الله له ستة آلاف حسنة ,و حط عنه ستة آلاف سيئة , ورفع له ستة آلاف درجة , وقضى له ستة آلاف حاجة , تقضى حوائجه , للدنيا كذا , وادخر للآخرة مثلها , ايضا للآخرة يحصل ,
    فقلت : جعلت فداك ان هذا لكثير , مشعل يقول ان هذا ثواب كثير ,
    فقال عليه السلام : ألا اخبرك بما هو اكثر منه ,
    فقلت : بلى ,
    فقال عليه السلام : لقضاء حاجة مؤمن , افضل من حجة وحجة حتى عد عشرا) , قضاء حاجة مؤمن اكثر من هذا الثواب كله , الذي يساعد عائلة محتاجة , ويقدم لعائلة محتاجة , الذي يتكفل عائلة محتاجة ويقدم المساعدة , ولو يساهم بالشيئ اليسير , له ثواب عظيم , اكثر من ثواب هذه الحجات التي ذكرها الامام .
    كنا نوصي اخواننا ايضاً بالالتفات لعوائل الموقوفين والمفصولين عند العمل والمسجونين , نجعل انفسنا من ضمن هذا المجتمع , نتكاتف ونتكافل كلنا , كل منا يكفل صاحبه , لا يجعل احداً محتاج وانت تنظر , لاتترك احد محتاج وانت تنظر اليه , انت في خير , اولادك في خير , وجارك في حاجة وبؤس , بئس الانسان الذي يرى نفسه واهله في رخاء وعنده ما يستطيع ان يقدمه للمحتاج جاره يمر في ازمة ولا يتحرك ولا يكفله , علينا ان نكون بقدر المسؤولية .
    والحمدلله رب العالمين , وصلى الله على محمد و آله الطاهرين.